تجربة صحافية-، على مدى نصف قرن من العمل .
الموضوع رقم 1
الموضوع رقم 1
فإذا قمنا بمراجعة تاريخية لأرشيف الصحافة العربية بشكل خاص، فإننا نجد أسماء قلائل من إعلام الصحافة العربية، التي طبعت اسمها على مدى هذا الزمن، و اشتهرت فيه بالكتابة اليومية و استمرت بشكلها الحالي إلى يومنا هذا، بالرغم من الهجوم التي تتعرض له هذه الأنواع من الوسائل الإعلامية،ممثلة بالإعلام المكتوب، والتي أضحى معروفا باسم الصحافة المكتوبة. وتحديدا هذه الهجمة المتواصلة من قبل الإعلام المرئي الذي يحاول إبراز دوره وقدرته في عملية التواصل الجماهيرية من خلال تطور الاتصالات والحياة التكنولوجية العامة، التي أصبحت في متناول البشرية جميعا،وبظل هذا الصراع المرير الذي يدور اليوم بين الوسائل الإعلامية المختلفة من اجل البقاء والسيطرة على الكتلة الكبيرة من الجمهور والوصول إليها وإلى السيطرة على جمهورها ، صرع قوي على البقاء بين الوسائل الإعلامية المختلفة ،لكن يبقى الإعلام المكتوب حتى ألان هو المرجعية العامة لكل وسائل الإعلام الحديثة، لكن القلائل جدا الذين بقوا أو استمروا في مهنة الكتابة اليومية على مداها الطويل، مع ذلك لا يسعنا إلا الوقوف أمام أسماء لامعة في عالم الإعلام المكتوب في العالم العربي عامة وفي لبنان خاصة مثل :"محمد حسنين هيكل ، الراحل غسان أبو جودة، غسان تويني، الراحل جوزيف سماحة ،جوزيف أبو خليل، طلال سلمان،غسان الإمام ، ،جمال الخشقجي ،جهاد الخازن ،سعيد الجزائري، رفيق خوري،عبد الباري أبو عطوان، غسان شربل،شارل أيوب، جميل الديابة،والراحل ملحم كرم، والراحل رياض طه،نصوح بابيل ،احمد عارف الزين،امين الريحاني ،سعيد فريحة،جورج بيطار،وجيه الحفار،يوسف العيسى،كميل شمعون،شارل الحلو، ،والراحل رياض الريس"الذي نتناول أعماله القيمة في مجال الإعلام المكتب والتي طبعت أحرفها على جريدته اليومية القبس. أسماء من ذهب كثيرة هي صاحبة المقالة اليومية[4] في جرائد عديدة في الوطن العربي لا نستطيع ذكر أسماء كتابها لان موضوعنا ليس ذكر الأسماء ،أو التمجيد بالخالدين في عالم الإعلام المكتوب او الترحم على الغائبين ،بل عملنا محدد ومحدد في مقالة عميدنا الراحل نجيب الريس على صفحة جريدته الخالدة القبس .
مدخل:
من المألوف أن يكتب الصحافي بقلمه ما يوحي به العقل، أما أن يكتب بقلمه ما يوحي به القلب وان يكون غيور بقلمه على تراب وطنه " الوطن العربي السوري" متحمس لقضيته الوطنية ، القومية، ويشارك الصحافي في الحياة السياسية والاجتماعية التي تخص شعبه من خلال جملة مقالات ومواضيع تعالج على صفحات جريدته ما يعاني منها المواطن العادي، فهذا ما نجده في أعمال نجيب الريس الصحافية ، المكتوبة بقلمه الصحافي المميز وكلماته الهادفة لأنها كلمات مكتوبة ومرسلة منه في سبيل قضيته الكبرى،إلى الجمهور الكبير، فالقضية ، قضية تحرير وطنه من الاستعمار الفرنسي ، فهي قضية وطنية قبل كل شيء .
في البدء كانت الكلمة كما جاء في الكتاب المقدس"الإنجيل " لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، ونحنا نقول وإنما بالكلمة أيضا. الكلمة هي إذا النمط الذي يجسد فيها الرد على ما يقوله الكاتب، والكلمة التي أكد دورها في القران الكريم لأنها هي تقوم على تعليم القراءة وتهذيب للنفس من خلال الآية الكريم التي تقول "إقراء باسم ربك ".
أما الكاتب الفرنسي " شاتو بريان الذي يقول :" لا تحيى الكتابة بغير الأسلوب[1] ،فالأسلوب المميز لدى الصحافي والكاتب السوري في البلاغة العالية للكلمات التي تمل مقالاته وبراعته، ومهما نبالغ في الشرح والواصف والتأكيد على كتاباته الصحافية، لنصل إلى أن بلاغة نجيب الريس كانت في اللغة التي يستعملها بطلاقة مميزة،وبذوق مرهف،وذو فن رفيع، فكلماته مجندة ،وروحها عذبة، وذكاءه فريد وعظيم، فإني لا أميل إلى تغليب أثر الذكاء على العوامل الأخرى لدى الريس مما أدت بان تكون مميزة في كتابة مقالاته اليومية، ليس من قبيل المبالغة تملقا لأي شيء أخر دون الوقوف الفعلي أمامه كصحافي محترف، لم ينال حقه المهني الطبيعي .
أثناء دراستنا العلمية والأكاديمية لمقالات الصحافي الراحل نجيب الريس "الصحافية" والتي جمعت جميعها في مجموعة كاملة قدمها ابنه الصحافي "رياض نجيب الريس" عن دار الريس للنشر بمناسبة الذكرى المئوية لولادته عام 1995،هذا المشروع الضخم الذي ضم عشرة مجلدات،13339مقالة،6366 صفحة،وأكثر من حوالي 1600 مرجع،وهامش موجودة في داخل المجلدات. وقدمت هدية ثمينة للمكتبة العربية والعالمية،بعد تغيب قصري عن المكتبة العربية . هذه المجموعة التي تتميز بوضوح الخط السياسي والفكري العام لكاتبها، نجيب الريس المرتسم فيها من خلال الموقف الثابت، المتسلسل لطرح واحد .
فكر متقدم ومتطور ساد وسط كل الغموض، الذي سيطر أثناء تلك الحقبة الزمنية، وذلك الوقت ، التي كانت سورية ترزخ تحت الاحتلال الفرنسي . فكل مقالة كان يبدءاها الريس كانت تبدو وأضحت المعالم من أول كلمة يخطها إلى أخر كلمة ينهي بها المقالة .
يكتب الكاتب السوري ياسين الحافظ[2]: "إن السقوط العربي الذي لاحت نذراه مع السقوط والهزيمة ،فهي حلقة من الهزيمة الكبرى الطويلة التي هي هزيمة الإنسان العربي أو الضارة العربية أمام الأجنبي المرتزق"[3] .
لكن رياض نجيب الريس في يكتب في كتابه:" بان الصحافي الذي يكتب عادة بشكل يومي أو أسبوعي يجد نفسه من دون وعي مباشر منه بأنه لا يحمل مواضيع بل يؤرخ لتاريخ يعيشه يوميا .
[1] د. شيخ بكري أمين ، أمير النثر الفرنسي كتاب البلاغة العربية ثلاثة أجزاء، الجزاء1 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1978 ، ص، 20 .
[2] جريدة السفير اللبناني 07،08، 1978 .
[3] رياض نجيب الريس، قبل أن تبهت الألوان، دار الريس للنشر، بيروت، 1995، ص 527.
[4]نجيب الريس،القبس المضيء،المجلد العاشر ، دار رياض الريس للنشر ،بيروت 1995
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعايةDr_izzi2007@hotmail.com
مدخل:
من المألوف أن يكتب الصحافي بقلمه ما يوحي به العقل، أما أن يكتب بقلمه ما يوحي به القلب وان يكون غيور بقلمه على تراب وطنه " الوطن العربي السوري" متحمس لقضيته الوطنية ، القومية، ويشارك الصحافي في الحياة السياسية والاجتماعية التي تخص شعبه من خلال جملة مقالات ومواضيع تعالج على صفحات جريدته ما يعاني منها المواطن العادي، فهذا ما نجده في أعمال نجيب الريس الصحافية ، المكتوبة بقلمه الصحافي المميز وكلماته الهادفة لأنها كلمات مكتوبة ومرسلة منه في سبيل قضيته الكبرى،إلى الجمهور الكبير، فالقضية ، قضية تحرير وطنه من الاستعمار الفرنسي ، فهي قضية وطنية قبل كل شيء .
في البدء كانت الكلمة كما جاء في الكتاب المقدس"الإنجيل " لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، ونحنا نقول وإنما بالكلمة أيضا. الكلمة هي إذا النمط الذي يجسد فيها الرد على ما يقوله الكاتب، والكلمة التي أكد دورها في القران الكريم لأنها هي تقوم على تعليم القراءة وتهذيب للنفس من خلال الآية الكريم التي تقول "إقراء باسم ربك ".
أما الكاتب الفرنسي " شاتو بريان الذي يقول :" لا تحيى الكتابة بغير الأسلوب[1] ،فالأسلوب المميز لدى الصحافي والكاتب السوري في البلاغة العالية للكلمات التي تمل مقالاته وبراعته، ومهما نبالغ في الشرح والواصف والتأكيد على كتاباته الصحافية، لنصل إلى أن بلاغة نجيب الريس كانت في اللغة التي يستعملها بطلاقة مميزة،وبذوق مرهف،وذو فن رفيع، فكلماته مجندة ،وروحها عذبة، وذكاءه فريد وعظيم، فإني لا أميل إلى تغليب أثر الذكاء على العوامل الأخرى لدى الريس مما أدت بان تكون مميزة في كتابة مقالاته اليومية، ليس من قبيل المبالغة تملقا لأي شيء أخر دون الوقوف الفعلي أمامه كصحافي محترف، لم ينال حقه المهني الطبيعي .
أثناء دراستنا العلمية والأكاديمية لمقالات الصحافي الراحل نجيب الريس "الصحافية" والتي جمعت جميعها في مجموعة كاملة قدمها ابنه الصحافي "رياض نجيب الريس" عن دار الريس للنشر بمناسبة الذكرى المئوية لولادته عام 1995،هذا المشروع الضخم الذي ضم عشرة مجلدات،13339مقالة،6366 صفحة،وأكثر من حوالي 1600 مرجع،وهامش موجودة في داخل المجلدات. وقدمت هدية ثمينة للمكتبة العربية والعالمية،بعد تغيب قصري عن المكتبة العربية . هذه المجموعة التي تتميز بوضوح الخط السياسي والفكري العام لكاتبها، نجيب الريس المرتسم فيها من خلال الموقف الثابت، المتسلسل لطرح واحد .
فكر متقدم ومتطور ساد وسط كل الغموض، الذي سيطر أثناء تلك الحقبة الزمنية، وذلك الوقت ، التي كانت سورية ترزخ تحت الاحتلال الفرنسي . فكل مقالة كان يبدءاها الريس كانت تبدو وأضحت المعالم من أول كلمة يخطها إلى أخر كلمة ينهي بها المقالة .
يكتب الكاتب السوري ياسين الحافظ[2]: "إن السقوط العربي الذي لاحت نذراه مع السقوط والهزيمة ،فهي حلقة من الهزيمة الكبرى الطويلة التي هي هزيمة الإنسان العربي أو الضارة العربية أمام الأجنبي المرتزق"[3] .
لكن رياض نجيب الريس في يكتب في كتابه:" بان الصحافي الذي يكتب عادة بشكل يومي أو أسبوعي يجد نفسه من دون وعي مباشر منه بأنه لا يحمل مواضيع بل يؤرخ لتاريخ يعيشه يوميا .
[1] د. شيخ بكري أمين ، أمير النثر الفرنسي كتاب البلاغة العربية ثلاثة أجزاء، الجزاء1 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1978 ، ص، 20 .
[2] جريدة السفير اللبناني 07،08، 1978 .
[3] رياض نجيب الريس، قبل أن تبهت الألوان، دار الريس للنشر، بيروت، 1995، ص 527.
[4]نجيب الريس،القبس المضيء،المجلد العاشر ، دار رياض الريس للنشر ،بيروت 1995
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعايةDr_izzi2007@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق