الأربعاء، 31 أغسطس 2011

سورية: حماس الشباب تلهب الساحات تسقط مغامرات النظام، وتربك الإيرانيين...!!!

سورية: حماس الشباب تلهب الساحات تسقط مغامرات النظام، وتربك الإيرانيين...!!!
يكتب ميكافيلي في كتابه الأمير الأحمر "بان ثمة دافعان رئيسيان لحركات الناس الثورية ،أما الحب أو الخوف لكن إذا كان الحكام الدكتاتوريين يزعمون على الدوام بأنهم محبوبون ويحاولون إظهار أنفسهم بصورة الأب الذي يخشاه أبناؤه، إلا إن لا يخدعون بهذا إلا أنفسهم، لأنهم في النهاية هم ليس محبوبين ولا يخشاهم الشعب،وهذه الحقيقة سيكتشفها قريبا من تبقى من حكام دكتاتوريين في المنطقة طال الزمن أم قصر. فان دعم الديمقراطية من الخارج لن يكون عملا مؤثرا ان لن يعرب الشعب عن استعداده للنضال يدا بيد غير عابئ بالإخطار والتكاليف الشعبية للإطاحة بحكامهم الدكتاتوريين
جمعة جديدة بوجه النظام:
من جديد جمعة من الدم تخرج في أخر جمعة من شهر رمضان التي تحتف فيها إيران بيوم القدس العالمي "لقد غاب الشعب السوري عن الاحتفال فيها وكانت مظاهراته ضد حليفها السوري ، الذي أراد النظام بهذا الشهر وهذه الجمعة الانتصار على الشعب وإبادة الثورة الشعبية وسحقها ، من خلال القمع العسكري والأمني الوحشي الذي أجاز به رئيس عصابات النظام السوري بالقتل والفتك، لكن حماسة شباب الساحات السورية أفشلت كل مخططات وتهور الرئيس السوري من الاستمرار بالخير العسكري والأمني، وافشل تأجيج الصراع الطائفي الذي يستعمله النظام لتخويف الأقليات المذهبية الذي يحتمي بها نظام الأسد، متذرعا مرارا بأنه يحميها،فكان الشعب السوري حريصا جدا على أفلام النظام وتعطيه مع الحراك السوري ،فالحراك هو الذي هز قوة وقدرة نظام الأسد،لذلك أجرم النظام بحق شعبه والتعاطي مع ثورته ومطالبه المحقة، 6 شهور يخوض النظام السوري حربا فعلية ضد شعبه المحتج والمنتفض بوجه،6 شهور لم يستطيع إقناع العالم بوجهة نظره الذي يصر عليها بأنه يحارب مجموعات إرهابية.
جمعة الصبر والثبات:
فالشعب السوري الذي يرد على كل وعود بشار الأسد بمزيد من التصعيد الشعبي ،بخروج الشعب السوري يوميا ليلا نهارا إلى الشوارع بالرغم من كل الهمجية التي يتعامل بها النظام السوري مع شعبه الأعزل،فالرد جاء من تنسيقيات الثورة التي أخرجت مظاهرات كبيرة ومنظمة بجمعة "الصبر والثبات" بتاريخ 25 أب أغسطس 2011،لتقول للعالم كله وللنظام والجيش والحزب بأننا صامدون وثابتون مكننا ولن نتوقف قبل مغادرة الأسد وعصاباته،والملفت للنظر بان كل الشعارات واللفتات التي رفعت في هذه الجمعة تطالب برحيل الأسد وإعدامه والمطالبة بحماية ولية لان الشعب السوري عرضة للخطر اليومي من قبل هذه العصابات التي تخوض معركة بين قوة عسكرية منظمة ضد ضمير شعب بكامله يطالب بالتغير الاجتماعي والإنساني لان صبرهم نفذ من سيطرت نظام الأسد .
الاحتجاجات مستمرة بعد رمضان:
فإذا كانت جمعة "الصبر والثبات" كانت الأخيرة في شهر رمضان المبارك ولكنها لن تكون الأخيرة في عمر الثورة السورية المستمرة بهذا الزخم، وهذه القوة الفوق العادة، ولعل ابرز الأحداث التي ساعدت بتصعيد "جمعة الصبر والتبات"، هي:
1- مقابلة الأسد المتلفزة مع التلفزيون السوري بتاريخ 18 أب "أغسطس" 2011،مقابلة ديمغوجية كعادة بشار الأسد الذي يكثر من الكلام والمواعظ والنصائح، والذي يراوغ بشكل مروع ،والتي لم يفهم منها سوى رسالته للغرب التي تنص على:ضرورة الغرب بقبول النظام السوري كما هو ويجب ،ويجب ان تقنعوا أنفسكم بان الأسد ونظامه يقومان بإصلاحات جدية،وإلا الفوضى التي سوف تعم بسورية ودول المنطقة،والتي تأكد الشعب السوري بان نظام الأسد كاذب ومراوغ والتعامل معه فقط من خلال إسقاط الشرعية الشعبية والدولية .
2- سقوط نظام ألقذافي وفراره نظامه أمام الثوار الذي اتهمهم بأنهم "فأران وجرذان" وتهاوت إمبراطورية الإرهاب الذي صنعها العقيد طوال 42 عام ،مما ساعد "الجرذان" أن يناصروا "الجراثيم" الذي وصفهم بشار الأسد من مواصلة الضغط ضد الطاغية بعد سقوط حليفه وصديقه بالإرهاب والإجرام.
3- الضغط الدولي الشديد التي تمارسه دول العالم الغربي على نظام بشار الأسد وتفرض عليه وعلى أركان نظامه عقوبات اقتصادية قد تدخل فيها العقوبات على قطاع النفط الذي يستفيد منه النظام وعصاباته وحدهم.
4-الموقف الأمريكي المتشدد مع النظام السوري الذي طالبه بالتنحي بعد غزله لعدة شهور مما اطر بالنهاية أن يبق الحصة ويطالب الرئيس بالتنحي لأنه أضحى عقبة بوجه التطور الديمقراطي.
5-الشوارع العربية المؤيدة للثورة السورية والمتضامنة معها ومطالبتها للنظام السوري بالتنحي مما اجبر الحكومات العربية وقياداتها على رفع الصوت عاليا بوجه النظام السوري وسحب بعض السفراء من مشق بالرغم من خوف الكثير من اليد الإيرانية لهذه الدول.
طبعا هذه المظاهرات الكبيرة التي شاهدتها ساحات سورية ومدنها ونوحية لتقول بان الشعب السوري كله فقد الأمل بكل أقوال بشار الأسد والذي عبر عنها في المقابلة الأخيرة والذي لم يطرح للرأي العام أي شيء جديد يبشر الشعب بنافذة أمل،لقد قرر الشعب السوري في جمعته هذه بالصبر والتبات من خلال الاستمرار بالموجهة ضد النظام وسلاحه القمعي.
تأجج الشارع السوري من جديد:
فالشعارات التي رفعت في كافة المدن السورية التي تقول بان الرئيس السوري فقد نهائيا الشرعية الشعبية والأخلاقية والأدبية من خلال تحميله كل المسؤولية التي تعصف في البلاد "القتل ،البطش، الخطف ،الاحتلال للمدن،الاعتقال،تأجيج لهيب الطائفية ،التعدي على حرمة المنازل وحرمة المساجد"اقتحام مسجد كفرسوة في دمشق وضرب المصلين وضرب الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي بتاريخ 26اب "أغسطس 2011"" لكون الأسد هو الرئيس للدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تقتل الشعب بقرار رسمي من جانب الرئيس بشار.
كلمة الأسد الأخيرة صنعت الزلزال السوري التي ساعدت الكثير من المواطنين السوريين من حسم موقفهم لجانب الثورة والانضمام إلى شارع الاحتجاجات، مما بدأنا نشاهد مدن وقرى وأشخاص جدد ينظمون للحراك الشعبي .
فالأسد أسير فعلي بعيون الشعب السوري،ولا يستطيع تقديم سوى استهلاك الكلام ،لكونه وعد بالكثير ولم ينفذ منها شيء سوى بعض الجمل الناقصة "سوف نقوم ،سوف نعمل،بدأنا،سنحقق ،نقوم بعمل ما،لكن أغنيته الشهيرة والمستمرة بان سورية تتعرض لمؤامرة خارجية تحاك ضدها بسبب موقفها ودعمها للمقاومة التي هي بعيدة كل البعد عن أي مقاومة والجولان لا يزال محتل منذ 40 سنة،والأسد يهدد بالرد المناسب والمكان المناسب.
فمشكلة الأسد الأساسية تكمن بأنه يراوغ دائما دون الوقت المناسب والظروف المناسبة، يتذكى كثيرا،ولم يحاول التعلم من الدروس السابقة التي عصفت بأربع رؤساء عرب كانوا زملاء للأسد من مدة قصيرة ذهبوا نتيجة أخطاءهم بحق شعوبهم،"رئيس في قفص الاتهام ،وأخر يحاكم غيبيا ،وأخر موجود في جحور الفأران ،وأخر يحكم بالصوت من الخارج.
المواقف الخارجية المؤترة في الحياة السوري:
فالمواقف الدولية المؤثرة في سورية وثورتها ونظامها تنقسم إلى ثلاثة اقسام:
1-الطرف الأول والذي يتمثل بالموقف الأمريكي والأوروبي،الذي يعمل جادا على تنحي بشار الأسد من السلطة السورية والانتقال بسورية نحو حياة جديدة ديمقراطية مستقرة،وتعمل هذه الدول على استحداث قرار أممي يدين سورية في مجلس الأمن وتحميلها مسؤولية دولية لجرائمها ضد السكان المدنيين ،وتقوم بفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على أجزاء النظام وكياناته الاقتصادية ابتدأ من رأس الدولة حتى الضباط المتهمين بممارسة أعمال مريعة ضد السكان المدنيين والتي كانت أخرها العقوبات الجديدة التي أقرت بتاريخ 26 أب على ماهر الأسد وفاروق الشرع وراجحة وزير الدفاع،وربما سيكون قطاع النفط هو القادم لعقوبات جديدة،ولأوروبا سلطة اقتصادية كبيرة على سورية عكس ما صور هذه العلاقة بالعابرة وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريحه الشهير بتاريخ 22 حزيران"يونيو:2011 الذي شطب فيها أوروبا عن الخارطة السياسية ،ونسى وجود أوروبا،طبعا لم تبتعد الولايات المتحدة الأمريكية عن هذه العقوبات بل تعدت إلى مطالبة الأسد إلى التنحي،
2-الموقف الثاني الموقف العربي والتركي:
فإذا كان الموقف العربي تمثل في الأسبوع الماضي في كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز،ورفع الصوت عاليا بوجه الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب الأعزل،ورفض سمك الدماء العربية مهما كلف الأمر،مما شجع كثي من الدول العربية برفع صوتها وسحب سفراءها نتيجة ضغوط الشوارع العربية ،لكن اليوم الموقف العربي الخائف من تدخل إيران في عمل استفزازي لهذه الدول نتيجة ضغطها المستمر على نظام الأسد ،خرج موقفين مميزين هذا الأسبوع :
- الأول تمثل بزيارة أمير مشيخة قطر السريعة إلى إيران بتاريخ 24 أب "أغسطس"، وعرض الملف السوري مع الرئيس الإيراني نجاد وعلى كما يبدوا كانت رسالة عربية غربية إلى إيران تنص على عدم التدخل في حماية الملف السوري وتوريط نفسها في مستنقع جديد يحمل في طياته عداء شعبي سوري وعربي وإسلامي للثورة الإيرانية نتيجة احتضانها للنظام السوري المحتضر ،ويمكن التفاهم على امتيازات بديلة لإيران في العراق،وبحال إيران لن تحاول تفهم الحالة الجيو-سية الجديدة فان دول الخليج سوف يكون لها موقف مختلف وأيام الماضية انتهت عندما كانت إيران تجول وتصول في دول الخليج العربي والدول الأخرى.
-الثاني تمثل بعقد جلسة لوزراء الخارجية العرب في القاهرة بتاريخ 27 أب "أغسطس"والذي كان موضوعها سورية والذي اختلفت فيها الدول العربية بنوعية الإدانة التي يمكن أن تواجه بها النظام السوري، فالوزراء العرب في اجتماعهم في القاهرة اجمعوا جميعهم على احترام الشعب السوري في الحياة الكريمة والآمنة ،وتطلعاته المشروعة نحو الإصلاحات السياسية والاجتماعية وبالنهاية تم تكليف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بتاريخ 28اب"اغسطس"بالتوجه إلى سورية لتبليغ النظام السوري بمبادرة تحاول الجامعة العربية تسويقها،ضمن لجنة عربية سوف تساعد الأمين العام،والعربي هو نفسه الذي خرج من رحم الثورة المصرية التي فرضته في هذا الموقع العربي ،ماذا يمكن أن تتضمن هذه المبادرة ،وما هي الحلول التي يمكن تقوم بها جامعة الدول العربية بظل مطالبة شعبية سورية بالحماية الدولة من ظلم وجور النظام السوري وهذا ما عبرت عنه اللجنة الدولية المختصة بمتابعة القضايا الإنسانية التي لم تمكن هذه اللجنة الأممية سوف رفع تقريرها لمجلس الأمن الدولي بان الشعب السوري يتعرض لأكبر عمليات إجرام من قبل عصابات النظام وأزلامه المرتزقة.
- الموقف التركي لايزال متردد من الحزم مع النظام السوري بالرغم من أن تركيا طفح كيلها من وعود الأسد الكاذبة والمتكررة بالإصلاح،وإيقاف القتل،لكن لا حياة لمن تنادي والمهلة التي أعطاها أوردغان للأسد ونظامه انتهت كما هتف المتظاهرون ورفعوها في لفتاتهم والتي تطالب أوردغان بأخذ الموقف المناسب ،لكي لا يفقد مصداقيته في العالم العربي والإسلامي،لكن تركيا بالرغم من الخوف التي تحاول أن تبتعد عنه والذي يمكن للنظام السوري استغلاله بمساعدة الأنظمة الحليفة له،تركيا تخاف من مشكلة عسكرية مع حزب العمل الكردستاني ،ومخربي تنظيم القاعدة ،التي يمكن للنظام السوري باستخدامهم بسرعة مريحة،إضافة إلى محاولة تفادي مواجهة مباشرة مع الدولة الإيرانية حامية النظام السورية وراعية أعماله،لكن الموقف التركي غاضب ويحاول تنسيق موقفه مع الدول العربية والدول الغربية التي تؤمن له حركة ضغط مريحة على النظام السوري،وهذا ما نره من خلال تصريح القادة الترك الغاضبة من بشار الأسد،وهذا ما عبر عنه كل من :
-تصريح رئيس وزراء تركيا الطيب رجب أوردغان الأسبوع الماضي والذي يقول"بان الظلم لا يمكن أن يستمر، واذا استمر الظلم سوف يغرق صاحبه بالدم"
-تصريح وزير الخارجية التركي عبد الله أغلو بتاريخ 25 آب "أغسطس"والذي يقول"إذا كان على تركيا أن تختر بين الشعب السوري والنظام ،فان تركيا سوف تختر الشعب".
- تصريح عبد الله غول الرئيس التركي بتاريخ 28 أب "أغسطس"،و الذي يقول بأنه فقد الثقة بالنظام السوري.
كل هذه التصريحات تعبر عن ملل وتركيا من تصرفات نظام الأسد ووعوده الكاذبة،
فالشعب السوري يحث تركيا على الالتزام بموقف جدي ضد النظام السوري،وخاصة بان المظاهرات الشعبية تنذر الموقف التركي بان مهلة اوردوغان للنظام انتهت.

- الموقف الثالث تمثل بالموقف الروسي والإيراني "أعوان النظام في لبنان والعراق":
الموقفالروسي:
فإذا كانت روسيا منذ البداية تداعم للنظام السوري وتمد بالأسلحة والعتاد والأجهزة الالكترونية،لكن الموقف الروسي ملتبس وغير واضح وهو مرتبك ويفقد أصدقاءها الحقيقيين في الشرق الأوسط لأنه يدعم الدكتاتوريات ويراهن عليها بوجه الصديق الحقيقي ،فالروس يشكون بالثورات ومنفذيها من خلال معلومات خطاءة من الأنظمة المستبدة ومن استخباراتها التي تفقد الملومة الحقيقية،فالروس لا توجد لديهم مبادرة أو عرض جدي للمشكلة من خلال مندوبهم الرسمي ،بالرغم من الاعتراض الروسي على الإدانة وعدم استصدار قرار دولي يبقى الروس بعدين جدا عن المشكلة السورية بالرغم من وعودهم المستمرة بإرسال بعثة روسية رسمية إلى سورية لدارسة الحالة لكنهم ،عاجزون عن ذلك ،وهم اليوم يحاولون إيجاد مخرج للنظام السوري بمشاركة إيرانية كما صرح بها السفير الإيراني في موسكو لكن النظام السوري افشل العرض،لكن روسيا سوف تفقد سورية فجاء كما فقدت صديقها أبو منيار ألقذافي.
الموقف الإيراني:
يعتبر الموقف الإيراني هو الأهم اليوم من بين كل المواقف الدولية ،لكون إيران ترعى النظام السوري وتقود القتال فيه،فإيران التي تحمي النظام السوري وتمده بالأسلحة والعتاد والخبراء والمقاتلين والمال ،من اجل حماية حليف لها تشكل معه قوة الممانعة والمقاومة مع العديد من القوى التي تدعمها إيران . فإيران الثورة التي نعتبر ثورتها ثورة ضد المظلومية التي تعاني منها الشعب والتي تحررها من الظلم والقهر ،لا تستطيع الاستمرار بالدفاع عن النظام السوري يبدوا انه بداء يميل نحو الانهيار ،وهي التي ناصرت ثورات الشعوب العربية كلها ضد حكامها ،وبالتالي إيران تدخل في حماية الطائفية والمذهبية بدل الممانعة والمقاومة وبالتالي سوف تخسر الشعب السوري والعربي والإسلامي كله ،إيران دولة براغماتية تهمها مصالحها الخاصة ،وليس مجمعة أشخاص ذاهبين إلى مذبلة التاريخ ،فأضحت تفهم جيدا بان مصلحتها ليس مع النظام السوري وان مع الشعب السوري الباقي،بالرغم من التصاريح النارية الذي يطلقها قيادات النظام الإيراني بأنه لا يسمح بالتدخل بالشؤون السورية الداخلية ،وسورية يمكنها إن تعالج أمورها بنفسها ،وسف تمطر إسرائيل بوابل من الصواريخ بحال تم الاعتداء على سورية من الناتو،إلى ما يشبه ذلك،لكن الحقيقية تكمن في أن الساسة الإيرانيون يفكرون بجدية بالأوضاع والتغيرات الجديدة فوضع إيران ليس بأفضل حال لخوض معركة ضد العالم من اجل أخطاء النظام السوري،سقوط حليف لإيران في ليبيا ضعف المعارضة البحرانية وضع اليمن الجديد ،أزمة حزب الله في لبنان،وفقدان حركة حماس وخروجها من يد الثور، وحالة سورية الجدية التي تفقد إيران السيطرة في العديد من المناطق،والثورات العربية الصاعدة التي تسير عكس رغب الثورة الإيرانية، إضافة إلى وضع إيران الداخلي،والحديث عن نوعية الحكم القادم برحيل نجاد القريب ،هذه الأوضاع كلها سوف تعيد حساب الجمهورية الإيرانية ومرشدها الأعلى بالنظر الفعلي بطبيعة العلاقات مع النظام السوري الذي سوف تتجه تدرجيا نحو التخلي عن النظام السوري والتفكير بتعزيز مركز قوة جديدة للثورة الإيرانية في مناطق أخرى،وهذا ما لحظنه في تصريح وزير الخارجية الإيراني على اكبر صالحي ، بتاريخ 27اب "أغسطس"الذي يقول "بان على النظام السوري حان الأوان تلبية مطالب الشعب السوري المحقة ونحنا غير راضين على ممارسة القمع بحق الشعب ،وسقوط الأسد سوف يسبب فراغا سياسيا وسورية تتعرض لمؤامرة خارجية بسبب مواقفها ودعمها للمقامة" ،وهذه أول مرة تعترف إيران بأحقية الثورة السورية ،بالوقت التي كانت تبرر موقفها بان النظام السوري يملك الأكثرية الشعبية والثورات العربية أفقدت شعبية النظام من خلال خروج الأكثرية الشعبية.
إيران متورطة فعليا بحرب ضد الشعب السوري وهم يحاولون تغير في الموقف الذي بدأ يتلاشى، فاليوم النظام الإيراني يتكلم عن النظام السوري من خلال فتح الخطوط السياسية والدبلوماسية لإخراج النظام من مأزقه،بالرغم من الخطاب المتلفز الذي ظهر فيه السيد حسن نصرالله بيوم القدس العالمي بتاريخ 25 آب "أغسطس"يوم الجمعة السورية ،والذي وجه دعوة صريحة لمساعدة النظام السوري والالتفاف حوله لمواجهة المؤامرة التي تحاك ضد النظام من خلال عصابات مسلحة،بالرغم من الهيصة الإعلامية التي يفتعلها حزب الله ،والمساندة الأخلاقية والسياسية والتنظيمية للنظام السوري الذي يرد الجميل الطويل له بمساعدته ووقفه الى جانبه لكن الحزب بالنهاية تحكمه قرار مركزي من إيران يقتضي عليه بالالتزام،والثاني الذي يفرض نفسه على الحزب حالة الجو الشعبي العربي وحالى انهيار النظام السوري الذي تجبره بتخفيف الحماس والتأيد الأعمى للنظام السوري المنهار ،وبالنهاية سوف يلتزم بالقرار الإيراني التي هي نفسها سوف تسلكه تدرجيا بتخفيف التأيد لنظام الأسد،وهذا يعني بان الشعب السوري استطاع أن يحتل بثوريته وحركته الاحتجاجية السلمية العقول والقلوب والساحات في كل الدول العالمي والعربية وحتى التي تنظر لهذه الحركة بنظرة الشك ،لان الحركة والصوت ، لم تستطيع أسلحة ودبابات الشبيحة من إسكات صوت المتظاهرين بقوة القتل والقمع ومهما ارتفعت الأصوات المؤيدة للنظام السوري ،لكن الشعب سوف ينتصر ويجبر العالم كله على الاعتراف بثورته السلمية المنظمة كما حصل في ثورة وثوار ليبيا .
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com





الخبر العربي في الإعلام الروسي المرئي ...!!!

الخبر العربي في الإعلام الروسي المرئي ...!!!
التعتيم على الخبر العربي:
إذا كانت قناة روسيا اليوم الناطقة باللغة العربية تحاول نشر الأخبار العربية نتيجة وجودها وانتشارها على الوكالات العالمية التي تشكل مصدرها الأساسي، لكنها تستمر في تملق للنظام السوري والليبي، ومسح الجوخ لهما ،لكن القناة لاتهمنا بالأساس بسبب بثها إلى الجمهور العربي الذي يكاد لا يشهدها،ولا يتوقف عندها وهذا الموضوع سوف يكون لنا وقف جدية أمامه . لكن المهم لنا هي القنوات الروسية الناطقة باللغة الروسية والتي تخاطب الجمهور الروسي المعني بمعرفة الحقيقية ،وأين يكمن دور روسيا في تغيبها وتعتيمها على أخبار الثورات العربية وقمع شعوبها من هذه الأنظمة التي تدافع عنها موسكو مراقبة لنشرات الأخبار الروسية الناطقة باللغة الروسية والموجهة للمواطن الروسي والتي يمكن من خلال التعارف على الأخبار الدولية التي تعصف بالعالم وخاصة الأخبار العربية منها بظل ربيع وصيف الثورات العربية التي تسير نحو التغير الجذري لأنظمة قمعية دكتاتورية شمولية سيطرت سيطرة كاملة على مفاصل الحياة السياسية والإعلامية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
طبعا لا يحتل الخبر العربي هامشا مهما في الأخبار الروسية التي تسيطر عليها الدولة أو الخاصة الصادرة من موسكو،وهذا لا يفاجئ احد من المراقبين أو الخبراء بالشؤون الروسية ،لان الأعلام الروسي هو صوت الدولة ويعبر عن موقفها الرسمي ،كلنا يعرف موقف روسيا الملتبس والمعتكف باتجاه الثورات الشعبية التي تخوضها الشعوب العربية في أكثرية الدول العربية ،فالشعوب طالبت بالتغير الديمقراطي والحرية وإسقاط أنظمة القمع،فكان جواب الدولة الروسية الرسمي الحوار بين الطرفين حقن للدماء،وعدم سفكها، والتحول إلى حرب أهلية،ولكن العلاقة الطبيعية تستمر مع هذه الأنظمة التي تدعمها موسكو وترسل لها أسلحة لقتل شعوبها ،دون الضغط او تقديم أي مبادرة روسية لمعرفة ماذا يحدث في دولة أو دول تكن شعوبها بالاحترام لموسكو وتعتز بصدقتها وهي تمت على يد أنظمة تحميها روسيا وتمدها بالسلاح الروسي والأجهزة الكترونية والخبراء المختلفون .
الخبر في العربي الشاشة الروسية:
فإذا الأعلام الغربي والعربي الحر وقف إلى جانب المتظاهرين وحراكهم الشعبي في ساحات الاعتصام،لأنه قرر الوقوف مع الشعوب المقهورة فان الإعلام الروسي وقف إلى جاني الدكتاتورية والأنظمة المستبدة ودافع عنها ومازال وحماها من القانون والمعاقبة الدولية، مبررا قتل شعوبها تحت حجج وأعذار وقحة ،أفقدته المصداقية في الشارع وتضامن الشعوب العربية مع روسيا وسياستها القريبة لها من اجل مصالح اقتصادية ذاتية كانت أقوى من الشعور بالإنساني والأخلاقية مع هذه الشعوب المظلومة.
ففي مراقبة يومية لقناة الأخبار الروسية الإخبارية الداخلية والخارجية "القناة فيستي 24"التي ثبت على مدى 24 ساعة لكل روسيا والعالم ،من خلال نشرات أخبارها ابتداء من تاريخ 12اب"أغسطس" 2011 حتى 27 آب" أغسطس"2011 من خلال التحقيقات والأخبار التي تخص الشرق الأوسط وتحديدا الدول العربية
والتي تتميز بمساحة صغيرة أو خبر عادي،ولكن يحتل ريبورتاج الإعلامي" سرغي بوشكوف" مدير مكتب القناة في إسرائيل مساحة كبيرة في الإعلام الروسي وتحديدا المركز الأول في التقرير التي ثبت على القناة ،والتي تفقد الموضوعية والمصداقية الإعلامية التي تعالج مواضيع هامة في عملية التغير العربية والشرق الأوسط،معالجة هذه المواضيع المتناولة تكمن في مدى أهميتها لسياسة روسيا
-الجمعة 12 أب ،" قناة فيستي 24 مصر سرغي بوشكوف" بث مباشر من ساحة التحرير في مظاهرات الانقسام لقوى الثورة المصرية وظهر معارضة كبرى للقوى الإسلامية المرجح استلامها الحكم في مصر بعد نظام مبارك.
-السبت 13 أب،" قناة فيستي 24 بئر السبع بث مباشر لحركة الاحتجاج الإسرائيلية التي يقودها الشباب الإسرائيلي والمطالب بعدالة اجتماعية ،كيف الدولة تحمي شعبها أثناء المظاهرات وكيف تقوم عمليات الاحتجاج المنظم وما هي مطالب الشعب الذي تم تشكيل لجنة وزارية لبحث قضايا الشباب بسرعة .
-الاثنين 15 أب ،" قناة فيستي 24 مصر سرغي بوشكوف"بث محاكمة مبارك ونقل المشاهد من ساحة الشرطة"ساحة مبارك سابقا" والاشتباك الذي حصل بين الموالين والمعارضين في ضرب الحجارة.
- الأربعاء 17 اب "قناة فيستي 24 "الموضوع السوري "مقابلة تلفونية مع مراسلة وكالة ريو نوفستي في اللاذقية ،لقد هاجم الجيش السوري في مخيم حي الرمل الجنوبي مجموعة من الإرهابيين والعابثين بالأمن،وحسب معلوماتنا من مواطنينا الذين يسكنون اللاذقية "طبعا معلومات الأمن" بان الجيش يقاتل قوى غريبة التسلح واللباس وطريقة القتال لا وجود لهم في سورية وإنما تم جلبهم من الدول المجاورة وتحديد من لبنان ،لكون سورية أضحت مركز للقوى الإرهابية القادمة من الدول المجاورة وهذه المعلومات هي ترجمة للموقف السوري الرسمي وإخبار التلفزيون السوري الذي يبرر عملية قصف اللاذقية بحرا وبرا ومخيم الصفيح الفلسطيني.
- الأربعاء 17 أب "قناة فيستي 24 "الموضوع ليبيا تقرير تلفزيوني عن الوضع وإطلاق صاروخ" سكود الروسي" من قبل كتائب ألقذافي لمنع وعاقت تقدم الثوار نحو طرابلس ،لم يستعرض طبيعة المواجهات التي تدور بين الثوار والكتائب وخسارة الكتائب ،وإنما ربط أي تقدم لحركة الثوار الميدانية بمعونات أمريكية وغربية وكان الثوار هم عملاء ومأجورين يتم تصويرهم في الأعلام الروسي.
-الخميس 18 أب ،" قناة فيستي 24 ايلات-تل أبيب سرغي بوشكوف- ريبورتاج"العملية العسكرية في ايلات الذي نفذها المخربين العرب وتعرضهم للمدنيين والعسكريين الذين يخدمون على الحدود الجنوبية للدولة ،وطبعا هذا التسيب هو نتيجة الإهمال العسكري والأمني للحدود الجنوبية التي لم تستهدف منذ العام 1970 ،والتي تعلن هذه العملية عن نهاية الهدنة الأمنية التي عاشتها حدود إسرائيل مع مصر،لكنه لم يعرض الرد الإسرائيلي الوحشي ضد قطاع غزة وسكانها العزل الذي تم قتل الأطفال والمدنيين إضافة إلى قائد قوات صلاح الدين "اللجان الشعبية الفلسطينية"وأربعة من مساعديه.
-السبت 20 أب ،،" قناة فيستي 24 مصر سرغي بوشكوف"ريبورتاج،حماس تنهي وقف إطلاق النار مع إسرائيل ،والمصريين يحاولون سحب سفيرهم من تل أبيب بعد على اثر ملاحقة إسرائيل للإرهابيين الذين نفذوا عملية إيلات،والتي أدت لقصف مواقع للجيش المصري قضى ضحيته جنديين مصرين ،مما دفع بالمصرين بمحاصرة السفارة الإسرائيلية وطالبوا بترحيل السفير الإسرائيلي في القاهرة وإقفال السفارة الإسرائيلية،والإعلام المصري يخرج للجماهير بعناوين عريضة بان إسرائيل تقصف مواقع حراس الحدود.
-الأحد 21 أب ، "ليبيا" بث كلمة ألقذافي المتلفزة والموجه لأنصاره من الشعب الليبي والوقوف بوجه الثوار ،بتغيب الانتصارات الكبرى الذي يحققها الثوار في المدن الكبرى ،وتغيب الانشقاقات القيادية في صفوف نظام ألقذافي "انشقاق عبد السلام جلود" ووزير الداخلية ووزير النفط.
-الاثنين22 أب قناة فيستي 24 "تقرير من الإعلامية الروسية أولغا خوديفا"عن سير العمليات الذي يخوضها الثوار في ليبيا والذين يخوضوها ضد كتائب ألقذافي الأمنية بان السكان الذين يعشون بهذه المدن تلقوا معلومات بالخروج والتجمع،و الثوار الذين وقعوا أسرى في يد جيش ألقذافي هم من المرتزقة الأجنبية "الجزائر وتونس ومصر".
- الاثنين22 أب قناة فيستي 24الخبر الثاني الذي ينص على: أطلاق صواريخ على إسرائيل ،وبذلك انتهت الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل وبدأت حرب الصواريخ من جديد بين غزة وإسرائيل.
-الاربعاء23 أب قناة فيستي 24،مقابلة تلفونية مع مدير معهد الحضارات في جامعة موسكو للعلاقات الدولية،" بنميين بابوف" حول ليبيا ،الذي يقول بان الغرب يخوض حرب صليبية جديدة ضد الاستلام وهذه الدولة العربية الثانية بعد العراق الذي يدخل فيها الغرب في حرب علنية ،ويجب أن نؤكد على موقف روسيا الداعي إلى الحوار وتلافي الحرب الأهلية التي تدمر البلد وسف يتذكر العالم موقف روسيا الايجابي نحو ليبيا الداعية للحفاظ على وحدة الشعب والبلد.
- الاربعاء23 أب، قناة فيستي 24 تصريح الرئيس ميدفيديف الشهير حول وقف روسيا من ليبيا والذي لا يعترف بشرعية الثوار طالما لم توحد ليبيا وتخرج من حرب أهلية .
الخميس24 أب، قناة فيستي 24،خبر تلفزيون روسيا تطالب المجتمع الدولي إدارة ليبيا يجب أن يكون بإشراف هيئة الأمم المتحدة .
-الجمعة25 أب ، قناة فيستي 24، تقرير تلفزيوني عن الأموال التي تبحث عنها ليبيا، "المجتمع الدولي يبحث بوسائل قانونية لتقديم أموال ألقذافي للثوار،ولكن يجب صرف هذه الأموال بإشراف الدولة المجتمعة من اجل مساعدة ليبيا .
طبعا تغيب كامل عن الإعلام لكل المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في مصر ومحاصرة السفارة الإسرائيلية وإنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري تغيب الانتصار الكبير في ليبيا الذي أدهش العالم، تغيب كامل لكل الأحداث والمظاهرات الشعبية في سورية واليمن فالخبر العربي مفقود عن الشاشات الروسية .
خطاء الإعلام الروسي مع الخبر العربي :
يكتب الإعلامي رائد جبر في جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 28 شباط" فبراير"2011 مقالة بعنوان :"التلفزة الروسية وتغطية الحراك العربي، خوف على إسرائيل وارتباك مهني ".لقد وقع الإعلام الروسي فريسة لنظرية المؤامرة الخارجية التي روجتها الأنظمة العربية من خلال علاقتها مع روسيا ،والخوف الروسي من وقع هذه الدولة تحت قبضة شباب الثوار التي تتحكم في عقليتهم التطرف الإسلامي وفكرة الجهاد الذي سوف يعكس حاله على جنوب روسيا ذات الأغلبية الإسلامية والدول الإسلامية الشيوعية التي تسيطر عليها روسيا، وبالتالي هذا المد للشباب، سوف يعكس نفسه على روسيا ووضعها السياسي الخارجي من خلال هذه الثورات العربية المعقدة،فالإعلام الروسي وسع حركته الإعلامية من خلال لقاءات لمحللين وخبراء روس يدينون بالأغلبية بولاء أعمى لإسرائيل ويروجون لسياستها،لقد وضعوا أنفسهم في الدفاع عن إسرائيل وأمنها والمحافظة على وجودها من خلال شعارات المحافظة على وحدة الدول العربية حالة التشرذم الذي سيسببه صعود الإسلاميين إلى السلطة الحرب الصليبية الذي يخوضها حلف الناتو من اجل الانقضاض على الشعوب العربية وتدميرها ،بالتالي هذه الثورات من وجهة نظر روسيا وخبراءها تشكل خطر فعلي على مستقبل الدول العربية وشعوبها.
لقد غاب الخبر الصادق عن الأعلام الروسي نتيجة الاعتماد على الخبر الرسمي لهذه الدول التي تحاول تسويق وجهة نظرها، فالثورات العربية أفقدت الإعلام الروسي القدرة على تغطية الحدث نتيجة سيطرة التوجه الإسرائيلي على الإعلام وفقدان الخبرة الميدانية والتقنية في التعاطي مع هكذا حدث ،ونوافق خبير الإعلام الروسي الذي يقول:" بان سبب "الارتباك" الروسي في تغطية أحداث الشرق الأوسط يعود بالدرجة الأولى إلى ارتباك الموقف الروسي الرسمي ذاته في التعامل مع الحدث الكبير، واعتبر أن "الإعلام الموجه سقط مرة ثانية في اختبار المهنية".
الإعلام الروسي الموجه :
الإعلام الروسي الرسمي هو بالنتيجة ناطق بلسان الدولة وقيادتها،فالإعلام الروسي الناطق بالروسية تعمد دوما عدم أظاهر الأزمة الليبية على الشعب الروسي ،واعتباره عادية بين منشقين غير منضبطين على السلطة المركزية ،والتقارير التي كانت ترسل لا تشكل مساحة واسعة من نشرات الأخبار المركزية ،وبالتالي كانت تغيب لفترات طويلة من الشاشة الصغيرة،وعندما كانت تبث أخبارا معينة لصالحة الدولة الروسية أو نظام ألقذافي او بث حدث كبير لا يستطيع التلفزيون الإغفاء عنه،بسبب نشره في القنوات العالمية والصحافة المكتوبة أو المواقع الالكترونية، بالإضافة إلى الغياب الفعلي لقناة روسيا ليوم الناطقة بالعربية التي وقعت بين حدين موقف روسيا الرسمي والسباق الإعلامي العالمي،لذلك فقدت القناة مصداقيتها عند المشاهد العربي.
لكن الأبرز بالتغطية الروسية لإحداث ليبيا بطريقة مضحكة جدا لتلفزيون له قدرات هائلة وخارقة في العمل الإعلامي والدعائي أن يتصرف كالتالي: إذاعة فيستي 24 القناة الإخبارية الروسية التقرير تحت عنوان "في الحرب كل الوسائل متاحة"بتاريخ 24 أب "أغسطس"2011 .
التقرير ينص "على أن دخول الثوار إلى ساحة الشهداء التي كانت تعرف بالساحة الخضراء هي مسرحية مركبة يشك بها نظرا لاستخدام وسائل عديدة من القبل الثوار لإرباك عدوهم من خلال الاستعراض المسرحي الذي يقوم به الثوار ورفع أعلام الانتصار،من خلال الشك بكل شيء العلم الكبير الذي رفعه الثوار في الساحة كيفية اخذ الصور في ساحة الشهداء في الصور التي التقطت في الساحة وكمية الأعداد المتواجدة فيها ،الشك بل شيء.روسيا تقول بان الوسائل الفنية الاستعراضية هي مركبة من اجل الضغط على العدو حتى المدافع هي مركبة.هذا يلخص عنوا التقرير بان كل الوسائل في الحرب متاحة ،لان روسيا لم تقتنع بالسقوط المذوي الذي شهدته العاصمة لان معلومات روسيا حسب مصادر ألقذافي سوف تصمد لعهود فكانت الصدمة الكبيرة التي لم تتحملها روسيا بسبب غياب المعلومات الكاملة وعدم التغطية الصحية والثقة العمياء بكلام الرؤساء وهذا ما سوف تحصده روسيا في سورية التي بات سقوطها قريبا جدا واليمن التي تزوده بأسلحة وعتاد وأجهزة .
الموقف الروسي الرسمي من الثورات العربية :
فإذا كان الروس بعدين عن الثورات ونتائجها في كل من تونس ومصر ،والتي أحرجت سياسة الكريملين في اخذ الموقف السليم من هذه الثورات التي أدهشت العالم وأربكته لجهة التعامل مع طبيعة هذه الثورات السلمية الاجتماعي التي أسقطت أنظمة دكتاتورية واستبدادية،لكن الروس كانوا مختلفين في التعامل مع ثورة ليبيا التي اندلعت في 17 فبراير الماضي. كان الموقف الروسي مترد وهو ميال إلى حل للمشكلة الليبية وعارضت منذ البدء أي تدخل أجنبي في ليبيا، وانتقدت أعمال الناتو وأخطائه العسكرية العديدة ،لقد أرسلت روسيا مندوبها إلى طرابلس عدة مرات في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الإطراف المتصارعة ،لكن روسيا لم يكن لها وجهة نظر تطرحها لكي تعمل على تسويقها فالمندوب الروسي كان خاليا من أي مبادرة تطرح للطرفين وتضغط بها دوليا وعلى أطراف الصراع ،رفض الحرب وعدم إراقة الدماء هو مطلب الجميع ولكن الجلوس على طاولة المفاوضات دون ورقة عمل،اضعف موقف موسكو ومندوبها "مخائيل مرغيلف" .المعركة الروسية مع الخرب من اجل مصالح خاصة في مناطق نفوذ روسيا وليس دعما لنظام ألقذافي لكن الصراع الدولي يفرض إشكالا مختلفة في إدارة الصراع الدولي ،لكن روسيا مطورة حتى اللحظة الأخيرة في بيع الأسلحة والمعدات الحربية والتقنية والكترونية للنظام ألقذافي وتزويده بأفضل المعدات والخبراء ،ويكفي بان جحافل خميس ابن العقيد ألقذافي الفرقة 32 هي روسية الصنع والتجهيز،إضافة إلى بعض الدول التي تخص روسيا كأوكرانية وروسيا البيضاء اللتان زودت نظام ألقذافي بالأسلحة والتقنيات العالية لإدارة حربه. طبعا تعيش روسيا صدى الصدمة التي منيت بها من سقوط نظام ألقذافي السريع،والهزيمة سوف يكون له تداعيات عديدة على روسيا لكونها تفقد حلفاءها في الشرق الأوسط من خلال دعمها لدكتاتوريات وأنظمة فاسدة ستتحمل أعباء هذا التحالف،وتدفع ثمنه في المستقبل القريب.
فالموقف الروسي الذي عبر عنه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بتاريخ 24 أب"أغسطس 2011 والذي يقول فيه حرفيا"" اليوم في ليبيا يوجد سلطتين ،والنصر الحالي لا يعتبر نهائيا حتى لو امتلكوا ثلاثين العاصمة وضرورة التفاوض ،ولا نستطيع الاعتراف بالمجلس الانتقالي اليوم ،وسوف نرى مدى شعبيته في البلاد وتأثيره عليهم". يقول ميدفيديف بان روسيا تطالب بان تبقى ليبيا دولة موحدة دون التفكيك بسبب وضع ليبيا وتركيبتها القبلية المعقدة الذي حافظ عليها النظام السابق كدولة واحدة ،فكيف يمكن للثوار المحافظة عليها دون تفككها والدخول في حرب داخلية تستنزف ليبيا وشعبه .الموقف الروسي يقوم على إيجاد حل سلمي نهائي للمشكلة الليبية،ينقل البلد إلى حياة طبيعية ،كي لا يتعرض الشعب الليبي لحرب أهلية تسفك فيها الدماء.الموقف الروسي غمض وملتبس وغير واقعي فإذا الصين حليف ألقذافي وصاحبة الاستثمارات الكبيرة البالغ قيمتها 18 مليار تمنت للشعب الليبي الخير وتحترم رغبته وترغب في المشاركة بإعادة أعمار ليبيا،فالروس يحاولون أعادة النظر في الخسارة التي منوا بها في ليبيا ولم يستيقظوا من الصدمة أو أنهم يعرفون ماذا يخبئ ألقذافي لأنهم شركاء معه ،طبعا لا يختلف الأمر مع تعامل السياسة الروسية مع النظام السوري وثورته الذي اندلعت في 15 مارس الماضي فالموقف الروسي لم يقدم أي حل فعلي لإنقاذ النظام السوري أو لإجبار العالم على مناقشته ولم يزور أي مبعوث إلى سورية وحتى السفير الروسي لم يكلف نفسه لزيارة المدن التي يتم احتلالها حتى القنوات الروسية غابت وغيبها النظام نفسه الذي لا يثق بروسيا .
لكن الروس يرفضون أي ضغط على النظام السوري ولا يزالون يمدونه بالأسلحة والمعدات التقنية واللوجستية والخبراء العسكريين والآمنين،لقتل شعب اعزل يدفع لروسيا من ماله ثمن الطلقات التي يقتل بها،بالوقت الذي يرفض النظام السوري المبادرة الإيرانية –الروسية ،حسب تعبير السفير الإيراني في موسكو، التي تحاول أنقاض النظام السوري من أزمته و ادخله بإصلاحات جادة.
الموقف الروسي خائف والخوف هو الذي افقد روسيا أوروبا الشرقية سابقا في العام 1991 ،وضيع صربيا عام 1999 والعراق 2003 وليبيا وسورية في العام 2011،فان إرسال نائب وزير الخارجية إلى سورية بتاريخ 29 "أب أغسطس "2011 ،يدل على إحراج الروس أمام العالم لممارسات النظام السوري الذي روسيا تحميه،فهذه المهلة التي طلبها الرئيس الروسي من العالم لتنفيذ الإصلاحات السورية،وهذه فترة جديدة تعمل روسيا على تأجيل قرار أممي بحق النظام السوري،لكن روسيا لم تحمل أي مبادرة تقدمها للنظام والمعارضة لان روسيا تعرف جيدا بان النظام السوري لا يستطيع تنفيذ أي إصلاحات،وبالتالي الروس سوف يعدون إلى مجلس الأمن لتأيد قرار أممي ضد النظام الذي فقد شرعيته الدولية والشعبية وبالتالي روسيا إضاعة سورية نتيجة ضعف في تحليل استراتجي .
ليبيا انتصرت شانا آم أبينا وليبيا الجديدة سوف تكون أفضل من ليبيا ألقذافي إرادة روسيا أن تعترف بهذه الحقيقة أما لا ، وسورية التالية واليمن على الطريق ،لان سقوط الأنظمة الدكتاتورية الأخرى التي تحميها روسيا، بات قريب وروسيا ستفقد الشرق الأوسط وشعبه، بسبب غباء لاستخباراتها ومعلوماتها الإعلامية التي اعتبرت أن هذه الأنظمة باقية وصامدة إلى الأبد وقادرة على قمع شعبها الأعزل. ومهما حاولت روسيا من أي عرقلة لقرارات مجلس الأمن بحق النظام السوري لا تستطيع تلميعه أمام العالم لان نظام الأسد فقد الشرعية الدولية والشعبية إلى غير رجعة وعلى روسيا أن تقر بخطاء ها الفادح في حمايتها للأنظمة الدكتاتورية وتخليها عن شعوب هذه الأنظمة التي يترتب على روسيا لاحقا الاعتذار لهذه الشعوب،لان مصلحتها الدائمة مع الشعوب وليس مع مجموعة من المافيا التي تتعامل مع مافيا .
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
Dr_izzi2007@hotmail.com