السبت، 19 نوفمبر 2011

الإعلام السياسي وتأثيره على الشعب، والمجتمع اللبناني نموذجا...!!!

الإعلام السياسي وتأثيره على الشعب، والمجتمع اللبناني نموذجا...!!!
دراسة علمية أكاديمية:
من إعداد الدكتور خالد ممدوح العزي
الوسائل الحديثة تصنع الإعلام الشعبي:
الحرية لم تنجح في العالم العربي إلا من خلال تطور الحياة العامة، وتطور وسائل الاتصال والتكنولوجية الحديثة التي سمحت بدورها بان تكون قوة جديدة في حركة الإعلام العالمي،لان التكنولوجية أضحت إيديولوجية جديدة تقوم عليها تحركات الشعوب ،لان دخول وسائل الاتصال الحديث على الساحة الشعبية سمح لكافة الإفراد بان يكونوا هم نفسهم إعلاميون وصانعوا الحدث من خلال مشاركتهم به ،لان تجربة الثورات العربية هي التي وضعت حدا لكل وسائل الإعلام الحديثة،فجميع الشباب هم من كانوا صحفيين ومراسلين ومحللين ،فكل القنوات الفضائية كانت تعتمد على إعلام الشباب من خلال استخدامهم للوسائل الاعلامية الجديدة "الفيس بوك والتويتر واليوتيوب والجوال".
في البدء كانت الكلمة إذن الصوت ،فخلق منهما الصورة، فكانت الجرائد والإذاعات والقنوات المرئية ومنى ثم سيطرت السرعة على نقل الخبر والمعلومة فكان ألنت الالكتروني وأخواته، ومعهم ولدت الحرية والديمقراطية والمسؤولية الإعلامية،وعن طريقهم انتشر شعار الشعب يريد إسقاط النظام.
الإعلام:
أصبحنا اليوم في عصر باتت فيه الاجهزة الاكترونية والاقمار الصناعية والنت[1] هي الاساس للاتصال بين الناس حتى بات العالم كله اليوم اشبه بقرية سياسية واحدة انطلاقا مما يشهده عالمنا المعاصر منذ نهايات القرن الماضي من ثورة تكنولوجية في مجال الاتصالات والمعلومات... وتأتي ظاهرة البث التليفزيوني المباشر عبر الأقمار الصناعية والانتشار الواسع للقنوات التليفزيونية الفضائية أحد أهم القضايا التي تستحق المناقشة[2]والبحث...وفي هذا يقول الصحافي نديم قطيش " ينقسم الاعلام الى اربعة موجات[3]:
1-الموجة الاول الرسمية؛
2- الموجة الثانية الاعلام الحزبي ؛
3-الموجة الثالثة الاعلام الفضائي الموجه ؛
4-الموجة الرابعة الإعلام الذي يستفيد من تقنيات البث الفضائي والعمل الإعلامي والانتاج الإعلامي كي تتراوج بين المحلي والعربي وهذا ما يطبق على اقنية قلية جدا.
تتميز القنوات اللبنانية عن غيرها من القنوات العالمية بافتتاحية النشرة الإخبارية مما بات يعرف بالمقدمة اليومية للنشرة لكل قناة.
فالرأي السياسي للمحطة بات يطرح على الشاشة الصغيرة بالرغم من ان المحطات العالمية الكبرى لا تستهل بثها الإخباري بمقدمة.. فالجزيرة أو العربية أوCNN ...لا تعمل وفقا لهذه المقياس فلا يوجد جامعة في العالم يدرَس فيها الإعلام تقدم هذا الشكل او الإسلوب المتبع في المحطات اللبنانية وليس هناك مادة في قانون تنظيم المسموع والمرئي يجيز ذلك، وإنما أصبح هذا عرفاً متبعاً، والعرف يصبح قانون في لبنان، وهذة المقدمة المعمول بها قد تختلف في طبيعتها ومضمونها بين رئيس نشرة وآخر حسب الإنتماء السياسي والفكري... وقلة هم من يلاحظون هذا الاختلاف في النشرات اليومية[4]. نشارك الصحافي الكبير عرفات حجازي في رأيه القائل:"انا لست ضد المنابر الاعلامية المتعددة والمختلفة" الاذاعية او الصحافية اوالتلفزيونية المتعددة " اذا كانت تنقل وجهات النظر المتقاربة والموضوعية في رؤيتها السياسية وطرح برامجها الايديولوجية، ولكن اذا كانت مهمتها الشحن المذهبي والطائفي فمن الأفضل إقفالها"[5].
التقاطع الإعلامي بين العديد من وسائل الاعلام الفضائي :
1-الفضائيات العربية والتي تبث الى الجمهور العربي:
1-ابو ظبي: هي المحطة الفضائية الليبرالية الجديدة، التي تعبرعن الوجه الليبرالي لدولة الامارات العربية لموجة قناة الجزيرة. ذات الوجة المعبر به عن وجهة نظر حركة الاخوان المسلمين والتطرف الاسلامي.
2- قناة/ أم بي سي/ MBC:
[محطة " اخبار الشرق الاوسط" الفضائية ] مركزها المملكة المتحدة - لندن. تحولت من قناة اخبارية فضائية عربية عام 1991 عند تاسيسها كأول قناة فضائية عربية واصبحت فيما بعد حوارية اجتماعية ترفيهيا شاملة فيما بعد. لكن القناة احتفظت بالنشرة الإخباري ولها مكتبها و مراسليها الخاصين في مختلف الدول. تحتوي القناة على مجموعة من المحطات، تعرف اليوم باسم مجموعة قناوات" ام بي سي" القابضة، كاقناة: (1 أم بي سي،2 أم بي سي،3 أم بي سي،4 أم بي سي الخ ). تبث المحطة بلغات مختلفة "العربية، الانكليزية، والفارسية". تمول القناة ماديا من قبل السعودية، مملوكة من الوليد الابراهيم ولها حريتها وليبراليتها الاعلامية الخاصة بها من خلال وجودها في مجتمع غربي ليبرالي.
3- العربية الفضائية:
هي القناة التي تعمل بشفافية وتقانية اعلامية عالية بالرغم من وصفها بالعبرية[6] من هنا اتهامها "بالتستر على معلومات"[7] " مقاطعات فضائية للمحطة والدخول على البث" هي الرد الحقيقي على تحويل الاعلام الى منابر سياسية من قبل قناة الجزيرة القطرية، انها المحافظة على العمل الصحافي وعدم الإخلال في زوايا المواقع بالرغم من دعمها المباشر من العربية السعودية لكنها ابقت لنفسها ولصحافييها هامشا واسعا من الليبرالية والاستفادة من الثورة التقانية والاعلامية.
4-المستقلة والديمقراطية:
قناة ثقافية توجيهية تعتمد على اعطاء الرآي والرآي الآخر دور هاما من هامش التعبير عن حقه في الاعتراض والتواصل المختلف والتحاور والاعتراض, معتمدة الليبرالية اساسا في عملها الاعلامي.
5- القدس الفضائية:
هي ليست وسيلة اعلامية على عكس الفضائيات الاخرى وانما هي الذراع الاعلامي العسكري والامني لحركة حماس الاسلامية الفلسطينية والممولة من ايران وتبث من بيروت... والغريب ان هذه المحطة تم افتتحها قبل حرب غزة الاخيرة في 27 -12-2008 اضافة الى وكالة "رامتان" ليكونا لهما الحق الحصري في نقل وبث اخبار غزة اثناء الحرب الاخيرة. القناة تعنى باخبار غزة اولاً والاخبار الفلسطينية ثانيا وهي توأم قناة المنار اللبنانية.
6- قناة إقراء الإسلامية الفضائية:
أسستها الشركة الإعلامية العربية عام 1998. وهي بادرة رائدة ومتميزة لترسم ملامحنا العربية العريقة، وتؤكد هويتنا الإسلامية السمحة. قناة اسلامية تهتم بالشأنالديني من خلال رعايتها لشوؤن الأمة والمواطن المسلم من خلال تعريف الإسلام للسياسة وهو رعاية شؤون الأمة داخلياً وخارجياً، ما يؤكده الشيخ د. فيصل المولوي يقول: [لايمكن فصل الحياة السياسية عن الدين ] [8] .
فالاهتمام بالشأن الاعلامي ضرورة ملحة للقناة لكونها بحاجة ماسة لفضاء إعلامي، لبث ونشر الدعوة الاسلامية. من خلال البرامج الاعلامية والثقافية والحوارية الاسلامية الشاملة، من خلال رجال دين اكفاء في شرح العقيدة والفكرالاسلامي. ولكن هذة القناة تعني من ضعف بارز للكوادر الصحافية والمهنية ان كانت من جهة اعداد البرامج، اوالتغطية الإعلامية للعديد من المواضيع التي من خلالها ان تدخل القناة المعركة الإعلامي لنشر الفكرة الاساسية التي على اسساسها نشئت فكرة القناة وللبقاء من مشاهديها فالنقلة النوعية تأتي من خلال سياسة مادية وإعلامية تفعل عمل القناة.
7- قناة الإخبارية الفضائية:
التابعة للمملكة العربية السعودية تبث من الرياض... فالسعودية التى اخذت عليها الولايات المتحدة بانها تتساهلها حيال الارهاب، اثر اعتداءات الحادى عشر من أيلول 2001. ولكن بعد ان اصاب الارهاب قلب المملكة محاولا ضعضعت اوضاعها الداخلية، وفي ظل التغير الجيو-سياسي في الخليج العربي، ما كان من المملكة سوى العمل على تطوير قوتها الإعلامية . لقد تم تاسيس الإخبارية عام 2004، وتصبح عام 2007 تعمل على مدى 24 ساعة. والقناة مؤلفة من اربع محطات فضائية مختلفة البث " الإخبارية، الرياضية، الانكليزية الإخبارية، والثقافية". المحطة تتبع لاشراف وزارة الإعلام السعودية التى تتولى تشغيل" سعوديين وسعوديات" في الداخل والخارج. القناة تهتم بالأخبار العالمية والعربية والمحلية وتهدف إلى تقديم صورة جديدة عن المملكة تبث وتمول ماديا من المملكة. وهي تعنى بشؤون المملكة والتعرف عليها، وتدافع عن مصالحها الخاصة ولها هامشها الإعلامي المميز الذي يدافع عن مصالع الدولة والشعب والأرض من خلال المنطق والبراهين.
8 - قناة الجزيرة الفضائية:
ذات الاتجاه المعبر به عن وجهة نظر حركة الإخوان المسلمين العالمية المدعومة من الشيخ يوسف القرضاوي الشريك الأكبر في تمويل القناة، وللشيخ القرضاوي مساحة هامة في البرامج المعمول بها في المحطة، إن كان من خلال الاستضافات المتكررة له على شاشة القناة او البرامج الخاصة المشارك بها بحيوية. فالإعلامين وهيئة الإدارة في القناة، جميعا ً هم من الوجوه المتعارف عليها بانهم من المقربون او الملتزمون بخط حركة الإخوان المسلمين العالمية. إضافة الى القسم الآخرى من الكوادر التي تمثل وجهة النظر الغربية الليبرالية، ممثلة بمجموعة من الصحافين القوميين, المدعومة من الدولة القطرية والتي كانت بداية توظيف هذا الكادرا ت الاعلامية من الفرع العربي لقناة BBCالأخبارية البريطانية في لندن بعد إلغاءها.. هؤلاء جميعا أوجدوا نظرية جديدة في الاعلام المرئي تقوم على "الإعلام للإعلام"[9].
إن الجزيرة في بثها تحول من خلال ممارسة مهنة الإعلام والخبر السريع لتعاطي بالامور السياسية والتدخل في الشؤون العربية وإثارة الشغب السياسي في الشارع العربي وتعكير المزاج العربي العام، الرسمي والشعبي مستفيدة من شعارات مثل حرية الرأي والتعبير وتبنيه وجهة نظر سياسية ضد دول مما يؤدي الى خلاف ونزاع سياسي "الزورق الذي ارسلته قناة الجزيرة الى غزة لنصرة شعبها اثناء الحرب الاخيرة عن طريق البحر والذي اعيد الى المياه الاقليمية البنانية{ ما هو الا "همروجة "اعلامية للقناة في حملتها على مصر، واليوم تبدأ همروجة إعلامية جديدة على" العربية السعودية" في ردها على خرق سيادتها الوطنية من قبل المتمردين الحوتين في اليمن". وهذة الأفعال التي تمارس بكيدية سياسية تؤدي الى اقفال مكاتب "الجزيرة" في العديد من الدول وتكون بالتالي القناة غير مرحب بها.
11-الإعلام الفضائي الدولي.
الاعلام الذي يخاطب الجمهور العربي عموما بلغته العربية الموجة وهذا ما أنتجته حالة العولمة التي اجبرت الدول الكبرى على التكلم بلغات الشعوب التي تقتضي الضرورة مخاطبتها والتعامل معها لان العالم اصبحة واحة اعلامية صغيرة وتعريف الجمهور المقصود على سياسة الدولة الناطقة بلغة الضاد[10].
1- قناة الحرة الفضائية:
هي بطبيعتها وجدت لكي تكون ليبراللية وناطقة باسم القيم التي تنبع من امريكا بالرغم من مشاكلها مع المحيط الاسلامي والعربي.
2 - قناة روسيا اليوم:
المحطة الفضائية الروسية التي وقعت في فخ الإعلام الموجه وليس الروسي الرسمي ذات الخبرات الشاقة في الاعلام المؤدلج بل المتطرف الاسلاميين او الممانع كما نصفهم من خلال المحررين الذين حملوا خلافاتهم السياسية والإيديولوجية في اوطانهم العربية، ومحاولة تصديرها وتحميلها الى غيرهما ظناً منهم بان روسيا تساند دول الممانعة في وجه قوى الشر، في الوقت التي تسعى روسيا فيه الى تغير صورتها الماضية ومخاطبة الجمهور العربي والإسلامي من خلال الفضائية بإسلوب جديد ومختلف.
فكانت إطلالة روسيا اليوم على العالم العربي اقوى بكثير من إطلالة القناة العربية المراد لها مخاطبة الغرفة العربية الواسعة حسب الطموح الروسي الجديد، والتي بذلك يتم تقديم القناة قربانا للقوى الإعلامية الصهيونية الحاقدة على العالمين الإسلامي والعربي معاً نتيجة ضيق الأفاق العربية العاملة في داخلها.
3- قناة ألبي بي سي العربية:
تبقى القمة في التغطية الإعلامي الكاملة والقدرات العجيبة في صناعة الخبر والبقاء على مسافة واحدة من كل القضايا من خلال الليبرالية التي تسيطر على عملها الإعلامي.
4 القناة الألمانية الفضائية العربية:
لاتزال في بداية عملها ولكن الشفافية الإعلامية تتحكم في عملها العام من خلال القدرات الالمانية على مواكبة التقنية والاعلام الحديث والتجارب الاعلامية القديمة.
5- القناة الفرنسية.. فرنس 24 الفضائية:
العربية لا تزال أيضا في بداء عملها ولكن الشفافية الاعلامية يتحكم في عملها العام وهناك خبرة جيدة للاعلام الفرنسي في التعامل مع الخبر وابعاده عن المقيضة وهو ينطلق من مواكبة خبرة من الديمقراطية وحرية التعبير عمرها اكثر من 300 سنة وكذلك نرى قدرة وكات الانباء الفرنسية.. أ..ف.. في قدرتها على التغطية الواقعية للاخبار وتحديدا الشرق الاوسط التي تكون مصدر كل الصحف العربية.
6- العالم والكوثر القناتان الايرانيتان الفضائيتان:
اللتان تبثان باللغة العربية فهما المنبر السياسي للحالة الايرانية في معركتها السياسية التي تقودها ضد الشيطان الاكبر واليهود والصلبيون الجدد من اجل بث الروح الثورية المعاصرة عن طريق الطائفة الشيعية في الوطن العربي والإمساك بالقضية الفلسطنية التي تلاقي تأييداً عاطفيا في نفوس العرب خصوصا والمسلمين عموما من اجل الوصول الى مبتغاها الاساسي والحصول على مكتسبات سياسية.
بالرغم من وجود العديد من المحطات العربية الهامة والتي تمارس الإعلام اليبرالي مثل المصرية،النيل نيوز، الحياة ،او ان تي، دريم ابو ظبي، دبي، الدولية، الشرقية، السومرية، البغدادية، الآن، الحوار، والاردنية ،الاتجاه ،فلسطين اليوم . وعلى العكس تماما لهذة الليبرالية والخبرة الجيدة في تقديم الاخبار والتعامل مع الاحداث بمهنية عالية لا تزال محطات تعمل على الشمولية والأحادية والخضوع للرقيب بالرغم من تقديم نفسها على انها منبر اعلامي حر ومتقدم كالسورية والليبية والجزائرية والسودانية وبعض المحطات العربية المحلية الاخرى في العراق والمغرب وليبيا وفلسطين الخ....
111-الإعلام الفضائي اللبناني الذي يبث لجمهوره اللبناني والعربي:
1- قناة أخبار المستقبل الفضائية:
هذه المحطة، تعبر عن مناخ ليبرالي معتدل ومتسامح لها خيار سياسي تابع لآل الحريري ولا نستطيع وضع المحطة في خانة الاصولية المطرفة، ولا في خانة التطرف السياسي وليس ناطقة باسم آل الحريري وتيار الرابع عشر من اذار وانما تمارس توازنات سياسية فعالة في البلد، على محطة المستقبل نرى المادة الاعلامية فيها السجال ورحابة الصدر وغناء المعلومات والتنوع وهذا ما اثبتته الهجمة عليها في 7 مايو/أيار 2008 وكذلك حرب غزة الأخيرة والتي اثبتت انها مصدر معلومات جدي بمعزل عن الخيار السياسي فهي محطة جديدة اعلامية توظف اموال هائلة وتستقطب كوادر اعلامية وخبرات مهنية مهمة كي تصل الى كل الجمهور العربي وليس فقط الى جمهور تيار المستقبل...
2- قناة المنار الفضائية:
ليست وسيلة إعلامية على عكس المستقبل وانما هي الذراع الاعلامي لحزب الله العسكري والامني. فالمنار، وجمهورها لم يتحملوا نقد كاريكاتوري على شاشة قناة[11] LBC لامين عام الحزب "السيد حسن نصرالله"، النقد الذي هز لبنان وكاد ان يدخل البلاد والعباد في حرب مذهبية. المنار هي ناطق رسمي باسم قوى الممانعة وهي تطل على جمهور مسيس ملتزم بالقضية التي تؤدي حتماً إلى النصر، لذلك هي ليست وسيلة اعلامية وإنما إعلام حربي ملتزم وليس له هامش من الاستقلالية الإعلامية.
3- قناة "ام تي في" الفضائية اللبنانية:
نجحت القناة من فصلها الأول للبث الحي واصبحنا على معرفة جيدة من خطها الإعلامي وتوجهها السياسي والايديولوجي. هي جئت ومعها تجربة سابقة قبل إقفالها القصري ،لقد اضحت من القنوات الممتازة في العمل الصحافي والإعلامي، و اليوم نرى ما حملته الأيام معها بالرغم من إطلالتها الثانية ،لكنها شكلت فريق عمل إعلامي جيد جدا يبشر بالخير وحسب اقوال فريق العمل انهم ضد 14اذار و8 اذار ومعهم بنفس الوقت.. لنرقب العمل الاعلامي[12].
4- قناة "ANB" قناة الفضائية:
التي يحكمها نوع من الشفافية وهامش واسع من الليبرالية من خلال العمل والاداء واللون الصحافي المختلف لمشرفي النشرات الإخبارية ومقدمين البرامج، وكذلك التعبير عن اراء مختلفة في العمل والتغطية الإخبارية اليومية، وتوزيع النشرات الاخبارية التي تبث لكل محيط اومنطقة، ونرى فيها نشرة لبنان والمنطقة المحيطة ونشرة اخبار العراق ونشرة المغرب العربي.
5- قناة"LBC "المحطة اللبنانية للإرسال:
هي المحطة الوحيدة في لبنان التي اعتمدت في عملها اللهجة المحلية اداة في العمل الاعلامي وانتهجت الليبرالية في عملها منذ اليوم الاول لإنطلاقتها بالرغم من خيارها السياسي الواضح التابع سابقا للقوات اللبنانية، والذي تبدل اليوم مع تبدل القوى والمواقع لان الظروف تغيرت اليوم والسياسة تغيرت والمال اصبح هدف الصراع بين الكوادر والمؤسسة من جهة وبين المؤسسة وحزب القوات العائد بقوة على الساحة السياسية اللبنانية مجددا بالرغم من الابعاد القسري له لمدة 11 سنة في زمن الوصاية السورية مما ادى بالمحطة من اتباع لون جديد من اجل استمرارها. وهذا مما شهدنه مؤخرا من الانسحابات الكبيرة للكوادر والتسيح التعسفي لبعض الصحافين المحسوبين على الطرف الآخر. والاستقالة العلنية الذي شهدناه لأول مرة على الشاشة مباشرة للمذيعة ومقدمة البرامج، الصحافية [13]" لمي الشدياق"، بالرغم من العمل الطويل في المحطة والتي تروي اسباب الاستقالة في مقابلة تلفزيونية تقول:" الذي دفعني الى الاستقالة هو الضغط السياسي اذا الضيف من قوى المولاة يجب الضغط عليها واذا الضيف من المعارضة ان لا يخرج النقد عن حدود المألوف. "اضافة الى الصراع الذي لم يبت به القضاء اللبناني بملكية المؤسسة بين القوات[14] ومدير المؤسسة الشيخ بيار الضاهر.
اما المحطات الاخرى التي تحاول المزج بين اللبرالية وعدم الاستقلالية المادية" كالجديد وان بي ان , واو تو في" بالرغم من وعودها المتكررة بانهما سف تكون على مسافة واحدة من الجميع ولكنهما لاتزال تفجاءنا بالالتحاق والاصطفاف في جبهة ضد آخرى. لقد قسم الإعلام المرئي في لبنان على اساس مبداء المحاصصة الطائفية والمذهبية وليس على شدة التنافس الإعلامي الحر والديمقراطية والتناوعة التي تنمي اليها القدرات الإعلامية والمهارات والكوادر الاعلامية المختلفة من اللبنانين كافة، لكن الانقسام الحاصل بين الشعب اللبناني المنشطر الى جبهتين مختلفتين على حساب تلفزيون الدولة اللبنانية
" تلفزيون لبنان" الذي يبقى الحلقة الاضعف بين كل هذة المحطات التلفزيونية اللبنانية والعربية لكونه التلفزيون الوحيد الجامع في بلد يختلف فيه ابناءه على كل شىء وقلة ما تجتمع قيادته فيه على رأي واحد ولكن ما يتفق الجميع عليه هو: بان التلفاز اللبناني الرسمي ضعيف وغير قادر على النهوض وحده والوقوف بمواجهة المحطات الآخرى لكي يكون تلفاز جامع لكل اللبنانين وليس لفئة أو طائفة معينة ويجمع بين جميع الخبرات والكوادر المختلفة.
وهنا لا بد من التذكير بان هناك كم هائل من الامكانيات المادية الضخمة والهائلة التي تدفع للقنوات "الفضائية العربية بشكل عام والإخبارية منها بشكل خاص" من اجل استمراريتها في المواجهة والبقاء على قيد الحياة وايضا للاسثتمار المادي، التقني والفني ولشراء الكوادر الإعلامية الباهظة الثمن والاتصالات عن طريق الاقمار الإصطناعية لتغطية الأحداث مباشرة، مهما كان نوعها ومكانها.
وفقا للاحصاءات المعتمد عليها من قبل مراكز الاحصاء فان ميزانيات القنوات الفضائية مرتفعة جدا، لنرى بان: " ميزانية قناة العربية سنوياً 75 مليون دولاراً امريكاً، وقناة الجزيرة سنوياً 80 مليون دولاراً امريكاً وأم بي سي 60 مليون دولاراً امريكًا الخ"...
التطبيع الإعلامي مع اسرائيل:
لقد بداء الطبيع الإعلامي والفكري والثقافي مع العدو الصيوني مع بداء المفوضات العربية –الاسرائيلة عام 1991 في اسبانيا "مدريد". والذي كان شعارها الاساسي "الارض مقابل السلام ". فكانت الصحافة المكتوبة السباقة في فتح زوايا على صفحاتها اليومية تحت اسم "اسرائيليات"، بناء لطلب عام من قبل جمهور القراء العرب ولرغبتهم الشغوفة في معرفة وقراءة الأفكار والأراء الإسرائيلية غير المعروفة لدى الجمهور العربي المتابع لسير المفاوضات المعرقلة، فكانت البداية الأولى.
ولكن مع تطور التكنولوجية ووسائل الاتصال[15]، المتطورة بدأت المرحلة الفعلية من التطبيع الإعلامي والثقافي والتي كانت قناة الجزيرة السباقة به.
وفي بحثنا هذا لا بد من الاشارة لهذا ا لموضوع نظرا لاهميته الجادة لذا كان من الضروري ان نسلط الضواء عليه. فقناة الجزيرة الفضائية كانت هي السباقة تطبيق فكرة التطبيع الإعلامي والثقافي "الحواري " مع الكيان الصهيوني منذو انطلاقتها الاولى عام 1996 من خلال الإنفتاح المباشر على إستضافة "الفكر الإعلامي والسياسي الصهيوني " على الهواء مباشرةً امام الجماهير العربية عامة " واعطاء الفرصة لهم لشرح وجهة النظر الصهيونية والدفاع عن احقيتها من خلال الدخول بالسجال مع المحللين العرب عن طريق تكنولوجيات الإتصال السريع عبر الأقمار الإصطناعية، او اشراكهم في التقارير الصحافية المعدة مسبقا، من قبل مراسليها، عبر مكتبها الدائم في الاراضي الفلسطنية المحتلة. هذا العمل الجديد على ثقافة العقل العربي تحت شعار "الرآي والرآي الأخر في الإعلام الحر ". فإن هذا العرف الجديد في الإعلام العربي كان من خلال قناة الجزيرة الفضائية فأصبح هذا العمل التطبيعي، عند المحطات العربية الآخرى التي جئت للعمل في الاعلام العربي بعد الجزيرة، لإن العرف في الدول العربية والفكرالعربي يصبح قانوناً، فاعلا بظل غياب قانون ينظم البث المرئي والمسموع في العالم العربي. ومن يراقب عمل الجزيرة يتأكد من ذلك.
الصحافة المكتوبة في لبنان او الجرائد:
تعاني الصحافة اللبنانية المكتوبة اليوم بشكل عام من مشكلاتين اساسيتين الاولى ثقانية والثانية مادية:
1 المشكلة التقنية تقسم إلى ثلاثة امور اساسية من الناحية المهنية وهي هامة جدا وبارزة:
1- الصحافة اللبنانية تعاني من غياب فعلي لرؤساء تحرير بشكل عام وهذا مايبرز بشكل خاص اليوم في صحف كبرى مثل:" السفير ،الإخبار والنهار".
2- تعاني الصحافة اللبنانية اليوم من غياب الطبقة الوسطة في الصحافة البنانية التي تشكل جسر العبور بين الجيل القديم والجيل الصاعد.
3- الصحافة اللبنانية تعاني اليوم من مشكلة تدوير الزوايا او "القطبة الخفية"[16]كما تعرف بالادبيات السياسية المعاصرة اللبنانية اي "عندما يكون مطلوب شيء من احد" او" مغازلة احد" وهذا ماتشتهر به امبرطوريات الاعلام اللبنانية وتجديد ادارة هذا الفن المميز كل من جريدة السفير والنهار.
11 المشكلة الثانية المادية وهي العقبة الاساسية التي تقف امام تطور معظم الصحف اللبنانية والتي تحاول بنفسها النهوض من المستنقع، واجاد ممول لها من خلال صفقات مستمرة وسريعة للبقاء والمحافظة على كوادرها وقراءها ، وهذا مايجده بطلاقة صاحب جرية السفير الأستاذ طلال سلمان التي نسميها " السفقات المستمرة " التى تنتهي بفقدان الثقة بجريدته من قبل جمهورها وقراءها ومثقافين البلاد.
ان معظم الجرائد اللبنانية لقد تحولت الى مؤسسات مما سمح للعديد من اصحاب راس المال شراء اسهم في هذة الموؤسسة اوتلك، وبالتالي اصبحوا ذو ثأثير كبير بقرارها السياسي, وهنا نرى تدفق راسمال المال الايراني والعربي ليصبح شريك فعال ومؤثر في اراء ومواقف العديد من الجرائد البنانية كالاخبار، والسفير.
تنقسم الجرئد البنانية من حيث تركبتها الى عدة اقسام:
1-جرائد ناطقة باسم المعارضة اوالموالاة:
1-1- جريدة الاخبار: جريدة ناطقة رسميا باسم 8 اذار بالرغم من انها تأسست لتكون جريدة المعارضة اللبنانية والعربية عامة ,تعمل بتمويل قطري وايراني تهياء نفسها اليوم لتخرج الى الاسواق العربية قريبا من الدوحة، في طبعة عربية وتصبح جريدة عربية كبيرة بوجه جريدة الحياة والشرق الاوسط الممولاتان من العربية السعودية.
2-1- جريدة المستقبل: جريدة ناطقة رسميا باسم 14 اذار يعمل فيها مجموعة من الصحافيين الاكفاء من مختلف الاتجاهات والاطيف يثابرون على إدىء المهنة بطريقة مهنيه، بالرغم من تمويل الجريدة من آل الحريري ولكن يبقى لها هامشا خاصا مستقلا.
3-1-جريدة الجمهورية جريدة ناطقة باسم 14 آذار ويعمل فيها مجموعة من الصحافيين الأكفاء من اتجاه واحد يمارسون مهنية عالية فالجريدة تمول من قبل نائب رئيس الوزراء السابق مشال المر وبعض أصحاب الأموال وهي جريدة ترد بشكل كامل على جريدة الإخبار اللبنانية،ونفس التصميم الشكلي ،والحجم،مع اختلاف بالطرح السياسي.
2- الجرائد العربية والدولية الكبرى التي تصدر في لندن:الحياة والشرق الاوسط الممولتان من العربية السعودية.
3-الجرائد اللبنانية الكبرى ذات العراقة في العمل الاعلامي والصحافي: كجرية السفير والنهار.
4-الجرائد العادية التي تختلف في طرحها الاعلامي: كالبلد،الانوار والديار.
5- الجرائد المحلية التي توزع على مستوى بلدية اومختار او محلة :كجرائد الشرق، البيرق، واللواء.
6- الجرائد الحزبية ذات الاتجاه الحزبي التي تواكب جمهورها الحزبي المحدود وبعض المتابعين لعدم قدرة هذه الصحف على التوسع الداخلي ومخاطبة جمهور اوسع نتيجة لما تعانيه هذة الجرائد اولا من الضيق المادى الصعب، وثانيا النقص الكبير في الكوادر الاعلامية النشطة التي تحاول ضبط الوضع: كجرائد العمل، الانباء، العواصف، الافاق، العهد، البناء، الرسالة، النداء،الأمان،الأنباء والطليعة،الخ....
الإعلام للإعلام:
المناقشات الهامة لمسائل سياسية واجتماعية وحتى فنية في برامج الحوار التي تتسابق المحطات العربية الفضائية واللبنانية, الى عرضها وتقديمها للغرفة العربية من خلال دعوة الضيوف والكواد اليها لاجل النقاش وتقريب وجهات النظر بين المتحاورين, وليس زيادة الهوة فيما بينهما كما تحاول بعض القنوات فعله ظنا منها انها تقوم بسبق صحفي او استعراض "شو" تلفزيوني مميز.
من البديهي ألا نبحث عن الحياد في كل ما تقدمه الفضائيات؛ فحتى برامج الثرثرة الفارغة تخفي أيديولوجية مهمة، وهي إخفاء القضايا المهمة والتغطية عليها بالثرثرة، في مواضيع أقل أهمية. وفي كل الأحوال، من المفترض أن تنتهي أية مناقشة إلى خلاصة معينة يتوصل إليها المناقشون من الضيوف، لكي يتسنى للمشاهد ان يعرف على ما اجتمع عليه المتحاورون او بقي عالق عندهم مع مقدم البرنامج لتصبح لدى المشاهد رؤية متماسكة حول الموضوع المطروح. لنتفق هنا في طرحنا هذا مع كتبته سمر يزبك في جريدة الحياة: " بقولها بان هذه البديهة لا تنطبق مثلا على برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي يتم بثه اسبوعيا على قناة الجزيرة، فهو البرنامج الوحيد الذي يخرج منه المشاهد أكثر تشوشاً مما بدأ به البرنامج !. الضيفان مجرد خلفية للمقدم الذي يظهر كما لو كان العنصر البشري الوحيد في الحلقة. يبدأ البرنامج بالاختلاف وينتهي بالاختلاف، وربما باختلاف أشد، بسبب التسخين الذي يتعرض له كل طرف، من المقدم الحكم الذي يعد لكل منهما، كما لو كانا في حلبة مصارعة رومانية. هذه هي ميزة "الاتجاه المعاكس" ومقدمه الصحافي "فيصل القاسم " الذي يمكن اعتباره مؤسساً لمدرسة إعلامية جديدة عنوانها "الإعلام للإعلام"،[17] مثل التيارات الأدبية والفنية التي رفعت شعار مميزاً في الماضي لايزال معمول به حتى يومنا هذا وهو "الفن للفن"!!!
الكلمة اللبنانية الحرة:
ليست المرة الأولى التي يشار فيها إلى سلطة الإعلام الهائلة ودوره المميز والفعال في العملية الانتخابية والحياة الديمقراطية العامة. لكن الأمر في ما يظهر من مؤشرات حديثة، يتجاوز حد السلطة المتاحة للإعلام إلى ما هو ابعد بكثير. وان كان القول بأن الصحافة المكتوبة هي سلطة رابعة يمتلك حظاً من الوجاهة، فإن سلطة الإعلام المرئي هي سلطة اولى والأرجح انها اصبحت اليوم فوق السلطات كافة. وهي سلطة تمتلك وسائل السلطات كافة وتتسم بكامل سماتها. فهي سلطة قادرة على التجاهل والازدراء، وهذا امر لا يحاسبها على اتيانه اي قانون. فليس ثمة قانون يفرض على محطة تلفزيونية ان تعد برنامجاً عن هذا الموضوع او ذاك.
في ما يتعلق بوجه التشابه لا يستطيع المرء ان يغفل عن ملاحظات سيرج حليمي "مدير تحرير مجلة الدوبلماتيك الفرنسية التي تصد من باريس بلغات متعددة" الذي حذر من سلطة الصحافة المطلقة، والتي لا يحدها اي قانون في بعض المناحي. فيسهل على الصحافي ان يتلقى رشوة من سياسي او رجل اعمال، فيواليه، بعدما كان من خصومه، من دون ان يتعرض للمحاسبة او المساءلة من اي جهة كانت. بل ان معظم صحف العالم الثالث وكثير من صحف العالم الأول تتعيش على مثل هذه الرشاوي. لكن السياسي ليس حراً في ان يتقبل رشوة او هدية من اي كان، فيواليه بعدما كان خصماً له، لأن مثل هذا العمل يقع تحت طائلة المحاسبة القانونية[18].
الإعلام اللبناني والمرآة:
الأعلام اللبناني لم يستثني دور المرآة في لعب دور ريادي لها بالرغم من كل الشائعات التي تبث من هنا وهناك الا ان المرآة اتبتت جدارتها العالية في عالم الصحافةالعربية عامة واللبنانية خاصة في ممارستها للمهنة في شتىء انواعها ولم يقتصر دور المرآة على تقديم البرامج التلفزيونية او تقديم نشرة الاخبار كمذيعة وانما تطور دورها في تقديم البرامج والحوارت والمقبالات والانتاج والاعداد والاشراف الأخباري والسياسي والمراسلة وفي بعض المؤسسات يلاحظ التمييز في التكليف بالمهمات "مثلاً تلفزيون المنار لا يسمح للعاملات فيه بالقيام بتغطيات ميدانية، ويبقى مجال عملهن داخل المبنى: تقديم الأخبار، تحريرها، استضافة سياسيين.."، والاستثناء الوحيد كان للزميلة "فاطمة عواضة". ولقد تميزت العديد من الزميلات الاعلاميات في تقديم البرامج السياسية والمحاورة الجادة واستعمال الحضور الشخصي القوي لهنا من اجل انجاح برامجهنا السياسية او التحاورية وهنا لبد من الاشارة الى الزميلاتان الاعلامياتان "جزيل خوري" وبرنامجها على شاشة تلفزيون العربية "بالعربي". والإعلامية السياسية المناضلة في سبيل الكلمة "مي الشدياق" والجراءة التي تميزها والتي أدت بها بالنهاية الى تقديم اسقالتها الشفهية على الهواء المباشر من على منبر "قناة تلفزيون المؤسسة اللبنانية " LBC" ولأول مرة في الحياة المهنية والعملية الإعلامية يتم عمل كهذا، والتي لم تسبق ابداً هذة الحالة في الإعلام وتحديداً من اعلامية لما تملك من شجاعة مميزة. وكذلك لبد من الوقف امام العديد من المحاورات الذين يحولون اكتساب ثقة المشاهد من خلال اداء العمل بتجرد بالرغم من صعوبة المهمة ومشقتها وما تحاول الاعلامياتان " سحر الخطيب" في بنامجها " الحد الفاصل " على تلفزيون المستقبل الأخباري . و"ريما صالحي" في برنامجها الجريئ في هذا الوقت الصعب "صناعة الموت " على تلفزيون العربية " وابرازه بهذا الشكل.
لقد تقدمت المرآة في الميدان الاعلامي على الرجل في ممارسة المهنة الاعلامية وحققت الجوائز الدولية , التي اتبت المرآة جدرتها الفعلية والفعالة في مجال المراسل الجول والميداني وفي ساحة الحروب وخاصة حرب تموز [19]2006 الذي لعبة "الصحافية المرآة " دورا مميزا في تغطيتها للأحداث الميدانية, وسقطنا شهيدات في الميدان و اثناء فترة الصراع الداخلي" الحرب الباردة" بين "8 أذا و14 آذار" حتى 7 مايو2008.
النساء كانت لهن بصماتهن عليها وهن شهود ا عيان على تلك الاحداث , لقد تعددت الأسماء الاعلاميات: ومنهن ريما مكتبي مراسلة "العربية"، نانسي السبع مراسلة "التلفزيون الجديد"، بشرى عبد الصمد وكاتيا ناصر مراسلاتا "الجزيرة"، نجوى قاسم العربية، منى صليبا مراسلة "ال بي سي"، " دنيز رحمة" ال بي سي سابقا" والمصورة الشهيدة ليال نجيب ابنت 23 عام , والتي قتلت على خط النار[20].
صارت هؤلاء السيدات محطّ اعجاب وتقدير العالم بأسره. وقد فاق عدد المراسلات عدد المراسلين، واصبحن ظاهرة لا بد من تقييمها والثناء عليها، ونافسن الرجال بتحولهن إلى مراسلات حربيات، واتخذن من واقي الرصاص والخوذة بديلا للزينة المعتادة. يقدم الاستاذ في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور احمد زين الدين نظرة أكاديمية لوضع المرأة الاعلامية ويكتب: "في صورة عامة، يزداد عموماً عدد الاناث في الصحافة وتحديداً في لبنان حيث باتت نسبة الاناث الى الذكور في كلية الإعلام مثلا تزيد عن 80 في المئة. وبما ان الصحف تلجأ أكثر فأكثر الى خريجي الاعلام لتشغيل عناصر جديدة، فان عدد الاناث يزداد في المهنة...ولكن المؤكد حتى الآن ان الاناث رغم زيادة عددهن في المهنة، لم يصبحن في مراكز القرار الا قليلا.. وخصوصا في المجلات غير السياسية ربما لأن المرأة لا تزال عموما بعيدة من السياسة وهذا الوضع نفسه تقريبا في أوروبا حتى الآن، على حد علمي، لا توجد نساء في رتب ادارة التحرير او رئاسة التحرير في الجرائد... الا ربما استثناء واحدة او اثنتين.. لكن النساء موجودات في مراكز تحريرية عليا في أكثر من مجلة خصوصاً مجلات الاسرة.
تعاني المرآة الإعلامية اللبنانية من التمييز في التعاطي بينها وبين زميلها الرجل الذي يمارس الوظيفة ذاتها في المؤسسة، خصوصاً في ما يتعلق بالرواتب". بالرغم من ذلك فان الاعلاميات اللبنانيات اصبحن مطلوبات بشكلن واسع على الفضائيات العربية والدولية الناطقة بالعربية ولا نبالغ اذا قلن بان اليوم لاتخلوا محطة فضائية اخبارية اوترفهية دون وجود العنصر النسائي اللبناني الذي اصبح المازة التي تشكل بها موائد الفضائيات العربية[21].
الاعلام اللبناني ومسوؤليته في الاستحقاقات الانتخابية:
مسوؤلية الاعلام في الاستحقاقات الانتخابية تعني ان الاعلام وخاصة في لبنان مسوؤل عن مسيرة الديمقراطية, والاعلام العني هو الاعلام الساسي[22] وهذا مانتفق مع الكاتب والسياسي سجعان القزي فيما يكتب: ضرورة التميز الصحافيين والاعلاميين ,بين الاعلام السياسي والاعلام المتنوع بين اصحاب الؤسسات الاعلامية والعاملين فيها وبين الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي. من الماكد ان الاستحقاق الانتخابي اليوم[23] هو نتيجة لفعل سياسي، لكن خيار المواطن هو خيار اخلاقي واجتماعي ودعائي مرتبطة باثقافة العامة المعتمدة على المواطنية في الاصل فاذا كان الاعلام هو التعبير عن الحرية فان سيطرته اصبح خطرا على الحرية،لانه صادر حرية القارىء والسامع والمشاهد واصبح العنصر المحرك والمموجهلجميع الخيارات المصيرية. الانظمة الديمقراطية التي اخذت من الاعلام الحارس الامين على انظمتها على مراقبة تنفيد القوانيين والشرائع لان من مصلحته هو لان لا اعلام حرا حيث لاديمقراطية، ولا خيارات سياسة سليمة حيث لاحضارة ولا اخلاق.
وهنا لابد من الاشارة انه لايهم ابدا وجود كميات هائلة من مؤسسات الاعلام بل نوعية هذه الوسائل التي سترفع صوتها وتصون الحريات العامة في البلد والدفاع عن الديمقراطية التي تحتاجها الشعوب وتساعدها على حل مشاكلها لان مهمة الاعلام ليس الوقوف على الحياد بل لعب دور الموجه والمساعد للناس ولتأثير في الخيارات السياسية ان قيام الاعلام اللبناني بدوه الموجه الإيجابي في المجتمع يتطلب ثلاثة امور كما يطرح القزي[24]:قانون جديد للأعلام،طاقم إعلامي واعي ومستقل، تواصل منتظم بين قطاعات المجتمع لان الديمقراطية نظام متكامل.
لكن اليوم نحنا امام تغيرات عربية كبيرة لها صدها العالمي من خلال ممارسة الحرية الانتخابية الاولى في حياة الشعوب العربية التي حرمت منها طوال 4 عقود من خلال سيطرت الاحزاب الدكتاتورية والشمولية ، لهذا السبب نحنا بحاجة ضرورية لممارسة حقوقنا الانتخابية من خلال الديمقراطية التي يجب ان نتعلم العيش في ظلها ،وعلى الاعلام الفضائي والمحلي ان يساعد في نشر التوعية لممارسة الحقوق الانتخابية والديمقراطية لهذه المجتمعات التي دفعت ضريبة الدم لكي تتحرر من عبودية الأنظمة الدكتاتورية .
________________________________________

[1] غسان سعود،غسيل الانتخابات على يوتيوب،جريدة الاخبار البنانية، 27 ابريل، 2009،ص، 2-3.
[2] محمد أحمد هاشم إمام الشريف، رسالة ماجستير ,جامعة الأزهر،القاهرة،2006.
[3] علي ضاحي، الاعلامي نديم قطيش، جريدة البلد، 19 فبرايل، 2009،ص،22.
[4] د.احمد زين الدين، لتحرير الصحافي دليل عملي بيروت RAIDY 2008 ص162-170.
[5] عرفات حجازي، تلفزيون لبنان مقابلة "بمناسبة اليوبيل الذهبي للتلفزيون،"25 ايار،"مايو" 2009.
[6] سامي البحيري،" كُتاب اليوم لقاء صحفي"، مع السيد حسن نصر الله، جريدة إيلاف الالكترونية ،18أبريل، 9200.
[7] عبدالعزيز قاسم، عبد الرحمن الراشد يدافع عن موقف قناة العربية،جريدة "عكاظ" السعودية، 15-1-2009.
[8] كوثر البشراوي، برنامج "الثقافة والحياة "، على شاشة قناة الحوار الفضائية، 8/11/2009،مقابلة مع الامين العام للجماعة الاسلامية في لبنان الشيخ الدكتور فيصل المولوي.
[9] سمر يزبك، الإعلام للإعلام، جريدة الحياة،لندن، 27ابريل، 2009.
[10] د.اسماعيل الامين، الكتابة للصورة2 كيف تكتب خبرا تلفزيونيا، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت 2009،ص، 108-114.

[11] شربل خليل، برنامجه،"بس مات وطن "،على شاشة 1lbc2007,06,0.
http://www.lebaneselobby.org/Movies/basmat1.wmv
[12] كريم بقردوني، يتقدم الى مجلس شورى الدولة بقائمة تفصيلية"اول محاكمة قانونية ,وسياسية لمارسات حكوماتة الحريري ضد الحريات "، cvn ,ic، mtv، صوت الشعب،الشرق، وصوة لبنان."جريدة الديار،2 تشرين الاول، 1996، ص، 6.
[13] مي شديق، برنامج" بكل جرأة " على LBC،4 فبرايل 2009.
[14] المؤسسة اللبنانية للإرسال الأرضية، LBC القوّات تدعي على الضاهر، 15نوفنبر 7200.
مايو200631, أل بي سي تعلن انفصالها عن القوات LBC، - المؤسسة اللبنانية للإرسال الأرضية
http://leilamagazine2.blogspot.com/2006/05/blog-post_114913725244434895.html


[15]د.خالد العزي. محاضرة القيت في دار الفتوى في "حلبا عكار" الإعلام والاتصال الجماهيري, 11/10/2009.
جريدة المستقبل 12/10/2009،ص‘8.
مايو200631, أل بي سي تعلن انفصالها عن القوات LBC، - المؤسسة اللبنانية للإرسال الأرضية
http://leilamagazine2.blogspot.com/2006/05/blog-post_114913725244434895.html
[16] د. اسماعيل الامين، الكتابة للصورة2 كيف تكتب خبرا تلفزيونيا، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت،2009،ص، 210.
[17] سمر يزبك، الإعلام للإعلام، جريدة الحياة،لندن، 27ابريل 2009.
[18] بلال خبيز، الإعلام المرئي نجم زماننا وملكه، جريدة المستقبل،22 اذار، 2009،-ص12.
[19] امية الفردان،التقانيات الحديثة والقنوات الخبارية المنتخصصة ساعدت في بروزهن "الحرب تكشف عن قدرات"،جريدةالشرق الاوسط،6 اغسطس2006 العدد10113.
[20] رولا الخطيب، الصحافة تنزف شهيدة.. والعدوان مستمر ليال نجيب عشقت الكاميرا والصورة وأكثر من بكت الرئيس الشهيد، جريدة المستقبل،24 تموز،2006، ص،6.
[21] ماري تيريز كرياكي، نساء لبنانيات،9-7-2006.marie-therese.kiriaky@unodc.org
[22] سجعان القزي،لبنان والشرق الاوسط "بين ولادة قيصيرية وموت رحيم "، مشورات المؤسسة العامة للدراسات والاستشارات، لبنان، بيروت،2008،ص231.
[23] غسان تويني، و الانتخبابات" المصيرية" اين هو الحوار المصيري واين القضايا والمشاريع ؟، جريدة النهار، 11 ايار "مايو"، 2009.
[24]مرجع سابق، سجعان القزي،ص،236-240.
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com

النظام العائلي الحاكم ينسف المبادرة العربية ،وحمص صامدة حتى نهاية الأسد وسقوطه...!!!

النظام العائلي الحاكم ينسف المبادرة العربية ،وحمص صامدة حتى نهاية الأسد وسقوطه...!!!
طيف نزار قباني يلاحق ال الاسد :
يقول الشاعر نزار قباني:" بان الشعوبي الذي يزيف الحقائق ويقف أمام الحاكم ... نزار الذي وقف بوجه سلطة الأب منتقدا سلوكياتها وقادتها وأدواتها كاشفا عوراتها ،منددا بها ليفجر الأشياء، لينتصر الضوء على العتمة وتقرءاه سنابل القمح والأشجار، وينقذ الكلمة من محاكم التفتيش ،من شمشمة الكلاب من مشانق الرقابة ...
اليوم بشار يسير بخط أبيه ليعرب بأنه أبين أبيه بالفعل والتطبيق فهو اليوم يقاتل ضد الحركات الإسلامية منذ سنة 50 محافظا على خطه القومي والعروبي الذي يترجمه رجال مخابراته وكتائبه الأمنية التي تقتل الشعب السوري وتفتك بهم ،لقد هاجم المدن واحتل الإحياء لينهي الدور الإسلامي المتعب هاجم درعا وإسرائيل تبعد عن حدوده المحتلة 30 كيلوا متر ،ذهب إلى دير الزور ليهاجمها ويحتلها وينتصر على شوارعها الفارغة من كل شيء عدى الشعب المحتج على حكم البعث ،لم نعرف مواقع وقرى سابقا إلا عندما سمعنا بها في الإعلام السوري بان الجيش احتلها واعتبرنها بأنها إحدى قرى الجولان التي دمرت ،واليوم استعادها جيش الأسد العقائدي ،هذا الجيش الذي تحول لجيش يحمي السلطة بدلا أن يكون جيش الوطن،لكننا عرفنا فيما بعد بأنها قرية في ريف ادلب ،اسمها بنش.
فنزار الذي يخاطب صديقته الذي يعتبرها الجمهور العربي، فيسألها هل الهزيمة قطرية أم قومية أم هزيمته هو الشخصية من خلال قوله :
"أنا يا صديقة متعب بعروبتي ،فهل العروبة لعنة وعقاب"
لا حربنا حرب، ولا سلامنا سلام، جميع ما يمر في حياتنا ليس سوى أفلام".
"نكذب في قراءة التاريخ،نكذب في قراءة الأخبار،نقلب الهزيمة إلى انتصار".
لقد كتب الشاعر في قصائده كل ما يمكن أن يكتب عن النظام السوري، لم يعرف نزار بان التاريخ وكأنه يعيد نفسه، لان هذا النظام لا يعرف المهادنة أو المحاورة، لأنه لا ينفع معه سوى سلاح القوة الموجعة فيسلم من بعدها "كالرفاس المضغوط" .
المبادرة العربية والموافقة عليها:
حسب كل المصادر والتحليل بان النظام السوري وافق على مبادرة الجامعة العربية بعد لف ودوران واحتيال طويل مارسها مهندس النظام السوري وطباله المستمر ، لكسب الوقت من خلال رمي الكرة في داخل الشعب السوري واللعب على الألفاظ والمصطلحات ،فالثعلبة التي مارسها النظام على وفد الجامعة لالتقاط الأنفاس بسبب الضغط الشعبي والدولي التي تمارس على نظام الأسد ،فالنظام السوري بالرغم من كل الصور الجميلة التي يحاول تصويرها بأنه لايزال يسيطر على الوضع السوري وبان هذه الاحتجاجات بسيطة أضحى يسيطر عليها ،لكن الوضع يختلف كليا فالنظام أضحى يعاني من الحالة الداخلية ،الضغط الدولي ،الوضع الاقتصادي ،الانقسامات العسكرية ،الحصار الاقتصادي ،والشيء الأهم إرباك حلفاء النظام السوري من تصرفاته الوحشية وتحديدا إيران وروسيا ،بالرغم من كونه يبدي مرونة في التعامل مع المواقف العربية كي لا يظهر نفسه منبوذ يحاول التدخل في لبنان من خلال الخروق العسكرية واستخدام الحكومة اللبنانية لكي تكون الجندرماه في قمع وملاحقة المعارضين السوريين في لبنان،فإخراج المواطنين السوريين بالقوة إلى الشوارع للتظاهر بمساعدة الأشقاء في لبنان والعراق وقدوم مهرجي الزجل اللبناني للمباراة الخطابية والشعرية في هذه المسيرات الاستعراضية فضيحة من قبل النظام ، لقد قبل بالمبادرة لغاية في نفسي يعقوب ،من اجل إفراغ مضمونها وتحويلها إلى مبادرة فارغة وعاجزة عن التنفيذ،فالنظام السوري الذي ألزم بتنفيذ المبادرة من اليوم الأول لموافقته الرسمية عليها ، خرج بمبادرة التفافية على المبادرة بمطالبة السورين الذي لم تلطخ أيديهم بالدماء لتسليم أسلحتهم التي اشتروها أو من ساهموا فيها "بنقلها أو تمويلها"،لكي يهرب النظام من تنفيذ المبادرة العربية ، التي لم تتوقف أمام هذا البند الذي أدرجه النظام بنفسه ويعتبره أساسي لتسويق نظريته القائمة على وجود عصابات إرهابية في سورية وهو يقاتلها منذ 8 شهور،ليتخذ من تصريح الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكي مخرجا هاما له بكون أمريكا متورطة في سورية عمليات أمنية من خلال دعوتها العلنية برفض المخربين تسليم الأسلحة ،من خلال فبركة الحديث الرسمي للناطقة القائل بان على السوريين عدم الانصياع لقرارات الأسد المطالبة بتسليم أنفسهم ، وليس عدم تسليم السلاح .
الموقف الروسي والإيراني :
لقد نصحت روسيا الأسد ونظامه بالموافقة على المبادرة العربية لان المبادرة بنظرهما مخرجا سليما لبقاء الأسد لفترة أطول في السلطة ولكي يتمكنوا من المتابعة في دعمهم له.
1- الموقف الإيراني :الذي ينصح الأسد بإجراء إصلاحات سريعة في سورية بالفاء سيطرت حزب البعث ،مقابل اعتماد صيغة الحرس الثوري الإيراني ،أي تشريع جيش البعث والشبيحة "المتطوعين "الذين تمرسوا بالقتل وباتوا من أصحاب الخبرات المذهلة والتحلل من كل الأخلاق والضمير .
2- موقف النظام : الاستفادة من المبادرة من خلال ممارسة القتل الجماعي للنشطاء الحراك ومحاولة تقطيع الوقت وكسب الود العربي من خلال الالتزام بالمبادرة العربية .
3- الموقف الروسي : لقد نصح الروس الأسد عن طريق وفد حزب الله الذي زار موسكو بان يوافق سريعا على المبادرة العربية دون تردد أو تلكأ فيها لأنها الخرج الحالي لها ،وبالتالي بظل الضغوط التي يتعرض لها الأسد والتي باتت موسكو محرجة دوليا وعربيا من دعمها للأسد،والتي رأت بالمبادرة مخرجا مشرفا للأسد من خلال التغيرات التي سوف تحدت في المنطقة،وعليه المبادرة الفورية بإجراء إصلاحات اقتصادية وإصلاحات سياسية وإعلامية وحزبية لكي يشعر السوريين بأنها خطوط معقولة .
والجميع ينصح بإجراء انتخابات نيابية وفق دستور جديد يوفر له الأغلبية المريحة داخل المجلس الجديد ،كما هو الحال في إيران وروسيا ،طالما الأسد يتحدث بان أغلبية الشعب معه.
التغيرات القادمة:
السوري والإيراني والروسي والصيني يرون بان المنطقة قادمة على تغير يسمح للأسد بالصمود وتغير المعادلة ،فأمريكا سوف تخرج من العراق ،وبالتالي سوف ينسج هذا الفضاء لنسج قوة ومتنفس للأسد يمتد من إيران إلى لبنان،في جبهة قوية تتحكم برقبة الأمريكي الذي يحاول الخروج من العراق دون خسائر من خلال ضمانة إيرانية،ولاحقا في أفغانستان فالتالي فتح حوار غير مباشر بين الأميريكان والإيرانيين على كل المسائل العالقة من الملف النووي حتى سورية وأخواتها.
هذا يسمح للأسد مزيدا من المناورة حتى يتمكن من فتح الحوار ،وبالتالي يكون جدار الجبهة الجديدة قوي للوقوف بوجه جبهة الخليج، وباستطاعتهم فتح جبهة البحريين مجددا بوجه الأمريكي كجبهة ثانية من اجل الإرباك والتفرغ لرص صفوف محور الممناعة ،اما بالنسبة لتركية يبقى ملف حزب العمال هو الورقة القاضية التي تمتلكها سورية وتعمل على تحريكها بموافقة أعضاء هذا المحور وبإيعاز مباشر من أكراد العراق لزعزعة الأمن التركي وإرباك السيد اورودغان الذي فقد مصداقيته مع نظام الأسد ،إضافة للانتخابات الفرنسية النيابية والاسبانية والأمريكية والروسية التي تفرض قيادات جديدة تساعد هذا المحور من تنفيذ سياسته ،ولا يغيب عن الأمر الأزمة الاقتصادية التي تعصف بمنطقة اليورو وتهدد كيانه والتي تساهم بدورها لعدم الاهتمام بالملف السوري.
طبعا مخطط رهيب وجهنمي يحرر سورية من العصابات ويبقي الجولان تحت السيطرة الصهيونية ،لكن الروسي والإيراني بان مصير سورية ليس بيدهم أو بيد اوباما بل هي بيد الشعب السوري نفسها وهو الذي يقرر ما هو مستقبل النظام السوري الحالي ،فكان الرد في "جمعة الله اكبر"على كل شيء .
"جمعة الله اكبر":
بالرغم من الموافقة السورية على تنفيذ المبادرة العربية نهار الخميس بتاريخ 3 نوفمبر تشرين الثاني2010،والتي لم يلتزم بها النظام من خلال متابعته لسياسة القتل والبطش والاعتقال فكان الرد على المبادرة العربية والمهلة الجديدة للنظام بخروج إعداد هائلة من المتظاهرين والمحتجين المؤيدين للتنسيقيات السورية والمجلس الانتقالي بالخروج إلى كل النواحي والمدن السورية لتظاهروا ضد النظام وسياسته الوحشية ومطالبتهم بإسقاط الأسد ونظامه ،فخرجت الجماهير الغفورة إلى الشوارع لتلبي نداء التنسيقيات الثورية الرافضة للتفاوض مع سلطة الأسد،والتي أظهرت الحجم الكبير التي تمثله هذه التنسيقيات ولتقل لكل أطياف المعارضة التي تحاول محاورة النظام بان الشارع يلبي نداءها وحدها وهي تقود هذا الحراك ، فكانت "جمعة الله الكبر" الجديدة التي أطلقت هذا الأسبوع بتاريخ 4 نوفمبر فالتسمية الجديدة التي أطلقت تحمل معاني ومدلولات كثيرة ،بالدرجة الأولى تأتي التسمية ردا على نظام الأسد الذي يخوض معركة كبيرة مع طيف كلمة الله واكبر التي باتت تشكل عامل خوف فعلي لكل الشبيحة ورجال الأمن والعصابات الخاصة ،لان الكلمة أضحت تزلزل عرش النظام وتهد كيانه الفعلي. بالدرجة الثانية تأتي هذه التسمية ردا على تصريح بشار الأسد الذي عبر فيها بان نظام البعث الممثل بالشبيحة والعصابات والكتائب الأمنية والمرتزقة يحاربون الإرهاب الإسلامي منذ عام 1950 فالمعركة في سورية حسب قول الرئيس بين الشعب السوري الذي صنفه الدكتور بالجراثيم والذي يعتبرهم عصابات إسلامية وبين القومين العرب المشاركين باحتلال إسرائيل لفلسطين،فالقوميون العرب والعروبيون هم المخابرات والنظام والشبيحة والزعران،أما كافة الشعب فهم الأخوان . الرد الثالث من هذه التسمية هي رد حقيقي على المهلة العربية والمبادرة العربية والصمت العربي الرسمي المتواطئ مع النظام السوري على حساب الشعب السوري وشهداءه وجرحاه ومعتقليه .فكان الرد الشعبي الساخط من كل التصرفات العربية والإسلامية التي لا تهتم بالشعوب المظلومة والمقهورة من هذه الأنظمة .
سسيولوجيا الحراك الشعبي في "جمعة الله واكبر ":
بناءا على كل التقرير الصحافية والخبرات الميدانية والتغطية لوسائل التواصل الاجتماعي في 5 نوفمبر "تشرين الثاني" والتي تقول التقديرات بان جمعة "الله أكبر" شهدت أكبر عدد من المظاهرات منذ بداية الثورة السورية في 15 آذار "مارس 2011.بالرغم من تزايد عدد المظاهرات والمشاركة المرتفعة للمحتجين فكان الرد اعنف من كل الجمعات حيث استعملت المدفعية والسلاح الثقيل في دك مناطق الاحتجاجات في حمص وريف دمشق وحماة وللاذقية وجبل الزاوية .
قالت "الهيئة العامة للثورة السورية" إن جمعة "الله أكبر" شهدت أكبر عدد نقاط تظاهرات على الإطلاق منذ بداية الثورة السورية قبل ثمانية أشهر حيث وصل عدد التظاهرات الى 277، وسجلت محافظة حمص أعلى عدد تظاهرات بـ52 تظاهرة تلتها درعا بـ50 نقطة ثم ادلب بـ45 نقطة.
وشهد ريف دمشق 37 مظاهرة، ثم حماة بـ26 مظاهرة، فدمشق بـ20 مظاهرة ثم ير الزور بـ15 ثم حلب بـ12 مظاهرة، ثم على التوالي، اللاذقية 7 مظاهرات، الحسكة 6 مظاهرات، الرقة 5 مظاهرات، طرطوس مظاهرتين.
ولكن غابة مدينة دمشق عن المشاركة في هذه الجمعة مقتصرة دورها على ريفها الذي يتصدر في لوائح القائمة ،ولكن السبب الأساسي حسب رأي علماء الاجتماع والمحللين السياسيين بان عدم المشاركة الفعلية لمدينة دمشق تعود للتالي :
1-لقد أضحت المدينة قلعة أمنية لكونها العاصمة، مما ساهم بنشر إعداد هائلة من رجال الأمن والجيش والشبيحة للدفاع عن العاصمة.
2- منع المتظاهرين من إقامة ميدان تحرير مركز في العاصمة .
3-التنوع السكان الذي يقطن العاصمة والذي يمنع من الخروج بحركة أو التنسيق بين هذا الخليط السكاني .
4-انعدام الثقة بين السكان الذين ينتمون إلى فئات اجتماعية مختلفة والى مكونات مذهبية مختلفة تفشل أي حركة من حركة الاحتجاج الشعبي،بعكس ريفها الذي يكاد لا يهدأ من شدة الغضب والإصرار على التغير ومواكبة الحركة الاحتجاجية.
ولكن بالرغم من كل الصعوبات والمضيقات التي تواجه السكان ،لكننا نشهد بين الفينة والفينة حركة غير عادية من مظاهرات نسائية وفنية أو طبية ،لكن الحراك الطلابي يتمثل بالجامعة التي تمتلئ بالشعارات والكتابات والتحركات ،بمواربة ضيقة ،لكن الذي نود الإشارة إليه بأنه بالرغم من كل الصعوبات والمضيقات الأمنية والمالية والاجتماعية ،والاختناقات التي تعيشها العاصمة،لكن هناك إمكانيات كبيرة وواسعة جدا للتعبير يقوم بها المعارضون بالتعبير عن مواقفهم من خلال الرسوم والكتابات على الجداران والرسم وإطلاق البالونات والدمى اليدوية التي تدل على ان الحركة الاحتجاجية موجودة بقوة في قلب العاصمة السورية.
الجيش السوري :
فالرهان اليوم بات واضحا على الانشقاقات العسكرية التي يقوم بها ضباط وجنود الجيش السوري الأحرار ،الذين تزداد إعدادهم في رفض أوامر أل الأسد بقتل أهلهم وإخوانهم في المدن والقرى والنواحي السورية المنتفضة .فالصعوبات التي بات يوجهها الجيش في حركتهم الانشقاقية ،كنقل الأسلحة والعتاد من قطاعاتهم العسكرية بسبب قمعهم بالدبابات والطائرات والمدفعية الثقيلة ،التركيز القوي الذي يقوم به النظام السوري على إبادة الوحدات المنشقة في مدن سورية كحمص والرستن والتبليسية وجبل الزاوية كي لا تتمكن هذه الوحدات من إعادة تشكيل نفسها في وحدات قتالية جديدة لحماية الثوار والمتظاهرين والمدنيين ،مما يسبب لهذه الوحدات عجز حقيقي بإيجاد مكان امن لهذه الوحدات لكي تحتمي فيها وترتكز عليها ،ومن هنا نرى بالقتال الشرس والضروس التي تشهده إحياء حمص وبعض مناطق ريف دمشق لان بشار الأسد أعطى أوامره العسكرية بإبادة كل القطاعات المتمردة في جيش العائلة ،فالبرعم من ألاستبسال التي تبديه هذه القوة المقاتلة وبالرغم من القدرات الغير متكافئة في المعركة ،إضافة للحماية التي يحاول الشعب السوري تأمينه لهؤلاء الإبطال لكن تبقى القدرات ناقصة لجهة هذا الجيش المنشق لتحقيق تواز الرعب بين وحدات الجيش الموالي للأسد والمنشق عنه ،بالرغم من الضربات الموجعة التي يتلقها الجيش النظامي من هؤلاء الثوار الجدد ،لكن هذه القوة لكي تستطيع إنزال الخسائر القوية بوحدات الأسد وإرسال اكبر كمية من التوابيت المقفلة إلى القرداحة وجبلة واللاذقية وأريافهم الفقيرة لكي تتلقى الطائفة العلوية خسائر مادية تجبرها على الامتناع من تنفيذ خدمات إلا الأسد عندها يكون بدأ توازن الرعب التي تستطيع أن تفرض على الأمهات بمنع أولادهم من ممارسة مهنة القتل الجديدة .
فهذه الوحدات المنشقة تحتاج إلى :
1 حماية دولية وعربية لكي تتحمل المسؤولية في الدفاع عن شعبها المظلوم ،
2- تحتاج إلى دعم مادي وتقني وعسكري من ذخائر وعتاد وسلاح وتجهيزات لتساعدها على الحركة .
3- تحتاج هذه القوة العسكرية إلى مناطق آمنة تؤمن لها حرية الحركة وتحميها من نيران عصابات الأسد ،وبالتالي سورية بحاجة إلى بنغازي جديدة تمكن الجيش من التحرك بسرعة،وتساعد إلى انضمام أعداد كبيرة ووحدات بكاملها لهذه الحركة.
4- هذه الوحدات تحتاج إلى فرض حضر جوي يمنع كتائب الأسد من شن حرب إبادة ضدها كما يحصل في حمص والمدن الأخرى السورية .
فالمعركة السورية لا تحسم بدون انقسام الجيش وإنزال ضربات موجعة للعديد من الوحدات لكي تتمكن من توازن الرعب بين القوى ،لان دور الجيش هو الفيصل في تغير الصورة الواقعية لما يحدث في سورية فالأسد لن يتنازل عن السلطة دون تدمير البلد وسفك الدماء وبالتالي من وضع نفسه في خدمة النظام من أقليات وسنة برجوازية سياسية عليها أن تدفع الثمن كما هو الحال لو بقي نظام الأسد وانتصر فكانت تأكل المكارم .
فعلى هذه الأقليات أن تفهم بان المنتصر لا يحاسب وبكونها وضعت نفسها في خدمة نظام الأسد لتتحمل عواقب المرحلة القادمة وهذا خيارها بالدرجة الأولى ،لان الشعب السوري يقتل ويذبح ومن حق الذين أنجزوا النصر أن يفرضوا شروطهم وهذه قوانين الحرب في صولتها وجولتها والبقاء للأكثرية العددية أو المذهبية طالما الأقلية تخلت عن دورها في الشراكة.
حمص مدينة الثورة :
حمص مدينة الثورة والثوار مدينة الشهداء والجرحى والمعتقلين ،هي مدينة الرفض النهائي لسلطة بشار الأسد والعائلة الحاكمة وسيطرة المخابرات ،هي الذي تصدرت الدور الريادي في المواجهة مع نظام البعث منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية ،التي ابتدأتها درعا وأهلها في الجنوب،لتمتد إلى كل النواحي والمدن السورية الغاضبة والمشتعلة لهيبا ضد سلطة القمع والاضطهاد ، لكن حمص التي أصرت بكل فخر وثقة على إكمال المسيرة ومتابعة الثورة متحدية بشار الأسد ونظامه بأهلها وشعبها الطيب والمثقف والمناضل والفقير من هيمنة الاورغارشية السورية والطغمة المالية التي نهبت خيرات البلد ،حمص تخوض معارك مستمرة مع نظام الأسد دفاعا عن سورية العربية وشعبها الطيب ،دفاعا عن الأمة العربية والإسلامية بوجه نظام الأسد وتمدد الحرس الثوري على كل المنطقة العربية حمص تدك بالسلاح الثقيل لأنها كانت المكان الأمن لضباط الجيش السوري وجنوده الأحرار الذين رفضوا إطلاق النار على سكان الإحياء الحمصية الفقيرة في باب سباع وبابا عمر والخاليدية وكرم الزيتون وتلكخ والقصير ...الخ لأنهم وقفوا ضد الأسد وانتفضوا عليه وأضحت حمص العاصي ثالث مدن سورية الممتدة من حدود العراق السني إلى حدود لبنان السنية منطقة شبه محررة من عصابات الأسد،فالشعب ألحمصي المشهور بطرافة النكتة وثقفته العالية ونسبة ألمتعلمي وكبار ألمخترعي ،ليحول الثورة مظاهراتهم إلى أعراس فعلية يغمرها الرقص والمرح والزغاريد بالرغم من الأوجاع الذي يعاني منها ألحمصي،حمص تحمل نصف أوزار الثورة السورية ، فالنظام لم يستطيع ولم يتجرأ على وصف حمص بأنها مدينة إرهابية وسلفية ،لان معظم أهلها من المناضلون والقوميون العرب الحقيقيون والليبراليون ،فالفكاهة لم تغب عن أهلها حتى في أيام الثورة بالرغم من فقدان كل شيء فحمص تغيب عنها المأكل والمشارب والكهرباء و المستشفيات مقفلة. فالتنكيل بالقتلى والجرحى ومنع الأدوية والمجموعات الطبية من العملهم صفات النظام ، لان المدينة التي تشكل العمود الفقري للثورة وعاصمتها تصر على متابعة الثورة والوقوف بوجه بشار الأسد وتقول في مظاهراتها الليلية اليومية التي أدهشت العالم بان إسقاط بشار الأسد ونظامه سيكون على يد أبناء المدينة ،لن تهدأ حمص وأبنائها مهما كلف الأمر وحتى لو دمرت كلها بسلاح الأسد الروسي ولن تركع،فالمشكلة أضحت تحدي بين أهل حمص المصرين على إسقاط الأسد أو الأسد المصر على الإبادة من اجل حماية وجوده المهدد بالزوال .فكان الرد ألحمصي المباشر من خلال الفنانة العلوية فدى سليمان بالصوت والصورة لقناة الجزيرة في 7 نوفمبر والتي تقول" بأنها مع الثورة ضد النظام الذي يقتل شعبه".فان مدينة حمص أصبحت قضية رأي عام عالمي بسبب المعاناة والنكبة التي تعصف بها ،لكنها لن تنام ولن يغمض لها جفن قبل إسقاط البشار.

تعاطي الجامعة العربية القادم مع النظام السوري:
بالرغم من الثعلبة الذي حاول النظام ممارستها في تعاطيه مع المبادرة العربية التي لم يلتزم بها منذ اليوم الأول لطرحها،فكانت ممارسات النظام الوقحة والغير مبررة في استمرار القتل والبطش ضد المواطنين الذي ذهب ضحية المبادرة زهاء أكثر من 600 شهيد معظمهم في مدينة حمص ،واستخدام الأسلحة الثقيلة مما دفع الجامعة العربية للدعوى الصريحة لعقد اجتماع سريع لها في القاهرة من اجل مناقشة عدم تنفيذ الجانب السوري تنفيذ المبادرة التي أعلن التزامه بها ،معلنة عن تحميله المسؤولية المباشرة والتي سوف تدفع بالجامعة الى التعاطي مع النظام بطريقة مختلفة، لأنها لم تعد باستطاعتها التغاضي عن تصرفات النظام السوري الغير مبالية للجامعة فالجامعة العربية كما نعرف بأنها جامعة حكومات وليس جامعة شعوب ،ولكن على الجامعة مسؤولية دولية يجب الانتباه إليها ،لان الشعب السوري الذي رفض المبادرة وتعاطي الجامعة مع أزمته الثورية،والتي عبر عنها منذ وصول الجامعة إلى دمشق بالإضراب العام الذي وضع السلطة على المحك وصولا إلى الجمعة التي أطلق عليها بالمهلة العربية وجمعة الله اكبر الذي عبرت عن رفض شرائح كبيرة من الشعب السوري للنظام والاعتراف بتمثيل المجلس الانتقالي،والذي سوف يطالب الجمعة القادمة بجمعة "صمت الجامعة يقتلنا "،مما سيجبر الجامعة على اخذ قرارات تكون أكثر خشنة نحو النظام السوري ،أو يسمح لتدخل دولي مختلف ،وهذا ما عبر عنه وزير خارجية فرنسا ألان جابيه بتصريحه في 7 نوفمبر 2011 ،"بان بلده سوف تعمل مع شركائها لتامين حماية دولية لمدينة حمص" .
طبعا كل المراقبين للوضع السوري وكل المحللين والخبراء بشؤون سورية والمنطقة يطلقون الإشارة الحمراء بان سورية ذاهب نحو حرب أهلية إجبارية يفرضها بشار الأسد ونظامه لأنها هي المخرج الفعلي له ولنظامه السياسي،لان السد لا يستطيع تنفيذ أي مبادرة عربية أو دولية أو حتى سورية لان كل المبادرات سوف تنتهي برحيل النظام لان أي إصلاحات فعلية هي ذهاب النظام إلى غير رجعة ،فالشعب الذي قدم كل هذه الضحايا والشهداء والمتعلقين والجرحى والمعقدين لن يرضى إلا بإسقاط بشار الأسد ونظامه الفاسد والبائد.
وحمص غير دليل على الوقوف بوجه الأسد بالرغم من كل ألامها وجروحها ،فالأسد سوف يدخل سورية بدوامة الحرب الأهلية والطائفية والتي تترك اثأرا واضحا على المنطقة فالعراق ولبنان لن يكونوا بعدين عنها،وسوف ينفذ الأسد تهديده الذي وعد به بحرق المنطقة ،والذي سيسمح للغرب بالتدخل دون موافقة الأمم المتحدة كما حصل في العراق إبان تحرير الكويت وفي صربيا والعراق ماخرا،والجامعة سوف توافق على قرارات ليست أجماعية كما كان الحال عليه في تحرير الكويت والنظام السوري شارك في عملية تحرير الكويت ضد العراق دون الإجماع الدولي ،وروسيا لن تستطيع سوى الإدانة والتنديد كما كان الحال في صربيا والعراق.
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي وباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية
dr_izzi2007@hotmail.com

جمعة تجميد العضوية، الجامعة العربية في مواجهة مع نظام الأسد، وصالح ينتظر دوره...!!!

جمعة تجميد العضوية، الجامعة العربية في مواجهة مع نظام الأسد، وصالح ينتظر دوره...!!!
جمعة الثوار في الشوارع:
كانت جمعة تجميد العضوية التي خرجت فيها المظاهرات السورية والتي تجاوزت أكثر من 250 مظاهرة شعبية في مختلف مناطق سورية من شمالها حتى جنوبها ،ومن شرقها حتى غربها ،لكن حمص كانت تتصدر المشهد الدموي الذي يسفكه النظام منذ بدأ الانتفاضة الشعبية السورية في 15 مارس "آذار" ألماض عندما قف الشعب السوري وطالب بحريته المفقودة كاسرا حاجز الخوف الذي فرضه نظام العائلة الحاكمة طوال 50 عاما مختبئ تحت عباءة القومية العربية والممانعة الوطني معتمدا على الأقليات لحمايته ،لقد خرجت هذه المظاهرات من قبل الشعب السوري الرافض لألاعيب النظام الذي يلف ويدور حولها من اجل إقناع العالم بان المشكلة خارجية تعرض امن سوري لخطر.
استطاع الشعب السوري في 11 تشرين الثاني "نوفمبر" 2011 ن للخرج إلى الشوارع والساحات بالرغم مم البطش المستمر من قبل العصابات الاسدية في جمعة أطلق عليها جمعة "تجميد عضوية سورية مطلبنا وهيئة التنسيق الوطني لا تمثلنا"، فالجمعة التي طالب جمهور المتظاهرين من الجامعة العربية تنفيذ مطلبهم الواحد الداعي لتجمد عضوية سورية، أضحت حقيقة بسبب تجاوب الجامعة مع مطلب الشارع.
المشهد السوري:
مظاهرات شعبية عمت كل المدن والمحافظات المنتفضة تطالب العالم بالحماية الدولية، والجامعة العربية بتجميد العضوية ،لافتات تدين عمل وسياسة هيئة التنسيق، دم يسيل في الشارع موت يسيطر على كل المشهد السوري، مدن مقموعة ومسيطر عليها من قبل الأمن السوري وتمنع من الخروج تحت تهديدات أمنية واقتصادية ودينية ، جرائم ترتكب ضد الإنسانية من خلال قمع الاحتجاجات الشعبية اليومية ،السويداء والجولان يتظاهر وحلب تنتفض تدريجيا وطرطوس وللاذقية تنتفض تدرجيا، انشقاقات عسكرية متزايدة خلاف بين المعارضة ومكوناتها، الشعب السوري وحيد ترك فقط معه الإعلام الحر.

الجامعة تصعد موقفها :
بعد صولات وجولات لوفد الجامعة العربية مع وفود المعارضة المختلفة التي تم دعوتها إلى القاهرة خرجت الجامعة العربية بقرار هام جدا وجرئ استجابة لطلب الشعب السوري الثائر وبسبب امتناع النظام السوري بعد تنفيذ بنود المبادرة العربية التي وافقع عليها دون شروط بالرغم من محاولة اللف والدوران، لان الجامعة العربية أضحت فعلا أمام شكوكها الدائم بكلام ووعود الأسد للتنفيذ وخاصة بان وزير البلاط وعد بالتنفيذ .
لذا كانت القرارات التي تم اتخاذها بالإجماع قرارات مصيرية وقوية على إعادة الاعتبار لدور الجامعة العربية التي بات أمام امتحان جدي للمصداقية العربية وعملها المشرك أمام شعوبها.
فالجامعة العربية التي وضعت في تعطيها مع الملف السوري على المحك من خلال التعامل مع هذه الأزمة السورية المتصاعدة نحو المجهول بسبب غطرسة النظام وعدم تقبل نصائح الآخرين.
قرارات الجامعة الاخيرة :
بعد الاجتماع الأخير في القاهرة في 12 نوفمبر باتخاذ قرار عربي جريء جدا ولم يكن احد يتوقع هذا التطور بالقرار الخطير الذي جاء بعد جدلا وصراع شاق في داخل الجلسة المخلقة التي تمت بالإجماع مع رفض كل من اليمن الذي يتعرض نظامها لنفس المصير ولبنان الذي ربط مصير حكومته بمصير نظام الأسد ، وامتناع العراق بسبب الضغط الإيراني الذي يحاول السيطرة على مفاصلها بعد الخروج الأمريكي القريب منها . فالجامعة العربية التي قامت بهذه الخطوة بعد شلل طويل لقراراتها التي أضحت بعيدة عن الواقع الحالي التي تعيشه المنطقة العربية بسبب الربيع العربي وثورته المختلفة ،فالجامعة العربية التي اتخذت قرارها في ليبيا وساهمة بوضع حد لهمجية القذافي ،ها هي مرة ثانية تقف في أزمة سورية من جديد بغض النظر عن كل التحليلات التي يحاولون تفزيم دور الجامعة العربية ودورها العربي ،فلم يكن مجال أمام الجامعة العربي سوى اتخاذ هذا الموقف بعد انتظار دام 8 شهور على نظام الأسد ووعوده بحسم الموقف وتنفيذ إصلاحات حقيقية .صح بان الجامعة العربية هي جامعة حكومات ،لكن الحالية الشعبية العربية هي التي فرضت نفسها على قرارات الجامعة.

نقاط قرار الجامعة العربية بخصوص سوريا:
1ـ تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة لها، لحين قيامها بالتنفيذ الكامل بالوعود التي التزمت بها ضمن المبادرة العربية.
ـ توفير حماية مدنية للسوريين من خلال الاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان 2
3ـ دعوة الجيش العربي السوري لعدم التورط بأعمال القتل والعنف ضد المدنيين
4ـ عقوبات سياسة واقتصادية على النظام السوري.
5ـ دعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق
6ـ دعوة أطراف المعارضة السورية إلى الاجتماع في مقر الجامعة العربية بعد 3 أيام. للتشاور بشأن المرحلة الانتقالية في سوريا.
موقف روسيا من موقف الجامعة :
لم تكون روسيا تتخيل بان الجامعة العربية سوف تخرج بمبادرة قاسية ضد النظام السوري ،لكون موسكو كانت تعوم على عدم اتخاذ أي قرار ضد سوري بسبب عدم الإجماع وبالتالي كانت روسيا تأمل بان يتم التمديد لعمر المبادرة العربية التي تساعد الأسد بأخذ وقته الكافي كي يذبح شعبه ومن ثم يعود ليفاوض بطريقته الخاصة ،وخاصة بان روسيا وعلى لسان وزير خارجيتها سرغي لافروف تطالب السيد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بإعطاء وقت كافي لبشار الأسد. لكن بعد قرار تعليق العضوية ادخل روسيا في ارتباك سياسي مجدد مع الدول العربية التي اتخذت قرارا مختلف في تعاطيها مع الأزمة السورية مما سوف يضع موقفها في المواجهة الدولية في مجلس الأمن ، وبالتالي على موسكو ان تحسم موقفها النهائي في التعاطي مع الملف السوري ،وخاصة بعد فشل زيارة المجلس الوطني الانتقالي إلى موسكو المتسلح بوحي القرار العربي بالوقت الذي حاولت دفعهم للتحاور مع النظام السوري في دمشق.
المعارضة السورية :
لقد حاول النظام منذ البداية عدم الاعتراف بالمعارضة ووجودها، لكون الاعتراف بها سوف تشكل للنظام أزمة مواجهة داخلية ،تهدد بقاءه الشرعي والدولي من خلال المطالبة بإصلاحات جدية يجريها مع المعارضة التي سوف تفرض شروطها التي كان ومازال يتهرب منها ،ولرئيس بشار قال في تصريح علني غير مبلي بالمعارضة لأنه لا يريد أن يضيع وقته معهم ،ولكن مع اشتداد الضغوط الداخلية والخارجية وبعد النصائح الكثيرة الذي تلقها من حلفاءه الروس والإيرانيين بان يفتح حوار مع المعارضة من خلال معارضة تؤمن له بقاءه في السلطة، والوصول إلى إصلاحات شكلية تخدم بقاءه في السلطة، فكان الاتجاه نحو هيئة التنسيق الوطني بكونها المعارضة السورية الداخلية التي يمكن التحاور معها على مستقبل سورية لأنها ترض التدخل الخارجي والتدويل الدولي وبالتالي هي تريد إسقاط النظام الأمني ، لذا عمد في كل خطابته السياسية بان التحاور مع المعارضة الشريفة في دمشق .محاولا إيهام العالم والعرب بوجود معارضة شريفة ومعارضة وطنية قومية وإرسالها إلى موسكو لتشكر روسيا على استخدامها لحق النقد ،وكذلك أرسلها للجامعة العربية للتفاوض مع اللجنة الوزارية، لكن المشكل التي تعرضت له هيئة التنسيق من قبل الشعب السوري، وخطاب قياداتها وتصريحاتهم وتظاهرات جمعة تعليق العضوية التي لم تمنحهم حق تمثيلها من خلال الشعارات وللافتات التي تندد بهم ، أعطى انطباعا واضحا ب للعالم وللعرب بان معارضة النظام ضعيفة ،ولكن الذي حسم الجدل في مقر الجامعة العربية في القاهر ،حضور وفد شباب الثورة قادة الحراك الشعبي إلى القاهرة، الذين قالوا للجميع بان الشعب في ساحات الميدان أعطى صوته للمجلس الانتقالي والشعب يطالب بإعدام الرئيس ،فالتفاوض مع النظام غير مقبول قبل تنحي بشار.
أقسام المعارضة السورية :
1-هيئة التنسيق الوطني التي تعتبر بأنها معارضة الداخل تشكلت بتاريخ 30 حزيران "يونيو "2011 ويضم 10 أحزاب و4 جمعيات وعديد من الشخصيات المعارضة كهيثم مناع ، ميشال كيلوا ،حسين عويدات ،لؤي حسين ،رجاء الناصري ،حسن عبد العظيم، سمير عيطة وفايز سارة وآخرين... وتطالب بتغير النظام الأمني المخابراتي والعمل على الإصلاح وعلى عدم التدخل الخارجي ومنع الدخول في حرب أهلية والإصرار على قيادة التغير السوري من خلال مرجعية الداخل السوري .
2- هيئة المجلس الانتقالي الذي تم تأسيسه في اسطنبول في بداية أب "أغسطس "من هذا العام من قبل مجموعات وأحزاب وحركات وشخصيات مختلفة من مكونات الشعب السوري "إسلامية وعربية وكردية وليبرالية وشيوعية وعلمانية ،وتطالب بإسقاط نظام الأسد الأمني والسياسي، لكونه حضي بالشرعية الشعبية من خلال صوت الشعب المتظاهر . ومن ابرز قيادته برهان غليون رئيس المجلس بسمة قضماني، عماد الدين، رشيد رضوان زيادة، كمار القربي محمد العبدالله، وائل الميرزا، نجيب الغضبان، عبيدة النحاس.
3-شباب الثورة أو التنسيقيات الثورية التي تخوض النضال الميداني في شوارع مدن وإحياء سورية التنسيقيات هي صوت الشعب وقدرت الأرض التي تطالب بإعدام الرئيس. بالرغم من ذهابهم إلى القاهرة لكنهم ، طالبوا من السيد نبيل العربي بالاعتراف السريع بالمجلس الانتقالي ، قيادات لاتزال مختفية بسبب الوضع الأمني الذي يسيطر على عمل هذه القوة الخفية .
مابين فريق يطالب بإنهاء النظام الأمني السوري، وفريق أخر يطالب بتنحي بشار عن السلطة يبرز صوتا أعلى من صوت الطرفين وأكثر شبابا وقدرة على المواجهة يطالب بإعدام الرئيس ،فمن سيكون الصوت الغالب في النهاية من بين هذه الأصوات المعارضة.
الأزمة السورية ولبنان:
لم يقتصر الموقف اللبناني على إدانة سورية وبالتصويت مع الإجماع الذي شكل الأكثرية، وإنما عارض التصويت ودخل في مواجهة مع الأنظومة العربية من خلال دخوله في تحالف مع النظام السوري ،فالحكومة اللبنانية التي تشكل حلف مع الدولة السورية قررت الوقوف مع النظام السوري ودعمه من خلال الدخول بمواجهة مع المجتمع الدولي والعربي بشكل خاص ،فالدولة اللبنانية التي أخذت هذا الموقف والذي لا يعتبر جديد ،لأنها منذ اليوم الأول لتشكيها كانت مهمتها أجاد متنفس للدول السورية التي تضيق بها العزلة ،ومن اليوم الأول للازمة السورية والوقف بوجه الشعب المنتفض ،بل تعد الوقوف إلى جانب النظام دبلوماسيا وسياسيا، إلى ممارسة دور الشرطة الحامي للنظام السوري من خلال التعامل مع ملفات كثيرة كاعتقال المعارضين السوريين من قبل الدولة وتسليمهم إلى سورية ،الضغط على العمال السورين وجزهم في مشال دعم النظام التهرب من المسؤوليات الإنسانية التي يترتب على الدولية اللبنانية من ممارستها نحو اللاجئين الذي تبتعد الحكومة عن تلبية حاجتهم الطبية والاجتماعية وكأنها تقول لهم اذهب إلى سورية بطريقة غير مباشرة كي لا تتحمل المسؤولية الدولية ،تعاطي الأجهزة الأمنية مع السوريين المعارضين والهاربين وتسليمهم إلى السلطات دون الرجوع إلى السلطات العليا المعنية بتنظيم الملف اللبناني – السوري ،إضافة إلى السكوت على تهريب الأسلحة من قبل بعض التجار والمستفيدين من نمو تجارة السلاح ،إضافة إلى السكوت الرسمي عن الاختراقات السورية اليومية للمناطق اللبنانية التي استبحتها الحكومة السورية تحت حجة مطاردة مهربين وعصابات مسلحة ،فحسب تقرير المجلس الوطني الانتقالي السوري بان عدد المخطوفين أضحى عددهم 23 مفقود .بالرغم من أن النظام السوري يهدد دوما بأنه سوف يزلزل المنطقة تحت كل المعتديين الذي يحاولون العبث بأمن سورية ،وبالتالي لبنان في رأس الهرم الذي يهددنه بشار الأسد وخاصة بان الحكومة تمثل فريق مناصر لسورية بالوقت الذي لايزال فريق كبير من اللبنانيين خرجوا السلطة علاقتهم متوترة مع النظام السوري منذ ثورة الأرز والذي ذهب ضحيتها عددا كبيرا من القادة الذي تم اغتيالهم وسورية متهمة بقتلهم حتى اليوم ولايزال قادة كبار من هذا الطرف يعتبر حياته مهدد من قبل المخابرات السورية التي تحاول أن تطرح صورة مخيفة عن قدرات سورية بتخريب المنطقة وإحداث زلزال كبير في هذه المنطقة الأوسطية .
سيناريو المواجهة القادمة:
لكن كيف ستكون المواجهة في سورية ،بظل التطورات السياسية والضغوطات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية ،فالأمر يبقى للحسم النهاية للموقف العام ،وهذا يمكن يترك إلى ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق دون خسائر ،لان الخسائر الكبيرة لا يتحملها اوباما وهو على أبواب انتخابات لولاية ثانية ،لان هذه الخسائر يستطيع إنزالها الإيراني والسوري في الجيش الخارج من العراق عن طريق عصاباتهم ،وبالتالي السوري سوف يبقى موجود إلى نهاية الشهر ،وبعدها سوف تكون المعركة مفتحة على نظام الأسد من خلال "القطرية التركية الأمريكية" ،ومن هنا لايزال التأخر العربي بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي لان الموضوع يطبخ على نار هادئة، بانتظار انضمام كتل جديدة للثورة من شرائح لم تحسم موقفها من الثورة السورية بعد ،كالجيش وقيادته الذين سوف يلعبون دورا مميزا في تغير الخريطة السورية، إضافة إلى قيادات اجتماعية واقتصادية ونقابية وقيادات سياسية من السلطة السورية ،فالاعتراف قد يخيف هذه الشرائح من عدم اخذ مواقع لها في تركيبة البنية الفوقية لسورية القادمة، وبالتالي العرب ينتظرون اكتمال الحلقة التي يمكن من خلالها إعلان نقطة الصفر في عملية التغير السريعة لسورية ،وعندها يتم الاعتراف بالمجلس كممثل شرعي للشعب السوري، فالمعركة سوف تدار بطريقة تكنولوجية حديثة، إضافة للاعتماد على الجيش الذي يحكى بتامين مناطق أمنة له، وعندها يتخذ القرار الرسمي بحماية هذا الجيش الذي على عاتقه تكمن عملية زعزعة نظام الأسد ،فالجيش غير قادر اليوم على اخذ قرارات مصيرية تغير الحالة ، طالما لم يتخذ الموقف السياسي المناسب، عندها لا يصبح عملهم مغامرة تنتهي بمجزرة دموية ينفذها نظام بشار الأسد ،كما هو الحال في حمص ونواحيها .
فالأسد أضحى عبء تقل على شعبه وعلى حلفاءه وعلى أعدائه، وبالتالي أضحى الحديث يتم في الصالونات السياسية بان بشار انتهت أيامهم كما يقول المتظاهرين في الشوارع "يامو يامو بشار الأسد أخر أيامه". فالقذافي طار طار والدور قادم يا بشار، لان الشعب قرر وقال كلمته ، وهو الذي سينفذ ،مهما جعجعة روسيا والصين وإيران وأمريكا ،فالقرار بيد الشعب بيد تنسيقيات الثورة التي تموت من اجل سورية الجديدة والديمقراطية.
د. خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي ومختص بالإعلام السياسي والدعاية.
dr_izzi2007@hotmail.com

روسيا –أوكرانيا: تدهور العلاقات الروسية -الأوكرانية...!!!

روسيا –أوكرانيا: تدهور العلاقات الروسية -الأوكرانية...!!!
ما هو مستقبل أوكرانيا في ظل يونكوفيتش:
مما لاشك فيه بان العلاقات الروسية – الأوكرانية أصابها نوع من الشلل الذي يسيطر عليها منذ انتخاب الرئيس الأوكراني الحالي يونكوفيتش ،وبعد أن اعتبر كل المحللين والخبراء بالشؤون الروسية والأوروبية بان وصول يونكوفيتش الذي أطاح بالثورة البرتقالية وأركانها السياسيين الذين شكل أزمة كبيرة لروسيا نتيجة سيطرتهم على السلطة طوال 4 أعوام مضت ،والذين شكلوا عبئ ثقيل على روسيا وعلاقتها بدول أوروبا وشعب أوكرانيا التي تربطهم بروسيا علاقات اقتصادية ودينية وثقافية واجتماعية وتاريخية كادت أن تصل إلى حرب أهلية داخلية تؤدي إلى تقسيم أوكرانية بين شرقية وغربية ،لكن مع وصول النظام الحالي وسيطرت حزب الإقليم الموالي لروسيا ،و الذي كان مدعوما من روسيا وموالي لها طوال صراعه على السلطة ،لقد أصيبت العلاقات الروسية –الأوكرانية بأزمة جديدة من خلال الضغط الروسي على الاقتصاد والسياسة الأوكرانية الجديدة ،مما دفع إلى توتر سريع للعلاقات السياسية الغير منتظمة بين الدولتين من خال الأمور التالية التي تلخص المشكلة :
-1- مشكلة الغاز الروسي التي تستخدمه أوكرانيا والتي تطالب روسيا بدعم كامل له وبسب الحالة الاقتصادية السيئة التي تسيطر على الدولة وعلى الشعب .فروسيا التي تحاول مقايضة الطلب الأوكراني تخفيض سعر الغاز مقابل الحصول على امتيازات للرأسمال الروسي في أوكرانيا ،وبالتالي هذه المقايضة تعتبر إجحاف بحق شعب صديق لروسيا وله الحقوق التاريخية في ثروات روسيا الفدرالية التي ساهم في بناء هذا الاقتصاد السوفيتي القديم .وهذا النوع من الضغط التي تمارسه روسيا مارس من قبل مع الحارة والأخ الثالث "بيلاروسيا"التي انتهى بها الأمر إلى الاستسلام والخضوع لشروط الرأسمال الروسي بعد أزمة اقتصادية خانقة عصفت بالدولة .
-2- انتهت محاكمة رئيسة المعارضة السابقة وقائدة الثورة البرتقالية يوليا تيموشينكو التي عرفت "الليدي يو "كما تطلق عليها الصحافة الروسية والأوكرانية ،والذي حكم عليها مدة 7 سنوات من النظام الجديد، بتاريخ 11 أكتوبر "تشرين الأول"2011 ، في العاصمة كييف والتي شكلت تهديد لروسيا في الفترة السابقة باعتبارها كانت من أركان المعارضة البرتقالية المقربة من الغرب ،فالمحاكمة كانت سياسية أكثر من كونها قانونية ،فالحكومة الحالية إرادة من محاكمة تيموشينكو، توجيه رسالة مباشرة إلى روسيا التي دخلت معها في معركة غير مباشرة ،فالحكم على رئيسة وزراء أوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو
بكونها وقعت عقود غاز مع موسكو في العام 2009 كانت مجحفة جدا بحق بلادها التي وقعت أسيرة البرد القارص ،مما دفعها الوضع لتوقيع تلك العقود التي فرضتها موسكو عليها كما صرحت المسجونة في دفاعها أمام قاضي القضاة الأوكراني ،فالحكومة الحالية تعترض على عقود موسكو وشروطها التي تحاول فرضها على كييف لكي تحذو حذو مينسك.
3- توتر العلاقات السياسية بين البلاد من خلال السجال السياسي والإعلامي بين البلدين أدت بروسيا إلى تأجيل إرسال السفير الروسي الجديد الذي كان يجب أن يرسل إلى كييف في أب الماضي ليمارس مهامه السياسية ،إضافة إلى تصريح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي يحذر القيادة الأوكراني من تدهور العلاقة بين البلدين ،بالوقت الذي يبقى الغاز هو لغز المشكلة العلاقة بين البلدين إضافة إلى الكثير من التفصيل المهمة في علاقة البلدين.
الانتخابات الأوكرانية:
7 شباط الواقع نهار الأحد الماضي من العام 2010م. انتهت الجولة الثانية من الانتخابات الأوكرانية بين المرشحين الأساسين الليدي يو" يوليو تيموشينكو" المرآة الحديدية في أوكرانيا، إحدى أقطاب الثورة البرتقالية السابقة التي حصلت في شتاء عام 2004 والتي ساهمت بوصولها في كتلة برلمانية كبيرة والتي تولت رئاسة الوزراء الأخيرة لحكومة الرئيس الأسبق" فكثور يوشنكا "ضد منافسها الخصم رئيس حزب الأقاليم " فكثور يونوكوفيتش"، ورئيس الوزراء الأسبق لأوكرانيا في ظل الرئيس " ليونيد كوشما" والرئيس "فكثور يوشنكا ". فمن خلال الانتخابات هذه التي أدت بفوز مريح حققه المرشح الأوكراني المدعوم من قبل الكرملين وصقوره لكون أوكرانيا هي امتداد طبيعي لروسيا
من هو الرئيس فيكثور يونوكوفتش:
فكثور يونوكوفيتش"دكتور اقتصادي،61 عام ، انطلق في عمله من عامل في مناجم الفحم في مناطق أوكرانيا الجنوبية وتتدرج تدرجيا في المناصب السياسية الى حيث خاض الانتخابات النيابية، ودخل الحياة النيابية في فترة الرئيس السابق "ليونيد كوشما" ممثل المناطق الجنوبية التي ترتبط ارتباطا أساسيا بروسيا ،والذي كلفه كوشما بتشكيل الحكومة ونجح في إدارة البلاد الاقتصادية ، في فترة ولايته الأولى، التي أدت إلى تحسين الحياة الاقتصادية لأوكرانيا وشعبها من خلال إيجاد علاقة جيدة مع روسيا التي استطع من ذلك تحسين وضع المعيشي للمواطن الأوكراني، مما أدى بالرئيس كوشما بتقديمه مرشحا للرئاسة الأوكرانية من خلال نجاحه الباهر وكسب ود المواطن الأوكراني، خاض الوزير الأول المعركة الأولى والتي أدت به إلى خوض جولة ثانية من الانتخابات الرسمية بوجه منافسه الأساسي، خاض الرئيس الأوكراني الحالي المعركة الانتخابية الرئيسية،وبعد الفرز الكامل في الدورة الثانية بفوزه نقدت من الدول الأوروبية والغرب ولقد تم إعادتها مرة ثالثة مخالفة الدستور الأوكراني الذي لا يسمح بمرة ثالثة التي أدت إلى تنصيب الرئيس السابق، بعد حالة اعتراضية قدتها المعارضة الإيرانية والتي سميت وعرفت فيما بعد بالثورة البرتقالية ، بعد اعتصامات واعتراضات طويلة أدت بشلل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية العامة لأوكرانية بدعم من الدول الغربية وتبنت هذه الحركة مادية وإعلاميا وسياسية بدعم أمريكي مباشر أدت إلى إبرام معادلة بين الغرب والروس على أعادة الانتخابات والتي انتقلت السلطة إلى قيادة الثورة البرتقالية التي حاولت تنفيذ طموح أشخاصها من التقرب الكثير إلى الغرب ، والتي طرحت شعارات عدائية ضد موسكو والكرملين، ابتلعت الدبلوماسية الروسية الصدمة مستوعبة الوضع والحالة الأوكرانية خوفا وحفاظا على وحدة أوكرانيا التي باتت على "قوب قوصين" من الحرب والانشقاق إلى قسمين.
المعارضة الأوكرانية ودورها الحالي :
فالصحافة الأوكرانية التي خرجت بعناوينها العريضة" هزيمة بطلة الثورة البرتقالية في الانتخابات الرئيسية"، التي لم تكن مفاجئة "وتساءلت هل ستعترف رئيسة الوزراء بهزيمتها"، لقد انتهى دور المعارضة البرتقالية التي هيمنت على أوكرانيا وأنكفئ دورها من المعارضة القوية والرسمية المدعومة من الغرب، إلى معارضة الداخلية، ضعيفة تمسك بيدها بعض الملفات الصغيرة، وهذا ما عبر عنه "عدم الاعتراض من قبل المرشحة الذي رفضت تقديم الطعن الرسمي أمام المحكمة الدستورية، وكذلك الاعتكاف عن الظهور، علنا على الساحة السياسية بالرغم من مارست مهام رئاسة الوزراء أثناء فترة الانتقال ،وبع تنصيب الرئيس الحالي، رئيس جديد ، بالرغم من إن،" تيموشينكو" كانت قد وعدت "بميدان" جديد حيث مكان الاعتصام السابقة في أيام الثورة البرتقالية . فإنها التزمت الصمت والدخول في معارضة رسمية ضد الرئيس، دون القيام بأي تحرك، لكونها تعلم جيدا بان الوضع قد تغير وأي حراك جديد لن يكتب له النجاح بظل الوضع الاقتصادي السيئ، والطلب الدولي بالانتقال السليم للسلطة ،وهذا ما يسهل حركة الرئيس من تشكيل حكومة متجانسة، تستطيع حل المشاكل الاقتصادية المتفاقمة على الدولة المتبقية من أثار الثورة البرتقالية الماضية
فصول أزمة الغاز الروسية – الأوكرانية:
تعد مشكلة الغاز بين أوكرانيا وروسيا من أهم المشاكل العالقة التي لم تحل، نظرا لتفاقم الصراع، مع الساسة الأوكرانيين الجدد، والتي ستبقى قميص عثمان في يد المعارضة إذا لم يتم معالجتها، سريعا بما ترعى مصلحة البلدين. أما مشكلة مديونية أوكرانيا إلى روسيا لقاء إرساليات الغاز فهي ليست جديدة. وتعتبر قضية تسوية مشكلة الحسابات المتبادلة عن الغاز من أصعب المشاكل في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، مما يعرض للخطر إرساليات الغاز الروسي إلى أوروبا. وعلى سبيل المثال أعيدت جدولة ديون أوكرانيا عن إرساليات الغاز لعام 1995 سبع مرات، بينما توقفت أوكرانيا عن تسديدها في الواقع منذ عام 1997. وفي فترة 1999 – 2005 اجري الجانبان مفاوضات عديدة على مستوى الحكومتين. وفي يناير عام 2000 اعترفت يوليا تيموشينكو (كانت آنذاك في منصب نائبة رئيس وزراء أوكرانيا) في إثناء زيارة عمل إلى موسكو بأن ديون أوكرانيا إلى "غاز بروم" تعادل ما يربو على ملياري دولار. في 2005 اتهم "بوريس تاراسيوك "وزير الخارجية الأوكراني موسكو بصراحة بأنها تمارس الابتزاز بالغاز وألمح إلى احتمال الانسحاب من رابطة الدول المستقلة. في 12 آذار"مارس" عام 2008 وقعت " غاز بروم" و" نفطو غاز أوكرانيا" اتفاقية حول تطوير العلاقات في مجال الغاز. وبموجب اتفاقية تطوير العلاقات في مجال الغاز وجب إن تقدم إرساليات الغاز إلى المستهلكين الصناعيين في أوكرانيا اعتبارا من 1 مايو "أيار" بمقدار 5ر7 مليار متر مكعب من قبل شركة "غاز بروم سبيت أوكرانيا" التابعة إلى شركة " غازبروم". إلى اتفاق بان تسدد الأخيرة المبلغ المتبقي ولكن الوضع لم يتغير ،ففي مساء 31 ديسمبر/كانون الأول اختتمت بلا نتيجة المفاوضات بين "غاز بروم" و" نفطو غاز أوكرانيا" حول شروط تسديد الديون والتعاون لعام 2009 ، بالرغم من اقتراح "غاز بروم" حول توفير تسهيلات لأمددت الغاز في عام 2009 ولم تفلح المفوضات التي انتهت بلا نتيجة ،ودون تسديد الديون الأوكرانية التي لم تفلح حكومة تيموشينكو في إيجاد حل تستطيع أوكرانيا تسديد ديونها من الغاز البالغة حوالي 5،2 مليار دولار مما اجبر شركة "عاز بروم الروسية "في 3 يناير/كانون الثاني قررت "غاز بروم" التوجه إلى هيئة التحكيم الدولية في ستوكهولم بدعوى الغاية منها إرغام "نفطو غاز أوكرانيا" على تأمين نقل الغاز الروسي بالترانزيت إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية. وتقام الدعوى على أساس العقد الموقع حول كميات وشروط نقل الغاز الطبيعي الروسي عبر الترانزيت في أراضي أوكرانيا إلى الزبائن الأوروبيين. أما " نفطو غاز أوكرانيا " فأنها أصرت على بقاء أسلوب الدفع العيني والذي يجب إن يبقى في الحسابات المتبادلة حتى عام 2013. هذا الوضع الذي أدى إلى تفاقم الخلاف بين حكومة البلدين، إلى الانتباه بان القيادات الأوكرانية الحالية غير مسئولة ولا يعتمد عليها ، لان مصلحة أوروبية الحالية نكمن اليوم في تامين خط إرسال الغاز من خلال قيادة قريبة من روسيا وخاصة بان أوكرانيا لا تستطيع تسديد ديونه دون مساعدة روسيا ،وخاصة أصار روسيا انطلاقا من موقفها المتمثل بموقف" الرئيس "دمتري ميدفيديف" الذي ينصح الكيسي ميللير رئيس "غازبروم " بالتمسك بمضمون الاتفاق النهائي مع أوكرانيا وعدم الموافقة على إجراء إي تغيير في شروط تسديد قيمة ترانزيت الغاز الروسي عبر أوكرانيا".
وهنا بدأت الخطوات السريعة من قبل الرئيس الأوكراني نحو حل جدي لأزمة الغاز العالقة، لقد طالبت أوكرانية بتسلم الغاز من روسيا بناءا لأسعار مخفضة خاصة تضعها الدولة الروسية، ليتما يتم الاتفاق ،النهائي لأسعار الغاز والترانزيت المصدر إلى أوروبا عن طريق أوكرانيا،بين الشركتين، الرسميتان، وبناء لهذا الطلب المقدم من الرئيس الجديد لم تتأخر موسكو بتلبية النداء الموجهة إليها، من الدولة الأوكرانية بضخ غاز بأسعار مخفضة، من خلال الاتفاق الذي وقع عليه الرئيس الروسي" ميدفيدبف" ، أثناء اللقاء الذي تم مآخرا بين رؤساء البلدين في كيف .هذه الخطوة المميزة من قبل الدولتين ما هي إلا خطوة سريعة نحو بناء علاقة شراكة بين الدولتين.
مستقبل العلاقة الأوكرانية –الروسية :
كيف ستتطور العلاقات الروسية – الأوكرانية بظل وجود ""فيكتور يانوكوفيتش"" في كرسي الرئاسة؟ السؤال أكثر تعقيدا مما يظهر في الوهلة الأولى. لقد بداء " يانوكوفيتش" بتنفيذ شعاراته الذي استخدمها في فترة حملته الانتخابية ليطمأن روع موسكو، فعليه تطبيق المواقف والآراء التي تعتبر، عدم الاكتفاء بالتصاريح والشعارات الانتخابية وإنما تنفيذ موقف وقرارات صريحة و واضحة من خلال التالي :
1- عدم المطالبة بانضمام أوكرانيا إلى الناتو.
2- حل وجود الأسطول الروسي العسكري في البحر الأسود في مدينة" سيفاستوبل"الأوكرانية.
3-مشكلة اللغة الروسية واعتبارها لغة أساسية .
4-العودة إلى دول الكومنولث، بعد الاعتكاف ألقصري لأوكرانيا،
5- العودة بفتح ملف الخصخصة التي تم على استبعاد رأس المال الروسي، لكي تتمكن المصانع الأوكرانية من الإنتاج والتصريف في أسواق روسيا،
6- السماح لرأس المال الروسي العمل وفق قوانين تفرضها قوانين العمل وليس العدائية
7-العمل الفعلي من قبل أوكرانيا بالالتحاق بنظام الاتفاق التجاري المبرم بين روسيا- بيلاروسيا، وكازاخستان، لتصبح أوكرانيا الدولة الرابعة في هذا الاتفاق الاقتصادي التجاري.
8-على أوكرانيا جدولة ديونها المتراكمة من خلال مشكلة الغاز التي فاقت 5،2 مليار دولار أمريكي، والعمل على حل هذه المشكلة نهائيا
9-على أوكرانيا العمل على إلغاء الحدود والحواجز السياسية المصطنعة مع روسيا من اجل تطوير وتسريع التجارة بين البلاد ين.
سياسة روسيا اتجاه أوكرانيا:
بعد الثورة البرتقالية جافت العلاقة بين روسيا و أوكرانيا ،وبعد استلام قادة الثورة البرتقالية، زمام المبادرة السياسية والاقتصادية في البلاد من خلال الشعارات التي رفعوها خلال فترة خمس سنوات حملة الشعب أثمانا باهظة بسبب تدهور الوضع الاقتصادية والاجتماعية والتي تفجر البلاد وتدخلها في انقسامات داخلية نهايتها تقسيم أوكرانيا، ولكن اليوم بعد فوز القيادة الجديدة والتي طوت حقبة أليمة من تاريخ أوكرانيا الماضي، فان ذهاب الثورة البرتقالية دون عودة، وإبقاء حلمها وحلم قادتها في ذاكرة التاريخ، فأصبحت الكرة اليوم بيد روسيا من جديد، فعلى روسيا إذا القيام بخطوات سريعة لكي تريح أوكرانيا وشعبها من خلال النظر بأمور أساسية، لتسوية الأمور العالقة بينهما، فالتجربة السابقة" لفيكتور يانوكوفيتش" كانت مميزة جدا إثناء توليه لفترتين رئاسة الحكومة التي عرفت فيها البلاد، الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي من خلال تطور أجابي في العلاقات الروسية الأوكرانية، والتي كان للرئيس الحالي دورا مميزا فيها والتي أدت إلى فتح الأسواق الروسية أمامه وأمام الشعب الأوكراني واقتصاده من خلال التالي :
1-على روسيا مساعدة الشعب الأوكراني من خلال العمل الجاد على تطوير الاقتصاد الأوكراني المترهل وتحديثه وفتح الأسواق الروسية أمام الصناعات والعمالة الأوكرانية.
2- -مساعدة أوكرانيا اقتصاديا وماليا من خلال قروض مالية سريعة وبفوائد بسيطة وطويلة الأمد.
3- -تشجيع الرأسمال الروسي في العمل في أوكرانيا وفقا لخطة مدروسة ومنظمة، تكون الحكومتين الروسية-الأوكرانية، الضامن الفعلي لهم.
4- - تطوير الغرب الأوكراني من خلال خطة تطويرية تعتمدها الحكومة وتكون روسيا شريكا فيها.
- 5 حل مشكلة الغاز بصورة نهائية، و مميزة حتى لأ تكون نقطة للمزايدة من قبل الطرفين والتحول إلى الاستفادة الشخصية من هذه المشكلة، وهنا يمكن اعتماد الطريقة نفس التي اعتمدتها روسيا مع الدول التي كانت مدانة للاتحاد السوفياتي السابق، من خلال الجدولة للديون، ويتم تسديدها تدريجيا من خلال دفع الأموال التي يجب دفعها مستقبلا لان ديون الغاز فقط فاقت المليارين دولار أمريكي.
أوكرانيا والغرب :
لقد اعتبرت بعثة المفوضية الأوروبية التي كانت موجودة في أوكرانيا بتأكيدها بعدم تسجيل أية مخالفات واسعة، في عملية الاقتراع للجولة الثانية كما حضت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الزعماء السياسيين في كييف على ضمان انتقال سلمي للسلطة. وقال مراقبون في قيادة المنظمة في بيانهم" بإن الانتخابات الأوكرانية كانت عرضا مثيرا للإعجاب وللانتخابات الديمقراطية، هذه الانتخابات انتصارا للجميع في أوكرانيا على عكس انتخابات العام 2004 الذي وقفت بوجه "يونوكوفيتش" الذي سجل فوزا باهرا ولكنا اليوم وافقت على فوز "يونوكوفيتش" رئيسا لأوكرانيا في الجولة الثانية من خلال المجمع العام الذي حصل عليها من الأصوات التي صوتت له و البالغ عددها 49% . بعد تنصيب" يونوكوفيتش" رئيسا رسميا بحضور العديد من رؤساء الدول الغربية والبعثات الدبلوماسية العاملة في كييف في 25 من شباط "فبراير" من العام 2010 ، والذي على أثرها صرح الرئيس بالزيارة الأولى إلى بروكسل، لأنها تأتي، بعد العلامات التي تم ذكرها من قبل أوروبا نحو "يانكوفيتش"،فكان رده السريع بزيارة للشكر وطمأنة للغرب ،على استمرارية العلاقات الجيدة مع أوروبا ، وهو ضمان لاستقرار إرسال الغاز الروسي لهم عن طريق أوكراني، وله مصالح خاصة مع بلادهم ،لقد بررت الزيارة إلى لأوروبا ،وليس إلى موسكو بان غياب الرئيس الروسي "ديمتري ميدفيديف"عن حفل التقليد، والذي تولى قيادة البعثة رئيس مجلس النواب "بريس غريزلوف" في الظاهر و لكون في العمق يعتبر هو حليف لروسيا ومرشح الكرملين ،والانتخابات تم الاتفاق عليه سابقا مع موسكو.
مستقبل أوكرانيا:
ضرورة الخروج النهائي من التاريخ الماضي"، الأليم للبعض والمشرق للبعض الأخر"،والذي كانون فيه جميعا شركاء دون محاولة التهرب من هذه الشراكة القاسية للشعبين، الذي أدت إلى وقوع المجاعة الشهيرة في العام 1933 والتي وقع ضحيتها العديد من شعوب الاتحاد السوفيتي السابق ،والذي لم يكن الشعب الروسي أو الأوكراني سببها، وإنما الحالة التي مرت بها الدولة على حساب شعبها، والتي كان نتيجة حقبة تاريخية خاطئة دفع الجميع ثمنا باهظا لها، فالبكاء على الأطلال لا ينفع احد، لان ألمانيا وروسيا طويا بدورهما صفحة الماضي الأليمة بينهما، لتكون فترة الرئيس الجديد فترة مصارحة ومصالحة مع الماضي والحاضر من اجل بناء المستقبل المشترك المبني بين هؤلاء الأخوة" السلاف" على روابط القربة والدم واللغة والتاريخ والثقافة والدين والحدود المشتركة، والتي حاولت قيادة الثورة الملونة في أو أوكرانيا، تحميل روسيا مسؤوليتها، عن كل أخطاء الماضي، والتهرب بدورهم من مسؤولية الشراكة في تلك الحقبة التي تخص أوكرانيا وشعبها كما تخص روسيا وشعبها .
الرئيس القادم يقرر مستقبل العلاقة مع أوكرانيا:
إن تاريخ أوكرانيا القديم، والذي يدفعنا دوما للقراءة السليمة من خلال الأخذ بفترة ماضية ل 20عام عاشتها أوكرانيا بعيدة عن روسيا والتي أتبت إن أوكرانيا لا تستطيع العيش وحدها دون روسيا فالابتعاد عنها، يشكل لأوكرانيا حالة ارتباك في حياتها الداخلية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، والأمنية، كما لروسيا مصالح خاصة جيو- سياسي واقتصادية في أوكرانيا ، ، كذلك لأوكرانيا، مصلحة متبادلة مع جار وصديق وأخا قوي كروسيا " فالعلاقات الدينية والقومية والثقافية ،واللغوية والعسكرية" تفرض على البلدين إيجاد علاقة مميزة كباقي الدول المجاورة. فان ذهب أوكرانيا إلى الغرب لقاء وعود بأموال تحل مشكلها الاقتصادية وعجزها المالي أدى ذلك إلى الابتعاد عن التطور الديمقراطي الطبيعي الذي بداء في دولة روسيا الاتحادية على خط سانت بطرسبورغ - موسكو، مما ترك فيما بعد أوكرانيا بعيدة جدا عن التطور الديمقراطي الذي تطور تدريجيا والتي كانت جزاء لا يتجزأ من هذا التطور الطبيعي .
لقد خسرت أوكرانيا الوقت ، فلم تفلح بإقناع الغرب بدعمها المادي والثقة بنظامها واقتصادها ، وبقيت بعيدة عن التطور الديمقراطي التدرجي في روسيا والجوار التي يجب أن تكون ضمن هذا المسار، فان قدوم الرئيس الجديد أتى ليضع حدا نهائيا، لكل مغامرات الساسة الجدد وطموحهم الشخصي على حساب مواقع أوكرانيا الطبيعي، فان عودة أوكرانيا إلى موقعها القديم بطريقة جديدة يخولها من لعب دور مميز في السياسة والاقتصاد.
لكن بعد مرور 2 سنتين من رئاسة يونكوفيتش أضحت العلاقة تنحدر نحو الهاوية التي تذهب بعلاقة كان يتوقع لها مزيدا من الصعود التدرجي لطي صفحة سوداء من البلدين ،لكن ساس البلدين وقعوا أسيرين لمصالح اقتصادية كبيرة صورتها الخارجية قضية الغاز المصطنعة ...فالغاز والسيطرة على شركاته هو واجهة الصراع ...
لكن السؤال الذي يبقى كامن في داخل الكريملين...فهل تخسر موسكو أوكرانية نتيجة ضغط الرأسمال الروسي الذي يحاول جرف الأخضر واليابس، طبعا سوف يبقى الوضع كما هو عليه في ظل وجود الرئيس الحالي "ديمتري ميدفيديف"، الذي لم يستطيع حل الخلاف الفعلي مع أوكرانيا ولن يستطيع في نهاية فترته ،فالأزمة المتصاعدة والتي سوف تتصاعد بشكل أكثر واكبر مع قدوم البرد القارص الذي يسيطر على أوكرانية وشعبها ،فالغاز هو العنصر الأساسي في أوكرانيا،الذي يستخدم في كافة المجالات الصناعية والخدماتية ،إضافة إلى التدفئة المركزية التي تحمي المواطن من جنرال البرد، سوف يكون لهذه الأزمة انعكاساتها السلبية على مستوى تطوير العلاقات بين العاصمتين.
ماذا لو خسر بوتيين أوكرانيا:
فالجواب يبقى إلى عودة الرئيس المنتظر لتولي رئاسة البلاد القادمة لكي يقوم بوضع حد نهائي لهذه الأزمة المتصاعدة بين الجارين والشقيقين ،الجواب يبقى في جعبة الرئيس فلاديمير بوتين العائد إلى الكريملين ليطرح الحل في أيار القادم من العام 2012 ،والذي يمكنه حل هذا المزاد والمهزلة، بوتين صاحب القرار النهائي في شركة غاز بروم الروسية القابضة، عنده يقرر بان أوكرانية حاجة روسيا ضرورية وضرورة المحافظة عليها وعلى شعبها ،أو التخلي عنها لمواجهة أزمتها بنفسها، سؤال كبير وهام جدا لكن المخول الوحيد بالإجابة عليه هو الرئيس القادم.
د.خالد ممدوح ألعزي
كاتب صحافي وباحث إعلامي مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث.
Dr_izzi2007@hotmail.com

الخميس، 17 نوفمبر 2011

جمعة تجميد العضوية،الجامعة العربية في مواجهة مع نظام الأسد، وصالح ينتظر دوره...!!!

جمعة تجميد العضوية،الجامعة العربية في مواجهة مع نظام الأسد، وصالح ينتظر دوره...!!!
جمعة الثوار في الشوارع:
كانت جمعة تجميد العضوية التي خرجت فيها المظاهرات السورية والتي تجاوزت أكثر من 250 مظاهرة شعبية في مختلف مناطق سورية من شمالها حتى جنوبها ،ومن شرقها حتى غربها ،لكن حمص كانت تتصدر المشهد الدموي الذي يسفكه النظام منذ بدأ الانتفاضة الشعبية السورية في 15 مارس "آذار" ألماض عندما قف الشعب السوري وطالب بحريته المفقودة كاسرا حاجز الخوف الذي فرضه نظام العائلة الحاكمة طوال 50 عاما مختبئ تحت عباءة القومية العربية والممانعة الوطني معتمدا على الأقليات لحمايته ،لقد خرجت هذه المظاهرات من قبل الشعب السوري الرافض لألاعيب النظام الذي يلف ويدور حولها من اجل إقناع العالم بان المشكلة خارجية تعرض امن سوري لخطر.
استطاع الشعب السوري في 11 تشرين الثاني "نوفمبر" 2011 ن للخرج إلى الشوارع والساحات بالرغم مم البطش المستمر من قبل العصابات الاسدية في جمعة أطلق عليها جمعة "تجميد عضوية سورية مطلبنا وهيئة التنسيق الوطني لا تمثلنا"، فالجمعة التي طالب جمهور المتظاهرين من الجامعة العربية تنفيذ مطلبهم الواحد الداعي لتجمد عضوية سورية، أضحت حقيقة بسبب تجاوب الجامعة مع مطلب الشارع.
المشهد السوري:
مظاهرات شعبية عمت كل المدن والمحافظات المنتفضة تطالب العالم بالحماية الدولية،والجامعة العربية بتجميد العضوية ،لافتات تدين عمل وسياسة هيئة التنسيق، دم يسيل في الشارع موت يسيطر على كل المشهد السوري،مدن مقموعة ومسيطر عليه من قبل الأمن السوري وتمنع من الخروج تحت تهديدات أمنية واقتصادية ودينية ، جرائم ترتكب ضد الإنسانية من خلال قمع الاحتجاجات الشعبية اليومية ،السويداء والجولان يتظاهر وحلب تنتفض تدريجيا وطرطوس وللاذقية تنتفض تدرجيا، انشقاقات عسكرية متزايدة خلاف بين المعارضة ومكوناتها، الشعب السوري وحيد ترك فقط معه الإعلام الحر.

الجامعة تصعد موقفها :
بعد صولات وجولات لوفد الجامعة العربية مع وفود المعارضة المختلفة التي تم دعوتها إلى القاهرة خرجت الجامعة العربية بقرار هام جدا وجرئ استجابة لطلب الشعب السوري الثائر وبسبب امتناع النظام السوري بعد تنفيذ بنود المبادرة العربية التي وافقع عليها دون شروط بالرغم من محاولة اللف والدوران، لان الجامعة العربية أضحت فعلا أمام شكوكها الدائم بكلام ووعود الأسد للتنفيذ وخاصة بان وزير البلاط وعد بالتنفيذ .
لذا كانت القرارات التي تم اتخاذها بالإجماع قرارات مصيرية وقوية على إعادة الاعتبار لدور الجامعة العربية التي بات أمام امتحان جدي للمصداقية العربية وعملها المشرك أمام شعوبها.
فالجامعة العربية التي وضعت في تعطيها مع الملف السوري على المحك من خلال التعامل مع هذه الأزمة السورية المتصاعدة نحو المجهول بسبب غطرسة النظام وعدم تقبل نصائح الآخرين.
قرارات الجامعة الاخيرة :
بعد الاجتماع الأخير في القاهرة في 12 نوفمبر باتخاذ قرار عربي جريء جدا ولم يكن احد يتوقع هذا التطور بالقرار الخطير الذي جاء بعد جدلا وصراع شاق في داخل الجلسة المخلقة التي تمت بالإجماع مع رفض كل من اليمن الذي يتعرض نظامها لنفس المصير ولبنان الذي ربط مصير حكومته بمصير نظام الأسد ، وامتناع العراق بسبب الضغط الإيراني الذي يحاول السيطرة على مفاصلها بعد الخروج الأمريكي القريب منها . فالجامعة العربية التي قامت بهذه الخطوة بعد شلل طويل لقراراتها التي أضحت بعيدة عن الواقع الحالي التي تعيشه المنطقة العربية بسبب الربيع العربي وثورته المختلفة ،فالجامعة العربية التي اتخذت قرارها في ليبيا وساهمة بوضع حد لهمجية ألقذافي ،هاهي مرة ثانية تقف في أزمة سورية من جديد بغض النظر عن كل التحليلات التي يحاولون تفزيم دور الجامعة العربية ودورها العربي ،فلم يكن مجال أمام الجامعة العربي سوى اتخاذ هذا الموقف بعد انتظار دام 8 شهور على نظام الأسد ووعوده بحسم الموقف وتنفيذ إصلاحات حقيقية .صح بان الجامعة العربية هي جامعة حكومات ،لكن الحالية الشعبية العربية هي التي فرضت نفسها على قرارات الجامعة.

نقاط قرار الجامعة العربية بخصوص سوريا:
1ـ تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة لها، لحين قيامها بالتنفيذ الكامل بالوعود التي التزمت بها ضمن المبادرة العربية.
ـ توفير حماية مدنية للسوريين من خلال الاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان 2
3ـ دعوة الجيش العربي السوري لعدم التورط بأعمال القتل والعنف ضد المدنيين
4ـ عقوبات سياسة واقتصادية على النظام السوري.
5ـ دعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق
6ـ دعوة أطراف المعارضة السورية إلى الاجتماع في مقر الجامعة العربية بعد 3 أيام. للتشاور بشأن المرحلة الانتقالية في سوريا.
موقف روسيا من موقف الجامعة :
لم تكون روسيا تتخيل بان الجامعة العربية سوف تخرج بمبادرة قاسية ضد النظام السوري ،لكون موسكو كانت تعوم على عدم اتخاذ أي قرار ضد سوري بسبب عدم الإجماع وبالتالي كانت روسيا تأمل بان يتم التمديد لعمر المبادرة العربية التي تساعد الأسد بأخذ وقته الكافي كي يذبح شعبه ومن ثم يعود ليفاوض بطريقته الخاصة ،وخاصة بان روسيا وعلى لسان وزير خارجيتها سرغي لافروف تطالب السيد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بإعطاء وقت كافي لبشار الأسد. لكن بعد قرار تعليق العضوية ادخل روسيا في ارتباك سياسي مجدد مع الدول العربية التي اتخذت قرارا مختلف في تعاطيها مع الأزمة السورية مما سوف يضع موقفها في المواجهة الدولية في مجلس الأمن ، وبالتالي على موسكو ان تحسم موقفها النهائي في التعاطي مع الملف السوري ،وخاصة بعد فشل زيارة المجلس الوطني الانتقالي إلى موسكو المتسلح بوحي القرار العربي،بالوقت الذي حاولت دفعهم للتحاور مع النظام السوري في دمشق.
المعارضة السورية :
لقد حاول النظام منذ البداية عدم الاعتراف بالمعارضة ووجودها،لكون الاعتراف بها سوف تشكل للنظام أزمة مواجهة داخلية ،تهدد بقاءه الشرعي والدولي من خلال المطالبة بإصلاحات جدية يجريها مع المعارضة التي سوف تفرض شروطها التي كان ومازال يتهرب منها ،ولرئيس بشار قال في تصريح علني غير مبلي بالمعارضة لأنه لا يريد أن يضيع وقته معهم ،ولكن مع اشتداد الضغوط الداخلية والخارجية وبعد النصائح الكثيرة الذي تلقها من حلفاءه الروس والإيرانيين بان يفتح حوار مع المعارضة من خلال معارضة تؤمن له بقاءه في السلطة،والوصول إلى إصلاحات شكلية تخدم بقاءه في السلطة،فكان الاتجاه نحو هيئة التنسيق الوطني بكونها المعارضة السورية الداخلية التي يمكن التحاور معها على مستقبل سورية لأنها ترض التدخل الخارجي والتدويل الدولي وبالتالي هي تريد إسقاط النظام الأمني ، لذا عمد في كل خطابته السياسية بان التحاور مع المعارضة الشريفة في دمشق .محاولا إيهام العالم والعرب بوجود معارضة شريفة ومعارضة وطنية قومية وإرسالها إلى موسكو لتشكر روسيا على استخدامها لحق النقد ،وكذلك أرسلها للجامعة العربية للتفاوض مع اللجنة الوزارية،لكن المشكل التي تعرضت له هيئة التنسيق من قبل الشعب السوري،وخطاب قياداتها وتصريحاتهم وتظاهرات جمعة تعليق العضوية التي لم تمنحهم حق تمثيلها من خلال الشعارات وللافتات التي تندد بهم ، أعطى انطباعا واضحا ب للعالم وللعرب بان معارضة النظام ضعيفة ،ولكن الذي حسم الجدل في مقر الجامعة العربية في القاهر ،حضور وفد شباب الثورة قادة الحراك الشعبي إلى القاهرة، الذين قالوا للجميع بان الشعب في ساحات الميدان أعطى صوته للمجلس الانتقالي والشعب يطالب بإعدام الرئيس ،فالتفاوض مع النظام غير مقبول قبل تنحي بشار.
أقسام المعارضة السورية :
1-هيئة التنسيق الوطني التي تعتبر بأنها معارضة الداخل تشكلت بتاريخ 30 حزيران "يونيو "2011 ويضم 10 أحزاب و4 جمعيات وعديد من الشخصيات المعارضة كهيثم مناع ، ميشال كيلوا ،حسين عويدات ،لؤي حسين ،رجاء الناصري ،حسن عبد العظيم، سمير عيطة وفايز سارة وآخرين... وتطالب بتغير النظام الأمني المخابراتي والعمل على الإصلاح وعلى عدم التدخل الخارجي ومنع الدخول في حرب أهلية والإصرار على قيادة التغير السوري من خلال مرجعية الداخل السوري .
2- هيئة المجلس الانتقالي الذي تم تأسيسه في اسطنبول في بداية أب "أغسطس"من هذا العام من قبل مجموعات وأحزاب وحركات وشخصيات مختلفة من مكونات الشعب السوري "إسلامية وعربية وكردية وليبرالية وشيوعية وعلمانية ،وتطالب بإسقاط نظام الأسد الأمني والسياسي،لكونه حضي بالشرعية الشعبية من خلال صوت الشعب المتظاهر . ومن ابرز قيادته برهان غليون رئيس المجلس بسمة قضماني، عماد الدين، رشيد رضوان زيادة، كمار القربي محمد العبدالله، وائل الميرزا،نجيب الغضبان،عبيدة النحاس.
3-شباب الثورة أو التنسيقيات الثورية التي تخوض النضال الميداني في شوارع مدن وإحياء سورية،التنسيقيات هي صوت الشعب وقدرت الأرض التي تطالب بإعدام الرئيس. بالرغم من ذهابهم إلى القاهرة لكنهم ، طالبوا من السيد نبيل العربي بالاعتراف السريع بالمجلس الانتقالي ، قيادات لاتزال مختفية بسبب الوضع الأمني الذي يسيطر على عمل هذه القوة الخفية .
مابين فريق يطالب بإنهاء النظام الأمني السوري،وفريق أخر يطالب بتنحي بشار عن السلطة يبرز صوتا أعلى من صوت الطرفين وأكثر شبابا وقدرة على المواجهة يطالب بإعدام الرئيس ،فمن سيكون الصوت الغالب في النهاية من بين هذه الأصوات المعارضة.
الأزمة السورية ولبنان:
لم يقتصر الموقف اللبناني على إدانة سورية وبالتصويت مع الإجماع الذي شكل الأكثرية، وإنما عارض التصويت ودخل في مواجهة مع الأنظومة العربية من خلال دخوله في تحالف مع النظام السوري ،فالحكومة اللبنانية التي تشكل حلف مع الدولة السورية قررت الوقوف مع النظام السوري ودعمه من خلال الدخول بمواجهة مع المجتمع الدولي والعربي بشكل خاص ،فالدولة اللبنانية التي أخذت هذا الموقف والذي لا يعتبر جديد ،لأنها منذ اليوم الأول لتشكيها كانت مهمتها أجاد متنفس للدول السورية التي تضيق بها العزلة ،ومن اليوم الأول للازمة السورية والوقف بوجه الشعب المنتفض ،بل تعد الوقوف إلى جانب النظام دبلوماسيا وسياسيا،إلى ممارسة دور الشرطة الحامي للنظام السوري من خلال التعامل مع ملفات كثيرة كاعتقال المعارضين السوريين من قبل الدولة وتسليمهم إلى سورية ،الضغط على العمال السورين وجزهم في مشال دعم النظام التهرب من المسؤوليات الإنسانية التي يترتب على الدولية اللبنانية من ممارستها نحو اللاجئين الذي تبتعد الحكومة عن تلبية حاجتهم الطبية والاجتماعية وكأنها تقول لهم اذهب إلى سورية بطريقة غير مباشرة كي لا تتحمل المسؤولية الدولية ،تعاطي الأجهزة الأمنية مع السوريين المعارضين والهاربين وتسليمهم إلى السلطات دون الرجوع إلى السلطات العليا المعنية بتنظيم الملف اللبناني – السوري ،إضافة إلى السكوت على تهريب الأسلحة من قبل بعض التجار والمستفيدين من نمو تجارة السلاح ،إضافة إلى السكوت الرسمي عن الاختراقات السورية اليومية للمناطق اللبنانية التي استبحتها الحكومة السورية تحت حجة مطاردة مهربين وعصابات مسلحة ،فحسب تقرير المجلس الوطني الانتقالي السوري بان عدد المخطوفين أضحى عددهم 23 مفقود .بالرغم من أن النظام السوري يهدد دوما بأنه سوف يزلزل المنطقة تحت كل المعتديين الذي يحاولون العبث بأمن سورية ،وبالتالي لبنان في رأس الهرم الذي يهددنه بشار الأسد وخاصة بان الحكومة تمثل فريق مناصر لسورية بالوقت الذي لايزال فريق كبير من اللبنانيين خرجوا السلطة علاقتهم متوترة مع النظام السوري منذ ثورة الأرز والذي ذهب ضحيتها عددا كبيرا من القادة الذي تم اغتيالهم وسورية متهمة بقتلهم حتى اليوم ولايزال قادة كبار من هذا الطرف يعتبر حياته مهدد من قبل المخابرات السورية التي تحاول أن تطرح صورة مخيفة عن قدرات سورية بتخريب المنطقة وإحداث زلزال كبير في هذه المنطقة الأوسطية .
سيناريو المواجهة القادمة:
لكن كيف ستكون المواجهة في سورية ،بظل التطورات السياسية والضغوطات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية ،فالأمر يبقى للحسم النهاية للموقف العام ،وهذا يمكن يترك إلى ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق دون خسائر ،لان الخسائر الكبيرة لا يتحملها اوباما وهو على أبواب انتخابات لولاية ثانية ،لان هذه الخسائر يستطيع إنزالها الإيراني والسوري في الجيش الخارج من العراق عن طريق عصاباتهم ،وبالتالي السوري سوف يبقى موجود إلى نهاية الشهر ،وبعدها سوف تكون المعركة مفتحة على نظام الأسد من خلال "القطرية التركية الأمريكية" ،ومن هنا لايزال التأخر العربي بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي لان الموضوع يطبخ على نار هادئة، بانتظار انضمام كتل جديدة للثورة من شرائح لم تحسم موقفها من الثورة السورية بعد ،كالجيش وقيادته الذين سوف يلعبون دورا مميزا في تغير الخريطة السورية، إضافة إلى قيادات اجتماعية واقتصادية ونقابية وقيادات سياسية من السلطة السورية ،فالاعتراف قد يخيف هذه الشرائح من عدم اخذ مواقع لها في تركيبة البنية الفوقية لسورية القادمة، وبالتالي العرب ينتظرون اكتمال الحلقة التي يمكن من خلالها إعلان نقطة الصفر في عملية التغير السريعة لسورية ،وعندها يتم الاعتراف بالمجلس كممثل شرعي للشعب السوري،فالمعركة سوف تدار بطريقة تكنولوجية حديثة،إضافة للاعتماد على الجيش الذي يحكى بتامين مناطق أمنة له،وعندها يتخذ القرار الرسمي بحماية هذا الجيش الذي على عاتقه تكمن عملية زعزعة نظام الأسد ،فالجيش غير قادر اليوم على اخذ قرارات مصيرية تغير الحالة ، طالما لم يتخذ الموقف السياسي المناسب، عندها لا يصبح عملهم مغامرة تنتهي بمجزرة دموية ينفذها نظام بشار الأسد ،كما هو الحال في حمص ونواحيها .
فالأسد أضحى عبء تقل على شعبه وعلى حلفاءه وعلى أعدائه،وبالتالي أضحى الحديث يتم في الصالونات السياسية بان بشار انتهت أيامهم كما يقول المتظاهرين في الشوارع "يامو يامو بشار الأسد أخر أيامه". فالقذافي طار طار والدور قادم يا بشار، لان الشعب قرر وقال كلمته ، وهو الذي سينفذ ،مهما جعجعة روسيا والصين وإيران وأمريكا ،فالقرار بيد الشعب بيد تنسيقيات الثورة التي تموت من اجل سورية الجديدة والديمقراطية.
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي ومختص بالإعلام السياسي والدعاية.
dr_izzi2007@hotmail.com

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

ريما فليحان: معارضة سورية من جبل العرب ، تتمرد على التقوقع الطائفي وتختار الوطن الكبير...!!!

ريما فليحان: معارضة سورية من جبل العرب ، تتمرد على التقوقع الطائفي وتختار الوطن الكبير...!!!
يقول الراحل كمال بك جنبلاط في احدى احاديته عن المرآة في كتاب "الفكر المنير عبر وسائل الاعلام :والذي تمت طباعته مجددا عن الدار التقدمية 2011في العام م،:"بان للمرآة لها نزعة للتضحية ،وبانها تمتاز بذلك عن الرجل ،وبانها تشعر اكثر من الرجل بالمسؤلية".
في30 أيلول"سبتمبر" من هذا العام، هربت الكاتبة السورية ريما فليحان من الأراضي السورية إلى عمان في رحلة شاقة من تحت الأسلاك الشائكة الحدودية الرابطة بين سهل حوران والرمثا الأردنية ،فرت من رئيسها الظالم إلى مملكة جارة أمنة بشعبها وملكها، وستعود مجددا إلى وطنها الكبير سورية الحرة والديمقراطية ،هذا النزوح ألقسري استعملته المعارضة السورية السابقة في حربها ضد الاستعمار الفرنسي فكان منفذ وادي السمك الرابط"بين الأردن والسعودية" هو ملجئ سلطان الباشا الأطرش قائد الثورة العربية الكبرى ورفاقه الثوار الذين ثاروا على ظلم الاستعمار الفرنسي ، واليوم تسلك هذا الطريق حفيدة الباشا الثائرة بوجه وجور نظام الأسد ، بنت جبل العرب ترفض الرضوخ لاستبداد نظام العائلة لتعلن معارضتها لنظام الأسد ألمخابراتي وعائلته الحاكمة رافضة كل التوقوق الطائفي والمذهب الذي يروج له نظام الاستبداد لتختار الوطن الكبير شكلا نهائيا لها ولشعبها الثائر المحتج.
فالكاتبة ريما:"الإعلامية ،الحقوقية ،الناشطة السياسية والمناضلة من اجل المرآة والطفل وصاحبة الدراسات والأبحاث الأكاديمية التي تبحث في مستقبل وحياة أفضل لشعبها ،صاحبة مسلسل "قلوب صغيرة" الذي عرض العام الماضي على شاشات التلفزة الملية والعربية ،ومؤلفة لروايات "حبة قمح" والشرنقة" تعارض ليس بالقلم والكلمة وإنما في الصوت والتظاهر .
ريما فليحان تعارض الأسد وتتظاهر ضد نظامه الأمني والقمعي وتعتقل في مظاهرات الفنانين بتاريخ مع زملاءها الذين تحدوا القمع والبطش وهتفوا للحرية الأبدية مع شعبهم المطالب بها.
رفضت ريما مقولات النظام الرخيصة القائمة والمرتكزة على كون الأقليات هي مدافعة عن هذا النظام و أكياس رمل لمواجهة الأكثرية الشعبي .بل اختارت المقولة القائمة بان النضال صولات وجولات والربح فيها والبقاء للأكثرية ،لكونها تعتبر نفسها من الأكثرية الشعبية ذات التوجه العربي هي السورية العربية التي ترفض التقوقع في خيمة الطائفية التي يفرضها نظام الأسد على الأقليات في سورية لقد خرجت من عباءات النظام الطائفية لتلبس ثوبها الوطني السوري.
اختارت كاتبة السيناريو السورية، المعارضة الشعبية والنضال ضمن الأكثرية الشعبية القومية الوطنية التي هي جزاء منها رافضة الانتماء والتقوقع في كنف الطائفية والمذهبية ،هي بنت جبل العرب وحفيدة سلطان الأطرش ،وكمال جنبلاط الذين لا يعرفون التقوقع المذهبي ويثورون ضد الظلم والقمع والاستبداد هم الذين طالبوا،هي بنت الجبل العنيدة المقاومة المناضلة التي رفعت سلاحها"الكلمة" بوجه القمع والقتل ،هي المحامية التي رفضت موت شعبها بالة النظام الحديدية ،هي التي تربة على القانون وتعلمت الحقوق وعرفت الشرائع الإنسانية والحقوقية والوقوف بوجه الظلم ،هي الكاتبة التلفزيونية التي كتبة لكل السوريين والناطقين بلغة الضاد ،هي التي ولدت في مدينة حلب وتعلم في جامعات دمشق وتربة في بيوت عريقة من بيوت السويداء في جبل العرب والكرامة هي التي كتبة مسلسلتها لشعبها العربي السوري هي التي تعتبر نفسها مثقفة سورية ذات أصول عربية،تعتبر نفسها من أكثرية عربية مسلمة ذات مذهب اقلي لكونه جزاء من أكثرية دينية وعرقية أصيلة تمتد من الخليج إلى المحيط .
هي التي كانت في الطليعة عندما طلب منها الواجب الوطني والشعور القومي والحس الحقوقي ،كانت إلى جانب رفاقها ورفيقاتها السوريات الذين وقفوا بوجه الأسد ونظامها الأمني والقمعي ،لقد كانت إلى جانب فدوى سليمان ومي سكاف ،لافا خالد ، سهير الاتاسي ،طلى الملوحي ،وفداء الحوراني،بسمة القضماني ،فرح الاتاسي ،مرح البقاعي وهرفيم اوسيه .
لقد كانت في الصفوف الأولى التي وقفت بوجه نظام العائلة الحاكمة المستبدة ، لم تختلف كثيرا عن موقف بنت الباشا"منتهى الأطرش" الإعلامية التي وقفت أيضا ضد النظام الفساد وقمع قوات الأسد للمحتجين واصفة إلا الأسد بأنهم اكبر عصابة إجرامية عرفتها سورية .
هي التي كتبة مسلسلتها الشهيرة لشعب سورية البطل، لتعرضها لكل المواطنين عبرا الشاشات الصغيرة التي تدخل كل البيوت الشعبية السورية المرتبطة بهذا البلد العربي ،لم تكتب لطائفة ولم تمجد سلطة ولم تقف وراء مسؤول من اجل الوصول إلى منصب، بل كانت سورية لها وشعبها هما الأهم في عملها وكتاباتها المتنوعة ،فعندما غادرت سورية عبر الطرق الملتوية ومن فوق الأسلاك ،خوفا من الوقوع في قبضة رجال الغستابو القرن 21 "شبيحة الأسد "، قالت "بان رائحة سورية ومدينتها السويداء في جبل العرب وعرس حوران بقيت في انفها حتى وصولها إلى عمان" .
ريما فليحان ،فدوى سليمان ،محمد صالح العلي،فارس الحلو مي سكاف ،ميشال كيلو ومنتهى الأطرش ،لافا خالد ومشعل تمو"الذي اغتيل في 7 أكتوبر "عند كتابة هذا المقالة .. الخ... جميعهم أحبطوا كل محاولات السلطة التي تقول بان نظام الأسد هو حماية للأقليات،بالوقت التي يستخدم هذه الأقليات ،كأكياس رمل لحماية نظامه والدفاع عنه.
منذ البداية شاركت ريما بالتوقيع على كتابة نداء الفنانين السوريين الذي يدين الاعتداء على الشعب وقمع التظاهر السلميين، واعتقال الأطفال في درعا بتاريخ 4 أيار "مايو"2011 ،لكنها لم تكن تطالب بإسقاط النظام ،كأي سوري وسورية كان يتوقع من بشار الأسد معالجة الأمور ،لكن لا حياة لم تنادي.
لكن كاتبة السيناريو السوري انزعجت من تصرفات النظام العنجهية والأمنية، بعدها شاركت بعدها في مظاهرة الفنانين والمثقفين في دمشق بتاريخ 13تموز :يونيو "2011 الذي رد عليهم النظام باعتقال الفانيين والزج بهم في السجون ،عندها فقدت الأمل من هذا النظام القمعي، وأصبحت معارضة شرسة له.
فور خروجها من سورية أعلنت مباشرة من خلال شاشة قناة الجزيرة بتاريخ 30 أيلول "سبتمبر "2011، بقولها الشهير"بأنه بات من الضروري إسقاط النظام السوري، ولا حوار مع سلطة تقتل شعبها".

د.خالد ممدوح ألعزي
صحافي وباحث إعلامي، و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com

الأحد، 13 نوفمبر 2011

روسيا الاتحادية: وكالة حصرية لحماية الدكتاتوريات،أو حماية مصالح مالية... سورية نموذج...!!!(1-3)

روسيا الاتحادية: وكالة حصرية لحماية الدكتاتوريات،أو حماية مصالح مالية... سورية نموذج...!!!(1-3)
الجزاء الاول
موسكو مركز تحاور فاشل:
منذ مدة قصيرة تعيش العاصمة الروسية موسكو حالة غير طبيعية من خلال توافد زيارات مستمرة لوفود من المعارضات العربية وممثلين للانظمة الدكتاتورية التي لاتزال موسكو تشكل لهم حاجزا منيعمن السقوط المذوي ، فالزيارات السريعة التي أتت من ليبيا وسورية واليمن وأخيرها وفد حزب الله اللبناني الذي كان اخر الوفود لشكر موسكو على وقفها مع دكتاتوريات المنطقة وتقديم يد العون والامتنان لموقفها ،فالزيارات الى بلد القياصرة الجدد لم تكن نافعة وذات نتيجة مثمرة فاعلة ،فعدم الوصول الى شيء يساعد موسكو من ان تساهم في حل لازمة من الازمات العالقة يدل على الخوف والالتباس الفعلي التي تعاني منه موسكو حيال الثورات العربية وزلزالها المتصاعد ،والذي يشكل تهديدا قويا لروسيا وصقورها القابعين في الكريملين واخراجهم من الشرق الاوسط نهائيا بسبب تعامل روسيا الغير اخلاقي والغير انساني مع ثورات هذه المنطقة وشعوبها ،فموسكو تحاول ان تكون لاعبا قويا في هذه الدول المتصدعة من خلال دعواتها المتكررة لزيارتها في دارها ، من خلال وفود المعارضة والموالاة لكي تقرب وجهات النظر بينهما علها تعيد الثقة المفقود بينهم ،لكن موسكو تفقد لشرطين اساسيين في الوساطة:"المصداقية،والمبادرة".
الخوف الروسي من الثورات العربية :
في 7 أكتوبر "تشرين الأول من هذا العام ،إثناء دفاع روسيا لاستخدامها حق النقد "الفيتو" ومنعها لتمرير قرار دولي يدين العنف السوري الذي يستخدم ضد الشعب من السلطة القمعية ، الرئيس الروسي قال:" بصراحة بان روسيا سوف تدين وتعيق أي قرار دولي وأممي يحول تغير الأنظمة من خلال قرارات دولية ،وعلى السوريين والآخرين التغير في دولهم دون التدخل الخارجي "،وهنا يكمن بيت الأصيل في الموقف الروسي الذي يعيق أي قرار دولي ،ليس حبا بسورية وإنما خوفا على نفسه من هبوب رياح التغير العربية نحو موسكو والذي قد تلقي صدى كبير في جمهوريات الاتحاد الروسي الإسلامي التي تعاني من مشاكل كثيرة وكبيرة مع موسكو ونظامها، وأيضا الدول الإسلامية التي تعتبرها روسيا ملكا اقتصاديا وامنيا لها، إضافة إلى أزمة كبيرة اقتصادية تعاني منها روسيا تصل إلى حد الفقر وسط الشعب الروسي بسبب نهب ثرواته الاقتصادية من رجال المافيا الروس ، مما دفع بروسيا بالتشويش على هذه الثورات العربية منذ بدايتها ، ودعم دكتاتورية هذه الأنظمة ، والوقف إلى جنبها وشن حملة إعلامية وسياسية ضد الثورات وقادتها ومناضليها، باعتبارها من صناعة الغرب التي تحاول تفكيك الدول العربية وبمساعدة القاعدة التي تسيطر على قيادة الثورات الشعبية لبناء دول إسلامية متطرفة، فهذا الخوف من الثورات استدعى من القيادة الروسية بالوقف بحزم ضد هذه الثورات بالرغم من معرفة روسيا الخفية بخسارة هذه الأنظمة ونجاح الثورات ،لكن روسيا تخوض معركة دبلوماسية دولية لمنع العالم من التدخل في شؤونها بسبب غياب الحرية والديمقراطية وعدم احترام حقوق الإنسان لذلك تقف روسيا هذا الموقف المتعنت مع نظام بشار الأسد إضافة إلى أمور أخرى تصارع بها ضد الغرب.
مواقف روسيا من الثورات خاصة سورية :
لا شك بان موقف روسيا من الثورة السورية والثورات العربية موقف ملتبس وغير واضح الطرح بعيدا عن المنطقية ،فالمشكلة عميقة بين روسيا والثورات الديمقراطية منذ ثورة ربيع بوخارست عام 1956 عندما قمع الاتحاد السوفيتي هذه الثورة بواسطة الدبابات والأسلحة الثقيلة التي استخدمت لقمع الشعب الهنغاري خوفا من امتداد لهيب الثورة إلى عواصم أخرى من دول حلف وارسو،لكن التجربة تكررت في براغ عام 1986 في تشيكوسلوفاكيا،حيث تم قمع الانتفاضة بطريقة وحشية وقمعية بواسطة قوات عسكرية خاصة من دول حلف وارسو،فكان الانتقام شديد ،مما ترك اثأرا سلبية في نفوس الشعب البوهيمي والشعوب الأخرى من الذين تم قمعهم من قبل دولة كانت تدعي بحرية الشعوب وتقرير مصيرهم ،بالوقت الذي نشب ربيع براغ مع ربيع باريس في العام 1968 والذي سميي هذا الربيع بثورة الشباب التي غيرت مجرى الحياة الفرنسية والذي أدى إلى تغير الجمهورية الرابعة وبناء الجمهورية الخامسة الذي لعب فيها الشباب دورا طليعيا في عملية التغير ، فروسيا وريثة الاتحاد السوفيتي لم يختلف توجهاتها كثيرا في التعامل مع الثورات الأخرى التي نشبت في خلفيتها السياسية والاقتصادية ،منذ العام 1989 وثورات دول الاتحاد السوفيتي إلى دول البلقان ومن ثم العراق ويوغسلافيا وليبيا وأوكرانيا وجورجيا وحاليا سورية ،التي خسرتهم جميعا بسبب الخوف وعدم التعامل الواضع مع التغيرات التي تعصف فيها ،بالرغم من ان روسيا هي التي انقلبت على الاتحاد السوفيتي من خلال ثورة شعبية أنتجت من خلالها دولة روسيا الاتحادية، وأعطت هي دول الاتحاد السابق، الاستقلال السياسي والاقتصادي ،لكن الخوف والالتباس في الموقف الروسي يبقي السياسة الروسية غامضة وغير محبة من الشعب الأخرى ،وبالتالي يتم تعرض المصالح الروسية في المنطقة لخطر وإقصاء روسيا عن موقعها ودورها في دول الثورات وخاصة العربية كليبيا وسورية التي أضحت روسيا عدوا لدودا لشعوبها وتحق إعلامها يوميا في ساحة الحراك الشعبي ،بسبب موت الشعوب اليومية من خلال التواطؤ الروسي مع هذه الأنظمة التي تقتل شعوبها بالسلاح الروسي الفتاك الذي يتم دفع ثمنه من مال هذه الشعب التي تقتل به.
القيادة الروسية و الثورات العربي:
فإذا كانت القيادة الروسية السياسية والدبلوماسية تصارع من اجل مصالح روسيا الاقتصادية والمادية من خلال مواقف سياسية تسجل على روسيا وسياسيتها ،لكن الغاية تبرر الوسيلة ،فالروس يخوضون معركة قوية جدا ضد الأمريكان والغرب ،وسورية هي إحدى حقولها الميدانية إضافة إلى مناطق أخرى لا تقل أهمية عن سورية ،فالغرب يقود معركة مزدوجة ضد روسيا :
1-محاولة إبعادها من الشرق الأوسط يحاول إبعادها عن المنطق وقرصنة مصالحها الاقتصادية والتي تعتبر موارد أساسية لها كتجارة السلاح وتنقيب النفط والغاز ،فكان العراق وثم ليبيا التي تعتبر روسيا بأنها أخطأت وصدقت كلام الغرب من خلال تصريها لهم بتغير النظام الليبي وفيما بعد تم التنكر لمصالح روسيا التي كانت ليبيا سوقا كبيرا للسلاح الروسي والخبراء العسكريين والتقنيين والتنقيب عن النفط كما كان الوضع في العراق ،واليوم سورية لذلك روسيا تقول ولا تريد تكرر السيناريو الليبي في سورية بالوقت الذي يعتبر الدور الروسي في سورية جدا ضعيف.
2- محاصرة روسيا عسكريا من خلال نشر درع صاروخي في أوروبا والتي استقبلت تركيا جزاء منه وبالتالي روسيا تعتبر بان هذه الأنظمة العسكرية الصاروخية مباشرة ضد روسيا وليس ضد الدول الدكتاتورية التي تبرر أمريكا سبب نشرها للأسلحة.
3- الخوف الروسي من استخدام الثورات العربية من اجل نقلها الى روسيا ونشرها في المناطق الإسلامية التي لا تزال النار فيها تحت النار.
4- الخوف الروسي من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرت حركة طلبان مجددا على أفغانستان،ونقل المعركة إلى دول إسلامية خاصة بروسيا وبالتالي تتحول المعركة مع روسيا مباشرة ضد الحركات الإسلامية المتطرفة وتكون نجحت أمريكا بالخروج من المآزق الأفغاني ونقل المعركة إلى روسيا التي تقوم روسيا بهجمة عنيفة ضد الأصولية الإسلامية المتطرفة الممثلة بحركة القاعدة.
5-الحالة الاقتصادية الداخلية الروسية التي قد تكون شرارة الثورة الجديدة في روسيا وتنمية فكرة الربيع الروسي تغير النظام الحالي،وبظل هذه الأوضاع الصعبة التي تفرض نفسها على روسيا وقادتها ،أدت بطرح اسم الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين في مقدمة المرشحين للرئاسة القادمة.
فاذا كان الموقف الروسي الرسمي يكمن بالخوف من نقل بذور هذه الثورات إلى الدول العربية ،لكن الموقف الداخلي يختلف بين مؤيد ومعارض بين السياسيين والأحزاب والإعلاميين والدبلوماسيين،
فالاختلاف واضح جدا في التعاطي مع حركة الثورات العربية والتعاطي معها داخليا وخارجيا ،في المشهد الأولى والذي نره واضحا في خطابات الرئيس ميديفيديف نفسه وتناقضاته الملتبسة في تصريحاته،إضافة إلى الاختلاف الواضح بين وجهة نظر الخارجية سرغي لافروف،ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل مرغيلوف في التعاطي مع الثورات العربية من خلال تصريحاته التي يطالب فيها مثلا الرئيس الأسد بتنفيذ الإصلاحات سريعا ،من خلال لقاءه مع الوفود المعارضة التي يستقبلها مرغيلف نفسه بعيدا عن استقبالات الخارجية الروسية .
إضافة إلى الخلاف بين الإعلام المرئي والمكتوب ،فالمرئي كان يتجاهل الثورات العربية ،ويحاول تشويه الثورات من خلال ترجمة خطاب الأنظمة العربية ونشرها على الشعب الروسي ،بالإضافة إلى الهجمة العلنية على الحركات الإسلامية التي تقود الثورات العربية ،والتي كان وراء هذا الخطاب هو المنظرين الصهاينة الذين استخدم الاعتراض الروسي والتباسه في موقف ضد الإسلام الذي يحاول تغير الخارطة الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط والتي تشكل خطرا على إسرائيل وعلى أمنها القومي في وسط أسيا،فالمعارضة الروسية التي تعارض نظام روسيا الحالي أضحت لانتقال رياح الثورات العربية إلى روسيا والعمل على الإطاحة بهذا النظام.
لكن هناك معلومات هامة تعرضها المعارضة السورية والتي تقوم على:"كون المخابرات السورية تقوم بدفع مبالغ كبيرة وكثيرة لأشخاص ذو تأثير كبير على السياسة الروسية وقيادتها السياسية من "مخابرات وسياسيين روس يمتلكون صدقات قديمة مع النظام السوري الحالي من اجل استخدامهم بالضغوط على الساسة الروس ،من اجل تروج لبقاء النظام الحالي،ولإقناع الروس به ، والاستمرار بدعم النظام السوري . إضافة للضغط الإسرائيلي الذي يقوم به شخصيا رئيس الوزراء الصهيوني بنيمين نتانياهو ،على القيادة الروسية بسبب الفوضى القادمة التي سوف تحدثها التغيرات الجديدة للثورات العربية التي سينعكس مدها القريب على دولة إسرائيلي وشعبها المعرض للخطر من سيطرت الإسلاميين المتطرفين على هذه الأنظمة العربية الجديدة ،فالتالي وجود النظام السوري الحالي هو ضمان امني واستراتجي لأمن الدولة العبرية التي تلتزم بها موسكو .
المعارضة والنظام السوري ضيوف الكريملين :
لم يكن كلام المبعوث الروسي للشرق الاوسط مخائيل مارغيلوف مجرد زلت لسان ،اثناء لقاءه وفد معارضة الداخل السوري الذي ارسله النظام الممثل باعضاء الجبهة الوطنية القومية التي يراسها حزب البعث السوري ،مرغيلف الذي طالب النظام بالجلوس على طاولة الحوار الوطني التي تعمل روسيا على انجاحها، والتي دعت اليها وفد المعارضة في الداخل وتم توجيه دعوة لللمجلس الانتقالي السوري لاستضافتها .مرغيلف الذي يوقل بصراحة على النظام السوري الجلوس الفوري مع المعارضة الحقيقية وليس المعارضة التي يشكلها او يختارها النظام بنفسه وحسب مزاجه ،وهذا يعني بان المعارضة الاخيرة التي جئت الى موسكو ماهي الا صورة جديدة للنظام السوري الحالي الذي يحاول اللعب على مفهوم المعارضة والخلاف بين الداخل والخارج ،وبمعارضة شريفة واخرى عملية.
لقد ذهب وفد المعارضة السوريةالى روسيا بتاريخ25 حزيران "يونيو "2011 برئاسة رضوان زيادة منسق المكتب الخارجي للمجلس الانتقالي السوري،فالوفد الذي جاء لتلبية دعوة موسكو الرسمية عرض مواقفه مع المبعوث الروسي للشرق الاوسط السيناتور مارغيلوف وكانت جلسة تعارف بين الطرفين على مواقفهم ،بظل تصاعد الاوضاع في سورية بطاريقة عنفية من قبل النظام وقمعه البشع للمتظاهريين السلمين ،لكن موسكو اضحت متمسكة اكثر بالنظام الحالي وتشكل له مظلة دولية لمتابعة اجرامه وبظل الضغوط الكبيرة التي اضحت تحاصر نظام الاسد حاولت موسكو مجددا فتح تغرة في جدار النظام السوري المتغطرس من اجل انقاضه من مآزقه الخارق فيه،فحاولة ارسال وفد الى سورية يتضمن مهلة للنظام لتطبيق وعوده الاصلاحية ،وبالوقت نفسه دعت موسكو مجددا المعارضة السورية لتلبية زيارتها في موسكو من اجل بحث فتح حوار بين السلطة والمعارضة ،لقد لبت المعارضة في موسكو مجدد بتاريخ 8 ايلول سبتمبر2011 من خلال وفد سوري معارض برئاسة دعمار القربي عضو المجلس الانتقالي السوري رئيس الهيئة الوطنية السورية لحقوق الإنسان ،فكان اللقاء ودي بين الطرفين ، وتم شارح امور كثيرة، ولمخاوف الطرفين ،دون الالتزام منهما باي التزامات امام الطرف الاخر، وبعدها ارسلت موسكو بطلب وفد الدولة الرسمي الذي جاء الى موسكو بتاريخ 10 ايلول" سبتمبر" 2011 برئاسة بثينة شعبان مستشارة الاسد السياسية والاعلامية ،ولكن الروسي كانوا منزعجين جدا من طرح ونقاش مندوب السلطة الديماغوجي اثناء محاضرة لها في معهد العلاقات الدبلوماسية الروسية في موسكو تحت عنوان" بثينة شعبان : كلما اصلحنا.. كلما زادوا الضغوط علينا وشنوا عمليات ارهابية..! ،والذي عبر عنه مارغيلوف اثناء زيارته الى بيروت بتاريخ في 12 ايلول من العام نفسه والذي قال :" بان تصريح السيدة شعبان في موسكو ذكرتنا بمحاضرة من ايام الاتحاد السوفيتي السابق".
د.خالد ممدوح العزي .
كاتب صحافي وباحث في الشؤون الروسية ودول الكومنولث.
Dr_izzi2007@hotmail.com
يتبع في الجزاء الثاني