السبت، 7 مايو 2011

اتساع رقعة المظاهرات في  ثورة ربيع سورية!!!
لم يستطيع النظام في سورية من امتصاص نقمة الشعب السوري حتى بتشكيل حكومته الجديدة والذي إعلان عنها رسميا  لكي تدير شؤون البلاد في ظل التطورات الحديثة، وتنفيذ برنامج الإصلاحات والمطالب التي اقرها النظام من خلال ظهور الرئيس بشار الأسد في البرلمان السوري في ظل احتفال نيابي مميز بوجود الرئيس في حرم البرلمان الذي انفجر تصفيقا بوصول الرئيس،بطريقة غير عادية،من قبل السادة النواب.
على الرغم من كل هذا ،أتى الرد السريع من الشعب السوري، عن طريق مشاركته الكثيفة بجمعة الإصرار التي عمت البلاد أفقيا،  في حركة اضرابية كبيرة أخذت تتسع فيها رقعة الاحتجاجات في كافة المحافظات السورية ،خرج الشعب من جديد للتعبير عن آراءه  مطالبا بالحرية والديمقراطية، فكانت الشعارات المرفوعة ترفع شعار واحد الحرية أولا ،الحرية ،الحرية، الحرية،لان هذا الشعار هو الواحد والأساسي الذي يجمع الشعب السوري عليه.
-           الحرية هي مطلب هؤلاء المتظاهرين الثائرين الذين رفعوا صوتهم في المدن السورية المناضلة، المتظاهرة،المحتجة،الملتهبة بالغضب" ضد النظام السوري وأجهزته الأمنية  لقد كسروا جدار الخوف والصمت مجددا مطالبين بالحرية المفقودة منذ 40 عاما. لم يفلح النظام الأمني إذا بلجم وإسكات صوت الحركات الاحتجاجية التي يقوم بها الشعب ضد النظام بالرغم من تعدد وسائل الترهيب والتخوين والتخويف الذي يمارسه النظام السوري وأعوانه "أصدقاء" النظام المستفيدين منه.
-           - الإعلام السوري مستنفر،ويعمل بكل جهد من اجل فبركة الإحداث والمعلومات لتشويه أهداف التظاهرات، من خلال بث شرائط فيديو واعترافات لمجمعات مخربة في المدن السورية،استخدام كل الوسائل التي تخضع لسيطرت الدولة في تركيب القصص والأحاديث التي تمس بسمعة الشعب المحتج،شن هجوم ضروس ضد القنوات العربية بسبب محاولتها تغطيت الإحداث عكس الأجندة السورية.
-           -حالة تأهب قصوى في أجهزة الاستخبارات المختلفة التي تمارس أبشع الإعمال بحق المتظاهرين من اجل الدفاع عن استمرارية بقاءها في السلطة من خلال القتل والاحتجاز وترهيب المواطنين وفبركة التهم الجاهزة لعامة المواطنين. 
-           -الأصدقاء الأوفياء للنظام السوري في مناطق مختلفة، يعلون تأيدهم للنظام في أصعب مرحلة يمر بها النظام  وهم يقفون ضد المؤامرة الذي تحاك ضد النظام من قبل شعبه،فهم أوفياء  للنظام ويقفون معه في قتل شعبه. لكن الشعب السوري يوما بعد يوم يصر على المزيد من كسر الجليد والخوف  من خلال رقعة الاحتجاجات الشعبية والمطلبية التي تعبر عنها ازدياد الفجوة المفتوحة بين الشعب والنظام،لان  شرائط الفيديو التي بثها النظام ويفبركها ضد الشباب الثائر وإلصاق التهم بالمحتجين ووصفهم بأنهم مجرمين ومرتزقة ومأجورين من إطراف إقليمية تديرهم وتحركهم،كالسعودية ولبنان بشخص "تيار المستقبل" لن ترهب السوريين بل تزيدهم إسرارا على الاحتجاج. النظام ينعتهم بأنهم من جماعة الإخوان المسلمين التي تريد تغير السلطة والاستيلاء على البلد،فالنظام السوري لا يستطيع وصف شعبه بأنهم عملاء إسرائيليين، أو جواسيس للغرب ،لان هذه الصفة لا تمر على الشعب السوري،الشعب ليس صهيوني وغربيون،والمتظاهرون ليس أحجار شطرنج  او دمى متحركة  تحركهم من طوابير خارجية .  فالنظام السوري يريد إرسال رسالة للخارج والداخل من خلال وصفه بان الإسلام الراديكالي هو الذي يحرك هذه الجماعات المحتجة،من خلال نعت شعبه بالمجرمين والمخربين والمرتزقة،النظام لايزال يستخدم فزاعة الإخوان المسلمين والإرهاب الإسلامي من اجل كسب ود وعطف الغرب وتخفيفه لهذه الحالة الجديدة في سورية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أمامنا اليوم وبقوة،النظام السوري يطلق الحرب على حركة الإخوان في سورية التي تعتبر محرك الثورة الشعبية ضد نظامه، ليأتي الرد من حركات الإخوان المسلمين في الدول العربية " كمصر،والأردن،وحركة المقاومة الإسلامية حماس" بالتأيد له، فها هذا يعني بان حركة الإخوان انقسمت إلى إخوان عربية وأخرى أخوان إيرانية.طبعا الثورات العربية خلطت الأوراق كلها ليس في الدول وإنما مع الأحزاب والحركات أيضا التي حاولت تأيد ثورات وعادت أخرى في دول كانت حليفة .عجيب هذا الزمن"سورية وحلفاءها في 8 آذار "وحزب الله يشنون حرب على تيار المستقبل اللبناني والمملكة العربية السعودية لكونهم يتدخلون بالشؤون السورية الداخلية،بينما سورية تمد نظام القذافي بالعتاد والسلاح والطيارين الذين يقصفوا الشعب الليبي ،وحزب الله اللبناني يقاتل إلى جانب ثوار" مصراته" الذي يتلقى الدعم والعتاد من حلف الأطلسي وأمريكا "الشر المطلق " كيف يفهم هذا إمام تحالف الأسد سورية والقذافي وإيران طوال المدة الماضية، هل هناك ازدواجية في التعاطي مع الأمور أو انه توزيع أدوار جديدة .
-           هناك الكثير من هذه الازدواجية الجديدة في التعاطي التي تستحق بحد ذاتها مقال خاص، ولكننا نحن اليوم أمام تعنت النظام السوري الذي يكابر ويكذب ويقزم مشكلة شعبه ومطالبهم المحقة، فالأزمة التي بات يعاني منها نظام دمشق يقابلها كسر للخوف واتساع للمظاهرات وتمددها نحو كل المدن والمناطق ،فالمظاهرات التي بتن نشاهدها ما هي إلا عدم ثقة فعلية بنظام الأسد وأجهزة مخابراته،فالرد الشعبي الذي اصب حياتي من وحدة الشعب السوري وعدم تفريق مطالبيه،القمشلي وجبلة وحمص والسويداء تنتصر لدرعا وبانياس،من خلال هتافات عالية تقول واحد، واحد الشعب السوري واحد. 
-           من الواضح جدا بان النظام السوري لا يرد حل وتفهم مشكلة شعبه بل يريد تصديرها الى الخارج من خلال المعادلة التالية : داخليا مخاطبة الشعب السوري بأنه أمام "الفوضى أو النظام الحالي. خارجيا يهدف النظام إلى إبلاغ الدول الإقليمية من خلال القول،إذا لم تساعدون في حل وحسم المشكلة،فعليكم انتظار ماذا يمكن لهذا النظام من فعله. لهذا السبب كان يحاول جز المملكة وتيار المستقبل في مشاكله الداخلية من خلال استخدام قنواته وتلفزيونات أصدقاءه في لبنا الذين يصرون على ادخل تيار المستقبل في العملية فحزب الله حليف سورية الذي يصر على مشاركة المستقبل في سورية لكي يبرر بأنه الإيراني تدخل في البحرين وغيرها فهذا المستقبل السعودي يتدخل في سورية.لكن من الواضح بان النظام السوري اخذ قراره النهائي من خلال الحسم العسكري على طريقة ليبيا القذافي ،والتوجه إلى عسكرة الثورة وجر الثوار إلى رفع السلاح ضده لكي يسمح لنفسه بالرد عليهم وضربهم بقوة ،لان الصور البسيطة التي سربت للإعلام وبثت على شاشات التلفزيونات، تدل على همجية النظام ومدى حبه للانتقام الذي يمارسه ضد المتظاهرين في استخدامه للرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ،واستخدام السلاح في قتل المدنيين وإطلاق النار العشوائي على الشرطة،القمع بالسلاح هو الحد الفاصل إذا لان الثورة السورية تختلف عن الثورات التي سبقتها في الدول العربية ،لان ربيع الثورة السورية أفزعت النظام ورجاله . الثورة السورية وثوارها يختلفون عن باقي الثورات ليس لهم ساحة تجمعهم فيها بل ساحات في كل المدن،لا يوجد مجلس قيادة للثورة أو قيادة شباب الثورة ،ليس لها ناطق إعلامي ،يصرح باسم مجلس قيادة الثورة،الثورة تستخدم الفيسبوك والجوامع للانطلاق في كل نهار جمعة بعد صلاة الظهر، هذا يعود بطش النظام وقمع الآراء الأخرى ،فكل كلمة تختلف مع النظام الأمني ،هي خطيرة عليه وتشكل له إحراجا وأزمة. النظام يدعو السوريين للتفاوض والحوار ،ولكن الدعوة إلى من ومع من يتحاور مع المجرمين والخونة ،ومن يضمن للمتحاورين السلامة أو عدم زجهم بالسجون أو إعلان إحكام عرفية بحقهم ،السجون مفتوحة والمحاكم تعمل دون وقوف والنار تطلق على الشعب دون رحمة من اجل إخماد الأصوات التي تطالب بالحرية والديمقراطية،لكن رد الشعب سوف يكون التظاهر ورفع الصوت بشكل أوسع،فالشعب السوري يريد فقط الوقوف معه وتفهم مطالبه وهو كفيل بالتغير الحتمي .            
          د.خالد ممدوح العزي  
-            *كاتب وخبير استراتيجي
-            Dr_izzi2007@hotmail.com

تركيا بعد القرصنة الصهيونية ودورها الإقليمي المستقبلي بعد الهجوم الصهيوني على أسطول الحرية والاستهداف الفعلي للدور التركي :
 
سؤال يطرح نفسه عن الدور التركي الإقليمي الجديد الذي يريد حزب العدالة والتنمية ان تلعبه تركيا الجديدة ،تركيا أردوغان ،وقيادتها السياسية الممثلة بالثلاثي "الطيب رجب أردوغان ،عبدا لله غول ،واحمد داود أغلو" من خلال سياسة الهجوم السلام التركي على إسرائيل ،لان تركي التي تعرف كيف تتعامل مع جيرانها العرب ومع من حولهم ،تركي التي لا تفتعل المشاكل مع إسرائيل كي تصبح جزاء من الصراع العربي- الإسرائيلي"الصهيوني "،في إطاره العام "العسكري والأمني والإعلامي "،بل يتركز الموقف التركي بالأساس على الجانب السلمي لهذا الصراع من خلال الالتزام بالمبادرة العربية للسلام التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عام 2002 في مؤتمر القمة العربية في بيروت والتي تم المصادق عليها في مؤتمر"منظمة القمة الإسلامية " في طهران في العام 2003 والتي كانت أنقرة أبدت موفقتها على هذه المبادرة دون تحفظ ،وتبنتها كل القمم العربية والإسلامية فيما بعد .
 
هجوم السلام التركي:
 
من هنا يأتي هجوم السلام التركي الأخير، الرافض لمبدأ الحرب مع إسرائيل، محاولة إلغاء كل محاولة الحرب في المنطقة، مزيلة بذلك كل الذرائع التي تحاول إسرائيل طرحها أو إيجادها، التي تتسابق عليها منذ مدة مع الجمهورية الإيرانية. فتركيا لن تحل محل العرب كما يتصور البعض ،والدخول في حرب مع إسرائيل،بل هي التي تشجعهم على المضي في مشروع السلام الذي يجب أن توافق عليه إسرائيل ،لأنه المنقذ لها، ولإستمراريتها كدولة وسط جيرانها العرب.
ربما تركيا بدأت تحل محل إيران التي تختبئ وراء القضية الفلسطينية، لحل مشاريعها التوسعية ،ولأجل إيجاد مناطق نفذ جديدة في العالم العربي،من خلال حروب صغيرة بالوكالة في جنوب لبنان أو قطاع غزة .
 
ضرب الأسطول:
 
قامت إسرائيل بضرب الأسطول البحري وتحديدا مهاجمة الباخرة التركية، فالقتل والقرصنة ليست جديدة على إسرائيل فالسجل الإسرائيلي ليس بجديد على تلك الجرائم والمجازر لان كل قادة هذه الدولة قد بنو تاريخهم وجاههم على الدم الفلسطيني والعربي ،فالمجازر والقتل والكذب والإشاعة هي صفتهم ... لكن المسائلة هي أعمق بكثير من القرصنة أو اقتحام سفينة، إنما الدور الذي بدأت تركي لعبه في هذه الفترة لم يعد يعجب إسرائيل أبدا ،فهي لا تريد أن تلعب تركي دور ريدي مميز في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في القضية الفلسطينية، فهذا الدور الذي حملت لواءه ليس بعيدا عن الموقف العربي والعالمي، والذي تجلى بالتضامن العالمي مع الضحايا الأتراك من خلال الشجب والتنديد العالمي،لهذه القرصنة والتصرف الحاقد من قبل العالم فهجوم السلام التركي الذي استميل إلى جانبه كل قلوب العالم،لم تستطيع الصواريخ الإيرانية التي تضرب من غزة او جنوب لبنان سو ى ميل العرب في البداية والتي تحولت فيما بعد هذه الصواريخ إلى نزاع عربي،وفلسطيني خاص، بالرغم من الهيصة والأهزوجة، إلى غزة من جانب دول الممانعة طوال الفترة الماضية إلا أنها ظلت بعيدة جدا عن الالتحاق بهذا الهجوم ،"هجوم السلام لأنهم هم من قرعوا طبول الحرب الذي يخدم إسرائيل وحدها ويخرجها من عزلتها الدولية التي فرضتها على نفسها من خلال أخطاءها المتكررة،والتي ترجمتها باقتحام أسطول الحرية في المياه الإقليمية، طبعا هذه القدرة التي صنعتها تركيا بعملية السلام هذه لم تكن بعيدة عن المواقف العربية الرسمية والعالمية الداعي للسلام ،طبعا من خلال ،متطوعي المنظمات الدولية والأهلية المؤمنين بفك الحصار عن غزة لأنهم من دعاة السلام أيضا، لقد ابتعد الإعلام كثيرا عن هؤلاء الجنود المطوعون فليكن الامتنان الكبير للمشاركين من مسلمين ويهود ومسحيين، وقوميين وعلمانيين وغربيين وشرقيين من كسر قيود الحصار ، وتعرية إسرائيل إمام المجتمع الدولي بأنها دولة متطرفة بعيدة كل البعد عن أي مشرع سلام في المنطقة.
 
السابق بين السلام والحرب :
 
تركية التي تسير في مشروع السلام لم يكن أسطول الحرية هو نقطة البداية إنما المشروع يسير منذ سنتين، الذي ابتدأ بالواسطة الإسرائيلية- السورية ، الذي كان الموقف التركي يحدد معالم إستراتيجيته القادمة في المنطقة من خلال إخراج المنطقة من حالة الصراع والحرب أو تسابق التطرف الإيراني -الصهيوني الذي وجد تقاطع مصالح مشتركة من خلال الهرب إلى الإمام بقرع طبول الحرب وفقا لمشروعهم، التوسيع على حساب الدول العربية ، في فترة تغيب فيها كل المشاريع الأخرى ،بما فيها المشاريع العربية التي تعاني من أزمة، بنيوية كاملة ،"اجتماعية ،أمنية، عسكرية، أخلاقية،سياسية ،ديمقراطية ، الخ ... واهم من هذا كله، هي أزمة الثقة الذي يعاني منها المواطن ما بينه ومابين نظامه .
والذي كان باستطاعة تركي متابعة عملها ، من اجل أنتاج تسوية جيدة للجميع وتفادي كل الذي حدث من حرب لبنان وحرب غزة وحصارها، فكل هذا الهجوم كان ضد المصلحة الإيرانية التي استطاعت إسرائيل استدرج حركة حماس لإطلاق صواريخ القاسم مما أدى إلى افشل ذلك القطار وإيقافه أمام تلك النيران التي تخدم مشروع التطرف.
 
تركيا تمتلك القلوب :
 
فالذي إجهاض هجوم السلام التركي إذا هي إيران وإسرائيل معا وهذا ما اغضب اردوغان في قمة دافس في وجه الرئيس العبري الذي أدى به إلى الانسحاب من القمة،لكن فهم لعبة التقاطع في المصالح الإيرانية والإسرائيلية .
 
لقد امتلكت تركيا قلوب العرب والمسلمين والعالم كله بهجوم السلام الإعلامي والسياسي والحقوقي ، فإذا الأمريكان يحاولون أن يلتفوا على المشكلة كالعادة، من خلال تحميل الأوروبيين مسؤولية كبرى لعدم موافقتهم على انضمام تركيا إلى البيت الأوروبي مما دفعها إن تخطي هذه الخطوات نحو الدور الحالي الذي تلعبه بالعداء لإسرائيل، فالمشكلة تكمن أصلا ليس بانضمام تركيا إلى البيت الأوربي، او الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني،أو تمسك إيران براية الكفاح الفلسطيني ، لكن المشكلة التي تكمن بعدم استطاعت إيجاد الحل الجذري للقضية الفلسطينية وخاصة نحنا على أبواب القرن الواحد والعشرون.
 
الدور الإقليمي المقبل :
 
فإذا كانت تركيا تنظر دوما إلى لعب دورا إقليميا رياديا في مناطق نفوذها لتطوير دورها السياسي والاقتصادي والأمني، فهذا حقا لها ولشعبها ، ولكن الحق، لن يكون معها إذا كان هذا الطموح على حساب الدول والشعوب المجاورة ، لقد دخلت إيران إلى المنطقة العربي ليس من الشباك كما يقول المثل العربي ،وإنما من الباب ، باب الدول العربية من خلال المحافظة على مصالحهم من اجل إحياء مصلحتها، فلم تزايد على العرب بقضيتهم الأساسية ، أو في محاولة لتفتيت هذه الدول العربية من خلال خلق حركات دينية متعصبة من اجل إثارة الفتن المذهبية ،فإذا العرب هم من دعاة سلام فهي تحمل هذا الطرح وتسير خلفهم وليس أمامهم بالرغم من ان تركية ليست غريبة عن هذه المنطقة ولها تاريخ مشترك مع أهل هذه المنطقة وتدين بنفس المذهب ،ولكن إسلامها التي تجاهر به وتحمله وهو إسلام الانفتاح والاعتدال وليس التعصب ،فلن تدخل بحرب مع إيران كما يحلو للبعض ، أو مع إسرائيل ،كما للبعض الأخر.
فتركيا التي تخلت عن العرب مرتين ، عندما وضعت دولة إسرائيل الاصطناعية، وقدر للعرب أن يخسروا فيها نصف فلسطين بقرار عالمي ،والمرة الثانية هي عندما تعرض العرب لحروب متتالية ،خسروا فيها فلسطين وأجزاء من دولهم العربية ،كانت تركيا تربط نفسها مع النظام الصهيوني، أفضل العلاقات الدبلوماسية.
انأ الأوان لتركيا إن تلعب دورا إقليميا في محيطها العربي والإسلامي ، من لعب هذا الدول المميز لان الفارغ السياسي للمشاريع تسمح لها من ذلك .
 
تموضع جديد لتركيا في الشرق الأوسط:
 
إذا كان حلم تركيا في السابق، الدخول إلى البيت الأوروبي من اجل إن تصبح دولة أوروبية فلن تصبح أبدا ،لأنها سوف تبقى دخيلة على تلك المنطقة ،فكان لها الطرد والعزلة ، أما التجربة الثانية التي حاولت تركيا فيها من إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية ، والعودة إلى مناطق النفوذ التاريخية في دول البلقان ودول وسط أسيا ، ومناطق روسيا الإسلامية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، لكنها باءت بالفشل، وتحولت هذه المناطق إلى حروب دموية وعرقية ومذهبية .
 
الموافقة الدولية والعربية على دور تركيا:
 
لكن اليوم من خلال السياسية الجديدة التي تنتهجه في العالم العربي فهي مرحب بها ومباركة بخطواتها ومحمودة على نهجها، فتركيا اليوم مرحبا بها في الوطن العربي ، من الشعب والأنظمة والأبواب جميعها مفتوحة لها، فهذا الدور الذي تقوم به تركيا والذي أسمينه هجوم السلام لأنقاض المنطقة من ويلات الحرب، فهي مدعومة من الدول العربية والعالمية ، وخاصة أمريكا وروسيا، والتي كلفتها مد جسور التفاوض مع إيران، من اجل ملفها النووي، فزيارة الرئيس الروسي إلى أنقرة في أيار الماضي ما كان سوى لإعطائها المباركة والحرية الكاملة ، في الحراك، الدبلوماسي في مشروعها السلمي ، الذي نضع هذا الحراك في معادلة :"السباق بين الهجوم السلام التركي المدعوم من العرب والعالم كله ،وبين تقاطع المصالح الإسرائيلية- الإيرانية، الذي يلزمن الحذر الشديد سياسة إيران التي تحاول ان تفك عزلة إسرائيل وعزلتها من خلال افتعال أي حدث من خلط الأوراق مجددا ويخرج إسرائيل من طوق العزلة وإعطاء إيران زمام المبادرة في رفع راية فلسطين مجددا لحل أزمتها العالقة مع العالم كله، وبذلك يكون مستقبله هجوم السلام التركي إلى الانحصار والتراجع بسبب تقاطع المصالح المشتركة .
فليس صدفة اليوم تجهز إيران سفن مساعدات، وتحاول حمايتها ببوارج وطائرات حربية لأجل اغتراف الحصار بالوقت التي كان ت قوى الممانعة غائبة في رحلة "اششدود" ، واليوم تحاول إعادة النظر إلى دورها المفقود.
 
أما تركيا الذي لايزال وضعها جيد حتى ألان وأسهمها مرتفعة و تخوض المعركة الدبلوماسية برصيد عالي، من الشعب والدول العالمية ،والقوانين والحقوق والمعاير الدولية ، والتي كان أخرها الطلب الأوروبي في تحويل ملف الهجوم الصهيوني على السفينة، التركية على لجنة تحقيق دولية .
 
فالسؤال المطروح أمامنا، هل يتحول مؤتمر دول أسيا للأمن الذي انعقد في أنقرة، في 8 حزيران "يوليو " من هذا العام إلى حلف اقتصادي وحقوقي وإعلامي ودبلوماسي بوجه إسرائيل لمساندة تركيا في هجوم السلام التي تقوده بوجه التطرف، لنزع الغطاء عن إسرائيل وإجبارها على التعقل ، من خلال فرض التغير في الداخل الصهيوني الغير قادر على تبني فكرة السلام حتى اليوم .
وكذلك إجبار التطرف الإيراني، على التعقل التام والكف عن السير بالمغامرات لحل مشاكله الخاصة على حساب شعاراته البعيدة المنال، وإجباره على تقبل فكرة السلام التي يرفض السير بها حتى اليوم حتى ينال مطالبه التي لا تعرف حدود .
مابعد اسطول التركي:
لكننا لم نجد اية سفينة من السفن التي جهزت خصيصا لهذه الحملة وكأن البحر ابتلع كل هذه السف والهمروجة التي دارت حول هذه القصة ،غابت سفينة مريم التي جهزت لتفك الحصار عن غزة بواسطة النساء ،وغابت سفينة ناجي العلي التي جهزت أيضا لتفك الحصار وتكسره بواسطة الصحافيين والناشطين العرب التي لا تزال تجهز وتجهز حتى هذه اللحظة ،ضجيج وإعلان وإعلام دار في فلك هذه السفن ،وإسرائيل تهدد الناشطين ،حتى التهديد طال اردوغان نفسها بحال وجده على إحدى هذه السفن سوف يعتقل ،وكان مقولة إسحاق رابين تحققت بان بحر غزة ابتلع كل السف الماخرة إلى بحرها الإقليمي ،إين النشطاء وأين قرار الحدي بالخرق وأين سفن نجاد المجهز لفك الحصار بمرافقة البوارج الحربية ،إما كله كلام بكلام ،فالحصار باقي وأهل غزة هم من يدفع ثمن العنجهية الاسرائيلية المتطرفة ،ودول التطرف .
إن السلام الحقيقي، هو إحراج إسرائيل إمام العالم هو الذي يفك الحصار ويسمح لشعبها بالخروج إلى الوطن الكبير من سجنهم الإجباري .
 
د.خالد ممدوح ألعزي .
 باحث إعلامي وخبير في الشؤون السياسية الإقليمية .
فلاديمير بوتين مؤسس الدولة الروسية الحديثة والقوية
الروس يحبون بوتين:
لماذا الروس يحبون بوتين سؤال وجيه قد يبدو للبعض في غير محله ،فل من رئس يحبه شعبه الذي انتخبه ويجدد له في الانتخابات ،نعم هذا ما جرى مع الرئيس الروسي الشاب فلاديمير بوتين الذي يعتبر بالنسبة إلى الشعب الروسي هو أب الأمة ،لقد وصل بوتن إلى الرئاسة عند ما كانت روسيا تعاني من مشاكل شتاء تكاد إن تنهي الاتحاد الروسي وتفتت الدولة الاتحادية نتيجة السياسة التي تم اتبعها سابقا ،روسيا التي بدأت تعني من حرب داخلية وانفصالية ،من انهيار اقتصاد يعصف بالبلاد ،ومن تخمة رجال الملاين الذين سرقوا روسية في ليلة ظلماء وتركوا الجوع الحرب يعصف بهذه الدولة الغنية الخارجة من ماضي اشتراكي عاشت الدولة والشعب على كنفها مدى 70 عاما ،خرج بوتن على الروس من الظلمة التي تسيطر على كل شيء على العيون والفكر والإنسان والحياة .
سطوع نجم الرئيس بوتين في روسيا :
لقد لمع نجم الرئيس فلاديمير بوتين من بين الإنقاذ بعد عدة محاولة لإنقاذ روسيا من الحالة التي سيطرت عليها ،بوتين هو رجل الأمن القادم من أوروبا الغربية ،من ألمانيا، "اندروبوف" رجل المخابرات الأول الذي حكم روسيا بالظل ،حتى قبل وفاته ليكون الرجل الأول لمدة صغيرة من ذلك المكان أتى بوتين، رجل المخابرات الأول،ليمارس عمله الاعتيادي ،ولم يكن يعرف بأنه سوف يرث الراحل "اندروبوف" في مكان الأول ،في إدارة الملف الغربي في ألمانية الشرقية،ومن ثم إلى الوصول إلى سدة الرئاسة لكن الفرق بينهم العمر بوتين رجل الخمسين القادم إلى السلطة بكل نشاط وحيوية ليظهر ذلك عندما تول وزارة الأمن الروسية التي أعلن من اليوم الأول فيها بأنه سوف يقضي على الإرهاب ،ويلاحقهم كالجرذان وتمن من ذلك لينهي حالة من التمرد والعصيين بين جمهور الشيشاني مع روسيا الفدرالية ،لتصبح حالة خاصة بين الشيشان الموالين للنظام الفدرالي وبين مجموعة من العصابات والمرتزقة العابثة بالأمن والنظام،بذلك يكون الشعب الروسي تنفس الصعداء بعد الموجة التي اجتاحت روسية من العبث بالمن الروسي ككل "تفجير ،خطف رهائن ،قتل جيش ،احتلال مراكز عامة مدارس ،مستشفيات ،متاحف ،وقاعات فنية ،تفجير أبنية سكنية"، كل هذا الرعب سيطر على روسيا ومواطنينها ساعد بوتين من إنجاح حملته العسكرية ضد المتمردين .لقد اكتسب بوتين عطف الروس واعد الثقة بنفسهم مما ساعده على انتهاج خطوات أخرى.
نجاح بوتين في القيادة:
نجاح بوتين الأمني أدى إلى تغير جدري في حياة روسيا السياسية مما دفع بالرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين وفريق عمله بالتنحي عن منصب الرئاسة وفتح المجال أمام بوتين بالتهياء التدرجي للسيطرة على زمام الأمور من خلال صفقة "ضمان حياة الرئيس وعائلته وفريق عمله وأمواله دون التعرض لهم من فريق عمل الرئيس القادم بوتن "لقد كان ليسن ما أراد ولبوتين ما يريد.
نجح بوتن بالوصول إلى منصب الرئاسة المدعومة بالانتخابات الشعبية الديمقراطية التي أتاحت له الحكم بولايتين حسب الدستور الروسي، فهذا التأيد الكبير لبوتين أتاح له انتهاج سياسة جذرية في بناء الدولة التي دمرت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ووصول الروس الجدد إلى سدة الحكم .
طبيعة النظام الذي حكم به بوتين :
أول ما تم تغيره في عهد بوتين هو طبيعة الحكم الذي من خلاله احكم السيطرة على كل مقاليد الحياة في البلاد،لقد عمد بوتين إلى الحكم العمودي في روسيا الكبيرة التي لا يستطيع حاكم إن يحكمها ويتجول في أراضيها الشاسعة على عكس نظيره الراحل الذي حكم البلاد أفقيا،مما ساهم في انفلاش الحياة السياسية والعامة في روسيا تحت شعاره المشهور خذوا ما شاتم من الاستقلال ،والذي فهم الاستقلال التدريجي عن المركز والدخول في معارك مع المركز ،مما أعطى ضوءا اخضر لبوتين وفريق عمله بإنهاء هذا المفهوم والعودة إلى المركز "الكريملين "، مركز القرار السياسي والأمني للبلاد فهذا النجاح ساعد صقور الكريملين بالتصلب في إدارة سياسة البلاد الداخلية والخارجية .
في عهد رئاسته:
في خلال فترة رئاسته عمل بوتين على تعزيز السلطة المركزية، وإحداث التوازن في العلاقات يبن الجهاز التشريعي ووكالات تطبيق القانون، والحفاظ على نمو اقتصادي مستقر. كما بلغ معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي في روسيا حوالي 7% سنوياً، هذا بالإضافة للانخفاض الملحوظ لكل من التضخم والبطالة، وارتفع الدخل الحقيقي للسكان بنسبة 50%، كما عملت الحكومة على تسديد ديون خارجية تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، ووصل الاحتياطي الأجنبي للبنك المركزي إلى رقم قياسي وهو 84 مليار دولار مما يدل على الانتعاش المالي التي حظيت به روسيا في عهده، فقد أصبح الاقتصاد الروسي واحداً من أكبر عشر اقتصاديات في العالم. كما سعى بوتين من أجل مضاعفة الناتج المحلي والحد من الفقر، وتحديث القوات المسلحة لضمان التنمية الوطنية، كانت أخر النجاحات التي حققها بوتين في المضمار السياسي، ترأسه لقائمة حزب روسيا الموحدة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في ديسمبر 2007، والتي فاز بها بنجاح ساحق، وحصل الحزب على أغلبية ساحقة من مقاعد البرلمان 315 مقعداً من أصل 450 مقعد من إجمالي عدد المقاعد، هذا في مقابل 57 مقعد للحزب الشيوعي الروسي، هذا بالإضافة لكل من الحزب الليبرالي الديمقراطي والذي حصل على 40 مقعد، وحزب روسيا العادلة والذي حصل على 38 مقعداً. وإعادة السيطرة على عدد من القطاعات الهامة في الدولة مثل قطاعي النفط والغاز. هذا بالإضافة للحد من التدهور السياسي الداخلي الذي عانت منه البلاد في أواخر التسعينات قبل أن يتولى بوتين الحكم، وفي مجال السياسية الخارجية برز دور روسيا في العديد من القضايا والأمور السياسية العالمية مما أعاد لها وضعها مرة أخرى كإحدى القوى المؤثرة في الخريطة السياسية للعالم.
التاريخ العملي لبوتين :
تقلد بوتين خلال مشواره العملي العديد من المناصب والتي تدرج فيها حتى أصبح رئيساً للبلاد، من المهام التي شغلها بوتين: عقب تخرجه من جامعة لينينغراد تم تكليفه بالعمل في لجنة أمن الدولة، وفي عام 1984م تم إرساله إلى أكاديمية الراية الحمراء التابعة "لكاي جي بي وعقب انتهائه من الدراسة من مدرسة المخابرات الأجنبية، لـ كي جي بي بالإتحاد السوفيتي سابقاً في عام 1985 تم تعيينه للعمل بجمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة في الفترة ما بين 1985- 1990م. ثم تولى منصب مساعد رئيس جامعة لينينغراد للشئون الخارجية بداية من عام 1990م، وأصبح مستشاراً لرئيس مجلس مدينة لينينغراد، في يونيو 1991م قام بتولي رئاسة لجنة العلاقات الاقتصادية في بلدية سانت بيطرسبرغ، ثم أصبح النائب الأول لرئيس حكومة مدينة سانت بيطرسبرغ في عام 1994م. في أغسطس عام 1996م أصبح نائباً لمدير الشئون الإدارية في الرئاسة الروسية، ثم نائباً لمدير ديوان الرئيس الروسي ورئيساً لإدارة الرقابة العامة في الديوان منذ مارس 1997م، وفي مايو 1998م أصبح نائباً أول لمدير ديوان الرئيس الروسي، وفي يوليو 1998م تولى منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالي في روسيا الاتحادية، ومنصب أمين مجلس الأمن في روسيا الاتحادية في مارس 1999م، وفي" آب أغسطس 1999 أصبح رئيساً لحكومة روسيا الاتحادية، تولى مهام رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة في 31 ديسمبر 1999م وذلك بعد تنحي الرئيس السابق بوريس يلتسن. تم انتخابه رئيساً لروسيا الاتحادية في السادس والعشرين من مارس عام 2000، وتولى المنصب في السابع من "أيار،مايو "من نفس العام، وأعيد انتخابه رئيساً لروسيا مرة أخرى في الرابع عشر من مارس 2004 وقد اكتسح الانتخابات بغالبية الأصوات، وهو القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس مجلس الدولة
فلاديمير بوتين قيصر روسيا الجديد
لايزال يتمتع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشعبية كبيرة في روسيا منذو وصوله الى السلطة حتى اليوم ،لذا لم يكون عام 2007 نهاية سياسية بالنسبة له، كما توقع البعض في الداخل الروسي والخارج ،لكنها بداية مختلفة عن كل العالم وهي التنحي عن منصب رأست الجمهورية لشخص أخر، واستلام منصب اقل من الأول أي "رئيس وزراء" في ظل رئيس يعتبر من تلميذه المخلصين ، لكن عام 2008بداية لحياة سياسية جديدة ،مع بداية عهد جديد ، ولكن يختلف عن حياته السياسية كرئيس لروسيا، وعلى الرغم من انتهاء فترة حكم بوتين الرسمية لروسيا إلا أنه لازال بوتين يتمتع بمكانته السياسية كقائد وزعيم للشعب الروسي. "كرئيس الظل لروسيا ".
أهم الانجازات التي حققها بوتين في فترة حكمه:
يعتبر بوتين صانع الانجازات التي قدر للاتحاد الروسي تحقيقها من عمر الدولة الحديثة إلذي وضع بوتين أهم أساسها:
-1- إنهاء حرب الشيشان التي أنهكت موسكو والشعب الروسي وتحويل المعركة إلى معركة داخلية بعيدة عن التدويل الدولي .
-2- بناء الدولة بناء افقي مما ساعد بوتين على الحكم والتحكم بزمم الأمور في الاتحاد الروسي.
-3- المحافظة على وحدة الاتحاد الروسي ،بعد ان عنى هذا الاتحاد نوعا من الشرذمة ومحاولات الانقسام عن المركز .
-4- العودة إلى مؤسسات الدولة في حل المشاكل وتحديدا إلى مجلس الوزراء بعد ان أصبحت الإضرابات والاعتصامات تطغى على الحياة الروسية في ظل سيطرت الروس الجدد.
-5- إعادة تكوين الأجهزة الأمنية والمؤسسات التي نخرها الفساد والرشوة والبيروقراطية.
-6- تقسيم روسيا إلى 7 أجزاء وتعين مندوب خاص يمثل الرئيس ويتول شؤون المنطقة تنسيقا مع الرئيس وإدارته .
-7-إعادة الحياة الحزبية إلى البلاد والسماح لأحزاب كثير العمل وفقا للدستور الروسي .
-8- تعين أشخاص في قيادة البلاد من الكفؤين والتابعين لإدارته ،من اجل التخلص التدريجي من تركة الرئيس السابق الراحل يلتسين .
-9-محاربة كبار أصحاب الثراء الفحش في روسيا في ظل انهيار الاتحاد السوفياتي ،وخلص روسيا من سيطرتهم وفجعهم القرف .
-10-السماح إلى رجال الإعمال العمل بحرية في روسيا بطريقة جدية منهم لا تزعج النظام والشعب أي ممارسة البزنس الحقيقي وليس النهب والسرقة ،كما فعلوا الآخرين أمثال خضركوفسي المودع في السجن ،وبرزوفكسي"بريطانيا" وكوزينسي"إسرائيل " الهاربان من السلطة والعدالة ،لكن الملفت للنظر حسب إحصاءات مجلة فربكس بان عدد أصحاب الملايين في روسيا في عهد بوتين ارتفع غالى أكثر من 6 إضعاف فأصبح عددهم 42 مليونير
-11- تحسين الوضع المعيشي للشعب الروسي .
-12- الاهتمام بالإنسان الروسي بشكل عام .
-13-إعادة الحزبية والنقابية إلى روسيا .
-14- المضي في الحرب على الفساد والرشوة والبيروقراطية،حتى في خدمته كرئيس وزراء .
15
-تشكيل فريق عمل كامل عمل في جانب بوتين طوال الفترة الماضية والحالية.
16- تولى بوتين قيادة حزب روسيا الواحدة،التي استطاعت الفوز بسهولة في مجلس نواب ،وتقديم مرشح راسي خلفا له،"الرئيس الحالي لروسيا الاتحادية ديمتري ميدفيديف".
أما على الصعيد الخارجي،كانت رسالته الأولى إلى العالم والغرب من خلال شعار عمل بوتين عليه والقاضي بان روسيا بخير إذا كان سلاحها بخير ،لذا عمل بوتين على بناء دور روسيا الخارجي وإحياء هيبتها التي فقدتها نتيجة انهيار الاتحاد السوفياتي والوضع الاقتصادي الرديء الذي سيطر على مفاصل الدولة من خلال التالي
1-استطاع بوتين توحيد الكنيسة الأرثوذكسية بعد صدعاً دام 80 سنة من خلال اتفاق علني مع الفريق الذي انشق عن الكنيسة معلنا ولاءه للنظام القيصري على أعقاب الثورة البلشفية عام 1917م بعد هربهم من اضطهاد الاتحاد السوفياتي .
2 استطاع بوتين إعادة هيبة روسية على الساحة الدولية بعد الانهيار الذي حصل عا1989 وتفكك الاتحاد السوفياتي
3 اعتبار روسيا دولة عظمة في مجال الطاقة النفطية والكهروذرية .
4- نجح بوتين في توقيع اتفاق "ستارت 2" مع الولايات المتحدة الأمريكية يضمن لروسيا حق الخروج منه .
5- الاهتمام بوضع الدول الصديقة لجوار روسيا والتي كانت تنطوي في إطار الاتحاد السوفياتي ،
6- إعادة روسيا إلى سوق التصنيع العسكري الذي يضمن لها إرادات هائلة .
7- الاهتمام بالدول الصديقة للاتحاد السوفياتي السابق التي أعاد بوتين الانفتاح عليها من جديد
8- الانفتاح الروسي على العالمين الإسلامي والعربي ضمن إستراتيجية روسية جديدة تنطلق من رفض العلاقات الإيديولوجية وإحلال مكانها سياسة المصالح .
9- إعادة الاعتبار لروسيا على الساحة الدولية كالعب أساسي وشاريك في كل القضايا الدولية
10- التعامل مع روسيا على كونها كقط وليس دولة يمكن القفز فوقها وفوق مصالحها الخاصة والعامة .
كل هذه الأمور الذي يتم طرحها إضافة إلى طروحات أخرى جعلت من بوتين في نظر الشعب الروسي مصدر ثقة عمياء ،ساعدته على القيادة من خلال ثلاثة شعارات حيوية وضعها إمام برنامجه وأمام خليفته وحزبه وكل القادة المدانون لبوتين بالوصول إلى السلطة الحالية بمن فيهم الرئيس الحالي،والشعارات هي :
-1- إعادة التصنيع العسكري الروسي والدخول إلى أسواق العالم .
-2- إعادة إحياء العلاقات القديمة التي فقدتها روسيا مع انهيار الاتحاد السوفياتي
-3- اعتبار روسيا قوة عسكرية وإمبراطورية طاقة في العالم .
لم يكتفي بوتين بتحسين صورة روسيا الخارجية إمام العالم فقط بل توجها إلى تحسين صورة روسيا في الداخل إمام المواطن الروسي الذي تعود دائما على مشاهدة روسيا قوة كبرى ولها مصالح خاصة ،فالروسي الذي تربى على فكرة الدولة العظمة لا يمكنه أن يتأقلم بسرعة على إن روسيا أصبحت دولة متآكلة وضعيفة ومديونية اقتصاديا ،دولة ينخرها الفساد،والبيروقراطية .
لذا توجه بوتين إلى الشعب من خلال قبوله بمنصب الوزير الأول في دولة كان إمبراطورها دون منازع،وهذه أول حادثة في التاريخ الحالي يقبل زعيم او رئيس بمنصب اقل من المنصب الذي يشغله ،لكن بوتين قبل وكان له تصريح شهير قبل نهاية ولايته الثانية عندما سئل ماذا سوف تمارس بعد انتهاء مدتك أيها الرئيس ؟؟؟ اجب بطريقة سريعة وبسيطة لن اذهب على التقاعد واكتب مذكراتي لايزال إمامي أعمال كثيرة لم استطيع انجازها ،وهنا المقصود بهذه العبارة الإعمال التي لم ينجزها هي الحالة الاقتصادية المذرية التي يعاني منها شعب غني مثل الشعب الروسي .
لقد تولى منصب رئيس الوزراء لينفذ خطته الذي لم ينفذها والتي اعلنت من خلال البرنامج الانتخابي للرئيس ديمتري ميدفيديف،والتي تنص على جزأين:
-جزاء خارجي يتولى تنفيذه ميدفيد
ي
ف نفسه،والذي يتعلق بدور روسيا المستقبلي على الساحة العالمية و ما هو موقعها في تركيبة النظام العالمي الجديد .
- دور داخلي يتولى بوتين انجازه وهذا الذي لم ينجزه بعد والذي يتعلق ب:
1-تحسين الحالة الاقتصادية الروسية وإخراجها من التجذبات والمضاربات الاقتصادية والمالية .
2- تحسين حياة المواطن الروسي ورفع مستوى المعيشة في دولة غنية وتملك كل المقومات الاقتصادية والمعيشية .
3- محاربة البيروقراطية والفساد الإداري الذي بدأ ينخر الدولة الروسية كاملة نتيجة سيطرة وباء الموظفين على كل القطاعات العمالية والحياتية .
من هنا ومن خلال هذه التقديمات التي تمتع بها بوتن ومازال فانه احتل مرتبة القائد أو الأب المدبر في عقلية وقلوب الشعب الروسي بغض النظر عن بعض المعرضات التي تشكل بعض الهمروجات الإعلامية بين الفينة والأخرى لتعبر عن نفسها بأنها مازالت موجودة وقادرة على التحرك في أي وقت.ومع ذلك لايزال بوتين ومن خلال الرصيد الشعبي والمصداقية الذي يتمتع بها،يستطيع التأثير على مصدر القرار بقوة والتغير في الحياة السياسية الروسية ساعة يشاء .
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم بجدية ؟؟؟هل يستعد بوتين لخوض غمار الرئاسة القادمة في انتخابات 2012 م .
د.خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي ومختص بشؤون روسيا ودول الكومنولث .
Dr_izzi2007@htmail.com

الجمعة، 6 مايو 2011

اaltلحسم العسكري والامني لثورة ربيع سورية ...!!!
من الواضح جدا بان النظام السوري اتخذ قراره النهائي بحسم المعركة داخليا من خلال الحسم الأمني، لان ما شاهدنه سويا على شاشات التلفزيونات يثبت ذلك، عندما أسلتم الجيش زمام المبادرة.
هذا فصلا جديدا من فصول المسرحية السورية الرسمية ،فاستخدام الجيش في المعركة الذي أراد منذ بدايتها أن يعطيها طابعا عسكريا،لان ورقة الجيش الذي يراهن عليها النظام اليوم هي ورقة رابحة بالنسبة للنظام،الذي يريد بان يدخل الجيش إلى كل المحافظات ويمنع التظاهر والاحتجاج ،هذا الفصل من فصول المسرحية الجديدة التي رسم معالمها النظام الأمني"تحت شعار كبير عنوانه ضرب المؤامرة الكبيرة التي تحك ضد سورية الممانعة والتدخل الخارجي ،خروج الجيش من ثكناته يعني الدخول في حالة حرب ، وهذا ما باشر الإعلام السوري بفبركته بان الجيش كبح خيوط المؤامرة من خلال سيطرته على مدينة درعا وافشل مخطط إعلان إمارة سلفية ،،، فلإمارة السلفية التي كادت أن تعلن لولا تدخل قوات الجيش العربي السوري واستعماله للقوة المفرطة بحق سكان درعا العزل .
هذا الحسم العسكري الأمني الذي باشر به الجيش ضد محافظات القطر السوري ما هو إلا رسالة حاول النظام إرسالها إلى الداخل السوري لكي يخيف الشعب ويكسب ودهم،لان معدلة النظام تقوم على الشعب الاختيار مابين الفوضى ومركزية الدولة الدكتاتورية .

لقد روج أعلام النظام السوري الرسمي سلفا للفوضى من خلال فبركة الأحداث وتزيف المعلومات وبثها بطريقة تكاد تؤثر على الشعب بشكل سلبي ،،، لان الهدف من القتل وإراقة الدم السوري هو تخويف فعلي للمتظاهرين والمحتجين ،،،لان الاحتجاجات والمسيرات المتفرقة في المدن أفزعت النظام وشلت تفكيره ،من خلال هتافات جدية تكون الأولى وسط الجماهير السورية تطالب علنا بإسقاط النظام .
لم يكن من الغريب بان أسلوب الدعاية وشكلها التي روج لها النظام السوري من خلال شبكاته الإعلامية المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة ووسائل الاتصال الاجتماعي السريع على الانترنيت، والناطقون باسم النظام والمدافعين عنه ،كانت تتركز على تهريب أسلحة من لبنان والعراق .لان النظام الذي يحاول أن يضع الشعب السوري كله إمام الفوضى المنظمة ،الحرب، الأهلية العراقية والتدخل الخارجي والتي تعرف" بالعرقنة" ؟؟؟أو الحرب الأهلية اللبنانية والتي تعرف "باللبننة"؟؟؟ مابين العرقنة واللبننة، النظام اختار لنفسه الحالة الليبي.
لاشك النظام السوري الذي يراهن على الخوف وترويع المواطنين من جل الاستمرار في كبح المتظاهرين لان سلاح الخوف هو السلاح القوي الذي بات يمتلكه النظام بوجه الشعب.

النظام السوري منذ اللحظات الأولى لانطلاق التظاهرات والاحتجاجات في الشوارع السورية،عمد إلى التلويح و التدخل الخارجي من خلال جماعات إرهابية، تكفيرية، سلفية، إخوانية، يحاولون السيطرة على سورية العروبة والقومية ،سوري دولة الممانعة وحامية المقاومات العربية،حركة الإرهاب المتطرف الذي يحاول إن يقبض على رقبة سورية هذه الصفة النظام نعت بها شعبه المحتجين على ممارساته،هي رسالة دولية يرسلها النظام إلى الخارج ...

النظام السوري يقاتل الإرهاب ... وهو ينظم إلى التحالف الدولي في قتال الإرهاب الذي تتعرض له سورية ...النظام صنف شعبه الأعزل المناضل والمكافح من اجل الحرية والعدالة والتغير الاجتماعي بأنه إرهابي،النظام يتهرب من معالجة مشكلته ويصدرها إلى الخارج ويطلب من العالم الغربي وأمريكا وإسرائيل بالحفاظ على هذا النظام الذين هم بحاجة له ولخدماته المجانية ،مطلب النظام هو الاستمرار بالحكم حتى على دماء الشعب السوري الطاهرة لان النظام هو شريك عالمي بالقتال ضد الإرهاب العالمي ...

لهذا السبب الجوهري كان نعت النظام لشعبه بأنهم إخوان وسلفيين وتكفرين ومخربين ومرتزقة كما فعل صديقة وزميله الليبي "ابو منيار القذافي "في وصفه للشعب الليبي المنتفض بأنهم جرذان ومهلوسين وجزاء من تنظيم القاعدة، وهذا الوصف لقد آخر الدعم الغربي والأمريكي للثوار الذين يذبحون بدم باردة من كتائب العقيد وأولاده.

لقد استطاع النظام السوري بإعلامه وأجهزته البوليسية المستبدة من تبليغ المجتمع الدولي رسالة علنية للوضع السوري :الموقف العربي لا يزال بعيدا جدا من الضغط على النظام السوري ،الأتراك يحاولون إيجاد حل للنظام ومخرج مشرف للنظام دون الضغط عليه، الإسرائيلي يرسل صلواته إلى بقاء النظام السوري الحالي،المجتمع الدولي لايزال خجول جدا من التعامل مع الحالة السورية وهذا معبرا عن بخجل الموقف الأمريكي من خلال محاول خجولة إلى فرض عقوبات خاصة على بعض رؤوس النظام الحالي،فهذا التعاطي الأمريكي مع الأزمة السورية تختلف جدا من تعطي الولايات المتحدة مع نظام مبارك ،وبن علي ،والقذافي ،في ظل تطور الوضع عندهم أثناء هبوب رياح الثورات التي اجتاحت دولهم ،فالسوري لايزال مرتاح جدا خارجيا دون الضغط عليه من قبل الدول الغربية بالرغم من التنديد الأمريكي العلني والتفكير بفرض عقوبات على بعض الأشخاص ، هذه الحالة تساعد نظم الأسد من الاستمرار والتمادي الفعلي في عملية القمع والقتل والتنكيل بجمهور الشعب السوري دون رقيب أو حسيب عليه وعلى أجهزته المخابراتية،بمساعدة إيرانية كاملة على القمع والتعذيب والتنكيل على قاعدة انصر احك ظالما أو مظلوما.

كذلك استطاع النظام السوري إن يبث الخوف والرعب في نفوس القليات الأخرى التي تعيش في سورية وتخاف من المد الإسلامي المتطرف التي ترى نظام البعث يؤمن لها الحماية بظل اي تغيرات داخلية في البلد . المشكلة الحقيقية في سورية هي مشكلة أقلية أو سيطرة طائفة على كل مقومات الدولة الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية،فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم هل هذه الطائفة أو القيمين عل الطائفة يمكن أن يتخلوا عن هذه الإمكانيات الكبرى التي في حوزتهم اليوم والذي يسيطرون عليها بقوة نظام البعث والأجهزة الأمنية،والاكتفاء بما يتناسب وحجم الطائفة الديمغرافي الذي يشكل 7% من سكان سورية البالغ عده 23 مليون نسمة .

الجواب على السؤال يكون طبعا لا... لان المستفيدين من هذا النظام سوف يقاتلون بشراسة وقوة غربية من اجل الاستمرار في القبض على هذه المكاسب،والدفاع عنها ،لان عائلة الأسد والأقارب هم المستفيدون من الدولة بسبب السيطرة على الدولة السورية ،هذه الأزمة الفعلية للدولة السورية وليست الإصلاحات التي يتغنى بها النظام ،وهذه الحالة التي تخرب التعداد الديمغرافي لسوري ...

المشكلة ليست تكفيرية وسلفية وأشياء أخرى لان الهروب من الفزعات من الإسلامية أصبح اليوم غير مجدي في ظل التغير الذي يسيطر على المناطق العربية والحركات الإسلامية حي حركات حقيقية ،إذا كان الشعب السوري ينتمي بأغلبيته"على سبيل المثال" إلى حركة الإخوان المسلمين السورية والتي هي محظورة وممنوعة من العمل العلني في سورية هذا شيء عظيم جدا لان الحركة استطاعت إقناع الشعب ببرنامجها السياسي والاقتصادي وهذا ما فشل به حزب البعث العربي الاشتراكي الموجود في السلطة ،فالشعب السوري اختار وعلينا جميعا احترام اختياره ورغبته ،،،ليس قمعه وقتله وتخوينه وترهيبه لان الشعب لا يمكن أن يتحده احد...فاحترام رغبة الشعب هو أساس من أسس الديمقراطية التي تقوم على الاعتراف بالأخر مهما كان الثمن ومهما كنا نتعرض معه .

لكن فزاعة النظام أصبحت مكشفة وعلنية في شن هجومه على الآخرين والعالم الغربي لم يعد يقتنع بأقوال النظام السوري مهما كانت مصالحه معه ،لم بعد مقبول بان الحركات الإسلامية في الدول العربية هي الخطر وهذه الأنظمة الاستبدادية القمعية هي البديل لان تجربة الثورة في مصر كانت وأضحت المعالم ،وكشفت فعليا عن دور وحجم حركة الإخوان والحركات الأخرى في الشارع المصري،ومدى التمكن بتحريك الشارع الشعبي ...

النظام السوري اخذ قراره النهائي بالقمع من خلال الحسم العسكري والأمني في قمع الانتفاضة ،ضنا منه بان الإصلاحات التجميلية التي يعمل على تبنيها هي كافية للشعب السوري ،،،وكل شيء زيادة تعتبر تنازل فعلي من قبل النظام لحركة الشارع التي تبتز النظام منذ أكثر من شهرين من خلال شعاراتها وهتافاته المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية ...لقد نجحت الصقور في نظام بشار الأسد من فرض رأيهم القائم على الحسم الأمني ،لكن الشعب السوري المتظاهر في المدن السورية كلها سوف يكون رده الفعلي على هذا القمع الأمني خلال الأيام القادة في كسر القبضة الأمنية المفروضة علية ،هو الذي يتحدى ويحدد ما هو مستقبل نجاح مظاهراته الاحتجاجية ،لأنه الضمان الفعلي لاستمرار ثورة ربيع سورية...لان النظام يكون ادخل البلاد في سيناريوهات جديدة وعديدة من خلال القبضة الحديدية ...لا نريد لسورية إن تدخل في نفق مظلم لا نرج منه بسبب استمرار الاحتجاج الشعبي الغاضب على ممارسة الدولة الأمنية الدكتاتورية ...

د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي وخبير استراتيجي
Dr_izzi2007@hotmail.com عنوان البريد الإلكترونى هذا محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تفعيل الجافا لتتمكن من رؤيته
26.04.2011

درعا الوجه الحقيقي لثورة ربيع سورية...!!! -

درعا الوجه الحقيقي لثورة ربيع سورية...!!! -

مشهدان مختلفان طغيا على مفاصل الحياة العامة للدولة السورية، في مشهد صراعي تغيري وقمعي .
-المنظر السوري الأول... إصلاحات ودبابات،،، والثاني تظاهرات ودم ... الإصلاحات الذي وعد بها النظام من خلال خطاب الرئيس السوري الأول في مجلس النواب بعد أسبوع على الاحتجاجات الشعبية التي دفعت بدورها على إعلان النظام السوري بتنفيذ رزمة إصلاحات ترضي جمهور الوطن الغضب ممثلة هذه الإصلاحات بإلغاء قانون الطوارئ المعمول به في البلاد منذ العام 1969،والذي سيطر ها القانون على كل مفاصل الحياة السورية ،إلغاء محكمة امن الدولة العليا ،والعمل على إنشاء قانون يجيز للأحزاب بالعمل العلني ،وقانون تنظيم الإعلام،ومنح حقوق الجنسية العام للأكراد الذين يقطنون سورية .
أمام هذه الحالة التي يحاول النظام الالتفاف على الشعب المحتج والثائر نرى دبابات الجيش العربي السوري تهاجم وتقتحم المدن السورية ، هجمت الدبابات مدينة درعا الجنوبية بذلك اتخذ قرارا سياسيا ورسميا بإخراج الجيش من ثكناته والتوجه به نحو المدن لقمعها ومحاصرتها ومهاجمتها ودكها بكل أنواع الذخيرة الحية واقتطاعها عن باقي المدن الأخرى ،الدبابات تحركت وبدأت القصف بعد أن اتسعت رقعت الاحتجاجات في القطر السوري وانضمام العديد لها واستجابت الجماهير لنداء المعارضة ،والتي رفعت فيها شعارات،قوية وصلبة تطالب بإسقاط النظام...
-المنظر السوري الأخرى التي تجسد بجمهور غاضب من خلال احتجاجات تظاهرات تعم المدن السورية تكسر الخوف تخرج عارية الجسد تتحدى النار بصدورها العارية ،الاحتجاجات نزعت الخوف عن الجمهور المنتفض والمحتج،المقموع والخائف على مدى نصف قرن من هول الأجهزة الأمنية التي عبثت بمصير الشعب السوري، للشارع رهبة قوية انتصر فيها الشارع على سلطة الأجهزة الأمنية والمخابراتية،بعد دعوة الجمعة العظيمة التي هتفت جميعها بصوت واحد في كافة المناطق الغاضبة ومن كل الطوائف بان سورية حرة والجميع يد واحدة،والشعب يريد إسقاط النظام هذا المطلب والشعار أخاف النظام وأزعج الأجهزة الأمنية التي عمدت هي بدورها إلى إراقة الدم السوري الذكي من اجل إرعاب المتظاهرين،،، فكان الموت التي تزايد العدد فيه إلى العشرات من القتلة والجرحى،بالرغم من هدر الدم بدم باردة،لان هذه الطريقة القمعية لم تعد تخيف الثوار المناضلين الثائرين من اجل الحرية والعدالة،لقد ربط الشعب السوري مصير ثورته بسائر الثورات العربية الأخرى التي نجحت بتغير جذري لأنظمتها القمعية والاستبدادية"المصرية،التونسية،اليمنية. فالشعب فهم الفخ المنصوب من قبل النظام لا إصلاح وقتل تحت سقف واحد، لأنهما يلتقيان أبدا إلا في الأنظمة الشمولية والقمعية،لا يجود في العالم كله نصف ثورة فالثورة ثورة إلى نهاية تحقيق المطالب المرفوعة وخاصة مع أنظمة دكتاتورية متسلطة على شعوبها.
هنا نرى بان الشعب السوري أصبح المعارضة الحقيقية والقوية لنظام الرئيس بشار الأسد الذي أصبح هدفه اسقط نظامه.فالشعب السوري بكل حالته الاجتماعية قال كلمته الأخيرة بهذا النظام،ولا عودة عنها ،التظاهرات أصبحت تهدد النظام كله لأنها كسرت حاجب الخوف المفروض عليها ،انتفض الجميع بوجه الأجهزة الأمنية وتسلطها.
بالرغم من القتل والتنكيل الذي يمارسه النظام بحق الشعب السوري لا تزال التظاهرات الاحتجاجية تخرج وتوجه القمع والعسكر ،تخرج إلى الشوارع متحدية البطش والقمع مرحبة بالموت الشريف فداء هذا البلد .تظاهرات نسائية تخرج ،مشاركة كبيرة للجميع ،استقالات جماعية من حزب السلطة"حزب البعث العربي الاشتراكي، تظاهرات في خارج القطر السوري تؤيد مظاهرات الخارج وتدعم مدنهم، استقالات من مجلس الشعب،ومجالس المحافظات،تمرد في قيادة الفرقة الخامس التي تعصى على أوامر القتل،ضباط وأفراد يساندون المتظاهرون في احتجاجاتهم،تململ دولي رسمي وشعبي من تصرفات النظام السوري وممارساته القمعية بحق شعبه.عقوبات اقتصادية مموجة بحق إفراد من النظام السوري بالانتظار،فشل إدانة مبدئية في مجلس الأمن بحق النظام السوري،لهجة قاسية من الدول الروبية التي تعبر عن أنزعجها لتصرفات النظام السوري،والتي عبرا عنها الرئيس الفرنسي "نيكولا سركوزي"،والذي قال بأنه من الممكن التدخل إذا قضى الأمر دون موافقة مجلس الأمن،تململ وانزعاج تركي ،لان تركيا التي حاولت منذ البداية الفعلية للازمة السورية بإيجاد حل مشرف للرئيس بشار الأسد والتي دعته بالتوصل إلى سلة كاملة للإصلاحات والحفاظ على وجوده في سدة الرئاسة،هاهي اليوم تحتضن مؤتمر المعارضة السورية التي عقد في اسطنبول،وكأنها تقول بان البديل موجد للحكم أو للحوار .
الروية الجديدة التي عملت ألأجهزة الإعلامية السورية الرسمية على فبركتها والتي تبثها في القنوات المحلية وترسلها إلى الوكالات العالمية وتنشرها في الصحافة اليومية بالتنسيق مع المخابرات ،بالنسبة لهجوم الدبابات، بان الهجوم تم بطلب إغاثة من المواطنين في درعا لإنقاذهم من سيطرت الإرهابيين والمرتزقة التي باتت تسيطر على درعا وضواحيها، قصص جميلة من كتاب ألف ليلة وليلة السوري لكن القصة لم تحك فصولها جيدا لان طلب الإغاثة من وحي السلطة ولم يكن محاك بشكل سليم، لم نرى صده في أية وكالة إعلامية أو منشور،كيف لبى أهلي درعا نداء المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام والذي بلغ عددهم أكثر من نصف مليون نسمة،واليوم تقول الدولة "اغيتونا" نحن معتقلون في سجن كبير من قبل الإمارة السلفية ،لماذا قطعت الكهرباء،والماء والاتصالات،حتى الخبز حجب عن اهلي درعاالذين طلب الإغاثة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة ،،من الذي سمح للجيش بالخروج من الثكنات العسكرية والهجوم على درعا ،هل الرئيس وقع على هذا المرسوم بصفته هو القائد الأعلى للقوات المسلحة،لماذا جز بالجيش في عملية قتل وبطش المواطنين في درعا بالرغم من وجود عددا هائلا من عناصر الأجهزة الأمنية والحرس الجمهوري التي تكفي لقمع كل دول الشرق الأوسط .
لكن الجواب على كل هذه الاستفسارات المطروحة ينتهي بان صقور الشام استطاعوا بجز الجيش في الشارع السوري لتعميق الهوة الكبيرة بين الجيش والشعب ،وإسقاط الثقة عن الجيش حتى يبقى الجيش في صف النظام ويدافع عنه ،لان هذا التفسير يأتي من خلال شعور الصقور بقرب انهيار النظام السوري،وهم على حافة الهاوية ،وكي لا يكرر الجيش السوري سيناريو الجيش المصري الذي انقض البلاد من أزمة كبيرة واجبر الرئيس المصري على التنحي لحفظ البلاد،فالجيش السوري هو صمم الأمن للشعب العربي السوري وادخله في أزمة تأتي لمصلحة المنتفعين من البقاء على سدة النظام... النظام السوري في أزمة وأصبح عاجز عن اخذ القرارات السليمة ،سوى قرارات القمع والتنكيل والدليل المصالحة الفلسطينية –الفلسطينية التي وقعت اتفاقها الأول في مصر بحضور ورعاية مصرية،وكذلك المصالحة المسحية –المسحية في لبنان،وأيضا العجز الكامل للنظام السوري من تشكيل حكومة من لون واحد في لبنا بالوقت الذي يعتبر هذا للون سوري –إيراني بامتياز... حتى لا نستبق الأمور نحن بانتظار الرد السوري المعارض من شوارع كافة المدن والقرى السورية في جمعة الأسد ردا على الدبابات واجتياح المدن،فهل الجيش سوف يجتاح كل محافظات القطر السوري العربي،وتسيل الدماء.
  
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي ومحلل سياسي
Dr_izzi2007@hotmail.com

إصلاحات ودبابات ،لقمع مظاهرات ،،، ثورة ربيع سورية...!!!

      إصلاحات ودبابات ،لقمع مظاهرات ،،، ثورة ربيع سورية...!!!
من الواضح جدا بان مظاهرات "جمعة الغضب السورية"، قد وضعت النظام السوري إمام تحدي جديد بالرغم من استخدامه لكل الوسائل العسكرية والأمنية  المتاحة لديه في قمع  شعبه،حتى محاصرة درعا والمدن الأخرى بالدبابات وقصفها بالمدفعية الثقيلة ،لكون النظام اتخذ قراره النهائي بقمع وسحق المتظاهرين المطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية بقوة السلاح .
النظام السوري الذي يحاول استنساخ المشهد الليبي من خلال عسكرة المشهد السياسي السوري،  وقمع المتظاهرين بالحديد والنار من خلال مشهد درعا الذي يحاول إيهام العالم كله بأنه يتصدى للإرهاب، ويشن حربه ضد إرهاب جديد ومنظم يستهدف سورية وأمنها. مشهد سريالي غريب  سيطر على الحياة السورية العامة الدبابات تقتحم درعا وتمر على بعد أمطارا من منطقة الجولان المحتلة، ليس لمقاتلة العدو الصهيوني ، وإنما لقمع الشعب . سورية تقمع شعبها بقوة الجيش العربي السوري بالوقت التي تعتبر جبهة الجولان  مع العدو الإسرائيلي أمنة وهادئة.
النظام أراد قمع الانتفاضة الداخلية السورية ،بأية وسيلة كانت وبأي ثمن ممكن،كانت درعا،هي المدينة التي أراد النظام من خلالها  إرسال رسالة إلى الداخل السوري: بان مصير التظاهر والاحتجاج سوف يكون مصيره كما هو الحال في درعا. النظام السوري يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء عندما ارتكب خطاء شنيع بحق شعب "حماة "عام 1982من خلال مجزرة دموية تحت حجة وقحة بأنه قمع تمرد "لحركة الإخوان المسلمين"في سورية ، وكأن هذا النظام  العفن لا يستفيد من التجارب الماضية ،واخذ العبر من التاريخ، لقد استطاع سابقا أن يفصل "حماة "عن باقي المدن والقرى السورية ويرتكب جريمته الشنيعة فيها. إما اليوم الوقت اختلف بان يفصل درعا ،أو بانياس عن باقي الواقع السوري الثائر ضد النظام وأجهزته القمعية، من خلال فبركات إعلامية  تقوم على  :
1-"اعترافات وهمية لأشخاص يهددهم النظام أو يجبرهم على الكلام، بأنهم من حركات تخربيه ، تكفيرية ".
 2- "تسجيل أفلام مصورة وبثها من خلال شاشات إعلام النظام"أو "كتابة مقالات إنشائية وتوزيعها على الوسائل المكتوبة التي يشرف عليها النظام ومخابراته  لتبجل النظام والحالة التي يعيشها الشعب السوري".
3-" من مدافعي النظام الذين يعتلون المنابر الإعلامية ويستبسلون  في الدفاع عن انجازات النظام الذي حققها.
لن يستطيع النظام كسر إرادة الشعب السوري  الذي حرم حريته ورأيه طوال 40 عاما من سيطرت الأجهزة المخابراتية وحزب السلطة والشبيحة القابعة على صدور الشعب السوري.
الشعب السوري كسر القيد وحاجز الخوف من خلال حراكه الشعبي الذي بداء يعم كافة المدن السورية ونواحيها، لن يتراجع إمام دبابات هذا النظام مهما ارتفعت نسبة القتلى والجرحى والمعتقلين،فالشعب السوري في "جمعة الغضب" تحدى النظام ونزل على الشوارع ، بالرغم من كل إمكانيات النظام العسكرية والأمنية والتخوفية، التي حاول استخدامها بوجه الشعب لمنعه وقمعه،  من النزول والتظاهر،إلا أن الشعب السوري اثبت شجعته وقوة عزم إرادته على المواجه .
  إن خروج الشعب السوري إلى الشوارع كان التحدي الأكبر للنظام ،لان الشعب الذي أصبح قائد التغير للحياة السورية ،أراد في "جمعة الغضب" أن يرسل رسالة للنظام السوري والأجهزة الأمنية التي تتحكم بمصير سورية:
1-الشعب السوري واحد،مهما ارتفع صوت النظام عاليا من خلال التهديد بالخطر الطائفي ،هذا الشعب يتظاهر ضد النظام ويناصر درعا المحاصرة .
2- الشعب لا يثق بالقيادة السورية والحكومة المركبة الفاقدة للشرعية،التي تقود إصلاحات كرتونية،انتهى مفعولها عندما اجتاحت الدبابات المدن وتحصر أهلها.
3-الإصلاحات هي كذبة حكومية حاولت الدولة امتصاص نقمة الشارع الغاضب،قانون الطوارئ علق ،ومازالت سورية ترزح تحته
4-رسالة مباشرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، بان رصيدك نفذ ولم يعد باستطاعتك استلام رسائل حتى من المقربون .
من الواضح جدا بان تظاهرات "الجمعة العظيمة" تميزت هذه المرةعن باقي التظاهرات والاحتجاجات بتنظيمها وترتيبها "لقد ظهرت في التظاهرات أللفتات المكتوبة". لقد شاهدنا تظاهرات النساء التي خرجن صامتات في شوارع دمشق ،وهن بدورهن ينفون أكاذيب النظام بأنهم سلفيون أو تكفيريون،الاختراق الكامل لمواقع رسمية بث عليها دعوات للمشاركة "بجمعة الغضب" وهذه الحالة  الجديدة التي بتنا  نرها في المظاهرات ماهية ألا نقلة نوعية جديدة في تنظيم العمل التظاهري ".
بالرغم من الضغط الشديد  الذي يمارسه النظام على المحتجين وعلى وسائل الإعلام الغير حكومية ، ومنعها من المشاركة في تغطيت الإحداث وممارسة النظام  للتعتيم الإعلامي،لكن الصور والإخبار تخرج سريعا من سورية ، لتعبر بنفسها عن حالة الشارع السوري الذي يسعى إلى التغير الايجابي من خلال رفع شعار جامع لكل القوى المشاركة في الشارع" الشعب يريد تغير النظام "، المشكلة لم تعد محصورة بشخص الرئيس الأسد ،لأنها ليست مشكلة شخصية وإنما بطبيعة النظام الهرم العفن ، المتربع على عرش سورية، ويغذي الفساد والقمع .
النظام السوري  يزيد تدرجيا  بالإجرام في قتل الشعب والمتظاهرين من اجل الدفاع المستميت عن امتيازات الأشخاص الموجدين في السلطة، هذه الأجهزة لا ترهبها الموت الجماعي والتنكيل بالمواطنين ،لا ترهبهم  لغة الاحتجاج، والاعتراض والحوار، وإنما تردعهم فقط لغة القتل والقمع التي نشوا عليها وتربوا في ظلها ،كما هو الحال مع كتائب ألقذافي في ليبيا ،لان النظام القمعي في سوريا أو إي دولة شمولية أخرى شبيه جدا ،لقد  ربوا عصابات،شبيحة،تصفق وتصفر للنظام تعودا على الفوضى الخلاقة والقتل والسرقة ،فكيف يمكنهم إن يعيشوا في دولة القانون والعدالة الاجتماعية، شريحة اجتماعية واسعة من أزلام  النظام  نمت بسرعة كما ينمى  الفطر في الطبيعية .
بعد درعا وبانياس، وقمع المتظاهرين ،وحالة القتل الجماعي الذي يمارسه النظام بحق أبناء شعبه المحتجين والمعترضين ، لم  يعد يستطيع النظام السوري تسويق نفسه عالميا ومحليا ، لان الإعلام الشمولي غير قادر على أخفى صور الجرائم المرتكبة  بحق الشعب ، بظل انتشار وسائل الاتصال الاجتماعي المنتشرة في كافة إنحاء سورية.
لم يعد  يستطيع النظام السوري من إقناع المجتمع الدولي والعالم كله ،بأهمية وجوده بظل بما يجري في سورية من ارتكاب جرائم بشعة بحق شعب اعزل لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام آلة الموت المخابراتية الرسمية ،لذا أصبحنا نرى يوميا ارتفاع وتيرة الضغط على النظام السوري بالرغم من  محاولته المتكررة باعطى النظام  فرصة جديدة لتطبيق إصلاحات كاملة وعد بتطبيقها، علها ترضي الشعب السوري المنتفض .
لكن التململ لم يختفي أبدا عن لسان ووجهه الأصدقاء الذين أضحوا يحسون بان النظام السوري بداء يكذب ويتهرب من الوعود الذي قطعها على نفسه إمامهم ،هذا "الطيب رجب اردوغان" يوجه إنذارات لسورية من خلال تصريه الذي يقول:بان لا يريد حماة ثانية في سورية "، وذاك وزير خارجية فرنسا "ألن جوبيه"، الذي يحاول وضع اسم الرئيس الأسد على ألائحة الدولية الذي يفرض عليها الحصار الاقتصادي ".
هذا لا يعني أبدا  بأنه هناك  سكوت غربي على ما يجري في سورية من خلال الموقف الأمريكي الذي بداء يعلو نبراته يوما بعد يوم،كما كان الموقف الدولي إبان حالة ليبيا ،فالموقف العربي الذي تمثل بالإمارات العربية جاء ليؤكد للجميع بان العرب قد فعلوا ما استطاعوا فعله للنظام السوري ، لكن الأسد لم يتجاوب مع العرض العربي المتمثل بالإمارات العربية.
 من الواضح جدا بان الوضع السوري يتجه نحو التأزم،فالمظاهرات اليومية التي باتت تخرج إلى الشوارع تؤكد بأنه لا عودة عن ورقة  الشارع ،بسبب بطش النظام وأجهزته الأمنية ، لقد بتن اليوم أمام مزيد من الاتساع لمظاهر الاحتجاج اليوم والتي أنظمت ماخرا مدينة  "حلب" إلى رقعة التظاهرات. "حلب"، العاصمة الثانية لسورية والعاصمة الاقتصادية ،"حلب"ذات  القوة البشرية والمالية الكبيرة التي  لها الانعكاس الايجابي للمتظاهرين الذين أصبحوا يعتبرون بأنه لا عودة عن الشارع بظل قمع البعث لشعبه، التحدي الكبير هو الذي  أصبح عنوان المرحلة القادمة للتظاهر،من خلال معادلة تقوم على :الشعب أم النظام وأجهزته القمعية ،ففي سياق التاريخ العالمي كله العالم لم يعرف أبدا بان  نظام تحدى شعبه ...
أمام هذه حالة الهلع التي يعمل النظام السوري على رسمها في المجتمع السوري،ويحاول تسويقها على المستوى الداخلي والخارجي من خلال بطشه وإجرام أجهزته المخابراتية، نحن إذا إمام سيناريو ليبي جديد في سورية ،يقود إلى ادخل قوة كبرى في محولة لقمع هذا النظام المستبد في قمع وتنكيل شعبه الأعزل،لان هذا النظام مثل "الراصور لا يفهم إلا لغة الضغط إي القوة المتبادلة  كما هو متعارف عليه بقانون نيوتن الفعل وردة الفعل .
الجمعة القادمة التي بتنا جميعا ننتظرها ،هي التي سوف تفرج عن المشهد السوري الشعبي من خلال حراكه المتسع والمنتشر في بقاع القطر، فالمظاهرات وحركة إدارة الاحتجاجات هي التي بدورها سوف تضع النظام البائد في سورية في خانة الزاوية ،لعدم قدرته في  التعامل مع حالة التظاهر،التي أصبحت الفزاعة الفعلية له، هي التي تخيفه وترهبه وترفع الغطاء الشرعي عنه إمام العالم كله .           
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي ومحلل سياسي

Dr_izzi2007@hotmail.com