الجمعة، 3 يونيو 2011

رزان زيتونة : صرخة أنثى سورية بوجه الظلم.

رزان زيتونة : صرخة أنثى سورية  بوجه الظلم.
رزان زيتونة امرأة سورية عربية ، وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق شعبها من قمع سلطة الاستبداد الغاشمة الذي يمارسها نظام البعث .
لم تكن رزأن متعطشة للسلطة أو الطموح لممارسة أي منصب في ظل نظام قمعي ووحشي ،بل هي متعطشة للحب والحرية كأي مواطن يحلم بغد أفضل،يمضي حياتهكلها في العطاء، ويحقق حلمه الذي رسمه منذ نعومة أظافره،لكن حلم روزان وكل الشعب السوري كان بعيدا عن التنفيذ في ظل نظام ديكتاتوري شمولي،لا يستطيع ألمراء إيجاد نفسه.
لذا قررت روزان الوقوف بوجه النظام والدفاع عن حقوق شعبها المظلوم من قبل جماعة من المستفيدين والمستبدين بسورية وشعبها. لقد أنهت روزان الدراسة في جامعة دمشق ،وتخرجت من كلية الحقوق لتصبح محامية تدافع عن حقوق المغلوب على أمرهم،لقد رفضت العمل في مكتب يضمن لها الوصول إلى مكان مريح ومركزا مرموقا في الحياة الاجتماعية السورية، وخاصة كونها امرأة،جميلة جدا وذكية .
فضلت رزان أن تكون ناشط حقوقية وكاتبة سورية تدافع عن حقوق الشعب السوري،وان تواجه القمع والبطش الجسدي والفكري والأخلاق والمعنوي،أن تواجه النظام وأجهزته الأمنية وعصاباته وشبيحته.  
 هي الناشطة الحقوقية والكاتبة السياسية،هي المحامية العرفة بالقانون، هي المرأة الجريئة والكبيرة في زمن الصمت العربي ،هي ألامرأة الجميلة والذكية التي لم يتجوز عمرها 30 ربيعا .
 لم تكتفي بكتاباتها ومراسلتها للعديدة من الصحف والجرائد الالكترونية، ككاتبة ذات موقف ملتزم بقضايا شعبها ،فكانت كتابتها كلها وقفة مع القضايا الإنسانية، وقفت روزان بكل كتاباتها مع الأقليات في سورية وحقوقهم الطبيعية التي يجب أن يتمتعوا فيها في بلد يعيش فيه العديد من القوميات والمذاهب ،لقد كتبت روزان في مقالتها العديدة عن حقوق النساء ودورهن في المجتمع السوري ،ودافعت عن الدور الريادي التي يجب أن تتمتع بها المرأة في سورية في بداية القرن الواحد وعشرين .
كتبت عن الثورة والانتفاضة السورية ، هي الدمشقية المعارضة، لتيار القتل والقمع ولتغيب الحرية والديمقراطية ، وإخماد الصوت المعارض، وقتل الأطفال والنساء،على صوتها ضد المذابح التي ترتكب بحق الشعب الاعزل،هي الحقوقية التي أبت ألا أن تدافع عن الحقوق التي تعلمتها في كلية الشرائع السورية في دمشق القريبة من بيروت عاصمة ومهد الشرائع والقوانين العالمية،بيروت عاصمة الحرية والتعبير والديمقراطية العربية، بيروت ثورة العرب الأولى في ربيع 2005 م. بيروت التي كانت شريكة دمشق في وضعهما في انتداب دولي، لقد عاشوا شعب الدولتين  تحت الانتداب الفرنسي ،خرجوا جميعهم من تحت نير الانتداب سويا ، لكن سورية دخلت في انتداب جديد ،انتداب الشمولية والدكتاتورية والاستبدادية . لقد رزخ أهل رزان زيتونة وشعب سورية تحت هذه الغيبوبة السورية التي فرضها نظام البعث من خلال تجميد الحياة السورية.
لكن أهل رزان ناضلوا بطريقتهم الخاصة من خلال تسمية ابنتهم اسم رزان ، والاسم الذي يعني بالفرنسية" حصرم العنب أي عجر العنب" ،وبالعربي يعني الاسم " الثابت ، الجامد" ،فكيف إذا التقى الاسم الشخصي  مع اسم العائلة، التي هي من الزيتون الشامخ الثابت بوجه الرياح والعاصفة ،فالحصرم الثابت والشامخ الرفض للرضوخ لمطالب الدولة وأجهزتها،ساعدت  رزان على النضال والكفاح ضد نظام بلادها.
لقد عرفنا كلنا رزان زيتونة من خلال الاستضافة اليومية على شاشات التلفزيونات العربية والتي كانت روزان ضيفة عنيده عنيفة من سورية ،تتكلم بنبرة عالية ، ناقدة شجاعة ورهيبة ضد شبيحة النظام الذين يخترعون الكم الهائل من الأكاذيب ،والتي يحاولون بثها وإرسالها عبر التلفزيونات المختلفة لكي يخلطوا الصورة الحقيقية لم يحدث في سورية،كلمات رزينة الجبارة بالصوت النسائي العذب والصادق،كان له صده على مسمع المستمعين والمشاهدين.
تمتلك رزان زيتونة ثقافة واسعة وعالية جدا،لغة أدبية جيدة تساعدها على الحوار والجدال،  تتمتع بها الناشطة السياسية من خلال وعي متراكم لقضيتها ومشاكلها ،عند الاستماع لها تجد التسلسل الكامل لطرح حقوقي وسياسي لمشكلة ، تجسدها امرأة في عالمنا العربي المعاصر، تجيد التكلم السليم بلغة عربية قوية من خلال التعبير المميز،من أعالي المنابر الإعلامية .
روزان زيتونة كانت ومازالت الصورة الواقعية والحقيقية لما يحدث في سورية من التعبير للبطش والقمع ،هي الصورة المعبرة عن الأحوال والأوضاع الذي يمارسها النظام وأجهزته القمعية، ضد السوريين ،هي الصوت الصارخ والصاخب  بوجه النظام المعبر عن كل الأصوات السورية التي تعاني من ظلم وقمع النظام والتي لم يكتب لها الحظ بالتعبير .
لكن روزان كانت الصوت الصادق والشخص الصدوق ،لا أعراف إذا الجميع يتذكر الجدال الذي حصل على الهواء مباشرة في قناة العربية الفضائية ، في بداية شهر أيار"مايو" بين المذيعة الإعلامية السورية زينة اليازجي  وروزان زيتونة ووقف الناشطة الشجاع والتكلم بصدق عن حالة الشعب وغطرسة النظام ،وعندها حاولت الإعلامية الدفاع عن النظام بعد تلقيها التهديد من عصابات النظام والذي استجابة له المذيعة من خلال الخروج من قناة العربية.
لقد أصبحت رزان زيتونة مصدر موثوق به في توثيق جرائم النظام السوري، بظل حالة التعتيم الإعلامي وغياب وتغيب المؤسسات الحقوقية والإعلامية،التي تبث من مصدر الخبر وتركز على الأحداث من خلال تقصي للحقائق،وبث المشاهد والصور ،لكن النظام عمد إلى تغيب الحقائق وتغيب كل المعالم والدلائل التي تشير إلى ارتكابه لكل هذه الجرائم الإنسانية ،لكنه نسى بان أهل سورية ،هم اليوم بالمرصد ضد أعمال نظام الأسد الإجرامية التي يعاقب عليها القانون لكونها جرائم ضد الإنسانية .
فإذا تكلمن عن رزان زيتونة ليس من باب الإعجاب الشخصي ،وإنما من خلال الحق والواجب الأخلاقي والمعنوي الذي يجب أن نقدمه لشعب سورية كله ، فكيف إذا كانت هذه فتاة وتحمل الموصفات التي تمتلكها رزان زيتونة.
رزان زيتونة هي واحدة من العديد من الفتيات  اللواتي لا يزلن مجهولات في الحياة السورية المعارضة،اللواتي يعملن جانب رزان ويخوضون معاركهم ضد النظام السوري،لان النسوة السوريات كان لهن دورا مميز في النضال ضد النظام والمشاركة المميزة في الانتفاضات سورية.
روزان لم تكن بعيدة كثيرا عن رفيقاتها القابعات في السجون السورية من أمثال"فداء حوراني وسهير الأتاسي ،ودانا جبابرة ، وطلي الملوحي وأخريات.
لذا لم نستغرب الدور الريادي التي تقوم به الناشطة الحقوقية والسياسية رزان زيتونة  من اجل سورية الغد ،لان حياة سورية هو  نشاط وثقافة ونضال مستمر،تناضل من اجل تطوير حياة سورية الجديدة، بالرغم من تحويل نظام البعث لحياة شعب سورية إلى جمود عقائدي وفكري.
رزان فتاة جميلة تحلم بتغير بلدها وتطوير حيات شعبها المستقبلية ،لها الحق بالمطالبة الفعلية بتغير النظام، وبرفع الشعار الرسمي للثورات العربية،"  الشعب يريد إسقاط النظام"،وتأيدها لحركة الثورة وشبابها الذين يقومون بحراك شعبي كبير ،فالثورة تتحقق والحلم بات حقيقة ،لأن من حقها أن تعيش مع باقي الشعب السوري ،في حياة هادئة وآمنة بعيدة عن الخوف والسجون وسيطرة الأمن وأجهزته القمعية ،من حقها أن تبني عائلة وتنجب أولاد يعشون في دولة القانون والمؤسسات ،في بلد ديمقراطي يمارس فيه الفرد حقه ، والاعتراف بمواطنيته، دون استجداء الحرية التي هي  حق من حقوق كل المواطنين.
روزان وشعبها ، ناضلوا ضد نظام قمعي تكون فيه المطالبة بالحرية والعيش بكرامة جريمة ومؤامرة خارجية،يتم إبادة الشعب عليها وترتكب المجاز المختلفة ضدهم .
لبد من القول بان نضال روزان السياسي والحقوقي والمعنوي من اجل شعبها،لن يذهب هدرا ،لكوني متأكد جدا بان رزان  قراءة جيدة ومحبة  لقصيد الشاعر الفرنسي الشهيرة بول ايلوار"الحرية ".
 الحرية فضيلة نبيلة وعظيمة سوء كان الأمر متعلقا بالإفراد أم بدولة فإنها أجمل ما يمكن امتلاكها في الحياة،وهذا ما تريده روزان وشعبها.
الحرية الذي يدفع اليوم ثمنها في سورية ، دم الشعب السوري وأرواحه ، فالدم هو الذي يخيف النظام ،ويجبر العالم كله على الوقوف إلى جانب شعب رزان زيتونة وأهلها .
الحرية قادمة ولم تعد بعيدة ، وانتم اقرب إلى النصر والى بناء بلد المستقبل لان نضالكم ودمكم هو الذي يجبر العالم إلى التأيد الخجول والى تراجع النظام التدريجي إمام مطالبكم وحركتكم الاحتجاجية.
النظام راحل ،راحل ،راحل، والشعب ،باق  ،باق، باق، باقي مع رزان ورفاقها في انتفاضة سورية المبدعة والمميزة في العالم هي انتفاضة الأطفال الذين فجروا أول انتفاضة في العالم وتحديدا في العالم العربي.
كل الحب والاحترام للثوار والمعارضين والناشطين الحقوقيين والسياسيين السوريين الذين يخوضون المواجهات اليومية مع الأمن وآلة القمع الوحشية التي يتبعها النظام ضد الشعب السوري ،تحية الحب والاحترام لرزان زيتونة الناشطة والمرآة والإنسانة والمحامية والحقوقية والسياسية،والفتاة الجميلة، والثائرة، الغد لكي ولنا والشمس ستشرق من جديد ويكون صباح سورية أجمل بكثير من بقاء وجوه حالية تعبث بأمن سورية ،وتنكل بأهلها الشرفاء.             
     د.خالد ممدوح العزي
كاتب وباحث إعلامي ،مختص بالإعلام السياسي والدعاية .

الأربعاء، 1 يونيو 2011

الفضائيات العربية والمغتربين،

الفضائيات العربية والمغتربين، غياب قصري لفضائيات عربية تختص بشؤون المغتربين:
عندما بثت الفضائيات العالمية في أيار من هذا العام2010خبر عاجل على شاشاتها "بفوز ملكة جمال أمريكا "ريم الفقية" العربية الأصل بهذا اللقب "، عندها احتلت صور تها كل شاشات التلفزيونات العالمية ،ليس لجمالها العربي الأصيل،بل لكونها عربية ولبنانية جنوبية ومسلمة، احتلت هذه الفتاة أعلى مرتبة من الجمال في أمريكا، لكن هذا الحدث كان حدث عاديا على شاشات التلفزيونات العربية الفضائية والمحلية المختلفة ، السبب الأساسي يعود إلى عدم الاهتمام الإعلامي العربي بقضايا المغتربين ومشاكلهم الكثيرة ،لعدم تأمين التواصل الإعلامي معهم، والكشف عن مشكلهم التي يعانوا منها في بلاد الاغتراب،بالرغم من التطور التكنولوجي وعصر السرعة والفضائيات وألنت ،الذي نعيشه اليوم ، لكن مع كل هذا التطور في مجال الإعلام والاتصالات تبقى قضايا المغتربين غائبة ومغيبة عن برامج الفضائيات التي تكاد تختفي وجودها من مساحة الأثير المخصص لبرامجها ،أو مساحة قليلة جدا و ضيقة، ويعتبر هذا الإهمال من قبل مؤسسات الإعلام تقصيرا جديا للعديد من الأسباب، وأهمها :
1-
غياب الاهتمام الرسمي العربي بقضايا المغتربين ومشاكلهم في بلاد المهجر؛
2-
غياب التواصل بين المغتربين وبلادهم من خلال ضعف استراتيجي عن الحكومات العربية الرسمية من الاهتمام الفعلي بهذه الشريحة المنشورة على كافة الكرة الرضية؛
3-
غياب الاهتمام العربي الخاص عن موضوع الاغتراب ومشاكل جاليته ذات النفوذ القوي في بلاد المهجر ؛
4-
السياسة الإعلامية التي هي مدانة بالدرجة الأولى عن الاهتمام بمشاكل هذه القوى البشرية والاقتصادية، بسبب تركيز الوسائل الإعلامية نحو هذا المخزون، وفرز مساحة إعلامية كبيرة تعنى بمشاكله وقضاياه؛
5-
غياب إستراتيجية عربية هادفة من اجل بناء مؤسسات إعلامية ذات الاهتمام بالمهجرين العرب في بلاد الاغتراب، بالوقت الذي يوجد مجلات صغيرة تعنى بهذا الموضوع وتعتبر ناجحة من حيث المبادرة الفردية؛ خاصة العالم الذي نعيش فيه ،أصبح قرية صغيرة في ظل سياسة العولمة ،والانفتاح الاقتصادي والمالي والإعلامي والثقافي،لان العالم كله يعج بملاين العرب الذين يقطنون كل الكرة الأرضية،فالسياسة العربية الرسمية أمام المغتربين وقضاياهم، لاتزال ضعيفة جدا، بسبب ما يعنيه هؤلاء المغتربون من مشاكل يكاد لا احد يعرف بها أبدا،وكذلك الإعلام العربي لايزال بعيدا جدا عن المغتربين العرب الذي شردتهم ظروف الأوضاع الاجتماعية والسياسية والأمنية والاقتصادية إلى ترك موطنهم الأصلي والذهب إلى العيش في وطن بعيد،وبدل لوطن الإباء والأجداد ،فإذا كان الإعلام وتحديدا الإعلام المكتوب كان هو الرابط والصانع لثقافة الربط بين المغترب ووطنه الأم، فاليوم أضحى الوضع أسهل وأفضل من خلال ثورة المعلومات التي تصدرتها الأجهزة التلفزيونية من خلال الربط الفضائي عن طريق القمار الاصطناعية، فالتلفزيون هو الأسرع في إيصال المعلومة ونقلها إلى المتلقي ،من قبل المرسل .أصبحنا نعيش في عصر الشاشات" شاشة التلفزيون ،الكمبيوتر ،الجهاز الخلوي،السينما ،وشاشات الدعايات التي تركز في الساحات العامة "، فالإعلام الزكي هو الذي يستثمر هذه الطفرة الإعلامية الجيدة، ويجيرها لصالح خدمة الخبر وموضوعيته ،بعيدا عن الدخول في متاهات الإعلام، والدخول في زوا ريبه الضيقة ،في وقتنا الحالي لم يعيد المتلقي للرسالة الإعلامية،هو بحاجة لملاحقة الإعلام ،وإنما أضحى الإعلام يلاحق المتلاقي للرسالة الإعلامية . بظل وجود أكثر من 400 فضائية إعلامية مختلفة الشأن" تربوية ،غنائية ،إخبارية ،وثائقية ،استعراضية، اقتصادية،رياضية ،ذات الاختصاص المتنوع التي تعالج قضايا الأطفال والمرآة ،الأزياء،الرياضة،الأطفال ،الغناء والموسيقى،الأفلام،العقارات، الحيوانات ،الترفية والتسلية ،وأيضا المحطات الصفراء لم تغب عن بل المستثمرين في قطاع الفضائيات التي تفرخ هذه القنوات كالفطر في أيام الشتاء، الخ ... إلا أن هذه القنوات الكثيرة والمتنوعة غابت عنها فضائيات تخص المغتربين وعالم الاغتراب، بالوقت التي سوف تعتبر هذه القنوات من أهم المشاريع التي يجب أن تنتج للعديد من الأسباب: ا-الحاجة الفعلية التي تساعد المغترب عل التواصل مع بلده إلام،من خلال هذا الإعلام الحديث المتمثل بالفضائيات الإعلامية .
2-
هذه الفضائيات بحد ذاتها تستطيع أن تربط رأس المال المغترب باستثمارات في بلده أو البلاد العربية الأخرى، والذي يمكنه هو تأمين استمرارية القناة بشكلها المستقل؛
3-
الربط الثقافي التي تعمل هذه القنوات على تفعيله داخل أبناء هذه الجاليات التي تفقد صلة الربط والوصل مع الثقافة والغة العربية ،بسبب وقوعها في مجتمعات أخرى؛ ليكون الإعلام الفضائي هو الصلة الحقيقية مع أبناء هذه الأمة في المهجر،من اجل أن يبقى هذا المواطن العربي وأبناءه على صلة وثيقة بأهلهم وشعبهم وأمتهم وأوطانهم ولغتهم ودياناتهم وثقافاتهم الشرقية ،معا جميعا على بناء إعلام يهتم بقضايا ومشاكل المغتربين ،معا من اجل وضع سياسة تحث رجال الدولة ورجال المال ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي للعمل من اجل إطلاق أوسع حملة شعبية ودعائية في الوطن العربي لبناء محطات فضائية خاصة للمغتربين والمهاجرين ... معا لدعم الإعلاميين لوضع خطة إعلامية خاصة لمصلحة هذه الشرائح العربية المنتشرة في العالم، تهدف إلى إقامة إعلام بناء،وموضوعي بعيدا عن المشاكل العربية وإبعاده عن كل المناكفات السياسية والإيديولوجية، الخاصة بكل نظام من هذه الأنظمة العربية،لان المغتربين جميعهم بحاجة لرعاية وطنية وقومية خاصة ،لانهم منفذنا الى هذه الدول الذين يشكلون فيها جزاء هام من هذه المجتمعات ،وبالتالي هذه الحاجة لا تصبح حاجة مادية من قبل مجتمعاتنا إلى أموالهم،وهنا تكون الحاجة المتبادلة بين المغترب ومجتمعه من خلال الإعلام، الإعلام الخاص بشؤون وأوضاع المغترب ،نعمل جميعا من اجل إنتاج فضائيات خاصة بالمغتربين ،ليكون هذا الإعلام المرئي والمسموع ، ليسمى باسم إعلام المغتربين،والمهاجرين ،لنبدأ بإنشاء إعلام فضائي عربي مميز يصل الى كل مواطنينا المغتربين.

 د.خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي ومختص بشؤون الاعلام السياسي  .
Dr_izzi2007@htmail.com

بدون رقابة مع وفاء الكيلاني

متحف المشاهير في جبل لبنان

متحف المشاهير في جبل لبنان   
بعد رحلة تستغرق 15 دقيق بالسيارة عن العاصمة  بيروت باتجاه مغارة جعيتا السياحية التي تستقطب عددا  كبير من السواح العرب والأجانب قصدا متحف المشاهيرفي منطقة ذوق مصبح ،تصل البيت الريفي المتربع على تلة  على كتف وادي نهر الكلب الأثري المكسو بأشجار الصنوبر والسنديان وتكاد لا ترى أخر الوادي بالعين المجردة،اثناء الدخول الى المتحف ،   تستقبلك المرشدة في "متحف المشاهير"بابتسامة مرحبة بالحضور الذي قطع مسافة 17 كيلومترا من بيروت ،رحلة جملية وشيقة، بسبب وعرة المنطقة وجمالها الطبيعي تدخل صالة المتحف تنظر إلى أشخاص التماثيل المعروضة، وكأنها في حالة طبيعة يبدر فجاء إلى ذهنك المشدوه بهذه الصور المركبة لأشخاص كانت لهم تأثيرا هام على الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية ،وكأنك تريد أن تأخذ إذننا منهم من اجل التقاط الصور التذكارية معهم، وهم يغنون أو يلقون على مسامعنا الخطب الذي كانوا يتميزون بإلقائها . هذا المتحف يقدم للزوار الصورة  بالصوت والحركة وهي  محطات مهمة من تاريخنا العربي وتاريخ العالم،وعلى الرغم من أنها قلية من خلال وجود هذه الشخصيات العالمية ، لكن متحف المشاهير بشكل عام يشكل بحد ذاته مهمة صعبة من مهام الفنون لرصد الشخصيات العالمية والمحلية فان رصدها وتجسيدها للمشاهير يشكل بحداته جهدا كبيرا يشكر عليه القيمون على المتحف ،فهذا الجهد الشخص الذي يفقد كل الدعم الرسمي والحكومي لأنه ببساطة كل مجهود شخصي ياتي من العباقرة والفنانين والأدباء والمخترعين   هنا يمكن التعرف على المخترع العالمي توماس اديسون والمخترع اللبناني حسن كامل الصباح ،والأديب اللبناني جبران خليل جبران ،والرسام الايطالي ليونردو دفينشي ولوحته الشهيرة الموناليزة . في البيت الريفي الجميل المؤلف من ثلاثة طبقات حيث يجول المرء في البيت الريفي المكون من ثلاثة طوابق ،  يتوزع فيها قرابة 55 تمثالا لأشهر الشخصيات المحلية والعربية والعالمية ،يعتبر هذا المتحف الأول من نوعه في العالم،لان الشخصيات مصنوعة من السيلكون ومبرمجة على الكمبيوتر ،لقد تفوق هذا المتحف على اشهر متاحف الشمع المصنعة في أوروبا،كمتحف عائلة رامانوف القيصرية في سانت بطرسبرغ الروسية ،ومتحف  غرافان في باريس ومتحف مدام تسو في لندن ،مايمز متحف المشاهير في لبنان عن متاحف العالم ومتاحف لبنان انه يحتوي على 55 تمثالا ناطقا ومتحركا ،هذا ما تفتقده متاحف العالم الاخرى .
هذا المتحف هو ثمرة تعاون لشركة معلوف الستة انترناشيونال . ستة إخوة من إل المعلوف،حيث يشرف ثلاثة منهم على إدارة المتحف وأشغال أخرى تخص الشركة في لبنان من في تجهيز المتحف بما يليق بالمشاهير الذي يقطنون المتحف وبما يلزم لبرمجة الشخصيات وجعلها تتكلم وتتحرك وتغني  ،أما المقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية يعملون على تجهيز الشخصيات التاريخية  وتجسيدها وإعدادها ومن ثم إرسالها إلى لبنان وهذه الشخصيات المرسلة تمثل حقبة معينة من هذا التاريخ ولها حكاياتها الخاصة التي تجذب الزائر ،يقول جورج معلوف احد الشركاء الست ومدير متحف المشاهير: يقول بأنه يتم العمل من قبلنا على استحداث شخصيات معينة لها تأثيره في الوسط العام مما تساعد على تحديث وتجديد الحياة في المتحف ،فكل سنة نقدم مجموعة صغيرة من الشخصيات السياسية والاجتماعية والفنية ،ويشرح المعلوف بان متحف المشاهير في لبنان يتميز عن المتاحف العالمية بأنه يجمع في داخله شخصيات عالمية وإقليمية سياسية واجتماعية وأدبية،وهذا العام سوف تقدم الشركة شخصيات جديدة أهمها الرئيس حافظ الأسد ،والأمير القطري الحالي ،والأمير الكويتي الحالي وشخصيات أخرى تبقى مفاجأة للزوار .يقول طوني باسيلا  المحاسب في المتحف بأن المتحف يفتح أبوابه طوال الأسبوع دون توقف من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة السابعة مساء وتبلغ ثمن تذكرت الدخول 8دولار الكبار و5 دولار للصغار ،زورنا من كل الدول العربية ومن الخليج العربي وخاصة في أوائل الصيف  ومن أوروبا فرنسا قبرص تركيا إيران في أواخر الصيف وبداية الخريف ،ام السائح اللبناني هو موجود طوال العام ،وهناك الرحلات الطلابية في بداية العام الدراسي و اوخر العام الدراسي .
بدأت فكرت المشروع حسب تعبير جورج المعلوف في العام 1999م عندما قام الإخوة معلوف بصناعة أول تمثال من السيليكون ل حنا السكران ،هي شخصية مأخوذة من أغنية للرحابنة غنتها السيدة فيروز ،ثم وضعها على مدخل إحدى المشاريع السياحية التابعة لشركة المعلوف ،وقد لاقى التمثال إعجابا لا مثيل  له  خاصة انه يغني ويتحرك،مما دفع الإخوة إلى التفكير الجدي بتطوير عملهم ليصبح متحفا يضم المشاهير،لقد تم افتتاح المتحف في العام2002م ب22 تمثال من أبرازهم شخصية الأمير الراحل الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان .أما اليوم يتوزع حوالي 55 تمثالا في البيت الريفي الجميل المكون من ثلاثة طوابق ،حيث يتجول المرء في حقبات التاريخ القريب منه والبعيد هذه ثمرة عمل جماعي وجهد  شخصي للأخوة معلوف.
إذا رغبت بلقاء رؤساء الدول والمشاهير من الفنانين والأدباء والمخترعين ،ما عليك إلا أن تزو متحف المشاهير هناك يمكن التعرف على الأديب اللبناني جبران خليل جبران وعلى المخترع اللبناني حسن كامل الصباح والمخترع تومس أديسون،وعلى الرسام ليوناردو ديفنشي ولوحته الشهيرة المناليزا ،وفي المتحف تلتقي بشخصيات معاصرة لها وقفت تاريخية مهمة كالرئيس الكوبي فيدل كاسترو والرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ،كما يكتمل لقاء الرؤساء الراحلين كملك السعودية خادم الحرمين الشرفيين فهد بن عبد العزيز ،الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات،البابا يوحنا بولس الثاني،رئيس  الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري .
وان كان هناك متحف للشخصيات المصنوعة في الولايات المتحدة الأميركية ،هو متحف الرؤساء الأمريكيين المصنعين من السيليكون ،لكن متحف المشاهير يفوقه بالتقنيات المعتمدة في صناعة التماثيل لجهة إضافة الكلام والحركة ،كما ان متحف الشخصيات والمشاهير تضم تماثيل من الشمع أو الفيبر غلاس الممزوج بالشمع لكن ما يستخدمه أل معلوف في صناعة تماثيلهم هو مادة جديدة لم يفصحوا عنها ،ومادة السيليكون القريبة جدا من طبيعة جلد الإنسان  التي تتيح إظهار تفصيل الوجه والتجاعيد وتفاصيل اليدين بالشرايين فيهما بدقة ،مع أن العمل بمادة السيليكون أكثر تعقيدا من العمل بمواد أخرى .
ان غالبية الشخصيات أضيفة لها الحركة أما للعينين أو ألليدين كحركة يد الصحاف أو للشفتين مثل شفتي ياسر عرفات ،وبعضها أضيف لها صوت كخطبة لبشير الجميل ،وخطاب القسم لجبران التويني ،وحديث مشترك بين الشهيد رفيق الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ،وأغنية للمطربة صباح ،وحركة معينة مثل حركة فرشاة ليوناردو دافنشي .الشخصيات جميعها مبرمجة على الكمبيوتر من قبل الأشقاء الستة وهو بيار معلوف ،إذ في إمكانية الشخصية أن تتحرك وان تتكلم عند وقوف الزائر أمامها بواسطة إشارة ضوئية تتلقاها، ويمكن تغير الكلام أو الحركة بسهولة،فالشخصية تتحرك بأكملها ميكانيكيا وفقا لنظام مستوحى من إنسان "الروبوت"،ويستغرق عمل الشخصية الواحدة أكثر من 3 أشهر وتصنع بدقة لتكون متحركة وقادرة على التفاعل لكي تصافح الجمهور او تغني او تقدم مؤتمرا صحافيا كشخصية الصحاف ومؤتمره المشهور او بوش .لقد دخلت بعض شخصيات المتحف في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية
 إن متحف المشاهير في ذوق مصبح يبرز الوجه الحضاري للجمهورية اللبنانية من خلال معروضاته التي تعكس ما يتمتع به لبنان  من ازدهار حضاري عريق وأصالة راسخة ومساهمات جديدة
من خلال هذه الوجه الحضارية التي تركبها الإنسانية المعاصرة، يتضح بان لبنان يواكب الازدهار الحضاري والثقافي على مختلف العصور والحقب التاريخية التي يمر بها التطور العالمي الحديث من حيث الانفتاح العربي والعالمي. 
خالد ممدوح العزي
متحف الشاهير جبل لبنان

الصمت جريمة ضد الإنسانية ،

الصمت جريمة ضد الإنسانية ،
 لم يعد مقبول الصمت....
لم يعد من المسموح به ، بعد اليوم السكوت عن الإجرام الذي يشنه النظام السوري ضد الشعب السوري،من خلال احتلال المدن ومحاصرتها بالآليات العسكرية،ودكها بالمدافع والصواريخ،فكل يوم يرتكب النظام أبشع الحماقات بحق شعب اعزل ،أطفال وشيوخ ونساء وشباب تعتقل وتقتل، تعذيب جسدي مذهل في فن التعذيب،وترتكب أبشع المجاز في التاريخ الحديث.
لم يعد ممكن السكوت على هذا البطش والقتل المتعمد بحق مدنيين يصورون، على أنهم إرهابيين وسلفيين ومتطرفين"عصابات إجرامية ".لان الواجب الأخلاق والإنساني والقومي يتطلب الوقف إلى جانب الشعب السوري في انتفاضته المشروعة ضد نظام القتل والتنكيل، على الأقل مطلوب اليوم وقفة معنوية  .
السؤال عن الحركات السلفية والإرهابية يوجه إلى النظام السوري ، لأنه الوحيد الذي يستطيع الإجابة عن هذه الفزاعة التي اخترعها بنفسه، هو الذي  يعرف هذه الحركات السلفية جيدا،لان النظام السوري وأجهزته الأمنية هي من ابتدعت وبنت هذه الحركات المتطرفة لإرسالها إلى لبنان "كفتح الإسلام"،"وجند الله"،وباقي حركات جمعت عندهم ،لأرسلها إلى العراق والأردن،ودول أخرى من اجل الاستعانة بخدامات النظام دوليا، لان النظام السوري نظام خدمات،ويأجر نفسه.
إذا هذه المجموعات المتطرفة، التي تم تجميعها وتم تدريبها من اجل إرسالها إلى دول الجوار في السابق يمكن إن تكون انقلبت عليه اليوم، ونحن والشعب السوري ليس لنا علم عن نوعية هذه الحركات وحجمها وقدراتها العسكرية والأمنية.
طبعا هو الوحيد والمخول بالإجابة عن حالة الإرهاب هذه ،و الذي يدعي بأنه يحاربها ويقاتلها، لان الشعب السوري لا يستطيع الإجابة عن هذه الحالة،لان 85% من الشعب السوري الثائر هو من الطائفة السنية وهذا تحصيل حاصل،أن تخرج هذه الأكثرية من الجوامع نهار الجمعة ،لان الجامع هو المكان التي يمكن أن يشكل فيه اليوم اكبر نقطة للتجميع الشعبي،وبالتالي النسبة الكبيرة من الجمهور العربي الثائر، هو سني ويمارس شعائره الإسلامية وليس التطرف الديني ،لان المتطرفين هم فئة صغيرة داخل هذه الأكثرية السنية الطامحة للحب والتغير ،وليس للانتقام والتسلط  . 
 إن خطاب النظام السوري هو خطاب قديم يعود إلى العام 1982 عندما ارتكب النظام السوري مجازره الشهيرة بحق أهالي حمص وحماة من خلال الفتك المروع  بحق أهالي هذه المدن ،لقد استطاع النظام أن يسوق لنفسه آنذاك فكرة محاربة الإرهاب والتطرف واستطاع السيطرة على الشعب وإخماده بالقوة من خلال فزاعة الأخوان المسلمين.
لقد فرض النظام سيطرته  الأمنية والحديدية على صدر الشعب السوري من خلال حمايته للأقليات بوجه الأكثرية السنية المتطرفة المتعطشة للدم والقتل والبطش كما أشاع في إعلامه وثقافته السياسية.   يحاول اليوم النظام السوري أن يعيد نفس السيناريو القديم الأكثرية المتطرفة ،بوجه الأقليات الخائفة من مستقبلها مع هؤلاء الهمجيين الذي يحاربهم ويقمعهم نظام بشار الأسد .
لكن الفرق بين الأب والابن هو التغير الجيو –سياسي الذي نعيش رحابه في القرن 21،وسيطرت التكنولوجيا الجديدة على وسائل الحياة الاجتماعية ،وسرعة التواصل والاتصال التي تمنع وتفشل نظام بشار الأسد،من إقناع كل الناس من حوله بان الشعب السوري بأكثريته المطالبة بالحرية والديمقراطية،والأمن والخبز بصدورهم العارية التي تخترقها طلقات القنص والغدر،والتي تصفهم الدولة بأنهم إرهابيين،وانتقاميين، ومجرمين، بالرغم من إن حركة الأخوان المسلمين هي من رحم الشعب السوري،فالنسبة الحقيقية والفعلية التي تمثلها هذه الحركة في عديد الشعب السوري.
حسب اجماع كل المراقبين والمحللين بان الحركة تمثل حوالي15%
من مجموع الشعب السوري"السني"، لكن حركة الإخوان تختلف عن الجماعات السلفية من خلال فصلها مابين الدين والسياسة ،وهذا ما يساعدها في الانخراط داخل المجتمع المتنوع والمتعدد والعمل في داخل أطره السياسية والاجتماعية .
فإذا أمعنا النظر جيدا في تاريخ سورية الحديث ،ومن خلال التنقيب في ذاكرة صفحات التاريخ ،لم نجد أبدا حادثة تذكرنا باقتتال أهلي ،وتحديد من قبل الأكثرية السنية التي كنت تفض الاشتباكات بين الأقليات المذهبية بحال حصولها.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل يعمل النظام على تخويف الأقليات من الأكثرية ،لكي يكسب ودها وولائها ،وهل على الأكثرية أن تغير تركيبتها المذهبية الفطرية ،لكي تقتنع الأقليات بها،لكن المفهوم الخطاء بطرح أقلية وأكثرية في وطن ينتمي الجميع إليه فالأقلية تصبح أكثرية لأنها جزاء من هذه الأكثرية الذي ينتمي إليها الجميع.
لكن من غير المسموح اليوم به ،أمام هذه التحول التي تشهدها المنطقة العربية ، من تغيرات والتي تتأثر سورية به ، فالحالة السورية بأكملها هي مرحلة من مرحلة الربيع العربي،عصر الحرية والانفتاح ،وأمام هذه التغيرات التي تعصف بسورية لا يجوزان تبقى الطائفة العلوية بعيدة عن هذه المشاركة في صنع تاريخ سورية الجديث الجديدة،وان تبقى المدافعة عن النظام الحالي خوفا من طرح غير صحي يطرحه النظام البائد من اجل البقاء في السلطة ،فيحول الطائفة العلوية إلى شبيحة للنظام  يغطي عيوبه بها ،وليس من الممكن أن تبقى الطوائف المسيحية بعيدة عن حركة التغير وعدم لعب أي دور ريادي في عملية التحول الديمقراطي،لكن من المؤسف جدا أن ينتفض الجولان المحتل ويدعم الثوار في سورية ،والسويداء عاصمة جبل العرب وآم  الثورة السورية،بان تقف مكتوفة الأيدي وخاصة لما يدور في خاصرتها الجنوبية في مدن سهل حوران الذي خصه  المغني الراحل "فهد بلان "،بإحدى أغانياته الشهيرة . لم نعاهد الطائفة الدرزي تسكت وتقبل بالسكوت وجرتها درعا محاصرة وتنزف دما . السؤال الذي يعيد طرح نفسه اليوم وبقوة؟ أقلية الشعب السوري المختلفة رفضت التقسيم ،في السابق وقاومتموه حين عرض عليها ولم تقبل إلا بسورية موحدة،عندما قاد سلطان باشا الأطرش الثورة السورة العربية الكبرى لم ينظر اليه بأنه درزي وإنما سوري،وعندما التق به صالح العلي القادم من الساحل لم يكن ينظر له على انه علوي،وعندما ذهب فارس الخوري ومثل سوريا في الوفد المفوض في باريس  ،وانتخب فيما بعد رئيس وزراء سورية  لم ينظر له على أنه مسيحي بل سوري،وعندما هب إبراهيم هنانو وشكري العسلي ورياض الريس وآخرين لم ينظر لهم بأنهم سنة ،ولو وجودوا جميعهم مرة أخرى على هذه الأرض وتحديدا اليوم لفعلوا ما فعله سابقا،لأنهم أبناء سورية والى أرضها ينتمون ،كف نصغي إلى إخبار وروايات النظام المختلفة التي يحاول أن يشق البيت السوري ويعمد إلى تسعير حرب أهلية داخلية  لضمان بقاءه ،كما يحاول أصدقائه فعله"القذافي ليبيا،وصالح في اليمن"،من اجل البقاء في السلطة.انتم تشاركون النظام بجرائمه من خلال السكوت عليها ،كفى إعطاء هذا الطاغية شك على بيض من اجل أن يقتل ويذبح ويسفك دماء الشعب السوري،فالأكثرية قادمة إلى السلطة ، ولن يكون في جعبتها الانتقام من الأقلية، إنما الانتقام من رموز السلطة وان يقدموا إلى محاكم الجنايات الدولية ،لاقترافهم جرائم حرب ضد الإنسانية،الأيام القادمة التي سوف تكشف بشاعة المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري،وخاصة المدن الذي احتلها الجيش هناك الألف،والعدد قد يصل إلى أكثر من 10 آلاف شهيد ،المعلومات الواردة لمنظمات الحقوق المدنية، قد فاق 1100من الشهداء،لكن الحقيقة ،هي اكثر من ذلك ،فإذا كانت مجزرة مدينة"السربرنيتشي البوسنية"كانت مجزرة القرن العشرين،فان درعا هي مذبحة القرن الواحد وعشرين،لان المفقودين فاق عددهم فوق 10000 مواطن مفقود .
دما تسيل وتعرض على شاشات التلفزيونات العربية ،أطفال،نساء،شيوخ،حتى شباب من ذوي الحجات الخاصة الذي كان الشاب" مرشد آبا زيد من درعا،والطفل حمزة علي الخطيب ذات 13 ربيع"، والذي قتل نهار 26 نيسان 2011 و نكل بجسده،بطريقة بشعة إضافة إلى قطع عضوه الذكري، إضافة إلى " الاعتقالات التعسفية والقمعية بحق كافة المواطنين ،السلب،الاعتداء على النساء التعذيب الهمجي والسادي".
أما هذا الإجرام الذي يمارسه النظام السوري بحق شعب اعزل يخرج ليطالب بحرية مسلوبة منه على مدى 50 عاما ،من التسلط الغير شرعي نتيجة انقلاب عسكري سيطر على رقاب المواطنين وأجبرهم على اعتناق مبادئ بالقوة ،بقوة القتل والفتك .
النظام البعثي لا يختلف شيء عن النظام النازي في ألمانيا، والفاشي في ايطاليا،والستاليني في روسيا، والصهيوني في فلسطين المحتلة ، في التعذيب والقمع والتنكيل ،والذي تبث مشاهده من خلال وسائل إعلام التواصل الاجتماعي، و تبثها الوسائل الإعلامية الفضائية.
كفى السكوت العربي والدولي عن جرائم البعث ،العالم كله  مكتوف الأيدي وموافق على الذبح اليومي بحق شعب سورية البطل الثائر المناضل العنيد المقاوم لجبروت النظام القمعي والاستبدادي، لقد سقط القناع عن الوجه ،وظهر الوجه الحقيقي للنظام السوري وأعوانه، هذا النائب خالد العبود  ممثل درعا في مجلس الشغب السوري،و الناطق بلسان النظام ، بشار الأسد يكافئه النظام بتعينه محافظا على اللاذقية،لقد اشترى سكوته عما جرى في درعا ،وذهب ليسوقه في المدينة طالب إبراهيم محلل النظام السياسي والناطق الرسمي باسمه على الفضائيات ، والذي يصنف نفسه محايدا في الإعلام العربي ،إضافة إلى صمت الفنانين الذين أيدوا المجازر والقتل الجماعي،من اجل كسب ود النظام ،لكن كيف سيقدمون أعمالهم في المستقبل ،وما هي طريقة النقد الذي سوف يقدموها للمشاهد السوري والعربي.
هذه مجموعة من قضاة النظام تطوع من اجل فبركة تهم بحق الناشط الحقوقي الحمصاني،  نجاتي طيارة من اجل تلفيق تهم ضده بأنه حرض الشارع من خلال القنوات الفضائية على التظاهر، لن الرد أتى من الناشطة السياسية السورية  سهير الاتاسي ،الذي تقول بان الشعب الذي يصنع نصف ثورة كما الذي يحفر قبره بيده. كفى مراهنة على نظام بائد وذاهب بغير عودة بالرغم من التملق الدولي لنظام بشار الأسد، وهذه مشكلة الغرب الذي يريد أبقى النظام كما هو عليه مع طرح إصلاحات كرتونية شكلية،لا أمل في تنفيذها.
الغرب لا يريد إصلاحات وديمقراطية ،وإنما يريد امن إسرائيل ،ونظام بشار هو المخول لهذه المهمة،بالرغم من ترويج النظام السوري بان الغرب يفرض علينا دفتر شروط من اجل البقاء ،وهذه الأغنية الدائمة التي يعزفها النظام ،الغرب يريد فك ارتباطنا بإيران ،وعزل المقاومات ،وكل شيء ينتهي .
لكن هذه الرزمة الذي يقدمها نظام الأسد للغرب مجددا من اجل إبقاءه والسكوت على جرائمه بالوقت الغرب يقصف باب العزيزية يوميا، وأصبح يطلب من صالح التنحي ،لايزال بشار بعيدا حتى اليوم عن هذه الضغوط ، فالعقوبات الاقتصادية،ليست عامل ضغط أني بل مستقبلي،وإنما يوجد هناك  العديد من وسائل الضغط التي تمكن الغرب من استعمالها ضد الأسد ونظامه،طبعا لا يعني التدخل الخارجي كما حصل مع ليبيا ،لان التدخل ليس هو الحل.
لن يغفر التاريخ لأحد من الذين كان لهم القدرة على الوقوف بوجه ولجم آلة القتل السورية وسكتوا، لان الشعب السوري الغاضب سوف يعاقب كل الذين تأمروا عليه مع النظام القمعي،الخزي والعار للعرب والعالم للصمت على الجرائم الإنسانية التي ترتكب في سورية
على الشعب السوري اليوم قبل غدا أن يحسم أمره من خلال الالتحاق بالثورة الشعبية السلمية ،بكافة فئاته "عرب وكرد وأشور"،"مسيحيين ومسلمين"،سنة وعلويين ودروز واسما علين، وان لا يصغوا كثيرا إلى أبواق النظام وأعلامه الكاذب ،لان فجر الحرية ليس ببعيد،كلها أسابيع معدودة،ويقع النظام في غيبوبة وهذا ما يعاني منه حليف النظام معمر القذافي و زميلهم علي عبد لله صالح
ان التغير الذي يعم الوطن العربي لا يمكن التحكم به والحد من حركته نتيجة،مصالح إطراف أو قوى معينة ،لان رياح التغير هبت على العالم العربي بعد تغير دام أكثر من 20 عام عندما سقط جدار برلين ،وانهارت الأنظمة الشيوعية، وهنا لنقول لهذه الأنظمة العفنة كما قال الرئيس علي عبدالله صالح لقد فاتكم القطار ، فاتكم القطار،فاتكم القطار، والمحطة القادمة هي التغير والحرية.               
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

الأحد، 29 مايو 2011

صوت إعلامي سوري جديد يرفض الصمت

صوت إعلامي سوري جديد يرفض الصمت
 رولا إبراهيم:
رولا إبراهيم إعلامية سورية من طرطوس من الساحل السوري ،تتمرد على النظام السوري وتخرج عن الاستجابة له ،وترفض الاستقالة من قناة الجزيرة ،رولا مذيعة جديدة في قناة الجزيرة ،عملت في قناة الشام الإعلامية ،وتلفزيون روسيا اليوم ،وقناة وابو ظبي الفضائية وجه إعلامي جديد،وجميل،بسبب صغر سنها لكنها قوية وشجاعة جدا بسبب قدرتها على المقاومة والصمود ،رفضت الخروج من قناة الجزيرة الفضائية بعد العديد من الضغوطات التي تعرضت لها الإعلامية،مثل سحب الجنسية السورية ...الخ .
في 5 أيار 2011 نشر موقع سيريا أول مقالة أكّدت أن العين على رولا إبراهيم وجاء فيه:"فعلها عبد الحميد توفيق مدير مكتب قناة الجزيرة في دمشق لتبقى العين على المذيعة السورية رولا إبراهيم ضمن كادر الجزيرة"، كلّ هذه سبقت النبأ الذي تناقلته وسائل الإعلام أمس:»
لكن النظام استخدم أسلوب غريب في تصرفاته الهستيرية ،من خلال إحراق بيت الإعلامية في مدينة طرطوس ،وإجبار أهلها وعائلتها إلا إبراهيم من التخلي عنها "التبرىء" منها،وفقا لبيان إعلاميي نشريوم السبت الماضي  21 أيار 2011 نشر الموقع السوري تحت المجهر ينص هذا البيان على ان " آل ابراهيم يتبرأون من ابنتهم رولا مذيعة الجزيرة" وان رولا لا تمثل إلا نفسها وأنهم خلف قيادة الدكتور بشار الأسد. لكن رولا ابراهيم المذيعة السورية وصفت الحادثة  على موقع فيس بوك البيان بان البيان الذي تبرأت فيه عائلتها منها، جاء نتيجة ضغوط شديدة مورست على عائلتها من قِبَل من يوصفون بـ" الشبيحة"
لم نستغرب ابد إعمال البلطجة الذي يمارسها ضد الوجوه الإعلامية السورية من سياسة الترغيب والترهيب مع هذه الفئة المثقفة والمميزة في الوسط الثقافي السوري، لان مسلسل التخوين تجاوز حدود الوسط الفني في دمشق، ليحرق بناره الإعلاميّين السوريين في محطات عربيّة، وخصوصاً أولئك الذين رفضوا الاستقالة من مؤسسات مغضوب عليها في بلادهم. مسلسل مستمر ضد المثقفين والإعلاميين ،ابتدأت بالضغط على كل السورين العاملين في قنوات إعلامية تغطي ما يقوم النظام السوري ورجاله المخلصين، بفعله ضد المحتجين السورين والمشاركين بالانتفاضة السورية الكبرى. لقد شنت حملة كبيرة ضد هؤلاء الإعلاميين بالتخوين،وسحب الجنسيات منهم ،الضغط على عائلتهم و اقرابأهم ،واستعمل وسائل قذرة للضغط كما حصل مع المذيعة رولا إبراهيم  من خلال إحراق أهلها في سورية من قبل "شبيحة" النظام .
لقد بدأت الحملة ضد الإعلامي فيصل القاسم في الجزيرة،وزينة اليازجي في العربية وآخرين مما اضطروا لتقديم الاستقالات الفورية من هذه القنوات بسبب الخوف من تأثير النظام،لكن رولا لم تذعن لتهديدات النظام وقررت البقاء والمقاومة لهذا النظام البائد ،لقد أزعجت رولا أزلام النظام الذين يحاولون تصوير الوضع كما يردون ،أزعجتهم المذيعة السورية أثناء الحديث المباشر معهم في فترات تقديم الإخبار ،وكشفت كذبهم وخداعهم ،لان دورهم على الكذب المستمر لان الكذب الكمي "لشبيحة" النظام الإعلاميين والمحللين السياسيين ،يساعدهم على تشويه الحقيقة لدى المشاهدين لان هدفهم الأساسي هو تشويه أفكار المشاهدين العرب والسورين،وعدم استطاعتهم من تكوين فكرة كاملة عما يجري في سورية ودور النظام الملتبس في التعاطي مع حركة الاحتجاجات.
رولا التي رفضت بتاتا موافقة هؤلاء "الشبيحة"، وعدم إعطائهم الفرصة الكاملة للتمادي في الكذب،لم تستجب لدعواتهم في الخروج والانكفاء الإعلامي، كما فعلوا مع العديد من الإعلاميين ،حاولوا يحرجوها ليخرجوها عن الشاشة ،لذا استعملوا عائلتها ،لكنها لم ترضخ لمطالبهم، أضرموا النار في بيت أهلها في سورية ،لكنها قررت المقاومة على طريقتها الخاصة لتنضم إلى لائحة المعارضين للنظام السوري.
وفي مواجهة هذه الضغوط، بقيت إبراهيم متمسّكة بموقفها الرافض للاستقالة، بل إنّ "الجزيرة"، رقّتها إلى برنامج "حصاد اليوم"، وباتت تناقش معارضين للنظام،والتصدي للمدافعين عن وجهة نظر النظام .
وبالرغم من كل الضغوط  السياسية والأمنية والشخصية ،التي بتت تواجه الإعلامية  أصرت رولا على استضافة المفكر السوري "برهان غليون" في برنامج على الجزيرة يناقش تداعيات وأفاق الثورة السورية،لكي تقول لن ترهبها أجهزت المخابرات السورية ،وسوف تستمر بالمقاومة من اجل شعبها وأرضها.
المسألة إذا ليست مشكلة أصالة نصري و رولا إبراهيم و كندةا علوش، المخرج هيثم حقي، والفنان سميح شقير، والفنانة بارا صبري، والممثل والمخرج ماهر صليبي، والشاعر عمر الفرا، والإعلامي ماهر ذيب، ورسام الكاريكاتير علي فرزات، والمنشد يحيى حوي، والروائي عبد الناصر العابد، والكاتب غسان المفلح، والمخرج ثائر موسى، وزوجته الفنانة عزة البحرة، والفنانة فدوى سليمان، وعمار عبد الحميد نجل الفنانة منى واصف، والإعلامية دورثي بارفاز، والإعلامي أحمد موفق زيدان، والكاتب والناقد صبحي الحديدي، والمنشد حسام طحان، والفنانة وفاء سالم، والفنانة كاريس بشار، والمخرجة هالة عبد الله، والمخرج أسامة محمد، والمخرج نبيل المالح، والمخرج محمد ملص.
المشكلة هي مشكلة النظام السوري نفسه مع هذه الشريحة، الذي أجبرهم على الانحياز الفوري إلى جانب قضايا شعبهم المحتج والمطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية بظل غطرسة وهلوسة نظام يبيد شعبه، فالمثقف الذي يحمل رسالة إنسانية،مناجل خدمة الشعب،لان المثقف هو الذي يمثل الشعب وليس النظام.فالمثقف يمثل صوت الشعب وضميره الحي والمستقل.
 عندما هدد هتلر الفنانة المصرية"بديعة مصابني"!
ذات يوم من أيام الحرب العالمية الثانية لان الفنانة بديعة مصابني قدّمت في صالتها اسكتشاً فكاهياً جمع شخصيات قيادات الحرب بمن فيهم رومل وهتلر بعدما اقتربت الحرب من مصر ودارت رحاها في منطقة العلمين، وكانت الإذاعات الناطقة بالعربية من فريقي الحرب ـ المحور والحلفاء ـ جزءاً من الحرب التي تخاض، وعبر إذاعة المحور الهتلرية تلقّت بديعة مصابني تهديداً معلناً بـ "قطع لسان الراقصة الساقطة فور وصول قوات المحور إلى القاهرة".
 - هذه المصيبة تكررت ايظا مع نظام صدام حسني البعثي في تعامله مع الشاعر العراقي مظفر النواب الذي اقدم عل قطع اعضاءه التناسلية بسبب  جملة قصائدة  التي كانت حديث الشارع الشعبي العراقي ،والتعامل الهمجي تكرر مع كل الفنانين العراقيين  الذين عارضوا سياسته بحق الشعب العراق فكان مصيراهم التهجير والهجرة .
يعيش الإعلام السوري بشكل عام  بحالة مأزومة نظرا للأوضاع التي تتعرض لها سورية،من خلال الضغط الذي يتبعه النظام السوري على الإعلاميين العاملين في القنوات العربية ،وإجبارهم على الخروج من عملهم وهذا لم نره قط في الإعلام التونسي والمصري واليمني والليبي.
  لكل شيء توصيف وتفسير علمي، وعادة عندما يفقد التفسير العلمي الحقيقي يصبح البديل هو التحليل والذي عادة ما يكون غير دقيق، أما المقصود بالتفسير العلمي فهو البحث عن علاقات التناسب الطردي أي القوانين العلمية، وهذه القوانين العلمية تشكل في النهاية هيكل نظري متكامل يعطي الفهم والصورة الكلية لما يحدث.لكن التفسير العلمي لمشاكل النظام مع الإعلاميين والإعلام  يرتكز على :
 إن صحافيو سورية في وضع لا يحسدون عليه في هذه الفترة، فأما أن يقوموا ببيع الضمير ونشر ما تريده السلطات والأمن حول الأحداث الجارية والقمع والعنف الممارس ضد المتظاهرين أو يجدون أنفسهم أمام حلين، الأول التعرض للإقالة أذا حادوا عن الأوامر الأمنية، والثاني الاستقالة بسبب عدم قدرتهم بيع ضمائرهم .
  نحنا كإعلاميين لبد من الوقوف أمام حالة الإرهاب الذي يتعرض لها الإعلاميون السورين ونسجل وقفة تضامن مع كل الإعلاميين الذين يواجهون النظام وينظمون إلى الشعب الثائر،لأنهم الجيش الثاني الحقيقي الذي يقاوم النظام بأقلامه وكلاماتهم التي تمزق الحديد.  وقفة أخلاقية ومهنية مع الزملاء السوريين في حربهم ضد نظام الاستبداد والشمولية التي يمارسها نظام البعث على الإعلاميين والمثقفين والفنانين وكافة الشعب السوري.
لقد تمكن العديد من القنوات العالمية والعربية من الضغوط المبرمج على إعلاميات  تمكنوا من إخراجهم من وراء الشاشات الكبيرة ،والصحافة المكتوبة ومن أبرزهن:
-الإعلامية اللبنانية مي الشدياق التي تعرضت لمحاولة اغتيال في أيلول عام 2005نتيجة موقفة السياسي والتزامها بقضية لبنان الوطنية والديمقراطية ،مما جعلها فيما تتعرض لضغوطات قوية، أدت بها إلى تقديم استقالتها الشفهية عام 2009 والخروج من تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال.
-هالة سرحان الإعلامية المصرية مقدمة برنامج "هالة شو" التي أخرجت من الشاشة المصرية عام 2007 نتيجة فبركة لبرنامج هالة شو التي استضافة فتيات الليل "،وحسب تصريحا الخاص بان سوزان مبارك ووزير الداخلية هم كانوا وراء إخراجها المفبرك من التلفزيون.
-اكتفيا نصر المذيعة اللبنانية التي خرجت من الإعلام الأمريكي المرئي،بعد التعبير الصريح بالعلامة اللبناني محمد حسين فضل الله عند تشيعها إلى مثواه الأخير في العام 2010.
-زينة اليازجي الإعلامية السورية والمذيعة في قناة العربية ،إلتي أخرجت من العربية بالقوة نتيجة ضغط المخابرات السورية عليها وعلى زملاء آخرين،بعد التشكيك بوطنيتها السورية مما دفعها إلى خوض حوار مع الناشطة المعارضة السورية "رزان زيتونة"مما دفعها الى الاستقالة في 11 أيار 2011 والابتعاد عن الشاشة الصغيرة.
- سميرة المسلمة الإعلامية السورية رئيسة تحرير جريدة تشرين الرسمية التابعة للنظام، بعد حوار على الهواء قي نيسان 2011 مع تلفزيون الجزيرة،والتي  تبنت الإعلامية ، مطالب المحتجين السورين،مما دفع بالنظام بإعفائها من عملها وتجميد دورها الإعلامي.
-رولا ابراهيم ،الإعلامية السورية التي رفضت الضغط المبرمج ضدها من قبل النظام السوري ،والذي ساعدها على الاستمرار والمقاومة بدل الخروج عن الشاشة .
إذا لم تكن رولا قد نالت الشهرة الإعلامية بسبب صغر سنها وعملها المتواضع في الأعلام،إلا أن صمودها بوجه آلة الترهيب البعثية دفعها لان تكون وجه جميل من وجوه الإعلام الشجاع المقاوم بوجه الغطرسة والعنجهية،لان المستقبل المشرق سيكون إلى جانب رولا، وأهلها وأصدقاءها ورفاقها وشعبها الثائر الحالم بالحب والحرية.
             د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com