السبت، 16 يوليو 2011

سورية الأسد:بين حوار السلطة ومؤتمر الوطني للمعارضة،دمشق تتصدر المشهد...!!!

سورية الأسد:بين حوار السلطة ومؤتمر الوطني للمعارضة،دمشق تتصدر المشهد...!!!
أسلوب جديد في قمع التظاهرات السورية :
لقد خرجت الجماهير السورية إلى ساحات السورية في كافة المدن والنواحي تلبية لندى التنسيقيات الثورية في القطر السوري بتاريخ 15 حزيران "يوليو"2011 م،وهذه الجمعة التي أطلق عليها جمعة "أسرى الحرية "التي تدخل في شهرها الرابع،وأسبوعها 16، من 15 آذار "مارس" إلى 15 تموز "يوليو "من التظاهر والحراك الشعبي بالرغم من القتل والبطش والفتك وحملات الدهم العسكرية والأمنية، واحتلال المدن السورية من قبل فرق الموت والكتائب الأمنية وقصفها بالأسلحة الثقيلة المدفع ثمنها من أموال الشعب السوري نفسه. النظام بداء يستعمل أسلوب جديد في قمع الحراك الشعبي بقطع المدن وحصارها إضافة إلى غزارة النار الذي يتم أطلاقه نحو الشعب،رغم ذلك الشعب يخرج بكثافة في المدن والنواحي لنصرة حماة وحمص المحاصرتان من الخارج.
جمعة أسرى الحرية:
مما لاشك به بان الجمعة التي تحمل اسم أسرى الحرية التي تطالب بإخراج الأسرى الموجدون في سجون الأمن والاستخبارات السورية، ردا على تبجح النظام وأزلامه،لقد فاق عدد الأسرى في سورية منذ بداء الانتفاضة حتى اليوم إلى أكثر من 25 إلف معتقل ،إضافة إلى أكثر من 2000 قتل و120الف جريح و70 ألف نازح إلى خارج الحدود،وهذه الأعداد التقريبية ربما يفوق ذلك هذه الإعداد إلى أكثر بكثير.
حماة مجددا في المقدمة:
بالرغم من الحصار الأمني والعسكري والتعتيم الإعلامي المفروض على الشعب السوري لإخماد ثورته،بالرغم من ذلك تخرج المظاهرات بكثافة في كافة أنحاء المدن السورية ،لكن حماة تدهش العالم وتربك النظام مجددا،فالذي يحدث في سورية ثورة حقيقية بكل معنى الكلمة لأنها سوف تحدث تغير فعلي في النظام السوري لإنهاء فترة طويلة من نظام دكتاتوري ،ولطرح نظام ديمقراطي جديد،فالثورة التي تحصل في سورية ليست بسيطة فهي منذ 15 آذار"مارس"الماضي حولت أنظار العالم نحوها من خلال كسر الخوف لجهة التظاهر السلمي الذي لم يتركها النظام تمر دون سيل الدم الذكي في شوارع سورية وساحاتها و لجهة حرية التعبير.فالثورة السورية لها مطالب واضحة تريد تنفيذها ،فالشعب السوري انتفض بسبب الخلل الذي حصل في سورية بعد عملية التوريث غداة تعديل الدستور السوري بخمس دقائق لصالح رئيس جديد غير منتخب ،فالخلل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني التي سيطرت على سورية ، فكانت التظاهرات الكبيرة التي تستمد قدرتها من الساحات العربية في كافة الساحات الشعبية المطالبة بالتغير،بالرغم من ارتفاع الحرارة التي تسيطر على أجواء الشرق الأوسط ،لكن الشعب يخرج وينظم بكثافة إلى حركة الاحتجاج،الشعب يخرج للتظاهر كأنهم في عرس وطني، ترتفع زغاريد النساء ،وتكبير الرجال التي بات يرعب قوات الأمن والهرب أمام المتظاهرين في مدن حمص وحماة.ولا ابلغ أبدا بان حمص التي نعرفها اليوم هي ليست حمص التي كانت في العام 1982فهي اليوم شبه محررة من سيطرة النظام واستخباراته ،وسوف تكون المدينة التي تدمر نظام الأسد، وتنتقم منه لأعمال نظام والده سابقا،فاليوم حماة وحمص مدينتين محررتان من شبيحة النظام .
حوار الإنقاذ الوطني:
لقد فشل الحوار،والشعب السوري نعى الحوار منذ الأسبوع الماضي في جمعة لا للحوار،لان النظام أفراغه من مضمونه ،لان المعارضة في الحوار مع النظام السوري فاشل،والسبب يعود الى تصرف النظام نفسه من خلال استمراره بالحل الأمني والعسكري، ،فالنظام يحاول أن يجد لنفسه منفذ سياسي ، من خلال فتح مسرحة الحوار مع الأشخاص الذين يمكن أن يحتويهم النظام من خلال فكره الذي يستغلها النظام السوري لمصلحته ،بالوقت الذي غيب النظام عن الحوار التنسيقيات السورية القوى الشبابية التي تملك الأرض معللا ذلك بأنه لا يتحاور مع من يطالب بإسقاط النظام ،فالنظام لا يتفاوض مع الشعب صاحب شعار إسقاط النظام،لقد نعى الشعب الحوار من خلال جمعته الماضية الذي خرج بها إلى الشوارع بإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد ،لكن النظام مر مرور الكرام أم مقترحات الحوار،من خلال استعمال الحلول الأمنية والعسكرية التي لا يزال يلتزم بها في تنفيذ عمليته العسكرية، مما ساهم بإسقاط فكرة الحوار مع النظام وفقدان مصداقيته النهائية أمام الشعب،لان النظام يتشاور مع نفسه وأزلامه لأنه بحاجة فعلية لحوار أو استعراض إعلامي يعرضه على العالم الخارجي ،وعدم التوجه إلى الداخل لمخاطبة الشعب المنتفض والثائر بوجه النظام. فالحوار يلزمه شروط لا نجاحه، ليس الحوار من اجل الحوار كما يريد النظام،فالمعارضة في حراكها الشعبي لا تزال ملتزمة بالشروط التالية :
التظاهر السلمي،نبذ الفتنة ،لاحوار بظل القتل والاعتقال واحتلال المدن وسيطرت الدبابات على الشوارع السورية .
الحوار ثقة وبيئة احتضان والدولة لا تزال تراوغ، وتكذب على الشعب،لذلك فقدت الثقة بالنظام،الذي هو عجزان تحقيق أي إصلاحات فعلية لكونه لا يريد إصلاحات جدية وفعلية ، فالإصلاحات الفعلية تطيح بالنظام الحالي الذي لا يسطتيع خوض أي انتخابات بعد القتل والبطش الذي مارسه بحق أبناءه. لبد في أي حوار جدي يقوم به النظام تنفيذ الشروط التالية :
1-السماح بالتظاهر وحماية المتظاهرين،
2-سحب الامن والجيش من الشارع ،
3- إطلاق كل المعتقلين القابعين في السجون السورية،
4- إطلاق حرية الإعلام العربي والأجنبي في العمل بحرية لتغطية الحراك،
5-الاعتراف بالمعارضة السورية شريك فعلي في البلد وتقرير مصيره.
6- الكف عن التعامل مع الشعب السوري بأنه مخرب وعصابات إرهابية .
7- البحت بين رموز النظام الذين لم تلطخ أيدهم بالدم السوري مع المعارضة بفتح حوار وطني ووضع برنامجه وتحديد زمانه للنقاش بكل الشكلية السورية والأزمة الحقيقية.
لكن النظام السوري يحاول سرقة الثورة من خلال إعلانه عن مؤتمر حوار الدردشة ،فالحوار يحاور نفسه بنفسه مع غياب كامل لأطياف المعارضة التي رفضت الحوار المبهم مع نظام الأسد.
الموقف الدولي بعد 16 اسبوع من التظاهر :
لايزال الصمت ،والسكوت يخيم على أحداث سورية ،فالمجتمع الدولي لا يبالي بما يحدث في سورية ،والعرب في ثبات كامل :
1- لكن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي فجئنا عند اجتماعه بالأسد بتاريخ 14 يوليو، والخروج بعدها بتصريح مزعج جدا بان الجامعة العربية لا تتدخل في شؤون الدول العربية ،وسورية واحدة منهم، ونحن نقدم النصيحة للنظام فقط، مما أعطى جرعة قوية للنظام في ممارسته القمعية ضد شعبه ،بالوقت الذي يعتبر وصول العربي الى هذا المنصب يعود إلى الثورة والثوار في ميدان التحرير في القاهرة .
فالموقف العربي الواضع للمشهد السوري كان من الرئيس سعد الحريري الذي عبر عنه في مقابلته التلفزيونية على محطة" ام تي في" اللبنانية نهار الثلاثاء بتاريخ 12 تموز "يوليو" الذي قال بصراحة إن الذي يجري في المدن السورية يبكيه القلب ويتألم لما يحدث في المدن،ويتضامن معه الإنسان بإنسانيته بسبب القمع والقتل والبطش ،لكننا لن نتدخل بأمور سورية الداخلية ،ونحن نحترم لما يتخذه الشعب السوري نفسه.لكن الجامعة العربية اتخذت قرارا سريعا بما حدث في ليبيا استجابة للغرب .
2- فإذا كان الموقف الفرنسي هو الموقف الدولي الوحيد الذي كان واضح اتجاه النظام السوري، واعتباره فقد الشرعية ويجب على الأسد التخلي عن السلطة .
3- الموقف الروسي لا يزال موقف غير واضع ولا يعتمد عليه لأنه يساوم لمصلحته الخاصة ،فإذا كان يرفض حتى اليوم إدانة سورية ويقف ضد أي قرار أممي يدين إجرام النظام السوري ضد الشعب الأعزل ،فتجربة ليبيا ومعارضة الروس للقرار ألأممي،لكنهم حتى اليوم لم يقدموا أية مبادرة لإنهاء الحرب في ليبيا بالرغم من اجتماعهم مع المعارضة والنظام ،لكن المبعوث الروسي الرسمي إلى ليبيا ميخائيل مرغيليف،الذي يعلن بان القذافي ابلغه شخصيا إذا احتل الثوار العاصمة يوجد لدية خطة انتحارية تقضي بتفجير طرابلس وإمطارها بالصواريخ الروسية طبعا ،لكن ماذا سيخبرنا مرغيلف عن خطة الأسد بحل انتصار الثوار،فهل سيكون نيرون سورية الجديد .
4- الموقف الأمريكي من الأزمة السورية: أمريكا التي كانت منذ البدء تطلب من النظام السوري الدخول في إصلاحات سريعة لإنهاء المشكلة السورية،تغير سلوكه اتجاه المجتمع الدولي التي تطالبه بالأفعال وليس الأقوال،وهذا ما عبرا عنه الرئيس اوباما في خطابه والذي طالب الأسد بإصلاحات أو التنحي،لكن الوقف الأمريكي الذي غير وقفه بسرعة بعد ذهاب السفير الأمريكي إلى حماة، والتي كانت مهمته تقتضي بالاجتماع مع معارضة حماة التي ترفض الحوار وإصلاحات الأسد وتطالب بإسقاطه،لكن السحر انقلب على الساحر ،فالنظام كان على علم بجولة السفير الأمريكي إلى حماة .لقد فشل السفير الأمريكي في إقناع الشعب ،فغضب النظام وعمل على تصعيد المشكلة مع الأمريكي التي اتخذت شكل جديد من المواجه مع الخارج والعالم الغربي ، لكي يتم لفت الأنظار عن الحراك الشعبي السوري . مما جعل الوزيرة كلينتون بإطلاق تصريح الناري" تقول فيه بان الأسد فقد شرعيته السياسية،ورحيله ضروري والاعتقاد بأنه لا يوجد بديل فه خاطئ،بالوقت التي كانت تطالب الأسد بالدخول في إصلاحات سريعة قبل أن يواجه احتجاجات كبيرة طبعا كان الرد من خلال العمل التخريبي الذي قام به النظام السوري ضد سفارتا فرنسا وأمريكا في سورية نوع من التصعيد الدولي الجديد مع الغرب الذي مسحه وليد المعلم عن الخريطة السياسية ،النظام السوري يسعى منذ فترة إلى صراع خارجي وفتح جبه جديدة والتي تمثلت في محاولة لفتح جبهة الجولان السوري في 15 أيار و5 حزيران ولكن المحاولة بات بالفشل ،تصدير أزمة النظام إلى دول الجوار "لبنان الأردن العراق تركيا "واتهم هذه الدولة بتغذية نار الحرب الداخلية من خلال دعمهم لعصابات إرهابية.
ولكن بعد الإدانة الأممية لتصرف النظام السوري الذي اتخذ بالإجماع في هيئة الأمم المتحدة، اجبر الوزير السوري المعلم بالاعتراف الرسمي بالإخفاق في حماية السفارات حسب ما تنص عليها معاهدة فينا الدولية.مرة جديدة يقع النظام السوري في مأزق ويضيق الخناق على رقبته.
الشعب السوري لم يعول على احد في دعم ثورته لأنه منذ بدء الثورة السورية ،كانت شباب الثورة تعول فقط على وعي الشعب السوري وقدرته على المواجه ضد نظام الأسد ، لقد رفضوا التدخل ألاجني وطالبوا الحفاظ على وحدة التراب السوري ونبذ الفتنة الطائفية التي يسعى النظام الى إحداثه،لان سورية للجميع والمظاهرات سلمية وليست انتقامية وكيدية .
مؤتمر اسطنبول خارطة طريق جديدة:
إن ذهاب المعارضة إلى اسطنبول لعقد مؤتمر إنقاذ وطني من اجل النظر الفعلي في مستقبل سورية الجديدة بعد سقوط النظام ،فالمجتمعون كانوا يودون عقد المؤتمر في دمشق واسطنبول سويا ،من اجل المشاركة الداخلية والخارجية ،لكي يسمح لكل الأطياف المشاركة الفعلية في طرح أفكارها من اجل مستقبل سورية الغد والمستقبل،لكن الكلمات كانت عبر الانترنت من سورية لتعذر انعقاد المؤتمر،فها يحقق مؤتمر اسطنبول قيادة فعلية للمعارضة السورية ،ووضع خارطة طريق مستقبلية يتم من خلالها التعامل مع مستقبل سورية ومشاكلها من خلال هذه الخطة الانطلاقية ،أو تقع المعارضة في أزمة جديدة تسمح للنظام السوري استغلالها والانقضاض على الثورة وشبابها، وإظهارها ضعيفة وعاجزة للتمثيل الشعبي في الخارج والداخل مما يفقدها التأيد الدولي .
لكن لبد من رفع شعار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالقول "ارفع راسك يا أخي السوري، لأنه بعد اليوم لم يسمح لسورية وشعبها أن تهان من قبل النظام السوري وأعوانه وخاصة الشعب قال كلمته الأخيرة للنظام ارحل وخرج للساحات بأكبر كمية من المتظاهرين منذ 4 أشهر،بهتاف وصرخة واحدة في كل المدن والنواحي السورية بما فيها العاصمة دمشق الذي كان نصيبها في هذا الأسبوع الأكبر من الجرحى والشهداء ،ليقول نعم لإسقاط النظام ومحكمة رموزه.
لننتظر معا كيف سيرد النظام على نجاح المظاهرات في جمعة أسرى الحرية ومؤتمر اسطنبول إذا كتب له النجاح ،وخاصة بعد خروج مظاهرة المثقفين السورين في دمشق المؤيدة للثورة والثوار،وكذلك مؤتمر رابطة العلماء المسلمين في العالم وتأيدها للثورة والتغير التدرجي العالمي مع الثورة السورية.
الشعب السور مطلبه الوحيد هو احتضان ثورته الإنسانية والتعامل مع الشعب السوري بطريقة إنسانية ، واحترام فكره وراية،لان الزمان انتهى عندما كان يتم التعامل مع الشعب بصفته أعداد رقمية،
يتم التفاوض عليها وتعين مسئولين عنهم يديرهم كالغنم ،نحن في الألفية الثالثة الصراع بين الشعب الذي يريد الديمقراطية والأنظمة التي تستبد وتفرض دكتاتوريتها الخاصة،لكن الشعب السوري خرج ليقول للدكتاتورية البائدة والحزب الخائب والعائلة المريضة،كفى لقد هرمن من جوركم وحقدكم وأعمالكم المعيبة المهينة بحق سورية وشعبها ومثقفيها ورجالها ونساءها وأطفالها ودورها .
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com

الجمعة، 15 يوليو 2011

الإعلام الروسي: يهادن على حساب كوادره...

الإعلام الروسي: يهادن على حساب كوادره...
عرضت القناة الفضائية الروسية "بتاريخ 14 تموز"يوليو"2011برنامج " بلشوي ستيركا"،" الغسالة الكبيرة الذي يقدمها الإعلامي الروسي الشهير"اندي ملاخف"، برنامجه يختص بالإعلام الاجتماعي "توك شو"، الذي يهتم بمختلف المواضيع الاجتماعية التي تختص بروسيا وشعبها من خلال حوار اجتماعي كبير يشارك فيه كافة المدعوين لنقاش المشكلة المطروحة ،ومحاولة معالجتها من قبل المعنيين ذوي الاختصاصات المختلفة وذات الخبرات المتنوعة ، في ميادين العمل الاجتماعي والنفسي والسياسي والثقافي والأكاديمي.
تعرض كل وجهات النظر في الحلقة، من خلال ضيوف يتم دعوتهم مسبقا لمناقشة المشكلة.الضيوف يمثلون شرائح اجتماعية مختلفة بدءا من ممثلين الدولة حتى المنظمات الأهلية والمجتمع المدني مرورا بالكنيسة والجامعات الروسية. لكن هذه الحلقة كان لها تميز خاص بسبب الموضوع الذي كان مطروح للنقاش والتعليق .
موضوع الحلقة التي قدمها الإعلامي هذا الأسبوع ،والتي كانت موضوع النقاش ،هي:" وكالة ريو نوفستي الروسية للإنباء " تطرد إحدى صحافيها الكبار وتنهي عمله في الوكالة استجابة للغرب وليس تنفيذا للأخلاق الصحافية والمهنية التي يجب أن يلتزم بها الإعلامي في عمله من خلال مهنية عالية تتطلب ذلك لأنه يمثل المؤسسة الإعلامية الذي يعمل بها.
نيكولي تروسكي المحلل السياسي للوكالة الروسية و يعمل فيها منذ العام 2009 . 51 عام تربى على الأخلاق السوفياتية القومية عكس التربية الجديدة التي تفتقد فيها الحدود الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية، والتي تمارس تحت شعار الحرية الشخصية والاتجاه الليبرالي للشعب الروسي.
تركوفسي تنشر مواضيعه وتحليلاته السياسية على كل صفحات النت الروسية وموقع الوكالة التي يتم ترجمتها إلى عدة لغات أجنبية بما فيها العربية،
فالمشكلة كلها تكمن في فقرة صغيرة تم التعليق فيها على إحدى المواضيع التي تخص المثالين في شبكة النت الداخلية للوكالة،لكونها الرابط الحقيقي بين موظفي الوكالة البالغ عددهم أكثر من 2000 موظف.
تروسكي يعلق لاشعوريا على مهرجان المثالين التي كانت مدينة برلين ساحة عرضه، والذي ضم أكثر من 7 ألف شخص في استعراض كرنفال مميز للبعض ومقرف ،فالتعليق خرج من قلب الصحافي الذي يتميز بتربية سوفياتية حديدية لا تزال تنظر بعين الغضب لمثل هذه العروض أو الشريحة.
تروسكي يكتب في جملته الشهيرة الذي ذهب ضحيتها بالرغم من شطبها نهائيا عن الشبكة بعد الانتباه لما كتب،فالجملة تقول: أتمنى أن ينتقل الانحلال الاجتماعي إلى روسيا الذي يظهر فيه وجود المثالية في كافة أنحاء روسيا لان هذه الديمقراطية والحرية الغربية نحن لا نريدها في روسيا لان روسيا دولة مؤمنة،ربما تحل على هؤلاء قنبلة كبيرة مؤقتة تنهي وجودهم نهائيا عن الأرض وتنظف وجودهم .بالرغم من الاعتزاز المباشر على الهواء للجميع ،لكن إدارة الوكالة التي اعتبرت إن كلامه يدغدغ مشاعر الناس ويعتبر هذا الكلام محطة للتحريض الشوفاني المتطرف على فئة من شرائح المجتمع الروسي ،وكان ردها على الإعلامي واضح من خلال إنهاء مهمته في الوكالة معللة ذلك بأنه لا يمكن للإعلامي أن يكون في النهار إعلامي وفي الليل متطرف.
الغريب في الأمر بان الوكالة وقفت وقفه سريعة أمام كلام صحافي الذي طرح كلامه ليس في الأوساط الرسمية وإنما في أحاديث مطبخ الوكالة الذي لا يتم جمركته الرسمية. لكن الوكالة نسيت قتل العشرات من السود الذين تعرضوا لهؤلاء الشباب ذات اللون الأسود من القوميات المختلفة من قبل حركات قومية شوفانية روسية ،هذه التربية المتطرفة تربى عليها عشرات الإلف من الأجيال الصاعد والتي تنتمي لحركات متطرفة نازية تعصبية جديدة،في بلد قاتل أهله وانتصروا فيه على الفاشية والنازية ،وعدم محكمة هؤلاء المتعصبين بسبب غيب قانون واضح في الدستور الروسي يعاقب هذه الحركات والأشخاص التي تخذيهم قوى تستفيد من نمو هذه الحركات القومية المتطرفة في روسيا.
لكن السؤال الهام الذي يطرح نفسه بعد طرد الصحافي من عمله والذي يعتبر الأول من نوعه في الطعاطي مع قضية المثالين الروس الذين يتعرضوا، لأصعب واخشن معاملة في روسية ،فهل تكون هذه أولى الخطوات الجديدة مع هذه المجموعة،أو خطوة نحو لفت أنظار الغرب على هذه الخطوة التي حققت انتصار واضح لهذه الأقلية الجنسية.
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com

الأربعاء، 13 يوليو 2011

سهير الاتاسي : مناضلة سورية من اجل الديمقراطية

سهير الاتاسي : مناضلة سورية من اجل الديمقراطية
بوتو والاتاسي صراع بين الدكتاتورية والديمقراطية:
تؤكد الراحلة" بنازير بوتو" في كتابها الذي أنجزته قبل اغتيالها وتم نشره فورا بعد اغتيالها، والذي شكل أهمية كبيرة لها،و أولته تركيزها واهتمامها الكبير و يحمل اسم "المصالحة : الإسلام والديمقراطية والغرب " والتي تقول بأنه لا يمكن إرساء الديمقراطية حول العالم بطبقة وسطى مستقرة ونامية ،وتهدد الاختلافات الاقتصادية الكبيرة بين الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد، كما إن سيطرة النخبة "المثقفة" أو العسكرية ،الغنية على الحشود الجاهلة ليست بالطريقة الناجحة لبناء مجتمع ديمقراطي". وهنا الطرح الجدي الذي يدور الحديث عنه في كل دول العالم الإسلامي والعربي، هو في كيفية استبدال الدكتاتورية بالديمقراطية.
فالديمقراطية تضعف قوى التطرف والميلشيات العسكرية التي تصنعها الدول لقمع شعوبها .وإذا انهزم التطرف والمليشيات فستفادى دولنا وقوع كوارث كثيرة يتوقع المستبدون في السلطة بأنها حتمية،كما هو الحال في ليبيا وسورية واليمن . وهن يكمن سر الصراع القائم حاليا بين الدكتاتوريين والديمقراطيين في كل الدول العربية والإسلامية.
إذا كانت" بنازير بوتو" رئيسة الوزراء السابقة لباكستان وزعيمة حزب الشعب الذي اغتيلت في27 كانون الأول "ديسمبر" من العام 2007 ، في "روالبندي في باكستان"،هي أشجع مناضلة في العالم الإسلامي بوجه الديكتاتورية والاستبداد من اجل الوصول إلى ديمقراطية حقيقية في باكستان، لاقتناعها الكامل بان الحرب بين الديمقراطية والدكتاتورية، والتطرف والحداثة هي المعركة بين القوى الأساسية في الألفية الجديدة التي نعيش فيها، لأنها على اقتناع كامل بان في ظل الدكتاتورية سينمو التطرف والتعصب القومي والديني والمذهبي المتصاعد مهددا ليس وطنها فحسب بل العالم اجمع.
بوتو المناضلة ضد الدكتاتورية ونظام الاستبداد والشمولية العسكرية والفساد المالي التي مثلها نظام"برويز مشرف"، لا تختلف أبدا عن السورية سهير الاتاسي المناضلة ضد نظام الأسد والعائلة الحاكمة والنظام الأمني، والفساد المالي، لا في الرؤية ولا الأفكار لأنهم يحاربن الدكتاتورية ولأرسى الديمقراطية الجديدة .
فالاتاسي هي أشجع أمرآة سورية وعربية في العالم العربي، ليس من الغريب بأن تكون هذه المرآة العربية المطلوبة الأولى للنظام ألمخابراتي.
سيدة سورية الأولى سهير الاتاسي :
سهير جمال الاتاسيٍ مواليد دمشق ،1971ابنة المفكر الراحل الكبير الدكتور جمال الأتاسي تلقت تعليمها الجامعي في سورية ، تخرجت من قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة دمشق، ثم حصلت أيضا على دبلوم بالتربية من جامعة دمشق، تأثرت سهير منذ نعومة أظفارها بفكر والدها الراحل الكبير و تشـبعت بطروحاته الديمقراطية وعليه آمنت بالحوار وضرورته للخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة أصرت المناضلة السورية على إطلاق المنتدى منذ البداية في العام 2000، وشاركت مع نشطاء آخرين في التمهيد لقيامه، وساهمت في توسيع طيف الحضور فيه ، و أكدت على أهمية دور المرأة في المساهمة والمشـاركة الفعالة ونظراً لجهودها الكبيرة فقد تمّ انتخابها بمنصب رئيس مجلس إدارة المنتدى ، كما أعيد انتخابها مجدداً في عام 2005 قبل اعتقالها بثلاثة أشـهر تقريباً والذي أمضت فترة 4 سنوات في سجون النظام في ضل حملة الاعتقالات السياسية التي تشنها الدولة السورية، وأجهزت مخابراتها القمعية على المثقفين السورين الموقعين على وثيقة إعلان ربيع دمشق والتي كانت الاتاسي واحدة من هؤلاء المعتقلين .
فإذا كانت بوتو تنتمي إلى عائلة سياسية لها تاريخها السياسي ودورها في صنع القرار العام في باكستاني، والتي مهدت لها الطريق في الوصول إلى مركز القرار السياسي الرئيسي في البلاد وتسلم زعامة حزب الشعب الباكستاني اكبر حزب سياسي في البلاد. لقد ساهم هذا الحزب إسهاما كبيرا في إيصالها وتوليها رئاسة الوزراء في السابق ،والعودة مجددا إلى البلاد لمواجهة الدكتاتور مشرف والتي ساهمت شخصيا في إسقاطه في الشارع، فان الاتاسي لا تختلف نهائيا عنها ، تنتمي الناشطة الحقوقية السورية والمعارضة السياسية سهير الأتاسي لعائلة حمصية سورية عريقة بالنضال السياسي والانتماء القومي ، قدّمت هذه العائلة للمجتمع السوري عددا من الشخصيات المعروفة كان من بينها رئيسان للبلاد هما "لؤي الأتاسي ونور الدين الأتاسي" . ويعد جمال الدين الأتاسي والد سهير الذي توفي عام 2000م، من المفكرين القوميين المعروفين في سورية وفي العالم العربي، شارك مع صلاح البيطار وميشيل عفلق في تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1947، كما شغل منصب وزير في إحدى الحكومات السورية، وشغل منصب الأمين العام للاتحاد الاشتراكي المعارض،ومؤسـس التجمع الوطني الديمقراطي.
حياة الاتاسي في خطر:
تعتبر الناشطة سهير الأتاسي صاحبة التصريحات النارية منذ بداية الانتفاضة السورية والاتاسي جزا لا يتجزءا منها، لقد خرجت مع القلائل في مظاهرات آذار"مارس" الأولىمن هذا العام ، والتي كانت بداية الحراك الشعبي السوري،عندها صرحت الاتاسي تقول بالحرف الواحد "بان هذه التحركات الصغيرة إنما هي بداية لكسر حاجز الخوف لدى السوريين"وبالفعل كانت محقة بنظرتها للحراك الشعبي الذي تطور إلى مستوى حراك شعبي يزعج النظام ولا يستطيع قمعه مما وضع النظام في مأزق . اعتقلتها السلطات السورية في 16 اذار "مارس" 2011 م، حيث أشادت في حديث مع قناة الجزيرة،عن نوعية هذه المظاهرة الصغيرة التي جابت إحياء العاصمة، والتي طالبت بالإفراج عن سجناء سياسيين منهم المحامي أنور البني والكاتب علي عبد الله و15 طفلا اعتقلوا في مدينة درعا لكتابتهم شعارات على الجدران بوحي من الثورتين المصرية والتونسية. لقد صفعت من قبل ضابط الأمن أثناء اعتقالها وجزت بالحبس،وتعرضت لكل أنواع التعذيب النفسي والجسدي والأخلاقي الذي يمارسه جلادو النظام الدكتاتوري، مع العديد من المعارضات السوريات الذي لايزال اغلبهن محتجز في الاعتقال ، لكن المعارضة الشابة خرجت بكفالة مالية، لتعود وتطلب ثلاثة مرات إلى الأمن المركزي "امن الدولة" وتمنع من السفر وتسحب هويتها الشخصية، لكنها في المرة الرابعة رفضت طلب الأمن السوري،رافضة الانصياع لأوامر الأمن السوري،مما جعلها تصبح هدفا دسما للمخابرات السورية في البحث والتحري عنها.
الاتاسي ، تعلن بصوتها العالي من داخل سورية وتقول"إذا حصل لي أي مكروه فالنظام السوري هو المسؤول الأول والأخير" وتتساءل الاتاسي إذا قتلوها ماذا ستكون حجّتهم، هل هي من "العصابات المسلّحة" أو من "الإرهابيات" مثلاً؟؟؟!!!.
القتل وسيلة من وسائل الدكتاتورية:
النظام السوري يستطيع فعل كل شيء، ويحاول التأثير السلبي عليها، فالمراهنة على نية النظام الحسنة غير موفقة أبدا، لان النظام السوري له تاريخ حافل في القتل والتعذيب ،هو الذي يقتل شعبه بأحدث الأسلحة الروسية المستوردة بأموال السورين، لكونهم جميعا عصابات تخربيه وإرهابية ولكن للأسف بغير سلاح، بل يلوحون باغصان الزيتون والهتافات المطالبة بإسقاط النظام،فالنظام يقتل الأطفال والطفولة ويتهمها بالسلفية والإرهابية، يقتل الجرحى العزل ،يشرد شعبه إلى دول الجوار ويحاول تحميلهم مشكلته الخاصة وأزمته الداخلية ،فإذا كان نظام مشرف الدكتاتوري اغتال بوتو وهي تقوم بحملتها الانتخابية في العام 2007 م، واتهم عناصر إرهابية مسلحة بقتلها ،فان النظام السوري جاهز لاغتيال أي شخصية مهما كان صفته، وخاصة إذا اختلف معه الرأي، وتطالب بإسقاط الأسد ، فكيف إذا كانت هذه الشخصية سهير الاتاسي الناشطة والمعارضة للنظام وتطالب برحيل الأسد . سهير تعرف هذا النظام جيدا وهي تصر على التحدي ،و تكتب في صفحتها على موقع "الفيس بوك" بتاريخ 13ايار "مايو" 2011 ، بأنها لن تحاور القتلة والمجرمين...ولن تفعل.
هي مستمرة وبكل شجاعة ، ومصرة على تحدي نظام بشار الأسد من خلال كتاباتها وتصريحاتها للقنوات الفضائية الناطقة بالعربية، ففي حوار الاتاسي مع قناة فرانس 24 الفرنسية ،"تقول للشعب السوري المتظاهر " بان من يقوم بنصف ثورة كمن يحفر قبره بيده"و من يقتل شعبه خائن".
تكتب سهير أيضا على "الفيس بوك ""بأنها مستغربة تصريحات مفادها أن النظام السوري فقد شرعيته نتيجة عمليات القتل التي يمارسها بحق مدنيين عزل يطالبون بالحرية"، "فمنذ متى كان النظام السوري شرعيا؟ هو نظام جاء عن طريق التوريث وعبر تعديل للدستور تم في ظرف خمس دقائق".
لقد تحلت الاتاسي بشجاعة خاصة، وهي الرافضة المطلق لنظام البعث وشموليتها الدكتاتورية ،هي المحاور العنيد التي دعت دوما لفتح حوار سوري عام مع جميع القوى والشرائح الاجتماعية والثقافية، من اجل إنقاذ سورية الدولة،،، سورية الشعب، لقد رفضت الحوار مع النظام لأنه قاتل وهي لا تتحاور مع قتلة ولن تفعل أبدا، تعتبر الاتاسي بان الحياة في سورية من دون البعث أجمل واحلي،لان الشعب السوري عاش 50 سنة تحت ظل القمع والبطش والتنكيل والحبس الذي مارسه البعث ،حتى أصبح الشعب يعيش حياة مبرمجة يسيطر عليها الخوف والفزع والجوع نتيجة ظلم هذا النظام وأدواته الذين حول سورية وشعبها إلى أكثرية عداديه لحزب شمولي مستبد وسط مجموعة صغيرة من المخبرين والفاسدين.
لكن سهير منذ نعومة أظافرها تعلمت من مدرسة العائلة الوطنية والقومية ،بان لا تهادن نظام البعث،ولا تساوم مع الاستبداديين والدكتاتورين، لأنها من بيت عريق بالسياسة والوطنية القومية العربية ،لهم تجربة تاريخية خاصة مع السياسة السورية، والتي تختلف عن سياسة النظام الحالي المستبد والفاسد ،فالوطنيون السوريون يصرون على أن تكون سورية دولة وشعب وتاريخ وحاضر وماضي ومستقبل . سورية ليست سورية الأسد كما اطلقوا عليها ،والتي يتم توريتها وبيعها وشراءها حسب ما تريد العائلة الحاكمة والمستفيدين منها. لذا طلبت سهير وتطالب بإسقاط النظام وتغيره دون العودة عن هذا المطلب الشعبي ،من خلال تذكرة ذهاب للنظام تقطع دون عودة، فالأسد حسب رائيها لا يستطيع أن يقدم إصلاحات جدية تغير حالة سورية الحالية، بسبب عجز هذا النظام وشيوخه وسيطرت الفاسد المالي والسياسي الذي يعيش في ظلها الزمرة الحاكمة،وحزب البعث،والمخابرات. فالذي يعول على إصلاحات حقيقية في ظل هذا النظام هو مخطئ، فكل جلسة حوار يحاول النظام شراء الوقت فيها ، من اجل الانقضاض على الثورة وعلى الثوار، لذلك كان لها نداء صريح لكل الثوار والمحتجين بأنه لا يوجد نصف ثورة في العالم،ويجب إكمال طريق الثورة فالوقوف والترقب أو الانتظار،يعني كمن يحفر قبره بيده، فالاتاسي تصر على إكمال المهمة حسب وجهة نظرها ونتيجة خبراتها مع هذا النظام ، وأكمل الثورة السلمية التي هزت كيان النظام ووضعته في مأزق جدي وحقيقي ،بعد فشل حلوله الأمنية والعسكرية ومحاولته لإسكات صوت المتظاهرين والمنتفضين بوجه القمع والبطش، بالرغم من القمع الوحشي الذي ينفذه النظام السوري وفرق موته وكتائبه الأمنية التي تقتل الأبرياء والشعب الأعزل يوميا .
الشعب بحاجة الكوادر:
لم يكن أمام بوتو مخرجا جديد للخروج من سيطرت الدكتاتور ، سوى الانتخابات النيابية التي وحدها تجبر وتسقط الدكتاتور من خلال حركة الشعب المحتج والثائر في شوارع باكستان،فذهبت بوتو إلى بلدها لتقود هذه الحركة الاحتجاجية الشعبية التي تساعد فيها على طرد الدكتاتور بالرغم من معرفتها المسبقة من خلال المعلومات الاستخباراتية والأمنية التي قدمت لها، بأنها سوف تتعرض لعملية اغتيال قد تؤدي بحياتها ،لكنها تابعة مهمتها ولم تتقاعس عن حملتها الانتخابية ، فكانت جولتها الأخيرة في ذلك اليوم ،الذي تم اغتيالها بأبشع الطرق مع العديد من مؤيديها ،لقد خسرها العالم كله وليست باكستان.
ونحن في سورية والعالم العربي لا نريد أن نخسر سيدتنا الأولى في سورية، بسبب شراسة نظام البلاط وقوانينه المجحفة بحق شعبه ،لان النظام السوري مريض نفسيا ويخاف من كل شيء يحاول أن يقدم نقد للنظام .فكيف إذا كان الطالب برحيل النظام ومحكمته شعبيا ، هذا يعني بان النظام أضحى يفقد كل صوابه هو وجماعته، المستعدين لقتل الشعب السوري وحرق كل سورية من اجل إبقاء النظام على الكرسي .
فكل كادر من كوادر الثورة في سورية يجب حمايته والحفاظ عليه من وحشية وبطش هذا النظام الانتقامي، لان حالة سورية هي خليط من الحابل بالنابل، فالنظام بداء يفقد سيطرته على العديد من المدن والنواحي السورية ،ورده سيكون القتل والانتقام الوحشي.
حياة سهير وكل المناضلات السوريات غالية جدا علينا، والحفاظ عليهن ضروري من اجل استكمال الثورة وسيطرة الشعب على الدولة ،لان النساء مادة مطلوبة ومفقودة في سورية الجديدة والديمقراطية،وضرورة العمل على عدم إعطاء النظام إي هادية مجانية من قيادات الحراك الشعبي نساء أو رجال لأنهم جميعا قيادات سورية القادمة،لقد ذبح النظام مغني الثورة في حماة "إبراهيم قاشوش" لان حنجرته أزعجتهم،ويحاول ذبح الجميع إذا تمكن لان الشعب بداء يزعج النظام .
بالرغم من موفقتي الكاملة على ما كتبته الاشتراكية الألمانية الأولى"لوزا لوكسنبورغ" منذ أكثر 100 عام "بان النصر يأتي بعد سلسلة من الهزائم".
اليوم جاء نصركم يا سهير ، نصر الشعب السوري على الدكتاتور ، يجب أن تقطفوا ثماره بسرعة قبل أن نخسر هذا النصر،ويصبح كابوسا على قلوبنا جميعا ،فما عليكم جميعا سوى الحرص على أنفسكم وأرواحكم لان سورية بحاجة لكم كما كانت باكستان بحاجة "لبوتو" التي رحلت قبل أن تعيد لها الديمقراطية التي وعدت بها شعبها .
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com







ا

مأزق النظام السوري: الشعب ينعي الحوار، وحماة تدخل في التجذبات السياسية..

مأزق النظام السوري: الشعب ينعي الحوار، وحماة تدخل في التجذبات السياسية.. .
لم يعد الموت يرعب الشعب السوري ،لقد كسر جليد الخوف،ولم يعد النظام السوري يستطيع الحد من قدرة الشعب السوري الذي يتحدى كل إرهاب النظام واستبداد القوى الأمنية وفرق الموت التي تمارس أبشع الممارسات بحق الشعب السوري الأعزل التي يتحدى كل جبروت السلاح والعتاد الذي تملكه أجهزت النظام السوري ،صمد الشعب السوري برغم القتل والبطش والاعتقال والاحتلال والاغتيال الذي يقوم بها النظام، فالقوة التي يستمدها الشعب تأتي ردا على شراسة النظام السوري ،ومن الساحات العربية الأخرى المشتعلة بوجه حكامها المستبدين. الساحات العربية كلها تهدر وتزار بوجه حكامها الفاسدين المستبدين مظاهرات صاخبة من ميدان التحرير بالقاهرة إلى ساحة الحرية باليمن، ومن خطوط الجبهة في ليبيا إلى الساحات السورية التي تخرج ليلا نهارا لتعبر عن الرفض التام لنظام البعث والعائلة المستبدة من خلا مسيرات سلمية احتجاجية يبى النظام تركها دون دم ،من خلال الحديد والنار الذي يستخدمه النظام في محاولة لقمع الحراك الشعبي المطالب بالحرية ،والرافضة لظلم النظام وحقده بهتافات علنية رافضة للاستبداد والشمولية والدكتاتورية السورية ،هذه المظاهرات التي اندلعت في ربيع الغضب العربي ضد هذه الأنظمة تسمر بنفس الزخم في صيف العرب الحر وبالرغم من ارتفاع حرارة الأنظمة في الرد على شعوبها لكن الشعب صامد بكل قدرته حتى رحيل هذه الأنظمة.
جمعة للا حوار:
أسبوع جديد واسم جديد يطلق على أسبوع الاعتراض الشعبي فهذه الجمعة أطلق عليها "جمعة للاحوار". لان تنسيقيات الثورة السورية حاولت وضعت النقاط على الطريق الصحيح من خلال أطلق هذه التسمية ،كي لا يتلاعب النظام بدعوات الحوار والالتفاف على الثورة . خرج الشعب السوري نهار 8 تموز"يوليو"2011 إلى شوارع وساحات القطر السوري ملبي نداء التنسيقيات السورية ليقول للنظام والشخصيات المعارضة والعالم كله بان الشعب لا يريد التفاوض مع نظام يمارس القتل والاعتقال ويحاصر المدن ويحتلها ويهجر السكان إلى دول الجور ويقتل الأطفال والنساء، لا يمكن التفاوض معه لقد إعطاءه فرص للتغير،ولن يعطيه فرصة جديدة للانقضاض على الثورة وشبابها،لان النظام لا يريد الحوار وإنما يريد فسحة أمل لكي يبرهن للخارج وليس للداخل بأنه يفاوض،لان النظام لا يعترف أصلا بالمعارضة التي تقود الشارع،فالشباب في الساحات والشوارع بهذه الجمعة قالت كلمتها النهائية للنظام بأنها ضد الحوار.
مرة جديدة وجمعة جديدة تخرج فيها المظاهرات الشعبية إلى الشوارع ،بمشاركة شعبية كثيفة تخرج للاستفتاء على نظام البعث وتصرفاته الأمنية وقوته العسكري الموجه نحو صدور المحتجين العزل المشركين في عرس الحرية،والتي يدفعون فيها اعز ما يملكون،"أرواحهم"الرخيصة أمام حرية سورية .
لكن في هذا الأسبوع الاحتجاجي ارتفع سقف المطالب للمحتجين، الذين يسيطرون على الساحات والشوارع من رحيل النظام وإسقاطه إلى محاكمته مع رموزه.
فالنظام السوري الذي يدعوا للحوار لم يوجه أي دعوة لتنسيقيات الثورة السورية القوة الأساسية المحركة للشارع الثائر والمعارضة الفعلية ، لان تنسيقيات الثورة السورية تتطلب بإسقاط النظام وتدعوا لرحيله ومحكمته، وهذا المطلب لم يعجب النظام، ولا يريد سماعه من أية حركة معارضة لذلك يسعى إلى تغيب هذه القوة الأساسية من أي دعوة للحوار ، للالتفاف على حركة الاحتجاج من خلال شراء الوقت وتقسيم المعارضة وشرذمتها، فالمعارضة كما نعرف هي متشعبة ومختلفة بطرحها وهيكلتها، وتعاني من مشاكل عديدة، والسبب يعود بالأساس لقمع النظام للحياة الديمقراطية والسياسية ، وسيطرته على الحكم لمدة 48 سنة كاملة دون السماح لأي عمل حزبي ونقابي في سورية التي أضحت جثة هامدة يسيطر عليها حزب البعث والاستخبارات الأمنية.
لذا عملت التنسيقيات السورية على قطع الطريق على النظام برفضها للحوار مع نظام فقد شرعيته في بلد يستباح فيها كل شيء من القتل والتعذيب والاعتقال والسرقة والنهب والفساد السياسي والأخلاقي،من اجل إبقاء الرئيس على كرسي الرئاسة ،فإذا كان الوضع في الماضي يمكن الحوار مع النظام "إذا "وضعت كلمة إذا للشرط ،لكن اليوم بعد مظاهرات الرحيل الأسبوع الماضي فان هذا الأسبوع قطعت الطريق النهائي أمام الحوار مع النظام الذي يتصرف بعقلية الحل الأمني فقط.
حماة مجددا بين الحوار والنار:
حماة من جديد تتصدر المشهد السوري للأسبوع الثاني على التوالي، الذي إربك النظام والرئيس الأسد شخصيا. لحماة وضع خاص في سورية ،وثار قديم مع نظام البعث ،الذي ارتكب فيها أبشع المجاز في عام 1982 ،وهذه المجازر أدت إلى مقتل 20 ألف مواطن حموي بتهمة الانتماء إلى حركة الأخوان المسلمين،واعتقال أكثر من 40 ألف شخص لم يعرف مصير الأكثرية منهم حتى اليوم إضافة إلى تهجير قصري للعديد من الشباب السوري إلى الخارج .حماة المدينة المنكوبة والمكوية بنار البعث ترفض الحوار مع النظام وتصر على إسقاطه في الشارع وعدم إعطائه أي فرصة لالتقاط الأنفاس لكون الثمن سيكون غالي على المدينة والشعب السوري ،لأنها تعرف كل ألا لعيب هذا النظام المستبد، أكثر من الكل وهي تختلف مع العديد من المدن المحتجة التي توافق على الحوار، لذا خرجت حماة في الأسبوع الماضي بمظاهرة أرعبت النظام السوري ودهست العالم فالمظاهرة قدرة بنصف مليون محتج تجمعوا في ساحة العاصي وهتفوا جميعا برحيل الأسد ،فالرسالة التي أرسلتها حماة كانت قاسية بالنسبة للنظام في كيفية التعامل القادم معها ،فالمحافظ والقوى الأمنية في المدينة لم يستطيع تحمل أي خلل يمكن أن تكون شرارة الاحتراق الأخيرة في سورية إذا حصلت مذبحة في حماة لذلك تركوا الأهلي يتظاهروا دون رفع شعار رحيل النظام ،لكن الشعار ارتفع ،فلم يعجب المركز حاول الانتقام من المحافظ بإقالته الفورية ،والانتقام من أهلي المدينة التي حولت قوات الأمن دخولها وتصفية الحساب معها .بالرغم من القتل والتصفيات التي حصلت لكن النظام والرئيس وقعوا في أزمة وإرباك جديد.
فالنظام السوري لا يستطيع السماح بان تكون حماة المدينة الأولى المحررة من سلطة البعث والذي يصعب دخولها نهائيا ،وبنفس الوقت لا يستطيع النظام مهاجمة المدينة وارتكاب جرائم جديدة تفقده الغطاء الدولي الذي لا يزال يحض به من بعض الدول ،فالقيادة السورية انقسمت إلى قسمين :
الحل الأول: يرى في التفاوض مع المحتجين بشروط النظام، والدعوة إلى مؤتمر وطني شكلي.
الحل الثاني: يرى بان الحل الوحيد هو الحسم العسكري والأمني للإطباق على الانتفاضة السورية.
وهنا يتحدد الخيار النهائي الذي يفرض على التعاطي مع الاحتجاجات السورية، لان موقف الأسد الذي لم يحسم بعد إلى مكان سوف يميل، وعلى أثرها يتحدد مصير التعاطي المستقبلي مع حركات الاحتجاج في القطر السوري .
لكن حماة لم تبقى مكتوفة الأيدي بانتظار تقرير مصيرها من قبل نظام البعث، فخرت مجددا إلى التظاهر من خلال الحشد الكبير والكاسح الذي فاق الأسبوع الماضي لتتصدر مجددا المشهد السوري من الاعتصام في ساحة العاصي، التي سوف تكون ميدان سورية الجديد. فحماة التي لفتت أنظار العالم كله في الحشد الشعبي، وتغير معنويات المتظاهرون في الساحات ،لقد أجبرت حماة في تظاهراته الدبلوماسية الغربية على الترقب والاهتمام الخاص بها، والذهب إليها من اجل تحديد موقفا نهائيا من قوة الحراك الشعبي.
حماة والتعاطي الدولي الجديد:
خرجت حماة بشبابها وشيوخها وأطفالها ونسائها إلى ساحة العاصي في جمع لا للحوار الذي يعتبر مطلبها الرئيسي ،انتفضت كلها لتلبي النداء الذي دعت له منسيقيات الثورة فكان الحشد المخيف ،لتكون في عين المشهد من جديد ،حماة لم تطلب الإعانة من احد، فالمدن هبت لنصرتها ،فحماة لم يعد النظام باستطاعته إبعادها عن العالم وعن سورية كما فعلى الأب الراحل ، بظل تطور التكنولوجية الحديثة والاتصال الجماهيري الذي أرعبت النظام وأربكته في كشف جرائمه،بالرغم من أبعاد الصحافة والإعلام العالمي عن سورية ،فالولد سر أبية ،لكن الظروف الحالية تختلف عن الماضي الأليم،وهذا ما اجبر السفيرين الفرنسي والأمريكي للذهب نهار الخميس إلى حماة وللتأكد الشخصي من نوعية المظاهرات التي ينوي أهل حماة إظهارها في جمعة للاحوار،وبالتالي رسالة دولية إلى نظام الأسد من قبل الجميع الذين كان يطلبون منه العمل على إصلاحات.
فالنظام السوري سمح لهذه الزيارة حتى يتمكن من التشويش والمزايدة على المعارضة وأهالي حماة بان أمريكا هي التي تدير الانتفاضة وتعرقل الحوار،فالنظام السوري تعلب وماكر جدا ،فأمريكا التي لاتزال تطالبه حتى اللحظة بإصلاحات بسيطة لكي يستمر بالسلطة ،كانت باردة في إدانة النظام السوري لما يقوم به من مجازر إنسانية بحق العزل بالوقت التي تعتبر نفسها تدافع عن الحرية وحقوق الإنسان، فعد حماة قد تكون الدول حزمة أمرها النهائي بان نظام بشار الأسد فقد الشرعية الشعبية وأصبحت هناك شرعية شعبية يجب التعامل معها لان أمريكا تنظر بمنظار واحد لمصالحها الخاصة ،لذا ذهبت إلى حماة لتقول للشعب السوري انتهى عهد التملق واليوم أصبح التعامل بجدية مع الأزمة السورية وهذه الحالة سوف تترك للأيام القادمة في كيفية التعامل الأمريكي مع النظام والثورة السورة .
أزمة النظام والضغوط الدولية:
أولا الضغط الدبلوماسي: مما لاشك فيه بان النظام السوري انهي شهر العسل الذي مدد له 4 أشهر من المجتمع الدولي،لي ينفذ الأفعال التي قطعها على نفس أمام المجتمع الدولي وإطلاق الوعود بالإصلاح والتغير الداخلي،لكن النظام السوري له قدرة غريبة وقوية على المراوغة والكذب واللعب على الكلام وإعطاء الوعود،فالغرب يعرف جيدا هذا النظام ويستطيع المناورة معه لأنه لها تجربة طويلة معه ، تجربة أوجلان في العام 1999 وتجربة الخروج من لبنان في العام 2005 ،وتجربة عدم توريد الإرهاب إلى مع العراق في العام 2007-2008 لان النظام لا يسير إلا بالقوة والتهديد ،واليوم رسالة الغرب إلى النظام السوري تحمل رسالة تهديد مباشرة للنظام بغض النظر عن الهرطقة الكلامية والطرح "القومجي"، الذي يحاول النظام تعليله للزيارة الرفيعة إلى مناطق الاحتجاج ،والتي سوف يظهر تأثيرها لاحقا على الموقف السوري أو النبرة الغربية في التعاطي مع النظام.
ثانيا: الأزمة الاقتصادية: طبعا سورية ونظامها في أزمة اقتصادية كبيرة سوف تكون مخاطرها لاحقا، وهذا ما أشار إليه الرئيس بشار الأسد في خطابه الثالث "بان الأزمة السورية سوف يكون اكبر ضحاياها الاقتصاد السوري". فإن نفاد احتياطي النقد الأجنبي قد يؤدي إلى تغير الوضع في حال انهيار الليرة السورية وحصول تضخم، وقد يدفع بالتجار في حلب ودمشق للانضمام إلى الحركة الاعتراضية الشعبية والتسبب بالمزيد من الاهتزاز لنظام الأسد.
لقد اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن العنف الدائر أدى إلى انهيار قطاع السياحة السورية، الذي وصلت عائداته إلى 7 بليون دولار العام الماضي،إضافة إلى تقرير لوكالة "رويترز" التي تتحدث عن خروج أكثر من 20 مليار دورا من رأس المال السوري إلى لبنان ،مما يعمق الأزمة الاقتصادية السورية التي تفرض ثقلها على نظام الأسد.
رمضان والأزمة السورية :
النظام السوري في مأزق وحالة من التوتر الجديد وخاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي ستصبح فيه المظاهرات الاحتجاجية شبه يومية،إضافة إلى التأيد والتضامن الإسلامي العالمي مع المحتجين السورين ،مما يضعف سلطة الدولة البلاد والحد من قمع هذه الحركة الاعتراضية ،مما يعرض هيبة النظام للإحراج بعد أن بدأت سلطة الدولة تتآكل في العديد من المدن والنواحي السوري التي تشتد فيها حركة الانتفاضة الشعبية،لان الدولة السورية لم تعد قادرة فعليا على ضبط الشارع ،فهناك العديد من المخالفات المتعلقة بالسير والبناء والكهرباء وأشياء أخرى،بدأت تغيب عماليا عن محاضر القوى الأمنية المشغولة في قمع وإسكات المحتجين، فهذه الحالة التي أضحت تسود المدن السورية، تدرجيا أصبحت تساعد الثوار على طرح العصيان المدني في سورية .
أفاق الحوار المستقبلي :
النظام السوري في أزمة لا يحسد عليها وأصدقاء النظام يمكن التكلم عنه حسب ما يردون و يشاءون،فالحقيقة بأنه لا وجد لأي حوار وطني سوري ولم تهيئ له بيئة حاضنة له من قبل النظام : فالجيش لم ينسحب من الشوارع ، والدبابات تسيطر على المشهد ، والناس لم تؤمن لها الحماية المطلوبة أثناء التظاهر السلمي ، المعتقلين لم يطلق صارحهم ،ولم يحاسب أي شخص من الذين تلطخت أيدهم بالدم، القتل والبطش والتعذيب لا يزالوا أدواة النظام،تغيب الإعلام العالمي والمنظمات الحقوقية والأهلية عن الساحة السورية ،غيب بنود التحاور وجدول أعمال التحاور ، عدم تحديد جدول زمني للحوار،تحديد أشخاص الحوار.
لذلك كان الرفض للحوار من قبل القيادة الثورية للحراك ،والاتهام المباشر للنظام بكسب الوقت الضائع من خلال مهرجان الحوار"اللقاء ألتشاوري" والهرطقة الكلامية والإعلامية ، الذي دعا إليها النظام في 10 تموز "يوليو "2011 ، ما هي إلا دوامة جديدة يحاول النظام إدخال سورية وشعبها بها من جديد ، وقد تمتد هذه الدوامة إلى عقود ،بعيدة عن الحقيقة والمنطق.فالحوار الذي يدعي إليه النظام فاشل بد ذاته ولن يصل إلى نتيجة تنقض البلاد،لان نتيجته الوحيدة أنقاض النظام فقط.
لان المطلوب من النظام السوري الوقف وقفة جريئة والاعتراف بالأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية والأخلاقية التي تعصف بالبلاد، وإبداء حسن النية التي تمهد الحوار وطني فعلي وفعال ، من اجل أنقاض سورية ، ومحاورة الطرف القوى في المعارضة التي تمتلك الأرض دون شروط مسبقة من خلال الاعتراف الكامل بالمعارضة ومطالبها وحقها بالوجود .على النظام أن يعمل على تامين بيئة حاضنة لأي حوار وطني مبرمج ضمن خارطة تريق كاملة ،لكن النظام عاجز فعليا أن تقديم أي حل، لان فقد الشيء لا يقدمه.
و بالتالي الأرض والشعب هم قوة المعارضة الأساسية التي سوف تستنزف النظام وأعوانه من خلال التظاهرات والمسيرات والحركات الاحتجاجية.
لننتظر جميعنا كيف ستتطور الأحداث القادمة في هذا الأسبوع، وكيف سيكون رد النظام على هذه المظاهرات الصاخبة التي أربكته ووضعته في مأزق جديد.
فإذا كانت حماة في السابق غيرنيكا النازية في اسبانية ، لكن اليوم لن يستطيع النظام السوري جعلها مرة ثانية غيرينكا سورية ، لان الشعب السوري قال كلمته، "نحن مع حماة للموت". حماة ستكون ستلينغراد ولينينغراد ومصراتة غراد ،وستصمد حماة بوجه كل جبروت النظام السوري ، لأنها الأقوى والأشجع،فالحسم الوحيد من خلال الشارع،وكل طرح غير الحسم وإسقاط النظام ، هو إضاعة للوقت وإضعاف قدرت الثوار من مواصلة الثورة .
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com

الاثنين، 11 يوليو 2011

مأزق النظام السوري: الشعب ينعي الحوار، وحماة تدخل في التجذبات السياسية

مأزق النظام السوري: الشعب ينعي الحوار، وحماة تدخل في التجذبات السياسية

لم يعد الموت يرعب الشعب السوري ،لقد كسر جليد الخوف،ولم يعد النظام السوري يستطيع الحد من قدرة الشعب السوري الذي يتحدى كل إرهاب النظام واستبداد القوى الأمنية وفرق الموت التي تمارس أبشع الممارسات بحق الشعب السوري الأعزل التي يتحدى كل جبروت السلاح والعتاد الذي تملكه أجهزت النظام السوري ،صمد الشعب السوري برغم القتل والبطش والاعتقال والاحتلال والاغتيال الذي يقوم بها النظام، فالقوة التي يستمدها الشعب تأتي ردا على شراسة النظام السوري ،من الساحات العربية الأخرى المشتعلة بوجه حكامها المستبدين. الساحات العربية كلها تهدر وتزئر بوجه حكامها الفاسدين المستبدين مظاهرات صاخبة من ميدان التحرير بالقاهرة إلى ساحة الحرية باليمن، ومن خطوط الجبهة في ليبيا إلى الساحات السورية التي تخرج ليلا نهارا لتعبر عن الرفض التام لنظام البعث والعائلة المستبدة من خلا مسيرات سلمية احتجاجية يابى النظام تركها دون دم ،من خلال الحديد والنار الذي يستخدمه النظام في محاولة لقمع الحراك الشعبي المطالب بالحرية ،والرافضة لظلم النظام وحقده بهتافات علنية رافضة للاستبداد والشمولية والدكتاتورية السورية ،هذه المظاهرات التي اندلعت في ربيع الغضب العربي ضد هذه الأنظمة تسمر بنفس الزخم في صيف العرب الحر وبالرغم من ارتفاع حرارة الأنظمة في الرد على شعوبها لكن الشعب صامد بكل قدرته حتى رحيل هذه الأنظمة.
جمعة لا للحوار:
أسبوع جديد واسم جديد يطلق على أسبوع الاعتراض الشعبي فهذه الجمعة أطلق عليها “جمعة لا للحوار”. لان تنسيقيات الثورة السورية حاولت وضعت النقاط على الطريق الصحيح من خلال أطلق هذه التسمية ،كي لا يتلاعب النظام بدعوات الحوار والالتفاف على الثورة . خرج الشعب السوري نهار 8 تموز”يوليو”2011 إلى شوارع وساحات القطر السوري ملبي نداء التنسيقيات السورية ليقول للنظام والشخصيات المعارضة والعالم كله بان الشعب لا يريد التفاوض مع نظام يمارس القتل والاعتقال ويحاصر المدن ويحتلها ويهجر السكان إلى دول الجور ويقتل الأطفال والنساء، لا يمكن التفاوض معه لقد إعطاءه فرص للتغير،ولن يعطيه فرصة جديدة للانقضاض على الثورة وشبابها،لان النظام لا يريد الحوار وإنما يريد فسحة أمل لكي يبرهن للخارج وليس للداخل بأنه يفاوض،لان النظام لا يعترف أصلا بالمعارضة التي تقود الشارع،فالشباب في الساحات والشوارع بهذه الجمعة قالت كلمتها النهائية للنظام بأنها ضد الحوار.
مرة جديدة وجمعة جديدة تخرج فيها المظاهرات الشعبية إلى الشوارع ،بمشاركة شعبية كثيفة تخرج للاستفتاء على نظام البعث وتصرفاته الأمنية وقوته العسكري الموجه نحو صدور المحتجين العزل المشركين في عرس الحرية،والتي يدفعون فيها اعز ما يملكون،”أرواحهم”الرخيصة أمام حرية سورية .
لكن في هذا الأسبوع الاحتجاجي ارتفع سقف المطالب للمحتجين، الذين يسيطرون على الساحات والشوارع من رحيل النظام وإسقاطه إلى محاكمته مع رموزه.
فالنظام السوري الذي يدعوا للحوار لم يوجه أي دعوة لتنسيقيات الثورة السورية القوة الأساسية المحركة للشارع الثائر والمعارضة الفعلية ، لان تنسيقيات الثورة السورية تتطلب بإسقاط النظام وتدعوا لرحيله ومحكمته، وهذا المطلب لم يعجب النظام، ولا يريد سماعه من أية حركة معارضة لذلك يسعى إلى تغيب هذه القوة الأساسية من أي دعوة للحوار ، للالتفاف على حركة الاحتجاج من خلال شراء الوقت وتقسيم المعارضة وشرذمتها، فالمعارضة كما نعرف هي متشعبة ومختلفة بطرحها وهيكلتها، وتعاني من مشاكل عديدة، والسبب يعود بالأساس لقمع النظام للحياة الديمقراطية والسياسية ، وسيطرته على الحكم لمدة 48 سنة كاملة دون السماح لأي عمل حزبي ونقابي في سورية التي أضحت جثة هامدة يسيطر عليها حزب البعث والاستخبارات الأمنية.
لذا عملت التنسيقيات السورية على قطع الطريق على النظام برفضها للحوار مع نظام فقد شرعيته في بلد يستباح فيها كل شيء من القتل والتعذيب والاعتقال والسرقة والنهب والفساد السياسي والأخلاقي،من اجل إبقاء الرئيس على كرسي الرئاسة ،فإذا كان الوضع في الماضي يمكن الحوار مع النظام “إذا “وضعت كلمة إذا للشرط ،لكن اليوم بعد مظاهرات الرحيل الأسبوع الماضي فان هذا الأسبوع قطعت الطريق النهائي أمام الحوار مع النظام الذي يتصرف بعقلية الحل الأمني فقط.
حماة مجددا بين الحوار والنار:
حماة من جديد تتصدر المشهد السوري للأسبوع الثاني على التوالي، الذي إربك النظام والرئيس الأسد شخصيا. لحماة وضع خاص في سورية ،وثار قديم مع نظام البعث ،الذي ارتكب فيها أبشع المجاز في عام 1982 ،وهذه المجازر أدت إلى مقتل 20 ألف مواطن حموي بتهمة الانتماء إلى حركة الأخوان المسلمين،واعتقال أكثر من 40 ألف شخص لم يعرف مصير الأكثرية منهم حتى اليوم إضافة إلى تهجير قصري للعديد من الشباب السوري إلى الخارج .حماة المدينة المنكوبة والمكوية بنار البعث ترفض الحوار مع النظام وتصر على إسقاطه في الشارع وعدم إعطائه أي فرصة لالتقاط الأنفاس لكون الثمن سيكون غالي على المدينة والشعب السوري ،لأنها تعرف كل ألا لعيب هذا النظام المستبد، أكثر من الكل وهي تختلف مع العديد من المدن المحتجة التي توافق على الحوار، لذا خرجت حماة في الأسبوع الماضي بمظاهرة أرعبت النظام السوري ودهست العالم فالمظاهرة قدرة بنصف مليون محتج تجمعوا في ساحة العاصي وهتفوا جميعا برحيل الأسد ،فالرسالة التي أرسلتها حماة كانت قاسية بالنسبة للنظام في كيفية التعامل القادم معها ،فالمحافظ والقوى الأمنية في المدينة لم يستطيع تحمل أي خلل يمكن أن تكون شرارة الاحتراق الأخيرة في سورية إذا حصلت مذبحة في حماة لذلك تركوا الأهلي يتظاهروا دون رفع شعار رحيل النظام ،لكن الشعار ارتفع ،فلم يعجب المركز حاول الانتقام من المحافظ بإقالته الفورية ،والانتقام من أهلي المدينة التي حولت قوات الأمن دخولها وتصفية الحساب معها .بالرغم من القتل والتصفيات التي حصلت لكن النظام والرئيس وقعوا في أزمة وإرباك جديد.
فالنظام السوري لا يستطيع السماح بان تكون حماة المدينة الأولى المحررة من سلطة البعث والذي يصعب دخولها نهائيا ،وبنفس الوقت لا يستطيع النظام مهاجمة المدينة وارتكاب جرائم جديدة تفقده الغطاء الدولي الذي لا يزال يحض به من بعض الدول ،فالقيادة السورية انقسمت إلى قسمين :
الحل الأول: يرى في التفاوض مع المحتجين بشروط النظام، والدعوة إلى مؤتمر وطني شكلي.
الحل الثاني: يرى بان الحل الوحيد هو الحسم العسكري والأمني للإطباق على الانتفاضة السورية.
وهنا يتحدد الخيار النهائي الذي يفرض على التعاطي مع الاحتجاجات السورية، لان موقف الأسد الذي لم يحسم بعد إلى مكان سوف يميل، وعلى أثرها يتحدد مصير التعاطي المستقبلي مع حركات الاحتجاج في القطر السوري .
لكن حماة لم تبقى مكتوفة الأيدي بانتظار تقرير مصيرها من قبل نظام البعث، فخرت مجددا إلى التظاهر من خلال الحشد الكبير والكاسح الذي فاق الأسبوع الماضي لتتصدر مجددا المشهد السوري من الاعتصام في ساحة العاصي، التي سوف تكون ميدان سورية الجديد. فحماة التي لفتت أنظار العالم كله في الحشد الشعبي، وتغير معنويات المتظاهرون في الساحات ،لقد أجبرت حماة في تظاهراته الدبلوماسية الغربية على الترقب والاهتمام الخاص بها، والذهب إليها من اجل تحديد موقفا نهائيا من قوة الحراك الشعبي.
حماة والتعاطي الدولي الجديد:
خرجت حماة بشبابها وشيوخها وأطفالها ونسائها إلى ساحة العاصي في جمع لا للحوار الذي يعتبر مطلبها الرئيسي ،انتفضت كلها لتلبي النداء الذي دعت له منسيقيات الثورة فكان الحشد المخيف ،لتكون في عين المشهد من جديد ،حماة لم تطلب الإعانة من احد، فالمدن هبت لنصرتها ،فحماة لم يعد النظام باستطاعته إبعادها عن العالم وعن سورية كما فعلى الأب الراحل ، بظل تطور التكنولوجية الحديثة والاتصال الجماهيري الذي أرعبت النظام وأربكته في كشف جرائمه،بالرغم من أبعاد الصحافة والإعلام العالمي عن سورية ،فالولد سر أبية ،لكن الظروف الحالية تختلف عن الماضي الأليم،وهذا ما اجبر السفيرين الفرنسي والأمريكي للذهب نهار الخميس إلى حماة وللتأكد الشخصي من نوعية المظاهرات التي ينوي أهل حماة إظهارها في جمعة للاحوار،وبالتالي رسالة دولية إلى نظام الأسد من قبل الجميع الذين كان يطلبون منه العمل على إصلاحات.
فالنظام السوري سمح لهذه الزيارة حتى يتمكن من التشويش والمزايدة على المعارضة وأهالي حماة بان أمريكا هي التي تدير الانتفاضة وتعرقل الحوار،فالنظام السوري تعلب وماكر جدا ،فأمريكا التي لاتزال تطالبه حتى اللحظة بإصلاحات بسيطة لكي يستمر بالسلطة ،كانت باردة في إدانة النظام السوري لما يقوم به من مجازر إنسانية بحق العزل بالوقت التي تعتبر نفسها تدافع عن الحرية وحقوق الإنسان، فعد حماة قد تكون الدول حزمة أمرها النهائي بان نظام بشار الأسد فقد الشرعية الشعبية وأصبحت هناك شرعية شعبية يجب التعامل معها لان أمريكا تنظر بمنظار واحد لمصالحها الخاصة ،لذا ذهبت إلى حماة لتقول للشعب السوري انتهى عهد التملق واليوم أصبح التعامل بجدية مع الأزمة السورية وهذه الحالة سوف تترك للأيام القادمة في كيفية التعامل الأمريكي مع النظام والثورة السورة .
أزمة النظام والضغوط الدولية:
أولا الضغط الدبلوماسي: مما لاشك فيه بان النظام السوري انهي شهر العسل الذي مدد له 4 أشهر من المجتمع الدولي،لي ينفذ الأفعال التي قطعها على نفس أمام المجتمع الدولي وإطلاق الوعود بالإصلاح والتغير الداخلي،لكن النظام السوري له قدرة غريبة وقوية على المراوغة والكذب واللعب على الكلام وإعطاء الوعود،فالغرب يعرف جيدا هذا النظام ويستطيع المناورة معه لأنه لها تجربة طويلة معه ، تجربة أوجلان في العام 1999 وتجربة الخروج من لبنان في العام 2005 ،وتجربة عدم توريد الإرهاب إلى مع العراق في العام 2007-2008 لان النظام لا يسير إلا بالقوة والتهديد ،واليوم رسالة الغرب إلى النظام السوري تحمل رسالة تهديد مباشرة للنظام بغض النظر عن الهرطقة الكلامية والطرح “القومجي”، الذي يحاول النظام تعليله للزيارة الرفيعة إلى مناطق الاحتجاج ،والتي سوف يظهر تأثيرها لاحقا على الموقف السوري أو النبرة الغربية في التعاطي مع النظام.
ثانيا: الأزمة الاقتصادية: طبعا سورية ونظامها في أزمة اقتصادية كبيرة سوف تكون مخاطرها لاحقا، وهذا ما أشار إليه الرئيس بشار الأسد في خطابه الثالث “بان الأزمة السورية سوف يكون اكبر ضحاياها الاقتصاد السوري”. فإن نفاد احتياطي النقد الأجنبي قد يؤدي إلى تغير الوضع في حال انهيار الليرة السورية وحصول تضخم، وقد يدفع بالتجار في حلب ودمشق للانضمام إلى الحركة الاعتراضية الشعبية والتسبب بالمزيد من الاهتزاز لنظام الأسد.
لقد اعتبرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن العنف الدائر أدى إلى انهيار قطاع السياحة السورية، الذي وصلت عائداته إلى 7 بليون دولار العام الماضي،إضافة إلى تقرير لوكالة “رويترز” التي تتحدث عن خروج أكثر من 20 مليار دورا من رأس المال السوري إلى لبنان ،مما يعمق الأزمة الاقتصادية السورية التي تفرض ثقلها على نظام الأسد.
رمضان والأزمة السورية :
النظام السوري في مأزق وحالة من التوتر الجديد وخاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي ستصبح فيه المظاهرات الاحتجاجية شبه يومية،إضافة إلى التأيد والتضامن الإسلامي العالمي مع المحتجين السورين ،مما يضعف سلطة الدولة البلاد والحد من قمع هذه الحركة الاعتراضية ،مما يعرض هيبة النظام للإحراج بعد أن بدأت سلطة الدولة تتآكل في العديد من المدن والنواحي السوري التي تشتد فيها حركة الانتفاضة الشعبية،لان الدولة السورية لم تعد قادرة فعليا على ضبط الشارع ،فهناك العديد من المخالفات المتعلقة بالسير والبناء والكهرباء وأشياء أخرى،بدأت تغيب عماليا عن محاضر القوى الأمنية المشغولة في قمع وإسكات المحتجين، فهذه الحالة التي أضحت تسود المدن السورية، تدرجيا أصبحت تساعد الثوار على طرح العصيان المدني في سورية .
أفاق الحوار المستقبلي :
النظام السوري في أزمة لا يحسد عليها وأصدقاء النظام يمكن التكلم عنه حسب ما يردون و يشاءون،فالحقيقة بأنه لا وجد لأي حوار وطني سوري ولم تهيئ له بيئة حاضنة له من قبل النظام : فالجيش لم ينسحب من الشوارع ، والدبابات تسيطر على المشهد ، والناس لم تؤمن لها الحماية المطلوبة أثناء التظاهر السلمي ، المعتقلين لم يطلق صارحهم ،ولم يحاسب أي شخص من الذين تلطخت أيدهم بالدم، القتل والبطش والتعذيب لا يزالوا أدواة النظام،تغيب الإعلام العالمي والمنظمات الحقوقية والأهلية عن الساحة السورية ،غيب بنود التحاور وجدول أعمال التحاور ، عدم تحديد جدول زمني للحوار،تحديد أشخاص الحوار.
لذلك كان الرفض للحوار من قبل القيادة الثورية للحراك ،والاتهام المباشر للنظام بكسب الوقت الضائع من خلال مهرجان الحوار”اللقاء ألتشاوري” والهرطقة الكلامية والإعلامية ، الذي دعا إليها النظام في 10 تموز “يوليو “2011 ، ما هي إلا دوامة جديدة يحاول النظام إدخال سورية وشعبها بها من جديد ، وقد تمتد هذه الدوامة إلى عقود ،بعيدة عن الحقيقة والمنطق.فالحوار الذي يدعي إليه النظام فاشل بد ذاته ولن يصل إلى نتيجة تنقض البلاد،لان نتيجته الوحيدة أنقاض النظام فقط.
لان المطلوب من النظام السوري الوقف وقفة جريئة والاعتراف بالأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية والأخلاقية التي تعصف بالبلاد، وإبداء حسن النية التي تمهد الحوار وطني فعلي وفعال ، من اجل أنقاض سورية ، ومحاورة الطرف القوى في المعارضة التي تمتلك الأرض دون شروط مسبقة من خلال الاعتراف الكامل بالمعارضة ومطالبها وحقها بالوجود .على النظام أن يعمل على تامين بيئة حاضنة لأي حوار وطني مبرمج ضمن خارطة تريق كاملة ،لكن النظام عاجز فعليا أن تقديم أي حل، لان فقد الشيء لا يقدمه.
و بالتالي الأرض والشعب هم قوة المعارضة الأساسية التي سوف تستنزف النظام وأعوانه من خلال التظاهرات والمسيرات والحركات الاحتجاجية.
لننتظر جميعنا كيف ستتطور الأحداث القادمة في هذا الأسبوع، وكيف سيكون رد النظام على هذه المظاهرات الصاخبة التي أربكته ووضعته في مأزق جديد.
فإذا كانت حماة في السابق غيرنيكا النازية في اسبانية ، لكن اليوم لن يستطيع النظام السوري جعلها مرة ثانية غيرينكا سورية ، لان الشعب السوري قال كلمته، “نحن مع حماة للموت”. حماة ستكون ستلينغراد ولينينغراد ومصراتة غراد ،وستصمد حماة بوجه كل جبروت النظام السوري ، لأنها الأقوى والأشجع،فالحسم الوحيد من خلال الشارع،وكل طرح غير الحسم وإسقاط النظام ، هو إضاعة للوقت وإضعاف قدرت الثوار من مواصلة الثورة .
-
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com