الجمعة، 8 يوليو 2011

اللوحات الإعلانية

اللوحات الإعلانية على الشوارع الرئيسية في لبنان هل تراعي الشروط الفنية ومعايير السلامة؟
أصبحت اللافتات الإعلانية جزءاً لا يتجزأ من بيئة الطريق العام في غالبية دول العالم، وهي بجانب أهميتها الاقتصادية والتثقيفية والإرشادية، تنطوي أيضاً على أبعاد جمالية لها أثرها النفسي الايجابي على سالكي الطرق، من راكبي السيارات أو المشاة الذي يجدون في الإعلانات على جوانب الطرقات أو أسطح الأبنية والمنتزهات العامة الكثير من اللمسات الفنية والجمالية والإبداعية التي تسر النظر! والبعض الأخر الذي يرى فيها حالة غير طبيعية ومؤثرة على النظر وهي تشوه الجمال الطبيعي للمدن والأبنية . لكن قطاع الإعلانات في لبنان هو قطاع خاص وجديد تملكه عدة شركات تعمل بهذا المجال وتتعاون مع البلديات المحلية عدى مدينة بيروت الكبرى التي ترتبط مباشرة مع المحافظة ، والدولة تشرف فقط على نوعية الإعلان من خلال الرقابة التي تمارسه مدرية الأمن العام من خلال العلم والخبر الذي يسجل تحت رقم من قبل المدرية والذي يشار به على اللوحة الإعلانية مباشرة. لكن هذا القطاع يعاني بشكل عام من عدم التنظيم،والفلاتان إلى دراجة التسيب بسب غياب القانون الرادع والمسير للعمل الإعلاني بشكل عام. يمثل قطاع الإعلانات في بلد مثل لبنان، التركيبة الطائفية للدولة المبنية على مجموعة من الطوائف التي تشكل النسيج اللبناني،فالإعلانات وتحديدا اللوحات هي إحدى السوائل الدعائية والترويجية الناجحة والرابحة في عصرنا الحديث ،والتي لها وظائف متعددة ومتنوعة من اجل إيصال الفكرة المنوي تسويقها. تعتبر الدعاية و الإعلان في لبنان بالأصل هي موزعة على المناطق اللبنانية حسب الخريطة السكانية المذهبية لمكونات الشعب التي تلاحظ بشكك علني حسب المعاير التالية :
1-النفوذ السياسي والحزبي لكل طرف في المناطق اللبنانية .
2- الفلاتان الإعلامي في عملية التوزيع والتنسيق للإعلانات التي تتجاوز كل القوانين ومراعاتها .
3-غياب التنسيق في عمليات التوزيع الإعلاني، في مجال النشر والتغطية .
4- الاستباحة الكبرى لمدينة بيروت "العاصمة اللبنانية" في عملية نشر اللوحات الإعلانية ودون الاهتمام بمنظر المدينة الطبيعي، في ظل غياب التنظيم الحسي والترتيب النظري للإعلانات .
هذه الأسباب مجتمعة تشكل أزمة حقيقية لقطاع الإعلانات ،ويكمن وراءها بشكل أساسي النفوذ الحزبي، والسيطرة المذهبية على مناطق لبنانية متفرقة من الجغرافية اللبنانية . فالمطلوب الفعلي إذا هو تنظيم عملية العمل الإعلامي للشركات الناشرة ، وعدم الاستباحة لأحد في تشويه الصور الطبيعية للمناطق والمدن من خلال قانون يتساوى إمامه الجميع دون مراعاة إحدى إلا من خلال المعاير القانونية المطلوبة لكل شركة تريد العمل في قطاع الإعلانات. يقول صاحب شركة وعد الإعلانية عدنان حمورة بان قطاع الإعلانات هو قطاع منتج وذات إنتاج عالي وله القدرة والقوة في استيعاب إعدادا كبيرة من العاملين في هذا الحقل، في حال تم تنظيمه ابتدأ من العاملين في شركات الإعلانات "الاجنص" حتى صانعي الإعلانات مرورا بالحدادين والمركبين وأصحاب الأملاك الخاصة ،ولكي يتم تطوير هذا القطاع يجب تنظيمه بصوره قانونية من خلال منح الفرص المتساوية إمام الشركات العامة في هذا المجل من خلال الشروط المتساوية للحصول على الرخص . من جهة أخرى يعبر المواطن محمد أبي رعد عن استياءه لما وصل إليه حال اغلب الشوارع وخاصة التي يسلكها بكثرة المواطنون كالشوارع الرئيسية والتجارية المهمة من كثرة اللوحات والملصقات الإعلانية المعلقة بطريقة عشوائية وغير مرتبة على أعمدة الإشارات الضوئية والتي بالكاد أصبح معها المواطن لا يشاهد ضوء الإشارة من كثرتها. ويضيف أن هذه اللوحات قد تسبب الحوادث وتعطيل الحركة فكثيراً منها وضع لإشغال السائقين وتشويه المنظر الحضاري والوجه المشرق للمدينة التي تعرض معه كل أمانة وبلدية على المحافظة عليه وعلى نظافة شوارعها بأن تكون نظيفة ومرتبة لذا لابد من تضافر الجهود وتفعيلها للقضاء على هذه الظاهرة ونزع هذه اللوحات والملصقات الغير نظامية من مكانها حتى لا تشوه المنظر العام للشارع.إن تنظيم هذا القطاع بات ضروريا اليوم لان الفلاتان في التعاطي مع هذا القطاع على كونه أتوبيس يسير وعلى الجميع اللحاق به، فأصبح هذا القطاع مفتح على كل من يملك حفنة من المال وليس حفنة من العروض التي تلافى الحوادث وتشويه المعالم الطبيعية ونظر البشر. يؤكد حمورة بان عملية التطوير والتنظيم تعطي فرصا كاملة للجميع إمام القانون في ممارسة هذه المهنة التي يتم فيها تطبيق الشروط المعمول بها من الجميع وهذا المرسوم أو القانون الجديد سوف ينظم العمل ويزيل الفلاتان المستباح في مناطق الكرنتينا حتى مدخل جونية أي "الأوتوستراد الشمالي" لمدخل العاصمة اللبنانية،سوف يلزم الشركات والأشخاص العاملين بهذا الحقل بتطبيق القانون ،وملاحقة المخالفين وغير المختصين بترويج الإعلانات في لبنان . يعيش قطاع الإعلانات في لبنان اليوم بقانون الراحل أنطوان شويري الذي يعتبر إمبراطور لتوزيع الإعلانات في لبنان والشرق الأوسط وتمتد مملكته الفعلية في لبنان من الكرنتينا حتى جونية حيث تتكدس الإعلانات فوق بعضها البعض "على أعمدة الكهرباء التي تحجب الضوء عن سائقي السيارات في الليل ،وعدم مراعاة القوانين التي تفرض مسافة معينة بين اللوحة واللوحة، وهذا ما يعارضه عدنان حمورة في عملية نشر الإعلانات بصفته صاحب شركة تقوم بنشر الإعلانات في جميع المناطق اللبنانية من خلال قوله:نحن كشركات إعلانية لا نستطيع زرع لوحة في نصف الطريق لكونها تزيد في ربحنا وتزهق أروح الآخرين .
لكن جهاد طه صاحب وكالة إنباء مقتطتفات صحافية ،وعضو نقابة المحررين في لبنان يروي بأن صناعة الإعلانات في لبنان لا تزال بدائية جدا،ودون ضوابط لتنظم العمل الإعلاني وغيب قانون الإعلان لأنه يندرج اليوم تحت السيطرة القانونية لان الإعلان جاء من خلال مبادرة فردية بالاتفاق مع البلديات المحلية،ولكن بعد نجاح القوة الإعلانية من خلال الترويج والتسويق ظهر أهمية الإعلان وقدرته ، وخاصة اللوحات التي تزرع على الأرصفة وتلفت نظر المواطن بشكل سريع،وهذه الحالة الغوغائية في الإعلان تشبه حالة الإعلام المرئي والمسموع في لبنان التي لاتزال قوانين تنظيمها غائبة إلى حدا ما بالرغم من الانتشار الكبير لمحطات التلفزيون الرديو ، ومن خلال الفلاتان الإعلاني الذي يسيطر على الشارع تعمل الجهات المختصة اليوم إلى بلورة او إيجاد فوانيين ترع وتحمي المعلن والمستهلك ،وسحب هذا الملف من البلديات لأنها لاتزال هي الجهة المسؤولة عنه.
فالتلوث النظري للناس يحل من خلال معالجة هذا الملف في إيجاد قانون ينظم عملية الإعلانات ويطور هذه المهنة لكونها هي الأكثر فعلية في ترويج الشخصيات والسلع والمنتوجات ورفعهم إلى مستوى الشهرة، فاللوحات أسرع من الوسائل الإعلامية الأخرى، كالمكتوبة والمسموعة والمرئية،لان طبيعة صناعة الإعلان هي التي تشد المواطن العادي إلى السلعة التي يتم ترويجها. ولكون طريقة نشر الإعلانات على الشوارع والأرصفة هي الاشذى والأسرع في ترويج السلعة والبضاعة المطلوبة يلجاء أصحابها إلى اللوحات الإعلانية . لكن جهاد طه يعطي مثلا في عملية تنظيم الإعلانات في دولة أوربية صغيرة كتوسكانا،التي تصغر لبنان بكثير،فالدولة عملت على تنظيم الإعلانات من خلال قانون يجبر شركات الإعلانات على تكرار الإعلانات على الرصيف بين الشوارع ،ووضع فواصل ضوئية في الطريق حتى لا تعكس الأضواء على النظر ،وبذلك تكون الدولة حلت المشكلة التي تطال الحالة البيئية والأمنية والاقتصادية والسرعة من خلال تنظيم الإعلانات إلي أصبحت ذات منفعة للجميع .
وهنا يجب التأكيد على مجموعة من الأمور المهمة في هذا الشأن الإعلاني ومنها:
أولا: الإعلانات وسيلة دعائية مهمة لترويج البضائع والمنتجات المختلفة.
ثانياً: الإعلانات أداة تسويقية فريدة تنتهجها معظم المؤسسات والشركات.
ثالثاً: الإعلانات مسار تثقيفي استهلاكي يسير عقليات الناس في الاتجاه المقرر عالمياً من قبل مصممي الإعلانات.
رابعاً: أن مصير المستهلكين نتيجة للإعلانات لم يعد في جيوبهم، انه يلعب أمام عيونهم.
خامساً: الإعلانات اخطر واقعة اجتماعية إعلامية ثقافية في عصرنا الحاضر.
ولاشك أن لهذه الظاهرة آثاراً متعددة سواء على مستوى الواجهة الحضارية والشكل الجمالي للمدينة أو على مستوى الهدر الورقي أو على المستوى التنظيمي للإعلانات والدعايات. لقد وضعت هذه اللوحات والملصقات في لبنان بدون ترتيب أو تنظيم كما هو معروف في بعض اللوحات الإعلانية الأخرى التي تركب عن طريق وكالات الدعاية والإعلان. ولكن يبقى التساؤل قائماً، هل تراعي كافة اللوحات الإعلانية المعايير الأخلاقية والذوق الاجتماعي وهل يتم التقيّد عند وضعها بمعايير الأمن والسلامة العامة من هنا يولد الاهتمام الكبير الذي يجب أن توليه السلطات المختصة، بتلك الإعلانات بهدف تحقيق أعلى قيمة إيجابية منها.

د.خالد ممدوح العزي

صحافي وباحث إعلامي،ومختص بالإعلام السياسي والدعاية.

Dr_izzi2007@hotmail.com

الأربعاء، 6 يوليو 2011

حكومة الرئيس الميقاتي : حكومة لبنان أو حكومة المواجهة الدولية بعد القرار ألضني ...

حكومة الرئيس الميقاتي : حكومة لبنان أو حكومة المواجهة الدولية بعد القرار ألضني ...
الجميع في لبنان والعالم العربي لم تروضه الشك ولا لبرهة صغيرة، بان الحكومة لن تنال الثقة في المجلس النيابي بتاريخ 5 تموز "يوليو"2011،لجود قوة تمثل موالاة جديدة تم تركيبها بطريقة "معكوفة" فاقدة لتمثيل شعبي والتي تمت عليها انتخابات العام 2009 ،من خلال تحالفات وضغوط إقليمية لتغير خارطة التحالفات لمصلحتها الخاصة،لان الجميع يعلم كيف تم تركيب هذا التحالف السريع بين قوى تحالف "شكرا سورية ".
فالرئيس الأسد شخصيا أمر بتشكيل الحكومة اللبنانية بسرعة بعد فوز الطيب رجب أردوغان في انتخابات تركيا وإهداء هذا الفوز للدول العربية، لذلك عمد الرئيس الأسد عل إحراز نصرا سريع في لبنان،عندها تم تشكيل الحكومة بأربع ساعات لتدخل بذلك في كتاب "غنيس" للأرقام العالمية بعد أن عانت تشكيل الحكومة من شلل كامل لمدة 5 أشهر وغياب الولادة الطبيعية بين أبناء الجبهة الواحدة لذا كانت ولادة قصيرة أتت بسرعة من دمشق .
لان مهمة الحكومة الجديدة في لبنان بنظر النظام السوري هي مساعدة النظام بظل أزمته الحالية،فالسوري يحاول تصوير الوضع للعالم بأنه لا يزال قوي، و يمسك أوراق خارجية يحركها ساعة يشاء ولفت النظر للعالم كلها من اجل التفاوض معه دوليا،وخاصة بعد الحالة التي تسود سورية،ونظام الأسد من خلال اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية التي تعم القطر السوري وتتزايد يوميا، والذي بداء النظام السوري يفقد سيطرته على ضبط حركة الاحتجاجات.
أما المهمة الثانية التي تكمن في عمل الحكومة هي المواجه مع المجتمع الدولي وخاصة فيما يتعلق بقرار المحكمة الدولية المعنية بجريمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بسبب رفضها الكلي من قبل النظام السوري وأعوانه في لبنان،لكونهم معنيين بها .
وأخيرا خرج القرار ألضني إلى النور بعد انتظار دام 6 سنوات،من الصراع الداخلي في لبنان، وبذلك يكون الامتحان الأول لحكومة المواجهة ، واختبار مصداقيتها القادمة مع التعامل الدولي، اتجاه القرار ألأممي ،بالرغم من تصريح الرئيس نجيب ميقاتي بان الحكومة الحالية ستتعامل بمسؤولية كاملة اتجاه هذا القرار. لكن المشكلة الأساسية في كيفية تعامل هذه الحكومة بمسؤولية كاملة مع القرار الدولي كما صرح للرئيس ميقاتي ،بالوقت التي ترفضه فيه الأكثرية المتمثلة،" بحزب الله والنظام السوري وأعوانه في لبنان وإيران "، الرافضين نهائيا لعمل المحكمة الدولية والتي يعتبرونها غير قانونية وتم تشكيلها لأسبب وأغراض سياسية خاصة .
هذا ما عبرا عنه خطاب السيد حسن نصرا لله الأمين العام لحزب الله بتاريخ ا تموز "يوليو" 2011 ، برفضه النهائي للقرار الدولي والاتهامات الموجه لعناصر من حزب الله، وكأنه يقول ليذهب الجميع لتبليط البحر من خلال جملته الذي قال فيها "لا نسلم احد من عناصرنا لا في يوم أو سنة أو 300سنة وانه يخش الفتنة بين السنة والشيعة بالوقت الذي يركز الاتهام الظني على ان المجموعة الذي اغتالت الرئيس الحريري السني، جورج حاوي العلماني ، والشهداء الأحياء ،مروان حمادة الدرزي واليأس المر المسحي،فكان التشديد فقط على الفتنة السنية الشيعية. لكن المفارقة هنا بان الجميع في لبنان والعالم لم ينتظر من حزب الله موقف مغاير للموقف الذي قدمه الأمين العام السيد نصرالله ،من خلال الدفاع عن حزبه وعناصره أمام جمهوره ، والذي تم وصفه باشرف الناس، بالرغم من أن السيد حسن في خطاب مماثل له لم يمضي عليه أسبوع اقر بخرق امني في الحزب واختراق المخابرات الأمريكية بتجنيد عناصر من حزب الله، وهذا يعني أن الحزب قابل للاختراق لان عملية مثل جريمة اغتيال الحريري وآخرين لبد من الوقوف وراءها جهة معينة وقوة اكبر من أشخاص المنفذين .
حزب الله منظمة ليس لها صفة قانونية من اجل التعامل مع المجتمع الدولي حتى يتم مفوضتها والنقاش معها لتطبيق القرارات الدولية، وتسليم المتهمين للتحقيق.
وهن تكمن المشكلة مع حكومة الرئيس ميقاتي الذي ينبغي عليها تنفيذ القرار،لان ألحكومته اللبنانية بشكل عام ، تربطها التزامات ومعاهدات دولية تجبرها على التقيد بقواعد الاتفاقات الدولية والالتزام بها ومجبر على تنفيذ القرارات الدولية أو الدخول بمواجهة مع المجتمع الدولي نتيجة عدم التجاوب مع القرارات الدولية .
فالبيان الوزاري الذي قدمه الرئيس ميقاتي للمجلس النيابي،والذي ترك فيه بند المحكمة الدولية مبهم ورمادي وغير واضح وربطه بمفهوم جديد "تحقيق العدالة من خلال الاستقرار السياسي والأمني للبلد". إضافة إلى أن حكومته ملتزمة بالقرارات الدولية عامة،فالحديث هنا ليس عن القرارات الدولية والبحث فيها كالقرار 1701 ،أو 1559، وإنما الحديث الجاد عن القرار 757ا المتعلق بوضع المحكمة الدولية التي هي مطلب جماهير 14 آذار،والتي نزلت إلى ساحة الحرية للمطالبة بتنفيذ مبدءا المحكمة الدولية، هذه الجماهير التي رفعت صوتها عاليا لتنفيذ هذا الطلب، وهي ذاتها التي رفعت شعار إسقاط السلاح الغير شرعي ،هذه الجماهير الغاضبة لا يستطيع التظليل بها احد أو السيطرة على عقولها وجرها إلى حيث يشاء لأنها سبقت قيادتها بعدم المساومة على الحقوق،هي التي تختلف تختلف عن الشريحة الأخرى التي تأخذ حيثما تكون مصالح الطرف الأخر من خلال فتوى شرعية تجبرها على النزول والتحرك .
لكن الرئيس ميقاتي بدوره تملص من التأكيد الجدي على الالتزام بقرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ، لذا مارس الهروب إلى الأمام في بيان حكومته الوزاري ، وضعا هذا البند غير المفهوم وغير الواضح،في خبر كان ، مما يثير الشك بمصداقية عمل الحكومة القادمة .
فان جلاء الحقيقة وإحقاق الحق والعدالة في جريمة الحريري ، بالنسبة إلى الشهيد رفيق الحريري وجماهيره تتطلب من الرئيس ميقاتي وقفة فعلية على إظهار الحقيقة الكاملة من خلال التعامل الجدي مع المحكمة الدولية والتحقق من أدلتها،وليس الوقوف ضدها من خلال المناكفة والتصعيد والتنكيد السياسي مع قوى المعارضة الجديدة وجماهيرها المطالبة بالحقيقة ونصرة الدم على السيف. فإذا البيان الوزاري الجديد يحمل في طياته عبارة" الجيش والشعب والمقاومة"،والتي تهم جزاء من الشعب اللبناني،لا يعني أبدا أن يغيب البيان الوزاري من طياته عبارة" الالتزام الفعلي بعمل المحكمة الدولية الخاصة بجريمة الاغتيال"،والتي تخص نصف الشعب اللبناني الأخر،فالشعب اللبناني بكل فئاته الاجتماعية والشعبية والسياسية يعيشون حالة من الانقصام العمودي داخل المجتمع اللبناني منذ 6 سنوات حينما تم اغتيال الشهيد الحريري في 14 شباط "فبراير"2005 . وهذه الجريمة أدت للمطالبة بتشكيل محكمة دولية تهتم بالتحقيق في الجريمة التي لا يستطيع القضاء اللبناني من انجازها. على تشكيل هذه المحكمة الدولية عارضت سورية وأعوانها المتهمين سياسيا بالجريمة بسبب سيطرت النظام الأمني السوري -اللبناني على جميع مفاصل الحياة في لبنان .
منذ ذلك الوقت والنظام السوري يعمل بكل ثقله لإلغاء مهمة المحكمة الدولية من خلال أعوانها في لبنان والخارج، من اجل إعادة وضع اليد وبسطها على لبنان لان سورية،فقد منها لبنان الكيان السياسي بظل لحظة تاريخية حرجة .
فالرفض للمحكمة من قبل سورية وأعوانها في لبنان،لم يكن وليد الصدفة،أو حدث اليوم،بل منذ اليوم الأول لخروج الجيش السوري والقوى الأمنية السورية من لبنان ،بدأت محاولة التعطيل وشن الهجوم على المحكمة وتحالف 14 آذار "مارس" من خلال وسائلها الإعلامية والعاملة لمصلحة للنظام السوري، لتتخذ هذه الحملة فيما بعد شكلا جديدا من المواجه،بين قوى 8 آذار "مارس" وقوى 14اذار"مارس"، من خلال انسحاب الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس فواد السنيورة، وتعطيل عمل الحكومة السياسي والإداري ، إلى أقفال مجلس النواب لمدة سنتين إلى تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية،والتعيينات الإدارية مرورا بالاعتصام الشهير الذي دام سنة ونصف،وإطلاق النار على الجيش اللبناني في العديد من المناطق اللبنانية،إضافة إلى حرب تموزيوليو2006 ، التي زادت الطين بله بين الفرقين وتعميق الانقسام الداخلي ، نتيجة إدخال لبنان في فوضى جديدة تعبث بأمنه واقتصاده وتشل كل حركته الدبلوماسية والسياسية،لينتقل الصراع بعدها إلى حرب إرهابية تقوم بها عصابات" شاكر العبسي" ضد الجيش اللبناني في شمال لبنان .
إضافة إلى حرب الاغتيالات التي شنت ضد رموز وقيادات ثورة الأرز طوال فترة سنتين ،حتى انتهت الأمور كلها بالتهديد العسكري المباشر،بعد غزوة بيروت في 7 أيار"مايو" 2007 والتي حاول فيها حزب الله السيطرة على بيروت ولبنان عامة من خلال قوته العسكرية وقدراته النارية العالية التي اكتسبها من عمله العسكري في مقاومة إسرائيل،والتي أعلن بأن معركة بيروت هي أيام مجيدة من أيام المقاومة .
لقد تدخلت قطر وأنتجت اتفاق الدوحة بين الإطراف المتحاربة،مبرمة صفقة حكومة الثلث المعطل، وخريطة انتخابات نيابية جدية من اجل نقل الصراع إلى داخل المؤسسات الديمقراطية اللبنانية وإخراج الشارع المتأزم من الصراع السياسي وهذا الاتفاق المرحلي، ساهم بطريقة مميزة بإنهاء عمليات الاغتيال السياسي ، لكن السوري لم ينتهي بهذا الحد بل عمل إلى السيطرة المنظمة على لبنان لبسط يده مجدداعلى الكيان من خلال حلفاءه الجدد إضافة إلى محاولته الدائمة لشق صف 14 آذار"مارس" والذي استطاع تحت التهديد والوعيد بإخراج السيد وليد جنبلاط من هذا التحالف بالرغم من العداء الذي يكنه جنبلاط للنظام السوري والقيادة الأمنية في نظام البعث.استطاع السوري بعدها من الانقضاض على اتفاق الدوحة والانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية التي تم تشكيلها بموافقة السوري مما اغضب كل من قطر وتركيا من تصرف النظام السوري الكيدي والانتقامي، الذي لم يستطيع نسيان خروجه من لبنان والهزيمة التي لحقت بسياسته الأمنية والعسكرية في كيان لا يزال نظام البعث يعتبره جزاء جغرافيا من القطر الكبير.
لكن النظام السوري الذي يعاني من أزمة كبيرة ،لا تزال موضوعة على رقبته كحاد السيف ،هي المحكمة الدولية التي تتهم سورية ونظامها وحلفاءها بارتكاب جريمة الاغتيال،بالرغم من مساعدة موسكو للنظام السوري واعتبار جريمة الاغتيال عملية ارهبيه وليس جريمة ضد الإنسانية التي أخرجت بدورها الرئيس السوري من باب الاتهام والمسومات السياسية، لكنها لم تخرج أخوه"ماهر الأسد" وصهره" اصف شوكت"، وكبار مساعدي النظام السوري وأعوانه، إضافة إلى الحالة الداخلية التي تعصف بسورية وتهدد النظام السوري .
لقد قرر النظام السوري الانقلاب على حكومة الحريري وتكليف الرئيس ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة ذات مهمة واحدة، هي رفض قرارات المحكمة الدولية والمواجهة المباشرة مع المجتمع الدولي بعد صدور القرار ألاتهامي ،لكن ظروف الأسد الداخلية والدولية لم تساعده أبدا بسبب حركة الحراك الشعبي المتصاعد في سورية والمطالب برحيله، والضغط الدولي على الدولة السوري بسبب قمعها البشع للمحتجين. بناءا ذلك أمر الأسد بتشكيل حكومة لبنانية سريعة لحاجة النظام السوري لتأيد سياسي من الخارج .
فالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم على حكومة الرئيس ميقاتي ،في كيفية تصرفها المقبل مع القرار ألضني الأولي والملحق الثاني للقرار ألضني الذي يطالب بشخصيات أخرى متهمة بعملية الاغتيال، ومنها شخصيات سورية و سوف تكون هذه الشخصيات قنبلة دولية مؤقتة لنظام الأسد بظل الأوضاع السورية الحالية.
سورية دولة منتسبة للأمم المتحدة ،وتربطها معاهدات دولية مع العالم تجبرها على الانصياع للأوامر الدولية، فكيف سيكون الرد اللبناني، فإذا كان الرئيس ميقاتي من الكتلة الوسطية وصاحب النظرية الوسطية،لكن الوسطية هي الاعتدال ، هذه كتلة لبنانية لم تنجح في تشكيل قوة يمكن الارتكاز عليها في أية مواجهه مع المولاة والمعارضة لتبيت موقفها السياسي في الشارع.
من هنا سوف يتلاش موقف الوسطية أمام رغبة الموالاة التي سوف تفرض رأيها ورغبتها المستمرة في مواقف الحكومة ،بغض النظر عن ما تم كتابته في نصوص البيان الوزاري ،لان هذه الحكومة هي بالجملة من طائفة سياسية وحدة، وذات لون واحد، ولها مهمة واحدة، وزعيم واحد يصدر التعليمات لها،هذه الحكومة جاءت للتصرف والرد بكيدية ومناكفة سياسية من خلال العديد من وزراءها التي تكمن مهمتهم في تنفيذ أجندة سياسية معينة، وهناك تجربة قديمة جديدة مع مثل هذه الحكومة.
كيف يمكن للجميع تحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية والأمنية والاقتصادية في تنفيذ سياسة الحكومة الحالية ،بالوقت الذي يعتبر نصف البلد غير مشارك بهذه الحكومة ،والوزراء لا يمثلون هذه الشريحة الكبيرة من الشعب اللبناني،بالوقت التي التزمت به المعارضة الجديدة ،بمعارضة شعبية شرسة ستواجه بها هذه الحكومة وسوف تسقطها في الشارع ،وخاصة أن هذه الحكومة تحاول تخير الشعب بين العدالة الدولية اوالمحافظة على السلم الأهلي في لبنان.
فالسلم الأهلي ضروري ومن واجب الحكومة أن تفرضه وتجبر الجميع على الالتزام به،لكن العدالة الدولية هي أساس لحماية السلم الأهلي والحد من عمليات الاغتيال التي عصفت بلبنان، وعدم السماح لهذه الحالة البشعة التكرار مع الخصم.
مالا شك به بان حكومة الرئيس ميقاتي تقف أمام تحديات كبرى
تحد من استمراريتها بسبب الملفات والقضايا الكبرى التي تتراكم أمام عملها وهي التي تفرض نجاحها أو فشلها من خلال التالي:
1-كيفية التعامل مع المحكمة الدولية وقرارها ألضني مستقبلا.
2- كيفية التعامل مع النظام السوري الحالي وعلقته بملف المحكمة الدولية بض لازمته الداخلية.
3- التعامل مع المعارضة الجديدة ،وشريحتها الشعبية الكبيرة .
4-الملف الاقتصادي الذي بداء يخرج إلى العلن والخوف من عاصفة اقتصادية تهز لبنان.
5- كيفية التعامل مع ملف التعيينات الإدارية الحكومية الذي يعاني منها لبنان.
6- كيفية التعامل مع ملحق القرار ألضني للمحكمة الدولية بطلب أشخاص سوريين مقربين من النظام السوري.
7- نوع الممارسة الجديدة مع الموظفين الرسميين المحسوبين على قوى المعارضة الجديدة خلال الكيدية والمناكفة السياسية او من باب الاختصاص والتوزيع العادل للمواقع.
أمام كل هذه الملفات التي تطرح نفسها أمام حكومة المواجهة الدولية سيتقرر مصير الوسطية التي يطرحها الرئيس ميقاتي ومدى نجاح حكومته ونظريته الجديدة الذي تؤسس إلى مفهوم جديد لتولي السلطة وتداورها من قبل المعارضة والمولاة في تطبيق مفهوم الديمقراطية بين الأكثرية التي تحكم والمعارضة التي تراقب وتنتقد.
أما سيكون مصير هذه الحكومة مرتبط بمصير النظام السوري الراعي الرسمي والوحيد للحكومة اللبنانية، ذات المهمة المحدودة لتكون حكومة مواجهة مع العالم للدفاع عن النظام السوري وتنفس حالته المحتقنة ،ومحكوم سلفا على هذه الحكومة بالرحيل السريع مع رحيل نظام الأسد الذي يتعرض لا صعب ضغوط من الداخل الذي يطالب بإسقاط النظام ورحيله السريع .
بظل مشاكل نظام الرئيس الأسد الحالي ،والاهتمام في مستقبله ومستقبل نظامه التي يتعرض لأكبر هزة ثقة من الداخل والخارج، فعلى الرئيس ميقاتي أن يتحرر من الثقل الذي فرض عليه من قبل النظام السوري وأعوانه الذين أتوا بها الحكم من خلال خطوات واضحة بعيدة عن ممارسة الكيدية والمناكفة السياسة، وإنما الإصرار على المضي بطرح فكرة الوسطية التي يعتبر انه من صلبها وان لا ينحني إلى الآراء المتهورة التي تجعل مصير حكومته عرضة للشارع الذي يسقطها بوضوح بظل العاصفة ورياح التغير العربي والتي تسيطر على الساحة وتهز الأنظمة العربية الدكتاتورية.
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي، و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com

الاثنين، 4 يوليو 2011

الإعلام الالكتروني السوري: يهاجم من قراصنة النظام

مجلة زمان الوصل الالكترونية في سورية تقع تحت سيطرة جنود النظام الالكترونية ،تحتل المجلة وتمنع من الصدور إلى الخارج ،ترفع صور الرئيس بشار الأسد على صفحاتها ،وتكتب كلمة واحدة في الأسفل بنحبك، البلد يعيش حالة حرب فعلية تقوبن أنصار الرئيس وعامة الشعب السوري الذي يخرج للتظاهر ويحرق الصور ويمزقها ،ويرف شعار ارحل ،ما بنحبك .الاحتلال لم يعد مقتصر على القرى والمدن السورية والجوامع التي تهاجم يوميا بواسطة فرق الموت السورية والكتائب الأمنية والشبيحة،بل تعدت ذلك لتصل بدورها إلى مهاجمة المثقفين والكتاب والفانيين لذي نادوا الثورة السورية ووقفوا مع الشعب الحر الثائر المطالب في الحرية . فأحوال الصحف والصحافيين لم يكن بعيدا جدا عن ممارسة البلطجة التي كانت تطالب الإعلاميين بالخروج من وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تفضح ممارسات النظام السوري وهمجيته اتجاه شعبه الأعزل ، فالشبيحة في سورية مستعدة لحرق البلد من اجل إبقاء الرئيس على كرسي الرئاسة،فالنظام السوري جهز جيش من القراصنة والبلطجيين ،من اجل التخريب الالكتروني من اجل منع التواصل مع العالم الحر .
المهمة بسيطة جدا وهي تكمن في:
1- تخريب المواقع المعادية للنظام ومنع المواطنين من الدخول إليها،وتزويدها بمعلومات وصور من المناطق المنكوبة والتي هي وثاق يومية لعمل الجيش والنظام،
2-كشف المواقع الشخصية للناشطين السورين من اجل منع التواصل فيما بينهم،
3-بث كمية هائلة من المعلومات الكاذبة والصور الغير حقيقية وإرسالها للمحطات الفضائية من اجل تكذيبها من قبل شبيحة النظام الإعلاميين لكي يسحب الثقة من يد هذه القنوات التي أضحت نارا وسلام على النظام.
4- الدخول على مواقع الكترونية وقرصنتها لمنعها من إيصال الخبر والصورة إلى الداخل والخارج .
5- الحد من استعمال شبكة النت،وقطع وسائل الاتصال الاجتماعي التي أضحت الرابط الحقيقي بين الداخل والخارج.
6- مراقبة الهواتف النقلة ومتابعة الأشخاص المتحدثين عبرها،ورصد الرسائل القصيرة من هواتف الشباب.
7- مراقبة وإقفال صفحات "الفيس بوك" التي تخص الثورة والثوار،وفتح صفحات تخص النظام ومناصريه .
8- متابعة جدية لأصحاب المدونات السورية التي تشكل مصدر إزعاج وقلق للسلطة،نظرا لما تمثله هذه المدونات في التأثير السريع على نشر الاخبار.
فالقرصنة كان من نصيب جريدة زمان الوصل الالكترونية التي كانت ومازالت منبرا ثقافيا وإعلاميا عربيا وسوريا،فالمجلة لم تكن متطرفة بمواضيعة ضد النظام أو المعارضة بل كانت تمارس الإعلام بموضعية كاملة دون فبركة وتقزيم لسير الأحداث الجارية في سورية . فالنظام السوري قد جهز فيلق القراصنة الالكترونية بأحدث المعادة التقنية والتكنولوجية ، وتزويد الأخصائيين بأحدث الأجهزة الحديثة التي تم جلبها من دول مختلفة تساعد النظام في قمع الثورة السورية ولكي يتمكن من خلالها مراقبة عمل المعارضة السورية وشبابها ، ومن اجل السيطرة على كل المواقع المعارضة ،بالرغم من تحكم النظام بوسائل الاتصال الاجتماعي من خلال سيطرته على شبكة النت،وشركات الاتصال الداخلية الرسمية والخاصة
لقد مارست المجلة عملها المهني دون التبجيل والتمجيد بأحد، فاستقبلت المقالات المختلفة التي تعبر عن رأي كتابها وليس رأي المجلة،فكانت تميل إلى المهنية الإعلامية الموضوعية أكثر بكثير من ميلها إلى تتبوأ مركز أو منبر سياسيا محسوب على احد،لهذا السبب نجحت المجلة في العمل المهني منذ تأسيسها عام 2005 وبظل القمع الذي يمارسه النظام السوري ،والرقابة المفروضة على حرية الكلمة ،في داخل نظام لا يؤمن بالتعددية والديمقراطية وحرية الرأي والاستماع للآراء الأخرى،نجحت المجلة نجاحا باهرا بان تكون منبرا ثقافيا وإعلاميا حرا ،هذا ما أزعج النظام السوري الذي عمد فورا لاحتلال المجلة الكترونيا من خلال جيشه الهمجي وشبيحته ،فرفعت صور الرئيس على الموقع بدل أن يرفع العلم السوري ،عندما يتم احتلال منطقة أو مدينة يرفع علم البلد الذي احتل الموقع،لكن في سورية الانتماء للشخص وليس للوطن .
طبعا هذا النظام الذي يعلن إلى الجميع يعمل على إصلاحات ويريد محاورة المعارضة ،ويريد أطلاقة حرية الإعلام والأحزاب، لكننا نرى العكس احتلال للمدن السورية واحتلال للمواقع الالكترونية ، منع التظاهر ، إطلاق النار الحي على المتظاهرين ،شن أوسع حملات الاعتقالات في القطر السوري، ممارسة البلطجة الإعلامية من خلال تلفزيون الدولة الرسمي وأخواته، منع الإعلاميين من ممارسة عملهم ،منع الناشطين الحقوقيين من الوقف على أعمال النظام الوحشية والمخزية.
أمام هذه الممارسة يخرج الرئيس بشار الأسد ليقول للعالم بأنه وجد في شعبه، كثيرا من الحب الذي يضمره باتجاه الرئيس، بالوقت الذي يخرج الشعب في مظاهرات مليونية تطلبه بالرحيل وتسقط الشرعية عنه .
فالقرصنة الالكترونية تمارس من قبل مجموعة صغيرة من فئات المجتمع لثبت للجميع بأنها قادرة على العبث في هذه الأجهزة ،وهذا العمل ليس من شيم الدول المحترمة لكون هذه الدول تحارب القرصنة الالكترونية الذي يعتز بها النظام السوري في مواجهته مع المعارضة التي ترفع سلاحها الالكتروني بوجه ترسانته العسكرية،وقوته الأمنية الفتاكة،لكن الكلمة أقوى من صوت الرصاص، وتأثيرها كبير في عقل الناس ،فالنظام ضعيف جدا بسبب بعد الشعب عنها وأصبح متأزم نفسيا، لذلك يقوم بقطع كل شيء من اجل تخويف الجماهير.
فالمجلة سلاح قوي بيد المثقفين السورين الذين حسم أمرهم والانخراط بحركة التغير التي تعصف بسورية والمنطقة العربية ،هم يدفعون ضريبة الحرية ،لان إسكات القلم ليقل اهتماما عن إسكات الصوت،فالأنظمة الشمولية والدكتاتورية والاستبدادية تخاف من الكلمة التي تفقدها ،لذلك تتوجه نحو نطقيها وصانعيها من اجل حدها عن طريق التهديد والقتل والإقفال،وهذه الحالة تم ممارستها سابقا في الأنظمة الدكتاتورية "الاتحاد السوفياتي ،ألمانيا ،اسبانيا ،الأرجنتين،ايطاليا،العراق،وسورية".
أيها الزملاء في مجلة زمان الوصل نشد على أيديكم ونتضامن معكم في معركتكم مع النظام السوري الذي لنا تجربة طويلة معه من خلا ممارسته للقمع والإقفال وحتى الاعتقال والقتل .
فالصحافة السورية كان لها تجربة طويلة مع الانتداب الفرنسي الذي مارس عليها ابشع التنكيل والإقفال والاعتقال لإخماد صوتها وأسكتها،لكنه لم يستطيع ابد وتجربة نجيب الريس في جريدة القبس السورية كافية لتروي العذاب التي مرت به الصحافة السورية الورقية.
لأخوف بعد اليوم من جبروت النظام السوري وأعوانه، انتم الذين صنعتم من لاشيء شيء، في مواجهة هذا النظام القمعي والاستبدادي، تجربتكم سوف تكون درس لكل الشعوب التي تقاتل من اجل تقرير مصيرها، ونيل حريتها.
أيها الزملاء في مجلة زمان الوصل فما عليكم إلا التحلي بالصبر، والفرج قادم ،"لبد للقد أن ينكسر، ولليل أن ينجلي"، هذا هو النضال الذي اخترتموها انتم من اجل مستقبل سورية الحرة والجديدة.
التحية لكم ولعملكم بظل الظروف البشعة التي تسيطر على بلدكم الشقيق،متمنيا لكم خلاصا سريعا وسلميا من اجل المحافظة على بلدكم سورية وأهلها الطيبين،لتبقى سورية حرة أبية، لتستمر الصحافة الموضوعية في سورية بالرغم من كل الهزات التي تحاول أن تعصف فيها،لتبقى الأقلام الحرة والجريئة مملوءة بالحبر لكي تكتب وتعارض كل شيء وتصارع من اجل غدا أفضل وجميل.
تحية لكل المواقع التي تتعرض لقرصنة من قبل النظام ،تحية لكل الأقلام الحرة التي تكتب في سورية وتواجه المجهول لان القلم هو سلاحنا والكلمة هي روحنا وفيهما يتم خوض اكبر المعارك ،و بهما يتم عبور مثلت برمودا.
الكلمة الحرة باقية والإعلام النزيه مستمرة والصحافيين في المقدمة فإلى الأمام، والأنظمة إلى زوال لان الشعب هو الباقي،والكلمة خالدة،والقلم لن يجف .
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com

الأحد، 3 يوليو 2011

الإعلام الالكتروني السوري: يهاجم من قراصنة النظام

الإعلام الالكتروني السوري: يهاجم من قراصنة النظام
مجلة زمان الوصل الالكترونية في سورية تقع تحت سيطرة جنود النظام الالكترونية ،تحتل المجلة وتمنع من الصدور إلى الخارج ،ترفع صور الرئيس بشار الأسد على صفحاتها ،وتكتب كلمة واحدة في الأسفل بنحبك، البلد يعيش حالة حرب فعلية تقوبن أنصار الرئيس وعامة الشعب السوري الذي يخرج للتظاهر ويحرق الصور ويمزقها ،ويرف شعار ارحل ،ما بنحبك .الاحتلال لم يعد مقتصر على القرى والمدن السورية والجوامع التي تهاجم يوميا بواسطة فرق الموت السورية والكتائب الأمنية والشبيحة،بل تعدت ذلك لتصل بدورها إلى مهاجمة المثقفين والكتاب والفانيين لذي نادوا الثورة السورية ووقفوا مع الشعب الحر الثائر المطالب في الحرية . فأحوال الصحف والصحافيين لم يكن بعيدا جدا عن ممارسة البلطجة التي كانت تطالب الإعلاميين بالخروج من وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تفضح ممارسات النظام السوري وهمجيته اتجاه شعبه الأعزل ، فالشبيحة في سورية مستعدة لحرق البلد من اجل إبقاء الرئيس على كرسي الرئاسة،فالنظام السوري جهز جيش من القراصنة والبلطجيين ،من اجل التخريب الالكتروني من اجل منع التواصل مع العالم الحر .
المهمة بسيطة جدا وهي تكمن في:
1- تخريب المواقع المعادية للنظام ومنع المواطنين من الدخول إليها،وتزويدها بمعلومات وصور من المناطق المنكوبة والتي هي وثاق يومية لعمل الجيش والنظام،
2-كشف المواقع الشخصية للناشطين السورين من اجل منع التواصل فيما بينهم،
3-بث كمية هائلة من المعلومات الكاذبة والصور الغير حقيقية وإرسالها للمحطات الفضائية من اجل تكذيبها من قبل شبيحة النظام الإعلاميين لكي يسحب الثقة من يد هذه القنوات التي أضحت نارا وسلام على النظام.
4- الدخول على مواقع الكترونية وقرصنتها لمنعها من إيصال الخبر والصورة إلى الداخل والخارج .
5- الحد من استعمال شبكة النت،وقطع وسائل الاتصال الاجتماعي التي أضحت الرابط الحقيقي بين الداخل والخارج.
6- مراقبة الهواتف النقلة ومتابعة الأشخاص المتحدثين عبرها،ورصد الرسائل القصيرة من هواتف الشباب.
7- مراقبة وإقفال صفحات "الفيس بوك" التي تخص الثورة والثوار،وفتح صفحات تخص النظام ومناصريه .
8- متابعة جدية لأصحاب المدونات السورية التي تشكل مصدر إزعاج وقلق للسلطة،نظرا لما تمثله هذه المدونات في التأثير السريع على نشر الاخبار.
فالقرصنة كان من نصيب جريدة زمان الوصل الالكترونية التي كانت ومازالت منبرا ثقافيا وإعلاميا عربيا وسوريا،فالمجلة لم تكن متطرفة بمواضيعة ضد النظام أو المعارضة بل كانت تمارس الإعلام بموضعية كاملة دون فبركة وتقزيم لسير الأحداث الجارية في سورية . فالنظام السوري قد جهز فيلق القراصنة الالكترونية بأحدث المعادة التقنية والتكنولوجية ، وتزويد الأخصائيين بأحدث الأجهزة الحديثة التي تم جلبها من دول مختلفة تساعد النظام في قمع الثورة السورية ولكي يتمكن من خلالها مراقبة عمل المعارضة السورية وشبابها ، ومن اجل السيطرة على كل المواقع المعارضة ،بالرغم من تحكم النظام بوسائل الاتصال الاجتماعي من خلال سيطرته على شبكة النت،وشركات الاتصال الداخلية الرسمية والخاصة
لقد مارست المجلة عملها المهني دون التبجيل والتمجيد بأحد، فاستقبلت المقالات المختلفة التي تعبر عن رأي كتابها وليس رأي المجلة،فكانت تميل إلى المهنية الإعلامية الموضوعية أكثر بكثير من ميلها إلى تتبوأ مركز أو منبر سياسيا محسوب على احد،لهذا السبب نجحت المجلة في العمل المهني منذ تأسيسها عام 2005 وبظل القمع الذي يمارسه النظام السوري ،والرقابة المفروضة على حرية الكلمة ،في داخل نظام لا يؤمن بالتعددية والديمقراطية وحرية الرأي والاستماع للآراء الأخرى،نجحت المجلة نجاحا باهرا بان تكون منبرا ثقافيا وإعلاميا حرا ،هذا ما أزعج النظام السوري الذي عمد فورا لاحتلال المجلة الكترونيا من خلال جيشه الهمجي وشبيحته ،فرفعت صور الرئيس على الموقع بدل أن يرفع العلم السوري ،عندما يتم احتلال منطقة أو مدينة يرفع علم البلد الذي احتل الموقع،لكن في سورية الانتماء للشخص وليس للوطن .
طبعا هذا النظام الذي يعلن إلى الجميع يعمل على إصلاحات ويريد محاورة المعارضة ،ويريد أطلاقة حرية الإعلام والأحزاب، لكننا نرى العكس احتلال للمدن السورية واحتلال للمواقع الالكترونية ، منع التظاهر ، إطلاق النار الحي على المتظاهرين ،شن أوسع حملات الاعتقالات في القطر السوري، ممارسة البلطجة الإعلامية من خلال تلفزيون الدولة الرسمي وأخواته، منع الإعلاميين من ممارسة عملهم ،منع الناشطين الحقوقيين من الوقف على أعمال النظام الوحشية والمخزية.
أمام هذه الممارسة يخرج الرئيس بشار الأسد ليقول للعالم بأنه وجد في شعبه، كثيرا من الحب الذي يضمره باتجاه الرئيس، بالوقت الذي يخرج الشعب في مظاهرات مليونية تطلبه بالرحيل وتسقط الشرعية عنه .
فالقرصنة الالكترونية تمارس من قبل مجموعة صغيرة من فئات المجتمع لثبت للجميع بأنها قادرة على العبث في هذه الأجهزة ،وهذا العمل ليس من شيم الدول المحترمة لكون هذه الدول تحارب القرصنة الالكترونية الذي يعتز بها النظام السوري في مواجهته مع المعارضة التي ترفع سلاحها الالكتروني بوجه ترسانته العسكرية،وقوته الأمنية الفتاكة،لكن الكلمة أقوى من صوت الرصاص، وتأثيرها كبير في عقل الناس ،فالنظام ضعيف جدا بسبب بعد الشعب عنها وأصبح متأزم نفسيا، لذلك يقوم بقطع كل شيء من اجل تخويف الجماهير.
فالمجلة سلاح قوي بيد المثقفين السورين الذين حسم أمرهم والانخراط بحركة التغير التي تعصف بسورية والمنطقة العربية ،هم يدفعون ضريبة الحرية ،لان إسكات القلم ليقل اهتماما عن إسكات الصوت،فالأنظمة الشمولية والدكتاتورية والاستبدادية تخاف من الكلمة التي تفقدها ،لذلك تتوجه نحو نطقيها وصانعيها من اجل حدها عن طريق التهديد والقتل والإقفال،وهذه الحالة تم ممارستها سابقا في الأنظمة الدكتاتورية "الاتحاد السوفياتي ،ألمانيا ،اسبانيا ،الأرجنتين،ايطاليا،العراق،وسورية".
أيها الزملاء في مجلة زمان الوصل نشد على أيديكم ونتضامن معكم في معركتكم مع النظام السوري الذي لنا تجربة طويلة معه من خلا ممارسته للقمع والإقفال وحتى الاعتقال والقتل .
فالصحافة السورية كان لها تجربة طويلة مع الانتداب الفرنسي الذي مارس عليها ابشع التنكيل والإقفال والاعتقال لإخماد صوتها وأسكتها،لكنه لم يستطيع ابد وتجربة نجيب الريس في جريدة القبس السورية كافية لتروي العذاب التي مرت به الصحافة السورية الورقية.
لأخوف بعد اليوم من جبروت النظام السوري وأعوانه، انتم الذين صنعتم من لاشيء شيء، في مواجهة هذا النظام القمعي والاستبدادي، تجربتكم سوف تكون درس لكل الشعوب التي تقاتل من اجل تقرير مصيرها، ونيل حريتها.
أيها الزملاء في مجلة زمان الوصل فما عليكم إلا التحلي بالصبر، والفرج قادم ،"لبد للقد أن ينكسر، ولليل أن ينجلي"، هذا هو النضال الذي اخترتموها انتم من اجل مستقبل سورية الحرة والجديدة.
التحية لكم ولعملكم بظل الظروف البشعة التي تسيطر على بلدكم الشقيق،متمنيا لكم خلاصا سريعا وسلميا من اجل المحافظة على بلدكم سورية وأهلها الطيبين،لتبقى سورية حرة أبية، لتستمر الصحافة الموضوعية في سورية بالرغم من كل الهزات التي تحاول أن تعصف فيها،لتبقى الأقلام الحرة والجريئة مملوءة بالحبر لكي تكتب وتعارض كل شيء وتصارع من اجل غدا أفضل وجميل.
تحية لكل المواقع التي تتعرض لقرصنة من قبل النظام ،تحية لكل الأقلام الحرة التي تكتب في سورية وتواجه المجهول لان القلم هو سلاحنا والكلمة هي روحنا وفيهما يتم خوض اكبر المعارك ،و بهما يتم عبور مثلت برمودا.
الكلمة الحرة باقية والإعلام النزيه مستمرة والصحافيين في المقدمة فإلى الأمام، والأنظمة إلى زوال لان الشعب هو الباقي،والكلمة خالدة،والقلم لن يجف .
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com

سورية: كرة ثلج تتعاظم، واحتجاجات واسعة وحماة تتصدر المشهد.

سورية: كرة ثلج تتعاظم، واحتجاجات واسعة وحماة تتصدر المشهد.
مظاهرات جديدة:
جمعة احتجاجات جديدة،مشاركة شعبية واسعة خرجت هذا الأسبوع في مظاهرات ومسيرات جمعة الرحيل ،أو كما أطلق عليها جمعة "ارحل" من قبل اتحاد تنسيقيات ثورة سورية بتاريخ تموز "يوليو" 2011 ،هذه المشاركة الكبيرة من قبل مختلف شرائح المجتمع السوري في هذه المظاهرات، والتي طالبت جميعها بإسقاط النظام ... طبعا حشد مختلف وتوسع مذهل في كافة القطر السوري ،فالالتفاف الشعبي أضحى اكبر واكبر لان كل أسبوع جمعة ،وكل جمعة مظاهرة، يخرج الشعب السوري فيها للتظاهر في الساحات والشوارع للتعبير عن رفضهم الكلي لبقاء نظام الأسد، وبالرغم من استمر القتل الذي يسيطر على المشهد،الضحايا في ارتفاع دائم ،والدم السوري يسيل في الشوارع وساحات الاعتصام، من قبل النظام وأعوانه ،لان الشعب قال كلمته الأخيرة ،وهي"إسقاط نظام البعث البائد ،ومحاسبة كل المجرمين الذين ارتكبوا المجازر بحق المتظاهرين العزل الذين رفعوا أغصان الزيتون بوجه كل السلاح والقمع والقتل. لا تفاوض ولا اعتراف بسلطة النظام، الذي يقتل ويحرق شعبه من اجل البقاء في السلطة، فهذه المظاهرات بحد ذاتها تحدي للنظام وأدواته ،لان العنف والبطش ليس هما الحل الأنسب.
تظاهرة حماة:
لقد تميزت هذه الجمعة عن غيرها بمظاهرة حماة الذي خرج أهلها إلى ساحة العاصي في اكبر استعراض شعبي منذ بدء المظاهرات في 15 آذار "مارس "الماضي، لتقول كلمتها الفاصلة لأنها ولية الدم الذي ارتكب نظام الأسد الأب بحقها أبشع المجاز والقتل،النظام اخضع المدينة وسورية كلها لعبودية طويلة، لقد افزع الشعب السوري بمجاز حماة،أهل حماة لم ينسوا فضاعت القتل والتعذيب بحق أبناء المدينة في العام 1982 ، شبابها قتلوا وذبحوا ودمرت منزلها، وجز بالباقي في سجون النظام الذين لا يزلون حتى اليوم في عداد المفقودين، لقد اعتقل النظام الأخوة المسحيين وقتها وجزهم بالسجن بتهمة الانتماء إلى حركة الأخوان المسلمين، هذه المدينة لها تاريخها مع نظام البعث وتعرفه جيدا، خرج أهل حماة في المظاهرة الكبير التي قدرتها وكالة رويترز بنصف مليون شخص كانوا في الساحة ، لتقول للأسد ارحل، فالمدينة المنكوبة لن تعطيه أي فرصة جديدة لنظام البعث من اجل التنكيل بها مجددا ،لان جرائم حماة التي ارتكبها نظام الأسد الأب من القرن الماضي لا تقل أهمية أبدا عن الجرائم التي ارتكبها نظام الراحل "صلبدان ميلسوفيتش"،في البوسنة والهرسك،وكسوفو، من القرن الماضي ،فإذا كانت مجاز السربرنيتش في البوسنة تعتبر أبشع مجاز القرن الماضي، فان مجزرة حماة لا تقل فظاعة وأهمية عنها، لان حماة ستبقى دائما نقطة سوداء في تاريخ النظام السوري،وحزب البعث.
لذلك خرجت حماة منتفضة ضد النظام الفاسد، ضد القتل والبطش والاعتقال ،مع لحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في سورية الجدية ، مما دفع الرئيس بشار الأسد إلى إقالة محافظ حماة بسبب ضخامة التظاهرة التي تعبر عن فشل النظام الحالي في قمع وضبط الشارع،والتي ترسل إشارة للعالم كله بان هذه المظاهرات هي حركة شعبية اجتماعية بعيدا عن التلاعب والتأمر كما يدعي النظام السوري ، فأهل حماة أدرى بشعابها ،حماة المدينة الأبية التي تقول كلمتها، "لا تفوض ولا اعتراف مع نظام فقد شرعيته وبداء يتلاش رويدا رويدا"... لذا لبت المدينة دعوة منسيقيات الثورة السورية في اكبر استعراض شعبي ، لتقول للجميع بإمكانها أن تحشد أكثر،إذا النظام منع شبيحته وفرق موته من ارتكاب مجازر بحق الشعب السوري.
دور حلب الشهباء في التظاهر :
وأخيرا خرج أهل حلب الشارع ،لقد لبى أهل المدينة نداء منسيقيات ثورة سورية الداعية للمشاركة الواسعة في جمعة ارحل ،فكان لحلب وأهلها دورا مميزا في المشاركة الشعبية التي أزعجت النظام لكون النظام وضع كل ثقله لكي يبعد حلب ودمشق عن حركة الاحتجاجات متحالفا مع طبقة رجال الإعمال وأصحاب الرأسمال السوري،لان هذه الطبقة المالية تعمل من اجل مصلحتها الخاصة وهي تدخل في تحالف مع النظام والعائلة الحاكمة ، لان حلب تتميز بوجود طبقية مالية تمارس التجارة وربح الأموال ،دون التدخل في السياسة ،لكن أهل المدينة لم يستطيع الوقوف أمام حركة التغير التي تجري في القطر والذين هم جزاء لا يتجزءا منها ،فكان الفراق النهائي بين الشعب من جهة والحزب والنظام ورجال الأعمال،بالرغم من العتاب الكبير الذي يحمله الشعب السوري اتجاه حلب وأهلها والذين كانوا مطالبون دائما بالانخراط والانحياز إلى جانب الثورة ،لكنهم أخيرا خرجوا للتظاهر في أكثر من 20 نقطة في المدينة ولبوا النداء،لحلب لون وطعم خاص في حركة التظاهر التي تخيف النظام ،حلب هي المدينة الثانية، والعاصمة الاقتصادية ،هي المحرك المالي ،ذات الثقل السكاني ومحرك القدرة الكبيرة في حركة الاحتجاج المقبلة للثورة السورية، فإذا كانت درعا أول من دق الإسفين الأول في نعش النظام السوري وأسقطت النظام ،فان حلب ودمشق هما من سوف يدق الإسفين الأخير في نعش النظام السوري في رحيل النظام وإسقاط شرعيته ، بالرغم من وجود كتلة كبيرة في حلب لا تزال تؤمن بوعود الإصلاح وتحاول أن تعطي النظام السوري وقت إضافيا لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها الشعب ،عكس حماة والمدن الآخرة التي لا تؤمن بوعود النظام وتصر على رحيله.
مؤتمر سمير اميس:
مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في فندق سمير أميس في دمشق في 27 حزيران يونيو من هذا العام بين شخصيات معارضة والنظام السوري تحت شعار"سورية للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية"،
-النظام السوري يسعى إلى امتصاص نقمة الشارع والى كسب المزيد من الوقت ولا يزال يرهن على حل من الخارج من اجل الدعم لإبقاء نظام الأسد عبرا صفقة معينة يقم بها ،لذلك يسعى إلى عقد مؤتمرات من اجل تبيض صفحته أمام الغرب وتحديدا أمريكا بعقد هكذا مؤتمرات مع بعض وجوه المعارضة السورية الشريفة ولكنها لا تمتلك التأثير على حركة الشارع،ملعب رخيص يريد استخدمه النظام السوري للالتفاف على الشارع الذي يرفض الحوار معه .من اجل إيصال رسالة للعالم مفاده إن النظام السوري يقوم بإصلاحات داخلية في سورية ،فالنظام السوري لا يريد محاورة المعارضة.ولكن النظام يبتعد كليا عن تلبية مطالب ورغبات الشعب، والابتعاد الفعلي عن الإصلاحات الحقيقية، وإنما يحاول شراء الوقت من اجل إخماد حركة الحراك الشعبي وإحباط معنويات المتظاهرين من اجل أطالت عمر النظام،من خلال الوعود بإصلاحات كرتونية بعيدة الأمل، فالنظام يعمل على خلط الأوراق مجددا في الساحة السورية من خلال التالي:
1- لقد تم عقد لقاء مع بعض شخصيات المعارضة ، والذي سميي باسم مؤتمر السيد بوثينة شعبان ،لان النظام لم يقدم شيء للشعب السوري، ولا أية مبادرة سريعة يمكن وضعها على طريق تنفيذ الوعود وعودة الثقة مع الشارع الشعبي.
-2-النظام يحاول اللعب على الورقة الكردية مجددا من خلال مغازلة القيادات الكردية لإبعاد الكرد وفصلهم عن الحراك الشعبي السوري من خلال وعود يقطعها النظام على نفسه أمام قيادات الشعب الكردي، بعيدة جدا عن مطالب الشباب الأكراد السوريين القابعين في الساحات .
3-النظام السوري يحاول التنفيس عن نفسه من خلال الحوارات التي يطرحها، من اجل التقاط الأنفاس والانقضاض مجددا على الشعب،النظام خاطبة الغرب من خلال عقد هذه المؤتمرات وتحديدا أمريكا، فالنظام السوري يعلم جيدا بان أمريكا لا تزال تراهن على إصلاحات في سلوك النظام ،وتبقيه في الحكم وعدم تغير نظام الأسد.
- لكن المعارضة السورية نجحت في نزع الاعتراف الرسمي بوجودها من قبل هذا النظام المرتبك، مهما قيل عن الاجتماع فان النظام اعترف بوجود العارضة، واعترف بالحوار السياسي نتيجة فشل حله الأمني والعسكري. وهذه نقطة جديدة تسجل للمعارضة،وهذا مما جعل شخصيات سورية جديدة معارضة تفكير بعقد مؤتمر إنقاذ وطني في دمشق ضمن بنود عريضة وواضحة تلبي حركة الشارع السوري المحتج ،والتي تتضمن: "تشكيل حكومة وطنية بقيادة المعارضة وتأسيس لانتخابات نيابية ورئاسية معا ،ومحاكمة كل الذين لطخت أيدهم بدماء الشعب السوري"،طبعا هذا المؤتمر أو الحركة الحوارية تمهد بدورها إلى إدخال فئات متعددة من شخصيات معارضة أو من شخصيات ذات صلة بالنظام والحزب والجيش من اجل التفكير والبحث الجدي بإنقاذ سورية وتسلم السلطة بطريقة سلمية من اجل إنقاذ البلد لان الحل في سورية قالته الجماهير المتظاهرة في "جمعة ارحل "والذي بلغ تعدادها حوالي 3 مليون متظاهر بالرغم من القبضة الحديدية التي تسيطر على القطر السوري وانتشار إعداد القوى الأمنية والعسكرية لقمع الحركة الاحتجاجية،فالنظام السوري عجز عن تقديم حلول وإصلاحات جديدة وهو يطالب نفسه بإسقاط شرعية فقدها من خلال القتل والبطش والاعتقال التعسفي واحتلال المدن وتهجير السكان .
لكن المهم من كل حراك المعارضة والمعارضين التوصل إلى صيغة سياسية وخارطة طريق يتم تبنيها من قبل المعارضة والعمل على تنفيذ بنودها،ولمخاطبة الغرب والعالم بوجود خطة يتم السير عليها ولا خوف على مستقبل سورية برحيل النظام الحالي ،لان الشعب السوري قادر وكفيل بطرح شخصيا سورية تستطيع تولي إدارة البلاد دون أية مشاكل تذكر، فالوفود المعارضة يجب ان تجوب الدول العربية والأجنبية لشرح أفكار المعارضة والتعرف عليها عن قرب كما فعل الوفد اثناء زيارة موسكو الأسبوع المقبل .
المحكمة الدولية:
وأخيرا صدر القرار ألضني الدولي من المحكمة الدولية الخاصة بقتلة الرئيس رفيق الحريري، بظل حكومة لبنانية شكلت خصيصا لفتح تغره سياسية للنظام السوري،لان مهمتها الوحيدة هي رفض وتصدي القرار ألضني وصولا إلى المواجه مع المجتمع الدولي ،لان تشكيل الحكومة اللبنانية بالأساس هو الدفاع عن النظام السوري وحلفاء سورية في لبنان ، بالرغم من إعلان الحكومة اللبنانية بأنها ستتعامل بمسؤولية مع القرار ألاتهامي بشأن جريمة الرئيس الحريري،لكن الواضح غير ذلك لان الاتهام ضد أعضاء في حزب حليف لسورية ،هو اتهام للرئيس الأسد شخصيا وليس للشعب السوري، لقد صدر الاتهام الدولي بظل معاناة النظام السوري والوقوع في أزمة داخلية لا يستطيع الخروج منها ومص نقمتها التي تكاد تعصف بنظامه وبوجوده ،فالحكمة أتت بالوقت الذي يعاني النظام من عزلة دولية وعقوبات اقتصادية عالمية فرضت على هرم النظام بمن فيهم الرئيس الأسد ،فالمحكمة الدولية سيف مسلط على رقبة نظام الأسد والتي سوف تطال العديد من قيادته وأعوانه بظل هذه الظروف البشعة التي يعاني منها حكم الأسد ونظام البعث، مما استدعى الحليف الإيراني الذي يعاني من ضغوطات دولية التعليق على المحكمة الدولية بلسان رئيس البرلمان السيد علي لارجاني الذي وصف المحكمة الدولية غير قانونية، بأنها تعمل لأجندة سياسية خاصة ،من خلال المضبطة الدولية التي اتهمت عناصر حزب الله في تنفيذ عملية الاغتيال .
اتحاد التنسيقيات في الداخل والخارج :
إن تشكيل اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في الخارج والداخل هي خطوة عظيمة من قبل لجان تنسيق الثورة والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى ربط حركة الداخل بالخارج من خلال التنسيق المتوازي بينهما في الخطاب والحركة، لان النظام السوري يسعى إلى الفصل بين الداخل والخارج ،ونشر مفهوم جديد عن مدى عمق الخلاف بين قوى المعارضة المنشقة بعضها عن بعض ،فكانت هذه الخطوة من قبل هذه اللجان لقطع الطريق على النظام وأعوانه، فالمنسيقيات هي القوى الشبابية القوية في حركة المعارضة التي تدير الشارع وتزعج النظام ،لان قوة الشباب هي التي تسيطر على الساحات، فاستثناء أو تجاهل هذه القوة يعني تجاهل الشارع ومطالبه المحقة.فالمعارضة السورية التي تنبذ الطائفية وتدعي إلى مظاهرات سلمية ،والابتعاد عن التدخل الخارجي ،والحفاظ على التراب السوري ووحدة الدم والشعب والبلاد.بالرغم من أن النظام لا يزال يصف المعارضة والمحتجين بالعصابات المسلحة والإرهابية وبأنها أقلية متمردة ،وجراثيم تنتشر في جسم الشعب.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه أمام المعارضة التي تدير حركة الشارع،كيف يمكن التحاور مع نظام يقتل الأطفال ويتهم الطفولة بالسلفية والإرهابية، مع نظام يطلب الجلوس إلى طاولة المفوضات ولا يقدم أي حلول يمكن الاتفاق عليها من البدء بالحوار،نظام يحاور من اجل تبض صورته المحروقة دوليا ،نظام يحاصر المدن ويحتلها ويهجر أهلها ،نظام لا يعترف بمعارضة سورية ويطلق على شعبه أبشع التسميات والأوصاف .
الحوار هو ثقة بين الشعب والنظام ،لكن النظام السوري لم يغير نهجه بل تكتيكه ،لا يزال يمارس نفس الدور والحل الأمني ،الدبابات تهجم وتسطر على المدن والرصاص يقتل والطفولة ضحية، أمام هذه النهج الذي يمارسه النظام ،لن يكون في سورية أي مستقبل للحوار .
الانشقاق العسكري:
أن جز الجيش العربي السوري في معركة خاصة لحماية النظام الأمني والعائلة الحاكمة هي اكبر مشكلة توجه نظام الأسد لان الجيش السوري ذات عقيدة وطنية وقومية مهمته الأساسية هي المحافظة على الشعب والأرض والتصدي للعدو الصهيوني وحماية حدود سورية من كل معتدي والذي لا يزال جزاء منها محتل،فان عملية جز الجيش في محاربة الشعب وسعة الهوة بين الشعب والنظام ،مما أعطى فرصة كبيرة لكوادر الجيش العربي السوري بالتمرد والخروج عن الأوامر التي تقضي بقتل المدنيين ،مما ساعد العديد من هؤلاء الضباط بالتمرد على أوامر القيادة والوقوف مع ثوار سورية ،وهذا الذي حدث في محافظة ادلب ،والإعلان عن تشكيل هيئة ضباط الأحرار في سورية،فالنظام السوري الذي لا يرد الاعتراف العلني في حالة التمرد العسكرية التي حصلت بين العسكر مما أدت إلى ارتكاب مجزرة "جسر الشغور"ضد قوات الأمن والشبيحة الذين هجموا السكان الأبرياء العزل ،فكانت عملية الرد المباشر التي تبنها المقدم السوري" حسين الهرموش"، مما جعل القوات السورية الخاصة تفقد عقلها وتقوم بعملية تهجير واسعة للأهلي في محافظة ادلب بكل نواحيها ومدنها نحو تركيا والحدود الإقليمية السورية ،في محاولة للقبض على هذه القوة المتمردة ،فكان الرد السوري الرسمي وحشي لدرجة تهديم القرى وحرق الغابات والمحاصيل الزراعية وتهجير الأغلبية من السكان إلى منطقة الشريط الحدودي. النظام يبرر جرائمه هذه ضد عصابات مسلحة ترعها تركيا وتؤمن لها كل الدعم ،لكن مع الفبركات والتحريف الذي يقوم به النظام وأدواته الإعلامية الرسمية وغير الرسمية ،لم يردع حركة التمرد التي أضحت تزداد بانضمام العديد من كواد الجيش السوري الى حركة ضباط سورية الأحرار.
لاجئوا سورية:
إن حركة النزوح السورية نحو دول الجوار ساعة في اتساع الهوة والضغط على النظام السوري وخاصة لاجئوا تركية حيث العدد الأكبر من تعدد نازحي الشعب السورين ومن بينهم عددا واسع من القومية التركمانية ،مما يساعد تركيا على ممارسة ضغط اكبر وأوسع على القيادة السورية،لان تركيا وقعت في مشكلة إنسانية لم تكن جاهزة لها ،مما استدعى من الساسة الأتراك برفع النبرة عاليا باتجاه النظام السورية،بان تركية سوف تكون لكل الاحتمالات بما فيها العسكرية ، لذلك يقوم الجيش السوري باحتلال القرى المجاورة لتركيا ضننا منه بقطع كل الطرق المؤدية إلى الحدود مع تريكا مما يخفف حدة النازحين إلى الأراضي التركية،ويساعد النظام السوري بتنفيذ عمليات عسكرية عديدة في مناطق الاحتجاج دون الانتباه لعمليات القمع والتنكيل ،وهذا ما سوف ينفذه الجيش السوري في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب.
إن عملية تدويل اللاجئين السورين سوف يكون لها الانعكاس السلبي على النظام السوري وستكون السيف الثاني المسلط على رقبة النظام ، مما يسمح لدول خارجية بالتدخل في سورية تحت غطاء المساعدة الإنسانية ،وهذا ما حصل فعليا مع نظام صربيا الدكتاتوري في العام 1999عندما قام الجيش الصربي بمهاجمة واحتلال إقليم كسوفو الصربي، وتهجير أغلبية سكان الإقليم إلى دول مجاورة ،والتي عرفت هذه الحالة بعملية تطهير عرقي للأقلية المسلمة،فكانت النتيجة تغير النظام الصربي واعتقال أركان النظام وتحويلهم إلى محكمة دولية تحت بند ارتكاب جرائم إنسانية بحق المدنيين، وهذا مما أصبح يدور في رأس النظام السوري و يدرك خطره ويخافه ،فحالة النزوح التهجير ألقصري للشعب تحت حجة محاربة العصابات المسلحة لم تخدم النظام أبدا، ولم يستطيع النظام السوري إقناع العالم برويته وتحديدا تركية،لذا يعمل النظام السوري على قطع الإمداد والحد من حركة النزوح نحو الحدود الإقليمية، من خلال عمليات عسكرية جديدة قد تثير غضب القادة الأتراك الذين لا يزالون بدورها يأملون من النظام السوري الدخول بإصلاحات واسعة تحد من حركة الاحتجاجات ،لا بعد ذلك لا تنفع روسيا ولا أمريكا في مغازلة النظام السوري، وسوف يكون عواقب النظام وخيمة من خلال صرخة اللاجئين .
حركة الشارع تقرر مستقبل النظام :
إن اتساع رقعة المظاهرات والاستجابة الواسعة من قبل الجماهير السورية في كافة المناطق ومدن القطر،يعني بان النظام أصبح غير قادر على الحد من قدرت هذه الاحتجاجات بالرغم من ممارسة الحل الأمني والعسكري،فالمشاركة كانت واسعة جدا ،ولقد تميزت هذه المظاهرات بخروج العنصر النسائي إلى المشاركة بشكل كثيف إضافة إلى الأطفال والشيوخ،فالمظاهرات أضحت تعبر عن لحظة توحيد لحركة الشارع السوري منذ 50 عام بعدما سيطر نظام البعث وحزبه الشمولي على عقول الجماهير السورية بقوة المخابرات ورجال الأمن، ففي جمعة ارحل أظهرت للجميع في الداخل والخارج بان المتظاهرين ليس بأقلية تطالب بالخبز والطعام وإنما بتغير النظام ورحيله بالرغم من انتشار الشبيحة ورجال الأمن الذين لم يتركوا هذه الجمعة تمر دون نزف الدماء الطاهرة والذكية في ساحة المدن والنواحي .
لننتظر معا ماذا تخبئ لنا هذه الجمعة من مفاجآت يريد النظام السوري أن يخرجها من جعبته المثقوبة، وما هي مناورته الجيدة الذي يحاول أن يوهم الداخل والخارج بها ،وكيف سيكون الوقف الدولي نحو هذا النظام الذي أضحى يفقد شرعيته، وكذلك ما هي رد المعارضة السورية الممثلة بالمنسيقيات على العيب النظام المتكررة . فان أي للقاء مع النظام السوري سوف يعطيه جرعة إضافية لممارسة القتل والبطش والانتقام ،وهذه الجرع ستقوي النظام الأمني وتساعده على التقاط أنفاسه والانقضاض مجددا على الثورة وجماهيرها .
الشعب السوري خلق لينتصر وليس ليموت لان النصر من نصيب الشعوب والأنظمة الاستبدادية والشمولية لا تستطيع تحدي إرادة الشعوب، فالشعب السوري يريد اليوم كسر القيود من اجل الوصل إلى الحرية التي سوف يبني من خلالها سورية الجديدة والعظيمة.
لنناضل جميعنا من اجل أن يرفع شعار عام في سورية " الحياة دون البعث أجمل وأفضل".
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com