الجمعة، 11 يناير 2013

روسيا - تركيا: اتفاقات اقتصادية كبيرة مع انقرة وتوافق سياسي في الكواليس...!!!



روسيا - تركيا: اتفاقات اقتصادية كبيرة  مع انقرة وتوافق سياسي في الكواليس...!!!

اتت زيارة بوتين  الى تركيا بتاريخ 3 كانون الأول "ديسمبر"2012،والتي تم تأجيلها من قبل مديرية المراسم في قصر الكريملين في 11 تشرين الأول الماضي حتى تاريخها ،،، وبحسب إعلان القصر الجمهوري أنها تمت نتيجة ظروف خاصة التي فرضت نتيجة  تغير برنامج زيارات الرئيس بوتين  نفسه ،ولكن الدافع الأساسي للتأجيل هو عوارض صحية أصاب بها الرئيس  وعلى اثأر وصول الرئيس بوتين إلى اسطنبول العاصمة الأوربية ، استقبل الرئيس الروسي بوتين في اسطنبول العاصمة الأوروبية بحشود المتظاهرين المنتقدين  في هتافاتهم وشعاراتهم  المرفوعة  سياسة روسيا في دعمها الغير محدود للنظام السوري والتواطؤ مع النظام في عملية قمع الثورة بالنار والسلاح الروسي.
التوتر في العلاقات الروسية التركية :
لكن روسيا التي هرعت إلى تركية مبررة وجودها في أنقرة بأنها  محاولة  منها لإيجاد مخرج لحل الأزمة السورية العالقة ولان الروس:" يخافون من اندلاع حرب أهلية في سورية تمتد شظاياها إلى العمق الاستراتيجي الروسي وتحديدا إلى دول أسيا الوسطى" التي تسيطر عليها روسيا بأنظمة قمعية لا تختلف نهائيا عن الأنظمة العربية التي تنهار من جماهير الشعب الغاضب .
لقد ساد نوع  من الفطور في  العلاقات السياسية بين البلدين بعد الأزمة السورية،  بسبب  الدعم الروس الغير محدود  للنظام السوري وتزويده بالسلاح والعتاد  ، وانحياز تركيا نهائيا إلى جانب الثوار السورين وتوفرها  لهم ملاذا أمننا على أراضيها القريبة من الحدود السورية ،وكذلك احتضانها  لمئات الألف من اللاجئين على أراضيها .
تركيا التي أوقفت طائرة سورية مدنية  في مجالها الإقليمي بتاريخ 12 تشرين الأول "أكتوبر" 2012، والتي أرغمتها على الهبوط  في مطارها بعد أن كانت قادمة من موسكو ومحملة بأسلحة  رادارية وقطع غيار عسكرية ،عندها سارعت روسيا للقول:" بان هذه الأسلحة تأتي وفقا لاتفاقات سابقة مع الدولة السورية ولم يشملها أي قانون حضر من الأمم المتحدة التي هي وحدها المخولة بالمنع حسب المصادر الروسية .
المباحثات بين الطرفين :
المحادثات الروسية –التركية شملت العديد من النقاط المتعلقة بالعديد من الملفات الساخنة :" مثل ملف الأزمة السورية،الوضع الفلسطيني وتحديدا الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة  ونشر الدرع الصاروخية،وكذلك نشر صواريخ "الباتريوت" التي تعتبرها روسيا تدخل في أطار نزاع مسلح لكن المصالح  الاقتصادية المشتركة كانت الأبرز في الزيارة والتي تبحث في تطوير عمليات التبادل التجارية بين البلدين بسب موقع تركيا الجغرافي وفقدان روسيا لأسواق الدول العربية  ، وكذل التنسيق بينهما داخل المنظمات الدولية لان روسيا تعول على عالم متعدد الأقطاب  السعي الروسي لتأسيس عالم  ، ولكن الأبرز في طرح الوفد الروسي لتركيا التعاون في مجال الطاقة النووية و بناء محطة نووية روسية على الأراضي الروسية التي ستنتهي في العام 2015،وكذلك تزويدها بمحطات إنذار نووية متطورة ، وهذا يعني بان روسيا أقرت نهائيا بدور تركيا المحوري في المنطقة والاعتراف بأهمية الدور التي تمثله تركيا في المنطقة والتي تدخل في شراكة مباشرة مع روسيا في العديد من القضايا .ولكن بالرغم من الاختلاف القوي بين الطرفين حول المسائل الدولية .لكن تصريح الطرفين في المؤتمر الصحافي الذي عقد بين الطرفين لخص مواقف البلدين ،فالرئيس عبدالله غول الذي أشار في حديثه بان الخلاف مع روسيا موجود وهو قائم بحد ذاته وخاصة بالملف السوري وهذا لا يعني التوجه نحو عقلية الحرب الباردة ،وهذا الخلاف يأتي ضمن وجهة نظر البلدين  ،ولكنه لن يكون عقبة في تطوير أو تجميد  العلاقات " نهائيا" بين روسيا وتركيا .
المصالح الخاصة ارفع من السياسية :
الزيارة التي اهتمت بالجانب الاقتصادي وتطوير التبادل بين البلدين ليصل مستواه في الأعوام القادمة الى مئة مليار دولار بدلا من 40 مليار وبناء مصارف روسية في أنقرة ، وتطوير خطوط النفط والغاز الآتي  من روسيا نحو أوروبا عن طريق تركيا والتي تعتمد على البترول الغاز الروسي بالدرجة الأولى ، فالشركات التركية التي تعمل في روسيا تصل إلى أكثر من 140 إلف شركة ويصل حجم زوار تركيا من السواح الروس إلى  أكثر من 5 مليون سائح سنويا .
في الكواليس اتفاقات سرية :
وبالرغم من الطابع الاقتصادي والتبادل التجاري الذي طغى على طبيعة الزيارة علنيا من خلال الإعلام ورجال السياسة ،ولكن كان هناك في الكواليس اتفاق يحاك بخصوص الملف السوري والتي تقدمت به أنقرة لروسيا من خلال توجه أمريكي:
طبعا الاتفاق كان يقوم على نقطتين :
-مفاوضة الأسد على تسليم السلطة وتشكيل حكومة ذات صلاحيات واسعة تامن للأسد العفو والبقاء حتى سنة 2014.
-تشكيل حكومة ودعم المعارضة السورية دون الأسد وبالتالي يفقد كل الحصانات الدولية .
في البداية الروس قبلوا بهذا التوجه وباعتبارهم ربحوا المعركة والغرب وتحديدا هو الذي خسر لكن الروس تداركوا فورا بأنهم من خسروا والصواريخ انتشرت في تركيا والثوار يتقدمون والمعارضة في الداخل لا تقبل بأي حل دون ذهب الأسد ،انقلبوا على الاتفاق وحاول ان يمارسوا نوعا جديدا من الضغط من خلال تصريحات روسية مختلفة معروضة للكسب والربح والتجارة على دماء الشعب السوري .
روسيا تعلم جيدا بان دور تركيا بدأ بالتنامي في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية التي تقاتل روسيا في أخر منفذها في سورية لان خسرتها في سورية سوف تكون الكارثة الكبرى لروسيا ويمكن ان تكون الكارثة في قلب روسيا .
زيارة بوتين الى تركيا في كانون الاول2012 تأتي ضمن الزيارات المتبادلة للبلدين على اعلي المستويات والتي كانت أخرها الرئيس " ديميتري مدفيديف" في أيار "مايو"2012 والذي وقع خلالها عددا كبيرا من الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين لكون روسيا ترى في تركيا منفذ جديد على المنطقة العربية والإسلامية واسيا الوسطى بظل الصعود الإسلامي والتي وضعت روسيا نفسها في مواجهة معه لذلك ترى روسيا بان تركيا شريكا اقتصاديا وسياسيا في المنطقة بسب موقعها الجغرافي وارتباطها بعمق العالم العربي والإسلامي، لذا لبد من ترطيب الأجواء معها وخاصة بعد رحيل الأسد عن سورية والذي يعني تلقائيا رحيل روسيا عن سورية والعالم العربي .
د.خالد ممدوح ألعزي
كاتب صحافي  ومحلل سياسي مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث
Dr_izzi2007@hotmail.com  

الأحد، 6 يناير 2013

مالي :غياب السلام، فرصة لقرع طبول الحرب القادمة..!!!



مالي :غياب السلام، فرصة لقرع طبول الحرب القادمة..!!!

مازال الغموض يلف الوضع المالي الحالي المفتوح على كل الاحتمالات وبخاصة على أعقاب اعتقال  رئيس الحكومة "شيخ موبيدو ديارا" نهار الاثنين الماضي، وتوقيفه في باماكو بأمر من الكابتن" امادو هايا سانوغو" القائد السابق للانقلابين

ويعتبر رئيس الحكومة المالي الذي تتنحى بعد أن كان عرابا قويا لمطلب التدخل العسكري في هذا البلد الجار، مدعوما في موقفه بالحليف الفرنسي الذي يسعى جاهدا لفرض الخيار العسكري  خيارا وحيد لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ شهر اذار مارس الماضي حين وقع انقلابا عسكريا اطاح بالسلطة الرسمية للبلاد .. لكن يبدو أن عالم الفيزياء الفلكية والباحث في وكالة “نازا” الأمريكية الذي اقتحم حديثا معترك السياسة سقط في آخر حلقات الصراع مع الطغمة العسكرية التي ترأسها قائد الانقلاب على الرئيس "امادو تومانو توري".

الموقع الجغرافي لمكونات الصراع :

تعتبر شمالي مالي منطقة قاحلة  تضاهي ماحتها مساحة فرنسا يسكنها قبائل الطوارق البدو الذين كافحوا على مدى لنيل استقلالهم الكامل عن مالي واتا ح الانقلاب الذي حصل بان يروا الفرصة امامهم مما مكنها لانتزاع المناطق الشمالية من قوات الجيش المالي الضعيف والذي سرعان ما انهزم امام ضربات الحركة الوطنية الازوادية الطامعة لتشكيل دولتهم ولكن دخول الحركات الاسلامية على خط الصراع فراضين قانون الشريعة الاسلامية بطرقة قاسية على السكان المحليين التي اثرات هذه اللمارسات موجة قلق في عواصم العالم .

وكانت انقسامات شديدة برزت إلى العلن بين الطغمة العسكرية والرئيس المؤقت تراوري ورئيس الوزراء المعتقل ديارا بشأن كيفية التعامل مع الأزمة، حيث يرفض التدخل العسكر وأي تدخل أجنبي في البلد لطرد الجماعات المتمردة في الشمال، وفي ظل هذه التطورات المستجدة على الساحة المالية يتضح أن التخوّف الذي تبديه الجزائر بشأن إرسال قوات دولية إلى مالي لتحرير الشمال في محله مادام أن الصراع محتدما بين الحكام الانتقاليين للبلد.

الرغبة الفرنسية في التدخل :

 فالخطوة التي تسعى فرنسا الى ترويجها في المجتمع الدولي وتحاول اقناع الجزائر بها  كفيلة بفتح أبواب جهنم على المنطقة بأكملها، حيث يحذر الخبراء من أفغنة الساحل الافريقي في ظل تكالب القوى الكبرى الطامعة في نهب مقدرات الشعب المالي وثروات الدول المجاورة في مرحلة لاحقة ، لذلك فإن العديد من الدول حرصت على ضرورة تغليب الحل السياسي بين فرقاء الأزمة المالية وسحب البساط من الحكومة الفرنسية الراغبة في فرض الحلول العسكرية بأي ثمن وقد أصبح طموحها واضح للعلن بعد أن تصدت واشنطن لهذا الطرح مبدية تخوفها من التدخل العسكري لغياب رؤية واضحة حول العملية.

طبعا استطاعت فرنسا اقناع مجلس الامن الدولي في 12 تشرين الاول "اكتوبر "بتبني قرارا امميا بالتدخل في مالي لطرد الاسلاميين منها وبعدها ناقش قادة دول غرب مالي قمة طارئا في ابوجا "النيجرية "الوسائل العسكرية واللوجستية التي يطلبها التدخل العسكري في مالي ،وتم وضع خطط استراتيجية وعسكرية وتأليف قوة عسكرية قوامها 3300 جندي مدعومة من دول وسط افريقية "ايكواس"  المجلس الاقتصادي لهذه الدول الذي يضم 15 دولة ، اضافة الى الدعم الاستخباراتي الامريكي للحملة، هذه القرارات سوف تعمل الى اعادة الاستقرار في البلد.

تغير في الاستراتيجية الاقليمية  :

لكن الآمال تبدلت فجأة لدى هذه الدول التي هي متحمسة جدا للدخول في عملية عسكرية واسعة في مالي بسبب صعوب المهمة الكامنة بالتالي :

1-ان مساحة الصحراء الشاسعة لشمالي مالي ،وضعف الجيوش العسكرية الافريقية وعم جهوزيتها على خوض اية معركة في الخارج

2- الدول الافريقية الذاهبة لنجدة الشعب المالي بالأغلب تعاني هي نفسها من حالة تمرد ومشالك امنية داخلية "مثال جامعة بكو حارم في نيجيريا ".

3- الترسانة العسكرية الكبيرة التي يملكها  المسلحين الاسلاميين والتي استولوا عليها من نظام القذافي في ليبيا ؟

4- المدة الزمنية التي يستغرقها تدريب الجيش المالي من جديد.

5- الخوف الافريقي من الدخول في مستنقع نزاعات طويل المى لا يحمد عقباه؟

الجزائر الرافضة :

تعتبر الجزائر الاكبر مساحة من هذه الدول وتمتلك حدودا شاسعة مع مالي ولها قوة عسكرية واستخباراتية كبيرة وخبرة واسعة في محاربة الاسلاميين والجماعات المسلحة منذ العام 1989.

-1ترى الجزائر بان أي حل يجب ان يكون سياسيا وبالتنسيق مع هيئة الامم والمبعوث الخاص للأمم المتحدة برودي لتفادي أي عمل عسكري.

2-الجزائر ترى بان أي حل عسكري سوف تكون ابعاده خطيرة على المنطقة كاملة وهي لن تدخل بهذه المغامرة مستفيدة من تجربتها الطويلة في حربها مع الاسلاميين في الجزائر والذين اضحوا ممثلين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي .

3- ترى الجزائر بان اسلوب التفاوض مع الاسلاميين الرافضين للعنف والتدد من خلال التفاوض السلمي يمنع بإيجاد ممر امن للمتشددين في المنطقة الجنوبية الافريقية.

الموقف الفرنسي –الجزائي من مالي :

 وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة كيف ستكون مفاعيل الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الهولندي الى الجزائر في 19-20 كانون الاول "ديسمبر "الجاري لن تكون سهلة هذه المهمة بعد ان كانت مالي على اجندته الرئيسية لبحثها مع الجزائر بعد ان بسطة القوة الاسلامية المتطرفة سيطرتها على شمالي مالي ،فالموقف الفرنسي الضاغط من اجل الاستعانة بقوات عسكرية دولية لطرد الاسلاميين الا ان الجزائر التي تعد قوة اقليمية في المنطقة وتملك اكبر جيش فيها والتي تحد مالي من الجنوب تعارض نهائيا فكرة التدخل العسكري في مالي ،وتدافع بقوة عن وحدة الاراضي المالية وترى الازمة لا تحل الا عن طريق المفاوضات السياسية عن طريق الحوار بين الفرقاء المتنازعة .

فالقوة عن طريق التدخل العسكري التي تسعى فرنسا اليها لفرضها مع بعض دول افريقية العجزة عن الحسم  في دولها ،وليس في مالي يبقى التدخل مغامرة تزيد "الطين بلة"، وتأزم الامر وتدخل العالم كله في نفق الظلمات المجهولة ،لكن الكلمة الفاصلة في هذا الموضع للسياسة الامريكية المراكبة عن كثب كل التحركات من خلال بعثتها الدبلوماسية واستخباراتها وقوتها العسكرية "افريكوم "وطائراتها بدون طيار هي التي ستقول كلمة النهائية بان مالي الى اين .

د.خالد ممدوح العزي

كاتب ومختص بالأعلام السياسي والدعاية .

dr_izi2007@hotmail.com

فرنسا والجزائر: علاقات جديدة بعيدة عن الشفافية ...!!!


فرنسا والجزائر: علاقات جديدة بعيدة عن الشفافية ...!!!
لم تكن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الجزائر بتاريخ19كانون الأول "ديسمبر" 2012. بداية جديدة لفتح علاقة ندية مع الجزائر الذي يطالب الجزائر بالاعتذار لما ارتكبته فرنسا الاستعمارية بحق الجزائريين أثناء فترة الاستعمار لبلدهم في فرنسا من اضطهد وتعذيب وقتل. زيارة هولاند  إلى الجزائر  بلاد المليون شهيد خجولة جدا ، لقد قالها :"انه لم يأتي اليوم  إلى الجزائر للاعتذار من الشعب الجزائري  على ما ارتكبته فرنسا بحق الجزائيين  أثناء حقبة الاستعمار الإجرامية ".
عهد جديد دون شفافية :
 تعتبر زيارة هولا ند إلى فرنسا هي الأولى في عهده، وللزيارة رمزية خاصة بسبب الدلالة الرمزية  لتاريخ  سنة الزيارة  1892" – 2012  "والتي تمثل خمسون عاما على خروج فرنسا من الجزائر.
الزيارة ضرورية كما وصفها الرئيس  هولاند  نفسه  في تصريحه بعد لقاءه  الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ،  وصفها أيضا بالضرورية لأنها تفتح عهدا جديدا بين البلدين بعد خمسين سنة من الاستعمار بالرغم من تغيب لغة  الاعتذار  بسبب الخلافات الفرنسية الداخلية . فالآراء الفرنسية المختلفة حول الاعتذار مشغولة والانقسام الحاد يسيطر على الجو العام في كافة الشرائح  والطبقات الفرنسية .
ففي الجزائر كانت العيون تنظر إلى حركات وإشارات هولندا القادم إلى إليهم، والأذان تتلهف لسماع الاعتذار الرسمي من الشخص الأول في فرنسا.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة  اليوم؟؟؟ هل السياسة أهم من التاريخ ا وان التاريخ أهم من الذاكرة وهل الاقتصاد أهم من السياسة والتاريخ ومن الذاكرة ؟؟؟
مقياس الربح والخسارة :
لقد أصر هولاند أثناء  زيارته على فتح شراكة إستراتيجية بين البلدين مبنية على أساس الندية ...وتغليب المصالح الاقتصادية على كل العلاقات الشائبة بين البلدين والعمل على تمتين الشراكة الاقتصادية بينهما ورفع مستوى التبدل التجاري للبلدين .
 لكن فرنسا التي تمر بأكبر أزمة اقتصادية حادة لكونها تعكس نفسها على الداخل الفرنسي، فاليوم هي بحاجة إلى أموال الجزائر المجمدة في البنوك العالمية والتي تقدر بحوالي 200مليار دولار$ فالانفتاح على الجزائر تعني استغلالا فعليا للكنز المجمد .
ولكن حاولنا  تقيم الزيارة حسب مصالح البلدين  فإننا نرى بكل وضوح بان المصلحة الفرنسية أكثر منها جزائرية :
1- المسالة أضحت مسائلة صراع داخل النظام السياسي الفرنسي الذي يعاني من صراعات في داخل المكونات الداخلية الفرنسية صراع بين اليمن واليسار الاشتراكي ،صراع اليمين –اليمين ، صراع اليسار- اليسار، بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بفرنسا وغياب الحلول. 
  2-الجزائر يعاني اليوم من أزمة سياسية تعصف بالمنطقة العربية بسبب ثورة الربيع العربي فالنظام مفصول عن مجتمعه ووقعه السياسي،لأنه يعاني من غياب الشرعية الداخلية وغياب الإصلاحات التي تعاني منها الجزائر منذ تأسيس الدولة الحالية لذلك أضحى النظام  يبحث عن غطاء سياسي ربما فرنسا تؤمن له هذا الخطاء .
فالنقاشات لا تزال دائرة في فرنسا حول نتائج الزيارة والشعب بعيد كل البعد عن نتائج هذه النقاشات التي تدور ،فمعاهدة الصداقة التي تم توقيعها بين البلدين ما هي إلا خديعة فعلية بين الطرفين :
1- الأول يبحث عن مصالح اقتصادية خاصة له في بلد يملك ثروات هائلة واحتياط مالي كبير مجمد في البنوك  .
 2- الثاني يبحث عن غطاء سياسي بسبب ترهل حكمه وتهديده من ثورات الربيع العربي بزوال عرشه يستنجد بفرنسا.
تبقى الأزمة عالقة بين البلدين طالما لم تقدم فرنسا اعتذار رسميا تعترف بجرائمها التي ارتكبتها ضد الجزائريين ابن حقبة الاستعمار، على النخبة الفرنسية اليوم مهمة الخروج من أزمة الفكر الاستعمار القائم في فرنسا والتقدم نحو طرح شراكة صداقة مع العالم الجديد بعيد عن أفكار الماضي من خلال الاعتراف بأخطاء الماضي ونحمل مسؤوليته الأخلاقية لبناء شراكة ندية مع دول "الفرنكوفونية"،فمعاهدة الصداقة التي تحدث عنها الطرفان هي صداقة مبنية على خديعة بين الطرفيين الأول يبحث عن مصالح اقتصادية والثاني يبحث عن غطاء سياسي .
إضافة إلى مالي الخلافي  تتزايد الملفات الخلافية بين البلدين :"كملف مالي الخلفي والملف السوري وملف تنظيم القاعدة والتعاطي معه،والملف الليبي الذي كان ومازال ملفا خلافيا ".
زيارة هولاند تأتي ضمن تقديم خطوة  متواضعة من خطوات فرنسا للسلطة الجزائرية ماهية إلا اعتراف جزئي لبعض الجوانب التاريخية  لسياسة فرنسا  الاستعمارية التي قامت سابقا بها ضد الجزائر وشعبها بانتظار الاعتراف الرسمي بجرائم تلك الحقبة لتفح المجال الحقيقي لبناء علاقات ندية بين الجزائر وفرنسا .

د.خالد ممدوح العزي
كاتب اعلامي ومختص  بالأعلام السياسية والدعاية .
Dr_izzi2007@hotmail.com

الحركة الفيمنية: حركة" نسائية أوكرانية: سلاحها التعري للاعتراض السياسي ...!!!


الحركة الفيمنية: حركة" نسائية أوكرانية: سلاحها التعري للاعتراض السياسي ...!!!
خرجت الناشطة المصرية علياء المهدي عارية في مدينة ستوكهولم بتاريخ 21 كانون الأول (ديسمبر) 2012 ، معبرة عن  اعتراضها لعملية الاستفتاء على الدستور المصري، ففي العاصمة السويدية أمام مبنى خلعت المهدي ثيابها وقفت عارية والى جانبها كانت نساء من حركة فيمين الأوكرانية يتضمن مع المهدي لعبرن عن اعتراضهن ضد الاستفتاء المصري ، لتكون الحركة الفيمنية  الأوكرانية وسعت نشاطها وتحركاتها الاحتجاجية خارج  إطارها المعهود في نطاق دول الاتحاد السوفياتي السابق لتصل إلى تركيا ومصر وإيران وايطاليا والسعودية  والى دول أخرى .
الحركة الاحتجاجية لفمين:
عندما انتهت الانتخابات البرلمانية الروسية في 4 ديسمبر "كانون الأول "2011م، خرج الشعب الروسي للتظاهر  والاعتراض في شوارع روسيا ، بكافة مدنها ،وكان للعاصمة موسكو نصيبها  الأكبر من هذا الاحتجاج الاعتراضي بسبب التزوير الممنهج من قبل سلطة الكريملن، لكن الذي فاجئ العالم كله هو مشاركة الحركة  النسائية الأوكرانية "فيمن ".
أعضاء الحركة " النسائية " فيمن المشاركات بالتظاهرة  يخلعن ثيابهن ويتعرون في جو بارد يكاد لا تعلو درجة حرارته عن الصفر، والمعترضات كتبن على أجسادهن الشعارات، فالتعري النصفي في التظاهر هو أسلوبهن المميز، وتعتبر هذه الطريقة في الاعتراض ،أسلوب جديد قديم  بحد ذاته ، لأنها طريقتهن الخاصة في الاعتراض، فن التعري ،طبعا لهذه الحركة أسلوبها الخاص في التعبير عن معارضتها، والتي تختلف عن جميع الحركات في الاعتراض ، فالأسلوب المميز  لنساء هذه الحركة، هو التعري والكشف عن أجسادهن وكتابات الشعارات عليها للاعتراض السياسي .
ظهور حركة فيمن في التاريخ الحديث:
–أسست" آنا غوستول"  جمعية  تحت اسم "فيمن" سنة 2007،في أوكرانيا ضد هدر حق المرآة في أوكرانيا التي تشكل النساء فيه أكثر من النصف ،وتمارس أعمال لا تقل أهمية عن أعمال الرجال، وتقول بأنها أطلقت هذه الجمعية لأنها اكتشفت بأن بلادها تفتقر بشدة إلى الناشطات السياسيات والاجتماعيات في أوكرانيا .البلد مسيطر عليه من قبل الرجال ولا تتخذ فيه النساء المبادرات،  بالرغم من تحملهن للأعباء الحياتية والاجتماعية والعائلية والاقتصادية التي فرضها عليهن المجتمع الاشتراكي السابق، وبدأت الاحتجاجات منذ سنوات من خلال التظاهر عاريات لجذب الاهتمام إلى وضع السيدات في كل أنحاء العالم، وخاصة في أوكرانيا.
اهداف الحركة:
هدف الجمعية الأول وفق رئيستها"آنا غوتسول "البالغة من العمر 29عاما" ،هو إدانة الشعور بالتفوق ألذكوري في المجتمع لتحسين وضع المرأة في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة التي لا تضم حكومتها الحالية أي امرأة.
فكرة التعري :
عن فكرة إطلاق هذه الحركة وتعرية الصدور تقول غوتسول :"بان فكرة التظاهر عاريات الصدر لأعضاء الجمعية أتت صدفة ،أثناء التظاهرة للحركة في العام 2009 كشفت النشاطات عن ظهورهم العارية،
وقد كتبن عليها شعارات ،ألا أن احد المصورين التقط لهن صور من الخلف، ونشرت تلك الصور في مجلة أوكرانية ضخمة ، عندها أدركن أن الوسيلة الوحيدة إلى لفت الانتباه بشكل كبير بشأن مشكلة ما، هو الاحتجاج"عاريات الصدور".
وعن مصادر التمويل والاتهامات التي تساق ضد الحركة تقول القائدة النسائية : "ليس لدينا الكثير من المال لتطوير حركتنا،ولكن لدينا أجسادنا وأدمغتنا وحسن الابتكار ،فالناس ينظرون أولا إلى صدورنا ومن ثم إلى لافتاتنا".
تجدر الإشارة إلى إن التحرك الأبرز لهذه المجموعة كان في فبراير"شباط "عام 2009م ،عندما تمكنت أربع شابات عاريات من اجل اجتياز الجهاز الأمني للمرشح إلى الرئاسة "فيكتور يانوكوفيتش"،في مركز الاقتراع حيث كان من المفترض إن يدلي بصوته يوم الاقتراع، وقبل دقائق من وصوله صرخن أمام كاميرات الصحافيين وحراسه المذهولين "كفى اغتصاب لبلدنا ... النجدة! اغتصاب!".
ومنذ ذلك الحين وعند أي تحرك "ينتهي المطاف بهن إجمالا في مراكز الشرطة.
لكن "غوتسول" تؤكد: أن" صدورنا سلاح تخشاه السلطة، لقد أمرت السلطات الشرطة بعدم ترك ناشطات "فيمين"يخلعن ملابسهن ".
إلا أن الكاتبة الأوكرانية" أوكسانا  زابوجكا "التي تعتبر أن الحركة "تبالغ" في استخدامها لهذه الوسيلة ،بقولها" في حال تنظيم حفلة تعريف بكل مناسبة فان الرسالة السياسية ستختفي ويبقى عرض لفتيات عاريات".
أما البعض في  يعتبران  الناشطات يحضرن لمشروع سياسي-تجاري.  إذ يؤكد "أندري تارانوف" احد مؤسسي مجموعة  كويندي "للاتصال "،انه مشروع مخطط له جيدا فوراء هذه الصدور يكمن مشروع تجاري ربحي أكثر مما نعتقد"،بينما تنفي " حركة فيمين" ذلك وتقول إن ميزانيتها الشهرية تصل إلى 700 يورو  فقط.
طريقة التظاهر الغريبة:
اخترعت جمعية "فيمن"،طريقة فريدة للتعبير عن أنفسهن، بطريقة تستند إلى الابتكار والشجاعة والجرأة ولا تأبه خدش الحياء، لما اكترث الناس إلى طرح الحركة النسائية إذا لمتظاهرات بهذا المظهر. من أجل القضية النسائية ولا يترددن أعضائها في الكشف عن صدورهن وارتداء  البيكيني "بأي جو كان . يبلغ عدد أعضاء حركة فيمن أكثر من 700 فتاة من سيدات أوكرانيا العريقات والمتعلمات والجميلات الناشطات في التعبير عن حقوقهن ،والذي يتزايد عددهن باستمرار،وهن يشركنا في كافة المناسبات السياسية والاجتماعية الأوكرانية والدول المجاورة وخاصة روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء. وتكثر عضوات الحركة وهن شبه عاريات أو بملابس خفيفة جدا، من تحركاتهن العلنية للتنديد بالدعارة والسياحة الجنسية أو التحرش الجنسي الذي تتعرض له الطالبات في جامعات أوكرانيا.
ظهور المعارضة النسائية تاريخيا :
أن يكون الإنسان معارضا شيئا مهما في أي مجتمع ،ويناضل من اجل تحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في بلده، هذا يعتبر من أرقى السمات ومن فضائل الإنسان، لقد شرعت الدساتير القانونية والشرائع السماوية النضال والاعتراض وحرية الكلام والتعبير والمطالبة بالعدالة الاجتماعية والمساواة التي سنها الله، أو الذي شرعها إنسان الأرض، ووفقا للقوانين العامة التي تحافظ عليها حرية الإنسان وإيصال صوته للأعلى.
لكن طبيعة المجتمع الحالي والقيمين على الحياة السياسية  فيه والاقتصادية ،بالأغلب لا يستجيبون للمطالب المطروحة بالسهولة المطلقة،لذلك تتخذ المطالبة شكلا تصاعديا من النضال، وبأشكال مختلفة حسب طبيعة المطالب المشروعة .
لقد عرف التاريخ أنواعا وإشكالا مختلفة من الاعتراض والنضال،ابتدأ من الكلام الخطابي حتى الكفاح المسلح والدخول في حروب أهلية، لكن الألفية الثالثة فرضت نوعا جديدا من النضال والاعتراض الذي ابتدأ مع الربيع العربي بحركة الشهيد "ألمحمد بوعزيزي" في تونس الذي ابرما النار بنفسه لتندلع ثورة عربية عارمة امتدت من تونس ولا تعرف أين ستنتهي ،لكن حالة الاعتراض الجسدي التي ابتدعته حركة "فيمين "النسائية الأوكرانية كانت حركة اعتراضية مختلفة بطريقة مختلفة .
يعود أصل كلمة فيمين إلى اللغة اللاتينية وتعني "المرآة"، وتعتبر حركة نسائية سياسية اجتماعية تتظاهر وتناصر، وتناضل من اجل حقوق النساء في العالم، وبشكل أوسع تحولت حركة المرآة المناضلة لمساواة حقوق النساء مع حقوق الرجال قضية عادلة اليوم، ففي الدرجة الأولى تناضل الحركة الفينمية "النسائية" من أجلال حقوق التي لا يعطيها المجتمع للنساء والتي تضطهد المرأة فيه بظل شعارات وأعذار وقحة، في مجتمع يسيطر الرجل على كل مقومات الحياة فيه.
لقد ظهرت هذه الحركة تاريخيا في القرن السابع عشر ميلاديا، ولكنها كانت حركة ناشطة في نهاية القرن العشرين وتحديدا بعد العام  "1960" وأكثر زخما في إطار الثورة الطلابية عام  1969و نمو اليسار الجديد.
النقلة النوعية في مسارالحركة النسائية:
لقد شرعت النظرية"الفيمنية" نفسها بشكل عام في هذه الفترة، وانتقلت في طرحها من شرائع ونصوص إعلامية ونظريات مختلفة لمفاهيم الفلسفة الغربية التي تعتمد على التوجهات الحقوقية والإنسانية والأخلاقية والاجتماعية الغربية لنشر حقوق الإنسان والتي كان مؤسس قواعد فلسفتها جون جاك روسو و آخرين... إلى تطبيق عملي في أوكرانيا ....ولكن النظرية التطبيقية لعلم الذي انطلق في تشريع نظريته من خلال الاعتماد على النظرية الجديدة للحياة الجنسية، وتأثير الجنس على حياة البشر، وهذا ما ارتكزت عليه نظرية المفكر النمساوي "سيغمون فرويد" مؤسس علم النفس التحليلي ،وعلماء آخرون بمن فيهم علماء مدرسة فرانكفورت الاقتصادية الماركسية، وأطروحات عالم الاجتماع الألماني الحديث "هربرت ماركيوز".
هذه النظريات جميعها لاقت تأييدا واسعا وسط الحركات الشبابية الناشئة في أواخر الستينات على أعقاب الثورة الطلابية في باريس وانتشار أفكار اليسار الجديد، المدني كانت في طلائع أفكار هذه الشرائح الاجتماعية والثقافي والتحرر الجنسي التي كانت تطلع شرارة الثورة الجنسية التحررية، فإذا كانت هذه الحركات ابتدأت في أمريكا وانتقلت إلى بريطانيا لكن فرنسا الجديدة كانت مكانها.
نماذج من تحرك الحركة النسائية في أوكرانيا ودول الجوار:
-في استعراض بالعاصمة كييف تجوب" ناشطات من فيمن"تعربان عن معارضتهما على طريقتهما الخاصة في 24 أغسطس "آب" 2009. تجوب الناشطات في الجمعية شوارع كييف الرئيسية وهنّ يعلن ّبصريح العبارة رأيهن في الرجال : "أيها السياح الأجانب،أيها الزوّار الكرام: الكثيرون من أبناء بلادكم يظنون أننا مومسات، رجاء انظروا إلينا نظرة مختلفة".
- قامت إحدى الناشطات  "ألكسندرا"  من جمعية "فيمن" ،برمي قالب حلوى على أول سبوزينا صاحب كتاب "يا نساء، ارجعن إلى كنف الحريم" والمعروف بمواقفه المناهضة لحق المرأة في رفض إقامة علاقة جنسية  في  أبريل" نيسان" 23 مايو "أيار" 2009.               
- حسب عضو حركة فيمن  "ألكساندر اشيفتشينكو "بان الشرطة البيلاروسية قامت باختطافهن والاعتداء عليهن جسديا لقيامهن بخلع ثيابهن في الأماكن العامة ،لتقدي موجهة نظر سياسية وكتابة كلمات مهينة للإسكندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا مكتوبة على أجسادهن. أمام مقر الشرطة السرية الوطنية البيلاروسية ، "الكي جي بي".
- نظمت حركة "فيمين" الأوكرانية اعتصاماً احتجاجياً إقامته  ناشطات  الحركة   وقمن بالكشف عن صدورهن في ذكرى انتخاب الرئيس ألكسندر لوكوشنكو لولاية رابعة قبل عام.
-أمام إستاد كييف في أوكرانيا ناشطات يخلعن ملابسهن احتجاجا على "الرذيلة"، خلعت مجموعة من النساء الجزء العلوي من ملابسهن "أعلى الخصر" وتجمعن أمام الإستاد الأولمبي في العاصمة الأوكرانية كييف احتجاجا على ممارسة الرذيلة "الدعارة "وتجارة السيدات في بلادهن. في2 كانون الأول "ديسمبر "2011 استغلت ناشطات من حركة "فيمين" تواجد عدد هائل من عدسات وكاميرات المصورين ووسائل الإعلام استعدادا لا جراء قرعة بطولة كأس الأمم الأوروبية  "يورو 2012"، بكييف في محاولة لجذب الاهتمام لمطالبهن.
وقالت: "إينا شيفتشنكو"،المتحدثة باسم الحركة "نريد الاهتمام بوضع المرأة في أوكرانيا "،وأكدت أن الحكومة الأوكرانية ترغب في  قونة  ممارسة الرذيلة قبل بدء فعاليات يورو 2012 يوم الثامن من حزيران"يونيو " .
وأضافت "هنا كساسة يتحدثون بالفعل عن إصدار هذا القانون وأنه سيكون جيد للنساء. ونثق في أن ذلك سيؤدي لموافقة قانونية على ممارسة الرذيلة".
-تظاهرة لناشطات لحركة "فيمين" الأوكرانية  اللواتي خلعن ثيابهن في مينسك يوم انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشنكو  من جديد لولاية رابعة قبل عام.
-نساء شبه عاريات ينظمن احتجاجاً ضد فساد السياسيين في أوكرانيا في، 14 يناير"كانون الثاني" 2010
وظهرت 18 امرأة شابة أوكرانية وهو عدد المرشحين في الانتخابات الرئاسية نفسه في صورة عاهرات.
في محاولة لجذب الانتباه إلى الفساد والأكاذيب وعدم المسؤولية التي يقلن إنها أصبحت سمات مشتركة بين جميع المرشحين للرئاسة. وضعن على وجوههن مساحيق تجميل صارخة،وارتدين ملابس ضيقة،وتجمعن أمام مبنى اللجنة المركزية للانتخابات في أوكرانيا بوسط كييف. ولوحت النساء بلافتات مكتوب عليها "اختارني"،وملونة بألوان حملة عدد من المرشحين، وقالت ألكسندر شيفشينكو، وهي ناشطة من حركة فيمين النسائية "في الواقع فإن مرشحي الرئاسية والنواب في أوكرانيا مثل العاهرات يفعلون كل شيء من أجل الحصول على السلطة والمال".
- رفعت مجموعة من النساء الأوكرانيات وهن عاريات الصدور في شوارع "كييف"لافتات للتضامن مع حملة المطالبات بقيادة النساء للسيارات في السعودية تضمنت شعارات فحواها: "السيارات للنساء وليس  الرجال".
وسبق لمنظمة "عاريات من أجل حقوق النساء "أن تظاهرت ضد إعدام امرأة إيرانية محصنة بسبب ارتكابها جريمة "زنا" التي تعاقب عليها الشريعة الإسلامية بالرجم، كما تظاهرت ضد السياحة الجنسية في أوكرانيا.
-تظاهرت مجموعة من الأوكرانيات عاريات الصدور ضد زيارة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى أوكرانيا، في تحرك نظمته حركة نسائية معتادة على هذا النوع من الاحتجاجات.  وهؤلاء الناشطات وعددهن ستين ينتمين إلى حركة  فيمين النسائية،وقد تجمعن أمام تمثال لينين في وسط العاصمة واعتمرن أكاليل من الورود وتظاهرن بصدورهن العارية رافعات لافتات مناهضة للضيف الزائر.
وكتب على إحدى اللافتات "لن ننام مع أقزام الكرملين "،في إشارة واضحة إلى قصر قامة بوتين، وعلى لافتة أخرى كتب "لن تجعلنا ننحني لك بهذه السهولة".
- فيمين قامت بتحركات احتجاجية مماثلة، ففي الانتخابات الرئاسية التي جرت في شباط"فبراير" 2010وفاز فيها يانوكوفيتش تظاهرت مجموعة من الشابات عاريات الصدور أمام مركز الاقتراع حيث أدلى المرشح الموالي للكرملين بصوته.
- احتفلت المنظمة الأوكرانية النسائية باستقالة رئيس  وزراء إيطاليا برلسكونى من منصبه على طريقتها الخاصة التي لم ترى أفضل من الكشف عن صدورهن في15نوفمبر "تشرين الثاني"2011 وذلك أمام سفارة إيطاليا بكييف وبدأن في الكشف عن صدورهن   لتعبير عن سعادتهن باستقالة  سيلفيو  برلسكونى المتهم بتحقير المرأة بسب بعلاقاته النسائية المتعددة، لافتات كتبن عليها "رحل زير النساء"
-في درجة حرارة تصل إلى ما دون الصفر تعرى اربع نساء أوكرانيات شابات عن صدورهن في وسط كييف أمام أنظار المارة المصدومين وهن يرددن شعارات ضد النظام الأوكراني، هذه الظاهرة الجديدة في التعبير السياسي بدأت تستحوذ على اهتمام الجمهور الشعبي  والسياسي في الوقت ذاته، والنساء الأربع هن عضوات في حركة “فيمين” النسائية المعارضة التي تشهر العري سلاحا سياسيا، خصوصا إن الهدف الأول للنساء العضوات في هذه الحركة – اللواتي يزين رؤوسهن بالورد على الطريقة التقليدية الأوكرانية القديمة هو الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المتهم بأنه يهين النساء وانه رجل روسيا في أوكرانيا.
-الأوكرانيات يردن خلع الرئيس بخلع ثيابهن بظل درجة حرارة تصل إلى مادون الصفر تعري أربع نساء أوكرانيات شابات صدورهن في وسط كييف أمام أنظار المارة المصدومين وهن يرددن شعارات ضد النظام الأوكراني،هذه الظاهرة الجديدة في التعبير السياسي بدأت تستحوذ على اهتمام العامة والسياسيين في الوقت نفسه، والنساء الأربع هن عضوات في حركة"فيمين" النسائية المعارضة التي تشهر العري سلاحا سياسيا، خصوصا أن الهدف الأول للنساء العضوات في هذه الحركة – اللواتي يزين رؤوسهن بالورد على الطريقة التقليدية الأوكرانية – هو الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المتهم بأنه يهين النساء وانه رجل روسيا في أوكرانيا.
وأمام الصحافيين المندهشين طالبت الناشطات بـ" إقالة يانوكوفيتش"بعدما أثار رئيس البلاد، قبل أيام،جدلا بدعوته للمستثمرين الأجانب  المجيء إلى أوكرانيا في الربيع"عندما تبدأ النساء بخلع ثيابهن". والناشطات الأربع وقفن شبه عاريات أمام محطة قطارات،وقلن للرئيس إنه"أم عن في الخطأ"هذه المرة.
-ثلاث فتيات أوكرانيات من ناشطات حركة "فيمين" النسائية الراديكالية يخلعن ملابسهن التي تعري صدورهن أمام كنيسة المسيح المخلص في وسط العاصمة الروسية موسكو ليعبرن عن تأييدهن للمعارضة الروسية في 09 "ديسمبر"كانون الأول 2011.
التي تحتج على عمليات التزوير  التي تخللت عملية الانتخابات البرلمان الروسي ، حسب رأي المعارضة،. والجدير بالذكر بأن درجة الحرارة في موسكو أثناء الانتخابات البرلمانية هبطت إلى تحت الصفر.
التصعيد السياسي للحركة:
بدأت هذه الحركة في تصعد حركتها الاعتراضية والاحتجاجية  في أوكرانيا ،بظلال مناخ التحرر الجديد،الذي ساد في أوساط  الشاب والمثقفين واليسار الجديد،  مما أدى إلى انتقال قوة هذه الحركة من الإعلام والتنظير الفلسفي لتدخل في صلب مشكلة المرأة  وتتحمل جزاء هاما من  الأفكار الفلسفية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية والمنطقية لتكون  خطط  سير  لطرح الأفكار الجديدة التي تشكل المرآة عنصرا قويا وأساسيا فيها .
الحركة الأوكرانية النسائية هي حركة اعتراضية على السياسة الحالية التي تمارس في أوكرانيا من خلال الخلفية السياسية الحالية، فالحركة الاعتراضية كانت تمارسها النساء من خلال شعارات سياسية كبيرة عبرت عنها بالتعري الجسدي لكي تلفت الأنظار إليهن والى شعاراتهن،" صدور عارية احتجاجًا على السياحة الجنسية! "أوكرانيا ليست ماخورًا" هذا هو شعارهن.
أما سلاحهن التعرّي في الأماكن العامة يوم عيد الاستقلال أورمي قوالب الحلوى على كلّ "من يكره النساء". لان الحركة ترفض الحالة التي تعتبر فيها أوكرانيا بان المرآة هي سلعة تجارية من خلال ممارسة الدعارة وخاصة من خلال تشريع قوانينها الجديدة التي سنت على أعقاب افتتاح دورة أوروبا لكرة القدم عام 2012.
وغيرها  من العروض المهينة للمرأة  ، إذ يعطي عدد كبير من المواقع معلومات مفصّلة عن الخدمات الجنسية في أو أوكرانيا ، ويشير إلى أن المومسات الأوكرانيات "مستعدات لممارسة كافة أشكال الجنس" التي تشوه صورة المرآة الأوكرانية والسلافينية .
جمعية "فيمن" اليوم تكافح ضد خبث المجتمع الأوكراني وحكومته في هذا المضمار .  فتقوم الناشطات في الجمعية باللجوء إلى أساليب جذرية أقلّ ما يقال عنها إنها لا تبالي بالحشمة.
د.خالد ممدوح ألعزي
كاتب إعلامي،مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث
Dr_izzi2007@hotmail.com