الثلاثاء، 11 فبراير 2014

الاعلام الروسي: شوفني متعصب يصارع ضد المهاجرين ...!




الاعلام الروسي:
شوفني متعصب يصارع ضد المهاجرين ...!  
في ظل الهجرة غير الشرعية الذي يعيشها العالم والتي تغزو دول الشمال الغني من دول الجنوب الفقير لأجل حياة افضل ، روسيا ليست بعيدة عن هذه الحال، بالرغم من عدم وقوعها ضمن الدول المقصودة للهجرة .
تعيش اليوم روسيا حالة لم يسبق لها مثيل من عمرها،وإذ يختلط فيها كل شيء، الاعلام بالسياسة، بالتطرف .فالإعلام الروسي يشن حرباً ضروساً ضد توافد المهاجرين القادمين من اسيا الوسطى والصين.الإعلام بكل وسائله المكتوبة والمرئية والمسموعة والالكترونية يروج للدعاية التي يفرضها اصحاب النظرية القومية الرافضون لاستقبال المهاجرين  من دول كانت حتى الامس القريب تعيش تحت سقف دولة واحدة ربطتهم افكارها وأحلامها في بناء الغد الافضل .فالقادمون من فقراء دول اسيا الوسطى الى روسيا لا يزالون يشعرون بان روسيا هي بلدهم الثاني، بسبب علاقتها القديمة مع هذه الدول وشعوبها اضافة لتكلمهم لغتها ومعرفة ثقافتها التي تساعدهم على تخطي مصاعب الحياة فيها،وبالتالي هم يد عاملة رخيصة للسوق الروسي الذي يحتاجهم . فالإعلام الذي يتبنى نظرية التعصب القومي والشوفيني ضد الاجانب من خلال دعم المتطرفين الرسمين في البرلمان وخارجه الذين يحاولون الاستحواذ على قانون جديد ضد المهاجرين وتحديدا ضد هؤلاء الاسيويين الذين يتهمون بالفساد وترويج المخدرات والممنوعات،طبعا ليس دفاعا عن بعضهم مما يمارسونه ،لكن هؤلاء الذين يأتون الى روسيا لكونهم لا يجدون مكانا لهم ولأطفالهم  افضل من روسيا في الوقت الذي يتم ابتزازهم من قبل السلطات الامنية وبعض القيمين على القانون وأرباب العمل ويمنع اطفالهم ايضا من الالتحاق بالمدارس والروضات ما يسد امامهم كل الافاق الحياتية .
فالإعلام الذي يحاول ان يكون طرفا في قضية سياسية وإنسانية ويعكس انطباعاً سيئا عن طبيعة الشعب الروسي الذي تميز بالكرم وحسن الضيافة والاستقبال المميز.فالإعلام يخفي في طياته حاجة روسيا لهذه النوعية من المهاجرين بسبب المشكلة الديمغرافية التي تعاني منها روسيا ويتم الاستغناء عنها بفضل هؤلاء القادمين من هذه الدول التي تجيد اللغة الروسية،وتعرف الثقافة الروسية، والتي تربطها بروسيا علاقة وطيدة منذ زمن القياصرة. فروسيا الجديدة تعتبر دولهم نواة اساسية في تشكيل وبناء الاتحاد الاوراسيا الذي يساعد روسيا على لعب الدور  الريادي على الخارطة السياسية العالمة. فالإعلام الذي يتناسى مصالح روسيا ويخدم شهوات المتطرفين والمتعصبين عليه ان يعيد حساباته .ان لابتعاد الاعلام عن هذه المسائل القومية الهامة يفرض على الدولة التدخل مباشرة في الدفاع عن مصالحها وأمنها القومي ، ولا يجب ان يكون الاعلام اداة صراع مباشرة ضد المصلحة القومية ،لان النتائج من هذا الطرح ستكون سلبية على الدولة الروسية وشعبها، كون هذه السياسة الغير مسؤولة سوف تجعل شعوب هذه الدول  تبتعد تدريجيا عن روسيا، في الوقت الذي تصارع فيه روسيا من اجل ربط هذه الدول بمحورها الاوراسي الداعم لها سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً .
د. خالد ممدوح العزي
كاتب وباحث مختص بالإعلام والدعاية





الوحدة والاندماج بين الدول العربية بظل العولمة وصعود الاسلام السياسي.







الوحدة والاندماج بين الدول العربية بظل العولمة
 وصعود الاسلام السياسي.
الوحدة والاندماج بين الدول العربية..اشكالية يحللها د. خالد ممدوح العزي في كتابه الصادر باللغة الروسية عن جامعة سنبطربورغ الحكومية كمرجع اكاديمي   .
يطرح الباحث والمحلل السياسي الدكتور خالد ممدوح العزي في كتابه"عملية الاندماج والوحدة بين الدول العربية – المشالك والحلول" ، اذ يشير الى المشاكل الكبيرة التي تواجه هذه العملية وبخاصة  بعد التطورات الكبيرة التي تحصل في المنطقة. اذ ان هناك الكثير من الصعوبات التاريخية والثقافية موجودة بين الكثير من دول المنطقة بسبب التطور التاريخي الذي حصل بعد فترة التحرر من الاستعمار سواء منه الفرنسي او البريطاني وبالتالي التطور الاقتصادي لكل دول على حدة من جهة، وعلاقات كل دولة او امارة خليجية على صعيد العلاقات الدولية ومدى تاثير كل دولة بالمساهمة في القرارات الدولية التي تتخذ سواء في الجامعة العربية او في المنابر الدولية. ويشر الباحث الى دور جامعة الدولية العربية منذ ان تاسست وما هي الصعوبات التي تواجه مؤسساتها ومدى الدور الذي تمثله كل دولة من اجل جعل الجامعة منبراً موحداً لدولها في مواجهة التحديات الكبرى التي كانت تعصف في المنطقة انذاك . ولكن الصراعات التي كانت موجودة بين دول المنطقة سواء اكانت حدودية ام امنية ام اقتصادية لم تمكن الجامعة من لعب دور فعال في مواجة التحديات وبالتالي لم تتمكن من ايجاد اي حل جدي لتلك النزاعات ، ومن ثم كانت الطامة الكبرى التي واجهتها الجامعة ولا تزال وهي ايجاد حل جدي وجذري للاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وهذا ما جعل الجامعة عبارة عن صوت لا تاثير له ودون اي فعل حقيقي في مواجهة التحديات الكبرى .
ويشير الباحث العزي في كتابه الى المشاكل الحدودية بين المملكة العربية السعودية من جهة، وبين الكويت والبحرين وعمان وابوظبي من جهة اخرى، وكذلك الخلاف بين قطر والبحرين ، وعمان والامارات . اذا المشالك الحدودية هي ايضا جزء اساس من الخلافات وهن لم تتمكن جامعة الدول العربية من التوصل الى اي حل لهذه المشاكل وان كانت تهدأ لفترة ثم تعود الى الظهور الى العلن وذلك بحسي التطورات السياسة التي كانت تحصل في المنطقة.
وكذلك هناك الخلافات بين الجزائر وتونس حول الحدود بين البلدين وهذه المعضلة موجودة منذ العام 1959 – 1968 حيث تطورت الخلافات انذاك وكادت تصل الى حد الحرب بين الطرفين، وحاولت الجامعة العربية التوصل الى حل لمنع تدهور الاوضاع الى ما لا تحمد عقباه، والمفارقة ان كلا الطرفين لم يكن ضد الوحدة العربية او القرارات التي تتخذها الجامعة في مواجهة القضايا الكبرى واهمها  في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية او قضايا السلم العالمي او التنسيق مع منظمة الوحدة الاسلامية  وغيرها من المنظمات العربية والدولية .
وكذلك هناك الخلافات الحدودية بين كل من السعودية والعراق ، بين ايران والامارات على خلفية احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث (طمب الكبرى والصغرى وابو موسى)، وهذا الخلاف لا يزال مستمرا منذ العام 1971، وهنا كانت الجامعة العربية تمثل دوراً ايجابياً في التوصل الى حل سلمي لهذه المشكلة المزمنة. وهناك ايضاً الخلافات الحدودية بين السعودية وايران والتي تتطور الى خلافات سياسية بسبب التناقض في المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية في المنطقة حيث يأخذ الصراع طابعاً طائفياً ومذهبياً.
 وهناك المشكلة الدائمة والتي تمثل دورا سلبيا في المنطقة الا وهو وجود الكيان الصهيوني الذي انشأ على اساس وعد بلفور المشؤوم والذي يهدد السلام في المنطقة ووجود مشكلة الشعب الفلسطيني الذي طرد من ارضه ولا تزال هذه القضية من اابرز القضايا التي تواجهها الجامعة العربية التي هي بالاساس تعاني من ضعف وترهل في بنيتها .
 بكل الاحوال يطرح الباحث الدكتور خالد ممدوح العزي في كتابة اشكاليات كبيرة وكثيرة  وهو عبارة عن مرجع بحثي في العلوم السياسية  يلقي الضوء على كثير من الاشكاليات العربية والنزاعات الداخلية بين الدول العربية والتي تحتاج الى  حلول جدية لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة وبخاصة في ظل المتغيرات والثورات التي تحصل والتي من المنتظر ان يكون هناك نظم سياسية جديدة قائمة على الديموقراطية والمواطنية والعدالة ...
د. فؤاد خشيش
صحافي وباحث في العلاقات الدولية