الجمعة، 13 مايو 2011

الخبز والحرية مطلبا تحركات ثورة ربيع سوريا ...!!!

الخبز والحرية مطلبا تحركات ثورة ربيع سوريا ...!!!

شهرين على بدء الانتفاضة الشعبية السورية ،منظر سريالية يسيطر على الحياة العامة،دبابات تحصر المدن،قصف إحياء من الأسلحة الثقيلة، الجيش يقتحم الحياء السكنية صورة العسكر تطغى على المشهد ،قتل شاب وأطفال ونساء،اعتقال لشرائح واسعة من الشعب السوري وزجهم في الملاعب،يقابله مظاهرات واحتجاجات تخرج في الشوارع رافعة شعارات ضد النظام،والرئيس نفسه بعدما كانت مغيبة في بداية التظاهرات الأولية .
لم يستطيع النظام السوري طول  فترة الشهرين من كبح وردع المحتجين بالرغم من التنكيل والبطش والقتل والاعتقال الذي مارسه النظام من خلال استخدامه للأجهزة الأمنية وجزه للجيش بوحه الحركة الاحتجاجية المطلبية التي كانت تطالب بالخبز والحرية التي عجز النظام الأمني إن يمنحها للشعب طوال مدة الحكم الذي بسط ظله على الأرض والشعب...
هذا "رامي مخلوف" يصرح بأنهم يقاتلوا"جماعة النظام " حتى النهاية ويضع خيارات للشعب والعالم بأنهم إمام خيارين أو الفوضى التي تعم المنطقة وتمتد شرارتها إلى زعزعة امن إسرائيل الذي نعم بالأمن طيلة حكم نظام عائلة الأسد وحزب البعث العربي الاشتراكي ،لان النظام السوري منذ البداية كان يعتبر معركته الأساسية في سورية هي السيطرة على مفاصل الحياة السورية العامة وليس الحرب مع إسرائيل .
هذه بوثنيه شعبان مستشار الرئيس الأسد السياسي تطل على العالم من خلال تصريح لها في جريدة "النيورك تيمز " بان النظام السوري قد تخطى الأزمة وإنها أصبحت وراء ظهره، هذا الحديث يأتي بعد الشعور بان الغرب لايزال يهادن النظام السوري ،بسبب السكوت الفعلي على جرائم النظام والبطش والتنكيل الذي يمارسه النظام بحق الشعب السوري .
النظام لايزال يناور ويراوغ في التعاطي مع ألازمه السورية المستجدة ،بسبب شعوره الماس بالحاجة الدولية له نظرا لما يملك من أوراق ثمينة يستطيع إن يناور بها أمام العالم.
لا شك بأن الأوضاع العربية تعاني من مشاكل شتى بسبب الغليان التي تشتعل به المنطقة من خلال تفجر الثورة المختلفة في العديد من الدول والتي تحولت معظمها إلى صراع مسلح عسكري"اليمن ليبيا سورية ".
لقد أراد النظام السوري منذ اليوم الأول لبدء الاحتجاجات الشعبية السورية، إلى عسكرتها لكي يتسنى له قمعها بسهولة وبموافقة ومباركة دولية"من خلال صبغها بصفات إرهابية ".
لان الحسم الأمني والعسكري للانتفاضة السورية،هما  الأفضل له في الإطباق على حركة الشارع وتقيدها  والسيطرة عليها، كما هو الحال مع حليف النظام السوري، وفلذة كبده النظام الليبي ورفيقه في الإجرام والبطش ضد حرية الشعبين الليبي والسوري،لذا عمد النظام السوري على وصف المحتجين والمتظاهرين منذ اليوم الأول بأنهم :"مخربين،مأجورين، إخوان مسلمين  سلفيين تكفيريين"، متهربا من وصفهم الحقيقي بأنهم متظاهرين ثائرين على الأوضاع والحياة المعيشية التي يمارسها النظام من خلال الاهتمام بمطلبهم المحقة ،"الخبز والأمن ".
المطلب الحقيقي للشعب السوري هو الحرية والعدالة الاجتماعية،  التي اقر يهما الرئيس بشار الأسد،ولم يمانع بالبدء بإصلاحات مطلبيه فورية ، ترتقي بها الحالة السورية الحالية إلى مستوى الدول الراقية  .
المشكلة لا تكمن  بشخص الرئيس "بشار الأسد"، وليست الحالة مع  شخص الرئيس لكن المشكلة مع نظام بشار الأسد الذي لا يريد تنفيذ إصلاحات جذرية وحقيقية ، تنقض البلاد من التدهور نحو الفوضى الذي يهدد به "رامي مخلوف"رجل المال العام ومالك سورية الحقيقي، لقد سارع  النظام بالبدء بتنفيذ إصلاحات وهمية  في البلاد، عندما بداية الانتفاضة الشعبية كي يمتص نقمة المتظاهرين والمحتجين من اجل الالتفاف على مطالبهم وتحركاتهم المطلبية .
لكن عندما ارتفاع صوت المتظاهرين عاليا، واتسعت رقعة المظاهرات  في إنحاء المدن والقرى السورية، خاف النظام من هذا الحراك الشعبي الجدي الذي بدء يتسع أسبوعا تلو الأسبوع،من خلال تسمية أسماء الأسابيع، لذا استخدم النظام  الرصاص الحي لقتل المتظاهرين منذ اليوم الأول للحراك، لقد عمد إلى أخفى صوت التظاهر،من خلال القتل المتعمد للمتظاهرين،هذه الحالة  التي شكلت له حرجا وخوفا غريب على المسرح الداخلي والعالمي ، جز بالجيش في حصار المدن واقتحامها،فكانت درعا المدينة الأولى في إستراتيجية النظام وأجهزته الأمنية، بالرغم من الحصار والقتل والتنكيل والبطش التي اعتمدها النظام في حربه الجديدة مع السكان،سياسة جديدة في التجويع والإذلال ،"الاعتقال الجماعي ،منع الحليب والأدوية،قطع الماء والكهرباء حتى اللجنة الدولية التابعة لحقوق الإنسان لم يسمح لها بالدخول إلى درعا المحاصرة .
تجربة عسكرية ناجحة للنظام في قمع مدينة درعا ،لقد تم  ادخل الدبابات والأسلحة الثقيلة إلى" سهل حوران" المتاخم للحدود مع  الدولة الصهيونية والتي تمنع نص اتفاق الهدنة المعمول به منذ العام 1973 على عدم ادخل أية أنواع من الأسلحة التي يجب  تحديد نوع السلاح في منطقة "سهل حوران"،توطئ إسرائيل علني مع النظام السوري في قتل شعبه وقمعه . .
إمام هذا السكوت الدولي والعربي لما حصل في درعا من حصار ومهاجمتها بالدبابات،وضربها بالأسلحة الثقيلة ،شجعت القوة العسكرية السورية المفرطة  باستخدامها في مناطق ومدن سورية أخرى ،"كبانياس ،المعضمية ،طافس ،جاسم،حمص وحي باب عمر الخ... لاعتبر بان الحل الأمني بشكل عام هو الحل للمشكلة .
لقد اعتبرت النخبة  السورية المسؤولية في النظام  بان خيار الحل الأمني والعسكري يمكنها أستخدمه في حربها مع المتظاهرين تحت حجة محاربة الإمارات السلفية المعلنة في المدن والانقضاض عليها ، بذلك يمكن إلا طباق على مناطق الحراك السوري النشطة ومعاقبتهم من خلال عمليات الاعتقال الكاملة للشباب المشاركين في عملية الاحتجاج،وكذلك النشطاء الحقوقيين وقيادات الاحتجاج الشبابية ،في محاولة لقمع صوت  باقي الحراك في المدن الكبرى ،لان القيادة الأمنية مرعوبة جدا من تمدد شرارة الثورة إلى كافة المناطق .
لقد نجحت العقلية الأمنية في النظام السوري في فرض حلها الأمني على الدولة والنظام من خلال حربها على المدن السورية والسكان  عن طريق  الهجمات اليومية المحكمة في القبض على العشرات من الشباب الثائر والمحتج
لكن النظام لم يستطيع إخماد نار الانتفاضة وإسكات الشارع السوري، من خلال التنكيل والبطش والقتل والاعتقال الذي يمارس بحق الشعب السوري المناضل .
لم يفح الإعلام السوري والناطقين باسم النظام إن يقنعوا العالم والشعوب العربية والعالمية بممارستهم القمعية من خلال الفبركة والتزييف للحقائق الذي يبثها النظام ،لأحقية حربه المشروعة على الإرهاب،و الذي يشنها ضد  شعبه ،ارتفعت الأصوات  الدولية المعبرة عن مدى الاستياء والتململ الذي أضق بهما صدر العالم الحر من تصرفات النظام السوري،  والذي عبرا عنه الرئيس التركي "الرجب طيب اردغان" ،بأنه غير مسموح بمجازر جديدة في سورية كما كنت حلبجة في العراق وحمص وحماة في سورية الأسد الأب ،والممثلة الأوربية للشؤون السياسية " كاثرين اشتون" الذي حاولت تشديد العقوبات على سورية وإضافة أسماء جديدة على اللائحة الأوروبية للعقوبات ،والموقف البريطاني الذي حاول استصدار موقف جديد من مجلس الأمن،وحرمان سورية من المتمثل بمجلس حقوق الإنسان التي حاولت جهدا للدخول إلى المجلس،إضافة إلى مواقف دولية أخرى وجمعيات حقوقية بدء  يرتفع صوتها رويدا رويدا.
أمام هذه الصورة الإجرامية التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه الأعزل من السلاح،والتي لم يفلح النظام بجر الشعب إلى المواجه العسكرية معه  ،،، وأمام الضغوط الكبيرة التي بات النظام السوري ورجاله الآمنين يتعرضون لها ،والتي كانت أولها العقوبات الأوروبية بحق 13 شخصية سورية رفيعة  ،وبظل تقرير "دانيال بلمار" المعدل بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي لم يخرج النظام السوري من فك المحكمة الدولية،تحاول الحكومة السورية بالالتفاف على كل هذه القيود التي باتت تحاك على رقبة النظام السوري من خلا تشكيل لجنة قانونية من اجل الإعداد لقانون انتخابات يقوم بدرس الحالة الانتخابية في الدولة السورية . و تكيف السيد بوثنية شعبان بفتح قناة الحوار مع المعارضة السورية"المعارضة المعتدلة" .
سؤال يطرح نفسه بقوة أمام حالة النظام السوري، مع من التفاوض،ومن يضع القانون الانتخابي.
إذا كانت الدولة السورية لا تقر بالمعارضة ووجودها ، وتصف المحتجين بأنهم سلفيين وتكفرين، ولا تقر بمطالبهم المحقة وتبرر قمعها لهم بأنها تحاول منع إقامة إمارة سلفية ،وتحارب تمددهم من خلال استخدام  الدبابات التي تحتل المدن السورية العريقة بأصلتها ونضالها وتاريخا الوطني،مع من تتحاور السيدة شعبان، وهناك الآلف من الشعب السوري أضحوا من نزلاء السجون ومراكز الاعتقالات،من الذي يسن قانون الانتخابات الجديد في سورية،ومن سوف يناقشه، كما يقال المثل العربي "الخيط يفصل القميص الذي يناسب جسمه"
هذا النظام لا يستطيع أن ينفذ إصلاحات جذرية في المجتمع السوري،لان الإصلاحات تتطلب في بداء الأمر "حرية وخبز " وهذان الأمران بالأصل مفقودان.  
الرئيس بشار لا يستطيع أن يدخل بإصلاحات جدية وجذرية ،من خلال رفع حالة الطوارئ وقانون حرية الأحزاب والإعلام وحل حزب البعث وإقصاءه عن السلطة،وإضعاف أجهزة الأمن الذي يبلغ تهددها 15 جهاز تقبض على رقبة سورية وشعبها ،لان الرئيس بشار الأسد التي استلم السلطة في سورية لم تكن شرعية من خلال انتخابات شعبية تبدي رأيها الكامل بسلطته... لان الدخول في انتخابات شعبية سوف تسقط الرئيس الأسد وحزبه .
التغير الفعلي في سورية يأتي من خلال انتخابات حرة ونزيهة تسمح للجميع في المشاركة الحقيقية للوصول إلى سدة الرئاسة ،طبعا هذا غير ممكن مع نظام البعث الذي يسيطر على الدولة السورية، لذا لا مفر من تغير جذري يقوم به الرئيس بشار الأسد من خلال إعلانه لرزمة حلول إصلاحية جذرية في سورية تتناسب مع الوضع الحالي والتغير العام في الوطن العربي .
 هذه الإصلاحات التي يطرحها الرئيس الأسد في ظل الظروف التي تعصف بسورية ،والتي يمكنها أن تنقض سورية الدولة ،الشعب والتاريخ، من  شفير الهاوية التي تقف عليها البلاد  ،أو نفير  حرب داخلية تفعل بالبلاد ما تفعله .
لان الانتخابات الحرة التي تنقض سورية من كل الإخطار والمؤامرات التي تتعرض لها،وتحاك ضدها ،قد لا يكون للرئيس الأسد فيها إي موقع رئاسي ،لكنه سوف يكون له موقع تابت بالتاريخ السوري الحديث الذي سوف يتذكره بكل فخر كرئيس سابق للدولة السورية ،و الأب الروحي للإصلاحات المعاصرة ،ومنقذ سورية من كل المخاطر التي قد تحاول أن تعصف بها .
ما اكبر هذه الصفات  التي يمكن للرئيس الأسد إن يتمتع بها في سورية الجديدة والحديثة ،وما أحوجنا نحن العرب إلى صفت الرمز التي  يغيب عنه القائد الفعلي  .
بالطبع هذه الحلول إلا صلاحية لا تعجب المستفيدين والشبيحة في النظام الحالي ،هذه القوى التي تستفيد من وجود السلطة بهيكلتها  المترهلة العاجزة عن تنفيذ أية إصلاحات بظل وضع النظام الحالي .
لقد هرم النظام السوري وعجز عن إعادة تأهيل نفسه ومؤسساته، وأصبحت سورية شركة خاصة للمستفيدين وللمفسدين،ووقوع  الشعب السوري مابين سندان الأجهزة الأمنية ،ومطرقة الفقر والقهر اللذان يتحكمان بحياة الشعب .
لن يستطيع النظام الأمن من كبح طموح الشعب السوري المنتفض والمحتج، والمطعتش للخبز والحرية، لان للحرية في بلاد الاستبداد ثمن غالي ،الدم النقي والطاهر الذي ينزف  يوميا من أبناء الشعب السوري "أطفال  ونساء ،وشباب بربيع العمر "، هذه الورود الحمراء ورود الجنائن إلتي يقطف ثمارها الجلاد السوري من اجل البقاء على العرش متربعا متربصا بشعب سورية وأموالها وحريتها .
لكن هذه الدماء الذكية التي سالت على تراب الوطن السوري لن تذهب رخيصة وتبقي الوضع  كما كان عليه قبل 15 آذار "مارس " الماضي ، هذه الدماء التي سالت أصبحت محرك الثورة المستمر،التي أضحت بدورها الفزاعه بوجه الجلاد ،لن يستطيع النظام بحربه الضروس هذه إن يعيد عقارب الساعة إلى العام 1982 عندما ارتكب مجاز "حماة وحمص" وعزلهما عن المحيط .
لقد استطاع عزل المدن بعضها عن البعض في السابق ليتفرد بحماة  ،لكن اليوم تغير في درعا وحمص وبانيا س وكل المناطق المحاصرة ،لان المركز ليس بعيدا عنهم،والمدن تهب لنصرتهم  وهذا ما سوف نرها في تظاهرات الجمعة القادمة التي تمت الدعوة لها .
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي ومحلل سياسي
Dr_izzi2007@hotmail.com

روسيا و ملف إيران النووي في ظل الخلافات الإيرانية – الأميركية

روسيا و ملف إيران النووي
في ظل الخلافات الإيرانية – الأميركية
د. خالدممدوح العزي ألعزي - روسيا
بعد التصريح الشهير عام 2007 م. لوزير الخارجية الفرنسي كوشنير "على العالم انتظار حرب مع إيران لامحال منها" و بعد التهديدات الأميركية المستمرة باتجاه إيران المختلف عن سابقاتها،من خلال الجزرة والعصا، و في ظل ترتيب الوضع العراقي من قبل الإدارة الأميركية ،والذي أشار إليها الرئيس اوباما بان الانسحاب سينتهي في آب من العام القادم ، جاءت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران أشخاص وشركات للحرس الثوري الإيراني، وأيدتها كل من روسيا والصين إلى حل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية،لكن روسيا تغيرت تدرجيا من الموقف الحامي للملف النووي إلى المؤيد للعقوبات المختلفة خاصة بعد العرض الدولي الذي قدم الى إيران:" تبديل الوقود النووي بآخر مخصب وموضب تحت الإشراف ، الروسي والفرنسي ". وهذا العرض المقدم هو بالأصل عرض روسي لإيران بما يخص الوقود النووي، الذي لم يأتي هذا العرض من فراغ ،والذي رفضته إيران،والتي لاتزال إيران تناور بقبوله، ولهذا السبب دفع البعض في موسكو إلى التساؤل عما اذا كانت موسكو قررت تجميد الأجندة الزمنية لتشغيل المحطة أو الانتظار لما ستسفر عنه التطورات السياسية وربما العسكرية في المنطقة، خصوصاً حول إيران. بعدما بدأت تتصرف مع المجموعة الدولية بانها هي صاحبت العرض الزمني وعليهم التفكير بعرضها المقدم لهم . وعلى الرغم من ان المــسؤولين الروس يصرون على رفض هذا الربط ويحـــملون طهران مسؤولية التأخير، لكن محللين كثر يرون ان المسألتين مرتبطتان ويذهب بعضهم إلى اعتبار الخلاف المالي مجرد ذريعة لتغيير الموقف الروسي.
يأتي التصريح الأخير لروسيا:" القائل بان روسيا سوف تنهي موضع تسليم المفاعل في نهاية السنة القادمة"،أما من ناحية ثانية يتزامن عرضها ،هذا مع خطاب وزير الخارجية الروسية :"سرغي لافروف القائل بان على إيران إن تحسم قرارها بشأن موضوعها النووي لان العالم لم يعد يحتمال الانتظار ". وكذلك عدم استقبال المفاوض النووي سعيد جليلي في موسكو، لان روسيا أضحت على علم كامل بان إيران منورا ممتاز، ومن هنا يأتي الانذار الروسي لايران بان عليها الموافقة لانها لم تعد تستطيع فرض الغطاء ،أو الاستقواء بها بسبب الرغبة الدولية بإنهاء هذا الملف. ومن ناحية أخرى هذه إشارة واضحة من جانب روسيا للغرب بانها موافقة على فرض عقوبات اقتصادية فقط حتى لو لم تصوت عليها نظرا للعديد من الاعتبارات ،ولكن ستعمل على الالتزام بها. من المعروف ان تعاون موسكو وطهران في مشروع "بوشهر" الذي مر بمنعطفات خلافية كثيرة منذ بدأ الخبراء الروس العمل على إعادة تشيد المحطة في العام 1995، وكانت مسألة الوقود النووي إحدى ابرز المشكلات التي أسفرت عن تعليق إعمال البناء لفترة طويلة حتى وقع الطرفان برتوكولاً إضافياً يلزم الإيرانيين بإعادة الوقود المستخدم إلى روسيا بعد الانتهاء من تشغيله،فبحسب الاتفاق الروسي – الإيراني، تبدأ موسكو تزويد المحطة بالوقود النووي قبل ستة أشهر من حلول موعد الإطلاق التجريبي لعملها،. لكن الخلاف انتقل من خلاف فني إلى تبادل للاتهامات وتهديد بوقف المشروع نهائياً. وعلى رغم جولات الحوار لم يطرأ أي تغيير على مواقف الطرفين المبدئية، فالجانب الروسي ما زال يعتقد بأن التأخير في أعمال البناء سينعكس أوتوماتيكياً على مواعيد تشغيل المحطة، ما يعني تأجيل تشغيل المحطة الى اجل غير مسمى. فإذا كانت أميركا ترفض امتلاك إيران للقنبلة النووية فهذا لا يعني ان روسيا تستطيع إن تحمي إيران والانجرار في حرب ضد أمريكا من اجل القنبلة الإيرانية التي تحول إيران استعمال روسيا في حربها ضد أمريكا، فعدم الاستجابة الإيرانية للعروضات،الروسية بقيت بحد ذاتها في السياسة الإيرانية الباردة، لاعتبارات إيرانية خاصة ترفض الوقوع في الفلك الروسي كليا لان إيران تناور مع أمريكا ومصحتها معها في الاعتراف بدورها وقوتها الإقليمية ، لروسية أماكن جيو-سياسية أخرى من اجل التجاذب مع أمريكا عليها " الدرع الصاروخية في أوروبا وعلى حدودها، وقضية إقليم كوسوفو وتوسيع الناتو في أوكرانيا وجورجيا، تعتبر هذه القضايا أهم بكثير من إيران ومشكلة ملفها النووي .
- روسيا التي لا تريد الاختلاف مع العالم الإسلامي والعربي خاصة وفي الوقت ذاته غير راضية عن السياسة الأمريكية وتعاملها مع العالم كله، بأحاديتها الخاصة .
-روسيا لا تريد الانجرار إلى حرب باردة جديدة تدخل العالم بها من جديد، فالمثل الروسي القائل "كل شيء جيد بالنسبة لأمريكا هو غير جيد لروسيا" بالرغم من الروائح القادمة من البوابة الأميركية لهذا السباق .
-روسيا التي لا تحبذ ملوك إيران القنبلة النووية،مراعاة لأصدقائها في الأمم المتحدة في أوروبا وأمريكا .
روسيا لا تريد الدخول في حرب ضد أمريكا ودول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ، بحرب ليست حربها بالأصل ا.-
روسيا لا تحبذ إن تدب الفوضى على الجانب الجنوبي لحدودها الإقليمية مع الجمهوريات الإسلامية التي تعتبرها مركز نفوذها التاريخي .
- إما الدبلوماسية الإيرانية التي تعمل على المناورة والمراوغة في قضم الوقت المتاح لها " مابين الهامش الموجود في الفضاء الروسي والأمريكي"، وتقوم بدورها بإدارة المعركة بطريقة دبلوماسية جيدة ، مستغلة، العلاقة الفاترة بين القطبين.
 -إيران التي لا تريد الانضواء تحث العباءة الروسية والاستناد عليها كاملة، وهذا ما لا يخول روسيا بفرض الشروط عليها أو إلزامها بشيء، وهذا الهامش الذي يخول ايران بفتح قنوات التفاوض والاتصال مع واشنطن عندما يكون الوضع اصبح مناسب لها ، من خلال صفقة عقد تعقد مع الأمريكي يحقق الإيراني فيها مكاسب سياسية واقتصادية .
ففي كل الأحوال يبقى الموقف الروسي واضح من السلاح النووي الإيراني، ففي حال تعرضت إيران لضربة عسكرية بالطبع روسيا لن تكون مؤيدة لها،وغير راضية بها،ولكنها نامت قريرة ومرتاحة الضمير أمام العالم عامة و إيران خاصة، وفعلت ما بوسعها لأنقاض الموقف، ولكن إيران لم تستجب لها بسب تعنتها .
فالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم ان أمريكا على قوب قوسين من الحكم على السياسة الإيرانية أو إعطاءها دور إقليمي (وهذا يعني إن إيران قد تكون وصلت فعليا إلى ما هي تريده من مغازلة أمريكا طوال هذه الفترة الماضية) ،أو الدخول في حرب ضدها فيما بعد يحددها سيناريو المواجهة.
صحيح إن إيران، وفقاً للعديد من المعلومات تستشعر الخطر أكثر من أي وقت مضى، فالصحيح أيضاً هو إن إيران "تراهن" على "استحالة" إقدام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على المواجهة معها، لأنها تراهن على ألا تضيف أميركا إلى جبهاتها المفتوحة في المنطقة جبهة جديدة معها. وتراهن مع تزايد الاعتراض داخل أميركا على الحرب في العراق، على إمكان "النفاذ" من "خرم الشَبك".
هذا يعني أن الحرب الأمريكية هي قائمة وقادمة ولكن ماذا الذي يمنع حدوثها ،هل إن السياسة الأمريكية تنتظر إلى أخر لحظة بسبب فلسفتها البرغماتية. فالسياسة الإيرانية التي بدأت تصعد هجومها في الفترة السابقة ضد أمريكا وسياستها في المنطقة مما مكن السياسة الأمريكية بدورها طوال هذه الفترة من الاستفزاز الفعلي للسياسة الإيرانية من حشد عدة عوامل تستطيع من خلالهم النظر باتجاه إيران والتعامل مع أزمتها :
1- تجيش العالم الإسلامي والسني عامة والعالم العربي خصوصا من الهاجس الإيراني الجديد الذي يحتمي بصناعة قنبلة نووية بوجه الأكثرية السنية والعربية. طبعا كل هذه الهواجس من خلال الممارسة الإيرانية في الدول العربية وسيطرتها على مواقع عديدة في الشرق الأوسط من اجل تحسين مواقفها في المفاوضات الأميركية الإيرانية،المقبلة .
2-نجحت أمريكا فعليا بتأثير العلاقات بين روسيا وإيران وإيصال الخلاف إلى العلن، وتكون روسيا بدورها، قد تخلت عنها مفضلة عدم المواجهة مع الجميع نتيجة التعنت في المواقف الإيراني السياسي وهذا ما كانت تسعى إليه إيران في استخدام العلاقة فيما بينهما بشكل غير سليم وعدم استجابة طهران إلى عروضات موسكو بشأن حل مشكلة المفاعل وتشغيله،،،فإيران فعليا أصبحت اليوم عبئا ثقيلا على روسيا .
3- نجحت أمريكا بالضغوط على إيران من خلال الأمم المتحدة والإجماع العام داخل هيئة الأمم المتحدة على فرض حصار اقتصادي وعسكري على إيران والتي أيدته والتزمت به كل الدول بما فيهم روسيا والصين.
4-نجحت الإدارة الأمريكية على المستوى الدولي، بان تجعل إيران خطرا فعليا على الجميع من خلال ملفها النووي وتوجهاتها ورعايتها للإرهاب الدولي، ووضعت منظمة الحرس الثوري وشخصيات سياسية واقتصادية، على لائحة الإرهاب الدولي و يعني هذا إن إيران وضع بطريقة غير مباشرة كلها على اللائحة.
5- نجحت أمريكا فعليا في تجنيب إسرائيل من الدخول مباشرة على خط المواجهة مع إيران والذي يحول المعركة إلى تقوية الدور الإيراني "الإسلامي والعربي"حولها بالرغم من المسرحية التي دار عرضها على الاراضى اللبنانية في تموز عام2006 وكان إبطالها كل من إسرائيل وحزب الله، حرب عزة الأخيرة عام 2008.
6- نجحت إدارة اوباما في العمل على طرح سياسة جديدة في التعامل مع إيران من خلال استخدم الأمم المتحدة وإدخالها بالمواجهة المباشرة عبر العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على إيران .
7- تحويل المواجهة مع إيران إلى مواجهة دولية تأيدها كل الدول العالمية بما فيها روسيا والصين من خلال نفذ صبر المجتمع العالمي من إيران بسبب مراوغتها السياسية، وهروبها إلى الأمام وعدم الاستجابة للشروط الدولية من خلال الرزمة المقدمة لها .
7- ان المجتمع الدولي الذي يراهن اليوم على تغير النظام الإيراني من الداخل بسب الحالة الداخلية ، التي باتت تسيطر على إيران منذ عملية الانتخابات الرئيسية العام الماضي والانقسام الحاد داخل المجتمع الإيراني .
طبعا تعود الحالة كلها في وصول الوضع إلى ما هو عليه نتيجة الخطاء الإيراني في التحليل السياسي أو في الدراسة الجيو-سياسية للدول العالمية والى نوع الحلفاء الذي يجب الارتكاز
إليهم.
أم أمريكا التي أخذت بدورها القرار النهائي إن كان لضرب إيران أو التفاوض معها،فالطموح الإيرانية الداخلي والحب الى لعب دور عالمي يبقى الأساس ،وهذا ما بدء يظهر في تصرفات السياسة والسياسيين الإيرانيين بأنهم القوة التحرورية في العالم في مواجهة قوة الشر الممثلة بأمريكا وأوروبا .
هذه المواقف كلها اليوم مع إيران تذكرنا بالمواقف السوفياتية السابقة، في أخر أيام الإمبراطورية( الروسية السوفياتية)، عندما بدأت تتكلم فقط فوق العادة والمألوف .
فالظروف الخارجية التي أدت الى انعكاسها على السياسة الداخلية الإيرانية هي نفسها مع الروس سابقا،وهذا ما عبر عنه في النقد الموجه من قبل الرئيس السابق محمد علي خاتمي الى الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد.
لكن السياسة الإيرانية أكانت الخارجية منها أو الداخلية أصبحت على مدى خطوتين من الانهيار السريع وهذا يعود إلى إن القوة الإيرانية الخارجية والداخلية بنيت على أوهام اقتصادية بعيدة جدا عن البناء الاقتصاد السليم من عائدات النفط والغاز، فالسيطرة على العالم ليس من خلال هذا المخزون الطبيعي، فالاتحاد السوفياتي كان الأسبق في امتلاك هذه القوة ومع هذا انهار .
 - فإن أوهام قوة عسكرية غير موجودة تنعكس في سرق المخطآت العسكرية للصواريخ من روسيا أصلا أو شراء ها منها أو من كوريا الشمالية .
- وأوهام إيديولوجية أخرى كالعقيدة الإيرانية وتسويقها على الدول المجاورة وبناء الحكومات الإسلامية الثيوقراطية،(فكرة السيطرة -عقيدة ولاية الفقيه ).
 - أوهام السيطرة من خلال تحريك الطائفة الشيعية واحتلال مواقع عالمية، أو تحت شعار الصراع من اجل تحرير القدس،لأنها وضعت من اجل مطامع سياسية خاصة بها،ومن اجل دخولها في قلب القضية المركزية في الوطن العربي والإسلامي " القضية الفلسطينية" ولكن المواقف والمبادرات الأخيرة من العربية السعودية ،التي وعت جيدا الأخطار الإيرانية والنوايا السيئة لها من خلال تحسين مواقعها في المنطقة و حل مشكلها الآنية على حساب العرب والعروبة والإسلام . . .فهذا الذي بدء يظهر مؤخرا في لقاءات المسؤولين الايرانين – مع المسؤولين العرب (السعوديين ) في القمة السعودية – الإيرانية التي أنجزت تحت شعار العمل معا لعدم تسرب فتيل الفتنة الطائفية إلى المنطقة وهذه تجربة العراق – لبنان-غزة- اليمن،السودان والنووي الإيراني ....الخ
ــــــــ
*باحث إعلامي مختص بالشؤون الروسية

ثورة ربيع سورية... أقوى من نظام الأسد ودباباته الروسية ...!!!

         ثورة ربيع سورية... أقوى من نظام الأسد ودباباته الروسية ...!!!
جمعة جديدة من أيام التحدي في سورية،والتي سميت باسم "جمعة الحرائر" لنصرة النساء السوريات ،هذه الجمعة هي التي أفشلت الحل الأمني والخيار العسكري ،8 أسابيع عل بدء الانتفاضة السورية،بالرغم من الحصار الذي عمد إليه النظام في الإطباق على المدن،وإقفالها بالدبابات والقناصة الذي تمركزوا على السطوح ، لكن المسيرات الشعبية خرجت السورية .
إن خروج المتظاهرين إلى الشوارع المدن السورية بيوم الجمعة المسماة  بتاريخ 13أيار 2011 م ، مما يعني انتصار الشارع وقوة الإرادة الشعبية على كل أسليب القمع والقتل الذي انتهجه النظام وأجهزته المخابراتية.
مما لاشك به بأن النظام قد فشل فعليا، بتسويق نفسه عالميا من خلال الأهداف التي وضعها مسبقا لقمع أهداف الثورة السورية.
أن استمرار التظاهر في المدن السورية ،بالرغم من الحصار والدبابات والموت  يعني التالي :
1- لقد فشل النظام بتعويم نفسه عالميا بأنه شريك فعلا في قمع الإرهاب الدولي، من خلال الرواية الرسمية التي بثها في ضرب إمارة للسلفيين واعتقال إرهابيين، من خلال الفبركة الإعلامية،التي مارستها قنواته وأعلامه الحزبي .
 2- عدم استطاعته الإطباق الكامل على سير التظاهر، وإسكات الصوت السوري،  وفرض نفسه حالة إجبارية داخليا وخارجيا.
3- فشل المرونة الدولية التي أبدتها الدول الغربية وتحديدا أمريكا،في التعاطي مع الحالة السورية والسكوت عن ممارسات النظام .
4- الإجماع الأوروبي الكامل على فرض عقوبات دولية على القيادات السورية والتي تطلب إلى إدراج أسماء جديدة على قائمة العقوبات.
العالم كله يصف نظام بشار الأسد  بالأشرس  في قمع الشعب وسط الأنظمة التي تهزه الثورات، القمع والبطش كانت من سمات مثلت الموت الثلاثي ،"سورية ،ليبيا ،اليمن "الذين يمارسون أبشع أنواع القمع بحق الشعب المحتج والثائر،من المحافظة على الكرسي ، ففي سورية خلال 8 أسابيع   تم قتل أكثر من 1000 محتج ،وعشرات الجرحى ،وتم اعتقال أكثر من 11الف شخص.
طبعا لا نستطيع المقارنة مع الدول الأخرى بسبب استمرار الاحتجاج والقمع ،لكن إذا أخذنا مثلا بسيط إسرائيل تحتجز في سجونها حوالي 11000 ألف معتقل في معتقلاتها من الأسرى الفلسطينيين...
النظام يستبسل بقمع الانتفاضة السورية ،مستخدما كل أنواع العنف والقهر،لكي يتسنى له إخماد صوت التظاهر وينهي الانتفاضة حتى لو كانت تلوح في الأفاق حماة جديدة،حماة جديدة لا تخيفه أبدا مهما وصل عدد القتلة والمحتجزين هو دائما جاهز لتقديم رويته التي يجبر الجميع على الاقتناع بها، النظام السوري يتحدى العالم من خلال قمعه وبطشه ، إعلامه يقاتل ومثقفيه يهجمون ،وقيادته السياسية غائبة عن المشهد السياسي، صمت وسكوت للقادة ،وكأنهم وقعوا في اسر المخابرات،لم يخرج وزير الخارجية أو الداخلية أو نائب الرئيس "الدرعاوي" لإقناع الشعب السوري بما يحصل من ضرب وقمع وقتل. لم يخرج الرئيس نفسه على الأمة ليخبطها ويشرح لها ما يحدث في البلاد، وكأن البلاد يتيمة وقعت في كنف الأجهزة الأمنية تعمل بها ما تريد.
لم يعرف احد لماذا تحاصر المدن السورية وتستخدم الدبابات في قتل السكان الابرياء، وكان الحالة تركت لتفسيرات واقو يل شتى، فعلى المواطن السوري أن يفسر لنفسه ماذا يجري في البلاد والعباد.
النظام السوري يحاول إقناع العالم والشعب بفبركته الإعلامية ورواياته المختلفة  التي ينشرها على التلفزيون الرسمي والصحف الحزبية أو من خلال الناطقين الرسميين باسمه والذين سمحت لهم المخابرات بالتحدث على الفضائيات العربية والناطقة بالعربي،ليشرحوا وجهة نظر النظام ،من خلال القفز السريع  من قناة إلى أخرى.   
النظام لا يزال يكابر ويكذب على الجميع لان إطلالة السيدة شعبان غير كافية لشرح الوضع في سورية ، من خلال التوجه إلى الخارج وليس التحدث مع الشعب وكان النظام السوري حسم المعركة لصالحه،وبدء يتحدث عن مستقبل النظام السياسي الذي نجح في السيطرة على الوضع .
لكن جمعة التي خرجت إلى الشوارع السورية كانت هي الرد الفعلي على مآزق النظام السوري وفشل حلوله الأمنية ،بالرغم من الحصار العسكري المحكم للمدن السورية المحاصرة خرج الألف من رواد الشوارع برغم من القبضة الحديدة ليقول للنظام لا ،ثم لا .لان الشعب هدفه الأساسي أصبح إسقاط النظام  ،لان الشعب السوري اصبح من الغير الممكن العيش مع هذا النظام القمعي المتسلط.
8 أسابيع من المعاناة والقهر والتعذيب صمد الشعب الأعزل بوجه سياسة النظام القمعية والتعسفية من خلال التالي :
1- اتساع رقعة المظاهرات في كافة المدن والمناطق السورية.
 2- أبقى المظاهرات سلمية ،بالرغم من محاولات النظام العديدة لعسكرة التظاهرات . 3- كسر حجز الخوف، وكسر جليد الفزع عند الشعب السوري من خلال المشاركة الفعلية بالمظاهرات.
 4- التحدي القوي والجبار لقتل الذي يمارسه النظام ضد المحتجين.
5 – التنظيم السريع لنوعية المظاهرات ،من خلال مشاركة إعلامية ودعائية قوية .
6-إقناع العالم بعلية الاحتجاجات بالرغم من قوة النظام الإعلامية وتعتيمه ألقسري على الإعلام لعدم نقل الصورة الطبيعية للاحتجاجات .
بالرغم من عدم مشاركة شرائح اجتماعية عديدة في الثورة "الفانين وجزاء كبير من المثقفين الذي لا يزال ساكت عن الوضع ،إضافة إلى رضوخ الجيش الذي جز بالحرب ضد الشعب من اجل الدفاع عن النظام ،لكن الثورة مستمرة بشكل تصاعدي وبمواجهة علنية ،بالرغم من كل البطش الذي يمارسه النظام بحق المتظاهرين لم يستطيع معرفة عمل الثوار وقادتهم التي تقود الاحتجاجات.
الثورة لم تتمد إلى ربوع المدن الكبرى بعد ،"كدمشق العاصمة وحلب المركز الاقتصادي والشعبي" ،لان الشرائح الاجتماعية لاتزال تخاف على نفسها من الانضمام إلى مسيرة التغير الإجبارية التي تسود سورية بظل القمع الذي يمارسه النظام السوري،  لان هذا الانضمام لبد منه في النهاية ،لان طريق الحسم في سورية يبدو طويل ليس كما انتهت الثورة المصرية والثورة التونسية .
لان الخروج في جمعة "الحرائر"  أتبت بان النظام لا يستطيع إخماد الثورة وإسكات الثوار،بالرغم من هذه الجمعة لم  يسجل  فيها شهداء.وهنا لبد من التذكير بان السيدة بثينة شعبان أعلنت بان الرئيس بشار الأسد أعطى أوامره بعدم إطلاق النار على المتظاهرين،وهل في الأيام السابقة لم يعطي أوامر بإطلاق النار ،إذا من هو الذي يعطي امرأ للقتل في سورية بالوقت الذي لا يعرف الرئيس بهذه الأوامر،بالوقت الذي يعتبر فيه الرئيس بشار الأسد هو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة،لماذا توقف القتل اليوم بالذات ،هل تم القبض على العصابات المسلحة كما يدعي النظام ...طبعا لا لان الوضع والحالة الأمنية التي حاول النظام فرضها بقوة السلاح فشلت مما اجبر النظام بشخص السيدة شعبان بفتح حوار مع المعارضة السورية وهذه المعارضة التي حاولت إن يختارهم النظام من أشخاص معارضين سورين ،" كالؤي الحسين ،ميشال كيلو ،وعارف دالية وآخرين"،لكن جواب المعارضين للسيدة شعبان بأنهم لا يملكون قدرة على إسكات الشارع،حتى يتسنى للنظام متابعة الإصلاحات .
طبعا هؤلاء المعارضون محقون بالإجابة على طرح السيدة شعبان التي تحاول الالتفاف على المتظاهرين من خلال فتح قنوات تحاوريه غير جدية مع المعترضين لكونها تحال إجهاض الانتفاضة وأهدافها،لان الانتفاضة أتعبت النظام وأفزعته وبدأت طرح تهديد جدي لبقاء النظام الاستبدادي .
بالرغم من شدة النظام في التعامل مع المتظاهرين والذي أتبت ذلك طوال فترة الشهرين  لكن المحتجين يخرجون إلى الشوارع ويتظاهرون بقوة ويرفعون شعارات قوية كانت إصلاحات النظام ،ثم إسقاط النظام ،واليوم ارحل،دعوة صريحة للرئيس بشار بالرحيل ، هذا تطور ملفت للانتباه من خلال الشعارات المطروحة بدعوة صريحة للرئيس بالرحيل فالشعب اخذ قراره بالمواجه لإسقاط الرئيس السوري .
بالرغم من شراسة النظام مع طبيعة المظاهرات والمتظاهرين والقمع الشديد التي يتعرض له هؤلاء المشركين على عكس تظاهرات اليمن ومصر ودول أخرى ،،،لبد من إرسال التحية الفعلية لهؤلاء المشاركين برغم من كل الظروف التي تعصف بهم فالواحد منهم يقدر بهذه الظروف بألف .
من خلال هذه المظاهرة التي شارك بها الإلف من الشعب السوري، متحديا الظروف القاهرة التي فرضها النظام على الحياة العامة ،هذا يعني بان النظام بداء في العد العكسي إمام مطالب وإسرار المحتجين.
المسالة سوف تطول بالطبع في مقارعة هذا النظام وأجهزته الأمنية والقمعية،لو جاء الرد من روسيا التي تحد ربها الدول الغربية من التدخل في سورية ،فروسيا لا تحمي نظام مهدد من قبل شعبه ،والذي يطالبه بالرحيل عن السلطة ،نحن بانتظار مشاركة سورية اكبر وأكثر فعلية ،لبد من تفعيل المشاركة في المدن الكبرى التي هي بدورها سوف تكون مركز الحسم والثقل للثورة والثوار السورين .  
            د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي ومحلل سياسي
Dr_izzi2007@hotmail.com

  

الثلاثاء، 10 مايو 2011

الجزيرة ودورها في نقل أخبار ثورة ربيع سورية...!!!
قناة الجزيرة الفضائية :
 اعتبرت مجلة" فورين بوليسي الأميركية" بأن تنبؤات العديد من العرب بأن قناة الجزيرة ستساعد في اندلاع ثورة شعبية في الشرق الأوسط أصبحت حقيقة.
وأكدت المجلة أن الجزيرة لعبت دورا رئيسيا في الثورة الشعبية بتونس التي بدأت شرارتها في مدينة سيدي بوزيد، وانتهى بها الأمر كموجة عارمة تهدد بالإطاحة بالنظام المصري، وصول إلى الثورة الليبية ،واليمنية والبحرانية حتى الثورة السورية التي باتت العربية في كل هذه الثورات المنفذ الوحيد للثورة والثور على العالم الحر ،بظل القمع والبطش الذي يسلط على الناس الأبرياء لكونهم يطلبون بالحرية والديمقراطية .
ولاحظت المجلة،أنه نظرا لنفوذ الجزيرة الهائل في الشارع العربي فقد أصبحت الدكتاتوريات العربية في المنطقة مهددة بموجات احتجاجات قد تشمل الجزائر والأردن ودول أخرى، متسائلة في الوقت نفسه عن مدى إمكانية تهديد الجزيرة للسعودية.وهنا يصح القول بان قناة الجزيرة الفضائية لقد اعتمدت منذ بدء الثورات العربية التغطية من الشارع ومواكبة الجمهور الثائر كما لو انه  قناة حزب لينين الذي يقول بان الالتزام مع الشعب هو الأساس، فأين يكون الشارع الشعبي نحن نكون كمفهم الحزب الشيوعي" لحركة الشارع والحراك الشعبي. الجزيرة أضحت مع الشارع العربي من خلال التغطية الكاملة له ،لقد تميز القناة منذ البداية بأنها كانت ومازالت  مع المعارضات العربية التي يقودها الشارع،وهذا مما دفعها في العديد من الدول القمعية العربية،الاستبدادية  إلى اقفل مكاتبها،بسبب الرقابة الإعلامية المفروضة من قبل هذه السلطات الدكتاتورية.  لكن الجزيرة  اكتسبت رضا الشارع الملتهب،المنتفض والمحتج،وهذا حال الحركة الاحتجاجية الاعتراضية  في الشارع  سوري.  ولكون الجزيرة أخذت في مسارها الإخباري الوقوف إلى جانب الثور الذين يخرجون إلى الشوارع،وفتح الهواء إلى ضيف من الخارج من ضمن المعارضة السورية،وشهود الأعيان و نشطاء حركات المجتمع المدني والأهلي الذين يمنعون من التعبير في الوسائل الإعلامية السورية ، هذا الوضع بالطبع أزعج الحكومة والدولة السورية من تعطي قناة الجزيرة مع الإحداث السورية وخاصة بان قطر كدولة كانت تربطها علاقة جيدة مع محور الممانعة التي تشكل دولة أساسية فيه إلى جانب إيران ومقاومات المنطقة، قد نكون من المستغربين من الموقف القطري الذي عبر عنه من خلال الجزيرة التي ارتأت بان النظام السوري بات يواجه المشاكل وعليها الوقوف إلى جانب التغير المتمثل بالشعب كما هو الحال مع الثوار في ليبيا، وفي اليمن ، فالعتب على الجزيرة من خلال نقل المظاهرات والإحداث الصغيرة التي تدور في أحياء المدن السورية المنتفضة ،ولم تولي الاهتمام بالمظاهرات المليونية التي سيرها النظام من اجل دعم الرئيس وهنا نطرح السؤال ساذج ؟؟؟
 عندما أسد يقتل إنسان أمر طبيعي ،ولكن عندما إنسان يقتل أسد فالأمر غير طبيعي ... فالمظاهرات أمر طبيعي فالنظام السوري له القدرة من تسير مظاهرات يومية وله 40 عاما يمارس ذلك، ولكن كسر الجمود والتظاهر في سوري حدث غير طبيعي فالإعلام يتجه نحو حدث جديد وهذا الحال مع قناة  الجزيرة .

هجوم الإعلام السوري على الجزيرة الفضائية:
حاول النظام السوري التعتيم على الإحداث الجارية في القطر السوري من خلال عدم تسريب إخبار عن الجرائم التي يرتكبها النظام بحق شعبه من خلال استخدام إعلامه الكاذب والمؤدلج في فبركة الأحداث وتزيف الحقائق ،وتركيب الأفلام، لقد ضن النظام السوري بان الجزيرة الفضائية تحاول إن تغض النظر عم يجري في سورية ،لكن القناة الفضائية لم تبقى مكتوفة الأيادي إمام الإحداث السورية مما أزعج النظام في عملية التغطية للإحداث المباشرة ،معتبرا بان الجزيرة هي القناة المكلفة رسميا بملف الدولة السورية من خلال التغطية الإخبارية بشكل كبير ومكتف  للإحداث السورية ،مما دفع النظام الأمني بشن هجوم شنيع على الجزيرة، ومشيخة قطر، وأميرها.
الجزيرة التي اعتمدت التغطية الإخبارية والتفصيلية لكل الثورات العربية والتي كانت صورتها وإخبارها صدى لصوت الجماهير الثائرة في كافة الأقطار العربية، لم تستثني سورية منها،لقد وقفت الجزيرة مع المعارضة الشعبية المحتجة على أنظمتها ،وقفت مع الشعب لان الشعب أقوى وأعلى من الأنظمة ،لان الشعب باق والأنظمة إلى زوال .
الجزيرة وقعت في سباق مع التكنولوجيا التي أصبحت إيديولوجية العصر سلاح المحتجين في معركة الثورات العربية ، لان إعلام التواصل الاجتماعي "الهاتف والرسائل النصية ،الكمبيوتر والفيسبوك،التويتر واليتيوب" كانوا من محركي الشارع العام الهائج المنتفض بوجه الحكام المستبدين، لكن الشعب المنتفض والمعتصم في الساحات كانت الكاميرات التلفزيونية والمراسلين هم صده الفعلي  في نقل المشهد .إمام هذه الصورة قررت الجزيرة مواكبة الساحة ،مواكبة الشعب الذي ينتفض بوجه أخر ديكتاتوريات القرن الواحد والعشرين عاري الصدر ،وفارغ اليدين ،لذلك لم تقل قدرت المحطات الفضية أهمية عن وساءل التوصل الاجتماعي بل أفضل منهم أحيانا.
إمام هذه الأهمية العظمة التي تميزت بها الفضائيات العربية والعالمية والجزيرة في القلب منهم،في مواكبتها لتطورات الوضع السوري عمد النظام على التضييق التام ، وشن هجوم مضاد ضد الجزيرة بناء على التالي :  
1-عمل النظام السوري بكل وسائله القمعية على إقفال مكتب الجزيرة في سورية، وكان لهم ما أرادوا ،من خلال استقالة مدير المكتب في سوري الذي لم يكن له إي دور في تغطية الإحداث السورية طوال فترة الانتفاضات الشعبية بسبب الاستغناء المرحلي عن خدمات المراسلين خوفا على عملهم وحياتهم ..
2-عمد النظام إلى الضغط العلني على الموظفين السوريين العاملين في الجزيرة وفي مكتبها الأساسي في الدوحة من اجل الاستقالة.
3- خروج إعلاميين من الجزيرة حلفاء للنظام السوري عن طريق استقالات علنية،مهرجانية  تقدموا بها إلى الرأي العام من اجل إحراج الجزيرة في سياستها الإعلامية ،”كغسان بن جدو مدير مكتب لبنان، والمراسل عباس ناصر ،والمقدم السوري فيصل القاسم الذين أصبحوا أصلا عبء على الجزيرة من خلال برامجهم الخلافية،وتغطيتهم الإعلامية الغير موضوعية والمنحازة لفريق ضد آخر،فكان التخلص منه حتى بالاستقالة الشكلية  .
4- استخدام العاملين سابقا في قناة الجزيرة وتم تسريحهم لأسباب غير سياسية  خاصة بالقناة،من اجل للتشويش على الجزيرة ودورها،السياسي المشبوه ، كما كانت المقابلة مع المذيعة السورية “لونا الشبل” المطرودة من الجزيرة في برنامج سياسي على قناة الدنيا السورية.
5- شن النظام السوري حملات عنيفة على الجزيرة وتعطيها مع تغطية الأحداث  في الوسط السوري والعربي الذي لايزال مقتنع بكذب النظام،من خلال وسائله الإعلامية المختلفة ،"الإعلام المرئي والمكتوب والمسمع ،وأعلام الأصدقاء في الدول المجاورة.
بالرغم من كل شيء ،لا يزال النظام السوري بكل قواها يمارس  الضغوط الكبيرة على وسائل الإعلام  وفي القلب منها قناة الجزيرة الفضائية.
مع هذه الصورة الدرامية  الهزلية التي ينتهجها النظام السوري مع الإعلام العام  ،مع ذلك تسرب الصور إلى العالم،وتثب على الانترنيت ، وتنتشر الإخبار بسرعة، من شهود العيان والناشطون الحقوقيون الذين  أصبحوا اليوم ا قوى أكثر، وصدى صوتهم أعلى في التعبير عن ممارسة النظام السوري .
ومع هذا العرض السريع للتغطية الإعلامية  لإحداث ثورة ربيع سورية، فإننا نقف إمام تقصير إعلامي وأخلاقي كامل في مواكبة الإحداث في سورية، في تعاطي النظام الهمجي مع الحدث بشكل عام. فالإعلام هو الوحيد الذي يزعج النظام ويحرك الشارع من خلال مواكبته لما يحدث ،الإعلام كان له وما يزال التأثير الكبير في مجرى الثورات وتشجيع الشعوب على الوقوف بوجه الدكتاتوريات الحاكمة والكمبرادورية العسكرية.نتمنى على الإعلام الفضائي العربي والعالمي  أن يواكب الثورة التكنولوجية  العالمية الجديدة في متابعة الإحداث،في الدول العربية وان يرقى إلى مستوى متوازي معها .
نتمنى للجزيرة مزيدا من التغطية الإخبارية الصادقة والمحايدة لما يجري في سوريا، والذي سوف يجري للاحقا ، ويكون  لها التأثير عم يجرى من إحداث في الدول العربية وثوراتها والتحكم في الشارع العربي لكي تنال الثقة الرفيعة، من الشارع العربي وان تبقى صوت شعوب المنطقة صوت إعلامي حر، صادق ،محايد ،له المصداقية ،وله صداه في كافة دول العالم ،وان تبقى مرجعا إعلاميا عربيا لكل القنوات الإعلامية التي تستند إليها كمرجع إعلامي إخباري عربي  وهذه الحالة التي تملكها الجزيرة بان تنعكس على  العديد من مكتبها في دول عربية وعالمية، خلال القراءة الصحيحة لموقف الجزيرة المميز الذي أصبح يزعج حكام المنطق.
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي  ومحلل سياسي،خبير بالإعلام السياسي والدعاية .
Dr_izzi2007@hotmail.com