السبت، 28 مايو 2011

تجربة صحافية-، على مدى نصف قرن من العمل .

تجربة صحافية-، على مدى نصف قرن من العمل .
الموضوع رقم 1

فإذا قمنا بمراجعة تاريخية لأرشيف الصحافة العربية بشكل خاص، فإننا نجد أسماء قلائل من إعلام الصحافة العربية، التي طبعت اسمها على مدى هذا الزمن، و اشتهرت فيه بالكتابة اليومية و استمرت بشكلها الحالي إلى يومنا هذا، بالرغم من الهجوم التي تتعرض له هذه الأنواع من الوسائل الإعلامية،ممثلة بالإعلام المكتوب، والتي أضحى معروفا باسم الصحافة المكتوبة. وتحديدا هذه الهجمة المتواصلة من قبل الإعلام المرئي الذي يحاول إبراز دوره وقدرته في عملية التواصل الجماهيرية من خلال تطور الاتصالات والحياة التكنولوجية العامة، التي أصبحت في متناول البشرية جميعا،وبظل هذا الصراع المرير الذي يدور اليوم بين الوسائل الإعلامية المختلفة من اجل البقاء والسيطرة على الكتلة الكبيرة من الجمهور والوصول إليها وإلى السيطرة على جمهورها ، صرع قوي على البقاء بين الوسائل الإعلامية المختلفة ،لكن يبقى الإعلام المكتوب حتى ألان هو المرجعية العامة لكل وسائل الإعلام الحديثة، لكن القلائل جدا الذين بقوا أو استمروا في مهنة الكتابة اليومية على مداها الطويل، مع ذلك لا يسعنا إلا الوقوف أمام أسماء لامعة في عالم الإعلام المكتوب في العالم العربي عامة وفي لبنان خاصة مثل :"محمد حسنين هيكل ، الراحل غسان أبو جودة، غسان تويني، الراحل جوزيف سماحة ،جوزيف أبو خليل، طلال سلمان،غسان الإمام ، ،جمال الخشقجي ،جهاد الخازن ،سعيد الجزائري، رفيق خوري،عبد الباري أبو عطوان، غسان شربل،شارل أيوب، جميل الديابة،والراحل ملحم كرم، والراحل رياض طه،نصوح بابيل ،احمد عارف الزين،امين الريحاني ،سعيد فريحة،جورج بيطار،وجيه الحفار،يوسف العيسى،كميل شمعون،شارل الحلو، ،والراحل رياض الريس"الذي نتناول أعماله القيمة في مجال الإعلام المكتب والتي طبعت أحرفها على جريدته اليومية القبس. أسماء من ذهب كثيرة هي صاحبة المقالة اليومية[4] في جرائد عديدة في الوطن العربي لا نستطيع ذكر أسماء كتابها لان موضوعنا ليس ذكر الأسماء ،أو التمجيد بالخالدين في عالم الإعلام المكتوب او الترحم على الغائبين ،بل عملنا محدد ومحدد في مقالة عميدنا الراحل نجيب الريس على صفحة جريدته الخالدة القبس .
مدخل:
من المألوف أن يكتب الصحافي بقلمه ما يوحي به العقل، أما أن يكتب بقلمه ما يوحي به القلب وان يكون غيور بقلمه على تراب وطنه " الوطن العربي السوري" متحمس لقضيته الوطنية ، القومية، ويشارك الصحافي في الحياة السياسية والاجتماعية التي تخص شعبه من خلال جملة مقالات ومواضيع تعالج على صفحات جريدته ما يعاني منها المواطن العادي، فهذا ما نجده في أعمال نجيب الريس الصحافية ، المكتوبة بقلمه الصحافي المميز وكلماته الهادفة لأنها كلمات مكتوبة ومرسلة منه في سبيل قضيته الكبرى،إلى الجمهور الكبير، فالقضية ، قضية تحرير وطنه من الاستعمار الفرنسي ، فهي قضية وطنية قبل كل شيء .
في البدء كانت الكلمة كما جاء في الكتاب المقدس"الإنجيل " لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، ونحنا نقول وإنما بالكلمة أيضا. الكلمة هي إذا النمط الذي يجسد فيها الرد على ما يقوله الكاتب، والكلمة التي أكد دورها في القران الكريم لأنها هي تقوم على تعليم القراءة وتهذيب للنفس من خلال الآية الكريم التي تقول "إقراء باسم ربك ".
أما الكاتب الفرنسي " شاتو بريان الذي يقول :" لا تحيى الكتابة بغير الأسلوب[1] ،فالأسلوب المميز لدى الصحافي والكاتب السوري في البلاغة العالية للكلمات التي تمل مقالاته وبراعته، ومهما نبالغ في الشرح والواصف والتأكيد على كتاباته الصحافية، لنصل إلى أن بلاغة نجيب الريس كانت في اللغة التي يستعملها بطلاقة مميزة،وبذوق مرهف،وذو فن رفيع، فكلماته مجندة ،وروحها عذبة، وذكاءه فريد وعظيم، فإني لا أميل إلى تغليب أثر الذكاء على العوامل الأخرى لدى الريس مما أدت بان تكون مميزة في كتابة مقالاته اليومية، ليس من قبيل المبالغة تملقا لأي شيء أخر دون الوقوف الفعلي أمامه كصحافي محترف، لم ينال حقه المهني الطبيعي .
أثناء دراستنا العلمية والأكاديمية لمقالات الصحافي الراحل نجيب الريس "الصحافية" والتي جمعت جميعها في مجموعة كاملة قدمها ابنه الصحافي "رياض نجيب الريس" عن دار الريس للنشر بمناسبة الذكرى المئوية لولادته عام 1995،هذا المشروع الضخم الذي ضم عشرة مجلدات،13339مقالة،6366 صفحة،وأكثر من حوالي 1600 مرجع،وهامش موجودة في داخل المجلدات. وقدمت هدية ثمينة للمكتبة العربية والعالمية،بعد تغيب قصري عن المكتبة العربية . هذه المجموعة التي تتميز بوضوح الخط السياسي والفكري العام لكاتبها، نجيب الريس المرتسم فيها من خلال الموقف الثابت، المتسلسل لطرح واحد .
فكر متقدم ومتطور ساد وسط كل الغموض، الذي سيطر أثناء تلك الحقبة الزمنية، وذلك الوقت ، التي كانت سورية ترزخ تحت الاحتلال الفرنسي . فكل مقالة كان يبدءاها الريس كانت تبدو وأضحت المعالم من أول كلمة يخطها إلى أخر كلمة ينهي بها المقالة .
يكتب الكاتب السوري ياسين الحافظ[2]: "إن السقوط العربي الذي لاحت نذراه مع السقوط والهزيمة ،فهي حلقة من الهزيمة الكبرى الطويلة التي هي هزيمة الإنسان العربي أو الضارة العربية أمام الأجنبي المرتزق"[3] .
لكن رياض نجيب الريس في يكتب في كتابه:" بان الصحافي الذي يكتب عادة بشكل يومي أو أسبوعي يجد نفسه من دون وعي مباشر منه بأنه لا يحمل مواضيع بل يؤرخ لتاريخ يعيشه يوميا .
[1] د. شيخ بكري أمين ، أمير النثر الفرنسي كتاب البلاغة العربية ثلاثة أجزاء، الجزاء1 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1978 ، ص، 20 .
[2] جريدة السفير اللبناني 07،08، 1978 .

[3] رياض نجيب الريس، قبل أن تبهت الألوان، دار الريس للنشر، بيروت، 1995، ص 527.
[4]نجيب الريس،القبس المضيء،المجلد العاشر ، دار رياض الريس للنشر ،بيروت 1995
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

: الإعلام اللبناني المرئي والمرآة


: الإعلام اللبناني المرئي والمرآة

الإعلام اللبناني لم يستثني دور المرآة في لعب دور ريادي لها بالرغم من كل الشائعات التي تبث من هنا وهناك إلا أن المرآة انبتت جدارتها العالية في عالم الصحافة العربية عامة واللبنانية خاصة  في ممارستها للمهنة في شتى أنواعها ولم يقتصر دور المرآة على تقديم البرامج  التلفزيونية أو تقديم نشرة الأخبار كمذيعة وإنما تطور دورها في تقديم  البرامج والحوارات والمقابلات والإنتاج والإعداد والإشراف ألأخباري والسياسي والمراسلة وفي بعض المؤسسات يلاحظ التمييز في التكليف بالمهمات "مثلاً تلفزيون المنار لا يسمح للعاملات فيه بالقيام بتغطيات ميدانية، ويبقى مجال عملهن داخل المبنى: تقديم الأخبار، تحريرها، استضافة سياسيين..."والاستثناء الوحيد كان للزميلة "فاطمة عواضة". ولقد تميزت العديد من الزميلات الإعلاميات في تقديم البرامج السياسية والمحاورة الجادة واستعمال الحضور الشخصي القوي لهنا من اجل إنجاح برامجهن السياسية أو التحاورية وهنا لبد من الإشارة إلى الزميلتان الإعلاميتان "جزيل خوري" وبرنامجها على شاشة  تلفزيون العربية "بالعربي". والإعلامية السياسية  المناضلة في سبيل الكلمة "مي الشدياق" والجراءة التي تميزها والي أدت بها بالنهاية إلى تقديم استقالتها الشفهية على الهواء  المباشر من على منبر "قناة  تلفزيون  اللبنانية " LBC" ولأول مرة في الحياة المهنية والعملية الإعلامية يتم عمل كهذا، والتي  لم تسبق أبدا هذه الحالة في الإعلام  وتحديداً من إعلامية لما تملك من شجاعة مميزة.مما سمحت تجربة مي الشدياق  بتكرارها من قبل الإعلامية المميزة "شذا عمر" مقدمة برنامج "الحدث"، بتقديم استقالتها مباشرة على الهواء وعلى نفس الشاشة ،وهذه الحالة التي شجعت الإعلاميات الخمسة في تلفزيون الجزيرة بتقديم استقالة جماعية من القناة . وكذلك لبد من الوقف إمام العديد من المحاورات الإعلامية للإعلاميات  الذين يحولون اكتساب ثقة المشاهد من خلال أداء العمل بتجرد بالرغم من صعوبة المهمة ومشقتها، وما تحاول الإعلاميتان اللبنانيتان " سحر الخطيب" في برنامجها " الحد الفاصل" على شاشة  تلفزيون المستقبل ألإخبارية،الإعلامية  "ريما صالحي"  في برنامجها الجريء في هذا الوقت الصعب "صناعة الموت " من على شاشة  تلفزيون العربية "وإبرازه بهذا الشكل،تأكد النظرية التي تحاول المرآة ممارستها في المجال الإعلامي الذي لا يتلف في الصعوبة عن أعمال الرجال.

لقد تقدمت المرآة في الميدان الإعلامي على الرجل  في ممارسة المهنة الإعلامية وحققت الجوائز الدولية , التي أتبت المرآة جدارتها  الفعلية والفعالة  في مجال المراسل الجوال والميداني وفي ساحة الحروب وخاصة حرب تموز   2006  الذي لعبة "الصحافية  المرآة " دورا مميزا في تغطيتها للأحداث الميدانية, وسقطنا شهيدات في الميدان و إثناء فترة الصراع الداخلي" الحرب الباردة" بين ("8 إذا و14 آذار" ) حتى 7 مايو2008.

النساء كانت لهن بصماتهن الخاصة عليها، وهن شهود ا عيان على تلك الإحداث ،لقد تعددت الأسماء الإعلاميات: ومنهن  ريما مكتبي مراسلة "العربية"، التي خاضت تجربة مميزة لتحلق نحو النجومية الإعلامية العالمية من خلال تطورها النوعي والانتقال هذا العام 2010  إلى محطة "السي إن إن" في برامج المراسل الجوال لتكون في عداد  الوجه الإعلامية العالمية، نانسي السبع مراسلة "التلفزيون الجديد"، بشرى عبد الصمد وكاتيا ناصر  مراسلتا "الجزيرة"، نجوى قاسم ، العربية،ونجوميتها في برنامجه  نهاية الأسبوع المقدم على شاشة العربية كل نهار جمعة ،في الثانية ظهرا، منى صليبا مراسلة "أل بي سي"، " دنيز رحمة" أل بي سي سابقا "  والمصورة  في مجلة الجرس ،الشهيدة  ليال نجيب أبنت 23 عام , والتي قتلت على خط النار.

صارت هؤلاء السيدات محطّ إعجاب وتقدير العالم بأسره. وقد فاق عدد المراسلات عدد المراسلين، وأصبحن ظاهرة لا بد من تقييمها والثناء عليها، ونافسن الرجال بتحولهن إلى مراسلات حربيات، واتخذن من واقي الرصاص والخوذة بديلا للزينة المعتادة.  يقدم الأستاذ في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور احمد زين الدين نظرة أكاديمية لوضع المرأة الإعلامية ويكتب: "في صورة عامة، يزداد عموماً عدد الإناث في الصحافة وتحديداً في لبنان حيث باتت نسبة الإناث إلى الذكور في كلية الإعلام مثلا تزيد عن 80 في المائة. وبما أن الصحف تلجأ أكثر فأكثر إلى خريجي الإعلام لتشغيل عناصر جديدة، فان عدد الإناث يزداد في المهنة...ولكن المؤكد حتى الآن إن الإناث رغم زيادة عددهن في المهنة، لم يصبحن في مراكز القرار ألا قليلا.. وخصوصا في المجلات غير السياسية ربما لأن المرأة لا تزال عموما بعيدة من السياسة وهذا الوضع نفسه تقريبا في أوروبا حتى الآن، على حد علمي، لا توجد نساء في رتب إدارة التحرير أو رئاسة التحرير في الجرائد... إلا ربما استثناء واحدة أو اثنتين.. لكن النساء موجودات في مراكز تحريرية عليا في أكثر من مجلة خصوصاً مجلات الأسرة. وتعاني المرآة الإعلامية اللبنانية من التمييز في التعاطي بينها وبين زميلها الرجل الذي يمارس الوظيفة ذاتها في المؤسسة، خصوصاً في ما يتعلق بالرواتب". بالرغم من ذلك  فان  الإعلاميات اللبنانيات أصبحن مطلوبات يشكلن واسع على الفضائيات العربية والدولية الناطقة بالعربية الموجهة إلى الجمهور والمشاهد العربي، ولا نبالغ إذا قلن  بان اليوم لا تخلوا محطة فضائية إخبارية أو ترفهيه دون وجود العنصر النسائي اللبناني الذي أصبح ألمازة التي تشكل بها موائد الفضائيات العربية والعالمية الناطقة بالعربية.وهذا إلى الاستقالات الجمعية التي حدث في تلفزيون الجزيرة للإعلاميات،والتي كانت الغالبية من هؤلاء الإعلاميات لبنانيات ذات الخبرة المميزة كصحافيات ومذيعات ومقدمات برامج .
وهنا لم نقم بقراءة عملية وميدانية  فعلية لعمل المرآة في مجال الإعلام المكتوب،والذي سوف يكون لنا وقفة خاصة، مع هذا الموضوع لاحقا مع المع الإعلاميات في حقل الصحافة. ففي عملنا القدم سنتوقف أمام  جرة المرأة اللبنانية كإعلامية في الإعلام المكتوب ،الثقافي والسياسي.

د.خالد ممدوح العزي

باحث، ومختص بالإعلام السياسي اللبناني والعربي
dr_izzi2007@hotmail.com

الموقف الروسي من الثورات العربية:

الموقف الروسي من الثورات العربية:
"الليبية،والسورية":
مما لاشك يعتبر الموقف الروسي اتجاه الثورات العربية ،غير واضح ،أو بالا حرة كأن روسيا تساعد الأنظمة العربية الاستبدادية والدكتاتورية في قمعها لشعوبها،بالوقت التي عانت روسيا نفسها من استبداد النظام الشيوعي في الحقبة السوفاتية ،لكن الواقع يختلف تماما كما يفسره البعض نضرا لعدم الاطلاع الكامل على الموقف الروسي الذي يرفض التدخل الأجنبي في شوؤن الدول الداخلية،ذات السيادة الدولية . وهذا الموقف ناتج بالدرجة الأولي من خوف روسيا من التدخل الاممي  الذي يؤدي حتما إلى حروب أهلية داخلية لقد عانت منها موسكو في دول السوفيات السابق . ليس مستغرب أن يكون لموسكو أطماع في مناطقنا العربية والإسلامية، كونها دولة كبيرة محورية ذات نفوذ عالمي، روسيا التي لم يكن لها أي دورا أو موقف في ثورات تونس ومصر وكذلك في اليمن، لكن الوضع في ليبيا وسورية يختلف كليا.
روسيا وليبيا:
 بعد التدخل الدولي في ليبيا ،والتي لم تمانع روسيا في التصويت على القرار الاممي الذي يحمل الرقم  1973 ،والذي يقضي بحماية المدنيين الليبيين من بطش قوات القذافي، طبعا كان موقف روسيا موقفا محايدا،من طرفي النزاع، لأنها لم تمتنع من التصويت والتعاون مع الأكثرية الدولية،بشان ليبيا في آذار الماضي الذي أتاح باستخدام القوة ضد نظام معمر القذافي، لكن الكريملين اتهم  تصرف التحالف الدولي الذي دخل ليبيا من خلال  القرار الدولي بأنها تجاوزت تفويض الأمم المتحدة من تنفيذ مآرب سياسية خاصة لها من اجل أحداث تغيرات جيو –سياسة، رفعت روسيا صوتها بوجه هذه التصرفات الدولية،مرارا من خلال تصريح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ،والذي ترجم بتصريح ناري، "بان هذه الحرب التي تشن على ليبيا ما هي إلا حرب صليبية فعلية" .
لقد كررت روسيا مرارا بان أي اقتراحا دوليا جديدا حول ليبيا، لن توافق عليه روسيا، لأنها أعربة عن خشيتها من تدخل بري في ليبيا ، ترى موسكو بان قرار كهذه سوف يدخل ليبيا في مزيدا من دوامة الحرب الأهلية، وفي بحر من ظالمات الحروب الداخلية التي تعربها روسيا جيدا.
طبعا كان موقف روسيا موقفا محايدا،من طرفي النزاع، ،لقد عمدت الدبلوماسية  الروسية  للتدخل بواسطة  بين الطرفين مستقلة من اجل الخروج بمبادرة واسطة شريفة،وعن الاجتماع بوفد النظام، لقد أفهمت روسيا عناصر النظام، بأنه من الضروري الالتزام  بقرار الأمم المتحدة هو الأساس في التعامل مع أي مبادرة روسية، والعمل الأول على ضرورة وقف القتل في ليبيا من خلال عبارة قاسية جدا استخدمتها مع ممثلين النظام ، وهذا ما قلته روسيا لممثلي المجلس الانتقالي، بأنها مقتنعة بضرورة وقف القتال وفتح حوار بين الطرفيين للتوصل إلى حلول مناسبة،وروسيا سوف تقدم كل بما استطاعتها لتوفير خطة كاملة من اجل أنقاض الوضع في ليبيا.  قد تكون روسيا تهدف إلى لعب دور وسيط وتلفت نظر المجلس الانتقالي من اجل استقدامه إليها، ومن اجل لعب إلى دور روسيي مستقبلي،فيما بعد  رحيل نظام القذافي،لان روسيا كانت المصدر الأساسي لترسانة سلاح العقيد من العهود السابقة،إضافة إلى حصولها على امتيازات نفطية، وأشياء أخرى تحول موسكو الاحتفاظ بها في المستقبل في التغيرات التي تمر بها المنطقة العربية ،وتركيبة جيو –سياسية جديدة .
 لان عودة روسي،إلى المسرح الليبي من خلال مبادرة قد تطرحها من اجل وقف الحرب ووقف نزف الدم ،قد يساعد موسكو في كسب مصداقية فقدت منها في الدول العربية ،وهذه اللقاءات قد تعيد موسكو لاحقا، إلى تكون لعب مميز في المنطقة  العربية من خلال البوابة الليبية والفلسطينية والسورية .
      روسيا وسورية:  
  طبعا بعد تدخل الغرب في ليبيا...روسيا تعارض بشدة التعاون مع القرارات الدولية بشان سوريا حاليا ، لقد عارضت روسيا البيان الذي أقرحته كل"بريطانيا،وفرنسا،المانيا،والبرتغال"،الذي يدين قمع السلطات السورية حركة الاحتجاج الشعبية في سورية .
يرى محللون سياسيون وخبراء استراتجيين،بان روسيا الذي أغضبها التدخل العسكري الدولي ،في ليبيا ترفض التعاون مع هذه الدول الراعية في ممارسة الضغط على سورية،حرصا منها على صون علاقاتها الوثيقة مع هذا البلد .
يصر الخبير الروسي "اكسندر فيلونيك"أستاذ الدراسات الشرقي في معهد الاستشراق في أكاديمية العلوم الروسية ،":لقد رأت روسيا ما جرى في ليبيا،ويمكن افتراضا منطقيا بان موقف روسيا من سورية سيكون أكثر صرامة من موقفها بشان ليبيا،"احتمال أن تأخذ الأحداث في سورية منحى مشابها لما يجري في ليبيا مما يثير قلق روسيا ".
إن موقف روسيا من مشكلة ليبيا مع المجتمع الدولي كان بسيط اذهبوا بأنفسكم إلى ذلك الميدان الملغم . أما بالنسبة إلى سورية موقفها أكثر بساطة، المنطق يدعو روسيا بان تقول لا.
لان المشكلة أصبحت اكبر من توافق أو لا توافق، موسكو لا تريد لنفسها أن تكون شبه ملحقة بالقرار السياسي الأمريكي الذي يطلب منها الموافقة على أي قرار يريده دون الأخذ بمصالح روسيا المنطقة،وتجاهلها وتجاهل دورها وقدرتها.
العلاقة مع نظام سورية ليس على حساب شعبه،كما تصور النظام السوري الذي خرج بمظاهرة كبيرة في سورية كتبت على يافطاتها، شكرا "روسيا والصين" وكان النظام يظن بان روسيا تعطيه كرت ابيض بإجرامه وبطشه،طبعا ليس الوضع على يتصوره النظام السوري :
-أولا من خلال تصريح وزير الخارجية الروسي" سرغي لافروف"، الذي دعا السلطات السورية إلى معاقبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين خلال مواجهات مع قوات الأمن السوري.
-ثانيا من خلال مواقف روسيا السابقة التي تعارض وتحاول الدخول بواسطة،ولكنها بالنهاية لا تعارض القرارات الدولية، وكلنا يذكر جيدا موقف روسيا من العقوبات الاقتصادية على إيران والتي روسيا أيدتها ولم تعارض المجتمع الدولي.
- ثالثا روسيا التي تحاول أن تفعل شيء قبل فوات الوقت للنظام الذي كان محسوب عليها وقريب من روسيا.
-رابعا روسيا  تعمل بالدرجة الأولى لحساب مصلحتها الأساسية التي من خلالها تحاول أن تفرج عن شيء مقابل سيء خاص بها، وهذا قانون الدبلوماسية العالمية وروسيا أصبحت فنانة في إدارة العلاقات الدبلوماسية الدولية .
العلاقة الروسية السورية :
ثمتل موقف روسيا بسورية من خلال موقف نائب سفيرها في الأمم المتحدة بانكين،الذي أكد بان: "الأزمة في سورية لا تشكل خطر على السلام والأمنيين الدوليين،وإنما الخطر الفعلي والحقيقي على الأمن الإقليمي قد يأتي من تدخل خارجي،أن مثل هذه الأساليب تؤدي إلى دوامة عنف بلا نهاية وقد تسبب في حرب أهلية"
بالطبع روسيا لا  تريد توتر حاليا العلاقات مع البلد الذي تربطها به علاقات  قديمة منذ الحقبة السوفياتية، بالوقت الذي زار سورية أول رئيس روسي فكان  الرئيس الحالي "ديميتري ميدفيديف" في العام 2008، والذي وعد بتنمية التحتية في قطاع الغاز والنفط وبناء محطة نووية.بالوقت التي تشتري سورية الجزاء الأكبر من أسلحتها من روسيا ،وسورية كانت من الدول القليلة التي دعمت التدخل العسكري السوري في "اسيتيا الجنوبية" عام 2008،منطقة جورجيا الانفصالية الموالية لروسيا.
   فإذا كانت اليوم روسيا تحاول إيجاد مخرج مناسب للنظام السوري للخروج من أزمته،من خلال مواقفه الاعتراضية على التحركات الدولية، لا يعني هذا بأنها ستقف وراء أخطاء النظام السوري وتعاطيه مع الشعب بهذه الوحشية، ولن تقف روسيا ضد الشعب وتحمي النظام وهذا الوضع بالطبع لن يدوم كثير،روسيا التي سوف تجد نفسها وسيط نظيف أو مساعد في حل الأزمة السورية.  
فإذا كان الرئيس السوري يببلغ نظيره الروسي ميديفيديف أثناء اتصال هاتفي  بتاريخ 24ايار 2011 ،بأنه عازم على محاربة القوى المتطرفة في سورية .
فالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف كان السباق بتقديم الصيحة للرئيس السوري وفق معلومات خاصة منشورة، أشار على نظيره السوري بأخذ تجربة آخر رؤساء الاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشيوف في الاعتبار. غورباتشوف الذي انتخب عام 1985 أمين عام الحزب الشيوعي السوفيتي،الذي كان وراء نشوء نظرية "البيريسترويكا" كسبيل للخروج من الأزمة الشاملة التي كان يمرّ بها البناء الاشتراكي نتيجة الخلل والفساد الذي تراكم على امتداد عقود من الزمن استمرّ في التبشير بهذه النظرية على مدى ثلاثة أعوام قبل أن ينفرط عقد الاتحاد السوفيتي وتنهار دوله ويخرج غورباتشيوف من السلطة ويحلّ محلّه بوريس يلتسين.،في تجربة مريرة وأليمة لروسيا الاتحادية دامت ثماني سنوات عندما انتهت بانتخاب الرئيس فلاديمير بوتين
ومن خلال المعرفة الحيثية لمسار تجربة "الغلاسنست والبيريسترويكا" فإن مسارعة غورباتشيوف إلى تطبيق الإصلاحات التي روّج لها كانت ستوفر للاتحاد السوفييتي السابق الوصول إلى اقتصاد مختلف عمّا حصل في مرحلة لاحقة، لكنه أجهض بنفسه المسار المفترض والطبيعي للأمور ممّا أدى إلى ضياع "ثروات" علمية وتكنولوجية كبيرة إذ أضاع 3 سنوات في الكلام على الإصلاح ولم ينفّذه كما لم يفسح لانتقال تدريجي من سيطرة الدولة إلى القطاع الخاص وعدم القفز إلى هذا الأخير دفعة واحدة ممّا سهّل اختلال روسيا والدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي قبل أن تستقر.
الموقف الروسي :
روسيا التي تعمل وفقا لاستقلالية خاصة بها لأنها لا تريد أن ترى نفسها مجبرة على اللحاق بالمواقف الأمريكية والغربية،من خلال موافقتها التلقائية لكل القرارات التي تأخذ في مجلس الأمن،دون الوقف أمام مصالح روسيا الخاصة، وحقوقها المستقبلي،حول دورها في هذه المناطق ،أو الدول الذي يتغير فيها الحكم ،والعراق كان المثل الحي لروسيا .
إذا كانت روسيا لا تطمح إلى لعب دولي مميز في خارطة الدول السياسية ،لكن هذا لا يمنع أن يحافظ على مصالحها الاقتصادية والتجارية ،في دول ربطتها علاقة لعقود طويلة .
طبعا إن لإستراتيجية الروسية الجيدة المتعامل بها مع  كافة الدول والتي بدأت تتغير من تحالفات إيديولوجية إلى تحالفات اقتصادية،روسيا التي لها باع طويل في صراعها مع أمريكا، تعرف متى وكيف ترفع الصوت بوجهها،من اجل الوصول إلى مكتسبات خاصة،يمكن  التفاوض عليها والتي تهم بالدرجة الأول دول الاتحاد الروسي،وحديقتها الخلفية التي تعتبر مركز نفوذ تاريخي لها ،فإذا روسيا لن تأخذ بنصائح روسيا،لن تصارع روسيا العالم من اجلها.
ومن هنا نرى تصريحات روسية تقول بأننا لا نريد أن نتحول إلى فترة الحرب الباردة من خلال نشر أسلحة الدرع الصاروخية مجددا في مناطق أوروبا الشرقية المحاذية لروسيا، بعد أن حسم هذا الملف ليعود مجددا إلى ساحة الصراع الدولي .
لقد الرئيس أشار بوتين بحديث هام جدا يتعلق بروسيا ودول الاتحاد الروسي  وخلفيتها على اثر الاحتجاجات في ليبيا بأنه يخاف من انتقل ألعدوه العربية ،"عدوت الثورات" إلى الفضاء الروسي ،في مناطق النزاع المتوتر في بلاد القوقاز.
من هنا يأتي الموقف الروسي الرسمي  الدائم الذي يقول بأنه لا يجب التدخل في أية دولة وفي شؤونها الداخلية ذات السيادة المستقلة ،وهذا ما عبر عنه الرئيس بوتين بتريح في 26 نيسان "ابريل "2011:" لماذا التدخل في ذلك النزاع،،،"الليبي" ،،،أليس لدينا أنظمة أخرى عوجاء في العالم ؟؟؟هل سنتدخل في كل مكان النزاعات الداخلية؟؟؟هل سنقصف كل الدول.
إذا الموقف الروسي موقف تابت وغير متغير من مسألة التدخل بالشؤون الداخلية. ولكن هناك استدراك للموقف الروسي من خلال تطور موقفها في ليبيا الذي أقرت بتمثيل المجلس الانتقالي،  ومن ثمة لاحقا في سورية.
د.خالد ممدوح العزي.
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير استراتيجي في الشؤون الروسية ودول الكومنولث.
Dr_izzi2007@hotmail.com

رسالة من ثورة ربيع سورية إلى حماة الديار...!!!

رسالة من ثورة ربيع سورية إلى حماة الديار...!!!
بالرغم من الحالة الأمنية والعسكرية التي يحاول النظام السوري، وأجهزته الأمنية ،وأعوان النظام المستفيدين منه،من فرضها على المدن السورية المحاصرة،أو المقسمة عسكريا، كما هو حال المناطق الفلسطينية مع الاحتلال الصهيوني، في فرض حواجز ونقاط  تفتيش ومناطق محذوره،من شل حركة المواطنين الفلسطينيين للسيطرة عليهم.
هذه هي أحوال المناطق والمدن السورية اليوم التي تحاول الدولة من السيطرة على حركة الاحتجاجات لمنع المظاهرات من الخروج إلى الشوارع لتعبر عن غضبها من النظام التي باتت تطالب بإسقاطه،بالرغم من القبضة الحديدية السورية استطاع الشعب السورية من تلبية نداء الشباب السوري الداعي إلى خروج جديد في هذه الجمعة التي أطلق عليها "جمعة حماة الديار"والتي تعتبر رسالة واضحة إلى الجيش العربي السوري،ومخاطبته من اجل اخذ موقف جدي من الأحداث السورية ،ومطالبته بالوقوف إلى جانب الشعب الذي هو  جزاء منه،كي يكون الجيش الوطني والشعب المحتج يد واحدة كما كان موقف الجيوش العربية الأخرى التي أخذت موقف مستقل وانحازت إلى جانب الثوار في ثوراتها،،لان الجيش هو الحل الوحيد لضمان الأمن الحرية، والحفاظ على المواطنتين المتظاهرين،بدل الدخول في مواجهة مع الشعب السوري لكي يقوم بحماية النظام وعصاباته.
إذا رسالة واضحة للقوات المسلحة السورية من اجل أن تحدد موقفها الملتبس من الحركة الاحتجاجية، والذي زج  بها، لقمع الشعب المنتفض،ووضع القوات العسكرية بمواجهة علنية مع الشعب والذي عليها يترتب بالدرجة الأولى الحفاظ على الأمن  والدفاع عن الشعب.
طبعا زجت القيادة السورية السياسية والأمنية بالجيش العربي السوري،بالوقت الذي يملك النظام السوري أجهزة استخبارات مع الحرس الجمهورية وفرق خاصة تستطيع بدورها قمع شعوب الشرق الأوسط بأكملها وليس فقط سورية،لكن النظام السوري خاف من أي دور مقبل  للجيش  و تجنب سيناريو تونسي ،مصري، في دور الجيش الوطني الذي رعى الانتقال السلمي لخروج الأنظمة،ولكي لا يكن للجيش السوري أي دور في انتفاضة سورية،ويتحول إلى مركز القرار الحاسم في تغير النظام السوري كما حصل مع الثورات العربية الأخرى، لذا، زج بالجيش العربي في المركة لهدفين :
-الأول يرتكز على فكرة تدور على خلق عدوة وقطع كامل مابين الشعب والجيش وفقدان الثقة بين الطرفيين.
-الثاني تحويل الجيش إلى أداة يستخدمها النظام في قمع الشعب ،من اجل الدفاع عن بقاءه في سدة الحكم ، اعتبارا من الجيش يدافع عن الدولة من خلال قوة إرهابية متطرفة لذا يستعمل الجيش في قمع الشعب بطريقة بشعة من اجل أن يصبح الجيش قوة خوف .
 فالنظام السوري يقود معركة في سورية على كونها معركة مصير بقاء أو عدم بقاء،لأنه إذا استطاع النظام، في قمع الانتفاضات والاحتجاجات، بواسطة الجيش الذي يعتبره الذراع التنفيذي للنظام،سيكون قد حسم المعركة الذي أعطاها لون إرهابي وسلفي"محاربة عصابات "، من اجل كسب ود الأنظمة الغربية في معركته الذي يقودها ضد الإرهاب ، فالنظام السوري هو شريك للتحالف الغربي في قمع ومحاربة الإرهاب وبالتالي سورية هي جزء وشريك معهم. أما من الناحية الداخلية فالنظام يحاول قمع الشعب من اجل إسكات صوتها،من خلال إصلاحات كرتونية يفصلها على مقاصه.
لكن الشعب الذي ينظر إلى الجيش ودوره في معركة التغير في الحياة السورية العامة ،كشريك يضمن حق الشعب في التظاهر والتعبير ،ويؤمن الأمن ،الداخلي والخارجي الذي لان الجيش السوري هو المسؤول الفعلي،وليس أداة في القمع والبطش والتنكيل من خلال محاصرة المدن واحتلالها، بآلياته العسكرية. 
لقد أتت هذه الجمعة التي تحمل دعوة صريح للقوات المسلحة السورية وكبار الضباط والأفراد،من اجل تحديد المواقف الملتبسة لهذه المؤسسة، بالوقت الذي لايزال النظام السوري يراوغ من خلال عرض مواضيع مختلفة لحل الأزمة،و تنفيذ أفكار أخرى،طبعا هذه هي أحوال النظام السوري منذ القديم، لكن العالم يجهله بسبب عدم المعرفة الجيدة لطبيعة نظام ألا الأسد، نحن اللبنانيون لنا الخبرة والمعرفة الجيدة مع هذه النظام ،طوال الفترة السابقة،التي بسط  نفوذه الأمني والعسكري على الأراضي اللبنانية .
النظام السوري لم يتغير ولن يتغير، ولايزال يطرح شعارات قومية ممانعة سقط هي أصلا،وبالرغم من لغة العقوبات الاقتصادية والأخلاقية،الذي بداء العالم يتكلم بها مع نظام الأسد بسبب ضيق صدرهم من تصرفات النظام وعنجهيته،الذي يتعامل بها مع أهله وشعبه،الذي ينزل بهم اشد الظلم والقهر. لقد ضاق صدر العالم الغربي والأجنبي، وحتى العربي من تصرفات النظام السوري ومراوغته ووعوده الذي لا يلتزم بها.
عقوبات اقتصادية تلو العقوبات على الرئيس وأركان نظامه ،الآمنين والعسكريين،والسياسيين،لكنه لم يهتم لم يحدث من بطش ومجازر وقتل وتعذيب يمارس  بحق المدنيين المتظاهرين ،يخاطب زميله الرئيس الروسي  "ميدفيديف "،بان سورية مصرة على مواصلة الحرب ضد الإرهاب"العصابات المشبوه" حتى اقتلعه نهائيا ولن يمنعها شيء عن ذلك، وستعمل سورية كل ما بوسعها لتأمين الحرية لشعبها .
الأسد يخوض حرب تحريرية مع الشعب السوري،من خلال قتله واعتقاله التعسفي واحتلال القرى والمدن،وسيؤمن الحرية  المفقودة الذي سلبها منهم هو وأجهزته الأمنية والقمعية .
الخطاب السوري يمتلك ازدواجية  رفيعة في التعبير ،يطلق العنان لتصريحات كثيرة، "إصلاحات،آمن،حوار".
الإصلاحات:هذا النظام لا يستطيع العمل على انجاز أية إصلاحات كانت، والإصلاحات هي أمنية كل الدول العالمية ألمطلبه النظام  بانجاز إصلاحات،لان إصلاحاته كلها كرتونية،فالنظام السوري  بهيكلته الهرمية عاجزة عن تقديم أية مشاريع جدية تناسب التطورات العالمية،لان الإصلاح يلزمه رؤية جديدة للمستقبل،تشارك بها فئات الشعب عامة، وليس حزب شمولي استبدادي،هرم يضع تصورات تطويرية للبلاد.
الأمن: هو مطلب شعبي عام توفره الدول الديمقراطية لشعوبها،من خلال خطط  ومشاريع تحترم حرية الشعب وتؤمن بوجودهم ودورهم، وليس قمعهم وقتلهم وزجهم بالسجون ذات الأرقام التابعة لأجهزة المخابرات السورية كما هو الحال مع مقبرة الأسماء في الأراضي الفلسطينية المحتلة .  حيث لا مكن بوجود الإنسان نفسه
الحوار : النظام السوري مع من يتحاور طالما لا يعترف بالشعب المتظاهر والمنتفض،هويطرح الحوار ليس من اجل الحوار، إنما من اجل كسب الوقت لكي يتمكن من الفتك بالشعب المنتفض،وعندما يسأل شبيحة النظام الإعلاميين مع من يمكن التحاور يهربون إلى الأمام بطريقة" ديماغوجية، معهود الجميع من قبلهم، يمكن أن يتحاور كل الشعب. لأنه ليس  هناك أية أسس للحوار في مفكرة النظام السوري لا يوجد لدى النظام خارطة طريق يمكن التحاور عليها. الشعب هو المعارضة الفعلية  لأنه هو الذي يقود الاحتجاجات،ومع ممثليه يتم الحوار وليس مع فعاليات يتم استقدامهم إلى القصر الجمهوري،هؤلاء ليس الممثلين الفعلين للشعب ،وإنما التفاوض ليس من خلال وثيقة نصية تقدم للسفير الأمريكي أو الفرنسي.
النظام السوري لا يمكن  أن يغير  في العقلية القديمة ، والعادات التي تربى عليها منذ50 عاما في التعامل القمعي مع الشعب السوري،النظام لايزال يستقدم مجموعات قبلية من المناطق السورية المختلفة ويدعي بأنها معارضة شريفة ،ويحاورها وتطلب منه هي بدورها ،مزيدا من الخبز،والأكل.
لقد صنف النظام السوري الشعب المنتفض بوجود معارضة شريفة وأخرى وسخة ،وهو نظام طاهر وشريف يتحاور مع الشرفاء والطاهرين ،الشعب السوري المنتفض والذي يهدر دمه يوميا هو معارض غير شريف،لم نعهد في التاريخ الحدث أبدا لوجود  لنظام غبي مثل النظام السوري، "مستشارين وخبراء وقيادة".
لقد دق النظام السوري إسفينين في نعشه نتيجة الغباء السياسي الذي يتميز به، مما جعل العالم فعليا يفكر برحيله ، من خلال الضغط الاقتصادي والعقوبات الشخصية الأولية والتي شملت رأس الهرم:
1-الأسلوب القديم الجديد الذي اعتمده النظام السوري في قمعه للحراك الشعبي ،من خلال نظرية المؤامرة التي تقوم على ضربه واقتلاعه وتخريب البلد من خلال قوة إرهابية إسلامية متطرفة.
2-الخرق الأمني في 15ايار"مايو"،والذي حاول نظام الأسد من تخريب خطوط حمراء وضعت سابقا ،وتم العمل عليها طوال 40 عاما"هدنة غير معلنة"، حاول الأسد أن يستنجد بالقوى الخارجية، من اجل البقاء في السلطة وكأنه نفذ فكرة سياسية طرحت سابقا من إحدى أفراد أهلي بيت  العائلة الحاكمة.
إمام هذا العرض للحالة السورية لا نرى أية حلول يمكن ان ينفذها نظام بشار الأسد سوى المزيد من المجازر الجماعية والاعتقال التعسفي والبطش في المدنيين ،وهنا ليس أمام الثوار مجال للعودة إلى الوراء لأنه في حركات التاريخ الثورية لا توجد نصف ثورة،فالمسألة قريبة جدا بالنسبة للشعب السوري مهما حاول النظام التوجه نحو الحل العسكري لعسكرة الانتفاضة. لن ينجح النظام في قمع الشعب أبدا لان الشعب السوري واعي لما يخططه النظام، ويدرك جدا بأن نهاية النظام قريبة جدا .ومهما رفعت روسيا الصوت عاليا لكنها لن تحمي نظام الأسد وتخبئ جرائمه،وتقف بوجه الشعب لتحمي نظام.
"جمعة حماة الديار"هذه الجمعة التي أطلق عليها هذا الاسم لدعم الجيش العربي السوري...ودعوتهم الصريحة للقادة العسكريين والضباط والأفراد في عدم الدخول في حرب خاسرة ضد الشعب السوري، لان الشعب خرج متحديا كل القيود وكل الحضر المفروض عليه، لان معركتكم خاسرة مع الشعب في الدفاع عن نظام راحل.
لقد أصبحت المظاهرات أكثر تنظيما وأكثر اتساعا،  وصرخة يومية قوية بوجه النظام السوري التي تقول له: ارحل، ارحل ، ارحل.
لم تهتم الجماهير السورية المنتفضة  لأزيز الرصاص وأصوات المدافع ،لم يعد يخيفها القتل والموت والاعتقال بالرغم من أن جمعة حماة الديار لم تترك لتكون سلمية كما يهتف المتظاهرون فيها، بل تركت وراءها العديد من القتلة والجرحى على أيدي رجال الأمن والشبيحة،والتي ستتحول الأيام القادمة مظاهرات شعبية عارمة أثناء تشيع الشهداء الجدد ،لقد استطاع المتظاهرين من تطوير عملهم وتنظيمه من خلال الخروج المتعدد  للتظاهر وخوصا في الليل على ضوء الشموع ،لقد استجابة الشعب السوري في كافة المدن السورية نداء المعارضة التي دعت للتظاهر ،نجحت جمعة حماة الديار من الخروج إلى الشوارع السورية بتاريخ 27ايار 2011 ،بالرغم من تأزم وشراسة القوى الأمنية .
لننتظر الأيام القادمة كيف سيكون رد النظام السوري مع حركة الشعب ،وأية مدن سورية سوف تكون موضوع على لائحة المعاقبة من اجل مهاجمتها والبطش بأهلها . القطر والشعب السوري كلهم أصبحوا بخطر فعلي من خلال المرض النفسي الذي أصاب النظام .
 د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

العربية قناة العرب الفضائية،ومن المصدر العربي .

العربية قناة العرب الفضائية،ومن المصدر العربي .
قناة العربية أن تعرف أكثر هذا هو الشعار الذي مميز قناة العربية عن القنوات الأخرى بسبب رفعها لشعارات وبرامج تستطيع تنفيذها،لم تتحول إلى قناة صداميه مع الدول عما كان معروف سابقا،قبل الثورات العربية، ولم يصل الأمر بها إلى الصراع مع نفسها داخل الطاقم الإعلامي مما بات يعرف اليوم  بالهجرة  الجماعية ،من القنوات العربية،بل استقالة واحدة كانت من قبل الإعلامية زينة اليازجي ،مذيعة الأخبار بعد ضغط من الاستخبارات السورية،لم تفقد توازنها الليبرالي في ظل تغيرات ربيع الثورات العربية. فالذي يحكم قناة العربية الفضائية، ويميزها وسط الإعلام العربي والدولي هو الهامش أليبرالي الفعلي الذي يحكم عملها الإعلامي،وبالرغم من الدعم المادي السعودي لها، لكنها استطاعت من المحافظة على شكلها، بالرغم من الحملات العنيفة التي شنت على العربية من قبل قوى الممانعة ونعتها بالعبرية،فكل يوم تفاجئ العربية بجديد من خلال العمل الإعلامي والأداء المميز في تغطية الخبر اليومي ونوعية العاملين فيها ونوعية البرامج التي تعرض على شاشة العربية، وكذلك التنوع والتجديد في هذه القناة، فالطقم الذي يعمل بشكل متكامل من خلال مطبخ إخباري مميز يشرف على إخباره الدكتور الإعلامي نبيل الخطيب،وشبكة المراسلين الذي تم توزيعهم على اكبر مساحة من الكرة الأرضية، والتي سمحت لهؤلاء المراسلين من صناعة الخبر على الأرض،طبعا كان القرار سليم مئة بالمائة عندما كلف الإعلامي السعودي عبد الرحمان الراشد بالإشراف على المحطة كمدير لها. لقد استطاع هذا الإعلامي من المنافسة الإعلامية بهذه القناة مع القنوات العربية والدولية وان تكون مصدر عربي هام تستند اليه العديد من المراجع الإعلامية المكتوبة والمرئية،وكلنا يتذكر بان الرئيس بارك اوباما فور وصوله إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة أعطا أول مقابلة تلفزيونية لمحطة إعلامية أجنبية كانت العربية.
 لقد استطاعت العربية من الحد من جبروت وعنجهية الجزيرة وتحويلها إلى قناة عربية منافسة على الخبر العربي . 
عام 2011 عام العربية بامتياز :
يبدو ان عام 2011 سيكون عام قناة العربية بامتياز حيث سيكون موسم الهجرة إليها عبر طريقين:
الطريق الأول هو هجرة المشاهدين إليها بعد إطلاق مجموعة ممتازة من البرامج الجديدة التي تهم الجمهور العربي.
النقطة الثانية: هي التغطية الإعلامية المميزة لثورات الوطن العربي بالرغم من كل الظروف التي فرضت على العمل الإعلامي بشكل عام.
 العربية التي عملت ومازالت تعمل بشكل مهني مميز في تغطية الأحداث العربية من خلال خبرة طويلة في المجال الإعلامي.  لقد أشركت قناة العربية الجميع في التعبير عن رأيهم والدفاع عن أفكارهم في جانبي طرفي الصراع، بغض النظر عن أراء العديد الذين يلقون اللوم الشديد في تكبير الأزمة، وتهيج الرأي العام يعود إلى وسائل الإعلام وتحديدا الفضائيات.
  إن نجح العربية في احتلال مركزا مرموقا في الإعلام العربي الفضائي يعود لعدة أسباب عدة تتعلق بالنهج الإعلامي الذي تنتهجه العربية حاليا والذي يلقى قبولا ورضا عند الكثيرين من أهلها . فالبرامج الجديدة التي  أثبتت العربية قدرتها على استقطاب الوجوه الإعلامية البارزة التي ستضع لمساتها على المشاريع البرمجية الجديدة،حيث أعلنت عن إطلاق برنامجها الحوارية التحليلية الجديدة،ومن اهمها:
-برنامج "ستوديو بيروت" مع "جيزيل خوري"،الذي يطرح في كل حلقة من حلقاته الأسبوعية أبرز القضايا العالقة والملفات الشائكة والأحداث الساخنة التي تهمّ صنّاع القرار وتشغل الجمهور، من المنظار اللبناني، ليربط في ما بينها ويتطرّق إلى تأثيراتها في الداخل اللبناني وانعكاساتها على الساحة العربية.
ويقوم محلّلون مختصّون من أهل الشأن يستضيفهم البرنامج بتسليط الضوء على الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها لتلك القضايا والملفات والأحداث، مدقّقين في تفاصيلها ومستشرفين تأثيراتها والتداعيات ، يُذكَر أن "ستوديو بيروت" هو باكورة سلسلة من البرامج الحوارية التحليلية الأسبوعية التي أطلقتها قناة العربية تباعًا من عواصم ومدن عربية بهدف مزيدٍ من التحليل والربط بين المحلي والإقليمي والدولي.
برنامج الإعلامي المصري حافظ الميرازي  الذي قدم ضمن دورة البرامج الجديدة، برنامج مشابه لا ستوديو بيروت اسمه"أستوديو القاهرة والميرازي كان مديرا لمكتب الجزيرة في واشنطن لكنه غادرها وفيما بعد غادر قناة العربية على اثر خلاف بعد ثورة مصر .
- استمرار برنامج بانوراما الذي تقدمه الإعلامية الفلسطينية ، "منتهى الرمحي" التي انتقلت من الجزيرة إلى العربية أيضا عام 2004م،وبرنامج "بانوراما الذي يقدم ليليا"،وهو من البرامج الناجحة التي لا تزال تعرض وباهتمام على قناة العربية من خلال الأداء المميز للإعلامية في إدارة البرنامج الحواري الساخن والإعداد الجيد للحلاقات اليومية.
 - ريما صالحة التي انتقلت من الجزيرة إلى العربية بعد خلافات ضارية مع القناة حيث تعمل اليوم وتقدم برنامج "صناعة الموت"والذي يعتبر من أهم البرامج الوثائقية العربية الذي يقدم على شاشات الفضائيات العربية،ويتحدث عن الإرهاب وطبيعته ومدارسه ومنظريه وخاصة، وأهمية هذا  البرنامج تكمن بأنه يقدم من قبل إعلامية،امرأة شجاعة تمارس عملها الإعلامي من خلال النزول إلى موقع الحدث وليس من داخل الأستوديو فالبرنامج يتسم بالخطر نظرا لدقة المعلومات التي تحصل عليها الإعلامية من حواراتها والالتقاء بأشخاص لهم علاقة لهم بهذه الإعمال المقدمة للعرض والمناقشة،أثناء الحلقة . 
-  برنامج الإعلامية نجو قاسم أخر أيام الأسبوع الذي يستعرض إحداث الأسبوع ويتم عرضه نهار الجمعة من الثانية حتى الرابعة.
-ومن الوجه المميز والذي يعتبر من اكتشاف العربية هو الإعلامي طاهر بركة الذي يقدم برنامج أخر ساعة من خلال إطلالته المميزة ونبرته الشفافة وخاصة عندما ينطق اسمه واسم البرنامج من خلال المد عليها،وأسلوبه الراقي الذي يميزه في إدارة البرنامج .
 - وكذلك لبد من الوقوف أما الإعلامي السعودي داود الشريان في برنامجه"واجه الصحافة" الذي يقدم فيه قضايا هامة في الخليج والسعودية ولا احد يستطيع التطرق عليها.
-  برنامج محطات التي تقدمه الإعلامية ابتسام الأمين الذي يعتبر تقرير مصورة من قبل المراسلين المنتشرين كالجيش في الأرض.
 - برنامج صبح العربية التي تقدمه الإعلامية راوية العلمي مع الإعلامي محمد عبيد.
-برنامج روافد "احمد على الزين" برنامج ثقافي أسبوعي  يتميز بلقاءات مختلفة مع كتاب ورسامين فنانين يتكلمون عن تجربتهم .
 -برنامج حوار العرب الذي يقدمه الإعلام طالب كنعان بالاشتراك مع مؤسسة الفكر العربي وهو حوار مع الشباب والمثقفين والمسؤولين.
-برنامج "إضاءات "،أسبوعي يقده الإعلامي تركي الداخيلي، برنامج ثقافي فكري من خلال لقاءات هادئة مع أشخاص مختلفة من هذه الطبقة .

وكذلك برنامج الرياضة والاقتصاد والأسواق العربية  والنقل المباشر للإحداث والمؤتمرات الصحافية والاهم من كل هذا هو نشرات الإخبار المستمرة بالأوقات المتعارف عليها إضافة إلى الموجز الإخبارية والفلاشات السريعة لأهم الإخبار. وهنا لبد من التنويه بدور المشرف الإعلامي على نشارات الإخبار المميزة بموضوعيتها بالزميل الدكتور نبيل الخطيب الذي يعطي لهذه الإخبار حقها الطبيعي والمنطقي إثناء عرض الإخبار المتنوعة .    
وللتذكير فقط فان قناة العربية تتبع لمجموعة (MBC) السعودية التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ الوليد بن إبراهيم ويديرها الإعلامي السعودي عبدا لرحمن الراشد.
ومن خلال المشاهدة والمراقبة المستمرة والدائمة لعمل العربية،كقناة فضائية، لبد من التنويه بعمل القناة الإعلامي والموضعي في نقل الخبر دون "الفلترة والتقزيم"،ولبد من الوقف أما دور العربية الإعلامي في فترة التغيرات العربية التي سوف يتوقف أمامها مدرسو الأعلام في الجامعات العربية والعالمية ،في كيفية التعامل مع حركة ثورية جديدة في العالم العربي، كان للإعلام دورا بارزا فيها لجهة نقل الصورة والخبر والوقف إلى جانب الشارع الثائر أثناء انتفاضاته المطلبية ، والعربية واحدة من هذه المحطات الفضائية العربية التي ساعدت في صنع التاريخ الحديث في عالمنا العربي ،نتمنى لكل المحطات الفضائية العمل في الإعلامي والمهني ،بعيدا عن العمل السياسي والتحزب السياسي .    
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

الأربعاء، 25 مايو 2011

مقالة الريس في جريدة القبس السورية

مقالة الريس في جريدة القبس السورية
الموضوع رقم 2 
أعمال الريس المجموعة :
لهذا أحببنا التنقيب في صفحات التاريخ القديمة الموضوعة فوق الرفوف، رفوف الذاكرة العربية المنسية، ليس لكوننا مؤرخون،وإنما في محاولة جدة في البحث والاستكشاف الذاتي لتاريخنا ولمشاهيرنا العظماء ، حبا منا في معرفة التاريخ والقراءة السليمة لحقبة من تاريخنا العربي المجيد فكيف إذا كان الموضوع يهتم بالناحية الإعلامية، الذي يقع ضمن اختصاصنا ، مع العلم إننا لم نصل إلى مرحلة من القدرة على التنقيب في الذاكرة كما وصل إليها بحثنا الشاب، والإعلامي  القدير سامي كليب الذي صنع نظرية جديدة  في الإعلام،" التنقيب في الذاكرة من خلال  برنامجه المميز على تلفزيون الجزيرة والذي عرض في الفترة السابقة تحت عنوان " زيارة خاصة" .    
إن اعمل نجيب الريس وفقا للمشروع الجديد الذي تم أنتجه من قبل شركة "دار الريس للنشر"، ما هو إلا عمل جاد ومميز تم تقديمه في إعادة لأحياء تراث نجيب الريس الصحافي العربي الوطني والمناضل الكبير.
فالمشروع بحد ذاته عملية قيمة في إعادة تجميع أعماله ونشرها على الجيل الجديد لكي يثنى للجميع التعرف على القيمة التاريخية التي تميزت بها صحافة نجيب الريس من خلال جريدة القبس على مدى ربع قرن، في مطلع القرن العشرين، فالمجلدات العشرة التي تم  طبعها هي المقالات التي كتبها الريس على صفحات الجريدة  وكذلك تم توثيقها الجريدة "جريدة القبس"  من خلال عمل ضخم تم حفظها في أرشيف الميكروفيلم، حفاظا عليها للمستقبل من اجل أن تكون في خدمة القراء والباحثين والمهتمين ، لقد  أنجز ولده رياض الريس عملها ألتوثيقي عام 1994 بمناسبة الذكرى المائة لولادته .
نظرة سريعة على محتويات المجلدات العشرة :
المجلد الأول*:الذي جمع كله تحت اسم"يا ظلام السجن"،وهي قصيدة نظمها الريس إثناء فترة اعتقاله في جزيرة أرواد السورية، من قبل الاحتلال الفرنسي، ويشمل المجلد على مائتين مقالة كتبها الريس في فترة 1928 -1952.  إن هذه المقالات التي كتبت أثناء هذه المدة الزمنية ما هي ألا تعبير عن معاناة الصحافي الشخصية المتكررة كمعارض سياسي للانتداب الفرنسي، ومعاناة جريدة القبس من خلال تعطيلها ألقصري من قبل السلطات المنتدبة" المحتلة "والذي استمر التعطيل والتضييق حتى في عهد الاستقلال معاً. فعملية السجال الذي خاض غمارها الريس وإبراز رأيه المميز في الرد على الصحافة والإعلام المسيس والتابع للانتداب. والناطقين الرسميين  باسمه  آنذاك، الشبيحة الإعلاميين الذين  حاولوا تشويه صورة سورية والسوريين، في حين كان لفرنسا والفرنسيين جهازهم القوي بسب إمكانيات فرنسا القوية والغنية، إضافة للصراع الذي كان يخوض غماره الريس حول استمرار القبس،ومدى استمرا رايتها  بوجه الانتداب كعائق مهم مهما كلف الأمر من احتجاز وتعطيل وإقفال،من قبل سلطة الأمر الواقع،لقد أعلن الريس بأنه عرف التعطيل مرتين مرة في عهد الانتداب،ومرة في عهد الاستقلال في ظل حكومة حزب الشعب الذي هو كان يعرضه، ويساجل ضد سياسته، وضد أعضائه المنشقين عن الكتلة الوطنية السورية الذي كان الريس من روادها.
المجلد الثاني:الذي جمعت أعماله كلها من مقالات الريس في صحيفة القبس تحت اسم" سوريا الانتداب " والذي يضم في داخله 175 مقالا مابين العام 1928 حتى العام 1936. ففيها يتحدث الريس عن انتداب لم يستطيع آن يقتنع بمشروعيته. فالريس المؤمن بقضية واحدة، هي السيادة الوطنية، والاستقلال، والحرية، هو الملتزم بحركة سياسية فتية هي الكتلة. إن اتفاقية "سايكس- بيكو "،التي وقعت عام 1916. والتي وضعها الحلفاء من اجل تقسيم ورثة الدولة العثمانية تحت صيغة لطيفة تسمى الانتداب، الانتداب هو الاحتلال بحد ذاته.
فإذا كان الانتداب في لبنان قد لقي قبولا نسبيا ، فانه في سوريا لم يلقي غير الرفض القاطع، فدليل على ذلك معركة"ميسلون"الشهيرة، والثورة السورية الكبرى وكذا كان الوضع في فلسطين والعراق ، فعملية الوصاية على شعوب قاصرة هذه المقولة غير مقبولة ومرفوضة.
في إحدى مقالات الريس الذي يكتب فيها:" بان سياسة حسن التفاهم ماتت يا فرنسا فنحن لا نستطيع التحنيط كالفراعنة، وليس أمامنا سوى الدفن ".
فرنسا التي تريد أن تجعل من هذا الانتداب على سورية جنة ومن أهلها ملائكة، يكتب أيضا " أن بلادنا مازالت تدار بسياسة الاحتلال العسكرية منذ عشر سنين ونحن نريد أن ننتهي من دور الاحتلال"، فهل يحمل على الفرنسيين وعلى عملائهم في سورية، معارض أكثر من الريس، لقد عارض اتفاقية المفوض السامي والتي انتهت بعريضة وقعها النواب ضد الاتفاقية، فأماله كانت  معلقة على اتفاقية يعقدها الوطنيون مع فرنسا وبأن تكون متكافئة، وحدث ذلك عام 1936، يكتب الريس بان  "ميسلون" أذلتنا، والثورة قهرتنا، وحوادث الشتاء أوجدتنا والمعاهدة حررتنا ووضعت سورية على طريق الاستقلال.
الريس الذي عمل من اجل المعاهدة،وجاهد في سبيلها بكل إمكاناتها الفكرية والسياسية والمادية، يقينا منه بأنها نقلة نوعية للدولة والشعب من الاحتلال إلى الاستقلال .
 المجلد الثالث:الذي جمعت أعماله كلها من صحيفة القبس تحت عنوان " سورية الاستقلال" والذي يضم بين دفتيه 158 مقالة نشرت بين عامي 1936-1946. فهي مجموعة من المقالات التاريخية للريس ما هي إلا جدال أو سجال واسع مع المفوض السامي الفرنسي والحكومة والوزارات التابعة لها آنذاك، لقد نددا الريس من خلال مقالته وعلى صفحة جريدته، بالانتداب ،لقد انتظر الخلاص القريب، من خلال المعاهدة التي وقعها رجال الكتلة الوطنية،نرى عصبية الريس القومية وغيرته الوطنية والعربية والدينية على سورية والسوريين والكتلة الوطنية ورجالها من خلال قراءتنا لكتابة الريس،هذا نجيب الريس ما هو إلا مناضل بقدر ما هو صحافي وكاتب سياسي بقدر ما هو وطني فهو الكل في آن واحد.
المجلد الرابع: الذي جمعت أعماله كلها من صحيفة القبس تحت عنوان"سورية الجلاء " ويضم بين دفتيه 142 مقالة بين 1946-1951. يكتب الريس فيها عن مرحلة تحرير سورية، وبناء الحياة الداخلية للدولة الحديثة بكل صوابها، أي بناء البنية التحتية الداخلية لعماد دولة حديثة التكوين وخوض الحياة البرلمانية والديمقراطية، المعاصرة، والريس كان الصحافي الشاهد على تلك المرحلة كما كان السياسي فيها،والمناضل بوجه الاحتلال، و كان نائبا عنها من خوضه في غمار المعركة الانتخابية على إحدى لوائحها، والتي خولته من الوصول إلى قبة برلمانها ، والذي أصبح ممثل الصحافة والكلمة في داخل البرلمان.
المجلد الخامس:الذي جمعت أعماله كلها من صحيفة القبس تحت عنوان"سورية الدولة "،تضم هذه المقالات 195 مقالة مختارة بين (1934
-1951)، توزعت كلها ضمن اثنان وعشرون عنوانا فرعيا ،وعالج فيها الريس موضوعات شتى، شملت شؤون المال،والتجارة،والزراعة،والصناعة،والتعليم،والامن،والدفاع،والصحة،المواصلات، والاغتراب ،والقضاء،والمحاماة،والتمثيل،الدبلوماسي،وغير ذلك،هذا نجيب الريس ،عين ترصد سياسة المجتمع السوري،وأخرى تسهر على الاقتصاد والعمران،وترقب حركة البناء الداخلي لبنة لبنة ،وتسر بتقوية الجيش وتطوير قدراته،لقد كان هم الريس وهاجسه الاجتماعي والاقتصادي والعمراني ،فلا يعني ذلك ابتعاده عن السياسة ابتعادا تاما .
لكن مهما تختلف مع الريس في كتابة مقالته وطرحه للمواضيع المطروحة، لكنك تقف أمام صحافي وخبير في مختلف الشؤون، تصلح مقالته لكل الأوقات والأزمان،لان الريس كان يعبر عن موقف سياسي ملتزم .
الريس الذي كان يكتب في مقالته الذي تعتبر أساس فعلي لمرحلة بناء الدولة القادمة ،لذا تولى الريس التأسيس لبرنامج الدولة الحديثة.
المجلد السادس: الذي جمعت أعماله كلها من صحيفة القبس تحت عنوان"اسكندرون اللواء الضائع"والذي يضم أربعة وستين مقالة كتبها الريس في الفترة الممتدة من "1936-1947"وفي هذه المقالات وقفة على لواء الاسكندون وحده،وفي هذه المقالات دفاع منطقي وعاطفي عن عروبة اللواء ،هي رصد تاريخي يومي لحقبة الإحداث ،ولصيرورة هذا اللواء السليب.يكشف الريس في مقالته حجم المؤامرة التي تعرض لها  الكيان السوري في عهد الاحتلال الفرنسي. في هذا الكتاب مادة تاريخية، جادة بقلم الريس والتي كانت عصارة فكرية خاصة.  هذه المادة التي وضعها الريس بين أيدينا من خلال تحليل تاريخي دقيق، لكي تكون مادة بحث للأكاديميين والباحثين، من اجل الوصول إلى صورة حقيقية، لكيفية تعامل فرنسا مع أراضي سوريا الموضوعة تحت الوصايا..
المجلد السابع: الذي جمعت أعماله كلها من صحيفة القبس تحت عنوان"لبنان وطن المتناقضات"يضم هذا الجزء 182 افتتاحية، نشرت كلها في جريدة القبس على مدى ربع قرن من "1928- 1952"،وقسم هذا الجزء إلى خمسة أقسام أساسية،أولها يحمل عنوان "سورية ولبنان وحدة الشقيقتين،ويشتمل 34 مقالة ،ثانيها يحمل  عنوان"أنصار التجزئة... أعداء الوحدة والسيادة" ويشتمل على 32 مقالة، وثالثها يحمل يحمل عنوان "رؤساء وزارة ونواب"،ويشتمل على 29 مقالة، ورأبعها يحمل عنوان"الشركة الاقتصادية بين لبنان وسورية"ويشتمل على 68 مقالة، وخامسها يحمل وطن المتناقضات"ويشتمل على 19 مقالة، هذه المقالات اختصرت أراء الصحافة السورية ورأيها في لبنان،هذه المقالات كانت ،زبدتها وخير ما كتب عن هذه القضية .
لكن الأفضل والأروع ما كتب عن هذه المواضيع السياسية والاقتصادية ...الخ  تصلح لمادة حقيقية ليومنا هذا وكان التاريخ أعاد نفسه والزمن توقف نصف قرن، وتبقى هذه المقالات متعة حقيقية للقارئ العربي ،ووثائق هامة للباحثين والأكاديميين .
المجلد الثامن: الذي جمعت أعماله كلها من صحيفة القبس تحت عنوان"فلسطين الصفقة الخاسرة"،ويضم هذا الجزاء بين دفتيه 129 مقالة نشرت جميعها  على صفحات جريدة القبس من (1921-1951)هو موقف سياسي كامل للريس من  القضية الفلسطينية ونكبتها،كان القلق الغيور على حال القضية الفلسطينية ،من خلال الكتابة الأولى لصدامات في القرى والمدن الفلسطينية ،لقد حلل مبكرا لمدى خطورة الصراع  وعمقه بين العرب والوفدين اليهود،مقالة الريس هذه هي شهادة من صحافي سوري لفلسطين كتابة لا تخلو من الانفعال والمبالغة ، لكنه فيها حقائق موضوعية واستشراف للمستقبل .شهادة على المؤامرة الكبرى لما فعله الغرب بفلسطين والفلسطينيين،وشهادة على الحكام العرب، والأنظمة الحاكمة في العالم العربي. وهذه المقالات هي ندا أولا وأخيرا، وتحذير من خطر الصهيونية التوسعية.
المجلد التاسع: الذي جمعت أعماله كلها من صحيفة القبس تحت عنوان" أهل السياسة وأهل العلم"، ويظم هذا الجزاء 84 مقالة كتبها الريس مابين العام 1929- 1951 لقد تناول الريس فيه عددا من القادة ورجالات السياسة آنذاك،والذين بقوا اليوم في ذاكرة التاريخ السياسي والفكري والأدبي والإعلامي وكذلك المجاهدين والذي كان معظمهم من العرب والسوريين والأجانب،ل60 شخصية وهي مقالات غنية بمادتها ومعلوماتها  الفكرية، والتاريخية وبأسلوبها الصحافي الرشيق، كما هي عادة الريس في تناول المواضيع، فالريس كعادته ، يختم مقالته وافتتاحياته ببيت شعري غالبا لأمير الشعراء احمد شوقي،أو أية قرآنية من كتاب الله العزيز ، لكن الطابع الذي يسيطر على هذه المقالات هو الصدق والوفاء لرفاق الدرب والنضال .  
المجلد العاشر:  الذي جمعت أعماله كلها من صحيفة القبس تحت عنوان "القبس المضيء" ،يضم هذا الكتاب في طياته 63 مقالة ، من العام    ،كل ما كتب الريس في حياته وما نشر منها في الصحافة اللبنانية تحديدا ،  ومكتب عنه بعد وفاته في الصحافة العربية. يقسم المجلد العاشر ، وهو الأخير إلى سبعة أجزاء، في الجزاءين الثالث هما سيرة ذاتية تاريخية لسيرة حياة الصحافي ونشأته ونضاله السياسي والصحافي ومعاناته معهما.
لقد استعملنا في بحثنا هذا بشكل أساسي المقالات الصحافية الموجودة في المجلدات العشرة التي كتبه نجيب للريس والتي تم جمعت في 1600 مقالة بالإضافة إلى العديد من الكتب والجرائد والمجلات التي حصلنا والتي تخص تلك الحقبة التاريخية ، القديمة الجديدة والتي مازالت موضوع سجال ونقاش إلى يومنا هذا .  جميع الكتب والجرائد والمجلات التي كتب بها الريس كصحافي مستعرضا فيها تاريخ سوريا أو الوطن العربي وهذه المواضيع المطروحة من قبل الكاتب في المرحلة التاريخية الماضية هي التي تخص موضوعنا والتي نقوم بتناولها من خلال دراستنا لهذه لصحافة الريس  الماضية  والتي تعتبر بان تداول تجربة الريس الصحافية التي تاريخ لحقبة زمنية معين من تاريخنا العربي ماهية إلا قليلة جدا في التداول . 
تعتبر تجربة الريس الصحافية على مدى نصف قرن من العطاء المستمر والتي أنتجت مجموعة من المقالات التي جمعت بين أيدينا، في مجموعة كاملة مميزة لكاتب من كتاب المقالة اليومية،لقد استطاع الريس من الوقوف أمام العديد من المواضيع التي ابدي الريس  رأيه فيها من خلال معالجته  لها أثناء وقوعها في مقالاته اليومية أو كتاباته المستمرة والذي تناول فيها العديد من المشاكل والقضايا السورية، الذي كان التحليل المنطقي والبرهان بالدلائل هي الأساس في توجهاته ، ربما تكون ليس مع رأي نجيب الريس في لا طريقة تحليله وتشخيصه للمشاكل التي يتناولها ، لكننا أمام صحافي مميز في العطاء والتحليل والدقة والموضوعية والشجاعة واللغة التي تمتع بها الريس، فإذا تم تصنيفه عربيا، فإننا نره إحدى  أعمدة الأقلام العربية القلائل ، فهو لا يقل أبدا عن جملة من الكتاب العرب القدمين والحديثين. 
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com