السبت، 17 ديسمبر 2011

فدوى سليمان: الفنانة الثائرة، وكابوس الأسد الجديد...!!!

فدوى سليمان: الفنانة الثائرة، وكابوس الأسد الجديد...!!!
عندما يثور الفنان والإعلامي والمفكر والمثقف ويرفض كل ما يطرحه النظام من روايات وأحاديث وقصص سخيفة، " عن عصابات وإرهابيين" تمارس في سورية، يكون النظام قد فشل فعليا في تسويق وجهة نظره الداخلية ،لان هذه الطبقة تستمد شرعيتها المشروعة من الشارع ،و الشارع قوتها الحقيقية، لان الفنانون صوت الشعب وصده الطبيعي ،لان الشارع هو الشرعية الحقيقية للفنان ،وبالتالي على الفنان حمل هموم الناس والدفاع عنها،بالوقت الذي تخلى الكثير عن هذا المبدأ، لكن فدى أبدت انحيازها للشعب منذ اليوم الأول للثورة ، لتكون دخلت بمواجه مباشرة مع النظام . فدوى سليمان فنانة الثورة السورية التي شاركت فيها منذ البداية معرضة إجرام الأسد، لكنها بعيدة عن الإعلام.

لكن عندما تخرج فنانة كبيرة في مظاهرات شعبية وتهتف فيه ضد نظام بشار الأسد، فهذا الإفلاس الفعلي لنظام استخدم فن الممكن لترويج أفكاره ،فالفنانة فدى سليمان التي كانت في طليعة المظاهرة في منطقة البياضة في مدينة حمص عاصمة الثورة السورية،تصرخ وتهتف بشعارات مؤيدة لقرار الجامعة العربية القاضي بتجميد عضوية سورية،لم يكن احد أن يصدق ذلك . فالذي يشاهد فدوى سليمان في قلب المظاهرات يفاجئ،وخاصة عندما يسمع صوتها أثناء توجيهها رسالة من قناة الجزيرة الفضائية عبر السكيب، والتي تقول فيها:" بأنها مستعدة للموت من اجل الثورة السورية ،وحياتها لا تختلف عن حياة الثوار التي تعتبر نفسها واحدة منهم"أو عندما ترها في حي الخالدية في حمص جانبا إلى جنب عبد الباسط ساروط لاعب الكرة السوري يقدون سوية مظاهرة في 7 ديسمبر "كانون الاول" من هذا العام .
بعد هذه المقابلة التلفزيونية ، يضن المشاهد نفسه للوهلة الأولى أما م مسلسل درامي جديد تقوم ببطولته الممثلة فدوى سليمان ، ينفذه ويخرجه نجدت انزو مخرج النظام السوري الحالي ،و واضع بصماته على كل المسرحيات المليونية التي تخرج للشارع السوري لتدعم نظام الأسد ، ويتم تصويرها لتعرض على الشاشات الفضائية،من خلال لقطات مميزة وفنية كاملة،لكن بعد التمعن الفعلي في نص الرسالة التلفزيونية تجد نفسك أمام مناضل حقيقي مهنتها التمثيل وصوتها العقل وقلبها ينبض بقوة من اجل سورية ،فدوى كانت الأشجع من بين رفاقها في المشاركة والانحياز الفعلي والميداني للثورة السورية . فالجدير بالذكر بان الأسد في اجتماعه الأول مع الفنانين السورين الذين انحازوا لنظامه طلب منهم بعرض كل الإحداث وتصوير كل الوقائع كما هي وشدد على دور الفنان لعكس الواقع كما هو من خلال إعمالهم الفنية للمساعدة في حل المشاكل .
لم نتوقع من بطلة فلم الكرتون المدبلج بصوتها" همتاروا" بان تقف وسط الجماهير الشعبية المعترضة لتكون بطلة شعبية تصرخ وتهتف وتكون قائدة أمامية في حياة مضطربة ،يصر فيها الشعب السوري على إسقاط النظام الاسدي ، لتكون بنت صفيته إحدى إبطال هذا المشهد الحقيقي الدموي الخارج من إحياء حمص الفقيرة عاصمة الثورة السورية الجديدة.
وهنا نرى مدى الارتباط الفعلي الذي تجسده فدوى سليمان بأرضها وشعبها السوري،فدوى التي اختارت الأكثرية الشعبية رافضة الأقلية الطائفية،هي السورية والعربية التي تقف الى جانب قضية شعبها المحقة المطالبة بالتغير والحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية ،فالشعب السوري الذي خرج في 15 آذار "مارس "لم يخرج مطالبا بإسقاط نظام لإحلال مكانه أو بتنحي طائفة لصالح أخرى فالشعب السوري المقهور من عصابات الأسد وعائلته الحاكمة ،يختبئ بثوب الطائفية لتحميه ولتسعير نار الحرب الداخلية الأهلية التي يستند عليها في قمعه لشعب سورية .
لقد تحولت فدوى سليمان إلى رمزا وطنيا لمكونات الوحدة السورية التي يحاول النظام اللاعب عليها من اجل تامين وجوده على العرش مستخدما القتل والبطش والطائفية ،لقد كتبت صحيفة لوموند الفرنسية بتاريخ 27 نوفمبر "تشرين الثاني 2011 ،بعنوان في المنشات العريض "فدوى سليمان كابوس نظام الأسد الذي يحاول قتلها بأي شكل، وخاصة بعد ظهورها العلني في 23 نوفمبر الماضي أثناء قيادتها للمظاهرات الشعبية والتي كسرت توجهات النظام السوري الذي يحاول تخويف الأقليات الدنية من الأكثرية الشعبية .
فالنظام الذي حارب فدوى سليمان بكل وسائله السخيفة وللأخلاقية من نظام مستبد شمولي دكتاتوري ،من خلال إجبار أهلها وذويها الذي تنكروا من ابنتهم وعدم الاعتراف بها بكونها غادرة مدينتها منذ 9 سنوات وهي تعيش لوحدها بعد طلاقها من زوجها ،لقد نشر الأخبار الكاذبة عنها بأنها تمارس الرقص في بارات لبنان للأخلاقية وتم تجنيدها من حزب القوات اللبنانية وفيما بعد من تيار المستقبل بمبلغ 2500 دورا شهريا،فدى التي تبيع نفسها في الخليج العربي لأمراء النفط ،فدوى الفاشلة في التمثيل وتبحث عن نجومية بعيدة عن نجومية نجدت انزو وجنرالات الموت السوري،كل ذلك لان فدوى سليمان هي من الطائفة العلوية الكريمة التي يأسرها بشار الأسد،لقد خرجت فدى عن التقوقع الطائفي المذهبي وتخلت عن العائلة ولم تتخلى عن الطائفة فالمشكلة في سورية ليست مذهبية وطائفية ،وإنما مشكلة شعب بكامله من كافة الطوائف،وأزمة نظام اختزل كل مكونات الحياة الاجتماعية والسياسية والحزبية والإعلامية، والدبلوماسية،في كفة فريق صغير يقود البلاد تحت حجج وأعذار وأوهام مختلفة جدا فالطائفية اليوم إحدى أعمدتها القوية ...
لكن رد فدوى دائما مختلف على كل أفعال وأعمال النظام، فالفنانة التي خرجت بتاريخ 18 نوفمبر "تشرين الثاني " من خلال شاشة العربية لتقول للعالم بأسره بان وضعنا في سورية عامة وحمص خاصة خطير جدا وسيء جدا والعالم خذلنا ،لقد أضربت فدوى عن الطعام في خميس الإضراب في 11 نوفمبر"تشرين الثاني " في اعتراضها الفعلي على تصرف نظام الأسد .
هي التي أعلنت بان الحرية يجب دفع ثمنها لنيلها ،هي التي هتفت في ميدان التحرير ضد نظام الأسد،هي التي تقود مسيرة تؤيد فيها قرارات الجامعة العربية ،فدوى تسير في قلب المظاهرات وتعلن بأنها مع الثورة ضد بشار الأسد ولا يهمن لكوني مع المطالب العادلة للثورة السلمية لقد حددت برسالتها الصوتية:" لا يمكن لأي شخص كان أن يطوع أو يهزم الثورة في سورية،وخاصة في عاصمتها حمص ،ويوجد فيها نساء كل واحدة منهن بألف رجل يقفن مع الثورة ويعبرن عن رأيهن أمام الملأ دون خوف أو جل" . هذا الموقف الذي أعلنته من قلب المظاهرة في البياضة بتاريخ 8 تشرين الثاني 2011 في ما يحدث لي شخصيا ، ليساهم ما يحدث للثوار السورين لان روحي ليس أفضل من حياتهم .
هي من استبق الإعلام السوري بتصريحها لوسائل الإعلام الفضائية العربية بقولها :" عليكم جميعا بان لا تتفاجئوا بحال مشاهدتي على قناة الدنيا الإخبارية التابعة للنظام وسماع اعترافات مني تم انتزاعها بالقوة فالنظام يلاحقني، ويحاول اعتقالي وقتلي وإنا ملاحقة يوميا بسبب مواقفي وأي شيء يحدث لي فالنظام السوري الحالي هو المسؤول عن ذلك .
فدوى سليمان التي أطلقت صرخة حقيقية من قلب عاصمة الثورة السورية من حمص ،مؤيدة الثورة السورية السلمية ،ورفضها البقاء داخل منزلها لتتبع سير الإحداث الدموية في حمص وسائر المدن السورية ،التي يرتكبها نظام بشار الأسد ،بالرغم من شهاداتها الحية التي قدمتها الفنانة عن همجية نظام الأسد من خلال تعذيبه وبطشه للشعب السوري ،وضد ثورته السلمية.لقد حملة فدوى المسؤولية الكاملة للنظام السوري وتعاملهم مع متظاهرين حمص البطلة والصامدة ،معللة ذلك بان الحرية الحمراء ثمنها غالي وعلى الجميع تسديد فطورتها .
والملفت للنظر بان الفنانة فدوى سليمان نشطت في التظاهر منذ اليوم الأول واللحظة الأولى لاندلاع المظاهرات الشعبية السلمية السورية ،لقد شاركت بالتظاهرات النسائية ،وظهرت في بيوت العزاء الذي أقامها السوريين لشهداء الثورة ،الذين سقطوا في منطقة الغابون في المنطقة الغربية من دمشق العاصمة ،كما أعلنت نداء زراعة أشجار الزيتون تحية لأرواح الشهداء الذين سقطوا في الثورة السورية ، منذ 21 آذار" مارس " من هذا العام وهي في شوارع دمشق مع الثائرين والمنتفضين،هي التي شاركت بمظاهرة الفنانين في دمشق وتم اعتقال الكثير منهم ،هي التي بدأت ثورتها من قلب العاصمة،هي طالبت مع زملائها الفنانين توقيع الكتاب الذي يطالب بفك الحصار عن محافظة درعا المحاصرة والذي عرف بكتاب الحليب ، لكن الفنانة غابت عن الإعلام والأنظار بعد تعرضها للتهديدات العديدة وحتى من عائلتها ،ولكنها لم تأخذها بالاعتبار وظلت تمارس نشاطها الثوري
فالفنانة السورية التي يحاول النظام تقزيم دورها الوطني وملاحقتها لكونها من إتباع المذهب النصيري ،لإدخالها في فك الطائفية ولإبعاد عن طرحها الوطني والقومي وجزها في فلك الطائفية والمذهبية التي خرجت منها فدوى منذ زمان ،هي التي تصر على متابعة الثورة السلمية والوطنية ضد نظام الأسد وليس ضد طائفة أو لصالح طائفة ،هي التي تؤكد على الحفاظ على السلم الأهلي والتعايش الطبيعي بين مكونات سورية العروبة والوطنية ،لا صراع بين الطوائف والمذاهب كما تقول فدوى الملتزمة بهذه الثورة السلمية .
لقد فشل النظام في تسويق نظريته وإقناع الفنانين والعلمانيين والمثقفين والإعلاميين الذين انخرطوا في هذه الثورة لأنهم لم يجدوا فيها ثورة الإرهاب والعصابات والسلفية والحراك الطائفي والمذهبي الذي وعد بها النظام البعثي القومي العربي.
فان وجود فدوى في الثورة وسمر يزبك ومحمد صالح العلي وسميح شقير وريما فليحان ، ومنتهى الأطرش ومي سكاف وأسماء كثيرة من إتباع الطوائف الشريكة في سورية يجعل حلم الأسد اقل بكثير بتخويف الأقليات الطائفية التي تعتبر الانتماء للأكثرية الكبيرة في بلد التعايش سورية ،ليقول لكل الثوريين من إتباع الطوائف الأخرى نحن سوريين عرب أكثرية وطنية لان سورية تتسع للجميع.
فدوى التي تقول بان النظام مستعد لصنع أي أزمة وفتنة بين الشعب السوري لكي يبقى هو نفسه ،ولكي يعطي لنفسه المبررات لبقائه،،فان أهل حمص وأهل سورية لم يكونوا مع الخيارات العسكرية بتاتا ولم يكونوا يرغبون بإيصال سورية إلى هذه الحالة، لكن النظام هو الذي دفع بالإحداث إلى هذا المستوى وإيصال الوضع لهذه العالة السيئة.
بالطبع فان فدوى سليمان هي اليوم في خط الخطر وموقع الملاحقة الذي يقوم بها النظام الاسدي ،لكن إيمانها وقوتها التي تستمدها من الشعب وثورته القادرتان على التغير السلمي والذي يدفعونه هي ومن معها للاستمرار والصمود .
لذلك ننوه بان حياة فدوى سليمان المعارضة بخطر جدي ويتحمل مسؤوليته النظام السوري نفسه.
ولبد من التذكير بقولها الحرفي :"انأ لست أحسن من الذين يخرجون بصدورهم العارية ،لعبروا عن رأيهم،هذا موقفي ولست خائفة ،لا يمكن أن يصيبني إلا ما هو مكتب لي ،أنا مع الثوار ومطالب الشعب السوري ،هذا هو إيماني وهذا الوقت المناسب لكي يعبر كل منا عن قناعته وموقوفة دون تردد أو خوف ،وانتمائي الوحيد هو لوطني سوريا وليس لأي شيء أخر".
ونحن بدور نصر على أن نقول بأننا معك يا فدى يا فنانة الثورة معك ومع حمص ومع سورية الشعب والثورة والأرض والتاريخ والمستقبل ،لنعمل معا في أوسع حملة من اجل حماية فدوى ورفاقها وشعب حمص والشعب السوري .
د. خالد ممدوح ألعزي
كاتب صحافي وباحث إعلامي، مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث.
dr_izzi2007@hotmail.com

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

الأسد : في مقابلته يتنصل من الجرائم السورية، ولجنة حقوق الإنسان توثق شهداء ثورة سورية، وإضراب الكرامة يشكل نقلة نوعية للمعارضة...!!!

الأسد : في مقابلته يتنصل من الجرائم السورية، ولجنة حقوق الإنسان توثق شهداء ثورة سورية، وإضراب الكرامة يشكل نقلة نوعية للمعارضة...!!!
مقابلة الأسد التلفزيونية:
المقابلة التلفزيونية مع قناة "الس بي أس" الأمريكية بتاريخ 8 ديسمبر من هذا العام مع للرئيس الأسد الذي حاول مخاطبة العقل الغربي بكونه غير المسؤول الفعلي عن الإحداث التي حصلت وتحصل في سورية اليوم ، فهي تنصل فعلي من قبل الرئيس الذي هو رئيس البلاد والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمين العام للحزب الحاكم "حزب البعث الاشتراكي"ورئيس مجلس القضاة الأعلى ورئيس مجلس الاقتصاد الأعلى فكل هذه المسؤوليات تخلى الأسد عنها ونفى مشاركته في إعطاء أي أمر من أوامر القتل الذي يجهل عنها الكثير ولا يعرفها ،ولا يعرف الأسماء الذين يقتلون ،فإنها قوات الحكومة ،فالأسد أراد توجيه رسالة للغرب بأنه أسير الأجهزة الأمنية التي تخوض حربها الفعلية على الأراضي السورية،فالأسد يخاطب الغرب بلغة انكليزية جيدة دون تكسر وتلعثم من خلال الإجادة الكاملة لهذه اللغة التي تعتبر اللغة إلام له،فالإشارات التي حاول الأسد أن يرسلها للعالم وتحمل في طياتها موافقة فعلية على طرح ضمن "غربي أمريكي روسيا" يتم العمل على إنضاجه والعمل على تسويقه والكامن في إيجاد صيغة فعلية تخرج الأسد من السلطة بطريقة سلمية كما كان الحال مع علي عبد الله صالح ،وعدما اختيار طريق ألقذافي .
الموقف الأمريكي من الملف السوري :
لا يزال الموقف الأمريكي يعمل بطرق مختلف مع الملف السوري وخاصة بظل التصعيد السوري ضد المدنيين وخاصة في حمص ، فأمريكا التي تعمل على انتزاع موقف روسيا اتجاه الثورة السورية من خلال حشر الروس في موقع الزاوية وإقحامهم بملفاتهم الداخلية التي تحاول إرباكهم وعدم اهتمامهم للمواضيع الخارجية ، من خلال الترهيب والترغيب، وتقديم بعض التنازلات الخاصة .إضافة لعودة سفيرها التي تم استدعائه من قبل الخارجية للتشاور والتي تقول بان عودته ضرورية بظل الفراغ الإعلامي والديبلوماسي والقانونين التي تعيش فيه سورية،لبد من يشخص يقوم بمزاولة هذه المهام التي هي بحكم الفارغة بسبب منع السلطات السورية من السماح لاملاء الفراغ الحاصل في سورية.
- لكن السؤال المهم ماذا تنتظر أمريكا لكي ترفع صوتها الفعلي بوجه النظام السوري بعد الحصول على التأشيرة العربية والإسلامية من خلال فرض الحصار الديبلوماسي والسياسي والاقتصادي على النظام السوري.فأمريكا التي تنتظر بفارغ الصبر أمور ثلاثة لكي تنقض على النظام السوري:
- 1- الخروج العسكري من العراق لكي تصبح اقوي واقدر في استخدام القوى الناعمة في مواجهة إيران وسورية والفصائل التابعة لهم.
- 2 -الانتخابات المصرية وكيفية الالتزام الإسلامي باتفاقية كمب ديفيد وكيفية الاستمرار في عملية السلام مع إسرائيل.
- 3- الانتظار الفعلي لانهيار النظام السوري الذي بدأ يتلاشى اقتصاديا وسياسيا وديبلوماسيا وانتظار الجيش لكي يأخذ دوره القادم .
الجمعة الجديدة:
لقد نجحت الهيئة العامة للثورة السورية بالخروج مجددا في كافة النواحي والمدن السوري التي تواجه النظام وقدراته العسكرية وبالرغم من قدرات الطبيعة التي تحاول ان تفرض نفسها على الناس من خلال قوة البرد والشتاء ،لكن قوة الطبيعة يتم الاحتيال عليها بجوقات الرقص والقفز والدبكة والتي كان سلاحها الدف والطبل والدربكة وزغريد النساء وصرخات الرجال بالله واكبر،و التي حولتها جماهير الثورة إلى إعراس حية تقوم بالرد الفعلي على بطش الأسد وفتك جيشها وقتلهم للشعب السوري في بيوتهم. لقد نجحت الجمعة بالخروج الشعبي إلى الشوارع في مئات النقاط التي تقام بها التظاهرات بالرغم من الصراع العسكري التي تدور في على العديد من مناطق سورية بين الجيش الحر وجيش الأسد في نقاط التصدع والاشتباكات،بظل انشقاقات كبيرة وكثيرة يقوم بها افرد الجيش بالانضمام إلى لجيش الحر.
نجحت الجمعة التي خرج فيها المتظاهرين والمحتجين السورين بتاريخ 9 ديسمبر "كانون الثاني" من هذا العام ، والتي أطلق عليها اسم "جمعة إضراب الكرامة "والتي ستدوم 3ايام تلتزم بها كل المناطق التي تقوم بالتظاهر في سورية.
الإضراب السوري في جمعة الكرامة :
لقد نجحت هيئات التنسيق في فرض إضرابها الفعلي في المدن السورية، وأربكت النظام من خلال تصعيد خطواتها النوعية التي دخلت في إضراب عام لمدة ثلاثة أيام ،فالالتزام في هذه المدن والمحافظات يدل على هشاشة النظام السوري وقوته في هذه الأماكن التي باتت هي نفسها شبه مستقلة، وهذا ما أظهرته التزام المدن بالإضراب الفعلي والحقيقي ،فإذا نظرنا بالخريطة السيسيولوجية لطبيعة الإضراب ،فانا نجد:" مدن حمص وريفها ،ادلب وريفها ومدنها، حماة وريفها ومدنها ، درعا ومدنها ،ريف دمشق ومدنه، ريف حلب وبعض مناطق المدينة" 15 مظاهرة في المدينة و30 بالريف" ،دير الزور وريفها ومدمنه، الحسكة ،القامشلي ،بعض ريف اللاذقية، لم تبقى سوى المناطق التي تسمى مناطق نفوذ الأسد ومناطق تواجد الأقليات المذهبية ،وهنا لبد من الإشارة إلى أيام وضع حلب ودمشق هما كما كان حال الوضع في طرابلس أيام القذافي وخاصة بأنهما ينزلون في مظاهرات مليونيه تأييدا للنظام ،طرابلس التي كان الثوار على مشارفها وهي تلوح بإعلام القذافي من الخوف الفعلي نتيجة لأسر المدنية من كتائبه، وهنا يكمن سر قتال الأسد الضروس بقتاله ضد هذه المدن وخاصة حمص التي تشكل رأس الحربة في تحرير هذه المدن التي سوف تكون مناطق آمنة بح ذاتها نتيجة خروج النظام منها وسيطرة الشعب عليها .فالإضراب هذا يهدف إلى نقل المعركة مع نظام الأسد إلى مرحلة جديدة من مراحل العصيان المدني التي سوف تنزع الشرعية عن النظام نهائيا وهذه الخطوة كانت ناجحة جدا غي سورية أثناء مقاومة الانتداب الفرنسي التي استمرت 60 يوما بالرغم من الضرر الاقتصادي الذي تلقه الشعب السوري من جراء هذا العصيان ،وبالتالي خطوة العصيان المدني سوف يدفع ثمنها الشعب السوري ،ولكن الثمن لمرة واحدة بالوقت الذي يدفع الثمن منذ 9 شهور وبشكل يومي ومجاني.
الانتخابات المحلية والبلدية:
يقوم النظام السوري باجرا عملية انتخابية كانت مقررة سابقا ولا يريد تغير موعده مصرا على أنا سورية بخير والذي يجري اليوم هو في قبضة الدولة التي تسيطر على نصاب البلد ،وبالتالي الحالة التي تعيشها سورية هي حالة عرضية ذاهبة نحو الزوال وكلها أيام سينتهي بها الأمر، فالرسالة لا تدل على ان الاسد نجح بالسيطرة من خلال تفعيل عملية الانتخابات التي تجري في سورية ،فالانتخابات ناقصة بسبب عدة أمور :
الحالة الامنية التي تسيطر على سورية من خلال القبضة العسكرية التي تحاول ان تفرض نفسها على المدن السورية .
– الامتناع الشعبي عن التصويت في مدن كاملة ومحافظات تكاد سلطة الدولة تبتعد عنها .
- الدبابات تلاحق الشعب والنساء السوريات تلملم أشلاء القتلى من خلال القصف العسكري .
- المهاجرين قصريا عن البلاد بسبب القوة الأمنية والعسكرية التي اتخذتها الدولة السورية .
– مئات ومئات الألف من الجرحى والمعتقلين والمفقودين التي لم تسمح لهم الحالة الأمنية بالانتخابات بالرغم من تسجيلهم على لوائح الشطب .
-الألف من القتلى الذين لم يتسنى لهم التصويت بالرغم من ذكر أسمائهم المسبقة في لوائح الشطب .
فالحكومة ماذا رادة أن تبرهن من خلال هذه الانتخابات بأنها تفوز بأصوات الأقليات التي تسيطر عليها في المدن القابعة لسيطرتها وبأي قانون يتم الانتخابات الإدارية التي تحاول ان تفوز بالوقت التي تعد بإصلاحات وتغير ،فالإصلاحات هي أثواب فضفاضة على قياس هذا النظام السوري الذي يلف ويدور من اجل البقاء مكانه وبنفس الأشخاص والأسماء ،فهذه الانتخابات لن يتغير فيها سيء عن الماضي سوى النسب التي لم تعد تصلح فيها 99% والفوز المطلق وخاصة بظل اعتراض حتى لو جزائي كما يصفها النظام ،فالنسب سوف تكون النصف زائد واحد لكي يقول النظام بان الانتخابات حرة وزيه وهناك معارضة وهو مستعد للعمل معها من اجل سورية وليس مع العصابات ،فالشعب السوري هو العصابات .
لجنة حقوق الإنسان في مجلس الأمن :
لقد طالبت" نافي بيلاي" مفاوضة المجلس لحقوق الإنسان إلى تحويل ملف سورية إلى ملف الجنايات الدولية من خلال امتلاك اللجنة لوثائق تدين سورية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من خلال تقريرها الذي يعتبر الثالث والأكثر ترويعيا والتي تقول بان عدد القتلى الذين تم قتلهم في سورية ،وهذا ما اقلق روسيا وسوريا اللذان اتفقا بان دول كثيرة تحاول التلاعب بالملف الإنساني من اجل تغير نظام الأسد.
وبالتالي هذا التأكيد من المفوضة السامية بان هذه الجرائم تعتبر من الجرائم ضد الإنسانية،وبالتالي هو ملف حقيقي من خلال الوقائع الموثقة من خلال منظمات دولية وإنسانية عبر أدلى شهادات لأهالي الضاحية من خلال الصور والشكاوى والدعاوى التي تتهم سورية،وبالتالي هذا الملف سيكون أدلى فعلية تدين سورية ونظامها بالرغم من رفض روسيا وسورية التي تحاول أن تقول بان هذا الملف يحمل في طياته تسييس ،لكن القضية تبقى اكبر وأقوى من روسيا تجبر مجلس الأمن على اتخاذ قرارات مختلفة بظل التعنت والغطرسة الروسية والمدافعة عن الذين ارتكبوا جرائم حرب،وبالتالي هذا ملف يلاحق النظام السوري مهما حاولت اللف والدوران والتهرب من هذه الجرائم .
التصور الفعلي لحل الملف السوري :
فالموضوع يدور نحو التدويل من خلال ملفف الجنايات الدولية ،وبالتالي روسيا لن تحمي سوريا ونظامها بسبب انتهاكات إنسانية ،فالعرب يحاولون فرض تصور خاص لهم للخروج من أزمة هذا النظام من خلال الاعتماد على انهيار النظام الداخلي وتأكله ،إضافة إلى محاولة تشكيا حكومة سورية في المنفى يصغى لها العرب وتطلب هي بنفسها المساعدة والتدخل الدولي ،من خلال الاعتماد على دور الجيش السوري الحر الذي سوف يكون على عتقه الوحيد بالانشقاق وتامين مناطق عازلة تكون مكان نقاط انطلاق قوات الجيش الحر في حربه مع جيش الأسد الباقي ، وبالتالي تكون الدول العربية حافظت فعليا على جيش سوريا الوطن وعدم تكرار تجربة العراق عندما تم انهيار كل ومؤسسات الدولة بما فيها الجيش الوطني العراقي الذي ساهم تفشي الصراع المذهبي والطائفي .
ومع استمرار النظام بالقتل والبطش ، ومع استمرار سقوط الشهداء والجرحى، وتصاعد عمليات الجيش المنشق،تكون الثورة قد صنعت الثورة السورية في حياة سورية والسوريين ثلاثة أمور جوهرية :بأنها اقتنصت حق التظاهر وكسر ثقافة الخوف الذي سيطر على حياة السوريين ، والسماح العلني بنقد النظام ...
لكن يبقى الشيء الأصعب والهام غي حياة السوريين والثورة السورية وهو إسقاط النظام وتغير الحكم الحلي في سورية لأبناء سورية الجديدة سورية الشعب والأرض والوطن والتاريخ ،لان كل الإشارات التي أضحت ترسل من المجتمع لدولي بغض النظر عن مشاكله الخاصة وحساباته الضيقة تشير كلها على ان النظام السوري يموت سار يريا،بانتظار الدفن المريح................
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي ومختص بالإعلام السياسي والدعاية.
dr_izzi2007@hotmail.com

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

روسية – اميركية : توتر العلاقات الحالية بين البلدين بعد الربيع العربي" والعمل للمحافظة على مصالحهم المشتركة بعد اتفاق"ستارت2"...!!!

روسية – اميركية : توتر العلاقات الحالية بين البلدين بعد الربيع العربي" والعمل للمحافظة على مصالحهم المشتركة بعد اتفاق"ستارت2"...!!!



التصعيد الروسي الامريكي الجديد :

هل ستصمد اتفاقية ستارت 2 بين أمريكا وروسيا بظل إعادة طرح مشروح نشر الدرع الصاروخية ، بعد إن إقفال هذا الملف من قبل البلدين نهائيا،لكن أمريكا لا تزال تصر على نشر أجزاءه في دول أوروبية عديدة ،مما دفع بروسيا الخروج من معاهدة اتفاق نشر السلاح الصاروخي لاعتبارها بان هذا الانتشار للصواريخ الجديدة تحاصر موسكو نفسها ، لذا يبقى هذا الملف هو العقدة الأساسية في فطور العلاقات بين الدولتين .اضافة الحالة الجديدة التي تسودها التوتر والصراع الاعلامي المستجد بين قيادة البلدين بسب الانتخابات البرلمانية الروسية التي دفعت بالمعارضة الروسية للنزول الى الشوارع والتنديد بمصداقية هذه الانتخابات التي ساده نوع من التزوير والتلاعب بالصناديق من دفع بالعديد من الاصوات الداخلية والخارجية للتنديد بهذه الانتخابات وكان للسياسة الامريكية موقف مند تمتل بقيادتها العليا التي طالبة من القيادة الروسية الانتباه للانتخابات البرلمانية التي ستكون صداها واسع على سياسة الحزب الحاكم وقيادته الحالية .

العلاقات الروسية – الأميركية:

الخلاف الحاد الذي نشب مؤخر بين روسيا الاتحادية –أميركا،على عدة مواضيع وملفات إقليمه زادة من حدة الخلاف بين القطبين، و الذي عبر عنه الرئيس الروسي السابق "فلاديمير بوتين" في اجتماع الدول "المشاركة في المشاكل الأمنية في " في مدينة ميونخ الألمانية"، في آذار" مارس" من العام 2007، أثناء كلمته الذي ألقاها مبتدأ فيها،بانتقاد علني للسياسة الأميركية الخارجية من خلال ممارستها للديمقراطية والازدواجية المتبعة لديها في التعاطي مع الدول وتدخلها في شؤونها الداخلية والذي أكدها في خطابه في رومانيا من هذا العام لاجتماع حلف الناتو وروسيا متحديا بها الحلف وأمريكا.

الكلمات الحادة واللاذعة ما زال يناقش صدها في أميركا وأوروبا حتى اليوم فالخلاف الذي بدأ يخرج إلى العلن بين العملاقين في الفترة الأخيرة "روسيا –أمريكا " له أسباب عديدة ما زالت اغلبها موجودة من أيام الحرب الباردة، والتي انتهت أوزارها عام 1990 مع انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور العديد من الدول على الخريطة السياسية ، و روسيا أحدها ،كانت لها حصة الأسد في وراثة الاتحاد السوفيتي، وعلى عاتقها ألقيت أعباءها الداخلية والخارجية.

اتجهت روسيا نحو التغير بالاتجاه الغربي الرأسمالي، من خلال الانفتاح السياسي و الاقتصادي، على العالم الجديد الحر،و أصبحت مرتبطة بأمريكا وعلى شراكه معها، خاصة بعد وصول أصدقاءها الروس الجدد إلى الحكم في البلاد والسيطرة على الاقتصاد العام،في حكم الرئيس الأول لروسيا " بوريس يلتسين" عندها نهبت البلاد والثروات الاقتصادية بعد انهيار النظام الاشتراكي, التي تحولت فيما بعد إلى أملاك شخصية و خاصة فمن وجهة النظر الأميركية ،أصبح اللبراليون الروس الجدد أكثر ديمقراطية في إدارة البلاد.

نظرة واشنطن لموسكو:

لكن النظرة الأميركية نحو روسيا لا تزال نفسها كما كانت قبل انهيار الاتحاد السوفيتي , نظرة الحضر والترقب، أنها العدو الأول والخطر بسبب امتلاكها للترسانة النووية والثروات والموارد الحيوية، والأدمغة العلمية ، إضافة إلى الاقتصاد الروسي الذي بدأ يتعافى و يستقر الأموال العامة تتكدس في خزينة الدولة بعد الطفرة النفطية في أسعار الغاز والبترول في العالم وتحديدا بعد حرب العراق عام 2003 .

روسيا قوة جديدة عالمية للطاقة في عهد الرئيس بوتين من خلال تطورها و رسم سياسة وإستراتيجية لها مستقلة و خاصة، هذا مما بداء يزعج أميركا التي نصبت نفسها الحاكم الأول على العالم والتي لا تريد أن يشاطرها فيه أحد، أكانت روسيا أو أوروبا، هذه القوى الجديدة الناهضة التي تحاول تغير الخريطة السياسية الجديدة للعالم من خلال التحالفات القادمة ، على خط الشرق - روسيا – الصين – الهند أو على خط أوروبا - أوروبا القديمة + روسيا.

لذا عمدت أميركا على إغراق العالم بمشاكل جديدة ولا تريد تقاسم قالب الحلوى معهم ضمن فكرة العالم المتجانس. فهي تلجأ يوميا لحجج وذرائع مختلف لجر روسيا لسباق تسلح جديد كما كان الحال عليه خلال "الحرب الباردة "،فروسيا تعي جيدا ماذا يعني التوسع الأميركي على حدودها و في مناطق نفوذها الجيو- سياسي ومحاولة توظيفها في حرب نفسية جديدة ضد روسيا .

مشاكل جديدة وضعتها إدارة المحافظين في توثر العلاقة :

أميركا تحاول نشر صواريخها قصيرة المدى في بولونيا وتشيكيا مبررة ذلك بأنها لمواجهة الصواريخ الإيرانية والكورية الشمالية، يعني هذا انه تم إيجاد عدو جديد "هو روسيا" لان الصواريخ التي تحمي أميركا نفسها، بها أوروبا وقواعد تواجدها ،من أي اعتداء مقبل، سيتم إسقاطهم فوق الأراضي الروسية.

إذا قدر لأميركية نشر صواريخها في أوروبا الشرقية تكون بذلك أحكمت الطوق من كل حدب وصوب على روسيا،بذلك تضمن واشنطن ضمنيا السيطرة على العالم حتى حلول العام 2017 .وتحديدا في المجلات الجوية والعسكرية خصوصا بوجه روسيا،التي ستصبح فيما عد عاجزة عن الرد التلقائي ومنعها من إطلاق أي صواريخ دفاعية في حالة نشوب حروب ضدها أو تعرضت مصالحها للخطر،إن نشر الصواريخ ومحاصرة روسيا من كل الاتجاهات المحيطة "البحر والبر والجو وحتى من تركيا" .

عزل روسيا لإدخال العالم في سباق تسلح جديد:

فالإستراتيجية الأميركية التي وضعت أسسها صقور البيت الأبيض في ولاية الرئيس بوش الابن،تهدف بالدرجة الأولى إلى عزل موسكو، وحصارها وتهديها كقوة عظمة ، فان هذا التوجه الذي عملت عليه الإدارة السابق ، يعني ذلك بكل معنى الكلمة ، الدخول في أزمة عالمية جديدة، هذه السياسة الإستراتيجية الأمريكية القديمة التي تبنتها صقور البيت الأبيض وفقا الأمور التالية:

1-سابقا ضمت دول أوروبا الشرقية وتحديدا بولونيا ودول بحر البلطيق إلى حلف الناتو،وحاليا تحاول ضم أوكرانيا،وجورجيا وأذربيجان إلى الحلف.

2- تم بناء أنبوب خط النفط – باكو – جيهان، الذي أطلقت عليه اسم صفقة القرن العشرين وتم تمريره في ظل روسيا عن طريق "أذربيجان – جورجيا – تركيا".

3- تمايز الدور الأميركي في حرب "إقليم الشيشان"، الروسي من خلال دعمها للحركة الانفصالية هناك وتوفيرها لهم الغطاء السياسي والمعنوي والمادي .

4- لقد بعثرت،الإدارة الأميركية، دول يوغسلافيا السابقة، وضربت صربيا وعربدة عليها ودعمت الحركة الانفصالية الألبانية في" إقليم كوسوفو"من اجل السيطرة على المياه الدافئة في البحر الأدرياتيكي وتقليص دور روسيا التاريخي في البلقان .

5-محاولة مستمرة للسيطرة على مناطق نفوذ روسيا في مناطق آسيا الوسطى من خلال استخدمها القواعد العسكرية بشكل مؤقت في محطاتها للحرب على الإرهاب هناك كما ادعت.

6- ابتدعت مصطلحها الجديد وأدخلته إلى قواميس اللغات العالمية في السياسة الدولية "الثورات الملونة" والتي حدثت معظمها في مناطق الفلك الروسي تحت شعارات براقة "الديمقراطية والحرية والازدهار الاقتصادي".

7- لقد حاولت الإدارة، جر روسيا مجددا إلى سباق سلاح جديد من خلال نشر نظام الدفاع الصاروخية "صواريخ قصيرة المدى"، في دول مجاورة لروسيا "كبولونيا- تشيكيا"ومن ثم أوكرانيا وجورجيا.

8- محاولة التدخل في الشؤون الروسية الداخلية في محاولة لسيطرة على القرار السياسي الروسي والضغط على سياسة بوتين كما كان الحال عليه في أيام الرئيس يلتسن و إدخال روسيا مرة ثانية في حالة" الغيبوبة الدائمة"... وإبعادها عن الخريطة السياسية من خلال شعاراتها الدائمة "الديمقراطية، الحرية ، التعبير، القمع المخابرات، الدكتاتورية".

9- محاولة صقور الإدارة الأمريكية الحالية العمل بكل قواهم للضغط على روسيا من اجل انتزاع موافقة سياسية مبدئية في حربهم العسكرية المقبلة على إيران.

10- محاولة أخيرة للرئيس بوش في ادخل كل من جورجيا،أوكرانيا إلى حلف الناتو, والتي تم إفشالها والإحالة دون إدخالهما في الحلف، بسبب الاعتراض والضغط الروسي فكانت الاستجابة الأوروبية الآنية لها في تجنب صراع مباشر مع موسكو.

11- العمل الدؤوب لمنح إقليم كوسوفو استقلالا خاصا والاعتراف به كدولة رغما عن انف موسكو مما أدى إلى توتر جديد اليوم بينهما بسب ،رفض روسيا المطلق ودعم أمريكا وأخذها للوعود وعلى عتقها و تنفيذها قبل دخولها الحرب لصالح كوسوفو... علمًا بأن أميركا احتلت العراق وأفغانستان دون الموافقة الروسية، تحت شعار الحرب على الإرهاب محاولة استغلال دورها في الأمم.

العروض السريعة التي تم تناولنها للسياسة الأميركية تجاه روسيا محاولة تقليص دورها السياسي في العالم من خلال الضغط الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي والتهميش لدور الدولة الحديثة والتغيب المطلق للديمقراطية والحرية ذات المنشئ الروسي الغير مستورد أمريكيا والعودة إلى أيام الماضي "المخابرات، المافيات".

إن هذا الطرح الأمريكي المتجدد، بدأ يقلق شعور موسكو، ويوقظ الدب الروسي من ثباته العميق، كي يبدأ التفتيش عن طعامه بنفسه، ويدفعه إلى تطوير ترسانة صواريخه الدفاعية الجديدة،" التي كشفت عنها الكريملين أثناء العرض العسكري الذي نظمته روسيا في 65 ليوم النصر على الفاشية في 9 ايار "مايو" .

أمام هذه التحديات والمستجدات الجيو- استراتيجية كلها لم يبق أمام صقور الكريملين الجدد، سوى الرد على العنجهية الأميركية وغطرستها السياسية. إن النقد الذي قام به الرئيس "بوتين" للسياسة الأميركية ليس إلا بداية لسلسلة من الخطوات الروسية في مواجهة المشروع الأمريكي.

العلاقة الجديدة بين البلدين، في ظل "أوباما وميدفيديف":

لاتزال العلاقة بين البلدين يحكمها التوتر في العلاقات بالرغم من الانفراج الذي يسيطر على جو العلاقات التي نرها اليوم ... لان جو عدم الثقة بين الجبارين هو الذي يسود، لان العديد من الملفات تسيطر على الساحة الدولية،وتفرض نفسها على العلاقات الدبلوماسية، لقد استطاع الرئيس "ميدفيديف" متابعة الاستراتيجية البوتينية في استكمال استنهاض دور روسيا على الساحة الدولية بعد الانهيار الاقتصادي والأمني والسياسي والإيديولوجي والعسكري،والأخلاقي الذي احل بالاتحاد السوفياتي، ووريثه الشرعي روسيا الاتحادية، فهذا الخلل الذي أصاب العالم نتيجة سيطرة الأحادية القطبية لصالح الولايات المتحدة على حساب روسيا، التي وقعت على اتفاق ستارت1 "للحد من الأسلحة النووية والإستراتجية، والتي أظهرت من خلالها ضعف روسيا الاتحادية،بعدها ساد طوال الفترة جو من التوتر الدائم وعدم الثقة بين البلدين،فما كان من روسيا وقيادتها السياسية والعسكرية إلا السكوت أما الغطرسة والعنجهية الأمريكية التي طالت ليس العالم واحده، إنما روسيا نفسها ومدارها الحيوي التي داخل إلى داخل البيت الروسي من خلال الصراع الطويل والمرير عل العديد من الملفات الساخنة التي استطاعت روسيا من التصدي لها ببطء، فالتصدي للسياسة الأمريكية ابتدأت مع الرئيس "بوتين"الذي وضع استراتيجية في العام 1999،تقوم على ثلاثة مرتكزات :

- إعادة الدور الجيو سياسي، والجيو-استراتيجي لروسيا الاتحادية .

- إعادة إحياء دور روسيا الإمبراطوري وفقا لمصلحة روسيا وشعبها، بعيدا عن أي مفهوم إيديولوجي، وان وفقا لمصلحة اقتصادية.

- إعادة الاعتبار لمصالح روسيا الاقتصادية الدولية ،والمحافظة على حديقتها وخلفيتها التاريخية من خلال تفعيل الدبلوماسية الروسية في العالم .

تفعيل السياسة الروسية الدولية :

بناءا لكل هذه الاعتبارات التي تم ذكرها عمد "الرئيس بوتين" في تفعيل سياسة روسيا ودبلوماسيتها الخارجية، إلى تطوير دفاعات روسيا العسكرية،السيطرة على الداخل الروسي وحل العديد من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادي، التي أدت إلى ضبط الوضع الداخلي ،من اجل الخروج إلى العالم الخارجي، فكانت الطفرة النفطية العالمية التي حسنت موقع روسيا،إضافة إلى الانشغال أو الفشل الأمريكي في العديد من المواقع،فهذا الإخفاق الدولي لمعالجة مواضيع عدة كانت روسيا تعاني منها، فما كان من روسيا الوقف بقوة لصد كل الهجمة الشرسة التي واجهتها سابقا وتكلمنا عنها في الأعلى،لكن الدف الروسي استطاع بنجاح أن يسدد ضربات عدة في المرمة الأمريكي دفاعا عن النفس، مبتدءا بحرب جورجيا والدفاع عن اوسيتيا، والاعتراف بجمهوريات "ابخازيا ، واسيتيا" دولتين مستقلتين في العام 2008،والتي أدت إلى تقارب روسي أمريكي بوصول أوباما وميدفيديف التي مارس تطبيق سياسة بوتين الاستراتيجية والتي أدت في نيسان 2010 إلى توقيع اتفاق "ستارت 2" في براغ التشيكية، المدينة الذي كانت محطة توتر جديدة في العلاقات، "فالرئيس الروسي ميدفيديف"، الذي سجل نصر نظيف لبده في الاتفاقية الموقعة، والذي أعاد الاعتبار لدور روسيا الدولي بعد عقدين من الزمن، ظن البعض بان روسيا انتهت من الخريطة السياسية، لقد سجلت روسيا لنفسها ، نقطة مهمة لها في الاتفاقية الموقعة، وهو البند الصريح الذي ينص على أن روسيا يحق لها الخروج من المعاهدة متى تشاء عند الإخلال بالاتفاقية، وهذا يعود إلى مصداقية الولايات المتحدة بالالتزام التام بنص هذه المعاهدة ، أما النقطة الثانية،الغير مكتوبة في النصوص،وهي الاعتراف الأمريكي العلني بدور روسيا الرئيسي في العالم، على أنها دولة كبرى، أو لاتزال في إطار كونها قطب دولي ،من خلال الجلوس معها على نفس الطاولة لتوقيع الاتفاق الذي سميا ب "ستارت 2" .

وهنا لا نبالغ،بأن روسيا بعد هذه المعاهدة أعادة لنفسها صفة أساسية بأنها "قوة أساسية على المسرح الدولي" بعد إن خسرت هذا اللقب بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق .

الملفات العالمية التي تم حلها بين الرئيسين:

عام بأكمله مضى قبل أن يتم توقيع اتفاق "ستارت 2" بين "الرئيس أوباما"، و"الرئيس ميدفيديف" فالاتفاقية التي تنص على الحد من التسلح النووي والاستراتيجي حسب جدول يحدد الكميات التي يمكن أن تبقى في عهدة كل دولة من هذه الدول.ولكن ما هو الثمن الذي تلقه كل فريق من الأخر قبل الاتفاق بعد أن كان التوتر سيد الموقف، طبعا التغيرات السياسية على الخارطة الدولية هي التي فرضت نفسها لكي يوقع كل طرف على الاتفاق الذي ميز نفسه المفوض الروسي بحقه في الانسحاب ساعة يرى نفسه،غير متكافئ في هذه العملية هذا من الناحية العامة ولكن من حيث المبدأ هناك ثمن اطر الأميركي لدفعه للروسي مقابل الموافقة الروسية المشروطة بناء للأمور التالية :

1- الإقلاع عن خطة نشر الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية،فكان مكان توقيع الاتفاقية في مدينة براغ التشيكية التي كانت موقع خلاف، إضافة إلى رفع الغطاء الأمريكي عن المشاكسة السياسية لبولندا في أوروبا الشرقية الموجهة ضد روسيا .

لكن الملف لم يغلق نهائيا بعد نشر بطاريات صواريخ "باتريوت" الأمريكية المضادة للصواريخ على الحدود الروسية "منطقة كالينيغراد "وأقامت قاعدة أمريكية مما اثر غضب واعتراض موسكو على هذه الخطة الأمريكية ، النوعية بتعقيد الملف مجددا، بعد إن كان هذا الملف الذي كان شبه محسوم لناحية الحل

2- الإقلاع عن الوعود في توسيع حلف الأطلسي على حساب،روسيا ومناطق نفوذها الاستراتيجي ،فكانت ضربت روسيا الموجعة لجورجيا،في أب 2008، وهزيمة الثورة البرتقالية في أوكرانية،ونجاح مرشح روسيا المدعوم من صقور الكرملين .

3- الانقلاب السياسي في جمهورية "قرغيزستان"،والمدعوم من روسيا التي استعادة السيطرة على هذه الجمهورية بعد ثورة "التوليب" السوسن عام 2005 .

4- الاعتراف الأمريكي بقوة روسيا القطبية ودورها الدولي من خلال العرض العسكري الذي أقيم في موسكو في التاسع من أيار "مايو "من هذا العام، بمشاركة دولية "أمريكية وأوروبية ".

الدور الروسي الجديد في حل الملفات العالقة:

بالرغم من الوصول إلى شبه اتفاق دولي ورسمي بين البلدين على حل جميع الملفات العالقة،والتي تشكل نقطة خلاف بينهما بالرغم من إن هناك العديد من الملفات العالقة التي لم تحسم بسب طبيعتها الصعبة:

1-ملف الشرق الأوسط والدور الروسي القادم في هذا الملف ،بالرغم من الحاجة الأميركية الماسة لروسية في المساعدة ،نظرا لعلاقات روسيا الواسعة مع دول وحركات هذه الدول

- سورية وعلاقتها كدولة ونظام بروسيا من قديم ،

-إسرائيل،وجاليتها الكبيرة ذات الأصول السوفياتية،

-السلطة الفلسطينية، حركة حماس في فلسطين"حزب الله في لبنان"الحركات المعارضة الرسمية ذات التمثيل البرلماني .

هذا الشيء الذي وجدنه في لقاء "مشعل– مدفيديف بحضور الأسد"، الذي يعني ليس الاعتراف بحماس ،وإنما طلب تنفيذ الشروط القديمة التي طلبتها موسكو من حركة حماس تنفيذه في فترة "الرئيس بوتيين" عندما استقبل مشعل في موسكو، ولم تنفذ حتى اليوم وهذه الشروط التي ترها موسكو كفيلة بنقل حماس إلى مكان أخر من اجل تأقلمها مع المجتمع الدولي والعالمي لكي تتأقلم مع الديمقراطية العالمية التي أوصلت حركة حماس إلى السلطة في فلسطين

2- الملف الإيراني، لقد وافقت روسيا،على فرض عقوبات على إيران،إذا لم تتوصل إلى حل مع المجتمع الدولي،ولكن دون أنياب، وأبقت لنفسها،حق بيع إيران سلاح دفاعي كالصواريخ الدفاعية لأنها لم تدخل في العقوبات الصادرة عن الأمم المتحدة لان روسيا حتى اليوم حسب الإحصاءات المنشورة التي تقول بان السلاح التي تم تصديره إلى إيران يبلغ 6 مليار دولار، ولاتزال روسيا موجودة في إيران تبني مفاعل "بوشهر" التي أعلنت بنها سوف تسلم المفاعل نهاية هذا العام،روسيا وافقت على العقوبات كي لا تكون روسيا تشاكس القرار الدولي ،وخاصة بعد إن بداء يظهر تعنت إيراني دون مبرر وهذا ما عبر عنه الرئيس الروسي أثناء زيارته إلى "الدانمارك "نهاية شهر نيسان من هذا العام عندما قال هذه العقوبات التي سوف تفرض على إيران سوف تكون موجعة جدا.

ولكن روسيا وضعت شرط أساسي لتبني ، العقوبات المنوي فرضها على إيران،بان لا تكون ذات أنياب،لان روسيا تعتبر بان إيران لاتزال شريكا أساسيا لروسيا في عدة أماكن،كبحر قزوين في عملية استخراج النفط ،في القوقاز،وأذربيجان،وارمينا ،في مناطق أسيا الوسطى وفي الشرق الأوسط،إيران زبون جيد من حيث شراء السلاح والتنقيب النفطي والتكنولوجي ...الخ.

الخلاف حول الملف الإيراني :

لقد تبنت روسيا في الفترة الأخيرة سياسة محايدة اتجاه الملف النووي الإيراني ، من خلال الموافقة على مبدأ العقوبات الاقتصادية التي بدأت الولايات المتحدة بالعمل الجاد لإقناع المجتمع الدولي بمن فيهم روسيا بجدية هذه الخطوة التي تبنتها روسيا والصين ،فروسيا التي وافقت على العقوبات الاقتصادية التي تكون بعيدة عن عقوبات ذات أنياب،لكونها ترى إن النظام الإيراني بدأ يدخل نفسه في زجاجة فارغة،نتيجة التعنت والتعجرف،والتصرف مع روسيا حسب مصلحته الخاصة،"استخدام موسكو في الدفاع عنه"،من هنا أحست روسيا بان النظام يناور من اجل انتزاع مكاسب خاصة ،بعد رفضه العرض الذي تقدمت به روسيا، الأول من اجل التخصيب، والعرض الثاني يخصب "اليورانيوم المخصب" في موسكو وثم باريس ،فإيران التي حرمت روسيا من الاستفادة من حل المشكلة الإيرانية على الصعيد الدولي أدركت نفسها بأنها مهانة فعليا من قبل هذا النظام الذي يعاني العديد من المشاكل وحتى الداخلية ،كي لا تظهر نفسها، بأنها تحمي هذا النظام ،على حساب الشعب الإيراني ،اتخذت الخطوات الحيادية ،من خلال الخروج بمخرج أمام الشعب وليس النظام من خلال الاستمرار ببناء مفاعل "البوشهر" دون أن تشملها العقوبات الدولية ،تسليح إيران بالسلاح الدفاعي ، والأمور الاقتصادية الأخرى والتي أطلقت عليها روسيا عقوبات دن أنياب ،لان موسكو تدرك جيدا بان إيران، لاتزال شريكا لروسيا في مناطق حيوية مثل بحر قزوين والقوقاز والجمهوريات الأسيوية الإسلامية،وهذا يعني الحياد الايجابي، اتجاه الشعب والدولة ،وليس مع النظام الحالي .

روسيا التي تعتبر إن استقرار النظام في إيران يوفر استقرار حدودي لجمهورياتها المجاورة ، لذلك حاولت طويلا التعامل مع النظام الحالي من اجل الحفاظ على مصالحها الخاصة ،انطلاقا من ذلك لم تعد روسيا ترى أية جدوى في مغازلة النظام الإيراني التي وصفته بعدم ممارسة "سياسة الديموغوجية" هذا التعبير الذي أطلقه الكريملين بعد خطاب احمدي نجاد المتلفاز "بتاريخ 26 أيار"مايو"2010 ، الذي اعتبر فيه بان روسيا سلكت طريق الغرب بدعمها لعدو الشعب الإيراني والأمة الإيرانية ،فعلى روسيا التغير بسياستها وإلا أصبح الشعب الإيراني كله عدوها ، سوف تخسره إلى الأبد "

فالوزير الروسي "سرغي لافروف"، الذي أعلن في 19 أيار"مايو "2010 ،"من أن بلاده والولايات المتحدة والصين قد توصلت إلى مسودة ،كاملة بشان العقوبات الاقتصادية الموجه ضد إيران سوف تعتمد من اعلي منصة في العالم منصة الأمم المتحدة، ولكن بعد هذا التصريح ،أعلن وزير الطاقة الذرية الروسية "سرغي كرينكو"، بان روسيا ملتزمة بتنفيذ وعدها بتسليم مفاعل "البوشهر"،في نهاية أب" أغسطس" 2011، والذي سيتم العمل بها، وهذا ما يؤكد تحليلنا بالرغم من امتعاض الروس من سياسة النظام ،ولكن روسيا تبقى إلى جانب الشعب من خلال بالرغم من الهتافات التي علت في وسط المتظاهرين الإيرانيين" الموت لروسيا ،وبالرغم من عدم الثقة التي لم يمنحها النظام لروسيا في إعطائها دورا في عملية تبادل "اليورانيوم المخصب أو المنضب " لحل الملف، فالنظام الذي يبرر ذلك بعدم وفا موسكو بوعودها اتجاه لنحيت تسليم مفاعل"البوشهر"،وإتمام صفقة تزويد إيران بصواريخ أس 300 الدفاعية، لكن وزير الخارجية الروسي الذي علق على اتفاق التخصيب الجديد في 17 أيار "مايو "من هذا العام ، بين "إيران ،تركيا والبرازيل" بأنه مناورة جديدة من قبل النظام الإيراني لكسب الوقت، وبان هذا الاتفاق يسوده كثيرا من الغموض ،نتمنى على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عدم عرقلة الاتفاق ،لكن موقف رئيس وزراء "اورودغان" الذي أرسل رسالة إلى الرئيس الأمريكي في 21 مايو،يقول فيها،"بأن تبادل الوقود المواظب لا يحل مشكلة ملف إيران النووي، وإنما يفتح الطريق نحو الحلول الدبلوماسية"،و هذا الموقف الذي يؤكده الرئيس البرازيلي الذي يستغرب تمسك إيران بالتخصيب على أراضيها بنسبة 20%،لان الاتفاق لم يشمل ولم يناقش هكذا أموار،هذه المواقف الدولية المطروحة،تؤكد حقيقة ما طرحته روسيا التي حمت بدورها إيران من العديد من العقوبات،وهي أدرى بالنظام الحالي وبمناوراته المستمرة لتحقيق أهدافه،ولكن هذه المرة ليس على حساب روسيا ومصالحة الخارجية، من هنا وضعت روسيا نفسها في الحياد الايجابي في معالجة الملف النووي، فهي موافقة مع المجتمع الدولي على السبل الذي يقترحها لحل الأزمة، لذا على صوت النظام الإيراني من خلال الخطاب الحماسي التحريضي الذي تله نجاد على الشعب الإيراني لكونه،عرف بان الروس سحبوا الغطاء الرسمي عنه وهذا ما يضعه هو ونظامه عرضة لتنفيذ أي قرارا يتخذ ضده، من قبل الغرب وأمريكا وهذا يعني العد العكسي لعنجهية احمد نجاد ونظامه .

3- الملف الخلافي الذي لايزال موضوعه نقطة تجاذب بين الدولتين هو ملف "كوسوفو" الذي وضع على الرف، فبعد وصول إدارة اوباما إلى السلطة ،بالرغم من إن الحزب الديمقراطي" في أخر أيام "بيل كلينتون "،الذي ضرب صربيا عام 1999،وقسمها وشرذمها وسلخ عنها"كوسوفو" وفقا للعديد من الحجج التي قدمت للعالم،والتي قابلتها روسيا بطرح استقلال كل من "ابخازيا، وأوسيتا الشمالية" بعد حربها على جورجيا في أب"أغسطس 2008.

5- الملف الذي بداء الصراع عليه اليوم هي مناطق أسيا الوسط ذات الوجود الحيوي لروسيا ،والذي ابتدأ، مع انقلاب "قيرغيزستان"، لصالح روسيا، والتي لم تنتهي معالمه، حتى هذه اللحظة ، لان ملف أسيا الوسطى ملف حيوي وضرورة التحدث عنه بالتفصيل .

6- ملف الطاقة" الطاقة الطبيعية،والطاقة المستحدثة" لان الحرب القادمة والتي ابتدأت معالمها ترتسم مع بداية الألفية الثالثة،من اجل الطاقة والتي يسيطر عليها في المستقبل، روسيا التي استطاعت أن تفرض نفسها،على المجتمع الدولي، قوى عظمة في مجال الطاقة بسب سيطرتها على مواقع الطاقة ومصادرها الطبيعية .

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم أمام هذه المجابهة النقدية العلانية الروسية للسياسة الأميركية، والتي أصبحت تشكل عائقا بوجهها في كافة المناطق العالمية ، فهل تستمر روسيا بهذه المنهجية النقدية، دون التحول إلى مجابهة علنية من خلال توجه سياسي جديد للدولة البوتينية ؟ وهل تكون إستراتيجية رئيس روسيا الجديد "ديمتري ميدفيدف" من العام 2008 إلى العام 2012 هي نفس المنهجية النقدية البوتينية لأمريكا، في متابعة لإستراتيجية مبرمجة لهذه السياسية في خط مستقيم من قبل كل سياسيين الكريملين . ليتحول النقد إلى حرب باردة جديدة؟والتي ابتدأت معركتها على ضوء الاعتراف الأمريكي باستقلال كوسوفو، ونشر الدرع الصاروخية في أوروبا ومحاولة أمريكيا" والتي استبدلت حاليا بنشر صواريخ باتريوت في بولندا" ، ادخل كل من أوكرانيا وجورجيا إلى منظمة دول حلف الناتو ؟؟؟ لكن الرد الروسي الذي آتى سريعا على هذه المواضيع من موسكو من خلال كلمة "الرئيس السابق بوتين " الناقدة، والمعبرة في اجتماع قمة روسيا- الناتو المنعقدة في نيسان،ابريل من العام 2009 في رومانيا ؟؟؟ فهل تستمر المعركة الدبلوماسية لاحقا، أما طرح خطوات أخرى متحركة ، لتكون الرد الفعلي على هذه المشاكل.

إذا بانتظار خطوات موسكو المستقبلية التي باتت تظهر نتائجها الفعلية على الصعيد الدولي.

الدبلوماسية الروسية الجديدة في الشرق الأوسط قبل الثورات العربية:

من هنا نرى زيارة الرئيس الروسي "ميدفيديف" إلى سورية في 11 أيار"مايو" الماضي،" دمشق ومن ثم إلى أنقرة" ، هذه الزيارة أتت في إطار، استكمال خطة التفاهم الروسي الأميركي ومن ضمنها" ملف الشرق الأوسط "والحاجة الأميركية للدور الروسي في بلورة صورة واضحة من قبل حلفاء موسكو في المنطقة، من اجل متابعة خط قطار تسوية، عملية السلام العربية –الإسرائيلية وخاصة بظل التصعيد الإسرائيلي الموجه باتجاه سورية بعد صفقة "صواريخ السكود "الروسية التي زودت سورية، بها حزب الله في لبنان .

"ميدفيديف"الذي أتى إلى سورية، ليؤكد بأن سورية هي تحت الحماية الروسية وممنوع مسها، من خلال التهويل الإسرائيلي نحوها وغير مسموح بضربها، وخاصة بعد تصريح باراك الأخير الذي قال" بأنه سوف يعيد سورية إلى العصر الحجري" فهذا غير مقبول،محاولة روسية جديدة بإعادة إحياء التفاوض، الإسرائيلي - السوري حول الجولان المحتل ،ومن اجل إحياء عملية السلام العربية الإسرائيلية،إضافة إلى الشيء المهم هو إعادة التقارب العربي الروسي،الرسمي،مع الدول العربية والإسلامية الذي بداء يغيب عنها الدور الأميركي، "ميدفيديف "الذي أكد بأنه يستطيع التكلم مع الدول العربية وحتى المعارضات العربية الرسمية، المتواجدة في البرلمانات" من خلال اللقاء بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية،بحضور الرئيس السوري الرئيس بشار الأسد شخصيا، "فاللقاء بمشعل لا يعني الاعتراف،بالحركة أو عدم الاعتراف لان موسكو أول دولة أوروبية وعالمية، استقبلت مشعل عندها وتم دعمه ماليا، عام 2005 ، ولكن كانت هناك شروط طرحتها موسكو والكريملين على حركة حماس من اجل إدخالها في المجتمع الدولي، كن حركة حماس لم تعمل بتعليمات موسكو،وموسكو نفسها لم تغير شروطها حتى اليوم ،بالرغم من اللقاء الذي جمع روسيا وحماس وسورية، لان اللقاء،جاء حسب التوجه الروسي وليس حسب فهم البعض بأن روسيا قادمة إلى الشرق الأوسط لبناء أحلاف عسكرية أو جبهات ،تعيد للبعض أحلام الماضي في فترة الحرب الباردة ،لا احد يستطيع ادخل روسيا في أي وهم عسكري خاص ،لان الإستراتجية الروسية الحالية هو حل الخلافات والنزعات الحالية ،العالقة بينهم وبين الأمريكان،من اجل اخذ موقع لروسيا في المنطقة ،لان مصالح روسيا أغلى واقوي من أي حلم محلي لأي شخص أو قائد عربي أو إسلامي،لذلك نرى بان روسيا القادمة إلى الشرق الأوسط، ليس على محاربة الأمريكان أو الخلف معهم ،وإنما الفرصة اليوم تسمح لروسيا بلعب هذا الدور نتيجة للحاجة الأمريكية الماسة لهذا الدور الروسي. السياسة الروسية الحالية:

اختلف الوضع الحالي الذي انعكس صداه الفعلي على سياسة الدولتين من خلال الانقلاب الشعبي الذي سيطر على القارة السابعة والتغير الجذري الذي يعم الدول العربية من خلال الربيع العربي الذي عصف بدول كاملة كانت تحكم في المنطقة ،فأمريكا التي واكبة سير التغير العربي من خلال تغير مواقفها السريعة لجهة الشارع الذي سيطر على مجرى الامور وفرض نفسه على الجميع اضطرت امريكا بتغير سياستها الكاملة من خلال الاصطفاف وراء هذا التغير والاعتراف به لحماية مصالحها الخاصة ،عكس روسيا التي رات بهذا التغير هو عملية استخباراتية غربية تريد التغير وفقا لمصالحها الحالية واعتبار الاسلام السياسي هو شريك للغرب في هذا الربيع وبالتالي وضعت ثقتها بالأنظمة الحالية الدكتاتورية التي رات فيها هي الحامية لمصالحها الخاصة بغض النظر عن تصرفات هذه الدول القمعية والدكتاتورية وقتلها لشعوبها، فالمصلحة الروسية كانت فوق كل اعتبار ،هذا الاختلاف في التوجه والتفكير بين البلدين ادى الى تصعيد المواقف السياسية بينهما نتيجة الاختلاف على عدة مواضع لاتزال عالقة بين القطبين من اهمها نشر الدرع الصاروخية في اوروبا ،عدم تحريك ملف الحكم في روسيا فترة بوتين السابقة منظمة التجارة العالمية ملف ايران النووي ،ملف جورجيا ونظام ساكشفيلي ، ملف سورية ونظام الاسد ،مصالح روسيا الاقتصادية في الشرق الاوسط ،الانسحاب الامريكي من افغانستان وسيطرة طالبان مجددا على الحياة السياسية فيها .كل هذا التصعيد الاعلامي والسجالات الكلامية تأتي اليوم بحالة من التوتر السياسي التي تعيشه البلدين في ظل اعقاب انتخابات رئيسية سوف تشهدها روسيا في العام القادم من خلال وصول الرئيس بوتين للرئاسة ،والصراع الذي تعيشه واشنطن من اجل اعادة انتخاب الرئيس الحالي اوباما لولاية ثانية، سوف يبقى الوضع كما هو عليه بين البلدين بحالة من تأزم سياسي من اجل كسب النقاط سياسية الداخلية للمرشحين ،وبعدها سوف تعود الامور الى مجاريها والعمل الى تامين حلول لكل المواضيع العالقة ،و خاصة بان امريكا مجبرة حاليا للتنازل عن ملفات مقابل الاستمرار باستخدام المجال الجوي الروسي في تامين الامداد لأفغانستان.

يبقى الانتظار الى نهاية العام 2012 ،لكي تتبدل السلطات في كلا البلدين وتود الحياة الهادئة للبحث عنحلول للملفات المتأزمة والذي يلعب فيها الطرفين دورا رياديا.

ــــــــــــ

د.خالد ممدوح العزي*



*باحث إعلامي ومختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث

dr-izzi2007@hotmail.com