السبت، 1 ديسمبر 2012

روسيا البيضاء وسوق العمالة العربية ...!!!(1-2)





روسيا البيضاء وسوق العمالة العربية ...!!!(1-2)               
الحصول على لقمة العيش لم يكن في يوم من الايام بالأمر السهل او الهين، او تسير امور الحياة و مجاراة المستلزمات الحياتية او الكماليات الشخصية بالأمر السهل او الهين ايضا، من اجل ذلك عند الجميع و خاصة الشباب طموحات لاحدود لها للوصول للمجد الذين يرغبون به، و منهم من اعتقد ان الوصول الى اروبا هو الطريق للمجد ، و لعدم فهم الخارطة و الجغرافيا جيدا و صل الكثير الى" روسيا البيضاء"، معتقدين انهم يستطيعون تغيير حياتهم للأفضل ، و لكنهم اصطدموا بواقع اخر، نعم نسمع قصص عن الوضع في اروبا فيما كان يسمي اروبا الغربية او دول الاتحاد الاوروبي و كيف تتكفل الدولة بكل شيء عن طريق الرعاية الاجتماعية ، فلا مشكلة بالبيت او لقمة العيش او تربية الاطفال ، و هناك عروض كثيرة للعمل القانوني ناهيك عن العمل بالسوق السوداء و طرق التحايل على القانون للحصول على راتب حكومي و اخر من السوق السوداء.
 و لكن تركيزنا في هذا الموضوع عن العمالة العربية في روسيا البيضاء  و كيف و صلت الايدي العاملة الى السوق البيلاروسية.
فمن المعلوم ان "روسيا البيضاء او بيلاروسيا"، هي  احدى دول الاتحاد السوفياتي السابق، حيث تواجد العرب كثيرا بسب الدراسة ، و منهم من استقر لعدة اسباب ، فهناك من تزوج و تأقلم و اثر العيش في عائلته مع عائلته الجديدة و اطفاله، و منهم من اضطرته ظروفه و فشله بالدراسة  لعدم العودة فاشلا و اثر ايضا البقاء عله يعود يوما ما و جيوبه مليئة بالنقود كما يعتقد، و هناك من اشتغل بالتجارة بين روسيا البيضاء و بلده الاصلي و في اخر المطاف اعجب بروسيا البيضاء و جميع إغراءاتها و استقر به الحال فيها ، و نجد ايضا من وصل الى روسيا البيضاء معتقدا انها اقصر الطرق للوصول لأحدى الدول الاوربية و تبخرت احلامه بائعا بإحدى الاسواق، و هناك الكثير و الكثير من الاسباب و التي جعلت ابناء الجالية العربية بنهاية المطاف بائعون على بسطات الاسواق (البازارات) ، و اذا عدنا للوراء قليلا عند استقلال بيلاروسيا عن الاتحاد السوفياتي عام  1991 و كانت تلك الفترة ما بين 1991-1997 تعتبر فترة ركود تعرضت له البلاد لازمات اقتصادية كبيرة بسبب الانتقال لاقتصاد السوق، كانت تلك الفترة فرصة لبعض المقيمين العرب بمزاولة اعمال تجارية بطرق مشروعة و اخرى غير مشروعة و تكوين ثروات هائلة بسبب عدم وجود الاستقرار الاقتصادي ، و صعوبة ظروف المعيشة للمواطن البيلاروسي  ، حيث تفشت الرشوة بشكل كبير و على اثرها كان من الممكن حل جميع المعوقات بالنقود ، فاصبح هناك تجار عرب و رجال اعمال في جميع المجالات منهم من عملوا باستيراد الحمضيات ، و اخرين بالحديد و الاسمنت ، و منهم من دخل عالم الثروة الحيوانية و الزراعية ، و لكن بالنهاية قياسا مع نسبة العرب الموجودين في روسيا البيضاء  فتعتبر نسبة التجار او رجال الاعمال ضئيلة جدا لا تصل حد 5%  من مجموع العرب في روسيا البيضاء ، حيث سنتناول في حلقتنا القادمة احوال السواد الاعظم من ابناء الجالية العربية المقيمة في روسيا البيضاء .
د.خالد ممدوح العزي
كاتب ومختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث
Dr_izzi2007@hotmail.com

الخميس، 29 نوفمبر 2012

الأغنياء الأجانب في الاتحاد السوفياتي السابق وروسيا البيضاء :التاريخ وَ الآفاق...!!!





الأغنياء الأجانب في الاتحاد السوفياتي  السابق وروسيا البيضاء :التاريخ وَ الآفاق...!!!

إنّ رجال الأعمال الأجانب في روسيا البيضاء ينحدرون من حقبة الاتحاد السوفياتي وَ مرحلة التسعينات التي عقبت النقطة المفصلية في تاريخ الجمهوريات السوفياتية – وَ يُمكن تقسيم الأغنياء الأجانب إلى عدة مجموعات:
الطلبة السوفيات: تمتع الطالب الأجنبي في المرحلة السوفياتية بصلاحيات جمة، فكان قادرا على مُغادرة الحدود السوفياتية في أي وقت يُريد يكفي فقط تقديم هدية لعميد كلية الطلبة الأجانب ليُوقع له تأشيرة مُتعددة الرحلات خلال سنة كاملة، وَ هنا تبدأ المُغامرة التجارية – الطالب الأجنبي يتحول في لمحة البصر إلى تاجر الكمبيوترات وَ الكافيار وَ كثير من السلع.
فالعديد من الطلبة الاجانب من  تابع دراسته بإحدى جامعات الاتحاد السوفياتي  وكان يُغادر إلى سينغافورة ليشتري الكمبيوترات الثمينة وَ ثم يُعيد ليبيعها في المؤسسات السوفياتية، وَ في نفس الوقت يقوم بشراء السلع السوفياتية المختلفة من صحون إلى ماكينات وَ حتى سيارات وَ يُحمّلها إلى موسكو عن طريق القطار وَ ثم عن طريق الشحن الجوي على أجنحة الخطوط السوفياتية "أيروفلوط" ينزل بها الى وطنه – طبعاً من أجل الشحن يتطلب عليه أن يحصل على ما يُسمى بتأشيرة الرحلة الأخيرة و تُقدم من طرف سفارة الوطن بعد الحصول على الدبلوم وَ هي تُقدّم مرة واحدة خلال كل البعثة الدراسية، وَ كما هو معروف في تلك الفترة كثير من الشباب الحاصلين على الشهادة لا يملكون الإمكانية المادية لتحميل السلع إلى الوطن، وَ هنا يأتي دور السمسار الذي يقوم ببيع هذه التأشيرة وَ يتم تحميل البضاعة باسم "المُهندس الفقير" أو "الدكتور الذي لا يحسن مهنة التجارة" وَ ما أكثرهم في تلك الفترة.
من جهة أخرى كان الطلبة وَ خاصة المشارقة (الشرق الأوسط) يُتاجرون بالقماش وَ الفواكه وَ الخضارَ التي يُحضرونها   من الشام أو تركيا وَ قد استثمروا الظرف السوفياتي للكسب السريع وَ كما قام البعض بممارسة تجارة الحديد مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وَ لقد تزامنت تلك الفترة بمرحلة التعمير وَ البناء التي عرفها العراق، لُبنان وَ بعض الدول المُجاورة في المنطقة، كما اختص البعض من هؤلاء الطلبة في تجارة الأبقار وَ اللحوم، إضافة إلى الحبوب و حتى الصقور.
طالب فقير أصبح غنيا: وَ لكن الطالب الذكي هو الذي يبدأ نشاطه التجاري بالبحث عن معارف في أجهزة الدولة وَ مُصادقة صانعي القرار، ففي تلك المرحلة كثيرٌ من رجال الحزب الشيوعي كدسوا أموالا طائلة وَ لكنهم لا يريدون الظهور على ساحة الأعمال وَ منه فإن المواطن الأجنبي يُعتبر فرصة سانحة لتمرير صفقات مهمة على المُستوى الدولي، حيث يقوم الطالب الأجنبي أو المُتخرج بتسجيل شركة مشتركة وَ ثمّ يتفق مع "صاحب المصنع" ليأخذ البضاعة ديناً بشرط أن يدفع بعد أن يتم تصريفها في الأسواق هناك أو بعد أن يتم الدفع في البلد الأجنبي، فكل الوثائق قانونية وَ شرعية وَ لكن "المدير الأحمر" يأخذ عمولته من الطالب بطريقته الخاصة: يُفتح له حساب مصرفي جاري في أوروبا أو في أي بلد آخر وَ تحول الأموال المُتفق عليها منذ البداية. وَ من جهة أخرى المواطن الأجنبي يكسب حصانة كبيرة وَ حماية من مؤسسات الدولة، لأنّ ارتباطه برجال الأعمال الأغنياء الأجانب وَ هم كذلك يرتبطون بمنظومة هرمية لنظام الحكم هناك، فالدولة طبعاً تستعمل هؤلاء الأجانب لتمرير صفقات بطابع آخر وَ يبقى هذا الالتزام على مدى الحياة.
رجال أعمال قدموا جددا: أغلبية ممثلي هذه الفئة لم تكن لديهم خلفية واسعة و تجربة في العمل التجاري وفقاً للمعايير السوفياتية، إما سقطوا ضحية المافيات أو نُصب عليهم من طرف ابن جلدتهم بالتنسيق مع العصابات المُختصة أو حتى مع الشرطة أو مصلحة الضرائب،  تجربة تجارة الدخان في العام 1993- 1994كانت تجربة مريرة كثير من الشباب وَ رجال الأعمال، أوجد "النصابون" طرقا عديدة للحصول على المال السريع منهم  من كان صديق "الشاب المحلي" ومنهم من ساهم بالنصب والخطف لرجل الأعمال الذي يقدم في زيارة عمل وَ ثمّ يتحول إلى رهينة بسعر خيالي يصل إلى ملايين الدولارات – وَ ما أكثر تلك الحيل منهم من كان  يقبع في عنبر شباب الشيشان وَ صديقه الاجنبي  يجلس في المطعم مع أصدقائه وَ هو يحمل صندوق كامل للهاتف النقال وَ يجري اتصالات وَ هو يذرف دموع التماسيح " وَ لكن الأهم هو إنقاذ البوليس .." – وَ حتى أن البعض قاموا بلبس ماسكات (أقنعة) وَ عارضوا طريق ضيفهم الغني وَ أطعموه ضرباً بارحاً وَ ذلك يصرخ "إنقذني يا شباب ..."، كما أنّ الكثير يسحبون بضاعة بالجملة وَ ثمّ يختفون في الظلام إلى أن يصبحوا بدون مأوى أو رمق حياة.
تجار اللجوء السياسي: أما بالنسبة لهذه الفئة فحدث وَ لا حرج، فكما سبق وَ أن ذكرنا فقد تزامن انهيار الاتحاد السوفياتي وكثير من الازمات السياسية في المنطقة المجاورة للفضاء السوفياتي وَ القارة الإفريقية –  هنا كانت تعمل شبكة كاملة من "النصابين" المُحترفين الذين كانوا  يسحبون جوازات السفر من العائلات بحجة شراء تأشيرة إلى أوروبا للحصول على اللجوء السياسي وَ لكن "السمسار" يجمع من كل عائلة ليس أقل من ألفين دولار وَ يختفي بنفسه إلى حين.
تجار الدين وَ القضية: توجد فئة أخرى فريدة من نوعها استغلوا الظرف التاريخي في لانهيار الفضائي السوفياتي  وَ أسسوا جمعيات خيرية وَ بواسطتها استلموا الدعم المادي وَ المعنوي من بعض الدول المانحة، وَ لذلك نجد أن تجار هذا التوجه يرتبطون ارتباطا وثيقاً بالتنظيمات الإغاثية الخيرية، فكثير من الماعونات تتحول إلى بضاعة في الأسواق المحلية.

أصحاب المهنة: لكن الشباب الناجحون فهم من يُتقن حرفة ما أو يُحسن التعامل مع البشر وَ الوثائق وَ مُتمكن من اللغة المحلية وَ ضليع في أمور التشريع و القوانين الجبائية وَ الجمركية، فالشاب الذي يصلح محركات السيارات أو يعرف مهنة الطبخ أو الترجمة الحرفية أو أنه ينشط في مجال التغذية العمومية وَ غيرها من الأمور، فهؤلاء الشباب بقوا في الساحة وَ كثيرا منهم يترددون على الحفلات وَ الفعاليات الرسمية يُمكن رؤية صور بعضهم على موقع
مختلفة في دول الكومنولث الجديد.

د.خالد ممدوح العزي
 كاتب ومختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث
Dr_izzi2007@hotmail.com

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

الانسحاب الامريكي من افغانستان ..."طالبان" :انتصرنا...!!!


الانسحاب الامريكي من افغانستان ..."طالبان" :انتصرنا...!!!
اذا كان عهد الرئيس بوش تميز بالتعذيب وخاصة في سجن غوانتانانمو ،فان الرئيس اوباما الذي اعيد انتخابه لولاية ثانية،  تميزت فترة حكمه الاولى بالقتل من خلال اعطاء الأوامر والسماح لاستعمال الطائرات بدون طيار  التي يعد استعمالها خارج   الاطر القانونية وغير خاضعة  لأي تحقيقات وبخاصة  الرئيس اوباما قادم من تدريس القانون الدستوري ،فكيف سيتعامل اليوم مع مشكلة العصر ،مشكلة افغانستان ،لكونها اطول حرب وضعت امريكا نفسها في هذا المستنقع لمحاربة الارهاب من خلال تحالف دولي شن عام 2001 ،للقضاء على الارهاب وبناء دولة ديمقراطية في بلد يعاني التشرذم والانقسام والانهيار بعد حربا طويلة ضد الامبراطورية السوفياتية وحربا اخرى ضد الامبراطورية الامريكية .
لقد حدد اوباما  موعدا نهائيا لخروج جيشه من المستنقع الافغاني عام 2014 ،يحاول تطبيق ما وعود به سابقا بالرغم من ان الحملة الانتخابية الثانية ، لم تهتم بالمشاكل الخارجية بل اقتضت على معالجة القضايا الداخلية والانكفاء نحو  الداخل والمحافظة على الدولة الامريكية والابقاء على الإمبراطورية في اطار حدودها الحالي  دون ادخالها في حروب مميته وبخاصة بظل الازمة الاقتصادية والسياسية التي تعانيها امريكا .
في الوقت التي تستعد الادارة الجديدة لطرح استراتيجية جديدة من افغانستان تتعرض ادارة اوباما  لا قوى ضربة في المؤسسة العسكرية والامنية بعد استقالة اقوى جنرالين"ديفيد بترايوس ،وكيل الاستخبارات وجون الن قائد قوات حلف الاطلسي في افغانستان بسبب تعرضهم للفضائح الجنسية التي تناولتهم واعترفوا بها .
طالبان وعودتها الى المسرح السياسي :
بظل الترتيبات الامنية والعسكرية التي تجريها ادارة اوباما في كيفية ترتيب الانسحابات والخروج الامن من افغانستان من خلال توقيع معاهدة  عسكرية بين البلدين للإبقاء على قواعد عسكرية وتواجد عسكري  تراوح عدد جنودها ما بين عشرة الالا لف والخمسة وعشرين، والذي سيبت سريعا فورا تولي قيادة امنية وتعين وزير جديد للدفاع .
يخرج مجددا السؤال العلني الذي يطرح نفسه بقوة لمن سيتوؤل دفة القيادة في  افغانستان بعد الخروج الامريكي من بلاد الحروب  الدائمة؟ .
امريكا اليوم ترى حركة طالبان هي الفصيل الاقوى والاكثر تنظيما والتي حاولت منذ اذار الماضي  فتح باب التفاوض معها بسبب قدرتها على البقاء بالرغم من الحرب الطويلة والشرسة التي شنت ضدها طوال الفترة الماضية اضافة الى تمتع حركة طالبان بغطاء شعبي كبير مركب من الاغلبية البشتونية التي تشكل القسم الاكبر من مكونات الدولة الافغانية ولارتباطها بعلاقات عرقية مع دولة افغانستان من خلال منطقة القبائل في وزير ستان التي تشكل منطقة عسكرية لم تستطع الدولة الباكستانية السيطرة عليها ولا ضربات الجيش الامريكي المستمرة على هذا الاقليم الملتهب ذي الارتباط العرقي مما ساعد على تشكيل مكان آمن لحركة طالبان الافغانية بسبب نشوء حركة حقاني المتشددة والتي وضعتها امريكا في خانة الارهاب الدولي.
الساحة الافغانية مصدر القوة :
جاء تصريح قادة الحركة الاخيرة مفاجئا للقيادة الامريكية :"بانها توافق على أي اتفاق يجريه الملا محمد عمر بشان الانساب والتفاوض على مصير الدولة الافغانية وهي بالتالي تستطيع ان تفاوض وان تمارس عملها العسكري لأنها اقوى من أي وقت مضى، وسوف تواصل الضغط العسكري على قوى التحالف الغربي حتى يتحقق لها ما تريد. و"الامريكي" كما تصفه حركة حقاني المتشددة  ينزف اليوم ويخسر قواه العسكرية في هذه المعركة . لذلك لبد من التسريع بالانسحاب من المستنقع  الافغاني، ونحن اقتربنا من النصر وباستطاعتنا تشكيل حكومة اسلامية في كل البلاد".  لم تستطيع امريكا تحقيق اهدافها العسكرية والامنية في افغانستان طوال الفترة السابقة التي خاضت حملتها العسكرية العالمية ضد الارهاب وها هي حركة طالبان تخرج مجددا للساحة السياسية اقوى وانضج بحسب تصريحات قادتها بانهم سوف والكثرين من المحللين السياسيين والخبراء بالشؤون الافغانية، وان الحركة باستطاعتها   قيادة  البلد بطريقة مختلفة وجديدة عكس ما كنت عليه حالة الحركة عام 2000 في فترة تشكيل امارة طالبان الاسلامية ،لكن امريكا التي تعاني من المستنقع الافغاني ، استطاعت بالدرجة الاولى :
 -التقليل من خسائرها خلال واستعدادها لعملية الانسحاب القادمة.
- فك الارتباط بين طالبان والقاعدة واحتواء القوى المعارضة في الباكستان وتوحيدها ضمها تحت عباءة حركة طالبان .
-فتح باب التفاوض مع الباكستان مجددا بعد ان اضحت علاقات البلدين في مهاب الريح نتيجة استباحت امريكا للقتل الجماعي على الاراضي  الباكستانية، بعد ان اضحت بكستان غير قادرة على السيطرة على حركة طالبان بعد ان كانت غطاء منذ تأسيسها عام 1994،
عودة طالبان سوف يحد من دور ايران التي المتنامي في افغانستان  مما يضعها في مواجهة مع حكومة باكستان السنية ، وعودة طالبان تعني عودة الود مع الدول الخليجية وخاصة دولة قطر التي تم فتح  مكتب تمثيل ،  وايضا مع دول الربيع العربي ذات المرجعية السنية ،عودة طالبان سوف يضمن لأمريكا موقعا متقدما في اسيا الوسطى، ولكن السؤال الذي يبقى غائبا بظل ترتيب الانفراج في العلاقات القادمة التي باتت تظهر على المسرح السياسي من خلال الافراج عن العديد من المعتقلين الطالبان من معتقلات وسجون الحكومة الافغانية الحالية ،كيف ستكون علاقات حركة طالبان بروسيا "العدو " التاريخي للحركة المجاورة لدول اسيا الوسطى ذات التواجد السني الكثيف ؟ هل ستدخل الحركة بمواجهة مع موسكو بظل موقف روسيا من الازمة السورية ،وتقع ادرأه بوتين في مرمى نار الحركة نتيجة مواقف روسيا المتشددة من الاسلاميين ووصفها للربيع العربي انه "اسلامي".
نقلا عن جريدة الرواد اللبنانية العدد 78 التاريخ26 نوفمبر تشرين الثاني 2012  الصفحة12
دخالد ممدوح العزي
كاتب وباحث في الاعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

الأحد، 25 نوفمبر 2012

ايران اسرائيل :حرب قادمة او تقاسم نفوذ


 ...!!! ايران اسرائيل :حرب قادمة او تقاسم نفوذ
تتصاعد الحرب الاعلامية بين طهران وتل ابيب من مرحلة الحرب الباردة التي دارت على مدى عدة سنوات تخللتها مواقف ساخنة بين الطريفين لتنتقل الى صلب مواجهة عسكرية باتت محتملة فيما بينهما بعد ان كانت حربا بالواسطة، وهنا السؤال يطرح نفسه بقوة على اثر التصعيد الاخير بين البلدين هل بات الشرق الاوسط امام مواجهات عسكرية قادمة لا محال منها بسبب توتر الاوضاع وتأزمها في المنطقة وبخاصة بين بين طرفي النزاع بسبب الحالة التي تعيشها سياسة التطرف في البلدين.
فايران التي ارسلت طائرات "ايوب" الى الحدود الفلسطينية في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني منذ انتهاء حرب تموز عام 2006 والتي اعتبرها حزب الله طرف المواجهة الجنوبي بانها تغير في وسائل العمل المقاوم ضد اسرائيل وبدعم مباشر من طهران من خلال تبني العملية من قبل الساسة الايرانيين والذين اعتبروها رسالة انذار الى الكيان الصهيوني بطريقة مباشرة بحال حاول نتنياهو التورط في عمل عسكري ضد طهران.
اسرائيل وسياسة الهروب للأمام:
لكن ساسة اسرائيل لم يبقوا مكتفو الايدي في تصعيد ليهيب المعركة ، فكان الرد سريعا في ضرب مصنع اليرموك في السودان وكأن اسرائيل تقول في هذا الاطار "سوف نقوم بقطع اذرع ايران المباشرة في أي معركة قادمة والتي يقودها بنيمين نتانياهو في معركته الاعلامية ضد ايران من اجل الحصول على موافقة امريكية لتنفيذ الضربة العسكرية التي تفك ازمة نتانياهو الداخلية والدولية من خلال هروبه للأمام وتصدير مشكلته الداخلية وعدم الجلوس للتفاوض مع الفلسطينيين، فالإسرائيلي الذي يعاني من ازمة انتخابية حاول الهروب منها بحل الكنيست واجراء انتخابات مبكرة لكون نتانياهو الرجل الاسرائيلي الاقوى ذا النزعة المتطرفة التي ترى ولا تقر بوجود العربي الفلسطيني ،فالانتخابات تعطيه ورقة بيضاء لخوض معركة قادمة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية لخلط الاوراق وتعويم الادوار.
ايران ومواقع نفوذها:
لم تخض ايران اية حرب ضد الكيان الصهيوني مباشرة الا من خلال اطراف وقوى كانت تعتبر الأذرع القوية لإيران ولسياستها التي تحارب من خلالها بعيدا عن عين العاصفة ،لكن بظل التغيرات الحالية وبزوغ الثورات العربية وسقوط قوى واذرع ايران في المنطقة ، نجحت امريكا في فرض حصار مباشر على ايران وسياستها الثورية وسلاحها النووي من خلال الخسارة التي منيت بها بعد" الربيع العربي "،وفقدانها لحركة حماس والنظام السوري وحالة حزب الله اللبنانية في ظل الانقسام الداخلي اللبناني، ووصول احزاب اسلامية سنية الى سدة الرئاسة في بلاد "الربيع العربي "لا تتفق مع سياسة ايران وخاصة بظل دعمها المطلق للنظام السوري. فايران التي تعاني من انقساما داخليا بعد" ربيع الثورة الخضراء" فيها ، وتولي الرئيس محمود احمدي نجاد الرئاسة لفترة ثانية وفي ظل الحصار والعقوبات المتتالية على برنامجها النووي ،يعيش الشعب الايراني في حالة تململ سياسية وضيقة اقتصادية وسياسية وحزبية تفرض على ايران التريث في أي مواجهة مع الغرب ،وربما الاستفزاز الاسرائيلي والمواجهة مع اسرائيل قد تنقذ ايران وتصلب موقفها خارجيا وداخليا لا نها تعيش حالة ازمة لبد من الخروج من طياتها
فالمشهد الحالي يتغير من التصعيد الاعلامي الى تصعيد سياسي ،لتنتقل الحرب بين الدولتين من حرب باردة الى حرب مواجهة فعليه بينهما ومباشرة ،لتكون مدارها القادم مناطق نفوذ الطرفين في الشرق الاوسط.
شبح الحرب:
لكن الحرب الايرانية –الإسرائيلية التي بتن نشهد فصولها ومقدماتها :"قصف مخزن سلاح في السودان، ورحلة سياحية من لبنان على متن طائرة دون طيار"، التي باتت تناذر باشتعالها، و وقوع الحرب الشاملة فهل تبقى امريكا خارج هذا الصراع بالوقت التي تهدد ايران مصالح امريكا الاقتصادية في الخلج العربي والعالم، وهل تقبل ايران بهزيمة متلازمة بملفيها النووي والسوري معا ؟ لكن من المؤكد ان اسرائيل سوف تستخدم كل اوراقها وايران كذلك ستكون العراق ولبنان وسورية وغزة والسودان لحماية تمدد نفوذها الشيعي في المنطقة ،و بظل هذه المعركة التي تخوضها ايران ان سيكون الموقف السني من هذه المعركة في ظل التأزم الحاصل بين السنة والشيعة في العالم والذي لم يعرف له مثيلا .
: مغامرات الغير على ارضنا
فهل كنت حرب تموز في العام 2006 كنت مسرحية تجربيه خضها الطرفان على حساب الشعب اللبناني وبعدها كنت حرب غزة، لتكون اليوم السودان بشقها الجنوبي ذات النفوذ والدعم الاسرائيلي والشمال السوداني ذات النفوذ والوجود الايراني.
فالضربة الاسرائيلية الاستباقية لليرموك مصنع السلاح الذي اصلا يستخدمه البشير في حربه ضد شعبه ستكون معركة اخر مناطق النفوذ الايراني ، قبل ان تكون مباشرة بين دول الربيع العربي وطهران في خط التماس الاول، ولكن مع اية معركة قادمة مع الكيان الصهيوني التي لا نعرف كيف ستكون شكلها القادم ،فاذا العالم سمح للأسد بمحاربة شعبه بهذه الطريقة التدمرية التي لم يضع حدا لها والتي لم يعرف العالم مثيلها منذ الحرب العالمية الثانية ،فمن المؤكد بان الحرب القادمة اذا وقعت سيكون إبادة فعلية ، نظرا لما يجرى اليوم من تدمير وقتل في سورية بظل سكوت ايراني وموافقة إسرائيلية.
د.خالد ممدوح العزي
نقلا عن جريدة الرواد العدد 77 التاريخ 19 تشرين الثاني "نوفمبر "2012 الصفحة 14
كاتب وباحث مختص بالأعلام السياسي والدعاية .
Dr_lzzl2007@hotmail.com