الجمعة، 10 يونيو 2011

النظام يستهدف النساء في ثورة ربيع سورية...!!!

النظام يستهدف النساء في ثورة ربيع سورية...!!!
عندما غادرت المخرجة السورية الحالية "نائلة الاطرش" بلادها للدراسة في بلغاريا في بداية الثمانينات من القرن الماضي، ذهبت الى القرية في محافظة السويداء في جبل العرب لوداع جدها المرحوم "سلطان باشا الاطرش"،وعندما طرح الباشا سؤاله الغير متوقع لحفيدته،لماذا تصرين على  الذهب إلى الخارج وأنتي فتاة من جبل العرب ومن عائلة محافظة، فكانت إجابتها السريعة من خلال سرعة البديهة التي تتمتع بها الفتاة الشابة،أود السفر يا جدي ،إلى بلغاري لكي أتمكن من متابعة دراستي العليا والحصول على اختصاص جميل جدا وهو الإخراج السينمائي ،لكي أتمكن فيما بعد من توثيق الثورة السورية الكبرى وعرضها على العالم،وحفظها للأحفاد من اجل التذكير الدائم ماذا فعل الأجداد في سورية. لكن الفرق بين الأمس واليوم هو ليست توثيق للحدث من خلال امرأة سورية،لان دور الريادي في ثورة سورية الجديدة لم يقتصر على الرجال كالعادة حسب المجتمع ألذكوري الذي نعيش في ظله ،بل تعدى ذلك من خلال الدور الريادي التي تلعبه النساء السوريات في مسار الثورة السورية الجديدة إلى تجتاح كل القطر السوري.
لقد لعبت النسوة السوريات دورا مميزا في الانتفاضة الشعبية السورية، في ظل الثورة التكنولوجية والإعلامية السريعة التي تسيطر على العالم. فالإعلام الاجتماعي،أو التواصل الاجتماعي كان للمرآة دورا ايجابيا فيها من خلال قدرة النساء من استعمال هذه الوسائل الإعلامية للتعبير عن دورهم وأفكارهم وتحررهما في مجتمعنا العربي .  ويعود هذا بالأساس إلى حالة الوعي التي بدأت تسود وتتبلور في المجتمعات العربية  النائية عامة وسورية خاصة ،والذي يعود بالأصل إلى ارتفاع مستوى التعليم وتحديدا عند النساء وانخفاض حالة الخصوبة ،وهذا ما ساعد في  انتشار الديمقراطية في العالم "والطلب المتزيد  عليها اليوم في دولنا العربية" ،طبعا هناك علاقة مثيرة بين انخفاض الخصوبة والتحرك السياسي .و التي تدل هذه المؤشرات على أن الإنسانية على وشك التخلص من التخلف من خلال التمثل بالتعليم العالي  ومحو الأمية وتنظيم الخصوبة  هما سببا رئيسيا لدى النساء تحديدا في العالم العربي خصوصا لتطوير مفهوم الوعي الفردي ،الذي يصعب على الحكم الحالي في الدول العربية  من السيطرة عليه والتحكم به، فالمطالبة بالحرية والديمقراطية والمساواة  والتطلع نحو التطور الاجتماعي،والذي  أصبحت هذه المطالب، مطالب طبيعية في ظل العولمة التي يعيش العالم في ظلها،لكن  هذه المطالب اصطدمت بأنظمة استبدادية  قمعية تحاول منع تحقيق هذه المطالب من خلال اقتل والفتك بالشعب .
وبناءا  لتطور وتقدم حالة المرأة السورية الاجتماعية والثقافية والسياسية والحقوقية ، أضحت عنصرا فعالا في مجتمعنا الذي لا يزال في طور البداية الانتقالية نحو التجديد والتغير الديمقراطي، لذا كانت النساء تتعامل مع الثورة السورية من منطق تابت بأنها إحدى ركائزها وليس تابعة فيها.
لقد شاركت النساء في المظاهرات والمسيرات التي تشهدها قرى ومدن سورية بطريقة مميزة من خلال الهتافات، وصناعة الشعارات والخروج إلى الشوارع بظل القمع والقتل والبطش الذي يقوم به النظام السوري على يد عصابات وفرق الموت وكتائبه الأمنية والشبيحة التي يرعها النظام وقد رفعت اللافتات التي كتب عليها المرآة تريد تغير النظام. لم يكن نصيب النساء أفضل من الرجال ، لقد تعرضت النساء في المظاهرات الاحتجاجية لإطلاق الرصاص الحي الذي أردهن قتيلات وجريحات ،وكلنا يذكر مظاهرة بناياس النسائية التي سقط فيها العديد من الشهيدات والجريحات وتم اعتقال الناشطة السياسية كأثرين التللي، ،وكذلك خروج النساء في شوارع درعا لفك الحصار عنها ومظاهرة دمشق  للنساء الصامتات .
وهن السؤال يطرح نفسه بقوة ؟؟؟هل نساء درعا اللواتي يخرجن في التظاهرات ويطالبن بفك الحصار عن درعا، هن سلفيات؟ وخاصة في أخر تظاهرة جرت في درعا، عصر 26.04.2011 والذي يظهر كذب النظام، وهل في شعارات التظاهرات النسائية ما يشير ولو مجرد إشارة بسيطة على حضور الفكر السلفي بينهن.
لذا تقوم قوات الأمن السورية باستهداف النساء اللواتي في الصفوف الأمامية للمظاهرات الاحتجاجية الشعبية المناهضة للأسد  ، فالدور التي تلعبه النسوة في الانتفاضات بالرغم من تعرضهن للاعتقال والتهديدات الأمنية ،إلا أنهن رفضن الالتزام والصمت لقد قاد الرجال في البداية الاحتجاجات المطلبية ،لكن مع اعتقال العديد منهم،ومقتل المئات ،أجبرت النساء السوريات عندها الى تحمل العبء وتولت تنظم الحركات الاحتجاجية تضامنا مع المعتقلين أو  مع من قتلوا، فالاحتجاجات النسوية  التي عمت بلدات  ونواحي سورية، ساهمت بشكل فعلي في تسليط الضوء على ما يحدث في الدولة، فكان رد النظام باستهدافهن بطريقة وحشية وفتاكة. 
بنفس الوقت وبظل العنف الذي يمارسه النظام ضد شعبه،  لكن النساء في ثورة سورية حضينا بحرية كبيرة جدا من خلال العمل السياسي في أوساط الجماهير الشعبية الثائرة الذي فرضن عليه تقدير دورهن المميز،لقد عملت النساء  في الصحافة الالكترونية، وفي إعداد تقاريرها،وكتبنا ومقالاتهن،كإعلاميات ومدونات وناشطات حقوقيات وسياسيات، وهذا ما عرض الكثير منهن للاعتقال التعسفي، والإهانات الأدبية والأخلاقية والجسدية، التي  تعرضنا لهن والتي فرضها عناصر النظام الأمني عليهن،ومحاولة منع حرية التعبير ولجم الكلمة الحرة وإخماد دورهن .
لقد وصل عدد النشطات الذين أوضعن المعتقل أكثر من 20 سجينة سياسية أو سجينة رأي امثال" سهير جمال الأتاسي وناهد بدوية وسيرين خوري وربا اللبواني ودانة إبراهيم الجوابرة وفهيمة صالح اوسي (هيرفين) ونسرين خالد حسن ووفاء محمد اللحام وليلى اللبواني وصبا حسن"،ومنهن  لا يزالان خارج قبضة النظام،وهذا ما أكدته الناشطة الحقوقية "رزان زيتونة"والناشطة السياسية " فرح البقاعي "،ومدونات إعلاميات أخريات ، تم اعتقالهن ،كامنة العبدالله، ودانة جوابرة ،والإعلامية سهير جمال الاتاسي والدكتورة فداء حوراني،وشاعرة الإحساس طلي الملوحي،إضافة إلى النساء الكرديات القابعات في السجون .
ومنهن من  رفضن الصمت وساندوا الثورة السورية علنا " كالمغنية السورية أصالة نصري،والممثلة كندا علوش وجمانة مراد،والإعلامية رولا  إبراهيم وأخريات ليس في الإمكانية عرض أسمائهن مع الاعتذار الشديد لهن .
فالنساء السوريات  لهن دورا كبيرا في صناعة الثورة السورية الحالية ، انكأن من خلال مشاركتهم المباشرة أو الغير مباشرة ،فالمرآة هي أخت وزوجة وأم ، تساهم في تجسيد الثورة والتي تدفع فلذات أكبادهن إلى ساحة الجهاد، أو المساهمة الميدانية في أعمال الثورة كالدعم الفني الطبي ، والأخلاقي، وتزويد الرجال بالماء والطعام . والصبر المتعالي على تضميد الجراح الذي فرضها النظام عليهن من خلال تلقي جثت الأقارب والأصدقاء، والمثابرة على دفن الموتى والأحزان والجراح.
فالنسوة السوريات، لهن الفضل الكبير في تشجيع الرجال على الاستمرار في ثورة ربيع سورية التي تدخل هذا الأسبوع في شهرها الثالث.  مع العلم أن النساء السوريات منذ القدم تعاني من ظلم وجور النظام الاستبدادي البعثي الذي يحد من حرية الشعب السوري بشكل عامة والنساء خاصة ،وهنا نذكر بأحوال السجينات السوريات التي أودعن السجون من خلال تهم مفبركة أو لانتمائهم لأحزاب سورية محظورة "كالأحزاب الكردية ،وحزب العمل الشيوعي ،والإخوان المسلمين"وهؤلاء السجينات يقبعن في السجون والمعتقلات السورية منذ العام 1970 .
وأمام مشاركة النساء السوريات القوية في مسار الثورة السورية،ومن خلال الدور الريادي التي تميزت به المرآة ومازالت تحضي  به، لذلك  خصصت لها المعارضة السورية جمعة اضربا واحتجاج عرفت ب"جمعة الحرائر"امتنانا لهن في صنع تاريخ سورية الجديد، وتقديرا لهن وفقا لتضحياتهن التي لا تقل أبدا أهمية عن دور الرجال،فالمرآة السورية هي ليست تابعة كما أظهرت الحراك،وإنما جزاء أساسي من حركة التغير التي تسود البلاد والرافضة لسيطرة الاستبداد والشمالية التي تفرض على سورية.
لم يعد يقتصر دور المرآة في سورية على توثيق الإحداث وتسجيلها، بل أصبحت جزاء أساسي من صناعة هذه الأحداث بل هي شريك أساسي في صنع تاريخ سورية الجديد والحديث.
فعندما تتحدث روزان زيتونة أو مرح ألبقاعي إلى الإعلام،فأنهن يتحدثن بطريقة مميزة من خلال السرد والربط للأحداث والنقاش المنطقي العلمي ،يبرعن في عرض وجهة نظر الشارع الغاضب والثائر على السلطة،أفضل بكثير من رجال السلطة السياسيين،" ك رامي مخلوف ممثل النظام وتصريحه الشهير الذي ربط بين استقرار سورية وامن إسرائيل،أو شبيحة النظام الإعلاميين الذين يذرفون كما هائل من الكذب ألمعلوماتي على شاشة التلفزيونات العربية.
و موقف المغنية أصالة نصري الذي بدت فيه أكثر جراءة وتفهما واستشرافا للمستقبل السياسي السوري بروية جديدة ،أفضل بكثير  من العديد لزملائها الفنانين الذين لا يزالوا يطبعون القبل على الصور.
أن تطور حركة الوعي  الفردي الاجتماعية، من خلال التطور العلمي هو الذي  اكسب النساء السوريات توجها فكريا جديدا للمطالبة الحالية  بحرية وديمقراطية في بلد غابت عنه الحرية والعدالة طيلة 48 من القمع والإرهاب الفكري والإعلامي بفضل حزب البعث السوري البائد.
نحن أمام حركة وعي جديدة في عالمنا العربي، يلعبن النساء دورا طليعيا من اجل بناء الحياة القادمة لمجتمعاتنا العربية .
والنساء السوريات هم أمام أصعب اختبار من خلال الاستمرار في رفع لواء الثورة  للنهوض بسورية الجديدة.
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

الخميس، 9 يونيو 2011

الإعلام الاجتماعي:في " نقطة حوار من قناة" بي بي سي "الفضائية...

الإعلام الاجتماعي:
 في " نقطة حوار من قناة" بي بي سي "الفضائية...
- قناة" بي بي سي "الفضائية:  تقدم برنامج الإعلاميين المقدمون  : "لبرنامج نقطة حوار"ضمن حلقات مختلفة على مدى ثلاثة أيام في الأسبوع، " الاثنين الأربعاء الجمعة"  لكن في كل حلقة مقدم مختلف.  والمقدمون هم الإعلامي "سمير فرح من لبنان" ، والإعلامي" نور الدين  زهدي من  مصر" ، والإعلامية،" ليليان داود من لبنان".
لكل مقدم من مقدمي برنامج حوار ، يوجد له فريق عمل كامل من إعلامي القناة ،يقوم فريق المساعدين ، بإعداد البرنامج وضمن الحلقة المطروحة، ويعمل مع  الصحافي المقدم  محرر صحافي،لكي يهتم باستطلاعات الرأي العام على "الوب سيت" وحول سؤال الاستطلاع المقدم بكل حلقة مختلفة، لكن من أهم ما يمز الحلقة هو الاختيار الحقيقية لفكرة البرنامج وكذلك الأسلوب الإعلامي الراقي الذي يدار به البرنامج الحواري، من خلال ثلاثة إعلاميين يتقنون الدور نفسه في تقديم البرنامج ، البرنامج هو المنتدى التفاعلي الريادي المباشر، متعدد الوسائط الذي يعالج  أغوار قضية واحدة في كل حلقة.
 يتسم هذا البرنامج بالمصداقية وعدم التمسك بالشكليات، وسيكون المنتدى الرئيسي لجدال حي متحمس حر ومتدفق حيث يتمكن المستمعون في أرجاء العالم العربي من المساهمة بأفكارهم وآرائهم يتميز البرنامج  ب نقاش مشكلة معينة من خلال فكرة محورية يتم التركيز عليها لكي يتم أغنائها بالآراء، من خلال تقديم مخرج لحل المشكلة العامة التي  يتم التكلم عنها من عدة مناطق ودول من خلال الاستعمال للمتكلمين عن وسائل الاتصال  الجماهيري ،الذي يتم وضعها كلها في خدمة الضيف، ومن اجل التعليق على الموضع المتحاور علية ،  فان استعمال الكاميرات المصورة في تصوير التقرير أو نقل الخبر المصور،  الهاتف الثابت ، التي تتم من خلاله مناقشة المشكلة المتناولة مع المتحاورين ،الهاتف النقال وصوره و الرسائل الصوتية المرسلة على الهواتف النقالة المعروضة على الشاشة من اجل التحاور، واستعمال البريد الالكتروني المسجل على الشاشة ، لكي يتم  التواصل مع المتحاورين في المشكلة المطروحة للحوار، الكاميرات المركبة على شاشة الكمبيوتر من اجل استخدامها في الحوار ، كل هذه الوسائل التكنولوجية المتطورة تضعها قناة "ال بي بي بس" في خدمة الموضوع المطروح لنجاح فكرة البرنامج المبنية على الحوار بين شخصين مختلفين في نقاش الفكرة  و عرض طبيعة المشكلة من وجهة نظر كل واحد منهم ، ويعتبر هذا البرنامج المنقول على ثلاث وسائط حديثه وريادية وفريدة في البث الإعلامي العربي.
لنرى بان البرنامج ، يستخدم نقطة حوار تقنيات معاصرة للوصول إلى نقاش تفاعلي حي من خلال سائل التواصل الاجتماعي "التويتر اليوتيوب،الفيس بوك، الانترنيت ،السكيبك، الهواتف المحمولة "الرسائل النصية والصور، الاتصال المباشر.
 كما إن البرنامج يلجأ إلى استعمال المكالمات الهاتفية، والبريد الالكتروني، والرسائل النصية على الهواتف المحمولة، ومقاهي الانترنت، وآراء الشارع المصورة مسبقا في المدن الكبرى، وكذلك تقنية الـG3 والمساهمات عبر كاميرا الانترنت. سيغطي نقطة حوار الموضوعات الآنية من سياسة وثقافية واجتماعية، ويعالج القضايا الكبرى التي سيكون لها بالغ الأثر على حياة الناس في المنطقة بما في ذلك مسائل تعتبر محظورات اجتماعية، ولكن ضوابط الحوار المتنقل مابين التكنولوجيا والدول والأشخاص يتم ضبطه من خلال الإعلامي  الذي  يستطيع إدارة الحوار في البرنامج ، وإبقاء الفواصل ، مرتبطة بالنقطة الأساسية للبرنامج هي الحوار في الموضوع المطروح للنقاش  ، فالبرنامج يستخدم الوسائل الإعلامية المتطورة لا نجاح فكرة التواصل والحوار في ظل العولمة التي تسمح باستخدام التطور والتكنولوجيا في الاتصال و التواصل .هنا تكمن فكرة البرنامج في ربط موضع معين" موجود في أكثر من دولة أو مدينة "،  يتم  عرضه للنقاش،  من مختلف الجوانب والاتجاهات ، وبمختلف الوسائل التي أضحت موجودة  ومتاحة للتعبير بين الناس . وسيعكس هذا البرنامج صوت المستمع الحقيقي وإتاحة المجال له للإفصاح عن آرائه.
كما انه فرصة لنقاش يجمع مختلف الآراء من العالم العربي ويتسم بالحيوية والصراحة والمكاشفة والمجادلة دون ملل.
طبعا إن هذا البرنامج الذي يتم معالجة الحوار بالوسائل الاتصالات الحديثة،من خلال المواكبة الفعلية لحركة تطور الإعلام المرئي والمسموع مع تطور حركة إعلام التواصل الاجتماعي التي أصبحت في يد كافة المواطنين،وهذا ما استطاعت فعله هذه الوسائل في الثورات العربية وتفاعلها مع حركة الشباب في شوارع العواصم العربية المنتفضة بوجه الأنظمة القمعية، والديكتاتورية والاستبدادية .      
د.خالد ممدوح العزي
كاتب وباحث إعلامي ،مختص بالإعلام السياسي والدعاية .

كوثر البشراوي في حوار الثقافة...

- كوثر البشراوي  في حوار الثقافة...
 قناة" الحوار "الفضائية:  تقدم برنامج الإعلامية "كوثر البشراوي" التونسية: " حوار الثقافة  " : سهرت الإعلامية كوثر البشراوي المفتوحة  التي تستطيع من خلالها  أن تطرح قضايا وهموم ثقافية وإنسانية واجتماعية، وتستطيع أيضا، أن تحاور الأديب والشاعر والروائي والمطرب والمخرج والتشكيلي وتتنقل بين التظاهرات الثقافية العربية وتستعرضها، بحرية أكبر في سهرتها "المفتوحة"، التي عمدت إلى جعلها مفتوحة لتشمل كافة أشكال الإبداع الإنساني، وفي المقابل هي لا ترى نفسها في برامج الفيديو كليب او الموضة لمجرد التنويع الخارج عن توجهها ورسالتها.بعد عدة دورات تلفزيونية ناجحة قيل أن كوثر البشراوي استنفدت نجومها، لذلك هبط مستوى برنامجها وقل وهجه، وذلك لانه لا أحد يبحث عن القيمة التي أخذت تتصاعد في تناسب مع انفصال تجربتها واحتكاكها برموز الثقافة العربية، والتحول الحاصل في أدب الحوار لديها. المذيعون كثر ويمكون القدرة الهائلة في الحوار والنقاش ، لكن شخصية كوثر التي عرفت بها فقدت أحد العناصر الهامة المشوقة في إطلالتها، وهذا انسحب على حيوية الحوارات وثرائها، وحتى على ملامح كوثر التي تخلت على ما يبدو عن مبدأ "انتزاع الحقائق"..ويكتب محمد الشهري بان "قدر المواهب الإعلامية العربية في عصر الفضائيات عجيب"، فالوجوه التي أفرزتها الطفرة وأخذت فرصة كاملة مدعومة بسخاء في سني الانبهار الفضائي لم يحالفها مزيد من التوفيق في استمرار الوهج والحضور المتألق لأسباب تختلف من حالة لأخرى لكن مؤداها في النهاية متقارب إلى حد بعيد.
الأسماء المستضافة فهي عديدة بين رجالية ونسائية منها من توارى، ومنها من عصفت به رياح التنقل فأفقدته لمعانه، ومنها من وجد فرصة اعرض في مكان آخر.

د.خالد ممدوح العزي
كاتب وباحث إعلامي ،مختص بالإعلام السياسي والدعاية .

الأربعاء، 8 يونيو 2011

حنين الزعبي مقابل أناستاسيا ميخائيلي"نائب مقابل نائب، "إمارتان مختلفتان،لعملة مختلفة في بلدا واحد .

حنين الزعبي مقابل أناستاسيا ميخائيلي"نائب مقابل نائب، "إمارتان مختلفتان،لعملة مختلفة في بلدا واحد .
يكتب الصحافي الكبير جهاد الخازن في صحيفة الحياة اللندنية:" مرة بعد مرة أن إسرائيل دولة نازية جديدة أو فاشستية، وهم يوفرون لنا الأدلة الثبوتية كل مرة".
فاليمين الإسرائيلي يجمع بين التطرف السياسي إلى درجة العنصرية النازية وبين خرافات التطرف الديني، والديمقراطية المزعومة التي ينادي بها هؤلاء المتطرفون، لقد الشعب الإسرائيلي كله أضحى متطرفا باختياره التطرف بعد العام 2008م. بإيصال حكومة "بنيامين نتياهو"، إلى سدة الحكم حكومة متطرفة،يتحكم بمسيرها ومقاليد حياتها المهجر اليهودي مع مجمعة من العصابات الذين سرقوا روسيا وخيرتها وتركوا بلدهم ،إلى ارض الميعاد الجديدة ،محاولين إظهار وطنيتهم وحبهم ليهوديتهم من خلال تطرفهم ومزايدتهم على الآخرين.
أناستاسيا ميخائيلي:
تفاجئنا النائبة الإسرائيلية،في الكنيست عن حزب "إسرائيل بيتنا المتطرفة"، ليس ليهوديتها ،بل لصهيونيتها ، لان "أناستاسيا ميخائيلي" ،ليست يهودية بل تهودت بسبب زواجها من اليهودي الذي أنجبت منه ثمانية أطفال ،وقررت تربيتهم في إسرائيل القادمة إليها سعيا وراء المال و الشهرة ،انستازيا التي عملت ملكة جمال الدعارة والجمال في شوارع سانت بطرسبرغ ،وأمام الفنادق والمنتجعات السياحية،الغير رسمية، ،وعارضة أزياء فيها لكنها قررت نهائيا ترك مهنة الدعارة والبيوت المرخصة التي تشرف عليها الدولة لتصبح أم لأجيال قادمة متعطشة للحياة والتطرف القومي والشوفاني،وتاركة روسيا في أصعب لحظات عمرها بالوقت التي كان يمكنها ممارسة السياسة في بلدها ومدينتها التي أنجبت القيادة الجديدة للدولة الروسية الحديثة . بالرغم من أن الديانة اليهودية تتبنى الأطفال من الأمهات اليهوديات،وليس الدخيلات على الديانة ، لكن الوضع اختلف مع "أناستاسيا ميخائيلي" التي زورت أورقها الرسمية،لوضع أي مقاربة لها مع أصولها الأساسية من حيث نسب الأم التي تدل على كونها يهودية من اجل الحصول على أوراق الهجرة إلى ارض الأجداد التوراتية، والغريب بان النساء الروس لا يحبون إلا نجب بهذه الطريقة إلا أنها زودت عليهم لتبت إنها صهيونية ومتطرفة ، بل زودت عليهم لقد التزمت بالسياسة بحزب المهاجرين الروس الذي أصبحوا متطرفين في وجودهم،لتصبح متطرفة مميزة كالعادة، من بيت الهوى إلى السياسة لكون المهنتين بنظرها لا تختلفان لأنهما تجارة بنفس الجسد مع فارقا بسيط جدا لها ، مهنة مارستها من خلال الأعضاء السفلة للجسد والأخرى من خلال الأعضاء العلياء للجسد ،فهذه المرأة الوقحة من على المنابر العليا لدولة الديمقراطية والمواطنة تقوم وشتم بكلماتها البذيئة ولغتها العبرية المكسرة ،النائب العربي حنين ألزغبي التي كانت تشرح لماذا شركت بأسطول الحرية والسلام الذاهب إلى غزة لكسر الحصار الصهيوني عنها،ولماذا قامت أجهزة الدولة العبيرية بالهجوم على الباخرة "ماضي مرمر" التي كانت ألزغبي من نشطاها الأساسين ...
حنين الزعبي :
حنين الزعبي هي الفلسطينية التي وصلت إلى الكنيست الإسرائيلية عن اللوائح العربية،من خلال التزامها في حزب التجمع العربي،هي النائب العربي ذات الربيع الأربعين،أستاذة الإعلام في الجامعة، والتي تعتبر نفسها تمثل كل الشعب الفلسطيني،فالسلطة الفلسطينية لا تمثل الشعب الفلسطيني بما فيه الكفاية. هي الرافضة لسياسة هدم المنازل في شرق القدس، ولزيادة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وللجدار العازل، فالسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية في رائيها لم تكن قادرة على التفاوض بقوة بما فيه الكفاية.
وبالرغم من حملة اليمين المتطرف المستمرة حتى اليوم ، على شخص حنين ولتجريدها من حقوقه الدبلوماسية إلا أن "الزعبي" التي تجهر بفلسطينيتها العلنية، أمام أعضاء الكنيست اليهود وتحت قبتها وتقول "نحن لا نستطيع الوقف أمام هذه الدولة التي تهدم مساكننا وتتبجح إسرائيل بأنها ديمقراطيتها،وأنها تسمح لنا بالتعبير الكلامي وحرية الرأي،كم هي إسرائيل هي دولة غير ديمقراطية وعنصرية ،هذه هي دلالات على عدم ديمقراطية إسرائيل بل دلالة على قوتها . هي التي تقول أنا امثل الفلسطينيين، أكثر من العرب الإسرائيليين، فالزعبي التي تصرح دوما بأنها سوف تكون على متن أية سفينة تحاول خرق الحصار، حنين المحامية الفلسطينية الشابة التي تدافع عن أرضها وشعبها،لتبقى في أرضها وارض أجداد أجدها،رافضة الخروج إلى أي مكان أخر، لتحسين وضعها المالي والاجتماعي أو تغير أوضاع أسرتها، تمارس السياسة من اجل النضال في سبيل قضية عادلة وإنسانية هي القضية الفلسطينية،حنين التي تناضل من اجل استقلال شعبها الفلسطيني العربي، فهي الفلسطينية العربية التي تقف بوجه ذالك الجيش المتطرف من اليمين اليهودي هي الإعلامية العربية التي تجيد الكلام ،هي السياسية الفلسطينية ،هي العربية المتصلة والمزوجة من قرية مقدسة ولد في السيد المسيح، وهي المسلمة الفقيرة التي تواجه هذه الغطرسة والتطرف هي دكتورة الإعلام في الجامعة،كما فاوضت التطرف في السابق الفلسطينية المناضلة المسيحية الدكتورة والنائب في المجلس التشريعي الفلسطينية"حان العشراوي"والتي ولدت في راما الله حيت دفن القائد عرفت، هي التي عرفت بقوميتها وعروبتها،وهن تصح المقارنة بين" حنين وحنان" المناضلتان في سبيل القضية والشعب.
فأطفال حنين هم مناضلون كما هي أمهم، و لنفس القضية،ولن يكونوا مرتزقة من اجل مكاسب شخصية، ومن اجل حفلة مال يتقاضونه، من هن أو من هناك فهم الفلسطينيين الحقيقيين، ذات الحسب والنسب، هذا النساب الذين يعود بهم إلى قرون ماضية،عاشوا في ارض الناصرة وولدت في قرية يسوع الناصري،وهم من عاشوا في هذه الأرض الطيبة التي تنجب أطفال طيبون وشرفاء كحنين معروف حسبهم ونسبهم .
الديمقراطية اليهودية المزعومة :
لنرى على الهواء المباشر في 2 حزيران ومن اعلى المنابر "اليهودية "التي تفخر بها دولة إسرائيل الصهيونية،ومن خلال الإعلام والنقل الفضائي المباشر لجلسة البرلمان التي تحولت إلى مهرجان من السب والشتائم ابتدأها المتطرفون اليهود من حزب إسرائيل بيتنا عبن طريق نائبتهم ممثلة نقابة أصحاب الدعارة بوجه الموطنة العربية ،التي حشد لها زملائها النواب العرب الذين ردوا للنائب"أناستاسيا ميخائيلي" الكيل بمكيالين"ونعتها با بشع النعوت ومطالبتها الذهاب إلى روسيا، بلدها الأصلي، مما اضر رئس البرلمان أمام هذا المشهد المسرحي، مباشرة أمام الفضائيات والإعلام إلى إقفال الجلسة وإنهاء الحالة الهزلية التي عمدة إليها النائب اليمني" أناستاسيا ميخائيلي".
هذا المشهد الهزلي في دولة الديمقراطية، يصور لنا واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط،التي تتغنى إسرائيل به، والتي طالما تغنت بالمساواة بين مواطنيها وسط محيط عربي مستبد ومتخلف، صورة بدت أقرب للدعاية في تقارير بحثت في حال عرب 48 فوجدت فيه أدلة متواترة على تصاعد العنصرية في إسرائيل في السنوات الأخيرة ،وأثبتت اقتصار نعمة المساواة على المواطنين اليهود دون العرب.
أراء حنين الثابتة نحو إسرائيل:
بالرغم من الهجمة الغبية التي قامت بها النائب المرتزق "أناستاسيا ميخائيلي" ،ضد حنين الزعبي ،ونعتها بأشد النعوت ومحاولة التهجم عليها بالضرب ،والمطالبة باقاتها من هذا لمنصب،وتصويرها حاملة جواز سفرا إيراني،بالرغم من أن الحملة التي استقلتها حنين إلى غزة لم يكن لإيران شأنا بها، مع ذلك لم يرف جفن لأنها المناضلة الصلبة المؤمنة بقضيتها، وقضية شعبها ،ومتابعة كلامها كان شيا لم يحص بالرغم من هذا المشهد الهستيري التي قامت به المستوردة الروسية إلى ارض الأجداد،" هنا نورد ما قلته النائب العربي"حنين الزعبي" أثناء حديث تلفزيون معها " أولا نحن الفلسطينيين في إسرائيل جزء نحن لسنا فقط مواطنين يعني أولا نحن جزء من الشعب الفلسطيني، ونحن جزء من صراع جزء من صراع تاريخي بين الفلسطينيين وبين إسرائيل، وهذا هو جوهر التعامل الإسرائيلي معنا حقيقة الأمر، نحن جزء من قصة النكبة ونحن جزء من مشروع صهيوني يرى في العرب عدوا سواء كان الفلسطينيون في مناطق الاحتلال أو العرب داخل حدود الدولة العبرية".
الزعبي التي شاركت بنفسها في أسطول الحرية وحصلت على بعض حقوقها البرلمانية التي اتخذت بعيدا بسبب هذه المشاركة ،هي التي تقوم بفضح الجريمة الصهيونية أثناء مهاجمتها للسفينة التركية والتي كانت من ركابها ،وسكوت المجتمع الدولي على هذه الجريمة
الخوف اليهودي المستمر:
نواب الكنيست اليهودي الذي صوتوا جميعا ،لسحب جواز سفر "حنين" الدبلوماسي ، وتقييد حريتها في السفر إلى خارج إسرائيل، ورفض تكاليف الإجراءات القانونية لها. ما هو إلا خوف فعلي وهلع من عمل النساء العربيات ووصولهم إلى مستويات عالية في الدولة،اليوم حنين نائبة عربية وفيما بعد سوف تصل عشرات النساء كحنين إلى هذه المؤسسة في المستقبل القريب التي تحد من صناعة القرار العبري المتطرف. لان إسرائيل تعرف بان المعركة هي معركة ديمغرافيه، ويتزايد عدد سكان العرب في إسرائيل،إلى 40 % من سكان الدولة العبرية ويبح عدد النواب العرب اكبر بكثير من العدد الحالي وسيقف العديد مثل "حنين الزعبي" لتعن بأنها فلسطينية وتمثل الشعب الفلسطيني التي تنتمي إليه ،ولن تستطيع عشرات العاهرات "أناستاسيا ميخائيلي "من النيل من أمرآة مواطنة عربية فلسطينية في الدولة العبرية .
"أناستاسيا ميخائيلي"هي غانية مستوردة مثل غالبيتهم، ومن نوع زانيات الثوراة، أما حنين فهي من أسرة في فلسطين منذ أكثر من ألف سنة، هذا هو الفرق بيننا وبينهم: حنين مقابل أنستازيا.
لا تخافي يا حنين ،أنت المناضلة وهم الجبناء، أنت الفلسطينية وهم الوافدين، أنت أخت دلال المغربي وحفيدة عز الدين القسام وأبنت ياسر عرفات ،وقارئة لقصائد معين بسيسو،وتوفيق زيادة ومحمود درويش ،والقارئة الجيدة لأدب غسان كنفاني، وأميل حبيبا وكل المثقفين ألفلسطينيي.
د.خالد ممدوح ألعزي
كاتب وباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

قناة فضائية سورية اخبارية

قناة فضائية سورية اخبارية
لماذاالقناة الفضائية الأخبارية السورية الجديدة التي في مرحلة البث التجريبي
.والتي لايزال اسمها الحقيقي مبهما حتى الان
دافع الضرائب السوري يمول "الفضائية الإخبارية":
تعتزم الحكومة السورية البدء بإطلاق قناة إخبارية فضائية مهمتها البث الإخباري لمدة 24 ساعة، بكادر لا يتجاوز 120 شخصاً بين فنيين ومحررين وأنها ستعتمد في تغطيتها الإخبارية الشاملة على شبكة مراسلين وستستفيد من مكاتب التخديم الإعلامي، كما هو العرف المعمول عليه في القنوات الفضائية العربية والعالمية الأخرى،الموجه إلى الجمهور العربي أو الناطق بلغة الضاد، فأن القناة الفضائية الإخبارية التي تريد سورية إطلاقها وتسويقها في الفضاء الإعلامي العربي ستبدأ بثها التجريبي القريب خلال شهرين أو أكثر وأنها ستكون ذات محتوى إخباري عربي غير منحاز للحكومات العربية، كما تعبر الحكومة السورية ، وتؤكد مصادرها بأن هذه القناة التي يتم تجهيزها بأحدث الوسائل التقنية الحديثة من خلال تجهيز البنية التحتية للبث النهائي الأولي للقناة باتت جاهزة في مركز الأخبار وسط دمشق والذي قدمته وزارة الإعلام السورية كـ هبة للقناة، وزادت المصادر أنه يجري حالياً وضع الأطر القانونية والإدارية والمالية التي تحقق للقناة استقلاليتها الإعلامية المرونة اللازمة لعمله سوف تكون كلفت القناة مرتفعة جدا ،لذا رصدت الحكومة السورية ميزانية مالية كبيرة ، سيصل مقدارها إلى مليار ليرة سورية أو ما يعادل"مئة وعشرون إلف دولار أمريكي "، مبلغ كبير جدا وضع في ميزانية القناة العامة،وهذا المبلغ هو مرصود لتجهيز الوسائل الإعلامية والإخبارية الكبرى في الاستديو،الذي سوف يكون له التأثير الإعلامي على الصعيدين الشعبي والسياسي، والتي تعتبر مصدر للمعلومات والمراجع العلمية بسبب موضوعيتها في نقل الإخبار كما هي دون الفبركة الإعلامية والتقزيم الإخباري ،لكن المشهود به للنظام السوري ، ولكل الأنظمة الديكتاتورية والشمولية،في العالم ،وضع القيود والرقابة الكاملة على الكلمة وحرية الرأي .
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة أمام هذا الحدث الإعلامي المميز، هل ستنجح هذه القناة الإخبارية الجديدة بان تكون صانعة لخبر إعلامي.
دور القناة في تسويق سياسة سورية :
تسعى الحكومة السورية جاهدتا لكي تكون القناة عبارة عن شركة حكومة مستقلة تمول من دافعي الضرائب في سورية وريثما يصدر مرسوم إحداث هذه الشركة فإن وزارة الإعلام سمحت بانطلاق القناة إدارياً من خلال الوزارة.فإن اسما نهائياً لم يُطلق على القناة السورية الإخبارية حتى الآن لكن اسمها سيكون ذا صلة "بالعروبة وسورية والإنسان"، فالدولة التي تراهن على أسلوبية عمل القناة وخطها الإعلامي واختيار كوادرها، في منافسة القنوات الإخبارية ذات الاسم الكبير من جهة وعلى وقدرة القناة في إنتاج إعلام مستقل مرتبط بالناس والمجتمع لا بالحكومات، والسؤال الأساسي الذي يكون مطروح أمام كوادر القناة ،عن كيفية تعاطي القناة مع الحدث السوري فهل سيجري التعاطي على أساس أن القناة عربية مستقلة وأنه لن يكون هناك أي مانع في تناول أي حدث سوري إلا مانع الاحترام للقانون مضيفة أن القناة لا يمكن أن تدخل في التحريض الطائفي أو التحريض على الفتنة مثلاً كما مارسته الوسائل الإعلامية السورية الرسمية أثناء شدة الخلاف مع لبنان بعد استشهد الرئيس رفيق الحريري ،وخروج الجيش السوري من لبنان ،من خلال تبني فئة على حساب فئة،واستعمل لهجة التحريض والهجوم ،مما افقد الإعلام السوري موضوعيته أثناء تناوله للإخبار اللبنانية والعربية ،فهل هدف القناة تنويري تمارسه كمؤسسة إعلامية مستقلة وأنها لن تكون تنظيما سياسيا له أهدافه السياسية ولها القدرة على الجرأة من خلال مهنية كوادر القناة وعقليتهم في العمل الإعلامي،بعدين عن العواطف والتحيز الشخصي لأي موضوع يتم تناوله أو معالجته،فهل من قانون أو ميثاق شرف سري لدى هذه المؤسسة سيضمن لها الجرأة والنفاذ إلى الحقيقة وتقديم الأخبار بصياغات فنية قريبة للمشاهد العربي وأن القناة ستراهن على التميز في هذه الصياغات.
ولن تنجر وراء الانحياز للسياسة السورية وتسويقها للتك السياسة في العالم العربي والتي ستفرغها من مضمون رسالتها الإعلامية التي أنشأت عليها، تحت شعار بان هذه السياسة " السياسة السورية تخدم مصالح الأمة العربية كمجتمع والمواطن العربي كفرد وتخدم حريته وسيادته فالقناة ستسوق لها حتماً لكنها لن تبرر لأية حكومة أية ممارسة تقف بوجه حرية وسيادة المواطن.فتصبح القناة هي الرديف الفعلي لجريدة الوطن السورية المستقلة التي تقوم بتسويق سياسة سورية الرسمية وتسريب كل المعلومات والرسائل الذي يراد تسريبهم تحت شعار حرية الإعلام وعدم التدخل بالصحافة . ولكن إذا كانت "مشيخة قطر" وراء محطة تلفزيون الجزيرة ودول كبرى وراء محطاتها الفضائية من اجل تروج إعلامها السياسي ،فمن يكون وراء القناة السورية الفضائية المزعوم إنشاءها، بهذه الضخامة وما الهدف منها في ضل غياب سياسة إعلامية إستراتيجية واضحة وهادفة في الوطن العربي .
الإشراف المهني على القناة :
كلف د. فؤاد شربجي من قبل الحكومة السورية ، بإدارتها كمؤسسة إعلامية مستقلة من حيث الخطاب الإعلامي ولن تبرر للحكومات الأخرى سياستها ،كما لن تتجمل الحكومات مسؤولية ما يبث فيها، وأن تلك القناة سيجري تمويلها من دافع الضرائب السوري على نسق هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي وقناة الجزيرة الفضائية وقناة فرانس 24 الفرنسية والتي يجري تمويلها من دافع الضرائب البريطاني والفرنسي والقطري. ولكن دافع الضرائب في كل الدول الحرة هو يحدد سياسة القناة وليس الدولة وأجهزتها الاستخباراتية، أو الناطقين باسمها،"الباش كاتب ".
لقد أدار فؤاد شربجي القناة الأولى للتلفزيون السوري سابقاً وأدار قناة الدنيا السورية الخاصة منذ تأسيسها وعمل مديراً لمكتب قناة الجزيرة في دمشق وسيدير شربجي القناة الإخبارية ويعكف حالياً على وضع الخطوط الإعلامية والتشغيلية للقناة، وتعتبر هذه القناة الأولى من نوعها في سورية كقناة غير محلية وتشير المعلومات إلى أن اهتماماً عالي المستوى منصب على تلك القناة وما يمكن أن تحققه.فالصورة الأولى لإدارة القناة لاتزال تقع ضمن البيت السوري لان الشربجي ليس من الإعلاميين المستقلين والذين لهم خبرة في الإعلام المستقل الخارجي وإنما هو من ضمن ذلك المطبخ السياسي الإيديولوجي الموجود في سوري والذي يتم تعينه أو إقالته بفرمان جمهوري ليس لكفاءته الإعلامية بل لولائه الفكري .. .فهل انتهى دور الجزيرة اليوم لتقام محطة جديدة بديلة عنها ومنافسة لها، لتكون قناة المستقبل، قناة العروبة والعرب من سورية .
على ماذا وافقوا دافعوا الضرائب في سورية:
فهل سئل دافعوا الضرائب في سورية عن تجهيز قناة سورية جدية للبث الفضائي ، فالحكومة السورية التي تسر على أن دافع الضرائب هو الممول لهذه القناة الفضائية كما هو الحال في الغرب وع القنوات الموجه إلى المواطن العربي ، فالمواطن الغربي الذي يدفع ضرائب إلى الدولة يستطيع قول كلمته ويبدي رأيه حتى برئيس الدولة ،فالغرب له من العمر 300 سنة من الديمقراطية التي تخوله على ممارسة حقوقه والدفاع عنها سعت يشاء والغرب لن يضحي بهذه الديمقراطية العريقة ،فهل يتبع السوري هذه التقاليد في إعمال هذه المحطة المهنية ، فهل يسمح للمعارضة بالخروج على جمهورها من خلال حرية الرأي والتعبير،فهل يسمح بالتغطية الانتخابية والمبارزة بين المرشحين ،هل سوف تعمل كما عملت "ال بي بي سي" الفضائية من خلال خروجها أثناء الانتخابات الأخيرة بتقديم 52 ريبورتاج عن المعركة بين الأحزاب، معتقلي الرأي الحر في سورية أمام الكاميرات من خلال عرض مواقفهم أو يقبعون في زنزانات النظام ،هل ستكون الصورة الأولى للرئيس بغض النظر عن طبيعة الحدث ، التعاطي مع القضايا العربية من خلال سياسة المناكفات والشوشرة الإعلامية ، سوف تكون محطة العمل العربي والوحدة ،إما محطة الممانعة الشكلية العلنية وفي الداخل التفتيش عن وسيط يحل مشاكلنا السياسية وينقذنا ،هناك العديد من الأسئلة التي نتمنى ان تعرض على دفعي الضرائب من اجل تحديد سياسة القناة الفعلية حتى لا تصبح صورة جديدة عن قنوات السلطة الرسمية الفضائية "سورية ،الدنيا ،والشام ،والشرق" ولا تضاف القناة إلى هذا المثلث الذي هو مجرد ناطق رسمي باسم الدولة السورية،وكذلك هل يسمح على هذه القناة بخروج وجه جديدة غير المألوفة والدائمة في عملية التحليل السياسي أو الاستشارة السياسية لكون الشعب السوري غني جدا بالمثقفين والمحللين لكن طبيعة النظام لا تسمح لهم بالتعبير عن رأيهم.
الحرية أغلى واقوي من كل شيء :
يكتب دكتور الإعلام في الجامعة اللبنانية "جيروم شاهين" في مقالة له نشرت في جريدة المستقبل اللبنانية بتاريخ 10 أب 2010 ص 19 :بان "لكل شخص الحقّ في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء من دون أيّ تدخّل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقّيها وإذاعتها بأيّ وسيلة من دون تقيّد بالحدود الجغرافية".من الضروري، عندما نتحدّث عن حرية التعبير عن الرأي، أن نذكر دور وسائل الإعلام في هذا الأمر. لا بدّ لنا من أن نذكر بإيجاز وضع حرية التعبير في الصحافة كما كان قائماً في الماضي، وما أصبح عليه اليوم. إن التعبير الصحافي، والإعلامي عامة، مرتبط بشكل أساسي بطبيعة الأنظمة القائمة في كل بلد. فالأنظمة السياسية الثيوقراطية والتوتاليتارية والاستبدادية كانت تمارس الرقابة الصارمة على مضمون وسائل الإعلام، وبالتالي تقمع حرية التعبير، سواء بلزوم الترخيص المسبق للمطبوعة، أو بالرقابة المسبقة، أو بالعقاب الذي كان يتراوح ما بين إلغاء الترخيص، وتوقيف المطبوعة لوقت، ودفع الغرامات، والسجن، ناهيك عن جميع وسائل الترغيب والترهيب. وفي الواقع، فإن حرية إبداء الرأي في سورية لاتزال غير مُصانة بشكل طبيعي من قبل الحرية التي يتمتع بها العالم اليوم . ولكن المطلوب اليوم في سورية أو الدول العربية الأخرى هو تصحيح الخلل، وما هو قائم في هذا الشأن ليتلاءم مع متغيّرات العصر الحديث وما تطلبه حرية الري والتعبير . إلاّ أن أموراً كثيرة يعتبر بعضهم أنها تندرج في خانة ممارسة حرية الرأي، وهي في الواقع تمسّ حقوق الآخر وتسيء إلى الخير العام. وهنا، نذكر مثالاً واحداً يجسّد هذه الفكرة وهو معتقلو الرأي الذين يقبعون في السجون السورية التي تمنع التعبير عن الرأي من قبل المتعلمين والمثقفين السورين ، المثل الثاني هو عملية التهليل والتكبير التي قام بها الإعلام السوري ضد تحالف 14 آذار ودول الاعتدال مستخدما في ترويج دعايته كل أساليب "هوبز" وزير الدعاية الهتلرية، إضافة إلى حقّ التعبير في وسائل الإعلام المستحدث في الدولة السورية ، هناك حقوق أخرى للمواطنين في التعبير عن رأيهم، ومنها:
الاحتجاج على أوضاع وإجراءات وأحداث تمسّ المواطنين، أفراداً وجماعات، في حقوقهم وكرامتهم. وتأخذ تلك الاحتجاجات أشكالاً عديدة، منها: العرائض، البيانات، الشكاوى، الإضراب عن العمل، الإضراب عن الطعام... حتى العصيان المدني السلمي.
التجمّعات لتبادل الرأي، وأخذ القرارات الملائمة والقانونية. المظاهرات شرط أن تراعي القوانين المرعية، كالعلم والخبر، أو الترخيص، وشرط أن تجري بشكل سلمي.
لكننا نتمنى للقناة الإخبارية السورية بان تثبت عكس كل ما طرحنه ،وان تكون نموذج جامح لسياسة عربية موحدة ووحدة بوجه كل المشاكل التي تعاني منها المنطقة العربية بشكل عام " الإطماع الأمريكية، الصهيونية الفقر الإرهاب الإمراض الفقر ،الاغتراب، التصحر المناخي ،التطور التكنولوجية هجرة الأدمغة العربية ،بناء الصدقات مع العالم والثقة ،الدخول في حوار الحضارات ،الخ ..." بعيدا عن المناكفات والأحلاف السياسية التي تجهضنا وتبعدنا عن قضيانا الأساسية، والأخير نتمنى للقناة الفضائية بإيجاد اسما لها سريعا، يكون مناسبا للسياسة التي سوف تنتهجها في العالم بشكل عام، وفي سورية يشكل خاص .
د.خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي،مختص بالإعلام السياسي والدعاية .
Dr_izzi2007@hotmail.com

الأحد، 5 يونيو 2011

أطفال الحرية يتحدون فرق الموت والكتائب الأمنية.

أطفال الحرية يتحدون فرق الموت والكتائب الأمنية.
جمعة جديدة تستطيع الحركة الشعبية من استثمارها بالخروج إلى الشوارع والتظاهر والتأكيد على رفض نظام بشار الأسد،
بالرغم من القتل والبطش والاعتقال ،واحتلال المدن ومحاصرتها وقصفها بالدبابات الروسية ت 72،لكن التظاهرات الشعبية لم تهدى في المدن والنواحي السورية ،لم تعد تقتصر التظاهرات على أيام الجمعة ،فالمظاهرات أضحت تخرج في كل الأيام في الليل والنهار جمعة جديدة أطلق عليها اسم جمعة أطفال الحرية الذين فجروا أو ثورة في العالم وتحديدا في العالم العربي،لقد فجر أطفال سورية ثورة حقيقية بوجه نظام الأسد .
أمام هذه المشاهد الدامية التي ينفذها النظام بحق أبناء بني شعبه، وللأطفال نصيبهم الكافي من إجرام النظام ، فيطل علينا النظام السوري بموقفين هامين من أعلى مراتب النظام :
الأول: تصريح نائب الأمين العام القطري لحزب البعث السوري "نائب الرئيس نفسه"، والذي يقول بأنه من المستبعد جدا بالتخلي عن الدور الريادي الذي يمارسه حزب البعث في قيادة سورية،من خلال إلغاء المادة الثامنة في الدستور السوري والتي تنص على تخويل حزب البعث من لعب دور رئيسي في قيادة البلاد.
الثاني:قرار الرئيس السوري بشار الأسد الذي أمر بنفسه، بطرح عفو عام "ملتبس"،الإعفاء عن المجرمين السوريين الذين ارتكبوا جرائم عامة في سورية قبل 31 أيار "مايو" بما فيهم المعتقلين السياسيين.
طبعا الحدث الأول، يظهر بان النظام السوري يعلن رسميا بأنه ضد أية إصلاحات فعلية لتغير الحياة السياسية السورية ،وإنما هي إصلاحات كرتونية يريد منها امتصاص النقمة الشعبية وتهدئة الثورة الشعبية.
لان النظام غير قاد على تغير جدي وجذري في الهيكلية السورية نتيجة سيطرة حزب بائد وعاجز مترهل دام 50سنة دون أي تجديد، أنما على تقديس الشخص.
الموقف الثاني هو الانقلاب الفعلي من قبل النظام ولالتفاف على الحراك الشعبي في محاولة لاحتواء الموقف،لان مصداقية النظام أصبحت على المحك دوليا والعالم كله يطلب منه أفعالا وليس أقوالا كما خاطبه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف .
لذلك حاول النظام الانقلاب الاستراتيجي على المطالب المشروعة للمنتفضين،  من خلال هذا العفو الملتبس، من شخص الرئيس نفسه،لان الاحتواء يعني،القبض على الحركة الشعبية وإحراجها دوليا.
لكن الرد السريع  على عفو الرئيس جاء من المنتفضين في مظاهرات الاحتجاج السورية ،وعلى لسان الخارج والداخل، من خلال هتافات علنية ضد النظام وأعوانه ترفض مرسوم بشار الأسد للعفو،لان قرار العفو ملتبس وغير مفهوم،لان السؤال الذي يطرح نفسه بقوة لقرار عفو الرئيس،من الذي يجب يعفوا عن من؟؟؟ النظام الذي يرتكب أبشع المجازر والقمع بحق الشعب، أو الشعب السوري الذي يناضل من اجل رحيل هذا النظام .    
الشعب يريد تغير النظام، لكن النظام يرد بقتل الشعب. وهذه حالة الأنظمة العربية الثلاثة"السورية، اليمنية،الليبية"،والتي تخير شعوبها مابين العبودية الآمنة أو الحرية الدامية .
لان الأنظمة الثلاثة الاستبدادية، أجمعت جميعها على القمع والقتل والبطش.
لكن الشعوب في الدول الثلاثة،أجمعت كلها على شعار واحد وهو تغير النظام، بالرغم من كل القمع ونظريات المؤامرة التي يبررها النظام في قمع الحركات المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية. 
 وهذا ما تعبر عنه دمشق بلسان نائب وزير خارجيتها فيصل المقداد الذي يقول:"بان الذي تتعرض له اليوم سورية من ضغوطات غربية وتحديدا من فرنسا وأمريكا لكي يعدوها بالزمن إلى زمن الاستعمار"،لكن النظام الذي يتكلم باسمه المقداد، لا يبرر لماذا النظام يقاطع ويقتل ويعتقل ، كل من يقول في سورية" الله وسورية وحرية وبس" .
لكننا من خلال عدة نقاط نطرحها ،وبناء لقراءة بسيطة لطبيعة سير الإحداث ألتي تسير بها التطورات السورية المتسرعة، نستطيع بان نقول بكل صراحة بان النظام السوري انتهى وعقارب الساعة لن تعود إلى ما قبل 15 آذار وبناء للتالي: 
- المشكلة السورية أصبحت مشكلة الرئيس الفرنسي نيكولاي سركوزي شخصيا ،والذي يقول بأنه لا مجال أمام النظام السوري سوى الرحيل ،وهذا ما أبدته أمريكا من تجاوب مع مواقف فرنسا المدعومة أوروبيا، بالضغوط على الأسد من خلال عقوبات اقتصادية مبدئية.
- الرئيس السوري وحساب تأكيده للسيد "حسن نصرالله"، الذي طلب منه شخصيا بالمشي سيرا بعملية الإصلاحات،لكن الإجابة التي تلقها السيد من الرئيس السوري، بأنه سوف يعمل هو إصلاحات تناسب سورية وهذه الاحتجاجات سوف يقضي عليها بالقوة مهما كلف الأمر،ومهما كان الثمن لان أرواح الشعب السوري رخيصة جدا عند النظام .
- زيارة النائب "وليد جنبلاط "، الأخير إلى دمشق للاجتماع بالرئيس الأسد،والاطلاع منه على مسار الإصلاحات وتلافي حقن الدماء.
-زيارة "جنبلاط"، الأخيرة إلى فرنسا ،في محاولة لطرح وساطة ما، وهناك تلمس جيدا بان الفرنسيين والغرب اخذوا القرار النهائي برحيل النظام السوري ،فلم يعود إلى سورية بل أرسل الوزير غازي العرضي إليها.
- التغير الواضح في خطاب "جنبلاط"، من خلال الدعوى إلى تشكيل حكومة في لبنان،وتوجيه النقد إلى حلفاءه الجدد في الأكثرية اللبنانية،  وهذا له عدة أبعاد على الصعيد التحولات اللبنانية .
- التحول الذي دخل مجددا  على خطاب "جنبلاط"، انعكاسا تدرجيا على حراك الطائفة الدرزية القابعة في محافظة السويداء ،فالتحرك هذا أتى نتيجة التأكيد الكامل بان النظام السوري ذاهب دون رجعة.
- الخاطب الداخلي اللبناني "لأعوان النظام السوري" وحلفائه في لبنان وخاصة الأقلية العلوية بان النظام السوري فور قمعه لحركة الاحتجاجات السورية وقمعها الدموي، سيسهل له العودة إلى مجددا لبنان.
-خطاب النظام السورية الذي لن يثنيه شيء عن عودة سورية إلى حالتها الديمغرافية السابقة ،والتي استلمها الرئيس الأب حافظ الأسد في 1970 عندما كانت سورية 12 مليون نسمة، وهذا يعني بان النظام السوري الذي يقمع العصابات الإرهابية، حتى لو أدى ذلك إلى قتل 12 مليون سوري أي نصف الشعب .
- الموت أصبح سهل أمام الشعب المنتفض الذي قرر النظام أبدته، لان الشعب قرر الموت وهو محتجا غاضبا على النظام، أفضل من السكوت والموت وهو نائم في فراشه، ويعطي ورقة بيضاء للنظام القمعي .
-جرائم "علي مملوك" رئيس الأمني السياسي في سورية التي أخذت طابعا طائفيا من قبل شخص ينتمي إلى الأقلية الشيعية السورية، ولاسيما أعماله ضد درعا والبيضاء وبانياس .
- حالة حرق صور السيد "حسن نصرالله" في درعا والمدن السورية لم تأتي ردا على خطاب السيد حسن الذي يعلن فيه الوقوف إلى جانب سورية الأسد وليس إلى جانب الشعب ،لكن هي جملة من التراكمات الكثيرة التي جمعت في جعبة الشعب والتي وصلت إلى مرحلة الانفصال مع الحزب بسبب مشاركة الحزب في القمع، إضافة إلى الإمداد الإيراني والمشاركة الإيرانية في القمع والمساعدات اللوجيستيه للنظام  .
-زيارة وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى بغداد والذي طلب أثناء الزيارة من الزعيم الكردي مسعود البر زاني،من اجل التدخل والضغط على الأقلية الكردية في عدم المشاركة في حالة الاحتجاجات التي تعم سورية والأكراد جزاء منها وهذا ما دلت عليه "جمعة ازادي الحرية"، التي كانت جمعة لتوحيد الجهود السورية المختلفة بقومياتها ومذهبها للضغط على النظام البعثي،لكن المشاركة الكردية الكثيفة في جمعة أطفال الحرية،تدل على أزمة النظام السوري وفشل محاولة الالتفاف على الانتفاضة.
- الهجوم على مدن سورية عدة، مما أدى ذلك إلى حدوث هجرة داخلية ناهيك عن الهجرة التي ذهبت إلى تركيا والأردن، ولبنان، فان مهجري لبنان وحدهم بلغ أكثر من 25 ألف نسمة.
-  قصف الحي التركماني الذي دمر تدميرا كاملا في مدينة تل كلخ، بالإضافة إلى تهجير قرى تركمانية تعيش على الحدود مع لبنان مما اثأر نقمة الأتراك على هذا التطهير المذهبي .
- الموقف التركي الذي مل من وعود النظام السوري الكاذبة والمراوغة، لاسيما من خلال القول شيء والعمل بأشياء أخر.
- تركيا الجار القريب من سورية والتي تحاول بدورها من لعب دورا رياديا في المنطقة العربية، لكن التوجه الإيديولوجي السوري يختلف تماما مع التوجهات التركية التي بدورها تخاف من حاصر مستقبلي لتركيا من خلال توسع المشروع الإيراني الذي يسيطر على العراق وسورية وإيران.
- تركيا ومشكلة الأكراد، والأقلية المذهبية العلوية المتواجدة في تركيا ،لذلك التخلي عن النظام السوري أصبح فكرة ثابتة لتركيا كما للغرب.
-  يكمن دور تركيا في السماح  لتواجد و بناء معارضة سورية على أراضيها وتوفير مقرا لها وتقديمها للعالم والشعب السوري،  لكي تساهم بإملاء الفراغ الذي يمكن سده بظل رحيل النظام لذا كان"مؤتمر انطاليا".
لكن، الوضع اختلف والنظام لم يستطيع لجم حدة الانتفاضة، وتطورت حركة الاحتجاجات وأصبحت منظمة ومرتبة، والمتظاهرون يهتفون بصوت واحد ما بنحبك ارحل عنا... و المظاهرات تتسع رقعتها على الخريطة السياسية السورية، ويزداد أحجام المشاركين فيها ، ودخول فئات اجتماعية سورية جديدة في صلب الثورة، وهذا ما انعكس عل فئة الفنانين التي قسمت مابين لائحة الشرف، و اللائحة السوداء والتي تظهر كيفة اللاحق بالثورة والاقتناع بجديتها.
إذا حاولنا النظر في كل الثورات التي تعصف في الوطن العربي وسميت بربيع العرب، نرى بان الثورة أو الانتفاضة الفعلية التي عشنا أيامها واطلعنا على كل حيثيتها ولنا معرفة بتجاربها ،فإننا نرى ثورة سورية التي تختلف عن كل الثورات العربية لذلك نرى الثورة السورية هي الثورة الفعلية والحقيقية،بين هذه الثورات ،فمن خلال التعامل مع الأنظمة الدكتاتورية والقمعية الاستبدادية العربية ، لذا صنف النظام السوري بأعنف هذه الأنظمة القمعية والرئيس بشار الأسد الأشرس بين الرؤساء.
يعني النظام السوري من حالة اقتصادية قوية نتيجة الوضع الحالي التي تعيشه البلاد:
 - إذا كان دخل النظام السوري يتعلق بنشاط السياحة والزراعة وقطاع الاستثمار، التي باتت هذه القطاعات متوقفة اليوم بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد من جراء الحراك الشعبي واحتلال الجيش السوري للمدن.
- قطع الدعم المادي الذي كان يؤمن الوفرة المادية الكاملة للنظام السوري من التالية :
 السعودي :طبعا السعودية أوقفت الدعم المباشر عن سورية منذ فترة لأبأس بها بعد الخلافات العلانية التي طرأت على العلاقات السورية –السعودية الرسمية منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري،لكن الاستثمارات التجارية الخاصة ،تم إيقافها نهائيا بعد حوادث سورية ،بانتظار التغيرات القادمة.
الليبي : انتهى الدعم المالي الليبي المقدم لسورية من قبل نظام القذافي، والذي ساعد هذا الدعم  سورية  لسنوات عدة من التحرك الحر بأموال "القذافي" المشروطة .
الإيراني:الموقف الإيراني الذي لا يستطيع تقديم دعم مالي إلا لحزب وقوة، أو شخصية معينة، لكن بالأصل إيران لا تقدم أي  دعم مالي لدولة وخاصة بظل التدهور الاقتصادي والسياسي التي تعني منه، من خلال الحصار التي تعيشه إيران اليوم.
القطري: تغير الموقف السياسي القطري نحو النظام السوري  بسبب الحالة التي تعيشها سورية، وتعطيها مع حركة الاحتجاجات الشعبية ،والذي أوقفت الدعم المادي عن نظام السوري ،مما يعني بان النظام يعيش أزمة اقتصادية فعلية، بسبب غياب الدعم المادي القطري وغياب رجال الأعمال.
- الدين العام الذي تعيش في رحاه سورية وترزح تحت ظلاله الخزينة الوطنية،وخروج الرأسمال السورية من البلاد،وارتفع نسبة الفوائد المالية التي وضعها البنك المركزي السوري،كذلك تدهور الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي حيت تواصل انحدارها التدرجي بظل الوضع المتدهور في الاقتصاد السوري.   - بيع إحدى شركات "رامي مخلوف" إلى شركة الخرافي الكويتية، فهل  المخلف سوف يتخلى عن الموال التي جمعها من سورية لأجل النظام ،بالطبع لا لأنه سرق ثروته من الدولة لكي يعيش بصيرورة وليس ليدفع للنظام.
-حالة النهب والسرقات التي تقوم بها فرق الموت السورية، التي تهاجم وتحتل المدن من قبل القرفة الرابعة والحرس الجمهوري،"يسرق الذهب والمال من البيوت ،تسرق المؤن والمعدات الكهربائية ،والهواتف  والسيارات ،حتى البيضات تسرق من البيوت".
فالنهب والسرقة والقتل والاغتصاب والتعذيب السادي، والهوس الجنسي والكذب المعتمد، والاعتقال التعسفي للشعب السوري يعني كل هذا بصراحة  عن انتهاء دور الدولة وغيابها نهائيا عن المسرح الحياتي السوري .
كل هذا العرض يعطينا فكرة عامة عن كون النظام ذاهب لا عودة وعلى الرغم من كل العروض التي قدمها النظام للغرب، لكنها لم تكن كافية، لان مسألة الرحيل مسألة وقت ،لكن النظام لن يرحل بسلام بل سوف يحطم كل ما بوجهه ،لبنان سوف يكون الضحية الكبر ومركز الخسارة الصافية الناتجة عن خيبة أمل النظام ،ولاتزال العديد من هذه الرسائل ألذي يحاول النظام إرسالها إلى لبنان ، بالوقت الذي لم يكن حظ للنظام بجز تيار المستقبل في حرب إعلامية توقعه في فخ التدخل في الشؤون الداخلية السورية ،لقد عمد النظام إلى تحريك مواضيع أخرى كموضوع مارون الرأس في 15 أيار ، ومشكلة الوزير اللبناني "شربل نحاس" مشكلة محطة ألتخابري في وزارة الاتصالات. والتخابر الغير قانوني ،في المحطة التي تعتبر محطة الأمان والضمان الفعلي بوجه الاغتيال السياسي في لبنان،الذي حاولوا تلبيسها قميص اسودا لدعم الثوار"الإرهابيين "في الساحل السوري،وكذلك متفجرة قوات الطوارئ الدولية الأخيرة التي طالت جنود القوة الايطالية، وأيضا تحريك جيش المهدي الاستعراضي في العراق،لننتظر إذا ما هي الهدايا المقبلة، التي سوف يرسلها النظام السوري إلى لبنان والدول العربية قبل رحيله.
لان النظام السوري ذاهب وهذا الإجماع بداء يتشكل بالرغم من موقف روسيا الاتحادية  الذي لايزال خجول جدا بالتعاطي مع الحالة السورية والحالة العربية الأخرى. لكن روسيا سوف تكون بالنهاية إلى شعب سورية الثائر،كما هو الحال مع ليبيا ألقذافي ،لان الشعب هو من الذي يجبر الدول العالمية بالوقوف إلى جانبه ،كما الحالة السورية التي أجبرت فيها أمريكا بالوقوف التدرجي إلى جانب الشعب من خلال كلمة  الوزيرة كلينتون إلى اتخاذ موقف سياسي متطور بقولها:"بان موقف حكومة يشار الأسد يصعب تقبله يوما بعد يوم". لأنكم انتم الذين تخرجون إلى الشوارع وتواجهون القمع والقتل والبطش ،لذلك تجبرون العالم كله بان يخجل من نفسه ، ويأخذ مواقف متطورة ضد قمع وبطش نظام بشار الأسد ، مما لاشك به  بان هذه الجمعة نجحت بإخراج الجمهور السوري المتظاهر إلى الشارع بالرغم من كل الصعوبات التي يضعها النظام القمعي بوجه حركة الشارع المحتج ،هذه الجمعة الذي أطلق عليها باسم"جمعة أطفال الحرية    بتاريخ  3 حزيران" يوليو"2011"م، وكون هذه الجمعة أتت ضمن الداعم المطلق لحركة الأطفال التي تقوم السلطة السورية بقتلهم وتعذيبهم، فالثورة السورية كان عمادها الأطفال الذين فجروا ثورة.
ومن خلال المتابعة لسير جمعة الأطفال،إننا نرى اتساع حجم المشاركين في بقعة التظاهر من خلال الكم الكثيف  لمستوى المشاركين في كافة مدن ونواحي سورية،وخاصة التي تعرضت لحصار وقصف في الأسلحة الثقيلة ك"درعا وبانياس، وحمص،إضافة إلى مشاركة كثيفة لأول مرة في مدينة حلب .   
وبالرغم من سلمية هذه الاحتجاجات،واتساع أماكن نقاط الاحتجاج التي بلغت أكثر من 200 نقطة،  لكنها لم تخلى هذه الجمعة الاعتراضية و تركها تمر دون قتلى وجرحى"لقد تم ارتكاب النظم البعثي مجزرة في مدينة حماة من قبل فرق الموت، بحق الأهالي المتظاهرين في الشوارع ، فلم يعد يوم يمضي في حياة سورية يخلو من القتل والاعتقال ،لان الشعب السوري قرر القدوم سيرا على خطى الانتفاضة السورية، من اجل أكمل خط الثورة السورية التي لا عودة عنها أبدا حتى لو دفع ثمنها الغالي والنفيس من اجل الوصول إلى الهدف الاسمي لهم وهو رحيل النظام.
وهذه الشعارات التي أصبحت إجماع الشعب السوريين جميعا في كل مظاهرة أو حراك يخرج للشارع ،"الشعب يريد إسقاط النظام ،إرحل ،إرحل إرحل ،حرية ،حرية، حرية، سلمية، سلمية، سلمية" . لكن النظام يرد برصاصه الحي بأنه يريد قتل الشعب.
    د.خالد ممدوح العزي
كاتب وباحث إعلامي ،مختص بالإعلام السياسي والدعاية .