السبت، 3 نوفمبر 2012

الانتخابات الاوكرانية : المواطن ،الاحزاب ،سياسة الدول العالمية...!!!



الانتخابات الاوكرانية : المواطن ،الاحزاب ،سياسة الدول العالمية...!!!
من جديد الانتخابات النيابية في اوكرانيا التي اجريت بتاريخ 28 تشرين الاول اكتوبر 2012 ،اعادت الانقسام العامودي الى مكانه الطبيعي بين الشرائح الاجتماعية للشعب الاوكراني ،بغض النظر عن من هو الفائز بالأكثرية ،صراع الشعب الاوكراني بين الغرب الاوكراني والشرق الاوكراني.
صراع انتقام وثأر بين قوى ومكونات اجتماعية وسياسية اوكرانية تختلف بالتوجهات السياسية والبرامج الاقتصادية والفكرية والدينة التي تم تكن هي الواجهة فالمذهبية في هذا البلد الشيوعي والعلماني هو توجه وخيار سياسي ،معركة قوية طاحنة ، سادها الانتقام الشخصي ،والتعصب السياسي والحزبي  طوال الفترة السابقة ،فالانتخابات الحالية التي خاضها الشعب الاوكراني لا تختلف ابدا عن الانتخابات الرئاسية عام 2004 ابان الثورة البرتقالية   بحدتها وقوتها كما هو الحال .الشرق الاكراني من جديد ينتقم من الغرب الاوكراني ،في الثورة البرتقالية دخلت القوى والدول الى جانب الغرب للسيطرة على الشرق والجنوب الاوكراني المدعوم من روسيا الاتحادية والتي تعتبر بان اوكرانيا هي طرف روسيا وبالتالي كانت الحرب على حدود روسيا والتعدي على حديقتها الخلفية ،لكن الغرب انقسم ما بين قوى مدعومة من امريكا تمثلت بالرئيس" فكتور يوشينكو" وغرب اوروبي الماني وقف الى جانب الليدي "يو" يوليا تموشنكو ،عيمة الثورة البرتقالية واحد اقطاب ساحة الميدان الاوكرانية .
نجحت الثورة البرتقالية وخسرت موسكو ولكن الغرب تناسى بان ثروة اوكرانيا الاقتصادية موجودة بالجنوب الروسي ومصانعها كلها بيد الأرثودوكس حلفاء موسكو التاريخين والاموال تأتي من موسكو والغرب الاوكراني فقير وغير منتج فلم يستطيع دعم الغرب بالرغم من وعدهم الدائم بادخل اوكرانيا في البيت الاوروبي .
روسيا واوكرانيا :
تلقت موسكو الهزيمة السابقة في اوكرانيا  باسى ومرارة بسبب صعود البرتقاليين الى السلطة عام 2004، وبدأت فعليا بدعم حزب الاقليم الذي يتزعمه قكتور ينكوفيتش الرئيس الحالي لجمهورية  اوكرانيا، الى ان تم ايصاله للسلطة الضعيفة ، استغلت روسيا ضعف اوكرانيا الاقتصادي، واعتماد الاسواق الصناعة الاوكرانية على الاسواق الروسية وعلى الغاز الروسي الذي يتم عليه وضع الاستراتيجية الحياتية العامة في البلاد  ،فكان الدعم المادي الروسي  الغير محدود الى الاقليم التي تخضع لعلاقات مميزة مع روسيا والمحاذية لروسية من خلال التسهيلات التجارية واطلاق يد العمالة ، وبدأ الرأسمال الروسي يتوافد الى مناطق النفوذ الروسي على حساب النفوذ الغربي ،  وبد التغير الاقتصادي الواضح في المنطقة .
لكن روسيا استخدمت  سلاحها القوي بوجه الشعب والساسة الأوكران ، سلاح الغاز سلاح الطاقة  في فصل الشتاء.
هذا سلاح بات يستخدم مع كل الجمهوريات السوفياتية السابقة . مما اجبر سلاح البرد رئيسة الوزراء الشقراء  آنذاك يوليو تموسنكو الى تجرح كاس السم من خلال توقيعها على  اتفاقية مع الدولة الروسية اعتبرتها المعارضة السابق "حزب الاقليم " اتفاقية مجحفة بحق اوكرانيا لكن شجاعة يوليا كرئيسة وزراء دفعتها ان توقع على هذه الاتفاقية من اجل شعبها بغض النظر عن الاثمان والمكاسب الشخصية ، مما دفع بالحكومة الجديدة التي يتزعمها حزب الاقليم برئاسة الرئيس الجديد فورا تسلمهم السلطة ، بوضع  يوليا تموشنكو بعهدة القضاء الذي حكم  عليها بالسجن لمدة 7 سنوات مع التنفيذ ،لقد حاولوا وضع حدا  نهائها لمستقبلها السياسي والحزبي. تنفذ يوليا حكما  بالسجن بسبب توقيعها  على تلك الاتفاقية التي يعتبرونها بانها ساومت بها على مصالح الشعب والدولة ،لكن الحقيقة ليست كما يحاول تسويقها حزب الاقليم ورئيسه .
الخلاف الاوكراني الداخلي :
عندما وصل البرتقاليين للسطلة قاموا فورا بتعديل القوانين الاوكرانية وجعل اوكرانيا دولة برلمانية وتحديد صلاحيات رئيس الجمهورية لمصلحة النواب وبالتالي اوكرانيا اضحت دولة برلمانية رئاسية .
فالحزب الاقاليم التابع للرئيس فاز بالأغلبية النيابية بنسبة 175 مقعد مقابل 157 مقعد لحزب حزب الاباء وطننا "باتشكقنا"يوليا تموشنكو وتحالفها ،والحزب الشيوعي ب28 مقعد، وحزب اوكرانيا لنا الذي كان يحتل 72 مقعدا .وبالتالي القانون الاوكراني الذ يسمح للكتلة الكبية الفائزة بالانتخابات او التحالف الانتخابي بتشكيل حكومة التي تتحكم بحياة اوكرانيا من خلال قوة شعبية ونيابية تسطيع ادارة البلاد وتغير كل وظائف الصق الاول في الدولة التي تتحكم بمقاليد الحياة العامة والسيادة في البلاد .
المعركة الانتخابية الحالية :
تعتبر هذه المعركة الانتخابية من اهم المعارك التي تحسم مصير العديد من الكتل والاحزاب السياسية التي قد تضعها الانتخابات عفي ثلجة لمدة 4 اعوام ،فالمعركة التي تم خوضها على 450 مقعدا نيابيا ،بمشاركة 21 حزبا سياسا واجتماعيا ،بخمسة الاف مرشح . القوانين الانتخابية الاوكرانية تشير الى ضرورة فواز كل حزب 5% لكي يتخطى مرحلة الوصول الى مجلس" الرادوغا" اي البرلمان كما يعرف بالغة الأوكرانية. فالمعركة قوية والدعاية كانت اقوى والتدفق الشعبي لم يكن بسيط فالمشاركة كانت بنسبة 60% من مجمل عدد الناخبين التي كانت اسمائهم مسجلة على لوائح الشطب ،أوكرانيا التي يبلغ عدد سكانها اكثر من 58 مليون مواطن تعتبر من الدول الاوربية الكبيرة ذات الموقع الاستراتيجي الهام في اوروبا لحدودها مع دول الناتو ورسيا الاتحادية واطلالها على البحر الاسود التي تفقد روسيا موقعها عليه بالتالي تصبح محاصرة من الناتو من و الجهات المختلفة.
استراتيجية حزب الاقليم :
-بالنسبة لحزب الاقليم ورئيسه يعتبر المعركة  الانتخابية الحالية ،معركة كسر عظم من قبل حزبهم الذي يتار لنفسه ولجمهوره من انتخابات عام 2004 والتي تم اعادتها 3 مرات وخسر فيها بناءا للتوافقات الدولية للمحافظة على دولة اوكرانيا وابقائها على الخريطة السياسية موحدة.
-حزب الاقليم يريد الفوز بالأغلبية مهما كلف الثمن لكي يستطيع تشكيل الحكومة القادمة والبقاء بالسلطة وانهاء حزب يوليا تماشنكو الذي يشكل عقبة بوجه حزب الاقليم ورئيسه في الحياة السياسة القادمة وبالتالي الفوز يعني ازالة الخصم من الحياة السياسة الاوكرانية لفترة طويلة وخاصة يولي تقضي محكوميتها القضائية .
-يريد حزب الاقليم ان يكون اللعب الاوحد في السياسة الاوكرانية طوال الفترة الحالية وخاصة ابان معركة الرئاسة القادمة التي يكون فيها رئيسه المرشح الاوفر حظا لتولي قترة رئاسة ثانية دون خصم قوي يراهن عليه الاوكران والغرب في الفترة القادمة.
استراتيجية يوليا :
بالنسبة الى حزب يوليا ذات التوجه الغربي ولانفتاحيه يعتبر بان سيطرت حزب الاقليم هي العودة الحقبة السوفياتية  السابقة من خلال عودة الدولة البوليسية التي تسيطر على العباد والرقاب وبالتالي انعدام الديمقراطية والحرية التي تغنت بها اوكرانيا وشعبها طوال فترة الاستقلال عن الحياة السوفياتية السابقة التي روضت الحياة في اوكرانيا وكل دول السوفيات السابق .
-المعركة بالنسبة لهم هي معركة بقاء او فناء لان ابعادهم عن البرلمان هو اخراجهم من الحياة السياسية الاوكرانية واخذ البلد حيتما يشاؤون.
-عدم وصول حزب يوليا تموشنكو  الى البرلمان هو خنق وقتل المعارضة البرلمانية في اوكرانيا ،والانتقام من كل الشخصيات المعارضة التي خاضت التغير في اوكرانيا في ساحة الميدان واخراجها من البلد او وضعها في السجن كما هو حال زعيمتهما .
- ضرب المعارضة الاوكرانية من خلال اتهام الدول الغربية والجمعيات الحقوقية بالتزوير الانتخابي للدولة وحزب السلطة يعني بان اوكرانيا ذاهبة في نفق مجهول وسوف تنعكس هذه التصورات على الحياة الانتخابية القادمة وبدايتها الانتخابات الرئيسية التي ستكون انتخابات هزلية بغياب المنافسة الفعلية في العملية الديمقراطية .
الحياة الاوكرانية :
اتسمت الانتخابات الحالية بمشاركة شعبية كثيفة بالرغم من هطول الامطار والثلوج في محافظات اوكرانيا المتعدد وبالرغم من الاستعدادات الكبيرة التي تعلنها الدولة وقدرتها على مواكبة الحدث واجراء انتخابات نزيهة وشفافة من خلال دعوة العديد من المنظمات الحقوقية والاهلية المحلية والدولية ، لكن الشكوك حولها  كنت كثيرة لعدم نزاهتها  ومحاولة فبركتها  واللعب بنتائجها لصالح فريق ضد فريق كما يدعي حزب وانصار تيموشنكو والذي وافقتهم كل الجمعيات والشرائح الاجتماعية والحقوقية المحلية.
فالمواطن ذهب لانتخاب ممثليه من اجل تغير سريع للحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تسيطر على المواطن والدولة ،حالة فساد تسيطر على الدولة وموظفيها انهيار اقتصادي كبير ومزعج في العديد من القطاعات ،تغير وهبوط في سعر الصرف للعملة الاوكرانية مقابل العملات الاخرى ،ف"الغريفنا" تعيش اسواء ايامها.
 اوكرانيا الجديدة والمواطن :
طبعا من المتوقع ان يفوز حزب الاقليم بالنسبة العالية التي تصل الى تمكينه من يؤلف حكومة بغض النسب عن الارقام ومن المتوقع ان تعطي شرائح اجتماعية كبيرة اصواتها للحزب الشيوعي الاوكراني الذي يقف في وسط الطرفيين والمؤكد ان تسجل هذه الانتخابات مفاجأة كبيرة لصالح حزب يوليا تموشنكو حزب وطن الاباء باتكشفنا ، بوصوله الى البرلمان بغض النظر عن عدد المقاعد التي يمكن ان يحصدها رغما عن حزب الاقليم ،ولكن من المؤكد جدا بان حالة اوكرانيا لن تتحسن حاليا بوجود حزب الاقليم  ذات الاغلبية البرلمانية والاتي من رحم الانتقام وردة الفعل في الاستقساء للأخرين، فحالة اوكرانيا ستبقى في موقع تجادب داخلي وخارجي ،وانهيار اقتصادي واجتماعي ،فالغرب سوف يمارس ضغط اقتصادي اجتماعي وانساني وسياسي على اوكرانيا الجديدة ،وروسيا لن تسمح بذلك ولكن حزب الاقليم خيب امال روسيا ولم يعرف كيف يكسب ودها فكانت ضربته الاولى لروسيا في سجن تموشنكو واتفاقية الغاز الموقعة معها ،ولم يستطيع اقرار اللغة الروسية بكونها اساسية كما هي:" اللغة الاوكرانية ،الجالية الروسية الكبيرة ،الاعلام الروسي المدبلج بالأوكراني  ،الادب الروسي القيصري الذي يترجم للأوكراني،التدريس في المناطقة ذات التكلم بالروسية باستخدام اللغة الاوكرانية  ،مسؤولية جزيرة القرم وحكمها الذاتي ذات الاغلبية الروسية ، الأسطول البحري الروسي المرابط في مدينة "سيفستبول " التاريخية ،الحدود المائية بين البلدين ،الغاز وسرقته  في اوكرانيا من الابار والخزانات الاوكرانية المتجه لغرب أوروبا "، كل هذه المواضيع التي تعتبر مشاريع خلاف لم تستطيع حكومة حزب الاقليم من حلها  مما ستؤثر هذه المشاكل العالقة على العلاقات القادمة بين البلدين، على حساب المواطن الاوكراني التي سدت بوجه كل الطرق مع روسيا وأوروبا .
يبقى علينا ان ننتظر النتائج الفعلية للانتخابات والتعاطي الدولي معها بظل المعطيات التي حاولنا التوقف امامها لبد ان نتمنى لا وكرانيا وشعبها كل الخير والمحبة .

د.خالد ممدوح العزي
كاتب وباحث مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث .
dr_izzi2007@hotmail.com

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

روسيا البوتينية والمعارضة السورية ...!!!2 -5 !



    روسيا البوتينية والمعارضة السورية ...!!!2 -5 !

 اتسم العهد الروسي الجديد بدعم الدكتاتوريات والعربية منها ،واليوم تبدأ بدعم المعارضات الموالية للدكتاتوريات كما هو الحال مع المعارضة السورية ، التي أنهت مؤتمرها بتاريخ 24ايلول 2012 تحت شعار مؤتمر الإنقاذ السوري والتي رفعت فيه شعار إسقاط النظام ورموزه ،بعد أن كان طرحها السابق  وأدبياتها طوال مدة الانتفاضة يختصر على إصلاحات سياسية.


تكتب هيام القصيفي في مقالتها بجريدة النهار اللبنانية بتاريخ 25 أيلول 2012 تحت عنوان" التساؤلات  لافتة حيال معارضة الداخل هل عدل النظام سقف التفاوض "، الحرية والديمقراطية وحرية التعبير الذي أتاح لهم  الرئيس الأسد في فترة  انعقاد المؤتمر في قلب العاصمة، كانت مفقودة قبل شهرين، على الرغم من  أرسله رسالة  ضغط للمجتمعين كنت واضحة المعالم باعتقال منسق المؤتمر عبد العزيز بالخير ورفاقه الاثنين في 22 أيلول سبتمبر 2012 العائدين من بكين صديقة النظام لكي يعطي شرعية وطنية للمعارضة من خلال هذا الاعتقال ،بالرغم من الشعارات والمواقف التي أطلقتها هذه المعارضة التي تعتبر من صلب توجهات معارضة الخارج.
لكن الملفت للانتباه هو انعقاد المؤتمر بحضور السفير الروسي والإيراني والصيني، مما يعطي تفسيرا واحد للمجتمعين بأنهم ينفذون أجندة روسية بحثه،  لان روسيا انتظم لها  الرهان على بلورة قطب معارض في الداخل السوري ،وهذا ما يبرر وجود الخبراء العسكريين الروس والبالغ عددهم حسب التقارير مئة ألف خبير إضافة إلى وجود الطيارين الأوكرانيين  والكوريين الشماليين وإلى الخبراء الإيرانيين الذي اعترف بوجودهم مؤخرا الجنرال جعفري رئيس الحرس الثوري ،إضافة للدعم الروسي اللوجستي والحربي التي تصر موسكو على عدم إيصاله للمعارضة ،وهي تحاصر البحر وتمنع إيصاله
هيئة التنسيق متنفس  روسيا :
من المؤكد بان مؤتمر هيئة التنسيق السورية الذي انعقد في سورية أتى لينفذ خدمة جليلة لروسيا التي ترى بان القبض على الورقة السورية التي بات تحترق بيدها، يأتي من خلال هذه المعرضة الهزيلة وروسيا  تحاول بشتى الأشكال والوسائل الخروج من هذه الورطة البائدة بأقل خسارة،لأنها تحاول أن تنقض نظام الأسد  إذا لم تنقض الأسد نفسه في إيجاد معارضة وطنية تضمن لروسيا مصالحها وتحافظ على نظام الأسد و الدخول معه في حوار وطني يضمن بقاءه وشراء الوقت له ريثما ترتب موسكو أوراقها الجديدة عالميا.
لكن تصريح المعارض السوري عضو المنبر الديمقراطي والذي كان من مؤسسيي هيئة التنسيق السورية  ميشيل كيلو لجريدة البيان الإماراتية بتاريخ 24 سبتمبر أيلول  2012 يقول:" بان أي حوار بواسطة روسيا في سورية هو خيانة ،رافضا أي  دعوة للحوار من موسكو،وكل من يتقبل دعوة موسكو للحوار هو خائن لشعبه ".
- روسيا تحاول سحب البساط من تحت المعارضة الوطنية السورية الممثلة بالمجلس الوطني الانتقالي والقوى الأخرى ،كالجيش الحر الذي يسجل انتصارات يومية على قوات حليفها الأسد ويهدد خروجه  النهائي من سورية إضافة إلى قوى التنسيق الثورية السورية الشبابية التي لاتزال تقود الشارع وتؤمن الشرعية الشعبية للثورة وجيشها وتسحب الشرعية الشعبية من يد الاسد.
- تحاول روسيا من خلال المعارضة الداخلية فك عزلة النظام بغية تحول أنظار العالم إلى إن الأسد لديه فرص لحل سياسي ،كي تدعمه وتعطيه السمعة الطيبة وكونه ليس نظام قتل وتدمير وإجرام ،وانه يريد أن يحاور وان يجد حلا للازمة السورية   .
خطة روسيا في سورية   تقوم على :
1-بناء معارضة داخلية خاضعة للنظام ومنخرطة في مؤسسات النظام كهيئة التنسيق التي تعاني يوميا من الانسحابات والانشقاقات و لا ترتكز على  بنية شعبية داعمة.
 2- تحاول روسيا من خلال هذه المعارضة العرجاء إلحاقها بالمعارضة التي عينها الأسد في حكومته وتحاول أن تشرع دورها من خلال الزيارات التي يقوم بها وزرائها المعارضون والتصريحات التي يطلقونها من هنا ومن هناك.
3- يحاول الروس من خلال هذه المعارضة الهزلية التي تلبي نداء النظام من اجل تامين مرجعية للنظام السوري بالدخول عملية إصلاحات تخدم النظام وتعيده إلى الحكم مجددا وفقا لكتابة دستور يؤمن للنظام الاستمرار بالحكم مثل استنساخ الحالة الروسية أو الإيرانية.
4- الرعاية الروسية لهذا المؤتمر مع حلفاءهم لضرورة لاستمرار نظام الأسد وإبقاء وتحالفهم المميز.
فالروس  يطلقون يد العنان للأسد باستمرار العمل العسكري التدمير الذي يمكنه من إخلاء المدن السورية من سكانها تمهيدا لاحتلالها وإخراج سكانها من اجل سحق الثورة السورية و تعمد على:
1-حرب على الكتلة البشرية وليس على احتلال الأرض والمدن، فالمعارك التي يقوم بها النظام هي معاقبة الأهالي الذين يشكلون القوة الأساسية في الثورة والحاضنة الفعلية لتشكيلات الكتائب العسكرية. ومن خلال هيئة التنسيق يمكنهم سحب هذه القوة من أيادي المعارضة الحقيقية التي ستفقد تقلها،في تحميلها مزيدا من القتلى والجرحى والمصير المجهول لكي تنقلب هذه الكتلة الكبيرة على القوى المعارضة المختلفة والرضوخ للأمر الواقع التي تحاول روسيا فرضه من خلال الإبقاء على الأسد . 
2-تنفيذ سياسة الأرض المحروقة في تدمير الأبنية والمدن وهذه خطة مارسها الروس في حربهم في الشيشان عندما تم تدمير مدينة غروزنا بعدة أيام واحتلالها وفرض امرأ واقعيا على الجميع بما فيهم السكان، وهذه الطريقة الروسية السوفياتية القديمة في حربهم ضد الفاشية أثناء الحرب العالمية الثانية عندما تم تدمير مدن بكاملها لاحتلالها، وهذا ما يشبه به الجنرال المصري الخبير بالشؤون الأمنية والعسكرية بقوله" بان الحرب بين إيران والعراق في العام 1980 وخاصة بين ابريل ويوليو كانت إيران تقوم بتدمير المدن في حربها دون الحماية الكاملة للسكان كما هو اليوم في سورية ".
روسيا والمعارضة:
بالطبع الروس فقدوا سورية منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة السورية عندما أضحوا طرفا في المشكلة ولن يستطيعوا إن يكون جزاءا من الحل ،لقد فقدوا زمام المبادرة وفقدوا السيطرة على الأسد لصالح الإيرانيين الذين يقدون المعركة فيها ‘وخاصة  منذ انتفاضة حماة العام الماضي حيث تغلغل العنصر الإيراني على حساب الروسي  ،وبالتالي لم يستطيع إجبار الأسد على تنفيذ أي قرارا لأنه لن يؤخذ بقراراتهم ،بالرغم من الوعود الكثيرة التي قطعوها على نفسهم امام العالم لكنهم تراجعوا عنها بسرعة فالروس رفعوا الفيتو ثلاثة مرات في مجلس لحماية الاسد وايران ،رفعوا الفيتو بوجه العرب والشعب السوري وخسروا العرب وسورية ،بالوقت الذي كان يأمل به الشعب السوري من روسيا اخذ زمام المبادرة في التعاطي مع الأزمة السورية والوقوف مع شعب سورية الصديق لها وليس مع جلاد سورية بسبب حفنة من الأموال والمصالح الشخصية التي فضلت على دماء السوريين.
ضيعت روسيا الفرصة تلو الفرصة في حل الازمة السورية التي كان يأمل العالم كله بان تكون حكما عادلا وليس طرفا في مشكلة خاسرة تعرض مصالحها وسياستها وصداقتها لشعب المنطقة كلها نتيجة عنجهية وغطرسة سياسية وزرع اوهام وأعداء في عالم الغيب .
ان الغباء السياسي والدبلوماسي التي مارستها الدبلوماسية الروسية بشخص وزيرها الملا لافروف سوف يدفعها ثمنا غاليا كما كان الحال أيام السادات في مصر ،لافروف الذي يصر على هزيمة أمريكا في سورية والذي كان يناقش بتعجرف بأنه لا يمكن ان يكون حلال في سورية بغياب الأسد ، وهذا ما أكده الزعيم السياسي اللبناني وصديق الروس سابقا وليد جنبلاط الذي قال في حديثه الأسبوعي جريدة الأنباء الأسبوعية :"عندما ذهبنا إلى روسيا لإيجاد حل للازمة السورية تحدث معنا لافروف بأنه لا حل للازمة السورية بدون بشار ".
روسيا التي لم تجد حلا سياسيا لبشار الأسد ولا حلا إنسانيا للشعب السوري الذي يقتل بالسلاح الروسي  .روسيا التي شرعت أبوابها لكل الزوار الباحثين في حل للازمة السورية بما فيهم المعارضة التي دقت أبوابها عدة مرات وعادت مذهولة من تصرف الساسة الروس وحديثهم الغبي والذي كان يدور حول إبقاء الأسد في السلطة لأنه الرجل الذي يحمي مصالحهم ،فالروس الذين كانوا ومازالوا طرفا في الأزمة السورية كانوا يحاولون فرض شروط قاسية على المعارضة السورية، فشلوا الروس في استميلت المعارضة السورية نحوهم والدخول إلى عقولهم بعد إن كانت مكانة روسيا في القلوب العربية راسخة ،فالروس اليوم يحاولون بناء معارضة على طريقتهم يعطيها الأسد كل الحرية التي كانت مفقودة ، فالسؤال الذي يطرح نفسه على روسيا اليوم ،هل أضحت روسيا على علم بان النظام الاسدي أضحى ضعيفا وهزيلا من خلال تقبله لمطالب المعارضة وشعاراتها المرفوعة . يكتب الإعلامي بسام البدارين في جريدة القدس العربي في مقالته بتاريخ 24 ايلول محاولة سرية عربية لإقناع لافروف بالحل العربي في سورية" فالوفد البرلماني العربي الذي زار روسيا لإقناع روسيا بتغير موقفها نحو سورية والعمل على إتمام فترة انتقالية لاستبدال الأسد ،كان جوابهم من يضمن لنا مصالحنا فيها ، فالدبلوماسية تراوغ وتراهن على بقاء الأسد في السلطة متعمدين الهروب عن أي حل سلمي للازمة السورية فالروس لا يعلمون بان مصالحهم في سورية تعرضت فعليا للخطر ودورهم انتهى من خلال مواقفهم ،فالذي يعطي الضامنات هو الشعب والسلطة التي ينتخبها الشعب   
الإستراتيجية الروسية مع الأزمة السورية:
إن الإستراتيجية الروسية في سورية تكمن على:
1- شراء الوقت مجددا للأسد من خلال مهرجان المعارضة الداخلية القابعة في بيوتها، موسكو التي تحاول إن تشير لنظام الأسد بالصمود إلى حيث  تنتهي الانتخابات الأمريكية، لان روسيا تعد نفسها بصفقة كاملة مع أي إدارة قادة يستطيع الأسد ونظامه من تعويم دورهم بمساعدة روسية وفقا لصفقة قادمة تمكن الأسد من التعايش مع الحياة الجديدة بمساعدة معارضة الداخل وسحق الثورة السورية وقمعها وإبقاء الأسد. ومن هذا التوجه الاستراتيجي التي تأمل موسكو به في الحفاظ على نظام الأسد والحفاظ على مصالحها المالية والاقتصادية والإستراتيجية وبالتالي موسكو لا ترى أي تراجع عن دعم نظام الأسد أو التخلي عن سورية لان سقوط الأسد هو سقوط الحكومة الروسية الحالية التي وضعت نفسها وإعلامها وعتادها وسياسيها وخبراءها في خدمة النظام السوري.
 2- روسيا التي تعتبر نفسها دول عظمة في إنتاج الطاقة والنفط تستعد إلى استثمارات نفطية كبيرة في المنطقة وسورية في قلب هذه الاستثمارات ،والاستثمارات موجودة في البحر المتوسط "لبنان ذات حكومة حزب الله المتحالفة مع إيران وسورية،قبرص ذات التحالف مع روسيا في وسط أوروبا،إسرائيل وعلاقة روسيا بقيادتها وجالياتها الروسية .
3- روسيا التي تعمد إلى بناء تحالفات كبيرة اقتصادية وسياسية لكونها تطالب بتعددية العالم ،وبالتالي إيران والعراق وسوريا ولبنان يقعان في خط التحالف الروسي والذي يعرف بالهلال الشيعي الذي اسميه الهلال النفطي التي تحاول روسيا السيطرة عليه. 
فالمحلل السياسي الروسي والخبير في معهد العولمة الدولية" بوريس كاغاراتسكي" في مقابلته مع تلفزيون الجزيرة بتاريخ 19 أيلول 2012 الذي يحاول  أن يجد إجابة  لسقط الأسد المحتملة  من قبل  الحكومة الروسية الداعمة له، لكنه لم يجدها .
 هذا السؤال يطرح نفسه في المجتمع الروسي بقوة ،فان  سقوط الأسد في سورية  هو سقوط إمبراطورية  بوتين السياسية في الداخل الروسي بسبب تنامي دور المعارضة الروسية، والمعارضة لسياسة بوتين وحزبه، لذلك تحول روسيا التمسك  الملف السوري وتحويله إلى ورقة ضغط تحاول روسيا تحقيق مكاسب سياسية على حساب الدم والشعب السوري، لإقناع شعبها بانتصارات هوليودية على الغرب .
فإذا كان بوتين يتعامل مع سورية وفقا لمبدأ ستالين:" القائل بان قتل مواطن جريمة وسحق مليون هو إحصاء"،فالأسد ذاهب مهما ارتفعت ضحايا هو على إجرامه .
 لان الكسندر دوبشك بطل ربيع تشيك" براغ1968" يقول :"من الممكن سحق الإزهار، لكنك لا تستطيع تأخير الربيع" .
لان الربيع كل عام سيعود وقتل الإزهار لا يؤخر بزوغ الربيع .
د. خالد ممدوح العزي
كاتب وباحث إعلامي مختص بالإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

الاعلام حرفة ام مهنة ...!!! مقابلة مع د كتور خالد ممدوح العزي الخبير بالإعلام السياسي والدعاية ...!!!



الاعلام حرفة ام مهنة ...!!!
 مقابلة مع د كتور خالد  ممدوح العزي الخبير بالإعلام السياسي والدعاية ...!!!
بطاقة تعريف :
خالد ممدوح العزي إعلامي،  ومحاضر جامعي في مادة الإعلام  ، صاحب مؤلفات وأبحاث عديدة ،عضو في عدة جمعيات دولية ومحلية، دكتوراه في الصحافة الدولية ، ودكتوراه دولة في العلاقات الدولية "السياسة الخارجية " من جامعات روسيا الحكومية.
 درس في مدارس صيدا الرسمية، ويعمل  اليوم في التدريس الجامعي لفرع الاعلام  ،وينشر في عدة جرائد إعلامية ومواقع إلكترونية،وضيف على العديد من القنوات الفضائية .
مدينة صيدا في قلب العزي :
دكتور خالد العزي يقول :" لمدينة صيدا  فضل كبير عليٌ بسبب احتضانها لي مرتين:
- الأول في الصبا عندما أتيتها مع أهلي مهجرا من قرى الجنوب الفقيرة طلبا للنجدة من نيران الحرب الإسرائيلية التي شنت على جنوب لبنان وأهله، فيها عشت وبمدارسها تعلمت وفيها ترعرعت.
-الثانية عند الاجتياح الإسرائيلي  في العام 1982 م. المدينة احتضنتني وكتمت سري بوجه جنود الاحتلال وعملائه،  لهذه الأسباب وغيرها أصبحت اعتبر نفسي ابن صيدا، وأتمنى رد الجميل لها الموجود في قلبي.
دور الإعلام في المجتمع :
الإعلام لم يعد اليوم ورقة وقلم،بل  تعدى ذلك حتى  أصبح جزاء أساسي من حياة الناس ، الجميع اليوم يعيش حياته مع  الشاشات، شاشة التلفون ، التلفزيون، الانترنيت ، السينما ، فكل هذهالتقنيات  الحديثة  الذي أضحى الإعلام يسخرها لخدمة المواطن في نقل الخبر إليه بموضعية دون "الفلترة والتقزيم"، في زمن ثورة المعلومات الحديثة . لان مهمة الإعلام كما يشير دكتور عزيز تكمن في النقل  الصادق ، للخبر ولكن دون "الرتوش " التي يستعملها بعض المحررين ، ليصبح عندها الخبر ذات وجه سياسي، مبتعد عن طبيعته التي تفرض على المحررين عملية التحرير في النقل الموضوعي للأخبار،  الموضوعية ترك الخبر كما هو ، مهما كان نوع الخبر المنقول يترك "للقارئ أو المستمع" الهامش الحر فيه للخروج بوجهة نظر تخصه وحده دون التأثير عليه من المحرر .
الإعلام والخبر:
الإعلام الزكي هو الذي يترك هامش للديمقراطية التي بدورها  تحافظ على عرض وجهات النظر المختلفة من خلال معادلة مهمة " لنعرض وجهة النظر الأخرى’ لكي يتسنى للجميع من الاطلاع عليها ،وهنا لبد من التأكيد على شيء هام من خلال تطور التقنية ا لتكنولوجية الحديثة التي أضحت تفرض نفسها على حياة البشرية. الإنسان لم يعد يأتي إلى عند الإعلام وإنما أصبح الإعلام يلبي مطالب الجماهير المتلقية للرسالة الإعلامية اليوم،  نستطيع مشاهدة الإخبار من خلال التواصل الممكن وليس من خلال الوقت المحدد للنشرة وإنما من خلال تسجيل مسبق لها ، وإعادة الاستماع إليها، أو من خلال الانترنيت الذي يسمح لنا بمتابعة كل التطورات.      
موقع الإعلاميين :
اليوم يتم تسييس الإعلام من خلال سيطرة قوى على وسائل الإعلام الجماهيرية التي وقعت هي أيضا أسيرة الانقسام العمودي الذي يسيطر على البلد، لان الإعلام بين مطرقة المحطات الإخبارية الكبرى التي تسيطر عليها قوى محلية وإقليمية ، ومابين سندان الإعلاميين  نفسهم الذين ذهبوا بعيدا جدا، مابين العمل الإعلامي والتحليل السياسي .
السياسة والإعلام:
يستطيع الإعلامي من ممارسة الإعلام والسياسة في نفس الوقت  ، ولكن يجب عدم المزج بينهما ، لان الإعلامي تكمن  مهمته  الأساسية في نقل الخبر بموضوعية إلى المتلقي دون الدخول في فلسفة الخبر وتشريحه ،لكون ذلك يخرج عن مهمة الإعلامي، وحسب النظريات الإعلامية الحديث التي تقول:" بأنه إذا تعذر فانه يمكن للإعلامي التوازي في الخبر".
أما السياسي هو الذي يحمل وجهة نظر معينة يدافع عنها و يساجل  بها مع الآخرين، من خلال الوقائع ، والأحداث ،والأخبار الذي يقوم الإعلام بنقلها ويتلقها السياسي نفسه ، والذي يعمل على تشريح وتحليل هذه الأخبار، محكومة  بمخرج للحدث ، والذي يفترض على المتلقي للرسالة الموجه له الاستماع للأفكار المقدمة بعكس الإعلامي الذي يطرح المعلومة ويشرحها للجمهور دون إعطاء وجهة نظر ، وعدم "فلترة أو تقزيم الخبر ، بغض النظر عن وجهة نظر الإعلامي الذي يمتلكها داخليا ، للأسف اليوم،  يحل بعض الإعلاميين في لبنان محل السياسيين ويقوموا بمهامهم ويقحمون نفسهم والأعلام في مواقع صعبة جدا، من خلال بيع القلم أو وقوع الإعلامي نفسه في مكان الإعلامي المحارب.
موقع الإعلام اليوم :
يعتبر التلفزيون من أهم الوسائل الإعلامية في عصرنا هذا نظرا للتطور التكنولوجي الذي وصل إليه العالم الحديث ، من خلال العولمة التي دخلنا بها، ونحنا على أبواب الألفية الثالثة، لم نعد نستطيع أن نعيش دون التلفزيون وخاصة الربط الذي استطاع أن يصنعه بفضل تطور عالم الاتصالات الذي أصبح عالم مرتبط بعالم الإعلام في مهمة مرتبطة فيما بينهما من اجل نقل الخبر إلى المشاهد بموضوعية، لذا تعتبر صحافة الانترنيت أو الصحافة الالكترونية من أسرع الوسائل الإعلامية بالكون من خلال نشر الخبر وترجمته وربطه بسرعة فائقة، و إرساله إلى المتلقي .ولكن الثورات العربية وضعت التلفزيون نفسه في معركة أتبات وجود مع وسائل الاتصال الاجتماعي التي ساهمت بان يكون كل مواطن إعلامي والتي باتت تعرف باسم الصحافي المواطن الذي ساهم إسهاما فاعلا في نقل ونشر الخبر والصورة الى جماهير غفيرة كنت بعيدة كل البعد عن الواقع فما كان من الإعلام الفضائي سوى الدخول في صراع من اجل أتبات وجوده من خلال تطور وسائله الصحافية .
ولكن الدكتور العزي، الذي يظهر ميولا خاصة نحو الإعلام المكتوب بالرغم من المعاناة التي يعيشها الإعلام المكتوب وتدني المستوى الثقافي العام، فالصحافة المكتوبة تبقى الوسيلة الأساسية المعتمدة من قبل الباحثين والأكاديميين، والطلاب والكتاب الخ ... وبصفتي أكاديمي وباحث إعلامي، لازلت استخدم الوسائل المكتوبة وكذلك يعتبر العزي، نفسه قارئ شغوف ولكنه لا يعتبر القراءة هواية .
التدريس والكتابة:
يعتبر دكتور العزي بأن العمل الأكاديمي رسالة مهمة جدا في حياة المجتمع، ولكن المهم فيها هو تأهيل أجيال قادرة على مسك المبادرة في مجتمعاتنا المتخلفة ، والتأسيس لبناء أجيال مثقفة متعلمة تتبنى في فكرها مفهوم الوسطية أي فكر الانفتاح والانفتاح هو الذي يخرج بلدنا وقوانا من التخلف والتعصب. فالتدريس النظري لا يتعارض مع العمل التطبيقي في ممارسة الإعلام والكتابة التي يجسدها الإعلامي ويستمد منها خبراته النظرية الذي تعلمها ويجسدها في كتابته المتعددة والمختلفة في كافة ميادين الوسائل الإعلامية التي تكون مثلا حيويا يستخدمها المدرس في تدريسه وتعليم تلاميذه من التجربة الحية التي يقدمها المدرس الإعلامي ويقدمها كخبرة جيدة للأجيال الصاعدة لان التجربة هي أساس في تعليم النظري الذي يبقى بعيدا عن الواقع طالما غابة عنه الخبرة العملية،فالتجربة المختلفة في وسائل الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة والإلكترونية هي التي تساعده في تدريس مادة علم الإعلام  والتواصل الاجتماعي الحديث .      
العمل في جمعية  "أنتج":
المشاركة في مشروع" أنتج "الذي اعتبره من المشاريع المهمة جدا في حياتي لان المشروع يدخل في صلب فكرة التثقيف الجماعي، وبناء فكر وسطي جامع مع شرائح مختلفة ، وخاصة شريحة رجال الدين ومعلمو التربية الدينية ، وهذه الشريحة مهمة جدا في المجتمع نظرا لموقعها وتأثيرها على فئات معينة في المجتمع العربي والإسلامي، هؤلاء الذين يملكون قوة تفوق قوة الوسائل الإعلامية المختلفة مجتمعة، قوة المنابر في المساجد، ويحاول العديد استغلال هذه المواقع والشرائح لمصالح شخصية خاصة مستغلين مواقعهم وحيثيتهم الخاصة في المجتمع .
مهمة  جمعية "أنتج" إذا  العمل الجد على  تطوير مناهج المعرفة الصحيحة لدى هذه الشرائح الواسعة في المجتمع ، وتعليمها القراءة المنهجية السليمة لكل شيء مطلوب ،من خلال برامج تدريسية علمية يتولى نشرها مجموعة من الاختصاصيين والمدربين والأكاديميين، و يعتبر دكتور العزي  نفسه واحدا منهم ،ويوجه لهم تحية من خلال هذا المنبر الإعلامي المميز.
مهمة التدريب:
المهمة بسيطة جدا حسب قول الدكتور العزي ، ولكنها صعبة جدا في نفس الوقت  ، فإنها  تكمن في نشر روح التعاون والتدريب العلمي الحديث، لان عملية التمكن من جعل المجموعة تتفاعل وتتشارك في الحوار والنقاش والتفاعل هو الأساس لهذه العملية النفسية التربوية بالدرجة الأولى، والقدرة العالية الذي يجب أن يمتلكها  المدرب في أن يكون المركز الذي يتحول حوله الجميع من خلال استطاعة المدرب على تفعيل هذه المجموعة المختلفة والغير متناسقة في المعرفة والمعلومات من التجانس أثناء التدريب، وهذا يعود أساسا إلى القدرات العلمية والثقافية العالية للمدرب والى معرفة ومراعاة  ونشر روح التعاون الجماعي في كسب المعلومات الكثيرة بأقل  من الوقت،  لكي تتمكن هذه الشرائح المدعوة للدورة من الاستفادة الجيدة  من مشاريع "أنتج" العلمية .
العزي ينوه بالفكرة المميزة التي طرحتها الجمعية، وعملها  الذي يتطلب الوقوف أمامها بجديدة، " الفكرة الرئيسة في المنهجية المتبعة في عمل الجمعية "وهي :"نشر فكر الوسطية والانفتاح بين كل الشرائح الاجتماعية"،  من خلال  المجموعات التي نالت العديد من الدورات التدريبية المعدة سابقا  مع العديد من المؤسسات التعليمية والدينية،  والتي سوف تنال في المستقبل دورها من الجمعية .لان التركيز على تنمية روح الانفتاح بين الجميع من اجل محاربة التعصب .
الختام :
 لكن مشاريع "أنتج" ألتعليمة هي مؤلفة من مجموعة مشاريع عدة مهمة جدا لبد من الوقوف أمامها جميعنا بجدية، وننصح المهتمين بالتعرف عليها أكثر بطريقة منفصلة، من خلال الإعلام الذي هو بالأصل شريك في نشر الثقافة والمعرفة والانفتاح على الجميع .
 ويشكر دكتور خالد  رئيس جمعية أنتج صاحب الدور الأساسي الذي يعتبره صانع هذه الأفكار والمشاريع في أنتج ، الدكتور" صلاح ارقا دان" رئيس جمعية أنتج لأنه الجندي المجهول الذي نشكره ونشكر أفكاره ومشاريعه من خلال هذه المقابلة، علها تفيه جزاء من حقه.
شكرا للموقع على المقابلة  شكرا للإعلامي علي ارقا دان
للتواصل مع دكتور العزي
د.خالد ممدوح العزي
Dr_izzi2007@hotmail.com