السبت، 5 نوفمبر 2011

الإعلام الممانع في لبنان"

الإعلام الممانع في لبنان" سلاح دعائي موجه في حملة سياسية إعلامية وفكرية"...!!!
دراسة علمية ":
تقوم مهمة هذا الإعلام الدعائي"للهجوم على تيار المستقبل وقوى 14 آذار وأركان الدولة،والمراجع الدينية ، وكل الاستقلاليين .
"استهداف رئيس الحكومة" :
كثيرة التحليل والتفسيرات والتخمينات التي تحاول تفسير ماذا يجري في تيار المستقبل، وكتلة 14 آذار الذي يتزعمها الرئيس سعد الدين الحريري ،من الانقلاب الذي أحدثه الحريري بعد ذهابه إلى سورية ،كرئيس ،دولة لبنان كل لبنان، والترويج للداني والقاصي بان الحريري خذل جمهوره الذي منحه الثقة، بشكل كامل في معركة الاستقلال التي خاضها هذا الجمهور على مدى السنوات الماضية...
هناك البيانات والمناشير والمقالات التي بدأت اليوم تخرج إلى العلن من شخصيات وأحزاب شبيه بالأحزاب، تقدس الحريري الأب، وتذم بالابن من اجل خلق شرخ كبير بين القائد القاعدة.
ترويج الإشاعة والأكاذيب:
أصبحت الإشاعة والخبرية من صفت المعارضة وأعلامها وأبواقها،فهي تروج لمعلومات مخابرا تيه بحثه، عن الخلاف الذي واقع اليوم بين عائلة الحريري ،على السلطة والجاه والمال بعد ما كانت هذه السيمفونية في الماضي للتطور السيمفونية العاشرة لبتهوفن المعارضة من جديد بطرح الإشكالية بين سعد وزوجة أبيه الست نازك الحريري المتواجدة قصر في باريس والتي تحاول العودة إلى لبنان من خلال الاتصال بالجهات السورية التي تطلب منها فتح خط معها هي وهي موافقة على كل شروط السوريين ، وكذلك محاولة الحج بهاء الدين الحريري الابن البكر للرئيس الشهيد بالعودة إلى بيروت وفتح مكاتب تمثيل فيها تخصه هو من خلال ممثله الشخص الذي ينوب عنه ويفتح بيته إلى الجميع. لقد نسيت هذه المعرضة بان أل الحريري قد قسموا التركة المالية والسياسية والاجتماعية فيما بينهما والسيدة نازك لها قريتم ، والشؤون الاجتماعية والمساعدات الخيرية ، نازك الحريري ، هي الزوجة وليست صانعة للسياسة في لبنان ، ولن تكون الحريري المز والقائد ، لكونها امرأة،وهي ليست لبنانية ولن يكون لها الحظ في أن تكون قطب سياسي ولعب كسعد الحريري ، وهذه سها عرفات زوجة الراحل والمغفور له ياسر عرفات بالرغم من صرخاتها المتكررة" بالله واكبر" من على شاشات التلفازات الفضائية، اللبنانية والعربية، لم تستطيع استمالة الشعب الفلسطيني لها، بالرغم من فلسطينيتها المتأصلة.
المعارضة تصدر مشاكلها إلى الإمام :
1- لقد أتحفتنا إذاعات ومحطات ،وجرائد المعارضة بالتهليل لتراجع شعبية تيار المستقبل،والتي أوضحتها، الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة، من الخلل الذي يعني منه تيار المستقبل ،لقد نسيت نفسها هي في مناطقها ،في كيفية التركيب الذي همش كل الناس وكل القوى من خلال الفرض الرسمي والحزبي على تركيبتها ،خوفا من اظهر الصورة الرسمية التي تتمتع بها، قوى المعارضة في مناطقها وغياب الناخب الشيعي نهائيا عن الملية الديمقراطية ،فإذا أخذنا بلديتان في الجنوب "بلدية طير دبا "، بلدة الحاج الشهيد عماد مغنية "الذي ابعد عنها التحالف الشيعي من خلال معركة قوية ،أما بلدة" البازورية" قرية السيد حسن نصرالله وفيها أيضا لم يكن الفوز حليفا للثنائية الشيعية، أم بلدية يحمر في البقاع الغربي المعترضة على التعين والذي لم تذهب إلى القائم مقام،جب جنين لقسم اليمن بعد العديد من النداءات، وفك تحالف 17 بلدية في منطقة الزاهر ني،بالإضافة إضافة إلى 24 لائحة شكلت في منطقة النبطية وضواحيها وحدها بوجه الثنائية الشيعية،وخسارة حليفهم سعد صيدا، وعبد الرحيم مراد في بلدته غزة، إضافة غالى تغلغل وفوز عناصر الأسعد في اللوائح المغطاة بأحزاب الثنائية المتحالفة، فليس موضوعنا التوقف عند فشل البلديات التي خسرها التحالف الشيعي. والأيام القادمة سوف نشهد تحالف من بلديات صغيرة تحاول تغير العرف المتفق عليه في اتحاد بلديات صيدا وضواحيها،الالتفاف على رئيسات اتحاد البلديات التي كانت صيدا ترئسه بيلائيسها السني ونائب الرئيس المسيحي فيى اصال الرئيس مسيحي ونائب الرئيس شيعي كما حصل في غرفة التجارة والصناعة لمنطقة الجنوب ،بالرغم من إن اتحاد البلديات يتكون من 12 بلدية عدد منتخبيها 30 ألف ناخب وصيدا السنية 56 ألف ناخب ثلثين ناخبي البلديات الأخرى.
مشكلة تيار المستقبل :
جمهور تيار المستقبل هو الجمهور المقدام الذي دخل معركة الاستقلال دون تموضع في متاريس القتال الحربية، هو الذي اجبر قيادته من اللحاق به إلى ميدان المعركة ، الذي صنع الاستقلال ووجهه التهديد والوعيد بأجساده العارية ،انتظر التغير هو الجمهور البسيط العنيد الذي صنع النصر،فهذا الجمهور الذي بات لا يدرك ما يدور حوله من تموضع جديد للقيادة والمواقف، من حقه أن يعرف ماذا يجري وما هي الإستراتيجية الجديدة المرسومة هو يختلف عن جمهور المعارضة التي تقودها أحزابها وترسلها إلى متاريس الجبهة أو صناديق الاقتراع نتيجة لفتوة شرعية يحتكم إليها الكبير والصغير، هي التي لا تدافع عن أي نظام أو قوى إقليمية ،لمصلحة أشخاص أو منتفعين،إنما تدافع عن بلدها وحقها بالاستقلال والوجود .
طبعا من حق هذا الجمهور صانع الاستقلال الثاني ،وهنا تكمن مسؤولية قيادة تيار المستقبل وقادة الحركة الاستقلالية من شرح الوضع القائم في لبنان، والتهادن السياسي، بين لبنان وسورية ،ونطق الحقيقة الفعلية بان المعركة القادمة في المنطقة العربية ليست مع سورية،بل هي في صلب النظام العربي الذي يتعرض لهجمة فارسية تحاول السيطرة على المناطق العربية والدول العربية من خلال ضرب الدول العربية ،تفتيت هذه الأنظمة وخلق مشاكل أثنية ومذهبية، تحت شعار رفع راية الإسلام وتحرير فلسطين "غزة". فالمعركة التي نخوض غمارها في لبنان واليمن والخليج والسودان وفلسطين والعراق ومصر ،هي هجمة إيرانية تحاول الاستفراد والسيطرة على الدول العربية وهنا هجوم التطرف الذي تقوده إيران هو ليس بعيدا عن المشروع الصهيوني المتطرف الجاثم على الأراضي والشعوب العربية فهنا تلاقي المصالح الإيرانية الصهيونية التي يجب أن تشرح وتنور جمهور تيار المستقبل من كل الفبركة الإعلامية، التي تقوم بها قوى المعارضة وأبواقها .
استقالة النائب احمد فتفت :
لقد وضع احمد فتفت استقالته بيد الرئيس الحريري بعد الإخفاقات التي وقع بها تيار المستقبل ، والذي لم يكن ينتظرها الرئيس سعد الحريري، لقد أوضح النائب فتفت، انه وضع تقريراً مفصلاً عن الخلفيات لنتائج الانتخابات البلدية على صعيد لبنان عموماً والضنية خصوصاً، وتم رفعه الى الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة صباح الأربعاء في 2/6/2010 أي بعد 48 ساعة من انتهاء الانتخابات معللها بالنقاط التالية وأهمها:
1-عدم قدرة الرأي العام المناصر لـ"تيار المستقبل" على مواكبة "المشروع السياسي"، بسبب الانطباع السائد أن هناك عدم وضوح في التوجه السياسي لـ"تيار المستقبل" بعد 7 حزيران/يونيو 2009 حيث لم يتم العمل بالجهد المطلوب إعلامياً لشرح وجهة نظرنا وتوجهاتنا للرأي العام.
2- التأخير في إنجاز الملف التنظيمي لـ"تيار المستقبل" مما أعاق التواصل بين التيار وقاعدته في عدد من المناطق في وقت تبين أن كثافة مسؤوليات الرئيس سعد الحريري كرئيس للحكومة ولمجلس الوزراء لم تعد تسمح له بملء هذا الفراغ كما كان يفعل سابقاً.
3- تراجع الملف ألخدماتي حتى عبر مؤسسات الدولة نظراً للتأخير الذي حصل في تأليف الحكومة ولكل العراقيل التي وضعت وتوضع في وجهنا في وقت يعتبر الرأي العام إننا مولجون بهذه المسؤولية.
4- تراجع الملف الإنمائي للأسباب نفسها ولأن بعض الوزراء أعطوا أولوياتهم لمناطق أخرى.
وأفضل ما علق على الاستقالة هو النائب السابق مصطفى علوش الذي اعتبر أنَّ وضع النائب أحمد فتفت لاستقالته بين يدي رئيس الحكومة سعد الحريري، يعني أن الحريري هو من سيعالج هذا الأمر بكامله. مؤكدا إن كل الملاحظات التي طرحها فتفت محقة،
فعلوش، الذي شدد على حالة التغير الذي يشهدها جمهور "المستقبل"، من خلال التبادلات السياسية التي حصلت العام الماضي، والتي كانت مبنية على واقع إقليمي، لا يمكن المجاهرة به بشكل مباشر وشرحه بشكل شفاف للناس،
المهرجانات السياسية:
تنشغل أحزاب المعارضة اللبنانية اليوم،بتنظيم مهرجانات سياسية داعمة ،لغزة طورا ، ولتركيا اردوغان طورا أخرا ، لتكون أبواق ،يفتحها النظام السوري والإيراني ليوظفها في الوسط العربي والإسلامي واللبناني، لتكون سيلا من الشتائم والذم والقدح ضد الحكومة وحلفائها ،وكأنهم غير ممثلون في هذه الحكومة الذين يعطلون العمل فيها من خلال التساؤل الذي يضعونه دوما في جدول أعمال الحكومة ، من اجل التعطيل،فهم يحق لهم التساؤل والمساءلة وهم لا يستطيع احد من التكلم أو الاستفسار منهم عن شيء أبدا ،لأنك في هذا السؤال تصبح عميلا تضرب المقاومة التي عمادها الشعب والجيش ،أي جيش ، وأي شعب أليست الأطياف اللبنانية كلها ، هي الشعب ، والجيش ممثل هذا النسيج أنت فقط ضروري عند حدوث الأزمات الكبرى والمصائب تصبح الشعب والجيش ،"المعادلة القائمة على الذي لنا، هولنا وحدنا أما الذي لكم فهو لنا ولكم ".وهذا الحلة تعد بناء الذاكرة بنا إلى الوراء ثلاثة عقود من الزمن عندما فتح الراحل ياسر عرفات مجموعة من الدكاكين،التي تحولت إلى أزمة جادة،في العلاقة اللبنانية –الفلسطينية.
الحشود الجماهيرية:
مهرجانات هزيلة وضعيفة، يتخللها الاستعراض الشخصي، من خلال الكلمات القاسية والجارحة للطرف الأخر، من أرضاء الأسياد الممولين لهذه الاحتفالات، والمهرجانات الزجلية ، بالرغم من ألبعبعه والجعجعة التي تقوم بها هذه الأحزاب،ذات الوكالة الحصيرة ،التي تفرضها قوانين فتح الشركات الكبرى لأبنائها وأحفادها ،والتي تتبنها القوى الكبرى ،لم تستطيع تأمين العدد المطلب منها بالرغم من دعمها ومدها من كل حلفائها والمقربين منها،وكأن الهم الوحيد هو عرض الصورة في الإعلام المرئي،وإظهار الصورة بالطريقة التي يمكن التحكم بها لكي تظهر للجميع بوجود حلفاء في الشوارع المقابلة "تحديد الشارع السني التي تحاول المعارضة من فتح دكاكين كثيرة تعد ولا تحصى، ولكنها رغم كل إمكانيتها المادية والمعنوية لم تستطيع فتح سوبر ماركت كبيرة تكون رديفا لها في الشارع السني لقد استطاعت تجميع كل أبواق المعارضة من الشخصيات"الحزبية ،والإعلامية ،والدينية، والعسكرية "،لأنها لم تفلح بجلب الشارع الرافض لسياساتها،والحقد عليها بسبب تعملهم مع الشريحة السنية تحديدا .
إذا حاولنا النظر إلى المهرجانات والاحتفالات التي تقوم في لبنان، فإننا نجدها اليوم تقسم إلى ثلاثة أنواع، لكونها تستطيع أن تجمع جمهور غفير من المواطنين في لبنان فهي كالتالي:
1-مهرجانات المناسبات الوطنية الجامعة التي تبتعد عن الانقسام ألعامودي الذي يعيشه البلد، عيد الاستقلال، عيد رأس السنة، عيد الميلاد، عيد الميلاد، العيد الكبير والصغير.
2- المناسبة الغير رسمية مثل المهرجانات، والحفلات الغنائية، لفيروز، وعاصي، وماجدة الرومي، ومرسال خليفة، والقداس الرسمي، وخطبة الجمعة للمفتين في المناطق.
3- المهرجانات، الحزبية والرسمية التي تقوم بها الأحزاب اللبنانية فإننا نقول هنا دون مبالغة بان الأحزاب التي تستطيع إقامة احتفال سياسي، شعبي جماهيري شعبي حاشد هي الأحزاب الكبيرة وليست دكاكينها.
لكن تبقى القوة الأقدر على جمع الحشود الغفيرة هي القوى الأساسية في الجبهتين المتصارعتين في ظل الانقسام العمودي في المجتمع اللبناني،
فالذي يستطيع تجميع الناس هم قوى" الثنائية الشيعية "، تيار المستقبل... و الجماعة الإسلامية ... الحزب الاشتراكي،... القوات اللبنانية والكتائب،... التيار العوني ...
هذه القوى وحدها اليوم تجمع حشود قوية في مهرجاناتها ،ومسيراتها التعبوية ، ولاتزال تسيطر على القوى التي يمكن أن تسيرها حسب أطروحاتها السياسية ،بعكس كل الدكاكين الفرعية الذي لا يسمع بها جمهور الشارع اللبناني ،... ومن هنا بالرغم من كل الإخفاقات التي يمر بها تيار المستقبل،وعدم المصارحة الكاملة لجمهوره، لايزال جمهوره يلبي نداه بكل الظروف والأحوال، فالأيام ابتت صحت طرحنا، من خلال الانتخابات النيابية التي جرت عام 2005 وعام 2009 ، وانتخابات البلدية والاختيارية فالنجاح السياسي الذي حقق في السياسي قبله ، نجاح في الإنماء.والنقابات والجامعات،،،
الأبواق الإعلامية ضد الكتلة :
يكتب الإعلامي المخضرم ،الكاتب في جريدة السفير "إدمون صعب" على الصفحة الأولى بتاريخ 17 حزيران 2010 ،ذكرتنا الشعارات التي رفعها تيار المستقبل خلال الحملة الانتخابية ،في السنة الماضية ،بان الشعار الأساسي للمعركة منع عودة سورية من العودة إلى لبنان تحت شعار "ما راح يرجعوا والسماء زرقاء "، فالشعار هو لدغدغة الشعور الانتخابي في أوساط الحلفاء ، وكنه يقول بان الحريري ها هو ارتمى في الأحضان السورية بعد الطلب السعودي والاستقبال المميز الذي أعده له بشار الأسد في كانون الأول الماضي، معلقا صعب فماذا يقول التيار إلى أنصاره اليوم، بعد النتائج المخيبة الذي مني بها تيار المستقبل في نتائج البلدية في الشمال،فكل ما قيل عن سورية ورئيسها كان كله غش وتضليل،واليوم بدل رأيه"، طبع هناك تموضع جديد لتيار المستقبل ،ولكن هذا لا يعني تغير في الإستراتيجية، وكان الشهيد الرئيس الحريري قد انتحر ولم يكن شيء والمعارضة اكتسحت الأخضر واليابس كما يصور لنا ادمون رزق في كتاباته .
-كذلك الكاتب اسعد أبو خليل المحلل السياسي في جريدة الإخبار وأستاذ علم السياسة في الولايات المتحدة يتحفنا في تحليلاته وهلوسته السياسية التي لا مثيل له ونتمنى لها الشفاء العاجل من كل هذه الهلوسة، يكتب الكاتب مقالة تم نشرها في جريدة الأخبار بتاريخ12حزيران 2010 ، تحت عنوان "الإرهاب في مواجهة الإنسانية : فصل أخر من الصهيونية "،والذي"يصف فيها تيار المستقبل بالكتلة السلفية التي دعت إلى عدم أي فعل يمكن أن يحور الأنظار عن موضوع السفينة ، ،لا نعرف إذا كان الخبير في علم السياسة،يستطيع فعل أي شيء وهو القابع في الأحضان الأميركية ،وهو الذي لا يفرق بين الاعتدال والتطرف،ولم نره يشن الهجوم على من حال عقد اتفاق مع جماعات السلفية في العام 2009 أثناء الانتخابات النيابية ،أو على فتح الإسلام في حربها ضد الدولة وضد أهل الشمال واسر الطائفة السنية وإحراج تيار المستقبل ، فإذا كان أبو خليل في كتاباته النقدية ألذي يشن هجومه ضد تيار المستقبل،لغيابه الفعلي عن المشاركة ،المقتصرة على التنديد والتضامن ، لكن نطرح السؤال على السياسي أبو خليل المختبئ وراء المحيطات والمحتمي بجواز السفر الأميركي،أين قوى الممانعة التي خابت عن أسطول الحرية ،لم نشاهد أي حمساوي، سوري،إيراني، إضافة إلى الغياب الفعلي لدور حزب الله اللبناني، فجميعهم يحاولون الالتحاق بالموجة العامة التي طغت على قلوب العالم من خلال التضامن مع أسطول الحرية ضد القرصنة الإسرائيلية ،فهل نسى كل ذلك الكاتب أبو خليل .
إضافة إلى أبواق الإعلامية والسياسية، التي تشن الهجمات تلو الهجمات على تيار المستقبل وعلى الحكومة ورئيسها.
حملات مستمرة على أركان الطائفة السنية
، السياسية والدينية ،والأمنية لمعاقبتها، مع الطوائف الأخرى:/ لأنهم وطنيين وعربيين/:
الحملة الإعلامية اليومية المنظمة ضد الطائفة السنية ليت زوبعة في فنجان كما يحاول أن يصورها البعض عندما تصل إلى حائط مسدود ولا تصل إلى المطلب في تلبية الإستراتيجية المرسومة ، لان الحملة قديمة جدا ابتدأت في العام 1982 م، أي بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت لو حاولنا إعادة الذاكرة إلى الوراء أو رجعنا التاريخ السياسي ، فهذه الحملة بدأت من طرابلس ضد الرئيس الراحل ياسر عرفت ، والتي أدت إلى أبعاده بحرا حتى لو أكله سمك القرش وقتها لا مانع لديهم، عندها ضربت حركة التوحيد الإسلامي واعتقل رموزها وزج بهم في السجون، هجرت طرابلس وأباحت بيوتها من خلال المجزرة المشهورة في باب التبانة، وشردت شبابها، انتقل الأمر إلى ضرب حركة الناصرين المستقلين واستباح امن وحرمت العاصمة اللبنانية وكذلك ضربت حركة 6 شباط "شاكر البرجاوي " حوصرت المخيمات الفلسطينية ، وليس دفاعا عن الأخطاء التي ارتكبتها هذه الأحزاب في فترة العبثية أثناء الحرب الأهلية الداخلية ،وإنما السير مع الخطوات التي اتبعت من اجل الهجوم والإمساك بالطائفة السنية ،
الهجوم والتعرض لكل أتباع الطائفة السنية :
ولم يقتصر الأمر على الأحزاب فقط بسب أخطائها الجسيمة إلى رجال الدولة من الطبقة السنية السياسية المستقلين ليخرجوا إلى دنيا الاغتراب كأنه قدرهم المعاقبة ، والنفي، بل تعدى ذلك ليصل إلى المناطق السنية اللبنانية كلها حيث أصبح كل سني مهدد ومطلوب ، لوقوفهم إلى جانب القضية والثورة الفلسطينية معاً ، الجميع في خطر "أحزاب، ،رجال دولة ، رجال دين ومفكرين" أعلامين عسكر عاديين . عندها شرذمت الطائفة السنية ، وتم الالتفاف عليها من خلال الاعتداء على كرامتها الدينية باغتيال المفتي الشيخ حسن خالد . وثم أبعدها بعدما أبعدت الطائفة المارونية من المشاركة الفعلية في الحياة السياسية للبنان. لكن، مع قدوم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي حاول فك شرذمت الطائفة والعودة بها إلى مكانها الطبيعي، من خلال حنكته ودبلوماسيته الشهيرة والتي تمتع بها طوال فتره ، لكنهم لم يتركوا له أي مجال للوقوف والنهوض بهذه الطائفة ، لان تجميع ولملمت شمل الطائفة السنية يشكل خطر على كل من يحاول التربص بها نظرا للبعد الجغرافي والاستراتيجي التي تتمتع به الطائفة السنية في لبنان.
السنة ليست باقلية مذهبية :
السنة في لبنان هم ليسٌ بطائفة متقوقعة في فنجان، وإنما هم حالة وطنية قومية ، فهم أكثرية لأنهم امتداد لحالة عربية قومية في المنطقة العربية ، وحالة إسلامية في العالم، لذا يحاولون إبقاءها متفرقة مشرذمة، وتحويلها إلى طائفة لكي تصبح أقلية بعيدة عن محيطها العربي والإسلامي.لقد عانى الرئيس طوال فترة وجوده في الدولة وحورب في طائفته، حتى يوم اغتياله البشع والشنيع ، قتلوا الرئيس الحريري والجميع يعرف الوضع الذي عشناه ومازلنا نعيشه طوال 5 أعوام، والحرب الذي خاضت ضد قيادات ورموز هذه الطائفة ،لكونهم لم يقعوا في إطار سيطرتهم،لان انتفاضة السنة في لبنان أزعجت الجميع ، ووحدت في طياتها كافة شرائح المجتمع اللبناني تحت شعار واحد ، لبنان أولا ، ودولة القانون أولا ، والاستقلال والسيدة والحرية أولا. الحشود الغفيرة للجماهير الشعبية التي نزلت إلى الشوارع معبرة عن غضبها وانزعاجها من عملية الاغتيال وعلى الإهانة التي لحقت بها،هي التي صنعت الاستقلال الثاني ، فأخرجت السوري بسرعة فائقة لم يكن يتوقعها احد .
جميعنا يتذكر الحملة التي نظمت ضد الرئيس" فؤاد السنيورة" أثناء فترة توليه الرئاسة ، والتي بدأت منذ اليوم الأول لحكومته حتى الانتهاء من ولايته ، لقد خون السنيورة ونعت بأشد النعوت ... ابتدأت الحملة من انسحاب وزراء الشيعة حتى اليوم ، لان الهدف هو إبطال كل المعاهدات والاتفاقات التي أبرمتها حكومته، لان "السنيورة" أتبت انه رجل دولة بكل معنى الكلمة وحامي الاستقلال ، وليس الرجل الموظف ، كما نعته مأمور لعبد المأمور، فالحملة ابتدأت منذ اليوم الأول لاغتيال الرئيس الحريري من خلال المهرجان الاستعراضي الذي أقيم في ساحة رياض الصلح ، واستخدام العبارات الشهيرة ،" شكرا سورية" ،بالوقت التي كانت الطائفة السنية تبكي وتدفن فقيدها ، كلها كانت في خانة الهجوم على الطائفة السنية ، ومن اجل أهانتها وإذلالها حتى في يوم فقدانها لرجل وطني مثل رفي الحريري ، وثروة قومية يخلقها الله مرة لأمة كل مائة عام لتعتز بهذه الهدية الإلهية ، والتي افقدها الظلم والغش ،قاموا وقالوا شكرا سورية ، لقد استباحوا بيروت العاصمة الوطنية والقومية والإسلامية السنية في اعتصامات وإضرابات لأشكل فيها، ولأطعم، حاولوا اقتحام السراي لإسقاط المعقل السياسي السني، بقوة السلاح تحت شعار ، "السنيورة" والحكومة الغير دستورية ،حاربوا المرجعية الدينية الممثلة بدار الإفتاء، ومفتي الجمهورية ، تحت شعار محاربة الفساد ، لان الفساد دخل إلى عكر دارهم من خلال فضيحة عز الدين فكان الحرب على المفتي إذا لم ينفذ المطلوب حسب رسالة الشيخ ماهر حمود أدام الله عمره يستقبل جميل السيد وتأيد المقاومة أي الحزب "فهو حرامي وسارق ، ولكن في داخل هذه الحملة هدف أسمى،هو المداورة على الإفتاء مابين السنة والشيعة ، وإيجاد مفتي بعيد عن بيروت والشمال . فكانت الحملة المنظمة على مفتي المناطق الذين يتهمون بالتطرف ، وينعتون بأشد النعوت، الحملة ضد مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو، وضد المفتي مالك الشعار لان أمه مسيحية وضد النائب مصطفى علوش لان أمه علوية، الحملة ضد راضون السيد لأنه مفكر إسلامي وأديب وخلوق، ومهذب ، الحملة ضد الوزير محمد شطح والإعلامي هاني حمود، الحملة ضد النائب احمد فتفت أثناء توليه وزارة الداخلية بالوكالة ومحافظته على جهاز امن المعلومات، واتهامه بالعمالة لإسرائيل،الحملة المشايخ السنة واتهامهم بالتطرف السلفي ،عندما فشل التحالف مع السلفية لمحاصرة التيار السني المعتدل ، الحملة على الجماعة الإسلامية، بعد الفشل في استمالة الجماعة إلى جانبها ،فكانت الحملة بعد معركة صيدا الانتخابية، ووصول الرئيس "السنيورة" إلى المجلس النيابي ، اليوم الحملة تشن ضد قوى الأمن الداخلي، ورئيسه اشرف ريفي المشهود له بنظافته وذكائه وعلى جهاز امن المعلومات ورئيسه وسام الحسن بعد النجاح الذي حققه الجهاز، إن كان لجة كشف شبكات العملاء أو كشف عديد من الجرائم التي كانت مخبأة في كنف المربعات الأمنية،والعمل الجاد في التوصل في جريمة الشهيد الحريري مع التحقيق الدولي ، بالإضافة إلى أمور أخرى، بالوقت الذي يعتبر هذا الجهاز جديد وبنيي بعد عهد الوصاية الأمنية اللبنانية –السورية، واليوم هو غير خاضع لأزلام الوصاية، لذلك شنت حملة عديدة وعنيفة ضده ابتداء من محاولة اغتيال المقدم سمير شحاذة واغتيال الرائد وسام عيد الذي كان له دورا بارز في فك العديد من الغاز الاتصالات السرية في جريمة زلزال تفجير 14شباط 2005 ، والتي قدمت للمحكمة الدولية كدلائل ، ويعتبر هذا الجهاز هو الذراع الأيمن للمحققين الدوليين لذا يتم العمل على شلهمن اجل تعطيل عمل التحقيق ، تم غزو بيروت في 7 أيار 2007 المعقل السني ورفع السلاح على العزل فيها ، أحرقت وأقفلت الوسائل الإعلامية السنية الوطنية، لقد شن الإعلام المحارب حملته على كل شيء ولم يوفر احد من شره كان وما يزال كالجراد الذي يأكل الأخضر واليابس الحملة مستمرة والقافلة تسير، دون كلل أو ملل، لتمكن من الوصول الأهداف التالية :
1) محاصرة سعد الحريري وسط طائفته، من خلال ضرب كل من حوله،من الرموز من اجل القضاء على الاعتدال الذي يمثله سعد الحريري، بأغلبية لان الطائفة السنية هي طائفة معتدلة وقومية .
2) إسقاط كل القوانين والاتفاقات التي أبرمت في ظل حكومة السنيورة وفي القلب منها الاتفاقية القانونية مع هيئة الأمم المتحدة ، وتمويل المحكمة الدولية التي يترتب على لبنان 49% من مجمل نفقاتها .
3) السيطرة على جهاز المعلومات وضعه تحت قبضتهم من اجل أعاقت عمل المحكمة الدولية ، من خلال شن حملات دعائية ضده تحت حجة الهبة الأميركية التي تحاول من رفع قدرة هذا الجهاز.
4) تعطيل دور الحكومة اللبنانية من خلال المناكفة والقدرة على التعطيل وإعادة الوضع الحالي إلى الفترة السابقة في الحكومة في أيام الشهيد رفيق الحريري.
5)التشكيك بالمفتي من اجل طرح فكرة المداورة في الإفتاء،الحملة على إفتاء المناطق من اجل إفقاد الشرعية الدينية والسياسية عن المفتين والعمل على شرخ بين المواطن ودور الإفتاء في الطائفة السنية بمساعدة بعضد الشخصيات الدينية والسياسية السنية المستفيدة شخصيا من هذه الحالة .
الإعلام ومنابره الحرة أصبح مراكز دعائية لأيديولوجيات:
لان المشكلة تكمن في الطائفة السنية منذ القدم لان الطائفة السنية هي الأقوى والأكبر بين الطوائف اللبنانية ، ليس لجهة العدد والعدة وإنما لجهة الامتداد الجغرافي وهذا هو الأهم والذي يخافه الجميع، لان شرذمت الطائفة عامل أساسي في القبض عليه ، والتوحد هو الخوف منها ، فالطائفة السنية التي لم تكن يوما طائفة، لأنها دائما أكثرية، يردون تحويها إلى طائفة كباقي الطوائف من خلال فصله عن الجذور وعن الامتداد الطبيعي لها في العمق الإسلامي والعربي، لقد أفزعتهم وأربكتهم لأنهم لم يعرفوها موحدة بقرارها يوما مثل ما هي عليه اليوم، فاليوم المعركة تدور ليس للامساك بمقاليد وزمام الوضع العام للدولة اللبنانية ، اليوم يدور الحديث عن إعادة تركيب الكيان اللبناني وتغير وجهته ، ضرب التعايش ، ضرب الطائف ، ضرب المناصفة بين المسحيين والمسلمين ، طرح المثلثة على حساب المسيحيين والسنة،من هنا نرى الهجمة القوية التي تسلط على هذه الطائفة منذ العام 1983 وحتى هذه اللحظة ، المطلوب البلد ،لذا تمارس حملة مماثلة ضد طائفة أساسية وشريكة لنا في المصير في هذا الوطن، من خلال التعدي على رموز هذه الطائفة " الطائفة المارونية التي تطال الحملة يوميا رجالها السياسيين والآمنين والدنين، ابتداء من رئيس الجمهورية رئس الدولة ،والبطريرك الرجل الثاني في الطائفة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ، إلى ركنها السياسي الأساسي الدكتور سمير جععع ، إلى إعلاميها وكتابها ومثقفيها، حتى المدنيين لم يسلم من هذه الحملة،لانريد تسليط الضواء في هذا المقال على الأسماء او التذكير بالحوادث ولكننا نربطها بعضها بعضا حتى نلقي الضواء على ما هو مطلوب من كل هذه التصرفات ،لان المطلوب هو لبنان!! ،لبنان الاعتدال لبنان الثقافة والحضارة والتعايش والمناصفة، لأنهم يخفون من الامتداد الذي يشكله لبنان وما يؤثر على الجيران وحركة التطور الطبيعي
الإعلام ضد المرجعيات الدينية:
لايزال الإعلام الحربي المتصل بالقوى السياسية اللبنانية يشن حملة قوية ضد مرجعيتان روحيتان. محاولا بذلك ضرب العيش المشترك في البلد عرض الحائط، محاولا إعادة النظر بأمور سياسية داخلية ، تولى هو الدخول فيها من خلال توجهات القيادة السياسية الخلفية:
1 -الحملة الاولى تركزت:
على غبطة البطريرك الماروني "بطرس صفير[1]"، والكاردينال صفير الذي عودنا دوما على شجعته ووطنيته المميزة من خلال نداء البطاركة الأول عام 2000 وراعياته للمصالحة الوطنية التاريخية مع الزعيم الدرزي "وليد جنبلاط "، في جبل لبنان من حينها و سعادة الغبطة في موقع الهجوم السياسي والإعلامي وخاصة بعد تعاظم دوره في مباركة "قرنة شهوان" ومباركته لثورة الأرز. لقد أصبح عرضة للتصريحات والهجوم السياسي اليومية على شاشات الإعلام المرئي وعلى صفحات الجرائد المكتوب،على موقعه الشخصي والرسمي الذي يمثل بالنسبة إلى الطائفة المارونية وهو الموقع الثاني الرسمي والديني، بعد رئيس الجمهورية الماروني وهذه الحملة المركزة من جديد على شخص[2] البطريرك وبعد المقابلة الخاصة التي أجرتها مجلة المسيرة النجوى اللبنانية معه في عددها 50 بتاريخ 2-11-2009. والذي يطرح غبطة البطريرك الماروني "مارنصرالله بطرس صفير" في المقابلة و الذي يقول فيها،"قلت ما قلته لن أتراجع: "أما السلاح "سلاح حزب الله" وأما الديمقراطية" ،وحزب الله يعمل لمصلحة إيران ، وسورية لن ترفض العودة إلى لبنان إذا تمكنت .
2-الحملة الثانية تركزت:
على المفتي الجمهورية "الشيخ محمد رشيد قباني "، العامود الروحي لطائفة أخرى، شريكة أساسية في مكونات تركيبة هذا البلد ألهجيني من الفسيفساء والطائفي . والحجة ليست جديدة على الطائفة السنية ، ودار فتواها، لقد تعرضت هذه الطائفة سابقا ولا تزال حتى اليوم بالذات فتمارس ضدها نوع الاضطهاد والظلم الشديدان ، الحملة التي نظمت ضد شخص ، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ[3] "محمد قباني" على شاشة تلفزيون الجديد " NTV" في برنامج الإعلامية "غادة ماروني عيد " الفساد [4] , فهذه الشخصية السنية تعتبر الشخصية الثانية بعد رئيس الحكومة السني ، وللعلم إن المرجعية السنية التي تعرضت سابقا لعملية اغتيال ، موجهه ضد المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد عام 1989، واغتيال رئيس وزراءها ومرجعيتها الوطنية[5] ،الشهيد رفيق الحريري عام 2005، ولا نريد ذكر كل الويلات التي حلت بأهل الطائفة السنية وقيادتها هنا . وبالرغم من ذلك لم تفلح كل التهديدات بالقتل ،التهديد ،الوعيد و التخويف "من رجال القاعدة الانتحاريين أو شق صف الشارع السني وإدخاله بحرب داخلية[6] ، لقد كان الإعلام إحدى أعمدة الترويج والتهيج لها ، لكن هذه المرة استعملوا أسلوب"الفساد والاختلاس المالي" . فالحرب الإعلامية، والمعركة مفتوحة حتى اليوم ، فالإعلام الذي يلعب هذا الدور الريادي فيها نيابة عن " المهاجم الأساسي" لكون المهاجم يستخدم طرق ومواضيع مختلفة، لتحقيق غيته السياسية . لكننا لا نعرف الدوافع التي تجعل الإعلام اللبناني القيام بخوض هذه المعركة أو الحرب الدعائية ، ضد المرجعيتين الإسلامية والمسيحية، بالوقت التي تعتبر دوافعها سياسية خاصة بالسياسيين نفسهم. لقد أقحم الإعلام اللبناني نفسه في معركة فاشلة،وخاسرة لان مهمة الإعلام في لبنان تتعدى التحريض والإشاعة. فالسياسيون ابتعد عن الخوض المباشر فيها ومما سوف تؤدي من نتائجها السلبية. هذه المعركة المفتوحة ضد المرجعيات ليس لها أية دوافع إعلامية أجابية من اجل التغير نحو الحياة المدنية أو العلمانية لكي يعتبر الإعلام نفسه،معني بخوض هذه المعركة دفاعا عن الحريات العامة والتغير نحو الديمقراطية.
فالإعلام والإعلاميين الذين يخوضون غمار هذه المعركة نيابة عن رجال السياسة المعنيين مباشرة لان المعركة ذات طابع سياسي، السياسيون الذين يستعملون الإعلام ليكون بالمواجهة لكي يتحقق لهم التالي:
1-العمل على عزل [7]البطريرك صفير من خلال موقعه ألبطريركي الوطني الذي يتميز به، تأتي الحملة كي يحل مكانه بطريرك ضعيف وهزيل المواقف، ويتحقق حلم البعض أن يصبحوا البطريرك السياسي والروحي للموارنة ليس في لبنان وإنما في الشرق .
2- العمل ضد المفتي ،هو لتحجيم دور المفتيين في المناطق اللبنانية ،وهذا يعني نزع المصداقية عن المرجعية الدينية بعد أن أكدت انتمائها الحقيقي السياسي والديني، فان تصوير المرجعية بأنها فاسدة شيء خطير، بمعنى إرسال رسالة واضحة عن طريق الإعلام من خلال برامج لها دورا سياسي،مفاد الرسالة هي" الفساد موجود ليس عند طرف وإنما عند الجميع وفي الهرم .وكل هذه المعركة المخفية تحمل عنوان أساسي،هو تداور في المرجعية بالنسبة للإفتاء بين الطوائف[8].
تذكرنا هذه الحالة، بالحملة التي شنها الجنرال عون على دور وصلاحيات نائب رئيس الوزراء الأرثوذكسي"في حكومة الرئيس" فؤاد السنيورة"الأخيرة،ونائبه اللواء عصام أبو جمرة". عندها خسر الإعلام هذه المعركة. وفي هذه الحالة الجدية التي يقودها الإعلام سيتلقى النتيجة ذاتها لأنه أقحم نفسه ودوره في صراع معقد وفاشل. فشل الإعلاميين من تحقيق إي نصر يذكر على جبهة المرجعيات، وهمدت أصوتهم، العالية الذي رفعوها ضد المرجعيات ولم يحققوا إي نصرا مبينا، بل العكس لقد تصلب دور المرجعيات الدينية،ولم يثني قوتها أبدا،هذه المهرجانات الإعلامي والدعائي التي حاولت استهدافهم واستهدف مواقعهم الوطنية،من الاستمرار والمضي في لعب دورهم الوطني والقيادي الطبيعي على الساحة اللبنانية،كما لو انه لم يحدث شيء،"غيمت شتاء ومضت "
دفاعًا عن الحقيقة:
ردا على مقالة د. اسعد أبو خليل المنشورة في جريدة الأخبار اللبنانيةتحت عنوان "لست لاجئا فلسطنيا في لبنان " في عددها الصادر نهار السبت في 3 نيسان 2010، ليس دفاعا عن د.سمير جعجع،وإنما دفاعا عن حقائق يكاد يطمسها أبو خليل
لست محامي دفاع عن احد، ولم أمارس مهنة المحاماة يوما لأكون وكيلا لأحد،لا من ناحية المهنة أو المعرفة الشخصية، بأحد أو لأي غاية تذكر ،لان الدكتور اسعد أبو خليل يتحفنا دومًا بكتاباته الذي يصور فيها كل الأشخاص أشياء مسطحات هندسية، ويقيم الأشخاص حسب راية الشخصي،و بناء لتوجهه ومزاجه الخاص ، وغير الموضوعي،والذي يلبسه إلى طرف سياسي،لكننا نعرف جيدا، هذا الطرف وطرحه السياسي والفكري ،كنا وإياه سويًا في نفس الخندق الواحد ومازلنا،!!! لقد قرأت مقالاته العديدة في لبنان وخاصة في جريدة الأخبار اللبنانية، انه كأي لبناني يرتمي في أحضان طائفته ويرفعها فوق الوطن،تهجم على الدولة اللبنانية، وعلى رموزها،ابتداء من الرئيس فؤاد السنيورة مرورا بالنواب والوزراء وصول إلى مكونات الدولة اللبنانية، لا نريد الوقوف إمام الهاجم التي يطال الرموز التاريخية الفلسطينية للنضال الوطني للحركة الشعبية الفلسطينية حتى الدكتور في الجامعة الأمريكية ساري حنفي ، لكن هجومه امتد ليطال في قلمه الذي يظن انه لاذع، ووقح ليتهجم على قيادات تاريخية في لبنان مثل محسن إبراهيم وقيادة منظمة العمل الشيوعي ومسقط حقهم التاريخي بإعلان البيان التأسيسي لانطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية مع الشهيد جورج حاوي والحزب الشيوعي اللبناني ،تهجم على "شاكر البرجاوي" أمين عام حزب التيار العربي"حركة 6 شباط سابقا منكرا دوره وتاريخه وعلى العديد من الشخصيات الوطنية والرسمية للبنانية ولكن بعد قراءتي لمقاله الذي يكتبه كموضع إنشاء عربي يدخل فيه الوجدانيات والعاطفة من اجل الحصول على علامة جيدة من الأستاذ، أحببت الرد، على الدكتور أبو خليل وليس الدفاع كما قلت عن احد ولا عن الدكتور سمير جعجع لكونه يوجد العديد من الذين يدافعون عنه ولكن صوتي لبد إن ارفعه ،من خلال كلماتي هذه، لا نستطيع أن نفهم سبب وجود الدكتور الذي يعلم مادة علم السياسة في دولة هي "شر مطلق بالنسبة له ولا فكاره " و يترزق فيها، وبالعملة الصعبة، ويحمل جوز سفرها كما الكثيرين من هذا النوع ، ويفتح مركز أبحاث علمية ويصر على البقاء فيه بالوقت الذي بلاد ه وجامعتها هي بحاجة إليه في رام لله ،غزة ، القدس أو بيروت ،عمان، او دمشق"الذي يمكن أن يؤثر فيها، لأنني لم استطيع إن أجد له أي تأثير أكاديمي في المجتمع الأميركي المثقف كما كان تأثير المستغرب الراحل ادوارد سعيد، أو البروفسور الحالي خالد رشيد،أو البروفيسور وليد خالدي في بريطانيا،والعديد من الطليعيين أبناء الشعب العربي المشهورين في العالم، سوى بعض المقالات،والمقابلات التلفزيونية، التي يحاول أن يبرز فيها بطولات من خلف البحار، يحاول جعلها، تزغرد كما البارود المرطب،في مستوعبات الزمان المنسي غير القابل للاشتعال من رطوبة مضت عليها سنوات 60- 70 عام. محاول إعادة الحياة إليها،من خلال استعماله لمفردات، تبث الحماس فينا والنخوة من جديد، هو القابع في عالم أخر،يمانع ويقاوم، ويحمل جنسية ويتجول حيث يشاء،دون التعرض له من قبل احد، يدرس مادة علم السياسة في جامعاتها ، وأية سياسة مقرونة بالخيال وأساطير الميثولوجيا اليونانية ، المبنية على الحلم والعودة إلى حنين الماضي،انظر إلى الواقع الذي تغير من حولك يا دكتور لقد تغير كل شيء عجبًا مدرس مادة علم السياسة وهو بعيد عن الواقع ويتكلم بالماضي، عله يحاول الغسل في ماء النهر مرتين.
الحنين الى حمل السلاح والقضاء على حلم الدولة :
دفنت اهلك يا دكتور في لبنان رحمهم الله ورحمنا معهم ، ورحم كل فلسطيني دفن أو استشهد فوق التراب اللبنانية ليجسد عليها العلاقة الطيبة بين أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني والتي عمدت بهذا الدم الزكي والنقي ، ة أما السلاح الفلسطيني في داخل المخيمات وفي خارجها لا يرحب به،فالسلاح الذي تتغنى به وتمسك به، و تريده أن يبقى أزمة عالقة بيد بعض المستفيدين من هنا وهناك،على حساب المصلحة اللبنانية والفلسطينية معا، على ما يبدو انك لأ تعلم إن هذا السلاح أصبح عليه إجماع لبناني من كل القوى، لتنظيمه وضبطه، بطريقه شرعية حسب نص طاولة الحوار الوطني الذي أقرته ذلك عام ، 2006. والذي شارك فيها شخصيًا الأمين العام لحزب الله،"السيد حسن نصرالله". هذا السلاح الذي تتكلم عنه يا دكتور انتهى دوره من العام 1982، والشرعية الفلسطينية الرسمية"إن كانت حركة حماس أو منظمة التحرير" هي موافقة على ذلك، وهي تقول هو اليوم في عهدة الدولة اللبنانية ، فأنت لا تريد أن يكون هذا السلاح تحت رحمة" اللينو"في مخيم عين الحلوة هذه مشكلتك مع" اللينو" أو غيره، ولكن الشعب اللبناني لا يريد أن يكون هو تحت رحمة سلاح القيادة العامة وجند الله...الخ ، من اجل حل مشاكل شخصية،لأشخاص معنيون باستمرار هذا السلاح، لان نزع السلاح من خارج المخيمات الفلسطيني هذا رأي الدولة والقوى اللبنانية جميعها ، وعلى الشعب الفلسطيني أن يلتزم بقرارات الدولة الذي يعيش على أرضها إلى حين العودة، أليس كذلك يا دكتور؟؟؟ أما أنت في أميركا تتصرف عكس ما تكتب لنا .؟؟؟ وتدرس طلابك عكس ما تقول ؟؟؟ أو أنت اليوم بوق، يتم الصراخ فيه، يكفينا من الأبواق الناخرة في سماء لبنان،اكتب كلماتي هذه حفاظا على المصلحة المشتركة والعلاقة الجيدة بين الشعبين والذي لا نريد أبدا تكرار الأيام السابقة، والسلبي منها ، لجهة التسليح والتهديد بالسلاح ضد الدولة،أو المواطن والأمن اللبناني ،،،أنت تعتبر نفسك من أبناء وديع حداد، ألا تعلم بأن تلك الحقبة التي تتغنى بها يا دكتور، انتهت وقد ولآت لغير رجعة، ولا نريد النقاش فيها، لان الجبهة الشعبية نفسها ومنظمة التحرير والشعب الفلسطيني والعربي لم يستطيع تحمل تلك المرحلة، لذا تم نبذ مجموعة وديع حداد الإرهابية، واشك بأنك واحدا منها،و لك كل الحق أن تأيدها، ولكننا لا نريد أن تكون مثلنا الأعلى يا دكتور لا في الماضي، أو الحاضر،وإذا أردت إعادة التجربة من جديد، والعودة إلى الماضي لماذا تنتظر، إلى اليوم، طريق فلسطين والعالم مفتوحة أمامك للعمل "المقاوم"، "دعنا نرى عملك بهذا الشأن،ونسافر معك نحن على طائرات العال الإسرائيلية إذا كنت شخصيا اسعد أبو خليل ترحب بالمسافرين،كما رحبت ليلى خالد سابقا في مطارات العالم .
خاطب سمير جعجع المتقدم بالنسبة الى الى القضية الفلسطنية:
أما بالنسبة إلى د. جعجع يا سيد أبو خليل، وهذا هو الموضع الأساسي الذي أتناوله وليس من باب الدفاع كمحامي لان الحكيم ليس بحاجة لأحد من اجل الدفاع عنه ،لأنه جدير بالدفاع عن نفسه، وسبق له أثناء اعتقاله لمدة 11,5 سنة ونصف من الدفاع القوي والجدي عن نفسه والوقوف بوجه سلطة الوصاية الأمنية واللبنانية –السورية، وقوى أمر الواقع، وبوجه كل القضاء اللبناني انذاك ، الذي عجز بدوره بكل تركيبته القضائية ، من معاقبته على أشياء هم يعلمون جيدا، بأنه لم يرتكبها،ولكن لا أريد الغوص بالتفاصيل، بل أريد تصويب نظرك نحو خطاب جعجع نحو القضية الفلسطينية. لتقييم الأشخاص في لبنان حسب حبك وكرهك لهم يا أستاذ اسعد، بثلاثة نقاط :
1-عندما حوصر كل أطياف الشعب الفلسطيني، في المخيمات وتم إطعامه كلاب وقطط، كانت طريق "جونيه" هي طريق الإمداد الوحيد التي سمحت به للفلسطيني بالخروج والدخول والتزود بالمال والعتاد، وكان الفضل بذلك للدكتور سمير جعجع عندما اعتلى منصب قائد القوات اللبنانية في العام 1986.
2- بعد خروج جعجع من المعتقل، كان السياسي اللبناني الوحيد من بين كل السياسيين الذي اتزن خطابه بشكل مميزفي الوسط العام اللبناني والإقليمي وتحديدا نحو القضية الفلسطينية ، مما أدى بذلك في العام 2009 إلى تقدم نقد ذاتي لتجربة مرحلة الحرب اللبنانية، وتجربة السلاح الفلسطيني،والتي تلقفتها قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بلهفة جدية ، و تقدمت بدورها بتقديم قراءة نقدية لتجربتها في لبنان،بعد النقد المقدم لتجربتها في الأردن عام 1994.
تعلم جيد أنت ماذا يعني النقد، والنقد الذاتي "يا رفيق اسعد" وتحديدا بعد قراءة جدية وجريئة لتجربة سوداء في لبنان ولم تتلقى هذه القراءة الصدى الايجابي مع إطراف أخرى لبنانية لتتفاعل فيما بينها.
3- لم تقرأ الصحافة اللبنانية ولم تشاهد التلفاز في الذكرى16 لحل حزب القوات اللبنانية بتاريخ.27آذار2010 في بيروت وبرعاية الرؤساء الثلاثة للدولة.
الضهور على شاشات التلفزة وعلى صفحات الجرائد :
أعذرك لأنك بعيد جدا في أمريكا، ولكن أنصحك يا دكتور اسعد بقراءة الخطاب،الذي ارتجله جعجع في الذكرى والذي ميز القضية الفلسطينية ، لتجد نفسك أمام قائد فلسطيني حقيقي،وليس لبناني ، لأنه الوحيد من القادة اللبنانيين الذي لم يزاود على القضية الفلسطينية ولم يفزع الفلسطيني بشماعة التوطين والمقاومة هي التي تمانع توطين الفلسطينيين لان الحصول على جواز معين لا يسقط الحق الفلسطيني ، لم يكذب لكي يضع السلاح الفلسطيني في إستراتيجية الدفاعية اللبنانية كما يقول المثل اللبناني " بق الحصة أنور رجا" مسؤول الجبهة الشعبية ( القيادة العامة)
في تصريح له على تلفزيون "إل بي سي" بتاريخ 10نيسان 2010 ،حيث قال حرفيا ، لسنا مع القضية الفلسطينية لأنها قضية دينية وجغرافية وقومية أو عرقية ، وإنما إنسانية وعادلة ،ومحقة فلم يعد في القرن 21 شعب يعيش تحت الاحتلال ، لقد كان في السابق موقف من السلاح الفلسطيني في الداخل في 70 و80 لكننا كنا مع القضية الفلسطينية ولكن اليوم انتهى الموضع إلى غير رجعة.
أنت تصفه بأنه جزار كلنا قتلى وعظمنا ينزف دما وكما قال السيد المسيح "من ليس له ذنب ليرجمني بحجره" ، فالذي قتل بيوم واحد 700فلسطيني ماذا تصفه، ولماذا يحل لك ما لا يحل لغيرك، فكيف تسمح لنفسك بالتقييم فقط لشخص، وتمر من جانب الآخرين دون التعرض لهم بحرف ، إذا كان الله يغفر الخطايا، فمن أنت يا مقاوم من وراء البحار ؟؟؟
يمكن أن يكون النقد بناء للاستفادة من التجربة، فعندما يتعدى ذلك يصبح تهجم وذم وأنت من يمار الآخرة.
طريق فلسطين الحقيقي :
كما بقي إن أذكرك بأن طريق تحرير فلسطين لا يمر ب "جونية" كما طرح الشهيد أبو إياد، لان الخطاء لا يتكرر و الزعيم الراحل" أبو عمار" قد رمم ما خرب عندما أصبحت طريق "جونية" هي طريق الحياة " عندما حوصروا الفلسطينيين في لبنا ن وأنت تعرف التاريخ جيدا " عادت "جونية" لتأخذ مكانها الطبيعي في العطاء من اجل القضية الفلسطينية، لن تكون "جونيه" ولا طرابلس ولا بيروت أو صيدا وصور وزحلة طريق لتحرير فلسطين عنوة عن أهلها، لان غيرك قال طريق القدس تمر في بغداد دمرت وخربت بغداد ولم تتحرر القدس لا نريد تدمير أية مدينة عربية إذا لم نربح تحرير شبرا واحدا من الأراضي الفلسطينية المحتلة كما قال " د. سمير جعجع":"ما هي الضمانات التي تعطى إذا دمر لبنان سوف يتم تحرير أراضي محتلة ليدمر كل لبنان وكل الدول العربية من اجل فلسطين".
لكن الذي نستطيع فهمه، بان الدكتور أبو خليل وصل إلى حالة يرثى لها لأنه أصبح يرى نفسه فوق كل هذه الشخصيات التاريخية ،لأنه خارج من كتاب التاريخ القديم ، لذلك لم يعد يرى سوى نفسه الذي يمجدها بتمجيد الأنا تحت حجة المقاومة والممانعة.ولكن لا يسعنا إلا أن نتمنى للدكتور أبو خليل الشفاء العاجل من الهلوسة السياسية .
قناة المستقبل الفضائية :/ الخبر اللبناني من المصدر اللبناني حق المعرفة 24\24:/
تغيرات وتبديلات مفاجئة في كواد "محطة تلفزيون المستقبل الإخبارية" ، لقد تم وضع القناة تحت الإشراف والمراقبة من المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري " السيد هاني حمود" وإقالة السيد نديم الملا من الإشراف الإداري واستبداله ، بالسيد" سمير حمود" ليشغل منصب مديرا عاما للقناة ؟؟؟ فهل هذه التغيرات ناتجة عن سياسة خاصة بتيار المستقبل و بإدارة القناة لتطوير عملها الإعلامي مستقبليا ،أو من خلال تغير المرحلة السياسية الجديدة التي بات يطلبها جمهور 14 آذار، و وفقا للمرحلة القادمة من خلال إستراتيجية إعلامية سياسية جديدة باءت تظهر على القناة من خلال التغير ، ومن خلال استقطاب كوادر إعلامية جديدة ومهنية تتطلبها المرحلة ، ومن اجل التغير المهني لطويل عمر القناة الإعلامية كما فعلت قناة العربية مثلا عندما استدعت السيد عبد الرحمان الراشد الإعلامي العربي الناجح والتي كلفته بإدارة المحطة والتي اكسبها قدرة مهنية عالية في الاستمرارية والمنافسة الإخبارية والإعلامية ، أما التغير ناتج نتيجة خلافات داخلية بين الكوادر الإعلامية على تقاسم الحصص والمكاسب المالية والمواقع الإدارية في المحطة ،على اثر الخلاف الذي نشب وظهر إلى العلن بين السيد "نديم الملا" المدير السابق للقناة و والمقدمة الإعلامية" بولا يعقوبيان" عندما ذهبت الإعلامية الى التحكيم في برنامج" استديو الفن"، بالوقت التي بات وجود يعقوبيان حاجة ضروري في القناة احترام للقومية الارمنية ولقدرات الإعلامية المهنية، بالوقت الذي قدمتها البرنامج زوجة الملا الثانية نورما نعوم .
إطلاق المشروع الفضائي المميز:
إن إطلاق مشروع فضائية ( تلفزيون المستقبل الفيوتشرز نيوز الفضائية ) بالأصل يعتبر من أهم إنجازات تيار المستقبل على مدى فترة النضال الاستقلالي الأخير المقدمة إلى جمهور الرابع عشر من آذار ، في الاستماع للخبر مباشرة من المصدر الأساسي وكان على حق مدير القناة السيد نديم الملا عندما قال ( أن القناة سوف تنافس كل المحطات الفضائية بالنسبة للخبر اللبناني ( وكيفية التغطية له من دون الفلترة والتقزيم ، بعدما أصبح الخبر مغيب في ظل غياب الوسائل الإعلامية التي تملكها قوي 14 آذار لمخاطبة جمهورها إمام أبواق المعارضة التي تسخر كل الوسائل الإعلامية المرئية والمكتوبة المحلية والخارجية لمحاربتها، من خلال إعلامها وقوته التي تشرق وتغرب من منابره بكل أنواع القدرات من النعيق والنعوت إن كان لجهة التخوين والتعامل مع الأمريكان أو الغرب "أو إسرائيل" مشوهة كل الحقائق و معتمدة في التحليل على مراجع أمريكية وإسرائيلية متذرعة بأن الدليل على ذلك كما في مسرحية عادل إمام " قالوا له يا سادة" بالرغم من استخدامها لتلفزيونات محلية لبنانية و فضائيات عربية تسيطر عليها قوى المعارضة وقوى حليفة وداعمة لهم فما اكثر هذه القنوات مثلا ( المنار ،التلفزيون الجديد، أو تو في، إن بي إن ، الجزيرة، الكوثر ،العالم،الشام الفضائية ،وسورية القدس وقنوات الجماهيرية الليبية الخ ،علما إن الدولة لم تستعمل تلفزيون لبنان الرسمي للدعاية لها بالرغم من انه يقع ضمن سيطرتها الرسمية في إطار إبقائه بعيدا عن السيجالات السياسية ، وبالرغم إن تجربة القناة كانت غنية جدا لأنها لم تأتي من فراغ لان البداية كانت مع "محطة تلفزيون المستقبل الأرضية " التي كانت ولا تزال موجودة وقناة "زين الشبابية" مع تجربة الإعلامي" سامر حمزة" التي لم يكتب لها الناجح في العام 2000 م. غير إن العمل على إطلالة القناة بطريقة جديدة من اجل مخاطبة الجمهور العربي الذي يجهل خطاب قوى 14 آذار والحركة الاستقلالية وما هي أهدافها الأساسية، بعد أن شوه أعلام المعارضة صورتها الحقيقية وتصويرها جزاء لا يتجزأ من المشروع الأمريكي- الإسرائيلي المساهم بتفتيت المنطقة، العربية والإسلامية ضد " القوميين والإسلاميين" هذه الوسائل الإعلامية لم تصور وتشرح وماذا فعلوا هؤلاء بقيادي 14 آذار من قتل واغتيل وسجن نواب الآمة في إقامة جبرية ،وقفل الحياة الدستورية والنيابية والحياة الاقتصادية وشل كل قرارات الدولة الرسمية والتي انتهت بإحداث 7 أيار"مايو " عام 2008 م. والتي أنتجت اتفاق الدوحة والثلث المعطل، والديمقراطية التوافقية ، كما فعلت وتفعل إسرائيل بالشعب وبقيادة الحركة الوطنية الفلسطينية طوال مدة الصراع العربي- الإسرائيلي.
التواصل بين القاعدة والقيادة :
إن قناة المستقبل الفضائية التي أتاحت التواصل بالدرجة الأولى بين قيادة 14 آذار وجماهيرها في لبنان وفي دول الاغتراب من ناحية ومن ناحية أخرى سمحت لقيادة 14 آذار التكلم بصراحة مع جمهورها لشرح مواقفهم و آراءهم عبر هذه الشاشة المفتوحة على جماهير الوطن العربي الغير مدركين تماما للازمة اللبنانية و لمسار الأحداث بسب التغيب ألقسري لقيادة هذه الأكثرية ودورها و صوتها المكتوم وعدم معرفة برنامجها الحقيقي للبنان القادم السيد المستقل . بعد أن أضحت القنوات الأخرى ذات خبرة في الفبركة الإعلامية الإخبارية ،وتشويه الحقائق والمشاهد السياسية الأخلاقية ، لقد جزت مهنة الإعلام في السجال السياسي وتحويلها إلى منابر سياسية رسمية وأبعدها عن عملها الطبيعي في نقا الخبر بموضوعية .
الإطلالات لقادة من خلال الوسائل الإعلامية :
إن إطلالة النائب سعد الحريري والرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع والنائب وليد جنبلاط ( القطب الرئيسي في هذه الحركة حتى تميزه عن الحركة في الفترة الأخيرة الذي مثل اليسار المتطرف طوال السنوات الأربعة الماضية قبل خروجه الحالي من تكتل 14 آذار والذي لايزال جمهوره المؤسس لثورة الأرز ومبادئها العامة والذي تم التعبير عن مشاركة له في الذكرى الأخيرة ولو بطريقة غير حزبية ) وكذلك العديد من قادة هذه الحركة. هذا كله أعاد إلى جمهور 14 آذار نوع من التوازن والثقة بالنفس بعد محاولات التشويش المستمرة من الجانب الآخر .لقد استعانت القناة من خبرات مفكري وكتاب وصحافيي 14 آذار في شرح عميق ومفصل لكل الأحداث والأطروحات والمقولات من خلال كل اللوحات الدرامية والتراجيدية والكوميدية المقدمة للمشاهد .
ميزة قناة المستقبل الفضائية :
إن أهم ميزة للقناة هو المزيج الإعلامي المختلف لنجوم شابة من الصحافيين والصحافيات من كافة المناطق والمذاهب والتيارات السياسية في ألوان متعددة تشبه ألوان العلم اللبناني ، فهذا المزيج الذي لا نراه في تلفزيونات المعارضة بالرغم من ادعائها وتغنيها بالتنوع الوطني والعيش المشترك الذي يبقى مسيطرا عليها اللون المذهبي والطائفي فقط .
لقد أتاحت القناة لمشاهديها متابعة أخبار لا تتصف بالتحيز والدعائية السامة والشوشرة الغير لائقة بمهنة الأعلام وإنما بالموضوعية ، وسماع أصوات مؤثرة في صناعة القرار اللبناني ، لا أصوات أبواق البواخر الماخرة في عمق البحر ، أو طبالي الليالي , وبالرغم من عمر المحطة الصغير استطاعت أن تكون منبرا لبنانيا فعالا على مستوى الحدث والفعل وان ترد الكيل بمكيالين ولكن من الناحية المهنية والأدبية وليس " البلطجة والعونطجة " المتبعة لدى العديد من وسائل الأعلام وهذا ما يعبر عنه الضيوف المختلفين الذين تتم استضفتهم على الشاشة من مختلف الإطراف ومن خلال التعبير الحضاري عن رائيها الذي تتقبله أو تختلف معه كمشاهد مراقب . تحاول المحطة أن تقدم لجمهورها اللبناني والعربي برامج لبنانية خاصة وفريدة في معالجتها للمشاكل اللبنانية الآنية والتي ينبغي على العرب التعرف عليها وفهمها والدخول في خصوصية المجتمع اللبناني وتركيبته .
تسميت الأشياء بأسمائها :
فمثلا الدولة لم تضرب الفلسطينيين في نهر البارد إنما "عصابة شاكر العبسي" السورية الصنع ، أن بعض شاشات الأعلام صورت حرب البارد أنها ضد الشعب الفلسطيني ومخيماته في لبنان حتى أن البعض وضع خطا احمرا على المخيم" والعصابة" ولم تسعف ذاكرة المكان أن عام 1983 أخرجت القيادة الفلسطينية بقيادة زعيمها التاريخي الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى المنفى عبر الجغرافيا وليس من التاريخ ، من نفس نهر البارد ليحققوا حينها ما عجزت عنه إسرائيل في حربها على المقاومة عام 1982 في عملية سلامة الجليل . حرب البارد شنتها الدولة اللبنانية ، على الإرهابي شاكر العبسي وعصابته بعدما اتخذوا من مخيم البارد وسكانه رهينة من اجل الضغط على الحكومة اللبنانية . كذلك في حادثة الطائرة الأثيوبية المنكوبة التي حاولت بعض المحطات المحلية تصوير الحث من خلال نكبة لفئة واللوم على الدولة ،وتقصيرها أمام ركاب الطائرة ، وأمام هذه الفئة المستهدفة من الداخل والخارج ، لكن أخبار المستقبل التي حرصت كالعادة بتقديم عمل مهني مميز للتغطية الإعلامية للحادثة بعيدة عن كل التشويش والتوقعات الغير مهنية، القناة التي تحاول دوما تقديم برامج جيدة ،جديدة ومثيرة جدا ومشوقة ، وجوه إعلامية جديدة تنمو وتحلم بمستقبل واعد بالأمل والحرية وغد افضل وبخبرة إعلامية مميزة بعيد عن الشمولية والأنانية مبنية على تأكيد الذات والاعتراف بالغير وليس أبعاده أو تغيبه ، و بالرغم من الملاحظات الهامة والكثيرة التي تعاني منها بعض البرامج في عملية الإعداد الغير موفقة أحيانا لجهة الضيوف أو الأسئلة المطروحة أو نوعية المتحاورين واختيارهم الغير متكافئ في القدرات والخبرات أو لجهة الضيوف عن طريق الأقمار الاصطناعية مع العلم إنها ملاحظات تحل وتتغير تدرجيا مع الزمن نتيجة التجربة والممارسة , ولكن لبد من الإشارة إليها.
العمل التقني في القناة :
فمن خلال المراقبة للبرامج إن هذه المدة القصيرة من البث التي نرى فيها التقدم الفعلي على مستوى التغطية السريعة للحدث أو الخبر العجل أو التصاريح المحلية أو العربية مثلا التغطية السريعة للعملية الفلسطينية في القدس أو مؤتمرات صحافية لقادة دوليين تدل على أن المحطة لا تقل قدرة وخبرة عن محطات أخرى كالجزيرة ،والعربية . وبالرغم من التعرض الشنيع التي تعرضت له القناة أثناء فترة الاعتداء المليشياوي على بيروت فكان لها النصيب الأكبر من التعطيل والإحراق ، والمضيقات العلانية للصافيين العاملين فيها ، لأنهم أرادوا بذلك إسكات الصوت الحر، وعدم الكشف عن ما يحصل ضد البلد من محاولة للتفتيت البطياء الذي يضرب الصيغة اللبنانية ، صيغة العيش المشترك ، الذي يمكن لمنبر إعلامي حر أن يعبر عن إي مواطن لبناني مهما كانت طائفته وانتماءه السياسي فهذا ما كان لقناة المستقبل .
معاناة القناة :
ولا بد من الإشارة أن القناة تعاني بصورة واضحة من قلة الخبرة في مجال المراسلين الداخلين والخارجين وفي تغطية الخبر أو الإضاءة على الأحداث من خلال الخبرة المهنية التي تتمتع بها وسائل الأعلام المرئية والمسموعة، لان دور المراسل هو صناعة الخبر لكي يصبح المصدر المرادف لوكالات الأنباء وخصوصا في بلورة تفاصيله وتقديمه للمشاهد ، وهنا لا بد للقيمين على المحطة من الأخذ بعين الاعتبار ما تعاني منه في هذا المجال لكي تتم معالجته ولكي لا يكون سببا لظهور خلل مهني آخر . بمعنى لابد للقناة من الأخذ بعين الاعتبار العمل على الأرض من خلال أعطى دورا هاما للتغطية الأرضية في تحويل العمل إلى إعادة الدور لقدرة الريبورتاجات والتقارير التي تشكل عمل متكامل مع النجاح الذي حققته القناة من خلال البرامج الحوارية والسياسية ، العمل الجد على البرامج الوثائقية التي تبث على القناة لجهة الجمهور الموجه له ، لان الترجمة تفقد زبد الوثائقي الذي يجب أن يعد خصيصا من قبل فريق المحطة الذي هو بحاجة ماسة لهذه البرامج الهامة وليس البرامج المترجمة المخصصة والمعدة لجمهور وشريحة أخرى ، لأننا نتمنى للمستقبل الاستمرار بمواكبة مسيرة الاستقلال والحرية ، من اجل إيصال حلم الشهيد الحرير ورفاقه إلى بر الأمان كما تتطلب ممارسة المهنة الإعلامية في نقل الخبر الحر وبموضوعية . ليث التغير الذي يحصل أو حصل يكون من اجل الأفضل في القناة ولتحسين صورة القناة الإعلامية والمهنية وليس من اجل أشياء أخرى تنتهي بإقفال القناة وإسكات الصوت الحر وعدم إيصال الحقيقة إلى جمهورها الذي مازال للسنة الخامسة ينتظرها بفارغ الصبر .
التضامن الأخلاقي والمهني مع محطة" أو تو في ":
وهنا لبد من التوقف أمام الدعوى القضائية الموجه ضد قناة" أو تو في " التابعة للتيار الوطني الحر، نحنا أولا ضد الحالة التي يتعرض لها الإعلام بكافة انتماءه ،نحنا ضد إسكات الصوت الحر،لأننا مع الحريات وضد الشمولية التي تحاول إسكات الأصوات والأفكار،نحنا نتضامن مع المحطة وضد أي رقيب يتعرض لإخماد الصوت في بلد يقوم أساسا على حرية التعبير ، نحن مع إصلاح القضاء ،ولن نقف مكتوفي الأيادي أمام،التعدي على الإعلام ،لان القضاء منذ فترة ويقوم بممارسة نوع من الرقابة،القانونية على وسائل الإعلام المكتوب والمرئي ،وهنا لبد من تذكير الجنرال ميشال عون ،لقد كان مع القضاء عندما كان يربح الدعاوي التي يتقدم بها ضد الإعلاميين الذين يعبروا عن رأيهم ،من خلال الحكم عليهم بمبالغ كبيرة ،فكان القضاء عادل ،ويوم سكت الجنرال وأصدقائه عن إسكات الصوت الحر يوم غزوة 7 أيار"مايو"2008،فلم ينتبه الجنرال بسكوته هذا طبق المثل القائل اليوم من خلال الهجوم على محطة،" أو توفي"، لقد أكلنا يوم كل الثور الأسود "لذلك نحن نقف متضامنين مع أي وسيلة إعلامية بغض النظر عن نوعها وطريقة تعبيرها .
في الختام لا يمكننا إلى أن نؤكد ما كتبه الكاتب والمحلل السياسي نصير الأسعد في
جريدة المستقبل بتاريخ 24 نيسان 2010 في مقالة تحت عنوان "14 آذار حقائق وإبعاد ،فعلى امتداد السنوات الماضية منذ العام 2005 ، وفي مجرى الصراع مع فريق 8 آذار عموما وحزب الله خصوصا ،راكمت 14 آذار تراثا سياسيا،ثقافيا ،فكريا هائلا تعكسه وثائقها والعديد من بياناتها في لحظات معينة.
د.خالد ممدوح ألعزي
كاتب صحافي وباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

قناة "فلسطين اليوم" الفضائية

قناة "فلسطين اليوم" الفضائية

/الخبر الفلسطيني من المصدر الفلسطيني/

إطلاق مشروع فضائية ( تلفزيون فلسطين اليوم الفضائية )، يعتبر إنجازاً من الانجازات الفلسطينية الهامة في عملية الصراع العربي الإسرائيلي، وخاصة بعد التطور التكنولوجي والفضائي الذي يجب أن يضاف إلى رصيد مقاومة الشعب الفلسطيني، عملية النضال من اجل إيصال الصوت والصورة الفلسطينية مباشرةً من المصدر الفلسطيني، وفي الاستماع للخبر مباشرة من المصدر الأساسي، نتمنى من القناة الجديدة أن تعمل على التنافس مع المحطات الفضائية الأخرى على إبراز الخبر الفلسطيني والتعاطي معه من خلال الواقع الجديد الذي يجب أن يتم على أساس المهنية والموضوعية في عملية التغطية الإعلامية، من دون الفلترة والتقزيم ، بعدما أصبح الخبر في بعض الأحيان مغيب في ظل تعدد الوسائل الإعلامية التي تملكها قوى ودول عديدة تحاول استخدام القضية من خلال الصوت والصورة، لمخاطبة جمهورها أمام أبواق الضغط السياسي والإعلامي العالمي. في الوقت التي يتمتع فيه الإعلام والدعاية الصهيونية، بالقدرة على تسخير كل الوسائل الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة المحلية والخارجية لمحاربتها... لذلك فإن خروج فضائية جديدة إلى النور وخاصة قناة فلسطينية "كفلسطين اليوم " لا يتعارض ذلك مع أي مفهوم أو توجه إعلامي أو سياسي هدفه مخاطبة شرائح كبيرة من المجتمع العربي والإسلامي، تعاني من غياب الأفكار والمعلومات الصافية في ظل الخلافات التي تسيطر على الساحة الفلسطينية والعربية وتكاد القضية الفلسطينية أن تكون ضحية كل هذه الكيدية والمناكفات السياسية والحزبية ، وتذهب وتضيع في خضم هذه الصراعات.. في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل" بتشويه كل الحقائق معتمدة في ذلك على التحليل الذي تقدمه مراجع أمريكية وغربية، متذرعة بأن الدليل على ذلك هو غياب الشريك الفلسطيني ، والخلافات الفلسطينية الداخلية، بالرغم من استخدامها لحقائق ودلائل إعلامية مزيفة في قراءة الأحداث التاريخية، والسياسية واستفحالها في ممارسة إجرامها وحجم بشاعته وخاصة في حرب غزة الأخيرة ، ومعتمدةً على ثغرة أوجدها الإعلام العربي ابتدأ من العام 1996 ،وهي التطبيع الإعلامي والثقافي من خلال استضافت القنوات الفضائية لضيوف إسرائيليين على الهواء مباشرةً (محللون سياسيين ، إعلاميين ، ...الخ ) بناء على نظرية تقول باستضافة ... (الرأي والرأي الأخر)، فكانت فرصة سهلة للإعلام الإسرائيلي لاستخدام تلفزيونات محلية و فضائيات عربية تسيطر عليها قوى مفهوم السبق الإعلامي...
علما أن الدولة اللبنانية لم تستعمل تلفزيون لبنان الرسمي للدعاية لها بالرغم من انه يقع ضمن سيطرتها الرسمية في إطار إبقائه بعيدا عن السجالات السياسية الداخلية، وبالرغم من أن "محطة تلفزيون المستقبل الأرضية " كانت ولا تزال موجودة غير أن العمل على إطلالة القناة بطريقة جديدة من اجل مخاطبة الجمهور العربي الذي أصبح يجهل ماهية خطاب قوى فلسطينية عريقة في نضالها ، وليس لها دور في الصراع على السلطة والوصول إليها، وما هي حقيقة وطبيعة أهدافها الأساسية، بعد أن شوه الإعلام السياسي والصراع السلطوي الفلسطيني صورتها الحقيقية وتم تصويرها على أنها جزءٌ لا يتجزأ من المشروع الأمريكي المساهم في تفتيت المنطقة، العربية والإسلامية ضد " القوميين والإسلاميين" هذه الوسائل الإعلامية لم تصور وتشرح، ماذا فعل هؤلاء بقياديي 14 آذار/مارس.. من قتل واغتيال وسجن نواب الشعب في إقامة جبرية قسرية ، كما فعلت وتفعل إسرائيل بقيادة الحركة الوطنية الفلسطينية طوال مدة الصراع العربي- الإسرائيلي.
إن قناة فلسطين الفضائية التي سوف تنطلق قريباً يجب أن تتيح التواصل مع الشعب الفلسطيني في الخارج والداخل وفي دول الاغتراب من ناحية، ومع الشعب الفلسطيني وجماهير الشعوب العربي من ناحية أخرى والتي يجب أن تسمح لقيادة الشعب الفلسطيني التكلم بصراحة مع جمهوره لشرح مواقفهم و أرائهم عبر هذه الشاشة المفتوحة والانفتاح على جماهير ومواطني الوطن العربي غير المدركين تماما للازمة الفلسطينية ولمسار الأحداث بسب التغييب ألقسري لقيادة هذا الشعب ودورها و صوتها المكتوم وعدم معرفة برنامجها الحقيقي لدولة فلسطين القادمة السيدة الحرة المحررة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
إن إطلالة القادة الفلسطينيين المتنوعين والمثقفين والمحللين والأكاديميين والإعلاميين والأسرى المحررين والمعتقلين يعيد إلى الجمهور الفلسطيني نوع من التوازن والثقة بالنفس بعد محاولات التشويش المستمرة في الأوساط الداخلية .
على القناة هذه أن تستعين بخبرات مفكرين وكتاب وصحافيين مختلفين على قاعدة المهنية والشفافية المهنية لتقديم شرح عميق ومفصل لكل الأحداث والأطروحات والمقولات من خلال كل اللوحات الدرامية والتراجيدية والكوميدية المقدمة للمشاهد حول القضية الفلسطينية.
إن أهم ميزة للقناة والتي يجب أن تتميز بها هو المزيج الإعلامي المختلف لنجوم شابة من الصحافيين والصحافيات من كافة المناطق والمذاهب والتيارات السياسية وفي ألوان متعددة تشبه ألوان العلم الفلسطيني ، (وحسب كلمة الأغنية الفلسطينية القائلة: إني عرفتك يا علمي زين رايات الأمم ). هذا المزيج الذي لا نراه اليوم في التلفزيونات الفلسطينية الأخرى، بالرغم من ادعائها وتغنيها بالتنوع الوطني.. حيث يبقى مسيطرا عليها اللون الحزبي الواحد فقط.
يجب أن تتيح القناة لمشاهديها متابعة أخبار، لا تتصف بالتحيز والدعائية السامة والشوشرة غير اللائقة بمهنة الأعلام ، وجوهر القضية وإنما بالموضوعية، وسماع أصوات مؤثرة في صناعة القرار الفلسطيني، لا أصوات أبواق البواخر الماخرة في عمق البحر، أو طبالي الليالي، وبالرغم من أن المحطة القادمة إلى البث الفضائي، صغيرة نسبياً لكنها تستطيع أن تكون منبرا فلسطينيا عربيا وإسلاميا، فعالا على مستوى الحدث والفعل وان ترد الكيل بمكيالين ولكن من الناحية المهنية والأدبية وليس بواسطة " البلطجة والعونطجية " المتبعة لدى العديد من وسائل الأعلام، وهذا ما سوف يعبر عنه المهنيون العاملون في القناة والبرامج التي سيتم عرضها، ونوعية الضيوف المختلفين الذين تتم استضفتهم على الشاشة ومن مختلف الإطراف ومن خلال التعبير الحضاري عن رأيهم الذي يجب أن تتقبله أو تختلف معه كمشاهد ومراقب. وفقا لنظرية إعلامية تدعونا لنسمع الآراء الأخرى ، وليس على قاعدة أن أعطى فرصة للطرف الأخر .
يجب أن تقدم المحطة لجمهورها الفلسطيني والعربي برامج فلسطينية خاصة وفريدة ومميزة في معالجتها للمشاكل الفلسطينية الآنية والتي ينبغي على العرب التعرف عليها وفهمها والدخول في خصوصية المجتمع الفلسطيني وتركيبته، وليس التعاطف الشعوري فقط .
فمثلا الدولة الفلسطينية القادمة ودورها ومستقبلها الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي، ما هو دور العرب والدول العربية في دعم القضية الفلسطينية، حق العودة، المقاومة ودورها...الخ. يجب الخروج عن المألوف الذي تقوم به اغلب المحطات الإعلامية، الفضائية من خلال تكرار التجربة نفسها، أو استنساخها، إذا لمن يتم فتح هذه المحطات، وكيف نخاطب بعضنا البعض، الصراخ والضجيج لا يعتبر إعلام، لأنهما يبعدان البوصلة عن مجراها الأساسي. الجمهور العربي يفتقد إلى محطات ذات فعلية تمارس الإعلام.. تحاور.. تعرض الآراء الأخرى التي نختلف معها من اجل الوصول إلى قاسم مشترك في الخلاف، والمودة. المصداقية الإعلامية ، الكوادر المهنية ، لنتكلم عن الغيب ألقسري للمحطات التي تخاطب الجمهور الغربي بلغاته كما يخاطبنا الغرب من خلال محطاته بلغتنا.
المطلوب من القناة، "قناة فلسطين اليوم "عدم التسرع في الخروج إلى الهواء ، لان الخروج إلى الفضاء الإعلامي يجب أن يكون قوي ومنظم ضمن إستراتيجية إعلامية متكاملة تخولها من الاستمرار بقوة. من خلال برامج جيدة جديدة ومثيرة جدا ومشوقة، وجوه إعلامية جديدة تنمو وتحلم بمستقبل واعد بالأمل والحرية وغدٍ أفضل وبخبرة إعلامية مميزة بعيدة عن الشمولية والأنانية، مبنية على تأكيد الذات والاعتراف بالغير وليس أبعاده أو تغيبه، وبالرغم من الملاحظات الهامة والكثيرة التي يجب الانتباه إليها، ومنها البرامج وعملية الإعداد، لجهة الضيوف أو الأسئلة المطروحة أو نوعية المتحاورين واختيارهم غير المتكافئ في القدرات والخبرات أو لجهة الضيوف عن طريق الأقمار الاصطناعية مع العلم إنها ملاحظات تحل وتتغير تدرجيا مع الزمن نتيجة التجربة والممارسة, ولكن لا بد من الإشارة إليها.
التغطية السريعة للحدث أو الخبر العجل أو التصاريح المحلية أو العربية مثلا التغطية السريعة للعملية الفلسطينية في القدس أو مؤتمرات صحافية لقادة دوليين تدل على أن المحطة لا تقل قدرة وخبرة عن محطات أخرى كالجزيرة والعربية وليس المنافسة معهم من خلال تنبيه المحررين الصحافيين لذلك .
الانتباه للمحررين في عملية تحرير الأخبار وعدم الخلط ما بين الخبر الذي يجب تحريره أو الاجتهاد في صنع خبر ، إيجاد قاموس علمي للمصطلحات الإعلامية لكي يضبط الخلاف ويحدد المبدأ الذي يجب إتباعه في فترات الأخبار ورؤساء الفترات ، العمل الدائم والدؤوب من أجل الفصل ما بين الإعلامي والسياسي في عمل القناة فتحويل القناة إلى منبر سياسي يحجم دورها، أم تحويلها إلى منبرا إعلاميا يزيد من رصيدها بغض النظر ما الخط والتوجه السياسي التي تحملهما المحطة، العمل على إعطائها هامش من الاستقلالية الإعلامية التي يجب أن تلبسه في عملها القادم .
ولا بد من الإشارة أن القناة يجب أن لا تظهر في فترة ظهورها الأول أية معاناة واضحة لقلة الخبرة في مجال المراسلين الداخلين والخارجين وفي تغطية الخبر أو الإضاءة على الأحداث من خلال الخبرة المهنية التي تتمتع بها وسائل الأعلام المرئية والمسموعة, لان دور المراسل هو صناعة الخبر لكي يصبح المصدر المرادف لوكالات الأنباء وخصوصا في بلورة تفاصيله وتقديمه للمشاهد, وهنا لا بد للقيمين على المحطة من الأخذ بعين الاعتبار ما تعاني منه العديد من القنوات العربية الفضائية، في هذا المجال لكي تتم معالجته ولكي لا يكون سببا لظهور خلل مهني مميز لاستنساخ (النعجة دولي) أية محاولة أخرى. نتمنى لهذه القناة الحديثة ولكوادرها والمشرفين عليها، ولشركة ابتكار للإنتاج الإعلامي الظهور القريب والخروج بشيء مميز في الإعلام الفضائي العربي الكثيف كغابات الأمازون الذي يصعب للمشاهد العربي التركيز عليهم بسبب الاستنساخ ولتكرار المواضيع بالرغم من تغير أسماءها، الأيام القادمة هي التي تحدد طبيعة عمل هذه المحطة الناشئة، ولا نستطيع أن نطلق الأحكام على عمل المحطة قبل أن يمر عام من عمل القناة ومن خلال متابعة مستمرة لنوعية عمل المحطة ولكننا نريد أن تستفيد من عدم تكرار تجربة جارتها ( قناة القدس )، التي احتفلت في تشرين الثاني/نوفمبر.. الماضي بمرور عام على إطلالتها الولى والتي لا تزال بعيدة كل البعد عن الدور الريادي في التعاطي مع الخبر الفلسطيني، وتقديمه إلى المشاهد العربي دون الدخول في مشاكل خاصة تؤدي إلى تقزيم أهميته، والخروج من تحميل الخبر الفلسطيني الأعباء الداخلية التي يتفرد بها كل طرف أو فصيل في قراءته السياسية الخاصة التي لا تخدم القضية الفلسطينية العامة ولا المصلحة الوطنية والقومية والإسلامية .
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي وباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية

dr_izzi2007@hotmail.com

روسيا والثورة البلشفية: ثورة أكتوبر الروسية، مضت على ولادتها 94 عاما ...!!!

روسيا والثورة البلشفية: ثورة أكتوبر الروسية، مضت على ولادتها 94 عاما ...!!!

لقد ولادة هذه الثورة في روسيا القيصرية، ولم يكتب لها النجاح في الاتحاد السوفيتي:
تمرر اليوم الذكرى 94 للثورة الاشتراكية العظمى... في روسيا القيصرية ، الذي سوف يحيها "الحزب الشيوعي الروسي" وبعض الأصدقاء والمتعطفين معهم، والحالمين بالعودة لأمجاد ذكرى الأيام السابقة، لثورة أكتوبر البلشفية العظمى، تأتي هذه الذكرى بالوقت الذي لا أحد يتذكرها من الأجيال الجديدة الصاعدة ،الذاهبة نحو التوجهات القومية"الشوفانية" الجديدة، محاولة التخلص من أعباء الماضي وكل ما يتعلق به، وما يحمل معه من ذكريات أليمة، فالحزب لم يعد في السلطة، والذكرى لم تعد إحدى الأعياد التي تحتفل بها الدولة على عكس الثورة الفرنسية التي تعتز بها الأجيال الصاعدة،مهما تنوع انتمائها ، روسيا التي تحاول التخلص من عبئ الماضي بما فيها دفن مومياء لنيين حسب الطريقة المسيحية المتبعة والمتبقية من العهد الماضي .
قامت ثورة أكتوبر في العام 1917 بانقلاب عام ضد السلطة القيصرية بقيادة حزب لنيين البلشفي في العاصمة الشمالية السابقة"سانت بترسبورغ ، بتروغراد"لروسيا، وبعد قيام البارجة الحربية الشهيرة المسماة"افرورا" في قصف صواريخها الموجه إلى مقر الوزارات القيصرية ، عندها سقط القصر الشتوي للقيصر، ومقر الدولة ،و انتصرت الثورة الحمراء و تسلمت مقاليد البلاد سلطة السوفيت المؤلفة من تجمع " العمال والفلاحين والجيش "، لقد انتقام"لينين" من روسيا و الدولة الزراعية الفقيرة ومن القيصر نفسه ومن عائلته الذي إعدامهما في إحدى مدن سيبيريا انتقاما لإعدام أخوه الأكبر الكسندر بعد تنفيذه عملية إرهابية ضد القيصر ونجي منها .
لقد شرع لينين مبدأ الإرهاب بعد إن وصفه بالإرهاب الأحمر المحق ودعمه.
كان الانتقام من كل شيء وعلى كل شيء حصلت الكنيسة على نصيبها الأكبر من هذه النقمة، سلبت الكنائس كلها تم دمرت، قتل الرهبان والمثقفون والمعارضون، عقاب جماعي للجميع. عندها طرح نظريته القائلة"الدين أفيون الشعوب" تم أبعاد الدين والأخلاق عن المجتمع الروسي وأبح كل شيء تحت اسم الشيوعية في بلد فقير متخلف مثل روسيا ، التي وجدت نفسها فجاءة أمام صراع داخلي من قبل المجموعات الحالمة بالسلطة والسيطرة والمدعومة من قوى خارجية، الخائفة من انتقال العدوى الثورية إلى دولها.
استفاد اليهود من هذه الحالة الثورية الصاعدة"حالة الفوضى التي عمت إرجاء روسيا القيصرية،وتغلغلوا في قيادات الحزب بعدما كانوا مضطهدين في دولة القيصر،فأصبح معظمهم من القادة الحاكمين، بعد أن حاربهم القيصر وحجم دورهم في روسيا من خلال مقولة روسية شهيرة ، تروج صداها إلى اليوم "اقتل الجيد "اليهودي" تنقض روسيا"، لقد دفع الشعب الروسي ثمنا باهظا نتيجة مغامرات هذه القيادات الصاعدة آنذاك. .
ماركس والماركسية لم ترهن على دولة متخلفة كروسيا كي تصبح دولة داعية للتغير ونشرة الأفكار في العالم. النظرية أكدت على إن الدول الصناعية كألمانيا وبريطانيا هما الأوفر حظا في تطبيقها. لكن العم لينين تحدى الجميع في ثورته التي قضت على التطور الديمقراطي و الإنمائي التدرجي للبلد من خلال الإصلاحات التي بدأ القيصر بتنفيذها ،من خلال وزير خارجيته"ستالبين"،الذي بدأت تظهر في روسيا في العديد من المجالات والذي بدأ يتلمس نتائجها المواطن العادي ، ومن أهمها كان الإصلاح الزراعي، و تملك الأراضي للفلاحين،لكن الثورة ألغت كل شئ وأدخلت روسيا في صراع بين الحزبين " ألمنشفي و البلشفي " لم ينتهي عند ذلك بل استمر الخلاف والصراع العميق بين "تروتسكي وستالين" على السلطة بعد موت"لينين"انتصارات"الستالينية"، لكن الشعب دفع الثمن غاليا وخصوصا أعدائه، استمر الوضع عما هو عليه في الحرب بين جماعة الحكم السابق في كل المراحل حتى في عهد"يلتسين" الجديد، وحربه على الشيوعيين. لم يقدر النجاح للنظام الشيوعي النامي في بناء نظريتها الداعية للعدل والمساواة بين أبناء المجتمع. للعديد من الأسباب التي تسير: "كالفقر الذي كان يسيطر،عدم الترابط بين المناطق وبعد المسافات عن المركز، بروز الحرب الأهلية الداخلية، صرع المجموعات القيادية على السلطة والقيادة في الحزب الواحد الصراعات الشخصية على حساب الدولة والشعب الذي منع من التطور والمنافسة والتعددية، فالخوف والدكتاتورية هما السلطة الحقيقية في البلاد سيطر الخوف و المخابرات على المواطن الروسي".
الشعب يعرف بانه مر من أمام النظرية "الماركسية – أو الاشتراكية العلمية"، كما سموها وباسمها حكمت بلاده و على أساسها قامت الثورة و شيدت أعمدتها التي لم تبصر النور من قبل دكتاتوري الثورة وجلاديها ، فإذا اعتبرنا إن فثرة الإنجازات الحقيقية التي تمت في عهد ستلين لروسيا أثناء الحرب العالمية الثانية طبعا لا لأنها إنجازاته الشخصية، لقد بنى "ستالين أكبر المعتقلات الذي فاقت معتقلات هتلر في أوروبا الذي أودعا فيها السلافيين والغجر واليهود،الذين كانوا جميعهم سوفيت من مختلف الطبقات والأديان شعب كامل دفن في ثلوج سيبيريا وبردها القارص إنها تضحيات الشعب الذي دفع أغلى الآثمان نتيجة لهذا الانتصار .

لم يرحم حتى الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية وانتصروا فيها على الفاشية، صانعوا ذلك الانتصار الرهيب على الأفكار الفاشية جز بهم في السجون. فالمواطن الذاهب إلى الموت على الجبهة كان أفضل له من الإعدام في الداخل لأنه بالأصل هو مشروع شهيد. فكان الصراع على تقاسم مناطق النفوذ الجيو- سياسي، ودعوة عمال العالم للاتحاد،ودعم كل ثوار العالم،ودعوات رجال الأممية الثالثة لزيارة موسكو واستضافوهم في أفخم الأماكن و إطعامهم من مال الأجاويد حتى لبن "الكفير واحتسائهم أفضل الخمور الأرمينية والجورجية، وتدخين السيجار الكوبي تيمنا " برجال الأممية الرابعة تشي غيفارا وكاسترو"، من اجل دعاية مميزة في وسط الأحزاب التابعة لموسكو وبثها عن الحياة التي يعيشها الرفاق الروس والشعب الروسي ، جنة عدن على الأرض الذي وعد الله بها عبيده في الآخرة فهي موجودة اليوم على ارض الواقع هذه المرة عند الرفاق السوفيت الشيوعيين،وليس عند اليهود .
لكل زمانا رجاله ولكل حقبة زمنية تاريخها،إن تطبيق الأممية العالمية ودعم الاشتراكية في الحرب ضد الإمبريالية العالمية،و حماية الأصدقاء في العالم لقد شجعوا صدام وحافظ والقذافي وتهاونوا معهم على إجرامهم المستباح ضد الشيوعيين في بلادهم،دعموا النظاميين الاشتراكيان المتصارعان في إفريقيا"الأثيوبي –الصومالي"، وساهموا في تعميق الخلاف فيما بينهما، تدخلوا في أفغانستان ،دعموا بولندا، أهملوا الشعب الروسي لقد نسوا كل هموم المواطن، أوهام دفعت من حساب الشعب الروسي وعلى حسابه.
لقد تصرف"غورباتشوف" صحيحا و لم يدمر الدولة العظيمة والحالمة والغارقة في البيروقراطية التي لاتزال اثارها حتى اليوم في المجتمع الروسي ،والذي احتفلت موسكو هذا الشهر بالذكرى العشرين لانهيار الإمبراطورية العظمى ،لان هذه رغبت الشعب ،عندما كان الانقلاب عام1991 على الدولة لم نرى الشيوعيين يدافعون عن المكتسبات ولكن الجميع التزم الصمت وهو دليل على الموافقة الضمنية على الذي يجرى، لقد رضوا بالتقسيم والسيطرة على روسيا ومواردها و الانفتاح على الغرب و تذوق حبة علكت "الشكليز"، وارتداء الجينز الأزرق الأمريكي واستعمال قلم الحبر الناشف"البيك" الإيطالي ،كانت حلم الشعب الروسي، والتي تعتبر أدنا حقوق المواطن الحر . فإذا أصبح بنطال الجينز هدفا رئيسيا يناضل من اجله في دولة السوفيت ، فما العمل لقد وقف المواطن بإرادته في طوابير كبيرة لساعات عديدة لتذوق سندوش"الهنبرغر" من المطبخ الأمريكي السريع ،"المكدونلز" الذي فتح مع أيام البوريستوريكا .
الشعب الروسي أمضى أوقاته كلها في طوابير يومية للحصول على أكله اليومي الموزع على القسيمة الشهرية الذي يكاد لا يحصل عليها، هو غير مستعد إلى العودة للوراء. الروسي الذي يقضي اليوم عطلته حيثما يريد دون الحصول على أذنا مسبقا من مركز المخابرات، فبعد الوصول إلى هذا المستوى من الحياة العامة والى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ووصول أعداد كبيرة من الشباب الروس إلى أصحاب ثروات هائلة من الملايين، من قدرتهم العملية، و ليس من الوراثة التي متعارف عليه في العالم، فهل نرى شخص يحاول العودة إلى الوراء، أو تذكر الماضي الأليم. فإن تصريح قيادات الحزب الشيوعي الأخيرة والذي ترى فيه"إن العديد من شعوب العالم تتجه نحو الاشتراكية" يمكننا التوافق معهم على هذا الطرح ، فهذا يحصل في دول الغرب أو ظاهرة دول أمريكا اللاتينية الحديثة، أو في دول فقيرة موعودة بحياة أفضل، من خلال الاتجاه يمكن الاتجاه نحو النظرية التغيرية إنها تستمر في "كوبا الصين و فيتنام"، ولكن لا يمكننا أن نصدق توقعات الحزب الشيوعي الروسي:"بان روسيا وشعبها يمكن إن يكرروا تجربة فاشلة آدت إلى حرب داخلية مختلفة وقسمت الشعب على مدى 94 عاما، بالاتجاه نحو الاشتراكية، والجدير بالذكر فان الحزب الشيوعي اليوم لا يزيد رصيده في الوسط العام عن 14% بالمائة واغلب أعضاءه من الشيوعيين القدماء والمتقاعدين لكن واقع روسيا اليوم يختلف كليا عن العالم .
إن تطور الحياة في روسيا اليوم في شتى المجالات الحياتية ،الاجتماعية ،السياسية والاقتصادي الذي تم تحقيقيه في السنوات الأخيرة ويستمر اليوم به ، بداء يظهر نجاحه من خلال الانجازات التي تحققها دولة روسيا وصقور الكريملين على الصعيد الداخلي والخارجي،لقد نجحت القيادة الروسية الجديدة من وضع إستراتيجية خاصة بها تعتمد على أن مصلحة الشعب الروسي والدولة الروسية فوق كل اعتبار . هذه هي رغبة الشعب في الانتخابات البرلمانية الروسية،التي جسدها طوال فترة الإصلاح، ومن خلال الوصل إلى تعددية حزبية وفكرية ، فالأحزاب القومية تسلمت القيادة وفي الاستفتاء العام الذي تم فيه انتخاب الرئيس"ديمتري ميدفيديف"في آذار عام 2008،من اجل الدفاع عن المكتسبات التي حققتها لهم فترة الرئيس السابق "فلاديمير بوتين" والتي عرفت فيها الدولة الروسية من الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، والحلم في إعادة أمجاد روسيا الإمبراطورية، مما شجع المواطن الروسي بالإحساس بوجوده القومي وهذا مما ساعد على ظهور الأحزاب القومية، ولاسيما منها الفاشية الجديدة المتعصبة لبلدها وقوميتها، أنها تدل على التصورات الإستراتيجية لدى المواطن الروسي الذي سوف يدافع عنها بكل ما أتيح لديه من قوة . إن نمو قوى جديدة ونضوج أفكار حديثة في روسيا ،هي بعيدة عن كل ما يربطها بالماضي الأليم لتجربة مرت وانتهت كإعصار "تسو نامي"، الذي لا تزال أثاره تعالج حتى اليوم الباقة التي عجلا آما آجلا ستزول هذه الآثار بالرغم من الخسائر الكبيرة ، أحسن ما فعله "غورباتشوف"، عندما طرح الاستفتاء لبقاء الاتحاد أو لعدم البقاء ،أحسن الشعب الاختيار لعدم بقاء الاتحاد ،وانهيار البلد بطريقة سلمية ،مما ساعد روسيا على الوقف مجددا على الساحة الدولية في فرض قدرتها كقوة أساسية في المجتمع الدولي من خلال الاعتراف الأمريكي الرسمي بهذا الدور،من خلال المشاركة في احتفال عيد النصر في 9 أيار مايو، بالذكرى ال65 للانتصار ، وتوقيع اتفاق سترت 2 بين روسيا وأمريكا في نيسان الماضي من هذا العام 2010 . هذا الاعتراف بدور وقوة روسيا كلاعب أساسي،يعد من المحاولة التي حاولت أمريكا لعبها في العام 1990 عند انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن قدرات القيادة الروسية وثقة المواطن بقيادته وبلده ساعد على إحياء دور الدولة من جديد،وبقوة جديدة وفعالة ،من خلال القدرات الطبيعية والموارد الاقتصادية والفكرية الموروثة من العهد القديم ساعد هذا ألاحتياط والمخزون الطبيعي للنفط والغاز من إعادة واسترجاع دور روسيا الطبيعي في العالم .
د. خالد ممدوح ألعزي

Dr_izzi2007@hotmail.com
كاتب صحافي،باحث مختص بالشؤون الروسية دول الكومنولث .

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

الإعلام الإسلامي: واقع حقيقة وتحدي عالمي...!!!

الإعلام الإسلامي: واقع حقيقة وتحدي عالمي...!!!



الإعلام كلمة مشتقة من فعل اعلم ،إعلاما ،بمعنى اخبر إخبارا،من هنا خرج المصطلح الإعلامي الحالي إلى النور في اللغة العربية ،والذي يهتم بالنقل الحر والموضوعي للإخبار وسير الأحداث ،ونقل المعلومات من خلال كل الوسائل والرسائل العلمية المتعددة بصورة الصحافة. فاللغة العربية في العالم العربي هي اللغة الفصحى والمعتمدة في الصحافة وبالتالي هي اللغة الأغنى كونها لغة القرآن المعتمدة في العالم العربي والإسلامي،والذي يعتمد عليها الإعلام الإسلامي ...

تعريف الإعلام الإسلامي:

يعتمد الإعلام الإسلامي على تعريف الجماهير بحقائق الدين الإسلامي الحنيف المستمد من كتاب الله، وسنة رسول الله "صلى لله عليه وسلم".

الإعلام الإسلامي يعتمد على رسالة من شعب مرتبط بالبث والإرسال إلى التلقي والاستقبال:"كما جاء في الآية الكريمة،، 4،، صورة المائدة: "اليوم أكملت لكم دينكم ،وأتممت عليكم نعمتي ،ورضيت لكم الإسلام دينا "". وبرسالة النبي المصطفى محمد "صلى الله عليه وسلم "اكتملت الرسالة .

الإعلام الإسلامي :

الإعلام الإسلامي يعتمد بالدرجة الأولى على الكلمة ،التي هي بالأساس تعتمد على مصداقية الخبر والأمانة في النقل والموضوعية في الطرح ،والشفافية في التعبير،يعتبر الإعلام في عالم الثورة الإعلامية إعلام حديث ،لقد تأثر بالصحوة الإسلامية المتأخرة ،وأصبح يواكب التطور التكنولوجي المعاصر، نمت شبكات إعلامية إسلامية مختلفة ومتطورة في العالم معتمدة على نشر الثقافة الإسلامية وأضحت لها وسائل إعلامية عديدة وقادرة في التأثير على شرائح واسعة في المجتمعات الإسلامية والعالمية ، لكن هذه الشبكات والوسائل لا تزال ضعيفة مقارنة مع الوسائل الإعلامية الأخرى من حيث الكوادر والقدرات المالية والفنية .

الإعلام الإسلامي واسسه

الإعلام الإسلامي إعلام يستمد صفاته وخصائصه من تعاليم الإسلام ،ومن منهج الدعوة"الكلمة"المستمدة من القرآن الكريم السنة النبوية الشريفة.

يعتمد الإعلام الإسلامي في معالجته لكل القضايا والأمور الدنيوية على التالي: 1- الصدق: هو لسان الحق ،صدق المنبث نابع عن رؤية إسلامية صادقة وصحية هادفة لنشر الإسلام كدين.

2-صدق الخبر : فالدين الإسلام يفرض الالتزام الدقيق بالحقيقة المجردة دون حاجة لزيادة أو النقصان ،الخبر الإسلامي ينبغي أن يكون مرآة صادقة تعكس الواقع.

3-صدق الصياغة : الإسلام يفرض صياغة صادقة للخبر حتى لو تمت صياغته عدة صياغات ملائمة حسب موقع الخبر في النص مع ذكر مصدر الخبر وموقع الحدث .

4-أظاهر الحقيقة: الإعلام الإسلامي يفرض ذكر الحقائق كاملة كما هي دون زيادة أو نقصان أو تجميل أو تلميع للخبر.

5-الإعلام الإسلام يتطلب عرض وجهة النظر الإسلامية أثناء صياغة الخبر.

6- الإعلام الإسلامي هو إعلام هادف لتحقيق الخبر وعرضه على المجتمع الإنساني والإسلامي الذي هو بحاجة إلى عرض الخبر الصادق والهادف.

-الواقعية المنهجية: واقعية الإعلام الإسلامي في تعامله مع الحدث تكمن من خلال الواقع المجتمعي، واقع الحياة البشري واقعية منهجية ،و واقعية تطبيقية.

المصطلحات الإعلامية:

الإعلام الإسلامي يفرض الانتباه إلى المصطلحات الإعلامية المتداولة في وسائل الإعلام الأخرى .والمقارنة قبل نشرها في المواقع والإسلامية ،فكل ما تبثه الوسائل الإعلامية والعربية والإسلامية لا تخضع للعقيدة الإسلامية الحقيقية ،فكل البرامج والمواضيع التي يتم بثها وعرضها للمشاهدين هي بعيدة عن العقيدة الإسلامية التي تحاول بعض القنوات عرضها تحت شعار العقيدة الإسلامية ونشرها. البرامج السياسية والأخبار التي تتناول تطور الأحداث العالمية والتي تعرض على القنوات والمحطات الفضائية نرها مقسمة تقسيما جغرافيا سياسيا مشوها





نشر الإعلام الإسلامي :

يعتمد نشر الإسلام الإسلامي على أساس "بث الدعوة الإسلامية "،"القرآن الكريم"،الأحاديث النبوية الشريفة".فالاستلام اعتمد في البداية على نشره الوسائل الإعلامية البداية التي كانت سائدة وقتها كإرسال المبعوثين إلى القبائل والأقطار التي يمكن العمل على نشر الدعوة،ألقاءات والمحاضرات في المساجد واللقاء الخطب نهار الجمعة ،استقبال الوفود والرسائل إلى الملوك والأمراء بوصفها إعلام دوليا .كذلك اعتمد نشر الإعلام الإسلامي على الفتوحات الحربية ورحلات التجار المسلمين إلى أماكن بعيدة تصلها الرحلات، لقد احتفظ الإسلام بالوسائل الإعلامية المشروعة التي استخدمتها أهالي الجاهلية ،مثل الشعر والأسواق العامة ،والمناداة،والطبول،وغيرها من وسائل الإعلام التي كانت معتمدة في ذلك الزمن التي بدأت فيه مسيرة الدعوة الإسلامية بأمر من الله عز وجل ورسوله النبي المصطفى محمد "صلى الله عليه وسلم".

الإعلام الإسلامي يقوم على الأسس التالية:

1- الكلمة في القرآن تعتبر أساس لان القران هو دستور شامل وقانون نافذ تأخذ منه كل الأسس في نشر الدعوة الإسلامية.

2- الواقعية في الحوار والتحاور.

3- الالتزام والصدق في بث الإخبار.

4- المواجهة الصريحة في الحوار وتسمية الأشياء بأسمائها ،

5 -استخدام أدب التحاور .

6 - الاهتمام بكل الأشياء أثناء التحدث بالصغيرة والكبيرة .

7-الاعتماد على أفضل أسليب التخاطب والتحدث في عرض الأقوال والآراء :

-استعمال القول الحسن .

-اللين في الكلام مع الخصم أثناء التحدث في استعمال الأقوال والخطابة .

- الحكمة في عرض الموضوع للنقاش أو التداول.

-الشمولية في العرض .

- التبات في المواقف والمرونة في العرض .

د.خالد ممدوح ألعزي

صحافي وباحث إعلامي، و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.

Dr_izzi2007@hotmail.com

مي شدياق: إعلامية من لبنان وقديسة من قديسات الثورات العربية...!!!

مي شدياق: إعلامية من لبنان وقديسة من قديسات الثورات العربية...!!!

فإذا كان القرن الماضي غني بأسماء نساء عظماء حفروا مكنتهم الرفيعة في النضال السياسي ألأممي ، وكانت طليعتهم الألمانية روزا لوكسمبورغ ، والروسية الكسندرا كولنتاي ،والامريكية وكلارا تسركيناصاحبة تسمية يوم المراة العالمي ، وأسماء كثيرة لمعت في العالم مرورا بمارغريت تاتشر وصولا إلى أنجيلا ميركل ،فالأسماء العربية لم تكن اقل أهمية عن تلك النساء التي لعبت دورا طليعيا امثل ليلى خالد الفلسطينية وجميلة بوحيرد الجزائرية وحنين الزعبي الفلسطينية من عرب 48 ونوال السعداوي المصرية وحنان العشراوي الفلسطينية ،ونهلة الشهال اللبنانية ،ووداد شختورة اللبنانية وصولانج الجميل ، الخ ...لكن مع بداية الألفية الجديدة لعبت النساء دورا لا يقل أهمية عن دور الرجال في مقاومة الأنظمة الدكتاتورية والسلطات الأمنية ، فإذا كانت ثورات الربيع العالمي تم افتتاحها من قبل قيادات نسائية كبيرة ك"يوليا تيموشنكو قائدة ثورة البرتقال في أوكرانيا ، ونينو بورجانادزه قائدة ثورة المخمل الناعم في جورجيا ،وروزا اوتونبايفا قائدة ثورة السوسن والرئيسة الحالية في قيرغيزستان. لكن عند الحديث عن الربيع العربي لبد من التوقف بفخر واعتزاز أمام تجربة نضالية لأسماء نساء عربيات لمعت أسمائهن في قيادة التظاهر والاحتجاج في الربيع العربي، فالنساء كانت جانب الرجال في ميدان التحرير في القاهرة وعرفت منهم نواره احمد فوائد نجم ،وأسماء محفوظ ، في اليمن عبير عبدالله، ذكرى الواحدي ،سامية الاغبرية، توكل كرمان التي فازت بجائزة نوبل للسلام في هذا العام ،ونساء اليمن التي أطلقت عليهن الصحافة الغربية بأنهن نساء الخنساء. إما في سورية حدث ولا حرج للدور الريادي التي مارسته النساء الثوريات والتي تعتبر من أغنى التجارب في الوطن العربي والعالم لدور النساء في قيادة الثورات لقد لمعت أسماء كل من "د.فداء الحوراني ،مرح الاتاسي سهير الاتاسي، روزان زيتونة ريما فليحان ،فدوى سليمان ،كنده علوش ،مي سكاف ،مرح البقاعي،بهية المارديني،لافا خالد ،بسمة القدماني،هرفيم اوسيه، وأخريات من غير الممكن تعداد أسمائهن،لكن لبنان كان السباق إلى الربيع العربي وفاتح أبوابه ومقدم شهدائه،وتحديد منظر الربيع العربي "الشهيد سمير قصير"والنساء كانت أيضا في صفوف الثورة الأمامية والتي ضحت بكل ما تملك من اجل هذه الثورة ونجاحها.

ومن ابرز هذه الأسماء كان اسم د.مي الشدياق هي قائدة ميدانية بكل معنى الكلمة شاركت بثورة الأرز،وثورة ربيع العرب من بيروت ،كانت من قيادات هذه الثورة التي اندلعت بسبب بشاعة النظام الأمني السوري –اللبناني وممارسته القمعية والسلطوية وردة فعل شعبية على جريمة استشهد الرئيس رفيق الحريري.فالشدياق التي كانت في صفوف المعارضة منذ اليوم الأول لفترة الوصاية،لم تساوم على أفكارها والتزامها ومبادئها لان قناعتها هي التي فرضت عليها هذا التصلب، عملت بالإعلام المرئي لمدة طويلة ، وكانت صوتا من أصوات المعارضة اللبنانية القلائل في ذلك الزمن،هي المرآة المعارضة ،التي عارضت وعارضت ،تميزن بجرأة عالية، رفعت صوتها من أعلى المنابر الإعلامي لم تخف من أزلام الوصاية ،واجهتهم بمهنيتها الرفيعة ،كان سلاحها الكلمة وقوتها القلم،لم ترهبها تهديداتهم وترهيب قوتهم ،كانت كلمتها أقوى من رصاصهم وحقدهم الذي طال جسدها الجميل وبتر يدها وقطع طرفها، لكن الدكتورة مي التي أصرت على مواصلة المسيرة بالرغم من الجراح البليغ التي أحدثوها في جسدها الأنثوي ، محاولين تشويها كأنثى وامرأة وإعلامية وسياسية وثورية ، لكنها تحدتهم مي بقلمها وشجعتها وكلماتها ومواصلتها للمسيرة، كانت صرختها بوجه الإرهابيين والقتلة من خلال متابعة عملها كإعلامية.إعلامية لم تهادن على حساب قضيتها الوطنية، لقد جسدت أفكارها وأطروحاتها في محاضرتها التي تقدمها يوميا لطلابها في الجامعة ،في كلية الإعلام،فالتدريس مهنة مقدسة،ورسالة إنسانية وسماوية لتقديم الأفكار النيرة لطلاب الإعلام.

لكن المؤسسة التي عملت فيها منذ انطلاقتها في العام 1986 تخلت عنها وحاولت مساومتها على عملها الإعلامي من خلال التملق للخصم وعدم استخدم النبرة القاسية مع ضيوفها التي تختلف معهم سياسيا ،بالرغم من عدم تميزها بين الضيوف بالرغم من اختلاف تواجهتم السياسية والحزبية ، لكنها لم تساوم مي الشدياق على عملها ومهنيتها الإعلامية ،لكن رفضها للمساومة احدث مفهم جديد في العمل الإعلامي الحديث التي ترجمتها باستقالة شفهية على الهوى مباشرة، فهذه الطريقة فتحت الطريق أمام العديد من الإعلاميات العربيات بممارسة نفس أسلوب مي الشدياق"ك شذى عمر"من على نفس المنبر ونفس القناة.

لم يستطيع الرقيب قطع اللسان وإسكات صوت مي الشدياق من خلال تفجير سيارتها ،لم تمت ولم تسكت ،عادت لممارسة المهنة والالتزام بالقضية الوطنية ، فانتصر القلم على الدم .لقد افتقدها جمهورها الكبير ،لغيابها عن برنامجها الحوارية والإخبارية، لأنها محاورة عنيدة، ملتزمة بقضية وطنية ،لكنها عادت لتمارس السياسة والإعلام معا،متحدية كل من حاول كتم صوتها وتغيب الحقيقة ،فالشدياق شاهد وشهيد حي على القمع والقتل ومنع الحريات العامة في بلد أسست فيه أول كلية للحقوق في القرون القديمة ، فكيف لها أن تكون شاهد زور على كل الأشياء التي حصلت ومازالت، فالشدياق الإعلامية، السياسية ،المهنية ،الدكتورة ،المثقفة،الثورية والمرآة المسالمة التي تريد العيش بسلام في بلاد يعيش فوق بركان من البارود المشتعل،بان لا تحلم وتناضل من اجل السلام،هي المربية التي تبني أجيال جديدة من اجل هذا الوطن وتطوره الديمقراطي العلماني ،هي المثقفة التي تحلم العيش في بلاد التعديات المختلفة دون صراع بين الحضارات ولا الغرب ولا الشرق،هي التي تناضل من اجل نشر ثقافة الحوار والتعدية والاجتهاد الفكري،هي ضد الإرهاب والدكتاتورية والقمع والبطش ،لا تناضل من اجل الانتقام لنفسها وذاتها وإنما انتقاما لوطنها،الجريح الذي يفقد كل يوم أفضل أبناءه بالقتل أو الهجرة،هي العربية اللبنانية المسيحية الشرقية التي تعتبر وجودها في لبنان ليس عددا من الأعداد وإنما وجود إنساني وسماوي ،هي التي تؤمن بالله وقدرته تؤمن بالتعددية الدينية والمذهبية التي يتميز بها لبنان ،لهذا كانت رائدة من رواد ثورة الأرز التي طالبت بالتغير من اجل نشر الديمقراطية والحرية ،فكانت ثورة لبنان مغامرة فعلية انطلقت شرارتها ولم يدركها المواطن العربي في وقتها،فاليوم مي الشدياق لا تسعها الفرحة والسعادة بسب نجاح فكرتها الثورية التي تبنها العالم العربي الهائج بالربيع العربي ،بعد 6 سنوات تفهم العرب أحقية ثورة الأرز الذي اندلعت في لبنان عام 2005 وكان ثمنها غاليا جدا،فالعالم العربي يشرب من نفس الكأس المر الذي شرب من ثوار ثورة الأرز ،تحية لكل الثوار العرب في الساحات والميادين العربية تحية لكل النساء والمناضلات والجريحات والأسيرات والى كل الأمهات اللواتي يقدمن أبنائهم قربانا لهذه الأوطان الجريحة، تحية إلى مي الشدياق قديسة المناضلات العربيات.

د. خالد ممدوح العزي

صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.

dr_izzi2007@hotmail.com

روسيا والثورة البلشفية: ثورة أكتوبر الروسية، مضت على ولادتها 94 عاما ...!!!

روسيا والثورة البلشفية: ثورة أكتوبر الروسية، مضت على ولادتها 94 عاما ...!!!

لقد ولادة هذه الثورة في روسيا القيصرية، ولم يكتب لها النجاح في الاتحاد السوفيتي:
تمرر اليوم الذكرى 94 للثورة الاشتراكية العظمى... في روسيا القيصرية ، الذي سوف يحيها "الحزب الشيوعي الروسي" وبعض الأصدقاء والمتعطفين معهم، والحالمين بالعودة لأمجاد ذكرى الأيام السابقة، لثورة أكتوبر البلشفية العظمى، تأتي هذه الذكرى بالوقت الذي لا أحد يتذكرها من الأجيال الجديدة الصاعدة ،الذاهبة نحو التوجهات القومية"الشوفانية" الجديدة، محاولة التخلص من أعباء الماضي وكل ما يتعلق به، وما يحمل معه من ذكريات أليمة، فالحزب لم يعد في السلطة، والذكرى لم تعد إحدى الأعياد التي تحتفل بها الدولة على عكس الثورة الفرنسية التي تعتز بها الأجيال الصاعدة،مهما تنوع انتمائها ، روسيا التي تحاول التخلص من عبئ الماضي بما فيها دفن مومياء لنيين حسب الطريقة المسيحية المتبعة والمتبقية من العهد الماضي .
قامت ثورة أكتوبر في العام 1917 بانقلاب عام ضد السلطة القيصرية بقيادة حزب لنيين البلشفي في العاصمة الشمالية السابقة"سانت بترسبورغ ، بتروغراد"لروسيا، وبعد قيام البارجة الحربية الشهيرة المسماة"افرورا" في قصف صواريخها الموجه إلى مقر الوزارات القيصرية ، عندها سقط القصر الشتوي للقيصر، ومقر الدولة ،و انتصرت الثورة الحمراء و تسلمت مقاليد البلاد سلطة السوفيت المؤلفة من تجمع " العمال والفلاحين والجيش "، لقد انتقام"لينين" من روسيا و الدولة الزراعية الفقيرة ومن القيصر نفسه ومن عائلته الذي إعدامهما في إحدى مدن سيبيريا انتقاما لإعدام أخوه الأكبر الكسندر بعد تنفيذه عملية إرهابية ضد القيصر ونجي منها .
لقد شرع لينين مبدأ الإرهاب بعد إن وصفه بالإرهاب الأحمر المحق ودعمه.
كان الانتقام من كل شيء وعلى كل شيء حصلت الكنيسة على نصيبها الأكبر من هذه النقمة، سلبت الكنائس كلها تم دمرت، قتل الرهبان والمثقفون والمعارضون، عقاب جماعي للجميع. عندها طرح نظريته القائلة"الدين أفيون الشعوب" تم أبعاد الدين والأخلاق عن المجتمع الروسي وأبح كل شيء تحت اسم الشيوعية في بلد فقير متخلف مثل روسيا ، التي وجدت نفسها فجاءة أمام صراع داخلي من قبل المجموعات الحالمة بالسلطة والسيطرة والمدعومة من قوى خارجية، الخائفة من انتقال العدوى الثورية إلى دولها.
استفاد اليهود من هذه الحالة الثورية الصاعدة"حالة الفوضى التي عمت إرجاء روسيا القيصرية،وتغلغلوا في قيادات الحزب بعدما كانوا مضطهدين في دولة القيصر،فأصبح معظمهم من القادة الحاكمين، بعد أن حاربهم القيصر وحجم دورهم في روسيا من خلال مقولة روسية شهيرة ، تروج صداها إلى اليوم "اقتل الجيد "اليهودي" تنقض روسيا"، لقد دفع الشعب الروسي ثمنا باهظا نتيجة مغامرات هذه القيادات الصاعدة آنذاك. .
ماركس والماركسية لم ترهن على دولة متخلفة كروسيا كي تصبح دولة داعية للتغير ونشرة الأفكار في العالم. النظرية أكدت على إن الدول الصناعية كألمانيا وبريطانيا هما الأوفر حظا في تطبيقها. لكن العم لينين تحدى الجميع في ثورته التي قضت على التطور الديمقراطي و الإنمائي التدرجي للبلد من خلال الإصلاحات التي بدأ القيصر بتنفيذها ،من خلال وزير خارجيته"ستالبين"،الذي بدأت تظهر في روسيا في العديد من المجالات والذي بدأ يتلمس نتائجها المواطن العادي ، ومن أهمها كان الإصلاح الزراعي، و تملك الأراضي للفلاحين،لكن الثورة ألغت كل شئ وأدخلت روسيا في صراع بين الحزبين " ألمنشفي و البلشفي " لم ينتهي عند ذلك بل استمر الخلاف والصراع العميق بين "تروتسكي وستالين" على السلطة بعد موت"لينين"انتصارات"الستالينية"، لكن الشعب دفع الثمن غاليا وخصوصا أعدائه، استمر الوضع عما هو عليه في الحرب بين جماعة الحكم السابق في كل المراحل حتى في عهد"يلتسين" الجديد، وحربه على الشيوعيين. لم يقدر النجاح للنظام الشيوعي النامي في بناء نظريتها الداعية للعدل والمساواة بين أبناء المجتمع. للعديد من الأسباب التي تسير: "كالفقر الذي كان يسيطر،عدم الترابط بين المناطق وبعد المسافات عن المركز، بروز الحرب الأهلية الداخلية، صرع المجموعات القيادية على السلطة والقيادة في الحزب الواحد الصراعات الشخصية على حساب الدولة والشعب الذي منع من التطور والمنافسة والتعددية، فالخوف والدكتاتورية هما السلطة الحقيقية في البلاد سيطر الخوف و المخابرات على المواطن الروسي".
الشعب يعرف بانه مر من أمام النظرية "الماركسية – أو الاشتراكية العلمية"، كما سموها وباسمها حكمت بلاده و على أساسها قامت الثورة و شيدت أعمدتها التي لم تبصر النور من قبل دكتاتوري الثورة وجلاديها ، فإذا اعتبرنا إن فثرة الإنجازات الحقيقية التي تمت في عهد ستلين لروسيا أثناء الحرب العالمية الثانية طبعا لا لأنها إنجازاته الشخصية، لقد بنى "ستالين أكبر المعتقلات الذي فاقت معتقلات هتلر في أوروبا الذي أودعا فيها السلافيين والغجر واليهود،الذين كانوا جميعهم سوفيت من مختلف الطبقات والأديان شعب كامل دفن في ثلوج سيبيريا وبردها القارص إنها تضحيات الشعب الذي دفع أغلى الآثمان نتيجة لهذا الانتصار .

لم يرحم حتى الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية وانتصروا فيها على الفاشية، صانعوا ذلك الانتصار الرهيب على الأفكار الفاشية جز بهم في السجون. فالمواطن الذاهب إلى الموت على الجبهة كان أفضل له من الإعدام في الداخل لأنه بالأصل هو مشروع شهيد. فكان الصراع على تقاسم مناطق النفوذ الجيو- سياسي، ودعوة عمال العالم للاتحاد،ودعم كل ثوار العالم،ودعوات رجال الأممية الثالثة لزيارة موسكو واستضافوهم في أفخم الأماكن و إطعامهم من مال الأجاويد حتى لبن "الكفير واحتسائهم أفضل الخمور الأرمينية والجورجية، وتدخين السيجار الكوبي تيمنا " برجال الأممية الرابعة تشي غيفارا وكاسترو"، من اجل دعاية مميزة في وسط الأحزاب التابعة لموسكو وبثها عن الحياة التي يعيشها الرفاق الروس والشعب الروسي ، جنة عدن على الأرض الذي وعد الله بها عبيده في الآخرة فهي موجودة اليوم على ارض الواقع هذه المرة عند الرفاق السوفيت الشيوعيين،وليس عند اليهود .
لكل زمانا رجاله ولكل حقبة زمنية تاريخها،إن تطبيق الأممية العالمية ودعم الاشتراكية في الحرب ضد الإمبريالية العالمية،و حماية الأصدقاء في العالم لقد شجعوا صدام وحافظ والقذافي وتهاونوا معهم على إجرامهم المستباح ضد الشيوعيين في بلادهم،دعموا النظاميين الاشتراكيان المتصارعان في إفريقيا"الأثيوبي –الصومالي"، وساهموا في تعميق الخلاف فيما بينهما، تدخلوا في أفغانستان ،دعموا بولندا، أهملوا الشعب الروسي لقد نسوا كل هموم المواطن، أوهام دفعت من حساب الشعب الروسي وعلى حسابه.
لقد تصرف"غورباتشوف" صحيحا و لم يدمر الدولة العظيمة والحالمة والغارقة في البيروقراطية التي لاتزال اثارها حتى اليوم في المجتمع الروسي ،والذي احتفلت موسكو هذا الشهر بالذكرى العشرين لانهيار الإمبراطورية العظمى ،لان هذه رغبت الشعب ،عندما كان الانقلاب عام1991 على الدولة لم نرى الشيوعيين يدافعون عن المكتسبات ولكن الجميع التزم الصمت وهو دليل على الموافقة الضمنية على الذي يجرى، لقد رضوا بالتقسيم والسيطرة على روسيا ومواردها و الانفتاح على الغرب و تذوق حبة علكت "الشكليز"، وارتداء الجينز الأزرق الأمريكي واستعمال قلم الحبر الناشف"البيك" الإيطالي ،كانت حلم الشعب الروسي، والتي تعتبر أدنا حقوق المواطن الحر . فإذا أصبح بنطال الجينز هدفا رئيسيا يناضل من اجله في دولة السوفيت ، فما العمل لقد وقف المواطن بإرادته في طوابير كبيرة لساعات عديدة لتذوق سندوش"الهنبرغر" من المطبخ الأمريكي السريع ،"المكدونلز" الذي فتح مع أيام البوريستوريكا .
الشعب الروسي أمضى أوقاته كلها في طوابير يومية للحصول على أكله اليومي الموزع على القسيمة الشهرية الذي يكاد لا يحصل عليها، هو غير مستعد إلى العودة للوراء. الروسي الذي يقضي اليوم عطلته حيثما يريد دون الحصول على أذنا مسبقا من مركز المخابرات، فبعد الوصول إلى هذا المستوى من الحياة العامة والى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ووصول أعداد كبيرة من الشباب الروس إلى أصحاب ثروات هائلة من الملايين، من قدرتهم العملية، و ليس من الوراثة التي متعارف عليه في العالم، فهل نرى شخص يحاول العودة إلى الوراء، أو تذكر الماضي الأليم. فإن تصريح قيادات الحزب الشيوعي الأخيرة والذي ترى فيه"إن العديد من شعوب العالم تتجه نحو الاشتراكية" يمكننا التوافق معهم على هذا الطرح ، فهذا يحصل في دول الغرب أو ظاهرة دول أمريكا اللاتينية الحديثة، أو في دول فقيرة موعودة بحياة أفضل، من خلال الاتجاه يمكن الاتجاه نحو النظرية التغيرية إنها تستمر في "كوبا الصين و فيتنام"، ولكن لا يمكننا أن نصدق توقعات الحزب الشيوعي الروسي:"بان روسيا وشعبها يمكن إن يكرروا تجربة فاشلة آدت إلى حرب داخلية مختلفة وقسمت الشعب على مدى 94 عاما، بالاتجاه نحو الاشتراكية، والجدير بالذكر فان الحزب الشيوعي اليوم لا يزيد رصيده في الوسط العام عن 14% بالمائة واغلب أعضاءه من الشيوعيين القدماء والمتقاعدين لكن واقع روسيا اليوم يختلف كليا عن العالم .
إن تطور الحياة في روسيا اليوم في شتى المجالات الحياتية ،الاجتماعية ،السياسية والاقتصادي الذي تم تحقيقيه في السنوات الأخيرة ويستمر اليوم به ، بداء يظهر نجاحه من خلال الانجازات التي تحققها دولة روسيا وصقور الكريملين على الصعيد الداخلي والخارجي،لقد نجحت القيادة الروسية الجديدة من وضع إستراتيجية خاصة بها تعتمد على أن مصلحة الشعب الروسي والدولة الروسية فوق كل اعتبار . هذه هي رغبة الشعب في الانتخابات البرلمانية الروسية،التي جسدها طوال فترة الإصلاح، ومن خلال الوصل إلى تعددية حزبية وفكرية ، فالأحزاب القومية تسلمت القيادة وفي الاستفتاء العام الذي تم فيه انتخاب الرئيس"ديمتري ميدفيديف"في آذار عام 2008،من اجل الدفاع عن المكتسبات التي حققتها لهم فترة الرئيس السابق "فلاديمير بوتين" والتي عرفت فيها الدولة الروسية من الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، والحلم في إعادة أمجاد روسيا الإمبراطورية، مما شجع المواطن الروسي بالإحساس بوجوده القومي وهذا مما ساعد على ظهور الأحزاب القومية، ولاسيما منها الفاشية الجديدة المتعصبة لبلدها وقوميتها، أنها تدل على التصورات الإستراتيجية لدى المواطن الروسي الذي سوف يدافع عنها بكل ما أتيح لديه من قوة . إن نمو قوى جديدة ونضوج أفكار حديثة في روسيا ،هي بعيدة عن كل ما يربطها بالماضي الأليم لتجربة مرت وانتهت كإعصار "تسو نامي"، الذي لا تزال أثاره تعالج حتى اليوم الباقة التي عجلا آما آجلا ستزول هذه الآثار بالرغم من الخسائر الكبيرة ، أحسن ما فعله "غورباتشوف"، عندما طرح الاستفتاء لبقاء الاتحاد أو لعدم البقاء ،أحسن الشعب الاختيار لعدم بقاء الاتحاد ،وانهيار البلد بطريقة سلمية ،مما ساعد روسيا على الوقف مجددا على الساحة الدولية في فرض قدرتها كقوة أساسية في المجتمع الدولي من خلال الاعتراف الأمريكي الرسمي بهذا الدور،من خلال المشاركة في احتفال عيد النصر في 9 أيار مايو، بالذكرى ال65 للانتصار ، وتوقيع اتفاق سترت 2 بين روسيا وأمريكا في نيسان الماضي من هذا العام 2010 . هذا الاعتراف بدور وقوة روسيا كلاعب أساسي،يعد من المحاولة التي حاولت أمريكا لعبها في العام 1990 عند انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن قدرات القيادة الروسية وثقة المواطن بقيادته وبلده ساعد على إحياء دور الدولة من جديد،وبقوة جديدة وفعالة ،من خلال القدرات الطبيعية والموارد الاقتصادية والفكرية الموروثة من العهد القديم ساعد هذا ألاحتياط والمخزون الطبيعي للنفط والغاز من إعادة واسترجاع دور روسيا الطبيعي في العالم .
د. خالد ممدوح ألعزي

Dr_izzi2007@hotmail.com
كاتب صحافي،باحث مختص بالشؤون الروسية دول الكومنولث

اليمن وسورية: قصة انتفاضات ثورية، يرويها شعب بطل، لكنه ضحية التواطؤ العربي والدولي، والحجاج يتقمص من جديد بصالح والأسد...!!!

اليمن وسورية: قصة انتفاضات ثورية، يرويها شعب بطل، لكنه ضحية التواطؤ العربي والدولي، والحجاج يتقمص من جديد بصالح والأسد...!!!

أغنية من تأليف الفنانة السورية أصالة نصري تهاجم بها نظام بشار الأسد:

آه لو هالكرسي بيحكي ...
كان بيصرخ كان بيشكي ...
وبيتأفأف وبيتلوع ويمكن حتى ينوح ويبكي ...
هالكرسي عايف أفطاسه ...
ما حدا عم بيعبي رأسه ...
وكله بيتغنى بإحساسه ...
وبالحقيقة كله بيحكي ...
هالكرسي بيعمل عمايل بيعمل للأصلع جدايل ...
بيخفي لصحابه الرزايل ...
بركي بيصحوا مرة بركي ...
عالكرسي صاحب معالي ...
سيفه على شعبه بيلالي ...
وبيعمل حاله نضالي ...
وبالمخفي عم يشرب وسكي ...
واللي بيقعد ما بيتزحزح ...
ما بيتحرك ما بيتلحلح ...
وبأحلامه بيطير بيشطح ...
وبيقلك هالكرسي ملكي ...
ما بيتنازل عنه أبداً ...
ما بيتخلى عنه أبداً ...
وبيتمنى يضلو أبداً مع أنو ما بيعرف يحكي ...
هالكرسي بطل يتحمل ...
والباشا كل ماله بيتقل ...
ولما الكرسي قالو ارحل ...
صار الباشا ينوح ويبكي ...
آه لما الكرسي بيحكي ...

الحجاج يتجدد في سورية واليمن:

من قصص العرب "الحجاج بن يوسف التقفي "،والي العراق في الدولة الأموية،والذي اشتهر عهده بالظلم والبطش والاستبداد والقتل ،فالدم زين عهده،والقوة القتل، كانت من سماته ."البلطجة والتشبيح"، فهذه المصطلحات التي تستخدم اليوم ،لم تكن سائدة في حقبته ،لان القاموس السياسي في تلك الحقبة التاريخية ، لم يكن متوفرا فيها كلمة دكتاتورية ،بل أطلق عليه مصطلح السافح المستبد ،لقد تمتعت فترة الحجاج بهذه التسمية ، لما كانت فترة حكمه وعهده يتمتعان بالإجرام والظلم والاستبداد تحت حجة الحكم الشرعي الإسلامي ، " يحكى عن الحجاج بان اتى بقوم خرجوا عليه، فأم بهم فضربت أعناقهم ،قبل صلاة المغرب وبقي واحدا من بني هذا القوم ،فقال الحجاج لقتيبه بني مسلم وانصرف به معك حتى تغدو به علي"، وهذا ما يمارسه صالح والأسد من خلال تقمصهما لشخصية الحجاج بن يوسف نظرا لما يتمتعان من قوة أمنية وعسكرية هائلة لمواجهة شعبهما ، فالقتل والبطش وقطع الرؤوس وبناء القوة الخاصة التي تحافظ على وجودهما أضحت سمات عهدهما . ،شعبهما كله أضحى عدوهما ، فأصبحوا يلاحقون سراب كلمة الله واكبر التي تزلزل عروشهم في كل مكان وكأنها إنسان مجرم يتم ملاحقتها حتى داخل القبور ووسط قطعان الحيوانان ،لقد قصفت المساجد والمآذن . فان تصريح الأسد الأخير والشهير للمجلة البريطانية في 29 أكتوبر والذي يقول فيه:" بان النظام القومي العربي في سورية الأسد ، يخوض حربا ضروسة ضد المسلمين،وسورية تقاتل الإسلاميين منذ العام 1950 ، فالأطفال هم أضحوا المسلمين والإرهابيين والسلفيين،ورجال السلطة والمخابرات والشبيحة هم القوميون العرب،فالقومين العرب هم شركاء في قتل الأطفال والأبرياء وشركاء في بقاء احتلال فلسطين .

جمعة جديدة في اليمن وسورية :

جمعات مستمرة من الاحتجاج والحراك الشعبي في كلا البلدين اللذان يحتجان على سلطة قادة ، فقدت شرعيتها الشعبية والقانونية والدولية ،ولاتزال تغتصب السلطة بقوة الكتائب الأمنية والعسكرية التي تم تجهيزها من قبل نظام الأسد وعائلته في سورية ،وعائلة صالح وقبيلته في اليمن ، لقمع الشعوب ،طبعا يعاني الشعبين في البلدين من نفس المعاناة التي يمارسها" الأسد وصالح " ضد شعبهم،فصالح الذي يحاول تورية اليمن لابنه احمد بالقوة ورغم انف الشعب الذي يرفض بقوة تمديد السلطة وإغراق اليمن في هروب أهلية داخلية ،ومشاكل اقتصادية ومذهبية ،وانفصالية ،لا يختلف عن الأسد الذي ورث السلطة من أبيه كأول رئيس مورث لسلطة دكتاتورية تستخدم الشعب السوري في خوض الحروب مع الجيران والتدخل الخاص بشؤون الدول المجاورة ،وبقاء الأراضي السورية في الجولان المحتل تحت الاحتلال الصهيوني ،وضع الشعب السوري تحت خط الفقر من خلال سلب الموارد والمقدرات الاقتصادية السورية ،فالمشكلة تجمع الشعبين ،فالشعبين لم يهتم بهم العالم ولا بثرواتهم ،فالتصميم العالمي والعربي على إعطاء الفرص تلوى الفرص لهما لكي يتمكنا من قمع ولجم حركة الشعوب المحتجة والمنتفضة بوجه المستبدين، فكانت مصيبة الشعبين واحدة وماساتهم واحده وظلم حكامهم واحدة ،فكانت جمعة مشتركة بين الشعبين في 30 سبتمبر" أيلول 2011 ،"تحت اسما "جمعة النصرة لشامنا ويمننا" ،فكانت الهتافات المشتركة بين ثوار سورية واليمن لنصرة الشعبين كرد فعلي على كل الحكام العرب،من خلال تضامن الشعوب المشترك فيما بينها.فالنظاميين يجهزون تظاهرات تجوب المدن الكبرى من الطلاب والموظفين والجيش والأمن لكي يظهروا للعالم بأنهم لا يزالون باستطاعتهم إخراج الملايين المؤيدة لنظامهم الفاسد.لكن الثوار في كلا البلدين يصرون على محاكمة الرئيسين وعائلتهم ونظامهم وحزبهم من خلال الشعار المعهود "إسقاط النظام".

جمعة سورية الجديدة:

لقد خرجت تنسيقيات الثورة السورية هذه الجمعة إلى الشوارع من خلال الجماهير المحتجة والمنتفضة بالرغم من الموت اليوم والمستمر من نظام الطاغية الذي أصبح يتلذذ موت الشعب السوري ،فالشعب السوري الذي لايزال يخرج بقوة وبشدة إلى الشوارع ويتحدى الأمن والجيش ويرفع شعار واحد "إعدام الأسد"،فكانت جمعة الحظر الدولي"،طبعا شعار ومطلب هام للشعب السوري ،ومحرج للعالم وللنظام نفسه ،فالشعب يطالب من العالم بالوقوف أمام وأجبته الدولية، بتنفيذ مطلب من مطالب الدفاع عن حقوق الشعوب من خلال القرارات الدولية،التي تفرض حماية الشعوب المطالبة بحمايتها من غطرسة وظلم أنظمتها وحكامها الاستبداديين ،فالحماية أضحت مطلبا شعبيا محقا بعد فترة طويلة من ممارسة النظام السوري للغطرسة والاستبداد والقتل المعنون لشعبه.

جمعة الحظر الدولي:

استطاعت تنسيقيات الثورة السورية بتاريخ 28 أكتوبر "تشرين الأول"2011، بالخروج مجددا في سورية بإعداد هائلة بالرغم من محاولة النظام المستمرة للخروج بمظاهرات معاكسة تبدي تأيدها للرئيس المطالب من المحتجين بإسقاط نظامه وإعدامه،فالمسيرات الجديدة خرجت تحت اسم جمعة الحظر الجوي الدولي"،وهذه المرة الثانية التي تخرج مظاهرات للثورة السورية فالجمعة السابقة كانت تحت اسم الحماية الدولية واليوم الحظر الجوي الدولي ،فالحظر الجوي خطوة هامة من خطوة التنسيقيات الثورية التي تحاول وضع العالم الصامت على جرائم الأسد أمام وأجبتها ،فالحظر يعني تامين فرصة مهمة لإعاقة حركة النظام الجوية التي يقوم بها النظام بجلب تسليحه وعتاده من روسيا وإيران ،من خلال حركة الملاحة المدنية فالسلاح والأموال الذي يتم تهريبهم عن طريق الطيران المدني ، أما من ناحية ثانية فان الحظر الجوي يمنع النظام باستخدام الطيران الحربي من استخدامها في أي ضرب أهداف عسكرية منشقة أو مناطق مدنية يصعب الدخول عليها من قبل النظام نفسه،فالحظر الجوي سوف يساعد ويعزز الانشقاقات القامة من المؤسسة العسكرية والذي يسمح لهذه الوحدات بتامين مناطق عازلة لها تمنع النظام ووحداته من ضربها. فالفرق كبير جدا بين الحظر الجوي الذي يطالب به المتظاهرين والتدخل العسكري الذي يجمع عليه كل السوريين .

جمعة اليمن وما النصر إلا من عند الله:

لقد اخرج المجلس الانتقالي اليمني بتاريخ 28"أكتوبر"تشرين الأول، مظاهرات كبرى في كافة المحافظات اليمنية ال17 تحت اسم "جمعة وما النصر إلا من عند الله"، تتحدى الرئيس صالح ونظامه وقواته العسكرية التي تمارس القتل المنظم وخاصة منذ عودة صالح من السعودية ،فالقتل ازداد والعزيمة الثورية كانت له بالمرصد من خلال خروج التظاهرات إلى كافة الشوارع والنواحي اليمنية بالرغم من صدها بالنار والغازات القاتلة،لا ن صالح لا يزال يمارس الثعلبة السياسية والالتفاف على المبادرة الخليجية بالرغم من صدور قرار أممي بالتوقيع على بنود الاتفاقية الخليجية،لكن صالح لا يزال يراهن على جر البلاد إلى حرب أهلية يتفوق بها من خلال قدرات كتائبه الأمنية،بالرغم من السلاح الهائل الذي يتواجد بين أهل اليمن السعيد ،لكن أهل اليمن يصرون على عدم رفع هذا السلاح والمضي بسلمية الثورة والصمود بوجه صالح ونظامه حتى النهاية.

المبادرة العربية:

فإذا كان صالح حاول الالتفاف على المبادرة الخليجية والمدعوة عربيا ودوليا من خلال قرار أممي بإعطائه فرصة للمعارضة من اجل البدا في الحوار،والا سوف يتخذ خطوات مختلفة وكان المعارضة أضحت هي المشكلة وصالح هو المنقذ .

لكن في سورية حاولت الجامعة العربية الخروج بمخرج مشرف للازمة السورية وإخراج النظام من أزمته من خلال وفد اللجنة الوزارية العربية التي كلفت بزيارة سورية برئاسة وزير الخارجية القطرية والتي وصلت إلى دمشق في 26 أكتوبر "تشرين الأول" 2011 ،بعد السماح السوري لها من اجل عدم قطع الصلة بين الجامعة وسورية كي لا تكون سورية دولة منبوذة وتقبل بطرح الجامعة لكي تضمن وقت أضافي لقمع الانتفاضة،فالمبادرة تنص على ثلاثة شروط حسب تصريح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي :"1- سحب الآليات العسكرية من الشوارع والمدن وعودتها إلى الثكنات.2- وقف العنف المسلح ،3- بدأ الحوار الفعلي بين المعارضة والنظام في القاهرة. لكن الرد السوري أتت بمناورة جديدة للتهرب من تنفيذ أو البدا في مناقشة بند وفد اللجنة الوزارية من خلال طرح شروط جديد أمام وفد اللجنة لكي يحرج فيها أعضاء الجامعة العربية وتظهر الجامعة العربية بأنها ترفض مطالب سورية وليس سورية التي رفضت بنود الجامعة ، فالسوري الذي طالب:" بوقف التمويل المالي والحملات الإعلامية ضده ، ورفع الحصار الاقتصادي عنه ،ومنع تهريب الأسلحة من المنافذ الحدودية إليه ،والإصرار على أن يكون الحوار في دمشق ،فهذه المطالب المعروضة لكي تناقش الجامعة العربية بنود وشروط سورية للقبول في الحوار وليس مناقشة بنود الجامعة التي تلزم سورية بالموافقة لان الوقت ضاق إمامها .فالسورية يحاول مجددا الالتفاف والهروب من أي دعوة فعلية وفعالة للحوار . فالحوار التي تريده سورية هو أفراغ الموضوع"المبادرة العربية" من مضمونه لان المعارضة خارج البلاد وغير مسموح لها بالدخول إلى سورية، وبالتالي سورية لا تراهم ند لها ، وغير مستعدة لتضيع الوقت معهم ،فهي تعترف فقط بمعارضة الجبهة الوطنية التقدمية الذي أصبح يملكها أهل الأسد وأهل مخلوف ، إذا الحوار ليس للحوار ، وإنما إيجاد مخرج وقتي للنظام ،وليس لما يحصل في سورية ،فالمعلم هدد العالم كله إذا تم الاعتراف بالمعارضة ، فكيف يمكن للنظام السوري الاعتراف بالمجلس الوطني وان يلتقي معه على طاولة واحدة ،من هنا جئت رسالة الأسد للعالم العربي والإسلامي والعالم الخارجي بتاريخ 31 أكتوبر من هذا العام، بأنه سوف يحرق المنطقة وتحويلها إلى أفغانستان جديدة إذا تم المس بسورية الأسد،مما دفع برئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوفد العربي لسورية بالرد المباشر على الأسد :"بان على القادة العرب عدم اللف والدوران والاحتيال في تنفيذ الإصلاحات والوعود.

فالنظام السوري الذي ظل يمارس العنف من خلال القتل والبطش منذ إعلان المبادرة العربية وقدومها إلى سورية لطرح مبادرتها،بالرغم من خروج المظاهرات الكثيفة من قبل المتظاهرين في الأسبوع الماضي وتم تسميت جمعتهم باسم شهداء المهلة الجامعة العربية وكذلك هذه الجمعة التي تم تسميتها باسم جمعة الحظر الجوي ،فإننا نرى بان الشارع السوري لا يرى بأي منفذ يقوم بإنهاء الأزمة السورية من خلال النظام لان هذا النظام الذي يصرع على إن الأزمة هي بينه وبين المجتمع الدولي وليس مع الشعب الذي يطالب بإسقاطه من الحل الأمني العسكري هو المخرج من وجهة نظر النظام السوري،لكن الشعب يرى العكس من خلال خروجها المستمر والقوي الى الشوارع مطالبة بإسقاط الرئيس بالرغم من العدد الهائل للقتلى والجرحى والمعتقلين فان المظاهرات مستمرة بقوة وزخم عالي،فالاستقبال الذي تم استقباله للوفد العربي من خلال الإضراب العام في المدن السورية يدل على حجم المآزق الذي يعاني منه النظام في عدم قدرته على الإمساك بالشارع المحتج ،وبالتالي أي تنازل يقدمه النظام السوري يعني خروجه من السلطة نهائيا وهذه هي مفاهيم الأحزاب الشمولية للاستبداد والسيطرة بالدم والحديد على الحكم والنظام السوري هو جزاء من هذه المنظومة القمعية التي لم يتبقى منها إلا القليل في العالم .

الصمت العربي في اليمن وسورية :

لكن الملفت للنظر في ثورة اليمن وسورية لا يزال الصمت العربي الرسمي هو المسيطر على تحركات كافة القيادات العربية التي لا تزال تهادن وتعطي الفرص تلوا الفرص لصالح والأسد ،فإذا نظرنا إلى ثورة ليبيا فكان التحرك العربي السريع بأخذ القرار العربي السريع من خلال تجميد عضوية ليبيا في جامعة الدول العربية ،مما ساعد على اتخاذ قرارا أممي سريع بفرض حظر جوي ساعد على انهيار النظام الاستبداد وتفكيك كافة الكتائب الأمنية،فالقتل الذي يسود كل من سورية واليمن ارتفع عشرات المرات بل الألف ،فالدمار والقتل في سورية لم تشهده أي ثورة من ثورات الربيع العربي ،لان القمع والبطش والاستبداد والوقاحة الذي يستخدمها نظام الأسد لم تعهدها أي ثورة ،فالعرب والعالم صامت بسبب الغزل الذي يقدمه الأسد للعالم بأنه صمم الأمان للنظام الصهيوني من وصول الإرهاب الإسلامي للسلطة،كما عبر الرئيس الأسد في حديثه للجريدة البريطانية بقوله القائم على أن الحرب في سورية اليوم تدور بين الإسلاميين والقومين العرب ،وهذا يعني بأنه شريك فعلي في بقاء الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.وصالح الذي يهدد العالم بسيطرة القاعدة على اليمن ودول الجوار ،فصالح والأسد يخوضان حربان خيالية ضد كلمة الله واكبر ،التي تزلزل كيانهما ،لان العدو الخفي لازمتهما ليس الإخفاق السياسي والاقتصادي والأخلاقي لإدارتهما الفاشلة بل أصبح العالم الماورائي هو العدو لهما .

تقيم الثورات بمنظر خاص : من يراقب التصاريح اليومية للعديد من القيادات الروحية والفكرية والسياسية والاجتماعية والإعلامية ،فالجميع يقر بثورة مصر وتونس و"ليبيا "ولكنهم لا يقرون بثورة سورية وبأنها من صنع أمريكي وإسرائيلي ،لان التقييم يا من العين الذين يرون فيها مصالحهم الدينية والسياسية والإيديولوجية والانتقام الشخصي من نظام معين ،لكن المسائلة تختلف جدا ،من خلال تقيمهم الضيق والشخصي للأمور الذي يحاولون إلباسها أثوابا عقائدية ووطنية وقومية ،فالمسائلة مسائلة استبد وقمع ودكتاتورية لأنظمة عفنة فاشلة وفاشية وفاسدة في تعاملها مع شعبها وهذه حركة حتمية لعملية التغير الطبيعي لصراع الأضداد الذي يعيشه المجتمع لكن هذه الأنظمة أوقفت حركة الصراع من خلال استبدادها ودكتاتوريتها ومخابراتها وتغليفها بأقنعة وطنية وقومية وعربية،فهذا الأسد يهدد بقتل الناس علنا وبحل تدخل العالم سوف يحرق المنطقة كلها ويحولها إلى أفغانستان ،لأنه قومي عربي مع كل جلاديه ومخابراته ونظامه يقاتلون الإسلام المتطرف الممثل بأطفال درعا ونساء حمص وشيوخ الجوامع والمصلين وخطف الجرحى وتعذيبهم وبيع أعضائهم وسرقة المنازل وتدميرها ورش السم القاتل على المزروعات وقتل الحمير ،لأنه قومي عربي،طبعا قومي عربي مفلس كما كان غيره من الذين طالبوا بنجدة الغرب لقتل الشعب المحتج المتهم بالإرهاب والتطرف ، فهذه الجعجة التي يمارسها الأسد ونظامه تدل على مدى الإفلاس السياسي الذي يعشه نظامه وضيق الخناق التي بات يتحكم على صدره كما كان على زميله وصديقه ألقذافي والذي أضحى الجرذ الأول في العالم . سورية لا تختلف عن أي دولة عربية تطالب بالحرية وأنهى حقبة دكتاتورية لعائلة حكمة ،لان سورية شعب وارض وتاريخ ،لذا يجب أن يعلم الجميع "السيد حسن ونبيه بري والسيد على الخامئني والبشير وأبو تفليقة ومحمد حسنين هيكل"، بان سورية هي كما سائر الدول العربية وسوف يكونها مصيرها الوطني والاجتماعي والمالي أفضل وأجمل من بقاءها أسيرة للبعث والعائلة المالكة.

الجيش السوري قوات مأجورة لقتل الشعوب العربية :

لم يكتفي النظام السوري بان يصبح الجيش الوطني حماة الديار بان يكون حامي الرئيس والعائلة الحاكمة من خلال إشراكه في معركة داخلية ضد الشعب السوري الأعزل وإبعاده عن عقيدته الأساسية الذي يتغنى بها النظام الاسدي بأنه جيش وطني يقاتل العدو الإسرائيلي ،فالجيش السوري لم يعرف النصر أبدا في حربه على إسرائيل بل عرف بجيش الهزائم العربية ،فبقيت الجولان محتلة وبيع لواء اسكندرون لتركية ،أضحت سورية مستعمرة أمنية إيرانية تديراها قوات الحرس الثورة الإيراني،لكن الجيش السوري عرف بشراسته في ضرب الشعب اللبناني الثناء احتلال سورية للبنان بقرار عربي إجباري ،وكذلك بضرب الشعب الفلسطيني ومخيماته في لبنان،ابتدأ من مخيم تل الزعتر حتى محاصرة المخيمات مرورا بالانشقاقات الفلسطينية إلى إخراج عرفات من طرابلس ،لكن الأشرس من كل هذا هو ضرب الجيش السوري لشعبه الذي يتهمه بالسلفية والإرهاب ،فالجيش السوري أصبح جيشا مأجورا لعائلة تتحكم بسورية والدول المجاورة ،فسورية أرسلت طياريها وخبرائها إلى ليبيا للمقاتلة بجانب ألقذافي وكتائبه الأمنية ،فالطيارين السوريين قصفوا مصراتة وقتلوا الشعب الليبي الأعزل ،وها هم الطيارون السوريين يذهبون لليمن لاستخدام طائرات ال ميغ الروسية لقصف الشعب اليمني بعد ان رفض الطيارون اليمنيين من تنفيذ مهمات ألقت والتي كلف بها الطيارون المرتزقة في سورية ،لكن العملية الانتحارية التي نفذها الطيار اليمني بحق مرتزقة النظاميين السوري واليمني حالت دون تنفيذ المهام والى فضح وطورت النظام السوري بالجرائم البشعة في الدول العربية.

الأسد لن يسلم بأي مبادرة عربية او علمية تناقشه فيها على تقاسم السلطة لان الأسد يعيش في ظل نظام استبدادي ودكتاتور لا يستطيع ان يقر بوجود شريك له في الحكم يتشاور معه في تقرير مصير سورية ومستقبلها السياسي ،وبالتالي الأسد لا يختلف عن باقي الدكتاتوريين الذين أتم الإطاحة بهم بالقوة لان الذي يأخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ،لان لغة القوة مع هؤلاء أتبت جدوها فالتحاور معهم هو خسارة للشعب وربح لهم،وبالتالي لا يمكن أن يكون حلال في سورية سوى الإطاحة الفعلية بنظام الأسد كما كان في ليبيا ومصر وتونس وكل الدول التي خاضت معارك من اجل إنهاء حقا بات الاستبداد والأحزاب الشمولية ،والجميع ينتظر قرار الجامعة العربية الذي يجب أن يخرج بتوجه وليس بالضرورة بالإجماع لان القرارات العربية لم تكن يوما بالإجماع ،فتجميد عضوية سورية سوف يحرج روسيا ويمنعها عن التعنت والغطرسة التي تمارسها بدعمها للنظام السوري وبالتالي سوف تكون على مواجه مباشرة مع العالم العربي والإسلامي .

لنرى ما أنتجته الثورات الشعبية في دول سيطر عليها الاستبداد،انتخابات المجلس التأسيسي في تونس وشفافية العملية ،انتخاب رئيس حكومة جديد في ليبيا لتامين المرحلة الانتقالية ،الاستعداد لخوض الانتخابات النيابية التأسيسية في مصر ،الانتخابات قيرغيزستان وتسلم السلطة السلمي في عملية انتخابية أولى في أسيا الوسطى ،فلماذا مصير سوري واليمن يختلف ويجب أن يبقى في قبضة الأسد وصالح وعائلتهم الاستبدادية .

طبعا الشعب فرض معادلة جيدة يصعب الالتفاف عليها لتامين مخارج لهؤلاء الحكام ...الطغاة ...فالمصير بات معروف أمامهم ...فعليهم الاختيار مابين بن علي وحسني مبارك ،او ألقذافي ...

د.خالد ممدوح ألعزي.

كاتب صحافي، وباحث إعلامي مختص بالإعلام السياسي والدعاية.

dr_izzi2007@hotmail.com