السبت، 18 يونيو 2011

سورية: احتجاجات جديدة وحلب في قلبها، وارتدادها على لبنان

سورية: احتجاجات جديدة وحلب في قلبها، وارتدادها على لبنان
جمعة جديدة وتظاهرات جديدة:

نهار الجمعة بتاريخ 17 حزيران يوليو 2011 لقد نجحت منسيقيات  الثورة السورية بإخراج أعداد كبيرة في المدن السورية وإشراكهم في الحراك السوري المطالب بإسقاط النظام الأمني والقمعي ،بالرغم من السيطرة الأمنية الكبيرة على مفاصل المدن والنواحي السورية لقطع التواصل بين المتظاهرين ومنعهم من المشاركة بالمظاهرات إضافة إلى استعمال الرصاص الحي في قتل المتظاهرين الذين خرجوا للتظاهر بالحم الحي بوجه كل القوى الأمنية الشرسة، والتي تحاول الإطباق على المناطق السورية وتهجير أهلها بقوة القوات الخاصة التي تداهم المناطق، وتقوم بعمليات إنزال "كمندوس" عسكري ،كما هو الحال في معرة النعمان في محافظة أدلب . لكن نجاح المنسيقيات السورية في اختيار أسماء جمعة التظاهر التي هي بحد دورها شعار يرفع بوجه النظام الذي يحاول دائما الالتفاف على انجازات الثورة وتشويه صورتها،بعد جمعة الفصح التي أهدية إلى مسيحي سورية ،وجمعة الحرائر،التي أهدية إلى النسوة السوريات،وجمعة حماة الديار التي أهدية إلى الجيش العربي السوري ، وجمعة أزادي "الحرية" باللغة الكردية تأيدا للشعب الكردي ،وكانت جمعة العشائر في الأسبوع الماضي تأكيدا على ور العشائر العرب في حياة سورية،أما هذه الجمعة والتي سمية باسم الشيخ صالح العلي، كان لها تأثير مهم في حياة الشعب السوري وترابط مكوناتها الطائفية المختلفة،لقد عمت المظاهرات كل القطر السوري وشملت الاحتجاجات مدن مثل درعا وريف دمشق وفي مدينة حماة التي رفعت اكبر علم سوري من قبل المحتجين ، ضد العلم السوري الذي رفع في دمشق من قبل أزلام النظام وموظفين وأمنيين اجبروا على النزول بالقوة في مسيرة أطلق عليها اسم مسيرة العلم ، لكن الأمن لم يتركها تسير سلمية كما كانت تسير في المدن السورية رافعة أغصان الزيتون والصرخات المطالبة بالحرية لان الأمن أصر أن يسيل الدم السوري الطاهر والذكي، فالشعارات المطروحة في المسيرات هي التعبير الطبيعي والجدي ، لرأي الشعب الذي يهدف إلى تغير النظام وهذا التوجه يبنى من خلال تعبير حقيقي لرغبة وإرادة شعبية كاملة بسبب الحالة الأمنية العدوانية.
جمعة الشيخ صالح العلي:
لقد نجحت" منسقات " الثورة السورية باختيار اسم هذه الجمعة التي أطلق عليها اسم المجاهد السوري صالح العلي:
 -هذه رسالة جديدة من القيادة السورية التي ترفض فيها منطقة الطائفية والتقسيم ، بالطبع هذه التسمية لها مدلولات كثير في نفوس الشعب السوري لكون صالح العلي هو من قيادة  سورية القديمة التي قاتلت ورفضت الاستعمار الفرنسي
-الرسالة الثانية هي دعوة صريحة للطائفة العلوية بالخروج من "القمقوم" الذي يفرضه النظام السوري عليها ،ويجعلها حامية له  وقواته الخاصة المقاتلة ضد الطوائف والأطياف السورية الأخرى .
 - الرسالة الثالثة التي ترسل للطائفة العلوية مباشرة من قيادة الثورة والتي مفادها بأنه لا يجوز للطائفة العلوية أن تبقى بعيدة عن التغير الذي يحصل في القطر السوري ،وان لا تشارك فيه من خلال كونه مكون من مكونات التركيبة السورية ،وان تبقى أسيرة لمطامع وطموح بعض الأشخاص الذي يبثون الرعب في نفوس أبناء هذه الطائفة الكريمة بان تغير نظام الأسد في سورية سيكون البديل الحرب الطائفية والتي تصاب بها هذه الطائفة.
 من هنا أتت هذه التسمية والتي أزعجت الكثير من إطلاق هذه التسمية الصريحة والجدية باسم الشيخ صالح العلي الذي ينتمي إلى سورية وحارب من اجل سورية ورفض الدولة عندما فرضتها فرنسا وقسمت منطقة الساحل السوري عام 1920، وأعلنتها فرنسا  دولة "جبل العلويين" على الساحل السوري  وعاصمتها اللاذقية، لقد قاتل العلي مع ثواره ضد فرنسا حوالي 10 شهور انتصر في معارك عديدة ،حتى نفذت ذخيرتهم ونفذ سلاحهم، هرب العلي  إلى الجبال وعندها قامت بفرنسا بتدمير ثورته وإعلان دولة الساحل الذي لم يعترف بها ، ولم يستسلم لفرنسا وظل يقارع  الاحتلال الفرنسي طوال الفترة الماضية  ، حتى عاد  إقليم الساحل  كله العام 1936 إلى حضن سورية الأم والدولة بعد توقيع المعاهدة السورية-الفرنسية ،وعندها ألقى الشيخ صالح العلي خطابه الشهير بمناسبة العودة .
يكتب الصحافي السوري نجيب الريس في إحدى مقالته بتاريخ16 -12 1946 تحت عنوان:" احتلال في الأول، وجلاء في الثانية" يقول :"في غربي سورية وعلى روابي جبل العلويين خفقت راية المجاهد المؤمن التقي الشيخ صالح العلي ،وامتدت ثورته إلى سواحل بانياس وطرطوس من الغرب وضواحي حماة من الشرق وأوشكت كتائبه أن تدخل حدود اللاذقية ظل يحار عشرين شهرا حتى انكسر وانهارت قوته واعتصم برؤؤس الجبال لم يستسلم ولم يخضع ولم يذل لان إيمان الشيخ لا يعرف اليأس  ونفسه الكبيرة التي تغيظ رحمة الله لان الأمة التي استطاعت في ميسلون من الصمود ستظل تحارب من اجل أن تبقى المعركة من اجل الوطن"
بالطبع ليس من مشكلة  أساسا مع الطائفة العلوية في سورية ،لكن على ومفكري  الطائفة أن يقتنعوا،عمليا وجديا بان النظام السوري الحالي ذاهب دون عودة،وعليهم أن يقبلوا مشاركتهم في الدولة الجديدة حسب تمثيلهم الحقيقي والفعلي في مجلس برلماني جديد يضمن حق كل الأقليات فيه لان الأقلية هي جزاء من الأكثرية الموجودة.
تظاهرات بالرغم من السيطرة الامنية:
جمعة جديدة وتظاهرات جديدة،دون اتضح في الأفق،لان المتظاهرين الذين يخرجون للتظاهر متمسكين بموقفهم بالرغم من ازدياد عدد القتلى بينهم بسبب تعامل قوى الأمر الواقع التي تدافع عن النظام وأعوانه،وذا ما يزد اتساع الهوة بين المحتجين المطالبين بتغير النظام وإسقاطه،والنظام نفسه الذي يمارس سياسة الأرض المحروقة مع المواطنين من خلال القتل والبطش والاعتقال واحتلال المدن ومحاصرتها واستعمال السلاح الروسي الثقيل والفتاك.
فالهوة تتسع يوما بعد يوم بسبب عقلية النظام السوري واعتماده على سياسة الحسم العسكري والأمني دون القراءة الصحيحة للتطورات الجيو- سياسة في المنطقة العربية وتحديدا زلزال التغير الذي يعصف بالمنطقة العربية وسورية واحدة منها.   فانتهاج  النظام السوري لمبدأ الحسم العسكري في تعامله مع المدن السورية،والتي يحاول السيطرة عليها بقوة الحديد والنار، وبالرغم من التوجه العام لدى قوات النظام الأمني بان الحل الأمني هو الأفضل،لكن هذا الحل لم ينجح أبدا في إخماد صوت الثورة السورية وهذا ما عبرت عنه المدن التي دخلتها فرق الموت والكتائب الأمنية ،في مشاركتها الفعلية والقوية في مظاهرات ربيع سورية . 
سورية وعلاقتها مع تركيا:
  بالطبع أصبحت العلاقات السورية في أصعب أوقاتها منذ عسرة سنوات من الانفتاح السوري على تركيا،فالخطابات النارية واللهجة الشديدة التي يتكلمها قيادة القرار السياسي في أنقرة بالطبع أزعجت سورية وحاولت سورية بطريقة غير رسمية من خلال توجيه أصابع الاتهام لما يحدث في سورية هو بمساعدة تركية ،لكن أنقرة الذي ضاق صدرها من تصرفات ووعود النظام السوري وعدم تطبيق الأفعال التي تتطلبه تركيا بممارساتها وتضيقها من ممارسة الأسلوب الأمني ضد السكان العزل، وكذلك حالت النزوح الشعبية التي تلجاء إلى الأراضي التركية والتي تشكل أزمة إنسانية ودولية أخذة بالاتساع ، لا تستطيع تركيا من التهرب منها والدفاع عن النظام السوري في المحافل الدولية حسب تصريح الطيب رجب أردغان ،فكانت زيارة حسن التركماني مبعوث الرئيس السوري إلى تركيا لجس نبط تركيا من خلال التبرير الذي حاولت سورية أن تقدمه إلى تركيا في تعاملها مع الحراك الشعبي وتحديدا في منطقة جسر الشغور، لكن سورية نفرت جدا من دقة المعلومات الأستخباراتية التي بحوزة تركيا والتي بدورها تكذب الطرح السوري من خلال الأدلة والبراهين،وهذا أعطى انطباع الفشل للزيارة السورية  من خلال الجولة الميدانية لوزير الخارجية التركية أوغلوا بزيارته إلى مخيمات اللاجئين، وسماع  الوفد السوري لأردغان لمدة ساعتين ونصف الساعة والذي أصر على البدء الفوري بإصلاحات،من خلال المعالجة بالصدمة، إضافة إلى رفض تركيا لعودة النازحين الذين يعشون في إقليم "هاتاي في أنطاليا"، والذي يفوق عددهم أكثر من 12الف لاجئ  وإقفال الحدود أمام النازحين دون أعطى سورية ضمانات أمنية وسياسية.لكن صوت أردغان الذي لا يزال يطالب بالإصلاحات والتغير سوف يتغير في الوقت القريب وستكون نبرة أردغان مع سورية أكثر إصرارا وتنفيذا بظل استمرار التظاهرات والاحتجاجات السورية التي هي بدورها ستجبر الجميع على تغير الكلام مع الأسد ونظامه.
سلطة الأسد في سورية:
في العام 1972 عرض الأخوين الرحباني في  مسرحيتهم الشهيرة"ناطورة المفاتيح" من بطولة  المغنية اللبنانية فيروز"زاد الخير"والممثل اللبناني"انطوى كرباج" الملك:
 - زاد الخير فيروز هي الشعب " هي حالة الشعب السوري اليوم "، فالملك يسال زيد الخير التي تمثل الشعب عن أحوال الرعية اليوم ،تجيبه بأنها ضجراني ،يدعيها للتسلي معه ،تقول زيد الخير أنت يا ملك أنزلل لعندي ،لكنه يرد بان الملك لا ينزل،والشعب لا ما بيطلع ،يقول الملك الهيئة لا نستطيع التفاهم يا زيد الخير، الملك يسال أين الشعب ،هرب أين المساجين هربوا ،الملك يذهب لتفقد الرعية ،فلا يجد احد، ب"يصرخ الملك"  وينادي الشعب بان الملك قادم لزيارتكم ،لكن الشعب غادر بيوته من مناطق" درعا ومن تلكلخ، والتلبيسة،وحماة وباب عمر، والرستن وجسر الشغور،وحمص ومعرة النعمان، والبوكمال، هذه الهجرة التي يفرضها نظام بشار الأسد على كافة الفئات من اجل السيطرة على البلاد والمن المؤسف والمحزن بان يصدر تصريح للرئيس بشار الأسد   أثناء اجتماعه بعائلات   سورية يقول فيها إذا الشعب لا يريدني سوف أستقيل وأمارس مهامي الخاصة ولي أصدقاء كثر في البلاد،وهنا ينطبق المثل القائل اسمع كلامك تعجبني أرى أفعالك تخيفني، فإذا الرئيس الأسد يريد فعليا أن يحل الأزمة السورية عليه التوجه إلى الشعب الذي يقرر بقاءه أو تحيده ،لكن الأسد حتى اليوم لم يوجه أي خطاب رسمي إلى الأمة السورية والتكلم معها بمستقبل سورية الجديد لكن الأسد يخاف فعليا صناديق الاقتراع والتقرب منها لأنها هي الرد الفعلي على عدم بقاءه وهذا ما يبرره تصرفاته وتصرفات قواته الأمنية والاستخباراتية لان سلطة الأسد أضحت في مهب الرياح .      
التصريحات السورية المستمرة: 
السؤال الذي يشغل بال جميع المراقبين والمحللين والمتابعين للوضع السوري عن كثب لماذا تصر الخارجية السورية على الابتعاد عن إعطاء التصاريح والدفاع عن النظام السوري والتي هي جزاء منه بالوقت التي تعج هذه الوزرة بالعاملين والخبراء والدبلوماسيين الذين يمكن ا يخرجوا على الفضائيات وعقد المؤتمرات والندوات الصحافية،بل تصر على أظاهر أناس بأسماء مختلفة وألقاب مختلفة محللين وخبراء استراتيجيين وأستاذة من الجامعات باعتبارهم محايدون، لكنهم يستشرسون في الدفع المميت عن النظام من خلال كمية الكذب الذي يبثونها ويرسلونها إلى عقول المواطنين لكي يتم تشويش عقولهم، إضافة إلى اعدم النقاش الجدي والبناء ل طرح مستقلة تأسيسي لبناء علاقة ثقة في محافل المثقفين السورين .
-لايزال الإعلام السوري وتحديدان التلفزيون الرسمي بتصوير أشخاص سوريون هم وراء الإحداث الإجرامية التي تسود البلاد وهم من عمل مجزرة جسر الشغور والذي ذهب ضحيتها أكثر من 120 رجل امن سوري،والسلاح تم جلبه من تركيا .فإذا كانت المؤامرة مكشوفة كما يدعي الإعلام وشبيحته الإعلاميين  السورية ،فالسؤال الذي يطرح نفسه ؟؟؟ من هؤلاء ؟؟؟ما هي هويتهم ؟؟؟ما خطابهم السياسي، فإذا كانت العصابات تفشت في سورية منذ مدة طويلة وسيطرة على المناطق السورية فإننا أصبحنا أمام دولة فاشلة بالرغم من اعتبار سورية دولة ذات الطابع الأمني الحديدي،وعدم توجيه أي نقد لدولة خارجية تتهم بالعبث بأمن سورية   .
- عدم الاعتراف الرسمي والإعلامي  بحالة الانشقاقات في صوف الجيش السوري والتي اعتبرتها دمشق بأنها حالة فرار وليس انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية التي يجز بها لمقاتلة الشعب السوري ،وهذه المؤسسة لها عقيدة وطنية وتربية قومية لأتقل أهمية عن هوية الجيش المصري والتونسي ،وان استمرار جز العسكر في حربه ضد المتظاهرين سوف تؤدي إلى تمزق الجيش السوري ويخل البلاد في دوامة الحرب الأهلية ،فالجيش السوري يختلف جدا عن المؤسسة العسكرية الليبية التي بنهى القذافي لحمايته الشخصية على حساب الجيش الوطني ،بالرغم من وجود مؤسسات أمنية وأجهزة سورية كبيرة تقوم بخدمة النظام وأشخاصه،لان الورطة والخلطة التاريخية بسبب استعمال الجيش.
-طرح رامي مخلوق إمام الإعلام السوري والذي انعكس سلبيا على النظام السوري الرسمي الذي يحاول أن يروج لمواضيع باتت غير كافية،رامي مخلوف الذي يعلن بأنه ترك أعماله التجارية والمالية وتبرع بأمواله إلى الشعب الفقير والمحتاج ،وانه سوف يتفرغ للعمل الخيري ،لكن السؤال الذي يطرح على النظام السوري من أين أموال رامي مخلوف ومن أين سرقها، أليست هي أموال الشعب السوري المسلوبة ألا يستحق المحاسبة الفعلية وجزه بالسجن .
سؤال يجول في بال كل الناس لماذا المندسون والمخربون، يستيقظون فقط في أيام الجمعة ،وفي المسيرات السلمية ،ويغبون عن مسيرات النظام كمسيرات العلم أو مظاهرات العلم بالوقت التي تعتبر هذه فرصا ثمينة للمندسين في قتل جماعة النظام بكميات كبيرة ،أليس مخجل طرح  الإعلام السوري،ومشتقاته بان الشعب هو عصابات إرهابية .  
المنسقيات السورية ودورها:
تعتبر المنسقيات السورية هي القيادة الفعلية لثورة الشعب السوري والتي تقوم بدورها في توسيع عملها من خلال استمرار التظاهرات وتشكيل المسيرات الشعبية والتي باتت تسيطر على المدن والنواحي السورية ليلا نهار دون انتظار يوم الجمعة للخروج من الجوامع للمشاركة بالتظاهر،فالمنسقيات السورية نجحت نجاحا هاما من خلال اختيار الأسماء التي تدعوا لها كل جمعة،وهنا لبد من التوقف أمام الطرح المميز لهذه الهيئات الأهلية الجديدة في المجتمع السوري والتي سبق وعيها وإدراكها طرح" اوباما واردوغان" المطالبين بضرورة إصلاح سريع وتغير ديمقراطي ،لان هذه الهيكليات الاجتماعية الجديدة في المجتمع السوري تجاوزت فكرة الإصلاحات، و ذهبت بعيدا جدا عند ما طرحت فكرة إقامة مؤتمر حوار وطني إنقاذي لسورية تشارك فيه كافة القوى السياسية المعارضة السورية بما فيها شخصيات من النظام لم تتلطخ  أيديها بالدم إضافة إلى ممثلين عن الجيش السوري .لان أزمة سورية أضحت أزمة بلاد، والبحث الفعلي في إقامة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مهمتها انتقالية ،لان الشعب السوري هو الذي يفرض كل الحلول والتي سوف تتضامن معه شعوب العالم الأخرى فالتنوع المذهبي والآثني التي تتمتع به سورية، يدفع هذه القيادات الشابة في التفكير الجدي بمستقبل  ديمقراطي لسورية الجديدة من خلال طرح رؤية جديدة للثورة .  فان مهمة الحركة الثورية الاجتماعية في سورية الجديدة هو إسقاط النظام الشمولي الحالي وإقامة نظام ديمقراطي تقف بوجه الدوافع كي لا يتم استبدال الاستبداد باستبداد، والوصول إلى المبدأ الأساسي وهو مبدأ الحرية والعدالة.
فان الدعوى إلى مؤتمر سوري وطني داخلي يكون مؤتمر "انطاليا وبركسول" مساندان لهم ،خطوة هامة ومميزة بظاهر مستقبل الثورة السورية ووسائل تغيرها ،لن الشعب السوري هو الذي يقول ويناضل بإسقاط النظام
تشكيل الحكومة اللبنانية :
  لايزال النظام السوري وكافة مستشاريه يفكرون بنفس العقلية الأمني القديمة دون الوقوف أمام التغيرات العالمية،لقد عمد النظام الأمني في العام 2004 بتجديد ولاية الرئيس اللبناني بالرغم من المعارضة العربية والدولية لهذا التجديد مما ادخل سورية ولبنان في أزمة دولية بخلق قرار دولي تحت رقم 1559 والتي أطرت سورية لمقاومة هذا القرار الذي أدى باغتيال رئيس وزراء لبنان الشهيد رفيق الحريري،مما فرض عليها عزلة دولية كادت أن تخنق الشعب السوري ،فحاول النظام التنفيس من خلال إتباع أسلوب الاغتيالات بحق المعارضين للنظام السوري مما أدى إلى تشكيل محكمة دولية لكي تدع حدا لعمليات الاغتيال ،وبداء السوري يتعاون مع المجتمع الدولي ،مما ساعد سورية على فك عزلتها الدولية،لكن السوري فيما بعد انقلب على الفرنسي والقطري الذين ساعدوه بالانفتاح على العالم  الغربي والدولي ،لكن ممارسات النظام السوري باقية على حالها بالنسبة لتعاملها مع لبنان وعدم الاعتراف بهذه الدولة ككيان ندي لها وإنما موقع جغرافي تستطيع التفاوض عليه ساعة تشاء ،فكان الحسم الجديد بواسطة السلاح الذي استعمل في 7 أيار"مايو"من العام  2007،وكذلك  إسقاط حكومة سعد الحريري في أوائل العام الحالي بانقلاب بواسطة السلاح وتهديد وليد جنبلاط المباشر،و الذي اخذ طريق مغاير جدا لما يتعارض مع قواعده الشعبية ،والذي غير مسار الأكثرية القديمة ،من خلال أكثرية جديدة ،و التي حاولت تشكيل حكومة جديدة ذات اللون الواحد.
لكن بشار الأسد أمر بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بخلال أربعة ساعات بعد أن عانت هذه التشكيلة عدة شهور من الصرع الداخلي لعدم تشكيلها وبناء للتالي :
-أراد الرئيس السوري أن يصنع انتصر بوجه انتصار اردغان الذي فاز بانتخابات نيابية في تركيا .
- أراد الأسد أن يقول للعالم انه لا يزال يتحكم بقدرات خارجية ولم ينتهي دوره الخارجي ، بالوقت الذي لا يستطيع ان يحسم مشاكله الداخلية .
- أراد من هذه الحكومة التي تأخذ طابع الموجهة مع المجتمع الدولي والعالمي وخاصة لبنان على موعد مع قرار ضني من المحكمة الدولية ورأس النظام السوري هو الأساس فيها .
-أراد من هذه الحكومة حكومة كيدية ومناكفة سياسية تحاول إدخال لبنان من فوضه جديدة، يتم فيها خلط الوراق بعضها بعضا ،وهذه إحداث طرابلس في جمعة تأيد للشعب السوري يعمل النظام على تحريك الأقلية العلوية في جبل محسن  للدخول في حرب أهلية مع جيرانهم السنة  في باب التبانة.
لقد شكل الأسد هذه الحكومة اليوم كما اتخذ قرار التجديد دون استشارت العرب والغرب ،وكان النظام يقول لنفسه إنها زوبعة في فنجان وسوف نصمد بوجه الجميع لكن مشكلة النظام أصبحت من الداخل ومع الخارج.
لقد اعتبر سورية من الغرب طول الفترة السابقة بأنها مصدر تهدئة للمنطقة والدول المجاورة طالما سورية ادعت بأنها دولة ممانعة وحامية للمقاومة العربية،لكنها اليوم تصبح مصدر قلق وازعجاج للمنطقة العربية والمجاورة،ودولة أصبحت ترتكب مجازر إنسانية بحق الشعب السوري الأعزل. من هنا العلاقة السورية العالمية أصبحت في طريق مسدود من خلال فتح الاشتباك وتغير قواعده بين سورية والعالم سد الطريق المستقبلي أمام أية مفوضات قادمة ناتجة عن إصلاحات وتغيرات.
لقد تغيرت لهجة شبيحة الإعلام في سورية من خلال الإقرار بوجود معارضة سورية ،وغياب الرئيس عن السمع وعدم الظهور على الشاشات يدعم فكرتنا القائلة بان النظام أصبح في مأزق ويريد مخرجا مشرفا أمام الشعب والعالم ،وهذه خطوة من خطوات الضعف التي تدل على صحة رأينا  من خلال منع محافظ درعا وعاطف نجيب من السفر إلى الخارج .وبالرغم من السكوت العربي الخجول على الجرائم الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري بشعبه والتكلم الغربي الخجول ضد نظام الأسد ،وبالرغم من تعنت الموقف الروسي والصيني الذي يبر بأنهم ضد أي تدخل أجنبي في المناطق العربية لكننا نقول بان موقف روسيا سوف يتغير ولا تستطيع تحمل جرائم النظام السوري وتدافع عنه ولكنها تحاول فرض شروط خاصة بها تحت حجة الدفاع عن النظام السوري. رغم ذلك يخرج الجمهور السوري يوميا للاحتجاج وتتسع حركته في كافة المدن والمناطق رغم إجرام فرق الموت والكتائب الأمنية السورية، لكن هذا الحراك المستمر سوف يجبر العالم كله من تغير راية والوقوف مع حركة الشعب السوري الأعزل .
لننتظر الجمعة القادمة والذي بات الخطاب الديني يستخدم فيها بشكل علني ، والذي يشكل حافزا مهما في استمرار واتساع رقعتها ، وكذلك في المقابل في كيفية التعامل مع المتظاهرين من قبل الأمن السوري في الأسبوع المقبل، وما هي المدينة التي يعد اليوم لاحتلالها من قبل الجيش السوري ،لان أيام الجمعة أصبحت ترصد في سورية والدول المجاورة.
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.

ما هو مستقبل "العلاقات السورية-اللبنانية" بظل تشكيل حكومة المواجهة اللبنانية :




ما هو مستقبل "العلاقات السورية-اللبنانية"          
بظل تشكيل حكومة المواجهة اللبنانية  :
سؤال يطرح نفسه بقوة منذ العام (2005)عندما رفع الغطاء الدولي والعربي عن هيمنة الاستخبارات السورية على جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري ،وخروج الجيش السوري بناء على القرار الدولي(1959)  ولاستكمال صورة واقعية عن مستقبل العلاقات بين البلدين لا بد من تناول المرحلة التاريخية لهذة العلاقات فالمرحلة الأولى من تجربة الاستخبارات السورية في لبنان تعود لما قبل الوحدة السورية المصرية وصولا الى( ثورة 1958). وقد تميزت تلك المرحلة بحالة  من الفتور السياسي ابرز ميزاته تحولت تدريجيا إلى تدهور وخلاف كان النزاع العقائدي   -الأيديولوجي   إضافة إلى الخلاف السياسي بين الرئيسين كميل شمعون وجمال عبد الناصر الذي انعكس  سلبا على العلاقات  السورية -اللبنانية لاسيما وان سوريا لم تعترف يوما بوجود كيان للبنان إنما لبنان هو جزء طبيعي لحدودها الجغرافية الطبيعية ونفوذها السياسي انطلاقا من المرض السياسي السوري المزمن الذي يرى في جيرانه أعداء ومصدر قلق على تركيبة نظامه الاستخباراتي، وقد لعب في تلك المرحلة (1952-1961)عبد الحميد السراج دوراً بارزاً في الضغط من خلال سيطرته على جهاز الاستخبارات الموجة ضد كيان الدولة اللبنانية بغطاء من الحالة القومية التي كانت سائدة حيينها. وقد تميزت مرحلة السراج بحالة من الفوضى في عدد من المناطق
  اللبنانية بعد تهريب أسلحة واسعة و عمليات و تفجيرات عبر الحدود السورية  اللبنانية شمالا وبقاعات  تولى  إدارة تلك العمليات رجال السراج مباشرة الأمر الذي تزامن مع أعمال تخريب في عدة مناطق لبنانية ساهم فيها سوريون وفلسطينيون بإيعاز من دمشق وكأن التاريخ يعيد نفسه اليوم نظرا لما يشهده لبنان اليوم من أعمال إرهابية واغتيالات ساسة ليست بعيدة عن  أيدي رجال  الاستخبارات السورية وآخر هذه الفصول عصابة (فتح الإسلام  وزعيمها شاكر العبسي سوري الصنع والتصدير).                                                                               
العام  1958 وبداء التدخل             بدأت  سورية  تضيق الخناق على لبنان فأغلقت الحدود بعد السوري المصري واضحاً من خلال الضغوط التي مارستها أجهزة الاستخبارات على حلفائها في لبنان وخصوصاً في الناطق الشمالية والبقاعية،  واستمر هذا الوضع حتى مرحلة الرئيس   حافظ الأسد الذي استطاع أن يسيطر بيد من حديد من خلال أجهزة الاستخبارات والعسكر أيضا على الأوضاع الداخلية السورية الآمر الذي انعكس إيجابيا  على الاستقرار السياسي في سورية ،وزاد في تدخل استخبارا ته بالحياة السياسية اليومية اللبنانية  حتى العام 1976 عند دخول الجيش السوري إلى لبنان بعد اندلاع الحرب الأهلية بتفويض أمريكي، فاحكم الأسد الأب قبضته على كافة مرافق الحياة في لبنان فأصبحت هذه المرحلة من أهم مراحل الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي لسوريا في  حين كان لبنان يعيش  تحت وزر الهيمنة الاستخباراتية والعسكرية السورية.   كان العام 2000  عام التحولات  الجذرية التي وضعت بدورها أسس التغير الاستقلالي على المستوى الوطني عموماً ، فجاء الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، ثم وفاة حافظ الأسد فمصالحة الجبل التي وضعت حداً نهائياً للخلاف الدرزي المسيحي فأنتجت تفاهما بين البطريرك الماروني السابق   مارنصرالله  بطرس صفير  وقيادة الصف الأول في الشارع المسيحي ( قرنة شهوان) ، من جهة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بموافقة ضمنية من الرئيس الشهيد رفيق الحريري ،هذا التفاهم أنتج حجر الأساس لمعارضة لبنانية بوجه النظام الأمني ألاستخباراتي الذي عملت سورية على إنتاجه على مدى 29 عاما أثمر بإيصال رجلها الأول في لبنان إميل لحود إلى سدة الرئاسة في قصر بعدا،أما في سورية فتولى زمام الأمور الرئيس بشار الأسد الذي حاول منذ بداية عهده متابعة سياسة والده الراحل حافظ الأسد ، بالرغم من قطع الوعود والعهود على بأية حقبته بأنه سوف يعمل على إصلاحات وتغيرات جذرية في تركيبة النظام السوري الهرم وحاول من بداية عهده متابعة سياسة والده. دون قراءة صحيح للمتغيرات الدولية والعربية، فبدأ  تراكم الأخطاء السورية في الملف اللبناني فما كان على الأسد الابن إلا إعطاء الضوء الأخضر لصهر العائلة اصف شوكت والشقيق ماهر الأسد  قائدا الاستخبارات السورية والعسكرية  الأقوياء في الدولة لترتيب الوضع اللبناني بعد المتغيرات التي ظهرت على الساحة اللبنانية، ولكن هذه المرة كان الأمريكي في حالة طلاق مع السوري على خلفية الملف العراقي فما كان على الإدارة السورية سوى تعزيز وضع حلفاء إيران في لبنان لكسب الدعم الإيراني الرسمي، واعتبرا الأسد إن العمائم الإيرانية ستتمكن من حمايته دولياً لاستمرار تواجده وهيمنته على لبنان، لكن المتغيرات الدولية والعربية حالت دون ذلك،فتوجه النظام ألاستخباراتي السوري إلى ممارسة الترهيب من خلال صناعة منظمات إرهابية لتنفيذ اغتيالات سياسية في لبنان بهدف تخويف القادة اللبنانيين وإرغامهم على تنفيذ على  على تنفيذ أوامر (لحود- غزالي)وهما الرجلان اللذان كانا يمسكان بالملف الأمني اللبناني بأوامر مباشرة من اصف شوكت وماهر الأسد وبرعاية بشار الأسد.
انتهى العام (2005) بمحاولة اغتيال الوزير مروان  حمادة في رسالة واضحة إلى النائب وليد جنبلاط وتحالفاته مع  (قرنة شهوان) وتأسيس ما عرف  فيما بعد (بالبريستول) لكن قوى المعارضة لم ترضخ للترهيب فجاء اغتيال الرئيس الحريري ليقلب الطاولة رأسا على عقب، وينتفض الشعب اللبناني بكافة طوائفه ضد مشروع الدولة الأمنية اللبنانية المدعومة من الاستخبارات السورية فجاءت انتفاضة14  آذار لتضع حداً لمرحلة الهيمنة السورية على لبنان ، وخرجت القوات العسكرية السورية لكن أجهزت المخابرات وأزلامها وعصاباتها استمرت بمسلسل التفجيرات والاغتيالات بهدف إزالة لبنان عن الخريطة السياسية، وإعادة مسك زمام الأمور لكن الموقف الدولي الداعم للبنان السيادي من خلال  مجلس الأمن و هيئة الأمم المتحدة يحبط بعد كل عملية إرهابية هذه الممارسات الانقلابية على النظام الديمقراطي العربي اللبناني.  
 وانطلاقا من هذه المراحل التي مرت بها العلاقات بين سوريا ولبنان فانه من الصعب تصور علاقات مميزة بين بلدين عربيين يربطهما التاريخ والجغرافية، لا سيما وان دور الاستخبارات لا يزال يتصدر السياسة السورية في لبنان فمتى يبدأ النظام السوري بقراءة المتغيرات الدولية والعربية في الشرق الأوسط عموما ولبنان خصوصا ويتمكن من تعديل سياسته الإرهابية في لبنان لأنه إذا لم يتم تغير هذا النهج ألترهيبي في لبنان فان عدم الاستقرار الأمني في لبنان سينعكس لاحقاً على الداخل السوري خصوصا وأن عصابات الإرهاب في العراق ولبنان المصنعة في سوريا لا يمكن وصفها إلا كعصا السحر التي لابد يوماً وان تنقلب على الساحر.  مرت 6 أعوام من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، ولاتزال العلاقة اللبنانية والمجتمع اللبناني منقسم عموديا نتيجة الزلزال الذي حدث في لبنان ، وبالرغم من فوز قوى 14 إذا بالأكثرية أللبناية، في الدورتين لعام 2005-2009 لكن الأكثرية لم تتمكن من الحكم ، بسبب تدخل سورية ومخابراتها المباشر في الشأن اللبناني ومحاولة أعادة نفوذها من خلال أعوانها وحلفائها في الساحة اللبنانية، سورية التي تحاول إعادة نفوذها الكامل على لبنان من خلال تغير التحالفات التي فرزتها خارطة الانتخابات في العام 2009 ،من خلال الضغط  الأمني على تكتلات وإجبارها على سلوك المسار السوري نتيجة تهديدات مباشرة ،أدت إلى انقلاب، على الحكومة اللبنانية التي ترأسها الرئيس سعد الحريري، حكومة الوحدة الوطنية ،فكانت اعتكاف وليد جنبلاط نحو دمشق ،مما أدى إلى تركيبة حكومية لبنانية على عجل بعد 5 شهور من الاستشارات التي لم تتوصل إلى حل يذكر في داخل الأكثرية الجديدة،و التي فرضتها هيمنة سورية  مخابراتية مباشرة، من خلال التدخل بالشأن اللبناني،والضغط  على القرار السياسي الداخلي اللبناني ،   فسورية التي سارعت إلى تشكيل حكومة مواجهة دولية تحاول سورية المقايضة عليها مع دول الغرب التي وضعت النظام السوري تحت عقوبات اقتصادية فرضية ل58 شخصية سورية بما فيهم الرئيس بشار الأسد .
   لكن الغرب الذي ضاق صدره من تصرفات الأسد حيال القمع الوحشي الذي يتعرض له المواطنين السوريين المطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية وهذه المطالب أثارة رعب النظام السوري والرئيس السوري ،الذي سمح لوحدات الآمن وفرق الموت والكتائب الأمنية التي تحتل المدن وتهجير المواطنين،تحت شعار محاربة العصابات الإجرامية الذي حاول استمالت  عطف الغرب في حربه ضد الإرهاب الذي يحاول النظام السوري يسوق نفسه على كونه شريك للغرب في مقاتلة الإرهاب الدولي الذي يحاربه الغرب،إضافة إلى تخويف اغرب من ذهاب النظام الذي يحمي المن الإسرائيلي  بأنه هو الذي يستطيع حماية امن إسرائيل . لذا أفرج بشار الأسد عن الحكومة اللبنانية من اجل تلقي الدعم السياسي لنظامه بظل الورطة التي يعاني منها النظام السوري في ظل التصعيد الشعبي والضغط الغربي ، الذي سوف يفرج المجتمع الدول بوجه محكمته الدولية تقريرها ألاتهامي بحق منفذي جريمة الاغتيالات التي تعرض  لها القادة السياسيين والعسكريين في  لبنان، وهذه المضبطة القانونية هي سيف مسلط على رأس النظام السوري وحلفاءه في لبنان،إضافة إلى موضع  المفاعل النووي التي تم ضربه من إسرائيل عام 2007،والذي تحول ملف هذه القضية إلى الهيئة الوطنية للطاقة الذرية مما يعرقل الوضع بظل الحالة التي يعيشها النظام السوري، فالمجال يضيق والأصدقاء يتخلون عنه واحدا تلوى الأخر،حتى تركيا الجار والمدافع والصديق عن سورية ، قد ضاق صدر قيادتها  من وعود الرئيس السوري من خلال إطلاق تصاريح نارية تتهم النظام بممارسة العنف مع الشعب الأعزل.
إذا تعتبر مهمة الحكومة اللبنانية الحالية التي شكلها الرئيس نجيب مقاتي بالتحالف مع وليد جنبلاط هي للوقوف ضد  القرار ألاتهامي ورفضه وعدم التعامل معه وع المجتمع الدولي ، والدخول بصراع مع القرارات الأممية، إضافة للتعامل في الداخل اللبناني بكيدية ومناكفة سياسية مع قوى 14 من آذار من خلال وزراء مهمتهم المشاكسة السياسية ، وهذا ما تميز به وزراء النائب ميشال عون أثناء وجودهم في الحكومة.  فالرئيس بشار الأسد الذي اخرج الحكومة اللبنانية للنور بعد زيارة النائب جنبلاط إلى دمشق يأتي بعد عزلة كبيرة أضحى يتمتع بها النظام السوري من قبل المجتمع الدولي والإقليمي،  فانه أصبح يحتاج إلى انتصار سياسي يشابه الانتصار الذي حققه جاره الرئيس طيب رجب أردغان في فوزه الساحق في الانتخابات النيابية التركية  ،لذلك أعطى الضوء الأخضر لتشكيل هذه الحكومة السياسية "ذات المرجع السوري". بظل هذا الوضع القائم في المنطقة يحاول النظام السوري توريط القوى الإقليمية الجارة لسورية بدعمها لحركة الاحتجاجات الشعبية وبكونها مؤامرة على سورية الأسد والمانعة، وعدم الاعتراف الفعلي بأزمة تعصف بالمجتمع السوري نتيجة تصرفات مغلوطة للنظام السوري حيال شعبه وسجنه في قفص يحيطه به رجال الأمن والوحدات الخاصة والكتائب الأمنية ،لكن الشعب السوري الذي يرفض البقاء أسيرا للخوف والرعب، كسر حاجز الرعب النفسي في مظاهراته الأولى في 15 اذا من العام  2011م . لكن النظام السوري قرر الحسم العسكري والأمني من خلال احتلال المدن السورية وقتل شعبها وتهجير الباقي إلى خارج الحدود والدول المجاورة للحدود السورية ، وهذه الهجرة القصرية سوف تجعل النظام السوري في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي  ومنظمات المجتمع الأهلي والمدني التي والتي سيكون أثاره المزعجة على استمرارية النظام ،لكن لبنان لن ينقى عن هذه الموجهة التي وضعه النظام السوري جزاء أساسيا  من هذه المواجه مع العالم الغربي بتشكيل حكومة موالية لسورية ونظامها الأمني، والتي تمكن النظام السوري من المقايضة على لبنان.  لان النظام السوري لايزال يتعامل مع لبنان بنفس الطريقة القديمة الجديدة ،لكون النظام  حاجة استقرار غربية وأمريكية و ولا يمكن أن يفرط  به بسبب نفوذه وعلاقاته  الوطيدة في العديد من دول الجوار.
لكن النظام السوري لا يزال أسير مشكلة قديمة جديدة هي عدم القراءة الجيو- سياسية  الصحيحة للمنطقة العربية التي تعصف بزلزلات الثورات العربية التي فجرها شباب الساحات العربية، من اجل إسقاط الأنظمة العربية البائدة وتغير شكلها ،وسورية لم تكن بعيدة عن هذه الحركة التغيرية التي لم يكن النظام قد قراء قراءة سليمة، لم يدور في شوارع الدول المهترئة التي فاحت من أنظمتها  العفن ،فالشعب السوري لا يثق بالرئيس بشار وطريقة قيادته للبلاد من خلال تلوت مقدس مؤلف من "الأجهزة الأمنية والجيش ورجال المال".  
لكن بظل حالة سورية الاستبدادية  والشمولية، سيبقى لبنان أسير السياسة  العنجهية السورية  التي تعتبر لبنان نقطة نفوذ امني، وورقة ضغط  يمكن التفاوض عليها مع الغرب، ولطالم النظام السوري سوف  يبقى على سياسته الأمنية والاستخباراتية، لجهة التعامل مع  لبنان كموقع جغرافي وليس كيان ذاتي يجب احترامه والتعامل معه الند بالند .  لا يستطيع لبنان أن يتعافى أبدا من جراحه القديمة الجديدة إذا لم يحصل تغير ديمقراطي جذري وفعلي في سورية. وهنا نكرر مقولة شهيد ربيع بيروت والتي فجرت ربيع العرب "سمير قصير" بقاله:" بان  أي تغير في وضع لبنان  لا يمكن دون ديمقراطية سورية".                                                             
د.خالد ممدوح العزي
صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

إفراغ السجون السورية من نزلائها المستمرين،


إفراغ السجون السورية من نزلائها المستمرين،

الجميع مطالب برفع الصوت عاليا بوجه النظام السوري. للإفراج عن معتقلي الرأي والضمير في سورية،في بداية عهد النظام السوري الحالي، عند تولي الرئيس الشاب بشار الأسد الرئاسة في سورية، فهذا المنصب الرفيع في الدولة السورية الموروث سلفا عن أبيه الراحل حافظ الأسد، وعد الرئيس الجديد بتغير جذري في تركيبة النظام السوري لجهة الهيكلية، والتحديث في مؤسسات الدولة التي أضحت هرمة وسيطر الشيب عليها طوال الفترة السابقة من خلال سيطرة الحرس القديم، وعد الرئيس الشعب السوري والعالم كله بإحداث نقله نوعية في حياة الدولة السورية، من اجل إطالة عمرها، واستمرارية الحياة فيها لذا مطلوب التغير كما اخبرنا العلامة ابن خلدون في دارسة علم الاجتماع . الرئيس السوري الجديد هو القادم من الغرب ويحمل أفكار التغير نتيجة تأثره بالأفكار الغربية الحديثة التي عاشها هو،ووعد بلده وشعبه بالتغير الجذري،فالتغير الذي كان يحاول أن تنعم به سورية يتمثل، بالإصلاح السياسي والاقتصادي الذي تعاني منهما سورية والحد من سيطرة الأجهزة الأمنية على مرافق الحياة العامة في الدولة، والانفتاح في الداخل والخارج، وإنهاء ملف لبنان العالق، وتبيض السجون الموروثة أصلا من العهد السابق،فالسجون السورية لها تاريخها الخاص مع نظام البعث،لان النظام ألبعثي الذي دخل الحكم في سورية منذ يومه الأول في السلطة شرع مبدءا الاعتقال السياسي، نمت هذه السجون والتي أصبحت فيما بعد فزعة للشعب السوري،جدت التهم لكل المعارضين لهذا النظام،لان الحملة شملت فيما بعد أعضاء الحزب نفسه الذين اعتبروا من أصحاب الأفكار العبثية اليمنية، وجز بقائد الحزب "صلاح شديد" وضع في السجن،أودع هذا النظام العديد من المناضلين السورين " قادة سياسيين ضباط عسكريين رجال دين رجال علم وفكر مثقفين عمال وفلاحين وطلبة"، في السجون المستحدثة بأسماء مختلفة، نسبة إلى آماكن الاحتجاز أو إلى الفروع التي تقوم بهذه بعملية الاحترازية" الاعتقالات". لكل مرحلة من مراحل الحياة تهمة توجه إلى إفراد الشعب السوري لكي يتم زرع الخوف في قلوبهم ، ويبقى هو الحاكم بأمر هذه الأمة التي أصبحت مغلوب عليها وعلى أمرها بسبب تعسف رجال هذا النظام،التهم جاهزة والقوال مفبركة تنتظر أصحابها،بعد الانتهاء من البعث اليمني،دخلنا مرحلة جديدة من إلقاء التهم المقولبة وهي مرحلة الصراع بين العبثين"العراقي والسوري"، لتجد من جديد عمليات الاعتقال والحبس تملئ السجون السورية مجددا،من الشعب السوري،والشعوب العربية الأخرى القريبة. القصة تستمر من جديد إثناء الحرب الذي خاضها النظام السوري ضد أبناء شعبه في سورية وتحديدا في مدن "حمص وحماه وحلب "حيث ارتكبت افضع المجزر والقتل وجز بالعيد من أبناء هذا الشعب الطيب في السجون السورية الجديدة ، بتهمة جديدة اسمها "الإخوان المسلمون"، بدأ استعملها من جديد بوجه الشعب السوري،ففر منه الألف ليعشوا في المنفى الاختياري والإرادي محاولين الاعتراض على هذه السياسة الغريبة بحق أبناء الشعب السوري من الخارج . هنا نتذكر كاريكاتير للراحل "ناجي العلي"، الذي علق فيها على تلك المجاز والذي يصور مواطن سوري يتم التحقيق معه من فبل الجلد ، مطالبا من المعتقل بالاعتراف بأنه عضو في "حركة الإخوان المسلمين"، يعترف المعتقل ويقول "ودم المسيح اني من الإخوان". لكن المسلسل التركي كثير الحلقات ، يستمر لكونه طويل جدا، لينتقل بنا النظام السوري إلى حالة جديدة من هذه التهم الجاهزة، فالمعركة ذهبت إلى الصراع مع الراحل عرفات حول الإمساك بالقرار الفلسطيني، فها نحن أمام اتهام جديد يخرج إلى العلن ليتم الاعتقال وتوسيع السجون من خلال الزمر "العرفاتية" المرتدة، فأصبح "ياسرعرفات" تهمة جديدة بحد ذاتها للفلسطينيين واللبنانيين والسورين تهمة معيبة ومخيفة. ينتقل الصراع بعد ذلك إلى الصراع مع "الجنرال ميشال عون" عدو الأمس حليف اليوم، جز النظام السوري وقتها بآلاف الضباط اللبنانيين والعسكريين ومن الأحزاب اللبنانية بمختلف انتماءاتها الطائفية تحت تهمة عميل إسرائيلي، فأودع الكثير من هؤلاء المعتقلين السجون السورية ،فاضح هذا الملف من الملفات العالقة والشائكة أمام مصير العلاقات الرسمية اللبنانية السورية الذي لايزال البحث مستمر فيه حتى اللحظة، بعد تدهور العلاقة السورية- اللبنانية على اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 م، وخروج الجيش السوري من لبنان نتيجة صدور القرار الدولي الشهير 1559 والتظاهرات الكبيرة التي عمت إرجاء لبنان تطالب بهذا الخروج الفوري،وقتها قام مثقفي سورية، بتوقيع" إعلان بيروت –دمشق"، الإعلان الجريء هم من يطالبون بهذا الإعلان من النظام السوري بتصحيح الخلل الذي حدثت في العلاقة اللبنانية السورية، وتعتبر هذه الحركة التي قام بها رجال الفكر والقلم في سورية ما هي إلا ترجمة لما طرحه الرئيس بشار الأسد من خلال التغير والانفتاح وإعطاء دور للمثقفين في حياة ومستقبل هذا البلد، كانت ردة فعل هذا النظام الفورية الاعتقالات التعسفية بحق كل الذين وقعوا على هذا البيان وزجهم في السجون،أسماء لامعة ومميزة في الدولة السورية أصحاب رأي وفكر وقلم شيوخ كبار السن، طلاب طالبات،التهمة التي وجهت لهم" الإخلال بأمن الدولة"، عينت لهم محاكمة طوارئ سريعة من اجل محكمتهم ، القضية أصبحت قضية امن دولة لتمتلئ السجون مجددا هذه المرة من أصحاب الفكر الحر والقلم الجريء،التي رفعت صوتها عاليا في سورية رافضين الاستبداد والظلم المفروضان على الشعب السوري منذ العام 1963 م،من خلال وجود حزب الشعب حزب العرب والعروبة حزب البعث. لقد ضموا اصحب الإعلان ومناصريهم صوتهم إلى كل السجناء القابعين في مختلف سجون سورية والتي لا نعرف عنها أي شيء كسجن" المزه والعدلية وتدمر وضابطة فلسطين وسجن صيدنايا"، الشهير حيث ارتكبت المجزرة الشهيرة فيه ضد السجناء السورين والعرب والذي أبا النظام السوري الاعتراف بحدوثها ، أو تسليم جثت الشهداء المساجين إلى ذويهم، لان النظام السوري لا يسلم جثت وله مقابره الخاصة حيث يتم الدفن في صحراء تدمر،لذلك لا يعترف بسجناء، ودوما ينفي، واصلا لا يوجد لدى مخابراته سجناء لان السجناء الذين يدخلون المعتقلات السورية، يصبحون أرقام، فالأسماء تزول وتختفي ، تنتهي وظيفتها حيث تبدأ حدود السجن، فيصحون جميعهم من حاملي الأرقام ،العربية أو اللاتينية، فعندها تفقد الأسماء قيمتها ،فالنظام لا يعرف الأسماء وإنما الأرقام،عند خروج أي شخص بالصدفة من إحدى السجون السورية يستغرب الجميع بوجود هذا الشخص حيا بعد طوال الفترة التي قضاه والنظام نفسها ينفي وجوده في قائمة المعتقلين،لان هذا صحيح فالسم انتهى،وهذا ما حدث مع العديد من السجناء أللبنانين الذين يتم الإفراج عنهم بين الفينة والفينة،وبالرغم من إن النظام السوري الذي ينفي دوما وجود أي معتقل لديه،وفجأة يخرج إلى الحياة من دنيا أخرى عن هذه الأرض سجين من زنزانات القهر،والعذاب السورية،يمكن هذه السجون هي جمهورية داخل جمهورية.

لكن اليوم أصبح الوضع يختلف بسبب التململ الذي يعيشها الشعب السوري نفسه من خلال استمرار حملات الاعتقالات الواسعة ليس فقط ،ضد المفكرين والمتعاميين ،وإنما تشمل فئات عديدة من أطياف الشعب السوري المتعدد، الأعراق والانتماءات، فالحملة تشن ضد الأحزاب العلمانية والقومية والأحزاب والحركات الدينية ،ضد السنة والمسيحيين والسنة والدروز والعلويين، حملة النظام تشمل الأكراد الذين يعانون من ظلم وجور هذا النظام ،ويدفعون الثمن غاليا من خلال الإجراءات التعسفية التي تتخذ بحقهم،والتي تنمي لديهم فكرة الانفصال والتمرد على سلطة النظام ،والمطالبة بالحكم الذاتي أو الاستقلالية.

لقد سئم العالم كله من تعسف النظام من خلال الاستمرار بالاعتقالات وإملاء السجون يوميا بالنزلاء ،سئم العالم الحر من وعود يتخذها النظام وحراسه ولا يوفون بالوعد الذي يقطعونه على أنفسهم كلام النهار يمحوه الليل.

العالم بداء يطالب الرئيس السوري بتبييض السجون وإخلاء النزلاء،تململ غربي بشكل عام ،وفرنسي بشكل خاص من استمرار حملة الاعتقالات التي تصل إلى كل موقعي" إعلان بيروت- دمشق" ونشطا المجتمع المدني بالوقت التي أخذت فرنسا على عاتقها الانفتاح على سورية وحلل المشكلة اللبنانية السورية ،وهذا ما شاهدنه من تجاهل فرنسا، للرئيس الأسد من عدم دعوته الى الاحتفال بعيد الثورة الفرنسية في 14 تموز الماضي من هذا العام ،عكس العام الماضي من خلال الدعوة الخاصة التي قدمها الرئيس الفرنسي" نيقولا سركوزي "والمعبرة عن انزعاجه من عدم تنفيذ الأسد للاتفاقات التي تمت بينهما .فرنسا التي تحول أن تنهي ملف الاعتقالات السورية بمشاركة كندية واسبانية من خلال الضغط الفعلي على الرئيس السوري والاستجابة لهم .

فعلى كل الجمعيات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني والحركات الاجتماعية والسياسية ،عليها التحرك ورفع الصوت عاليا من اجل اغلاق ملفات الاعتقالات التعسفية والعمل على إخلاء كل السجناء القابعين في زنزانات النظام السوري ،والخروج إلى الحرية الغير مشروطة من قبل مخابرات النظام السوري.

على النظام السوري الاستجابة الفورية للنداءات الدولية والشعبية المحلية والخارجية من اجل إغلاق السجون واقفلها نهائيا، وإنهاء حالة الخوف الذي يحاول أن يستمد قوته منها ، حذري أن ينقلب السحر على الساحر ، ولا نريد تكرار قصة" الطبيب المخترع فرنكينشتين"، عندما صنع عدوه بنفسه وانقلب عليه.

على النظام السوري تبيض السجون من كل النزلاء وإنهاء كل الملفات العلقة بهذا الشأن،وان يتحلى بشجاعة قوية وان يتم الإيفاء بوعوده الذي قطعها على نفسه أمام المجتمع الدولي لجهة اقفل السجون. فالنظام السوري توجهه اليوم مشاكل كبيرة ،على الصعيد الداخلي " الديون المالية التي تفوق ديون لبنان بكثير ، المياه والتصحر وتغير المناخ ، شح القمح الذي تحتاجه سورية كل عام بسبب انخفاض الإنتاج الداخلي إلى الربع،المصلحة مع الشعب السورية وعودة المعارضة والمغتربين الى البلاد .

أما على الصعيد الخارجي هناك مواضيع قاسية أمام النظام السوري ك "مستقبل عملية السلام وحل الصراع العربي الإسرائيلي الذي تعتبر سورية جزاء منه، العراق ومستقبله السياسي، العلاقة مع لبنان والمحكمة الدولية ،العلاقة العربية- العربية ودور سورية فيها.هذه الملفات التي تساعد النظام في الاستمرارية في كيفية المساهمة الفعلية لحلها ،لذا يصبح هذا النظام مطلبا وضروري وجوده وبقاءه ،وليس من خلال استمرارية فتح السجون واستقبال النزلاء من اجل إخافة الشعب السوري الذي كفاه العيش في رعب طوال أربعة عقود ونصف من الوعيد والتهديد، لقد أنا الأوان، لهذه الشعب الانتهاء من تركت الأب الثقيلة،واقفل الملفات العالقة بدل أن تزداد من الخوف من المساس بها، فاقفل السجون هو الأهم للشعب السوري وتبييض الملفات بات من الضروري لتحسين العلاقات مع الجيران، "دعم عصابة "شاكر العبسي" في لبنان لا يفد،والتمسك بتنظيم "احمد جبريل"، لا ينفع، وإدخال المتطوعين المتطرفين إلى العراق يضر بالعلاقات بين الشعوب العربية،والشعب السوري الشقيق.

لا تحملوا عبء أكثر واكبر للشعب السوري "فهمه بكفيه"، فالشعب هو ركن أساسي في مستقبل أية علاقة للنظام مع الدول العربية المجاورة، فالحكومات تذهب ويأتي غيرها، والأشخاص لا يألفون، لكن الشعب باقي إلى الأبد من خلال مناضليه، وأحراره الذي لا يركعون أبدا ويمتون واقفين حتى لو كان السجن مثواهم الأخير. معا جميعا من اجل إنهاء حالة السجون التعسفية في سورية، سورية الشعب، سورية التاريخ، سورية الوطن.

معا من اجل أوسع،واكبر حملة إنسانية على الصعيد العالمي والمحلي للإفراج عن معتقلي الرأي والضمير في سورية
.
د.خالد ممدوح العزي
كاتب وباحث إعلامي ،مختص بالإعلام السياسي والدعاية .

الاثنين، 13 يونيو 2011

بوابة فاطمة

بوابة فاطمة
 بوابة فاطمة، اسم اقترن ببلدة كفركلا، هذه البلدة الجنوبية الحدودية الملاصقة للشريط الشائك، دخلت التاريخ من أبوابه العريضة، فعانت الكثير من الحرمان والإهمال خلال عقود من الزمن، تعرضت لمخاطر كبيرة ما زالت حتى اليوم نظراً لموقعها الجغرافي الملاصق للحدود الدولية التي تفصلها عن الأراضي الفلسطينية المحتلة·  الطريق العام يفصلها عن مواقع العدو الممتدة على طول الطريق الذي يربط مستعمرتي المطلة ومسكاف عام، هذا الموقع جعل الحياة فيها صعبة وخطرة وأشبه بالمستحيل، ناهيك عن الحرمان المزمن عانته خلال فترة الحكم اللبناني قبل التحرير، فهي ما زالت تعاني من مخاطر ومشقات وضيق العيش فيها، فكانت منذ زمن بعيد مقبرة لجنود العدو الصهيوني في العام 1948 ، الذي حاول اجتياحها في تلك الفترة، وعاود الكرة في العامين 1975 و 1976، وأكبر دليل على همجية العدو “بوابة فاطمة” الشاهد الكبير على مأساة أهاليها، فهذه البوابة التي أصبحت من الأماكن السياحية في لبنان بعيد التحرير، تحمل الكثير من معاناة أبناء كفركلا·
تسمية بوابة فاطمة وقصصها الثلاثة :
 -القصة الاولى كانت “بوابة فاطمة” بالأساس وقبل وجود الكيان الإسرائيلي المعبر ما بين لبنان وفلسطين، وعندما جاء الاحتلال الإسرائيلي، بدأ الشباب المناضلون بالقيام بعمليات نضالية، وكان يساعدهم بعض الفتيات ،وفي احدى العمليات جاءت احدى النساء ومعها ابنتها الصغيرة فاطمة، وعندما وصلت إلى المنطقة وقعت معركة عنيفة وخلال المعركة فقدت المرأة ابنتها التي لم يتجاوز عمرها السنتين، وبدأت تبحث عنها وسط الرصاص وتصرخ: فاطمة ·· فاطمة، إلى أن أصيبت ولم تهتد إلى فاطمة·
-القصة الثانية التي يرويها اهل الضيعة ويعرفها الجميع بان فاطمة هي فتاة جنوبية كانت تعمل في مقرالحاكم العسكر الذي كانت البوابة مقر إقامته والتحكم بمصير أهالي المنطقة التي كانت تعرف بالحزام الامني ،وعندما كان جنود الاحتلال يرفعون الحبل الحديدي لفتح البوابة كانون يصرخون جئت فاطمة وعند عودتها المسائية كانوا يصرخون افتحوا البوابة خرجت فاطمة ومابين الخروج والدخول كان اسم فاطمة يتردد بصوت جهور عالي فاطمة خرجت فاطمة دخلت فباتة البوابة تعرف باسم بوابة فاطمة.
-أم القصة الثالثة التي تقول في إحدى أيام العام 1976 دارت معركة بين قوات الاحتلال والفدائيين الفلسطينيين في خراج بلدة كفركلا وكان في الخراج أهلي من القرية يقطفون الدخان المزروع في الصباح الباكر ،فأصيبت إحدى الفتيات التي نقلت إلى الداخل الفلسطيني عن طريق هذا البوابة وتم معالجتها ومن ثم أعيدت الفتاة إلى قريتها عن نفس المعبر الذي أطلق عليه اسم فاطمة تيمنا بالجريحة فاطمة التي  دخلت وخرجت من خلال تلقيها  العلاج في الداخل الفلسطيني،وهي اليوم حية ترزق ومتزوجة في إحدى القرى المجاورة ولا تسمح للصحافة بأخذ إي معلومة عن هذه الحادثة .  
هذه البلدة الجنوبية، أنطبع اسمها في نفس رئيس بلديتها السابق  أحمد فقيه، ومنذ أن فتح عينيه على الحياة كانت صورة البلدة بكل ما حباها الله من جمال وبهاء وخيرات، راسخة في فكره فهي الحياة بالنسبة له، لم ير سواها أو يعرف بديلاً لها، وبقيت تلك الصورة مع مرور الزمن محفورة في أعماقه وتشده إليها خصوصاًً في المهجر حتى تحقق حلمه أخيراً في ترجمة أفكاره وطموحاته وتطلعاته على أرض الواقعفي العام 2001 عندما انتخب رئيسا لبلديتها وحاول تنفيذ مشاريع كبيرة حرمت منها البلدة طوال سنين الاحتلال التي جثمت على أرضها وتحكمت بأهلها طول سنوات الاحتلال .
البلدة كانت مهملة وتفتقر إلى البنية التحتية الكاملة، فالإسرائيلي أثناء وجوده في المنطقة عمل في مسافة صغيرة تتراوح بين ثلاثة كيلومتر طول وعرض كيلو متر واحد ، عم الازدهار هذه المسافة  فأصبحت البوابة عاصمة الشريط الأمني الاقتصادية ،فالعدو الصهيوني كان يمد المنطقة المحتلة بكل اللوازم من خلال التجار الإسرائيليين الذين ركزوا كل تجارتهم على هذه البوابة ومنها تم التواصل مع التجار اللبنانين الذين تمتعوا بأهمية الاحتلال ، على البوابة  نصبت خزانات الوقود ،وجهزت بردات الخضار والفاكهة ،وبنيت المستودعات الغذائية الكبيرة  ،من هذه البوابة دخل  اللبنانيون الذين عملوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وساحوا فيها من خلال تصاريح خاصة  جهزت لهم خصيصا،للدخول إلى الأراضي المحتلة ،من البوابة فاطمة  تم نقل المقاومين الذين وقعوا في الأسر لدى دولة الاحتلال وتم حبسهم في المعتقلات الكبيرة على الأراضي الفلسطينية ،على هذه البوابة أقامت إسرائيل مقر  حاكمها العسكري الذي حكم المنطقة الأمنية وفقا لقانون الاحتلال ، وكذلك نقلت الإذاعة ،إذاعة لحد كم كان متعارف عليها في الشريط الأمني خاصة ولبنان عامة او "إذاعة لبنان الجنوبي " من مقرها السابق بعد تعرضها لهجوم عسكري كبير من قوات المقاومة الوطنية اللبنانية في العام  1986 عندها تم نقلها إلى منطقة البوابة وثم  تجهيزها بأحدث التجهيزات الالكترونية لتبث إلى قرى الشريط الحدودي والمناطق المجاورة،وعلى هذه البوابة تتواجد المخابرات العسكرية الإسرائيلية التي تقوم باعتقال المواطنين والمقاومين وإرسالهم إلى سجون الداخل الفلسطينية،فان أهمية البوابة تكمن بكونها أصبحت دولة صغيرة تديرها دولة أخرى،عندها ارتفع متر الأرض في بلدة كفركلا ليصل  الى  50إلف دولار بسبب نشاط التجارة الحرة على مختلف إشكالها  بين الداخل المحتل والوطن الصغير الأسير،لتتطور إلى تجارة مشبه وغير قانونية مثل تجارة المخدرات بين تلك البقعة الصغيرة وعالم إسرائيل الذي يهدف إلى إغراق الشباب وإبعادهم عن القضايا المصيرية ..
فبوابة فاطمة اذا  هي معبر حدودي ذاع صيته بعد تحرير الجنوب وهو المعبر الوحيد المتبقي من أصل 9 بوابات أنشأها الاحتلال منذ احتلاله للجنوب في عام 1976، إلا أن بوابة فاطمة ظلت البوابة الوحيدة، التي ربطها المحتل بالاراضي الفلسطنية المحتلة  التي تمثل حكايا الحرب والناس معا  على بوابة فاطمة لما تمثله من رمزية ودلالة معنوية ومكانية لدى أهل لبنان والجنوبيين بشكل خاص، فبوابة فاطمة، والتي قُصد بفتحها كي تكون بوابة لقبول الاحتلال والتعايش معه، أصبحت اليوم قضية تشهد على اندحاره ورفضه، فغدت البوابة محطة يزورها الناس من كل حدب وصوب  ليشهدوا نهاية الاحتلال الصهيوني عام 2000، حيث صار يرجمها كل من زار البوابة تأكيداً على رفض الاحتلال، من البوابة الأساسية لعدم قبل الاحتلال والتطبيع معه من خلال الاعتصامات والتظاهر والاعتراض،لقد زارها العرب وقذفوا حجرة صغيرة على المحتل تضامنا مع أهلنا في فلسطين ومع أطفال الحجارة الذين يعبرون عن رفضهم للاحتلال كل يوم من خلال الحجر الذي يواجه كل أسلحة إسرائيل والعالم  من هذه البوابة بوابة الحكايات التي ينسجها الواقع اللبناني، واقع الجنوبيين الصامدين، وواقع الحرب التي تشنها اسرائيل ضد المدنيين والعزل. لكن البوابة باقية تشهد على كل الجرائم العدوانية التي ارتكبتها اسرائيل ومازالت ترتكبها بحق اللبنانيين والعرب والفلسطيني لان البوابة هي صورة الرفض العربي للغطرسة والعجرفة الإسرائيلية التي تمارس يوميا من خلال الاستكبار الصهيوني ،ضربة السلام والحقوق المشروعة العربية عرض الحائط،سوف تبقى البوابة ألوجهه الحقيقية العربية التي تناصر الشعب العربي الفلسطيني في قضيته وتمكنه من بناء دولته المستقلة على أراضي 1967 حسب مبادرة بيروت العربية للسلام،وسوف تبقى البوابة الصفحة البيضاء التي تكشف الجرائم الصهيونية بحق شعبنا العربي طالما إسرائيل تماس غطرستها وعنجهيتها.
د.خالد ممدوح العزي
كاتب وباحث إعلامي ،مختص بالإعلام السياسي والدعاية .

برامج الأطفال على الشاشات الفضائية ...

الأحد، 12 يونيو 2011

الإعلام السوري الرسمي و ثورة ربيع سورية ...!!!

الإعلام السوري الرسمي و ثورة ربيع سورية ...!!!
دارسة إعلامية علمية أكاديمية:
د.خالد ممدوح العزي.

 الإعلام السوري الرسمي وتعطيه مع ثورة ربيع سورية ...!!!
لم يستطيع الإعلام السوري من الدفاع عن وجهة نظامه،من خلال تسويق فكرة أساسية حاول النظام أن يروجها،لكي يكسب معركته المفتوحة بسرعة،لكي يثنى للنظام من الأطباق على الدولة بكاملها،لان الفكرة التي وضعت لم يكتب لها النجاح ،لان فكرة محاربة الإرهاب هي لغة قديمة استخدمها الإعلام، لذلك فشل في تسويق النظام. ولن أدخل في تفاصيل وحيثيات الإعلام السوري وما ينتجه من دراما وفبركات أصبحت مكشوفة للقاصي والداني، وحسبي ما يراه المواطن العربي والسوري... هذا الإعلام الذي يمارس إرهاباً فكرياً حقيقياً على عقل المواطن السوري
تعريف الإعلام :
يكتب د. رفيق سكري الخبير الإعلامي، في كتابه بان" الإعلام هو التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير، ولروحها وميولها واتجاهاتها في الوقت نفسه"(1).
الإعلام له وظيفة واحدة تكمن في نشر الحقائق والإخبار والأفكار والآراء بوسائل الإعلام المختلفة"كالصحافة المكتوبة ،والمرئية والمسموعة ،والمسموعة البصرية، والالكترونية وصحافة القرن21، صحافة التواصل الاجتماعي كالانترنيت ،والفيسبوك،واليتيوب، والتويتر،والهواتف النقالة، والرسائل القصيرة"، والتي يكمن هدفها الأساسي في التفاهم والإقناع وكسب التأييد ،الذي تصبح هذه الوسائل الإعلامية فبما بعد يعد هذا العمل الإعلامي توثيق الكتروني للتاريخ اليوم المسجل للإحداث اليومية (2)،لذلك نرى مهمة الأعلام بالشكل الأساسي هو فعلا نقل الحقائق والإخبار والآراء عن طريق الوسائل الإعلامية ،وهذا ما أرست قواعده المحطات الفضائية،نتيجة العولمة التي جعلت من العالم كله قرية واحدة، ساعدت بنقل الأخبار السريعة وترجمتها وبثها إلى أي مكان من الكرة الأرضية .
 هنا يكمن السباق الفعلي ما بين وسائل الاتصال الاجتماعي، والقنوات الفضائية التي تحاول أتبت وجودها من اجل البقاء جانب إلى جانب مع سائل الاتصال الاجتماعي.
لقد نجحت وسائل الاتصال الاجتماعي في تحريك الشارع أثناء الثورات العربية والتحكم في نشر الحدث سريعا،  لكن الكاميرات كانت مع الشباب في الميادين حيث لا وجد للانترنت(3).
لقد أتبث كل الدراسات المنشورة حديثا، بان الذين تم اعتقالهم أثناء الثورات العربية عند خروجهم من مراكز الانترنيت طبعا كانوا من محركي الشارع،اقل بكثير ،من الذين تصدوا للدبابات والأمن وواجه الرصاص في الشوارع ،بالطبع كانوا دون انترنيت في التجمعات  كالميادين والساحات العامة، فقط كانت الكاميرات التلفزيونية والمراسلين هم الشهود الأحياء على موت المتظاهرين والجلادين في وقت واحد .
مما لا شك فيه بان التكنولوجيا "وسائل الاتصال الحديثة" أصبحت إيديولوجية(4) تتحكم بالجميع، وهنا يصح القول بكل صراحة بان شباب الفيسبوك صنعوا اليسار الجديد ، يسار الفيسبوك. وتكتب د.دلال البزري" بصفتنا عربا ومسلمين في العقد الجديد من هذا القرن أعطينا مثلا للعالم عما يمكن أن تكونه الثورات السلمية الديمقراطية ،غير المسبوقة بوتيرتها وبافتقادها إلى أية إيديولوجية أو عقيدة من نوع تلك التي سادت في بداية القرن "(5).  
إذا يكمن هنا هدف النشر في عالمنا المعاصر في تزويد الناس بشكل عام بمعلومات صحيحة صادقة بعيدة عن الفبركات والفلترة . وذلك بغرض معاونتهم ودفعهم إلى تكوين رأي سليم إزاء أية مشكلة أو مسألة عامة، إن هدف الأعلام هو نقل الصورة بأمانة وليس إنشاء الصورة، لان عملية إنشاء تلك الصورة هي مهمة المواطنين.
وهنا لبد من الوقوف أمام التبيين الكبير  الحاصل بين الإعلام والعلاقات العامة والإعلام والدعاية السياسية من خلال هذه المفارقة الجدية التي أردنا  إظهارها  من خلال دراستنا المتعلقة بعمل الإعلام السوري، وتعطيه مع الأزمة السورية والخلفية التي ينتهجها الإعلام السوري بكل وسائله الإعلامية والاختلاف مع الوسائل العربية والأجنبية التي تحاول قدر الإمكان من تغطية إعلامية جدية  لثورة ربيع سورية.
  الدعاية والإعلام :
إذا كانت الدعاية في إحدى تعريفاتها  هي محاولة للتأثير عل الأفكار باستغلال كل وسائل الاتصال الجماهيري،فهي تختلف عن الإعلام الذي يفترض أن تكون مهمته "تزويد الناس بالأخبار الصحيحة التي يستطيعون في ضوئها،مناقشة المشاكل والتوصل إلى حلول ،ومن هنا يقوم الإعلام السوري الرسمي بالالتفاف على الإعلام الأخر" إعلام الثورة السورية"  لكي يقدم نفسه كمصدر رسمي للإخبار المرسلة إلى الجمهور المشاهد ، وكمرجع  حصري في  بث الإخبار،أي في اللغة الإعلامية يتعامل الإعلام السوري كأنه مصدر في صناعة الخبر،لذا يمكن التلاعب في عملية بث الخبر وفلترته بالطريقة المناسبة .     
الإعلام والدعاية السياسية:
 إن علاقة الإعلام بالدعاية السياسية فتعود إلى أن هذه الأخيرة تربط عموما بإيديولوجية وخط سياسي هدفهما التأثير في الآخرين وتغير آرائهم السياسية(6)،وهذا الخلاف الفعلي بين الإيديولوجية الحديثة، إيديولوجية التكنولوجية التي تسيطر على شباب الثورة السورية والعربية "شباب الفسبوك "،والأيدلوجية البعثية العبثية التي تسيطر على النظام وتتحكم بمقاليد الأمور الحياتية للدولة.
والأيدلوجية،البعثية المترهلة ،الهرمة  تحاول توظيف كل وسائل الإعلام المتاحة لديها من اجل خدمة أهدافها السياسية التي تسخر كل المعلومات والأخبار لخدمة توجهاتها السياسي والفكرية والاقتصادية،وهنا يغيب دور الإعلام الحقيقي الذي يصفه د.حامد ربيع(7) : بان الإعلام هو وسيلة اتصال أو ربط بين كتلة جماهير الشعب الذي يتلقى رسالة مفتوحة وله الحق الكامل في استقبالها أو رفضها وغير ذلك  يصبح  الاتصال الجماهيري أكثر تعصب  ومؤدلج، بعيد عن الموضوعية والحياد بشكل عام .
الدعاية السياسية:
الدعاية السياسية، هي عملية منظمة شاملة هدفها التأثير على الرأي العام، لم تظهر إلا في أوائل القرن العشرين، نكثر التعريفات حول ماهية الدعاية السياسية ومعناها.لقد عرف علماء النفس الاجتماعي الدعاية بأنها "محاولة إعلامية للتأثير في اتجاهات الناس واراهم وسلوكهم،مهمة الدعاية نشر حقائق ومعلومات وإخبار وأحيانا كاذبة  حسب الحاجة التي تتطلبها الحياة السياسية المعمول بها في الدولة،وهذا ما يتم بثه عل التلفزيونات السورية الرسمية ،لان نشر حقائق وإخبار كاذبة يدخل في مهمة ترويج الأخبار الدعائية التي باتت المرحلة السورية الرسمية تتطلبها لإقناع الجمهور المشاهد،بأهمية وقوة الحدث من خلال الدعاية المعمول بها ،للتأثير على الرأي العام السوري.
إن الهدف الفعلي من الدعاية هو قيادة الإفراد والجماعات لاعتناق فكرة ما، أو اتجاه معين،لان الفكرة الأساسية تكمن في السيطرة على فكر الجماعة،من اجل نشر الخبرية أو الفكرة المراد بها إرسالها إلى هذه الكتلة الكبيرة ،وتسويقها بشكل جيد .ومن هنا نرى بان نظام البعث في سورية منذ اليوم الأول لاندلاع الاحتجاجات الشعبية عمد إلى تسويق فكرة أساسية بان الذين يقومون بهذا الاحتجاج الاعتراضي هم مجرمون وإرهابيون وسلفيون،وإسقاط الاسم الحقيقي عن هؤلاء لكي يتسنى له فيما بعد إن يمارس الذي يمارسه بحق المدن والأهالي من خلال الإطباق الأمني والعسكري على المدن السورية،واحتلالها عسكريا بواسطة الدبابات الروسية ،من خلال الفكرة التي عمد النظام السوري لقمع الحركة الاحتجاجية المطلبية من خلال  الترويج لدعاية قوية وفعالة في المجتمع انطلاقا من محطاته التلفزيونية الأرضية والفضائية وصحفه اليومية،ووسائله الإعلامية الأخرى التي تساعد النظام  في نشر الفكرة المروج لها ، مما يساعد النظام في تبني هذه الفكرة كتلة كبيرة في المجتمع السوري والعربي والدليل القاطع هو "حركة قتل الضباط والجنود السورين دون تحقيق شفاف يعرض إلى العلن".
يكتب صلاح تصر في كتابه" بان الدعاية السياسية هي إذا عملية تلاعب    بالعواطف بقصد الوصول إلى خلق حالة من حالات التوتر الفكري والشحن العاطفي الذي لا بد أن يؤدي إلى تشويه التتابع المنطقي"(8) .
إذا الدعاية هي عملية إقناع وقدرة نادرة، لكن ما يكون صحيحا في جميع عناصره أو كاذبا في جميع عنصره. صحيح إن أساليب الضغط  قد تؤدي دورا هاما في عملية الدعاية ،إلا هذا ليست النهاية، فتغير الرأي أو التظاهر بالاقتناع بفكرة أو بمذهب تحت تأثير الإرهاب المادي أو التعذيب الجسدي ،كما يقوم النظام السوري وأجهزته الأمنية بالتعاطي مع الشباب الذي يتم اعتقالهم ووضعهم بأقبية السجون ليتم اعترافات منهم بواسطة التعذيب الجسدي،لا يمكن أن يصف بأنه دعاية فالدعاية تفترض تلاعبا في النفس البشرية بحيث لا تترك حرا في اختيار النتائج المترتبة على تحليل لمواقف معينة(9).
ترتكز الدعاية السياسية السورية:
تتسم الدعاية السياسية اليوم بصفات جديدة منها:  التنظيم الإعلامي، الاستمرارية، الشمول وتطوير الوسائل.
وتقوم العملية الدعائية اليوم على ثلاثة أسس :
1-الجانب العقائدي أو الفكري ألوضح الذي يؤثر على ذاتية الفرد،
2- التأثير الفاعل على الفرد من خلال التلقي الفعلي للطرح الفكري،
3- التغير الفكري والعقائدي الذي من خلاله يتم  تقبل الفكر المطروح .
هذه الأسس الثلاثة التي يجب أن تتوفر في كل عملية دعائية معينة، والتي تستطيع الوصول إلى تأثير فعلي وفعال على نفوس الجماهير الشعبية.
الدعاية السياسية والكذب:
يكتب خبير الدعاية لفرنسي غي دوراندان يقول بأنه" عند التكلم عن الدعاية السياسية واهم  مرتكزاتها، لبد التوقف عند الأدوات التي تضمن نجاحها الأساسي، والذي يرتكز على الكذب كإحدى مرتكزات النجاح للدعاية السياسية"(10)، لذا تعمد كل الأنظمة الشمولية والاستبدادية ،على ترويج قصة الكذب في إعلامها لان المواطنون بشكل عام يصدقون كل الشائعات التي تبتها الدولة من خلال جهازها الإعلامي والفكري والسياسي ،وهذا حالة الإعلام السوري،الذي يعتمد بشكل أساسي على إشاعة قصة الكذب وإقناع المواطنين العادين بطرح الحزب الحاكم .لقد عمل الإعلام السوري طوال فترة الانتفاضة على ترويج الكذب من خلال إعلامهم المختلفة من خلال خلق قصص وروايات مختلفة يوميا من اجل إقناع الشعب بان الثورة المندلعة ما هي إلا"شباب مندس ،مرتزقة ،مخربين،إخوان،سلفيين،تصوير أسلحة وعملة مختلفة وجدت مع مخابئ للسلاح في المدن المحاصرة ،لكن قتل الجيش السوري  والضباط وتشيعهم على أنهم إبطال"،فهو الهروب من معالجة المشكلة الداخلية وكبها على الآخرين"اتهام سعد الحريري وتيار المستقبل بأنه وراء الاحتجاجات الداخلية ،اتهام أمراء سعوديين،اتهام أصوليات إسلامية بأنها تقود انقلاب فلي سورية والجيش يدخل ويحاصر المدن بناء لطلب الأهالي ،يعمل على تعتيم إعلامي كامل ويعتبر كل الإعلام متورط بجريمة الانقلاب على سورية ،على الشعب أن يقتنع بكل المواد الذي يبثها التلفزيون السوري وغير ذلك كذب "طبعا نظرية المؤامرة هي أم المشاكل في بلد الحزب الواحد .
مفهوم غولبز الدعائي:
يقول غلوبز:"ليس هناك قواعد للدعاية ،إنما لها غرضا وحيدا هو إخضاع الجماهير الشعبية  لقواعد الدعاية الهتلرية، غير إن الدعاية وان حاولت ترتيب الأحوال والأحداث لا يمكنها بأي شيء دون أن تستند  إلى مادة جوهرية "هي الوقائع المادية التي يجب أن تستند إليها من خلال سير وتطور الإحداث ،ومع غياب المادة الحقيقية الذي يخاطب بها الشعب يعتمد الإعلام السوري على فبركة الأحداث وتغير مجراها لكي تخدم الفكرة الدعائية المعمول على بثها،و استخدام مبدأ الكذب في تعويم دورها،من اجل إخضاع  الجماهير وإجبارها على تبني دعايتهم   .
لقد كانت محطة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تطلق على"غلوبز" وزير الدعاية في الدولة الهتليرية، بأنه وزير الكذب، بل وعرفته بأنه رجل" الكذبة الكبرى" لان "غلوبز"، كان يقول بان سر الدعاية الفعالة "الدعائية"يكمن لا في إذاعة البيانات تتناول ألاف الأشياء لكن في التركيز على بضع حقائق فقط وتوجيهه أذان الناس وإبصارهم إليهما مرارا وتكرارا "(11) ،وهذا ما يقوم التلفزيون السوري بالعمل عليه بث مشهد قتل الجنود وتشيعهم ،أو نداء ملفق من أهالي منطقة يطلبون الجيش بالتدخل لحمايتهم من الإرهابيين . لا يمكن أن نتصور عملية الكذب في التخطيط الدعائي بغير إن ينقلب هذا السلاح "أي الأخبار غير المطابقة للحقيقة" إلى سبب في إخفاق الحملة الدعائية نفسها،فالحكومة السورية لقد لجأت إلى الكذب والتلاعب بالحقيقة خوفا من عدم تصديق الجماهير لدعايتها ،لذلك منعت الإعلام الآخر من متابعة الحدث  ،وللتلاعب بالحقيقة، لكونها قررت منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سورية ، بان تغيب الحقيقية الفعلية كاملة ،والعمل على التعتيم الإعلامي في محاصرة شديدة للفكرة  الأساسية التي  تدور حولها الاحتجاجات المطلبية والتي تسيطر على حركة الشارع السوري  .
وبناء لذلك  في الدول الدكتاتورية،قد تم بنيان خط إعلامي شامل ومتدرج على فترة زمنية معينة يخدم سياسة الحكومة وحزب البعث، والكتل النيابية والسياسية، والأمنية ورجال المال والعائلة الحاكمة، والمؤسسات الإعلامية،ومن خلال هذه الخطة الإعلامية الضامنة لسياسة إستراتيجية ضمن سياسية معينة يوافق عليها أركان الدولة ، ولا تتعارض مع أمنها،فالأمن والإعلام في إستراتيجية الدولة السورية تؤامان لا يمكن فصلهما ولا يمكن للأول التحرك دون الأخر.     
  التلاعب الاعلامي :
يكتب الإعلامي بسام سعد في كتابه الدعاية السياسية تاريخ ومضمون (12)،" بان التلاعب في اللغة الإعلامية معنيان".
 المعنى الأول يعني التلاعب بالذهنيات والآراء،وهذه تقنية ذات تأثير ضخم ومدى بعيد ترمي الى تغير القناعات بفعل مؤثرات مختلفة.
المعنى الثاني :للتلاعب يعني إبدال  بعض العناصر الإعلامية،في الخبر والمعلومات المنشورة،وهو تلاعب ذو حجم صغير ومدى قصير ومباشر.
وهذا النوع الأخير يعتمد عل وسائل تقنية لكي يتحقق ،لذلك يسخر الإعلام السوري ،كل وسائله السمعية البصرية ،الممثلة بقنواته الثلاثة "قناة الدنيا والإخبارية الفضائية ،والأرضية والفضائية في التلفزيون السوري،وكذلك الإعلام الإذاعي المسموع ،والإعلام المكتوب من خلال الصحف اليومية"الممثلة بصحيفة تشرين،البعث ،والثورة ،والوطن،إلى آخرة"،إضافة إلى الدوريات الأسبوعية والشهرية ،والإعلام الالكتروني،جيش كامل من العاملين والمتطوعين في نشر وكتابة الأخبار التي تريدها الدولة في حربها مع الشارع المحتج والثائر على هذا النظام البائد.
التلاعب بالذهنيات والآراء :
هذه الطريقة الإعلامية تفرض في المتلاعب نية واضحة وصريحة لإحداث تغير في الآراء العامة وذلك عن طريق استعماله تقنيات  نفسية ،واستغلال حالة اللاوعي لدى المتلاعب به أملا في الوصول إلى الغاية التي يريدها.وتحتاج عملية التلاعب هذه  أما إلى "الماكيافيلية"خاصة بكل دعاية مكر واحتيال ،أو إلى إيمان بحتمية اجتماعية"الدعاية اللينينية "أو بحتمية نفسية"الدعاية الهتلرية"او بحتمية البطش والقتل والتخوين "الدعاية البعثية"كما يماس نظام البعث في سورية اليوم وسابقا في العراق صدام حسين وسورية حافظ الأسد،فالنظام البعثي الذي بني دعايته على القتل والتخويف من خلال فرض الإيديولوجية البعثية بقوة السطور والبسطار،على الجماهير الشعبية ،فالاعتراض على النظرية يكون مصيره السجن والقتل .
لقد استطاعت الأجهزة الأمنية والدعائية على مدى نصف قرن من سيطرة البعث على النظام من التلاعب الفعلي بالآراء والأفكار،لان الطرح الأحادي من جانب البعث ومنع الطرف الأخر ،منع الشعب من السماح لتصديق أي إخبار غير الإخبار الذي يبثها نظام البعث وأجهزته المختلفة ،لذلك استطاع البعث من بناء طبقة شعبية تصدق شعاراته وأفكاره التي يطرحها إلى الشارع،فالدولة السورية تسوق لنفسها بأنها نظام ممانعة وتحاب إسرائيل،العدو الذي يخاف من سورية وموقعها وهي تحمي المقاومات العربية في لبنان وفلسطين والعراق ،فالشعب لم يسمح لنفسه بسؤال جدي ومهم اذا كان النظام السوري يتحدى أمريكا والغرب وإسرائيل،لماذا لا تفتح جبهة الجولان ويسمح بالمقاومة الوطنية المشروعة للشعب السوري في تحرير أرضه .
السؤال الثاني الذي يصعب على الشعب السوري طرحه على النظام من خلال اقتناعه بدعاية نظام البعث ،لد تعرضت سورية للعديد من الضربات والاغتيالات،لم يستطيع هذا النظام المعادي لإسرائيل بالرد ،فكان الشعب مقتنع برد النظام بان سورية سوف ترد بالزمن المناسب والمكن المناسب .
لقد استطاع النظام السوري من التلاعب بذهنية الآراء، والتحكم بالعقول من خلال التلاعب على العواطف والأحاسيس والشعور وهن نقول بأنه استخدم تقنيات وسائل الاتصال ونجح باستخدامها  ،مغلبا فيها الشعور على العقل،فالدعاية البعثية تعتمد التأثير على المشاهد من خلال قوة الصورة وليس الخبر لذا يعمد التلفزيون السوري على بث صور تشيع  الجيش السورين، وصور العصابات التي تم اعتقالها هي وسلاحها ،والفيديوهات  المفبركة لاعترافات ضالعين في الإحداث  التخريبية،  وصور الرئيس واستقباله للوفود الشعبية والفنانين والمثقفين الداعمين للسياسة الإصلاح الذي يقوم بها سيادة الرئيس . 
التلاعب الاعلامي :
هو التلاعب بالأخبار والمعلومات، لكن هذا النوع الذي لا تتوفر له سبل النجاح ،إلا في حال حلول الدعاية مكان الإعلام على أنها إعلام موضوعي ، ففي هذه الحالة غالبا ما ينقلب الإعلام على أصحابه وتفقد الثقة بالأجهزة الإعلامية بعامل الارتداد العفوي(13). أمام هذا العرض الذي يمارسه الإعلام السوري لم نفاجئ أبدا  بالشعارات التي رفعت في المظاهرات الاحتجاجية،  التي تجوب كل المدن والنواحي السورية بان الإعلام السوري كاذب،يجب مقاطعة الإعلام السوري.،لان لمشاهد السوري اخذ يتجه نحو الإعلام الأخر المعارض أو الذي يصفه النظام بأنه معارض للدولة السورية لكونه يبث الصور والمشاهد الذي تزعج النظام نفسه،لذا تحتل القنوات الفضائية العربية كالجزيرة ،العربية ،البي بي سي العربية ،الفرنسية 24 العربية وقناة "بردى والمشرق  "المعارضتان للنظام،لكنهم جميعا يحتلوا المركز الأول في حياة الشعب السوري من حيث المتابعة والمصدر، بالوقت الذي يسجل غياب كامل للقنوات السورية الرسمية التي بداء المواطن السوري الابتعاد عنها تدريجيا  نتيجة الكذب التي تعتمده هذه القنوات في التعاطي مع الأمور المصيرية التي تمر بها البلاد. لكن جميع خبراء الدعاية متفقون على أن الدعاية التي تلجأ إلى الكذب والمبالغة هي أسوأ أنواع الدعاية  في العالم ،فالدعاية الكاذبة مصيرها الفشل ،مهما حول الخبير الدعائي إن يجند طاقات  مادية أو بشرية لإبقاء الحياة فيها ،طبعا ومن دون شك بان الدعاية السياسية السورية مصيرها الفشل بسبب الكذب والمبالغة التي تقوم عليها الدعاية الدعائية، من هنا نرى فشل الإعلام السوري في ترويج دعايته التي تقوم على أن الثورة السورية ما هي إلا مجرد عصابة تقوم الدولة على سحقها.
الإعلام السوري والانتفاضة السورية :
لم يستطيع الإعلام السوري من تسويف نفسه محليا وعالميا بسبب تعطيه مع حركة الشارع السوري المحتج والمعترض عل سياسة النظام ووصفه للمحتجين ونعتهم بأبشع النعوت، لذلك فقد شرعيته ومصداقيته،التي يجب أن يتمتع بها.
لقد عمد النظام السوري من خلال إعلامه الموجه، بالعمل على تفكيك إطار المرجع عند الخصم،من خلال الانقضاض على كل الوسائل الخارجية من اجل منع أية عملية نقد أو مقارنة ،وكذلك تنظيم الهجمات على  قيم الخصم وشخصيته ،هذا الموضع لقد توله "شبيحة " النظام الإعلاميين الذين مارسوا الدفاع عن النظام وتصرفاته من خلال إطلالتهم على الشاشات المختلفة بكونهم متحدثين ومحللين سياسيين لإعمال النظام البلطجية،هؤلاء يقفزون من شاشة إلى أخرى ،ولا يفوتون أي إطلالة إعلامية  لهم على  التلفزيونات العربية أو الناطقة بالعربية،حتى يشركون من خلال الاتصال الهاتفي، بالوقت الذي يصنفون أنفسهم مستقلون ومحايدون ،ولكنهم يملكون معلومات ،ولهم صلة مع مصادر القرار ،وتصلهم إخبار من أعلى المستويات الرسمية،ويرمون اكبر التهم على الشخصيات المعارضة ، و يقزمون  الحركة الاحتجاجية، وأشخاص المحتجين(14).
كذلك يلجأ الإعلام السوري المكتوب والبصري والسمعي الى التلاعب في الخبر إلى تحويل النص أو تحويره من خلال عزل المعلومات عن النص الحقيقي ،وتوضع في إطار زمني ،ومكاني مختلف عن الواقع الحقيقي ،كذلك العمل إلى تركيب نص  غريب عن الواقع والحدث،خاطئ وعاري عن الصحة ،ويقد بطريقة ذكية على انه الصحيح ،وهنا نرى كيف رد الإعلام على الصور في مدينة البيضاء بأنها أفلام مركبة في العراق ،وعلى مجزرة درعا إلي أن تم اكتشافها بعد السماح لأهالي المدينة بالتجول بأنها غير صحيحة ،وهذه الصور كيف جهز الأشخاص المخولين بالبحث،بكمامات ضد الروائح ،فهي ليست في سورية ، لقد كان تعليق وكالة "سانا" الرسمية للإعلام  على العقوبات الأمريكية ضد القيادة  السورية، بأنها موجهه ضد الشعب السوري والمستفيد منها الدولة الصهيونية،لكن وكالة "سانا" الإعلامية شطبت السبب  الذي كان وراء هذه العقوبات  الأمريكية، هو طفح الكيل الغربي والأمريكي من خلال القتل والبطش والاعتقال  والاحتلال السوري للعديد من المدن السورية،لان تعامل النظام السوري مع الحركة الاحتجاجية والانتفاضة الشعبية التي يتعامل معها النظام بشكل همجي وانتقامي دموي،هو الذي اغضب الغرب والعالم الذي لا يزال  يغازل النظام السوري ،وما عبر عنه خطاب الرئيس اوباما بقوله الصريح للرئيس السوري بان يقود الإصلاحات أو التنحي عن الحكم .
 حالة الاعلام السوري :
 الإعلام السوري مستنفر، ويعمل بكل جهد من اجل فبركة الإحداث والمعلومات لتشويه أهداف التظاهرات، من خلال بث شرائط فيديو واعترافات لمجمعات مخربة في المدن السورية،استخدام كل الوسائل التي تخضع لسيطرت الدولة في تركيب القصص والأحاديث التي تمس بسمعة الشعب المحتج،شن هجوم ضروس ضد القنوات العربية بسبب محاولتها تغطيت الإحداث عكس الأجندة السورية. من هنا نرى الحملة السورية ضد الأعلام الأخر،وتحديد ضد قناة العربية"العبرية"،والجزيرة"الخنزيرة، من خلال تسمياته البذيئة للقنوات العربية  عقابا على البث المحرج لدوره وتصرفاته ضد الشعب السوري،من خلال حملة سورية منظمة يشنها الإعلام السوري وأصدقائه الأوفياء في الدول المجاورة ،وكذلك من قبل شبيحة النظام الإعلاميين ،الذين يقومون بالدفاع عن نظام البعث(15) .
التعتيم الإعلامي:
ما لم ترد أن تفهمه غالبية الدول العربية هو استحالة استمرار أي نظام إلى الأبد مهما حاول إبقاء شعبه في غياهب ظلامية التوتاليتارية البائدة القائمة على التعتيم الإعلامي وكم الأفواه(16).
لقدعجز النظام السوري من أتاحت الفرصة لوسائل الإعلام العربية والعالمية من التغطية الإعلامية من ساحة الحدث ،"تغطية التظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها الشعب السوري ،كذلك منع صوت المعارضة من التحدث  للإعلام، لكونه اعتبر إن التعتيم الإعلامي سوف يحد من قدرة الاحتجاجات من التعبير ،وعدم نقل الصورة الحقيقية سوف يعطي فرصة ثمينة لإعلامه من "فبركة الأحداث"، و"تقزيم الإخبار"، كما تريد لكي تحد من قوة الخبر والحدث ،فالسماح لوسائل الإعلام من التحرك بشكل علني تعطي مصدقيه لنظام الأسد وإصلاحاته الكرتونية أكثر في الساحة المحلية والدولية .
لقد عمد النظام الأمني إلى منع بث الإخبار الحقيقية في محاولة لترهيب الشارع المحلي من خلال "خبريات تافه"، لا تمت بصلة لما يحدث في الحالة السورية، لقد نسى النظام السوري بأننا نعيش بعصر السرعة والتطور التكنولوجي الذي يسمح بسرعة التواصل الاجتماعي في نقل الخبر وبث الصور السريعة من خلال خدمة ،"الانترنت والهاتف الجوال والكاميرا ت الرقمية "وخدمات التواصل الاجتماعية الفيسبوك والتويتر"التي هي بدورها تقوم بتسويق الخدمات الإعلامية والصحافية .
لقد كان التعتيم خطة إستراتيجية من قبل النظام الأمني لمنع وصول الصورة الحقيقية إلى العالم، من خلال ماهية الجرائم الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري والذي يعاقب عليها القانون الدولي كونها جريمة ترتكب بحق الإنسانية.
إعلام النظام:
يكتب الدكتور عماد شيا أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية بان"روح العصر المتمردة والمنتفضة تغمر الشعوب العربية،ولا يعتقد أن هناك أي شعب او جماعة مهما اشتدت عمليات البطش بها،هي قادرة أن تعيش خارج العصر بذهنية زمن الانقلابات البائد أو السجن الكبير الذي دفع البوعزيزي إلى إضرام النار بنفسه والمنتفضين في مصر وليبيا واليمن وسورية إلى مواجهة الرصاص والقذائف بصدورهم العارية "(17).
لقد روج الإعلام السوري للإصلاحات(18) الحكومية الناقصة والمطعون بشرعيتها من خلال "الفبركات" والأكاذيب،التي بدأت بشنها قنوات النظام وإعلامه المكتوب، في تبسيط الأمور،من خلال النظر للذي يجري بكونها مؤامرة تشن وتحاك ضد النظام الممانع، ونعت شعبه بالخونة والمخربين ،والتكفيريين ،والإخوان ،من خلال أفلام تلفزيونية تعمل القنوات السورية على ترويجها وبث في الوسط السوري والعالمي ،"اعترافات لبعض المجمعات التي تم اعتقالها ، أفلام فيديو مركبة لمجمعات تطلق النار على الجيش "ورش الرز والورود على الجيش ودباباته المهاجمة لمنطق ومدن سورية .
أبواق النظام الإعلامية:
يستخدم النظام السوري في حربه، ضد الشعب كل الوسائل الإعلامية والإعلانية المتاحة له والناطقة باسمه وتدافع عنه وهي :
1- ألصحافه اليومية الناطقة باسم النظام: كل من جرائد "الثورة ،تشرين ،البعث،الوطن السورية".
2-مواقع الكترونية ناطقة باسم النظام ،كالشام برس ،والشام نيوز...الخ ".
3-محطات التلفزيون الأرضية والفضائية "الإخبارية السورية ودنيا الشام، والتلفزيون السوري ..الخ".
4- إضافة إلى تلفزيون وصحف أصدقائه في كل من لبنان وإيران والعراق.
5- التشديد على الانترنيت ،من خلال العديد من الوسائل التي تعيق العمل الطبيعي لوسائل الانترنيت مثلا،الضغط على المعتقلين من قبل رجال الأمن ،من اجل تسليم كلمات السر المستعملة على الفيس بوك،القرصنة والتشويش ،وقطع تيار الكهرباء.إضافة إلى استعمال أجهزة حديثة جدا للتشويش وفك رموز الانترنيت.
6-حتى لا نسى أبدا دور "المعلقين والمحللين السياسيين، الخبراء الاستراتجيين ضيوف الفضائيات العربية والعالمية"، الشبيحة الإعلاميين، الذين سمح لهم من قبل الأجهزة الأمنية بان يدافعوا عن النظام ورجاله ، ليكون الجنود المجهولين في الدفاع عن النظام وليس عن سورية الشعب والأرض.
الإعلام الأخر:
لقد اعتبر النظام السوري وأجهزته الأمنية كل الوسائل التي تقم بتغطية حثيه للمظاهرات، والاحتجاجات فهي معادية للنظام،لان والوسائل الإعلامية الأخرى تعتمد الدقة والموضوعية في نقل الخبر،هذا لم يتعود عليه النظام السوري في تعمله مع الحدث ونقله للجمهور المشاهد ،لقد تعود الإعلام السوري على التضخيم والتهويل والتبجيل والتصفيق في نقل الحدث، في إعلام ينقل الحقيقية المغيبة هو كاذب ويعمل على نشر الفوضى في سورية ،لان نظرية المؤامرة هي التي تقوم عليها إستراتيجية النظام السوري بشكل عام ،لم يكن جاهز أصلا النظام للتعامل مع الإعلام الفضائي في بث الخبر بشكل سريع وإرساله للعالم ،من هنا أتى غضب النظام على وسائل الإعلام الأخرى التي وجد فيها مفهوم المؤامرة على النظام "،لقد منعت الفضائيات من متابعة الحدث بالطرق الرسمية من خلال التضييق على مراسليها بالتجول والتحرك لتغطية الإحداث ،مما أدى بالفضائيات بالاستغناء عن خدمة المراسلين الميدانين كي لا تسبب لهم بشكل مع الأجهزة ،عمد النظام إلى اعتقال للمراسلين والصحافيين، أغلق اعتماد العديد من الوكالات والمراسلين في القطر السوري (19).
الجزيرة الفضائية:
اعتبر النظام السوري بان الجزيرة الفضائية هي المكلفة رسميا بملف الدولة السورية من خلال التغطية الإخبارية بشكل كبير للإحداث في سوريا ،مما دفع النظام بشن هجوم شنيع على الجزيرة، ومشيخة قطر، فالجزيرة التي اعتمدت التغطية الإخبارية والتفصيلية لكل الثورات العربية والتي كانت صورتها صدى لصوت الجماهير الثائرة في كافة الأوطان العربية لم تستثني سورية منها،لقد وقفة الجزيرة مع المعارضة الشعبية المحتجة على أنظمتها ،وقفت مع الشعب لان الشعب اقوي واعلي من الأنظمة ،لان الشعب باق والأنظمة إلى زوال .
1-عمل النظام السوري بكل وسائله القمعية على إقفال مكتب الجزيرة في سورية،كان لهم ما أرادوا .
2-عمد النظام إلى الضغط العلني على الموظفين السوريين العاملين في الجزيرة وفي مكتبها الأساسي في الدوحة من اجل الاستقالة.
3- خروج إعلاميين من الجزيرة حلفاء للنظام السوري عن طريق استقالات علنية،مهرجانية تقدموا بها إلى الرأي العام من اجل إحراج الجزيرة في سياستها الإعلامية ،"كغسان بن جدو مدير مكتب لبنان(20)، والمراسل عباس ناصر ،والمقدم فيصل القاسم (21)الذين أصبحوا أصلا عبء على الجزيرة من خلال برامجهم الخلافية،وتغطيتهم الإعلامية الغير موضوعية والمنحازة لفريق ضد آخر،فكان التخلص منه حتى بالاستقالة الشكلية.
4- استخدام العاملين سابقا في قناة الجزيرة وتم تسريحهم لأسباب غير سياسية خاصة بالقناة ،من اجل للتشويش على الجزيرة ودورها،السياسي المشبوه ، كما كانت المقابلة مع المذيعة السورية "لونا الشبل" المطرودة من الجزيرة في برنامج سياسي على قناة الدنيا السورية.
بالرغم من كل شيء ،لا يزال النظام السوري بكل قواها يمارس الضغوط الكبيرة على وسائل الإعلام وفي القلب منها قناة الجزيرة الفضائية.
وكذلك الضغط على الوسائل الأخرى من اجل إخراج الكوادر الإعلامية من اجل إحراج القنوات بهذا الخروج كما حصل مع الإعلامية المذيعة "زينة اليازجي"، العاملة في قناة العربية التي استقالت من العربية بتاريخ 11ايار 2011  .
مع هذه الصورة الدرامية الهزلية التي ينتهجها النظام السوري مع الإعلام العام ،مع ذلك تسرب الصور إلى العالم،وتثب على الانترنيت ، وتنتشر الإخبار بسرعة، من شهود العيان والناشطون الحقوقيون الذين أصبحوا اليوم ا قوى أكثر، وصدى صوتهم أعلى في التعبير عن ممارسة النظام السوري .
الهتافات الشعبية:
تشكل الهتافات المحرك الرئيسي للشارع المحتج والمتظاهر،هناك العديد من الشعارات التي تردد هي اقتباس من ثورات عربية سابقة ،وهناك شعارات سورية خاصة بالشعب السوري. إما الشعارات والهتافات الأخرى تكمن في"الحرية والوحدة،سورية حرة ، الشعب يد واحدة ،إعلام السوري كاذب سلمية سلمية ،سلمية شهداء بالملين على الجنة رايحين ،الشعب السوري واحد ،كرد وعرب ،إسلام ، ومسيحية "،هو الرد الفعلي على أقاويل النظام ،فالهتاف الواحد والأوحد في كل المسيرات التظاهرية "الشعبية الشعب الذي أصبح يردد بشكل دائما هو" إسقاط النظام" هذا الشعار الذي  أصبحت  تدور حوله كل المظاهرات والاحتجاجات السورية، بعدما رفع الشعب سقف مطالبه التي تجاهلها النظام، وكأن هدف الشعب قد أصبح هدفه النهائي هو النظام نفسه .
مما لا شك فيه أبدا بان رأس النظام هو المسئول الأساسي عن كل ما يحدث في سورية لكونه هو الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة والباقي ما هو إلا تقاسم ادوار لشخصيات سياسية سورية .
طبعا من يراقب سير المظاهرات السورية أصبحنا إمام مسيرات شعبية منظمة في السير والهتافات والشعارات،مما يدل إننا اصحنا إمام حالة شعبية منظمة مركزة تتحكم بالشارع من خلال تلبية للنداءات التي تطلقها قيادة المظاهرات السرية،والداعية إلى الخروج بيافطات كبيرة مجهزة سابقا بشعارات موحدة في كافة مدن القطر ،وتوحيد الهتافات الشعبية  التي تتردد في كافة المظاهرات التي تسير وكأننا إمام مظاهرة واحدة.
حكم الشارع على الاعلام  :
بالرغم من القتل والبطش والبلطجة الذي يقوم بها النظام السوري بحق شعبه عن طريق المرتزقة الرسمية "الأجهزة الأمنية والعسكرية الممولة من النظام،وبالرغم من جز الجيش العربي السوري في حرب ضد الشعب من خلال حصار المدن واحتلالها عسكريا وامنيا ،فالمظاهرات تخرج من في كافة المدن السورية لنصرة المدن المحاصرة وتردد الهتافات المسرة على إسقاط النظام.
الشارع السوري قال كلمته في "التحدي" من خلال الخروج إلى الشارع متحديا كل الأجهزة الأمنية والقمعية والنظام بذاته،لأنه رفع الشعار النهائي الشعب يريد إسقاط النظام . بالرغم من كون النظام السوري يرد الإطباق على كل المدن السورية عسكريا "كدرعا، والتلبيسة ،ومعرة النعمان والبيضاء، ودوما، والرستن ،وازرع ،وداريا،وانخل،وازرع ،وحماة وجسر الشغور، وتلكلخ،وحمص واللاذقية "، فالنظام يريد إخماد صوتها المنادي بالحرية والوحدة ، لكي يمنع شرارة تمددها إلى المدن الكبرى كحلب ودمشق ذات الثقل السكاني والشعبي ،لان النظام يخاف من اقتراب الموعد المنادي بالرحيل ،الذي أصبح قريب جدا
.  وهنا  نتوافق مع الكاتب اللبناني "حازم صاغيه" بالرأي القائل" بان حركة الاحتجاج في الدولة العربية وسورية منها ليست ثورات، وإنما انتفاضات شعبية ثائرة من جور الأنظمة،الهرمة والمترهلة وأحزابها  البائدة"، لان هذه الانتفاضات الشعبية العربية التي تبحث عن الحرية والكرامة ليست إرهابية وتخريبية ومندسة،حسب وصف الأعلام السوري، من خلال فبركات إعلامية تعمل على تصويرها وتسويقها إلى العالم.  وهذا ما يؤكد ويعزز رأينا في جملة واحدة بان رصيد الرئيس السوري بشار الأسد، ونظامه قد نفذ، وسيذهب إلى غير عودة، هذه هي الرسائل النصية التي أرسلتها أوروبا وأمريكا عن طريق عقوبات اقتصادية طالت الريس الأسد ،رأس الهرم وأكثر من 54 شخصية سياسية وأمنية وعسكرية(22) تابعة للنظام ، وهذه العقوبات التي سيكون لها التأثير القادم بناءا للحراك الشعبي والرسالة المرسلة من الشعب السوري للعالم ، من خلال استمرار حركته الاحتجاجية المعترضة على النظام وأجهزته الأمنية والإعلامية،وهذا ما رفعه المتظاهرين في هتافاتهم  الدائمة والمستمرة " الإعلام السوري كاذب"، لان الإعلام تحول عن هدفه من نقل الخبر بموضوعية،إلى وسيلة ضغط وإرهاب سياسي وفكري بيد النظام من اجل الإطباق على حركة الشعب .
المراجع :
1- رفيق سكري،دراسة في الرأي العام والإعلام والدعاية،دار جروس برس ،طرابلس لبنان،1991،ص217.
2-احمد مغربي ،ظاهرة"الهاكز"أنتجت"ويكيليكس"ومستقبل صحافة الانترنت،جريدة الحياة اللندنية،29تشرين الثاني "أكتوبر" 2010، ص،17.
3-عبدالله تركماني،مؤشرات الحكم الرشيد،جريدة المستقبل اللبنانية،26نيسان"ابريل"،2011 ،ص،19.
 4- مقابلة مع المفكر التونسي الطاهر لبيب ، على قناة العربية في برنامج روافد ،مع احمد علي الزين،
روافد: الطاهر لبيب. - 07 أبريل 2011م. يستضيف
برنامج روافد العالم الاجتماعي الطاهر لبيب. ...
http://www.alarabiya.net/programs/2011/04/07/144556.html
 5-دلال البزري،هذا الانتقال المفاجئ من رجال الإرهاب إلى شباب الثورة،جريدة المستقبل اللبنانية،24 نيسان"ابريل"،2011 ،ص،10.
6- رفيق سكري،مرجع سابق ،ص218.
7-حامد ربيع،الحرب النفسية في المنطقة العربية،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت 1974،ص 128.
8-صلاح نصر ‘الحرب النفسية،معركة الكلمة والمعتقد،ليس إشارة للدار الذي طبع فيها الكتاب ، القاهرة 1967، الطبعة الثانية،ص113،115،138.
9-رفيق سكري،مرجع سابق ،ص77.
10-غي دوراندان،الدعاية السياسية ،المؤسسة الجامعية للدراسات ولنشر والتوزيع ،بيروت 1983،ترجمة رالف رزقالله،ص80.
11-نديم البيطار، الإيديولوجية الانقلابية،المؤسسة الأهلية للطباعة والنشر،بيروت 1964،ص 674.
12-بسام.ا .سعد، الدعاية السياسية تاريخ ومضمون ،شركة فوراس ،بيروت 1992،ص،423
13- بسام. ا. سعد،مرجع سابق ص،424-425.
14 – د.عوض السليمان الإعلام الفاجر ،سورية مثالا،12ايار"مايو"،2011.
15 - محمد حسن ديناوي، النظام السوري إعلام كاذب ونظام يتخبط
http://www.asharqalarabi.org.uk/mu-sa2/b-mushacat-5134.htm
16-مهى عون،إصلاحات اعلي الهرم :حدودها ومخاطرها،جريدة المستقبل اللبنانية ،19 نيسان "ابريل"2011،ص19.
17 –عماد شيا ،مقدمة الانتفاضات العربية في فلسطين ولبنان،جريدة المستقبل اللبنانية ،30 نيسان"ابريل"2011،ص،19.
18 - زهير سالم ،هل الدعوة إلى الحوار جزء من حملة التضليل الإعلامي لندن ،15 ايار"مايو" .2011
19 –حسام الدين محمد ،محنة الأعلام السوري في مطابخ الفضائيات العربية، الشبكة العربية العالمية،
19 أيار"مايو "2011 .
http://www.globalarabnetwork.com/media1/4153-2011-05-19-11-04-31
20 – غسان بن جدو يستقيل من "الجزيرة"،جريدة السفير اللبنانية ،23،نيسان "ابريل"2011.
21 - إسماعيل طلاي ،فيصل القاسم عائد بعد العاشرة،جريدة السفير اللبنانية العدد 1399 ، 28 نيسان"ابريل" 2011.
- فيصل القاسم، معتكف في بيته ويزور الجزيرة أحيانا ،جريدة الأخبار اللبنانية، 23ايار" مايو" 2011.
22 - مقابلة مع المفكر والكاتب اللبناني حازم صاغيه ، على قناة العربية في برنامج روافد ،مع محمد علي الزين،
روافد: حازم صاغية. الخميس - 19 مايو 2011م....
http://www.alarabiya.net/programs/2011/05/19
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

.