السبت، 10 ديسمبر 2011

الأعلام المرئي: تطوره في روسيا البيضاء...!!!

الأعلام المرئي: تطوره في روسيا البيضاء...!!!

عين على الجمهورية رقم 6

الإعلام في روسيا البيضاء:

لم يكن سابقا الإعلام مستقل في جمهورية روسيا البيضاء أثناء الحقبة السوفيتية التي كانت تسيطر على الإعلام في كافة الجمهوريات الخاضعة لقرار الكريملين الإعلامي والسياسي والإيديولوجي،لكن روسيا البيضاء تختلف عن باقي الجمهوريات التي انفصلت عن طاعة موسكو لتشكل جمهوريات مستقلة ذات الحكم الذاتي والقرار السياسي والسيادي لسلطة سياسية جديدة ترى في موسكو عدو لها ولتطورها السياسي والاقتصادي والإيديولوجي ،لذا عملت على إنشاء إمبراطوريتها الإعلامية الخاصة من خلال فصل تلفزيوناتها الخاصة عن التلفزيون المركزي في موسكو والعمل على أنشاء محطات خاصة بها ناطقه بلغة الأم لكل جمهورية من الجمهوريات التي كانت قابعة في القبضة السوفيتية.

وضع روسيا البيضاء:

لكن كل هذه الأوضاع الجديدة في حياة الجمهوريات السوفيتية لم ينعكس على دولة مستقلة كدولة روسيا البيضاء التي ارتبطت مباشرة بموسكو منذ تأسيسها ودخولها في الاتحاد السوفيتي طوعا والانحياز الكامل للغة الروسية التي ذابت فيها اللغة الأم البيلاروسية إحدى ففروع اللغة السلافية الأم التي تفرع منها العديد من اللغات التي يتكلمها الشعب السلافي بشكل عام مستخدما الحروف "الكريلية" والتي نجدها في كل من" روسيا، أوكرانيا ،بلغارية بولونية،تشيك،سلوفك ،صربيا ، مقدونيا سلوفينا، البوسنة والهرسك".

فاللغة كانت عامل أساسي أمام النخبة الجديدة في بيلاروسيا في عدم الإسراع في تجهيز قوة إعلامية خاصة بدولة روسيا البيضاء التي هي بأشد الحاجة إليها بظل حالة الاتحاد "الروسي-البيلاروسي "،إضافة إلى ضعف الإنتاج الإعلامي البيلاروسي بسبب الوضع الاقتصادي والتكنولوجي التي عانت منها جمهورية روسيا البيضاء بعد تفكك الاتحاد السوفياتي والتي خرجت جمهورية روسيا البيضاء من الاتحاد دون أية إمكانية مالية تخولها من الوقوف بوجه التحديات الجديدة التي كانت بانتظارها ،فكان الارتباط الاقتصادي للجمهورية بالعملة الروسية وحدة النقد الخاصة بروسية والتي أمنت لها الخطاء الاقتصادي،فكانت عملتها الروبل ،على اسم العملة السوفياتية الماضية التي بقيت حق الوراثة للدولة الروسية.روسيا البيضاء لم تعلن استقلالها عن الإمبراطورية السوفيتية أي يوم الخروج من الحقبة الشيوعية كما فعلت باقي الجمهوريات الأخرى،لقد أعلنت استقلالها في 3 تموز "يوليو"1945 يوم تحرير الدولة من الاحتلال و الهيمنة النازية الألمانية، عرفانا بالجميل للشعب والجيش الأحمر السوفيتي الذي قام بتحرير الدولة المحتلة من الاحتلال النازي.

الإعلام المرئي البيلاروسي :

لم يكن عند الدولة البيلاروسية سوى محطة تلفزيونية واحدة تبث باللغة البيلاروسية تأسست في العام 1959 بناء لقرار من السوفيت الأعلى تبث باللغة المحلية"لغة البلد"، وهي بحد ذاتها ضعيفة ومهملة جدا قليلة المتابعة من قبل الجمهور البيلاروسي المتابع للإعلام الروسي بالأصل،الذي يبث في بيلاروسيا دون منعه من البث الموجه للشعب من خلال القنوات العديدة التي تبث إلى كل دول الاتحاد السابق من المصدر الأساسي أي من عاصمة الكريملين "موسكو". روسية غنية جدا بتعداد القنوات المحلية والفضائية ولها مواد كافية لبثها في هذه القنوات ولها القدرة البشرية لتغطية كل الأحداث،من خلال شبكات الأخبار الواسعة التي تسيطر على كافة الأراضي الروسية والأجنبية ،والكوادر البشرية ذات الاختصاصات الواسعة، هذه القنوات لها القدرة على متابعة الأحداث في كافة دول العالم نتيجة القدرة الفنية والعملية والبشرية ،إضافة إلى المواد الكافية التي تستطيع تغطية العديد من التلفزيونات الأرضية والفضائية،نتيجة الفائض في الأرشيف الموروث عن الإمبراطورية الإعلامية السوفيتي التي سيطرت عليه موسكو، تعدد استوديوهات الإنتاج الموجودة في روسيا وتحديدا في عاصمتها موسكو،تعد كليات الإعلام والهندسة الصوتية والخراج التلفزيون، إضافة إلى قدرات مالية كبيرة في يد الدولة ورأس المال الروسي الخاص الذي ساهم بتطور العمل الإعلامي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهر دولة جديدة على الخارطة السياسية "اسمها روسيا الاتحادية "، فالتطور الإعلامي في روسيا كان بشكل سريع عكس حال الإعلام في جمهوريات الاتحاد المستقل، كما هو حال الأعلام في جمهورية روسيا البيضاء التي تركت استقبل البث الروسي من خلا ل أجهزة البث السوفيتية السابقة ووفقا لاتفاقية عقد بين الحكومتين الروسية والبيلاروسية في العام 1998 م .

تطور الإعلام البيلاروسي الجديد:

بدأت النخبة الإعلامية والاقتصادية الجدية تستفيد من البث الروسي المجاني على الأراضي البيلاروسية، والعمل على تطوير شبكاتها التلفزيونية الخاصة، في البدء قامت بربط البث الروسي من خلال مركز تحكم مركزي للدولة في مقر المحطة القومية التي كانت موجدة سابقا وتم تطويرها في العام 1991 لتكون القناة الأولى في الجمهورية .

كان العمل التلفزيوني الأول في جمهورية روسيا البيضاء من خلال تطوير قطاع الدعاية الخاصة التي استخدمت البث الروسي نفسه والاستفادة من ترويج الدعاية في جمهورية بيلاروسيا ضمن البث الروسي في وقت عرض الدعاية المركزية التي تستفيد منها روسية ، عندها أضحت الدعاية منفصلة في بيلاروسيا عن الدعاية في روسيا ممن شجع الكثير من رجال الإعمال في الدولة الدخول في هذا الميدان"قطاع الإعلام " والاستثمار في حقل الأعلام التلفزيوني والإعلامي. ساهمت الدولة بتطوير هذا القطاع الإنتاجي والإعلامي مستفيدة من البث الروسي واستعمال اللغة الروسية على كونها لغة رسمية في الدولة كاللغة البيلاروسية، وهذه الحالة الجديدة من الاستثمار الإعلامي ساعد الكثير من أصحاب رأس المال البيلاروسي والروسي والأجنبي الدخول في هذا الحقل، مما ساهم جديا في تطوير أعلام الدولة الخاص، و فتح العديد من القنوات التلفزيونية وخروج التلفزيون الرسمي وتلفزيون القناة الأولى للبث الفضائي .

بداية الإعلام المريء في روسيا البيضاء:

فإذا كانت الدولة استفادة من البث الروسي الموجه على أراضي الجمهورية، في استغلال الهواء لبث دعايتها التجارية الخاصة في بداية إنشاء القنوات الخاصة،مما شجع الدولة مجددا للاستفادة من البث في تشكيل هيئة تحرير إخبارية، تبث نشرة أخبار الدولة،ليس على القناة الأولى ،وإنما على القنوات الروسية الرئيسة التي تبث في الجمهورية ،وخاصة إن الدولة البيلاروسة تمارس سياسة خاصة بها، وتعاني بالوقت ذاته من حصار أوروبي اقتصادي وسياسي مشدد ،إضافة إلى هجوم سياسي وإعلامي كبير يمارس من الغرب وأمريكا.

روسيا لم تقطع البث عن الدولة البيلاروسية التي تربطها علاقة اتحاد اقتصادي وسياسي ،وبيلاروسيا تستخدم اللغة الروسية لغة رسمية ،والعملة الروسية عكس كل الجمهوريات الذين حاربوا روسيا وقطعوا البث عن الجماهير السوفيتية التي عاشت على ثقافة سوفيتية واللغة الروسية كانت الأساس ،لقد ترجموا البث إلى لغاتهم الخاصة وبثها على تلفزيوناتهم الرسمية ، لذلك لم يكن اعتراض روسي على استمرار البث الموجه بالرغم من استغلال الهواء لبث الدعاية والإخبار من قبل الإعلام البيلاروسي الجديد،بل ذهبت روسيا إلى أكثر من ذلك من خلال توقيع اتفاقية خاصة بين وزارتي الإعلام في الدولتين،ومد دولة بيلاروسيا بكل الإمكانيات الإعلامية التي تحتاجها محطاتها الرسمية التي سيتم إنشاءها لاحقا.

التلفزيونات الجديدة في بيلاروسيا:

في العام 1999 -2000 بدأت روسيا البيضاء بفتح قنوات تلفزيونية جديدة وبثها على كافة أراضي الجمهورية والفضاء الخارجي،وهذه المحطات تحولت فيما بعد إلى محطات تبث 24 ساعة في اليوم لتغطي كل اخبار الجمهورية والعالم الخارجي وخاصة الدول المجاورة للدولة والتي تخص سكان الدولة. لقد تم فتح هذه القنوات من خلال شركات خاصة مخلقة غير قابلة للتجارة بناءا لاتفاق خاص بين الدولة التي هي شريكة أساسية في إنشاء هذه القنوات وتملك 51% من رأسمال القنوات المتعددة، والرأسمال الخاص الذي يملك 49% من هذه الشركات التلفزيونية .

ومع دخول الدولة قطاع الإعلام المرئي في الجمهورية أصبح الإعلام،إعلام موجه من خلال سيطرة الدولة على الإعلام ومراقبة سيره،فالدولة أصبحت لها القدرة القوية على الإخبار وطريقة ترتيبها ونشرها على الهواء إضافة إلى البرامج السياسية التي تعكس طرح الدولة السياسي،فالدولة البيلاروسية أصبحت اللاعب القوي في الإعلام المرئي من خلال وجودها ثلاثة اتجاهات اتجاهات أساسية تسيطر على الإعلام المرئي :

1- التلفزيون القومي الموروث عن الاتحاد السوفيتي الذي تم تطوير بثه واستعمال اللغة الروسية فيه كاللغة أساسية بعد إن كانت لغة البلاد القومية، والذي يعبر عن سياسة الدولة الرسمية .

2- المحطات الروسية التي تبث في بيلاروسيا والتي تركت بنفس الأسماء الروسية دون التعرض لبثها الهوائي نهائيا ، بل الاستفادة من بثها في بث دعاية ونشرات إخبارية خاصة بالدولة البيلاروسية، وهي عديدة جدا، وأسمتها بنفس الأسماء الروسية من بيلاروسيا.

3- القنوات البيلاروسية الجديدة التي تم افتتاحها وهي صورة طبق الأصل عن قنوات روسية تم استنساخها،وطرحها في السوق البيلاروسية بمواضيع بيلاروسية .

القنوات البيلاروسية التي تستخدم في الهواء العادي:

ففي موضعنا هذا قسمنا محطات الإعلام المرئي التي تبث في جمهورية بيلاروسيا إلى ثلاثة اقسم رئيسة والتي تنتشر في كافة إرجاء الدولة وهي:

القسم الثاني من المحطات المرئية:

القناة القومية البيلاروسية الأولى :

تأسست هذه القناة عام 1959 على كونها قناة قومية بيلاروسيا "سوفيتية" ففي العا1991 أعاد هيكلتها على كونها قناة قومية للجمهورية المستقلة ،ففي العام 1999 م إعادة الدولة تركيبتها مجددا بطريقة جديدة مستخدمة فيها اللغة الروسية لتكون المحطة الرسمية الأولى في الجمهورية.

القناة الثانية :

قناة "أو أن تي" التلفزيون الاجتماعي العام تأسس عام 1999-2000 ،كأول قناة خاص في الدولة تملك الدولة الجزاء الأكبر في ولها التأثير الكبير في برامجه السياسية والنشرات الإخبارية. تم استنساخ هذا القناة عن القناة الروسية الرسمية الثانية " التلفزيون الاجتماعي العام" وهذا تلفزيون له استقلالية خاصة في روسيا.

القناة الثالثة:

"لاد" هو قناة العائلة من ترجمة من البيلاروسة والتي تعني جيد طبيعي ،وهذا القناة يهتم بمواضيع اجتماعية عائلية وإخبارية وثقافية،والذي استنسخ عن التلفزيون الروسي قناة الثقافة .

القناة الرابعة:

"اس تي في" قناة المدينة أو العاصمة "مينسك"، تأسس هذا القناة في العام 1999 ،ويهتم بأخبار العاصمة السياسية والثقافية والاقتصادية ، وللدولة القسم الأكبر في الشراكة .

وهذه القنوات الجديدة تملك الدولة فيهم القسم الأكبر من الشراكة التي تخولها فرض سياستها العامة، وتعين رؤساء تحرير للقنوات من قبل رئيس الدولة شخصيا كأي منصب رسمي في الدولة،إضافة إلى الحصول على عوائد مالية ليست بسيطة.

القسم الثاني من المحطات المرئية:

القناة الخامس :

قناة "مير" سلام، هذا التلفزيون مقره روسيا في العاصمة موسكو وهو تلفزيون لدول الاتحاد المستقل "دول الكومنولث، مؤلف من حصص خاصة تملكها الدول التي تدخل في هذا الاتحاد،وبيلاروسيا هي احدي هذه الدول ،مهمة هذا التلفزيون بث كل الأخبار المتعلقة بحياة هذه الدول "الاقتصادية الثقافية الاجتماعية والسياسية"اللغة الرسمية الروسية التي يتم بها البث على كل الجمهوريات المشاركة بهذا التلفزيون.

القناة السادسة :

محطة يورنيوز بالغة الروسية التي تملك روسيا جزاء كبيرا من هذه المحطة جانب دول كبيرة في أوروبا.

القناة السابعة:

محطة "أم تي في " المحطة الأوروبية التي تهتم بالموسيقى من خلال فرعها الروسي الذي يبث على الأراضي البيلاروسية.

القناة الثامنة:

محطة فيستي "سبورت" القناة الروسية الرياضية التي تهتم بالرياضة الروسية .

وهذه القنوات التي تبث في بيلاروسيا دون انقطاع أو تحويل نتيجة عدم وجود البديل لهم ،وبالتالي هم قنوات دعائية رياضية وإعلامية وفنية لروسيا في دولة تتكلم الروسي وتستقبل فنانين لروس في مهرجانات مختلفة، وتعلم اللغة الروسية وتمارس الرياضة والفن في المعاهد والجامعات الروسية،وبالتالي هناك فائدة متبادلة للدولتين من عرض هذه المواهب على قنوات روسية.

القسم الثالث من المحطات المرئية:

9-القناة الروسية الأولى تلفزيون او ان تي "تلفزيون الاجتماعي العام" وهو القناة الرسمية للدولة البيلاروسية ذو الاستقلالية الخاصة يبث في بيلاروسيا اوان تي" في يلاروسيا .

10 - القناة الروسية المستقلة "ا وان تي " وهذه القناة مستقلة أسست في العام 1990 من قبل صحافيين روس ذو نظرة ليبرالية بدعم رأسمال الأغنياء الروس الجدد ،لكن النظام الجديد في عهد بوتين استعاد السيطرة علة مجموعة قنوات هذه المحطة التي انتهت بهرب مؤسسها المليار دار"كوزينسكي اليهودي الروسي" إلى إسرائيل،تبث في بيلاروسيا "أو أن تي" في بيلاروسيا .

11- القناة الروسية الرسمية"أر تي ار " هذه القناة الرسمية الروسية التي تعبر عن سياسة الدولة الروسية التي يدخل الرأسمال الخاص في تركيبتها جانب الدولة التي تملك الحصة الكبيرة فيها تبث في بيلاروسيا "أر تي أر" في بيلاروسيا .

في هذا القسم تملك الدولة البيلاروسية بالاتفاق مع روسيا في استخدام هواء البث و الاستفادة من الدعايات الخاصة ،وبث نشرات الأخبار الخاصة بدولة بيلاروسيا مع المحافظة على الأخبار المستخدمة في النشرات الروسية .

إضافة إلى كل هذه المحطات التي تم عرضها يوجد محطات محلية أخرى يمكن بثها من محطات التلفزيون الخاصة في الإحياء والمناطق وهي محطات روسية وأوروبية متعددة،إضافة إلى محاطتين صغيرتين تبث في ببيلاروسيا ولا تغطي كافة المناطق ،القناة الموسيقية الأول: التي تهتم في الموسيقى البيلاروسية والروسية ،والمحطة الثانية:القناة الثامنة التي تبث الأفلام الروسية والأجنبية ولا تغطي مساحة كافية من أراضي الجمهورية.

لكن اليوم في الجمهورية و في كافة مدنها ونواحيها تنتشر التلفزيون الفضائية "الصحون الهوائية" بكثافة،وأصبحت موجودة في كافة البيوت البيلاروسية، والتي يتمكن المواطن العادي الاستفادة من بثها والتقاط محطاتها المختلفة،التي تمكن المشاهد الوصول إلى كافة القنوات الفضائية المحلية والعالمية دون مراقبة الدولة أو فرض رقابة معينة عليها .

لقد ربحت الدولة البيلاروسية من استخدام الفضاء الروسي وطرح محطاتها التلفزيونية بلغة روسية،فالدولة لم تغضب روسيا في قطع اللغة الروسية وبث لغة قومية شوفانية كما هو حال الجمهوريات الأخرى،بل استفادة الدولة من الدعم الروسي المالي والتقني للقنوات الجديدة ،وكذلك استخدام الفضاء الروسي في الاستفادة من حقل الدعاية والسيطرة على الإخبار الإعلامية من قبل الدولة ، عبر بث نشرات إخبار إضافية على الإخبار الروسية متعلقة بيبلاروسية ،فالدولة أضحت تسيطر على حركة الإعلام في روسيا البيضاء بطريقة "معكوفة" فالإعلام البيلاروسي هو إعلام دولة والدولة هي التي تضع الإستراتيجية الإعلامية الخاصة بها بظل غياب أو تغيب واضح لإعلام المعارضة المرئي المنافس في الجمهورية.

فإذا كان الإعلام الروسي الناطق باللغة الروسي يعرض 2% من الأخبار العربية وخاصة الثورات العربية والأحداث في كل من سورية واليمن وليبيا،نتيجة الموقف الروسي الداعم والمؤيد للدكتاتورية العربية القمعية المستبدة بحقوق الإنسان ،فان التلفزيون البيلاروسي تغيب عنها كل الأخبار التي تعصف بالمنطقة العربية من خلال خط صغير يتم عرضه لإحداث العالم، فالمواطن البيلاروسي مغيب نهائيا عن ماذا يجري في عالمنا العربي وما هي أسباب الحراك الشعبي الذي يعصف بدول العالم العربي .

فالإعلام المرئي في جمهورية بيلاروسيا لا يزال في مرحلة البداية بسبب القيود المفروض عليه من قبل الدولة والتي تتحكم به من خلال سيطرتها على وسائله المختلة،وقدرة موسكو في التحكم التكنولوجي والتقني والثقافي والاقتصادي بنمو إعلام مشابه للأعلام الروسي،بغض النظر عن سيطرة الدولة السياسية والأمنية على بعض فروعه المتشعبة.

د.خالد ممدوح العزي

باحث إعلامي مختص بشؤون روسيا ودول الكومنولث

Dr_izzi2007@hotmail.com

الأعلام المرئي: تطوره في روسيا البيضاء...!!!

الأعلام المرئي: تطوره في روسيا البيضاء...!!!

عين على الجمهورية رقم 6

الإعلام في روسيا البيضاء:

لم يكن سابقا الإعلام مستقل في جمهورية روسيا البيضاء أثناء الحقبة السوفيتية التي كانت تسيطر على الإعلام في كافة الجمهوريات الخاضعة لقرار الكريملين الإعلامي والسياسي والإيديولوجي،لكن روسيا البيضاء تختلف عن باقي الجمهوريات التي انفصلت عن طاعة موسكو لتشكل جمهوريات مستقلة ذات الحكم الذاتي والقرار السياسي والسيادي لسلطة سياسية جديدة ترى في موسكو عدو لها ولتطورها السياسي والاقتصادي والإيديولوجي ،لذا عملت على إنشاء إمبراطوريتها الإعلامية الخاصة من خلال فصل تلفزيوناتها الخاصة عن التلفزيون المركزي في موسكو والعمل على أنشاء محطات خاصة بها ناطقه بلغة الأم لكل جمهورية من الجمهوريات التي كانت قابعة في القبضة السوفيتية.

وضع روسيا البيضاء:

لكن كل هذه الأوضاع الجديدة في حياة الجمهوريات السوفيتية لم ينعكس على دولة مستقلة كدولة روسيا البيضاء التي ارتبطت مباشرة بموسكو منذ تأسيسها ودخولها في الاتحاد السوفيتي طوعا والانحياز الكامل للغة الروسية التي ذابت فيها اللغة الأم البيلاروسية إحدى ففروع اللغة السلافية الأم التي تفرع منها العديد من اللغات التي يتكلمها الشعب السلافي بشكل عام مستخدما الحروف "الكريلية" والتي نجدها في كل من" روسيا، أوكرانيا ،بلغارية بولونية،تشيك،سلوفك ،صربيا ، مقدونيا سلوفينا، البوسنة والهرسك".

فاللغة كانت عامل أساسي أمام النخبة الجديدة في بيلاروسيا في عدم الإسراع في تجهيز قوة إعلامية خاصة بدولة روسيا البيضاء التي هي بأشد الحاجة إليها بظل حالة الاتحاد "الروسي-البيلاروسي "،إضافة إلى ضعف الإنتاج الإعلامي البيلاروسي بسبب الوضع الاقتصادي والتكنولوجي التي عانت منها جمهورية روسيا البيضاء بعد تفكك الاتحاد السوفياتي والتي خرجت جمهورية روسيا البيضاء من الاتحاد دون أية إمكانية مالية تخولها من الوقوف بوجه التحديات الجديدة التي كانت بانتظارها ،فكان الارتباط الاقتصادي للجمهورية بالعملة الروسية وحدة النقد الخاصة بروسية والتي أمنت لها الخطاء الاقتصادي،فكانت عملتها الروبل ،على اسم العملة السوفياتية الماضية التي بقيت حق الوراثة للدولة الروسية.روسيا البيضاء لم تعلن استقلالها عن الإمبراطورية السوفيتية أي يوم الخروج من الحقبة الشيوعية كما فعلت باقي الجمهوريات الأخرى،لقد أعلنت استقلالها في 3 تموز "يوليو"1945 يوم تحرير الدولة من الاحتلال و الهيمنة النازية الألمانية، عرفانا بالجميل للشعب والجيش الأحمر السوفيتي الذي قام بتحرير الدولة المحتلة من الاحتلال النازي.

الإعلام المرئي البيلاروسي :

لم يكن عند الدولة البيلاروسية سوى محطة تلفزيونية واحدة تبث باللغة البيلاروسية تأسست في العام 1959 بناء لقرار من السوفيت الأعلى تبث باللغة المحلية"لغة البلد"، وهي بحد ذاتها ضعيفة ومهملة جدا قليلة المتابعة من قبل الجمهور البيلاروسي المتابع للإعلام الروسي بالأصل،الذي يبث في بيلاروسيا دون منعه من البث الموجه للشعب من خلال القنوات العديدة التي تبث إلى كل دول الاتحاد السابق من المصدر الأساسي أي من عاصمة الكريملين "موسكو". روسية غنية جدا بتعداد القنوات المحلية والفضائية ولها مواد كافية لبثها في هذه القنوات ولها القدرة البشرية لتغطية كل الأحداث،من خلال شبكات الأخبار الواسعة التي تسيطر على كافة الأراضي الروسية والأجنبية ،والكوادر البشرية ذات الاختصاصات الواسعة، هذه القنوات لها القدرة على متابعة الأحداث في كافة دول العالم نتيجة القدرة الفنية والعملية والبشرية ،إضافة إلى المواد الكافية التي تستطيع تغطية العديد من التلفزيونات الأرضية والفضائية،نتيجة الفائض في الأرشيف الموروث عن الإمبراطورية الإعلامية السوفيتي التي سيطرت عليه موسكو، تعدد استوديوهات الإنتاج الموجودة في روسيا وتحديدا في عاصمتها موسكو،تعد كليات الإعلام والهندسة الصوتية والخراج التلفزيون، إضافة إلى قدرات مالية كبيرة في يد الدولة ورأس المال الروسي الخاص الذي ساهم بتطور العمل الإعلامي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهر دولة جديدة على الخارطة السياسية "اسمها روسيا الاتحادية "، فالتطور الإعلامي في روسيا كان بشكل سريع عكس حال الإعلام في جمهوريات الاتحاد المستقل، كما هو حال الأعلام في جمهورية روسيا البيضاء التي تركت استقبل البث الروسي من خلا ل أجهزة البث السوفيتية السابقة ووفقا لاتفاقية عقد بين الحكومتين الروسية والبيلاروسية في العام 1998 م .

تطور الإعلام البيلاروسي الجديد:

بدأت النخبة الإعلامية والاقتصادية الجدية تستفيد من البث الروسي المجاني على الأراضي البيلاروسية، والعمل على تطوير شبكاتها التلفزيونية الخاصة، في البدء قامت بربط البث الروسي من خلال مركز تحكم مركزي للدولة في مقر المحطة القومية التي كانت موجدة سابقا وتم تطويرها في العام 1991 لتكون القناة الأولى في الجمهورية .

كان العمل التلفزيوني الأول في جمهورية روسيا البيضاء من خلال تطوير قطاع الدعاية الخاصة التي استخدمت البث الروسي نفسه والاستفادة من ترويج الدعاية في جمهورية بيلاروسيا ضمن البث الروسي في وقت عرض الدعاية المركزية التي تستفيد منها روسية ، عندها أضحت الدعاية منفصلة في بيلاروسيا عن الدعاية في روسيا ممن شجع الكثير من رجال الإعمال في الدولة الدخول في هذا الميدان"قطاع الإعلام " والاستثمار في حقل الأعلام التلفزيوني والإعلامي. ساهمت الدولة بتطوير هذا القطاع الإنتاجي والإعلامي مستفيدة من البث الروسي واستعمال اللغة الروسية على كونها لغة رسمية في الدولة كاللغة البيلاروسية، وهذه الحالة الجديدة من الاستثمار الإعلامي ساعد الكثير من أصحاب رأس المال البيلاروسي والروسي والأجنبي الدخول في هذا الحقل، مما ساهم جديا في تطوير أعلام الدولة الخاص، و فتح العديد من القنوات التلفزيونية وخروج التلفزيون الرسمي وتلفزيون القناة الأولى للبث الفضائي .

بداية الإعلام المريء في روسيا البيضاء:

فإذا كانت الدولة استفادة من البث الروسي الموجه على أراضي الجمهورية، في استغلال الهواء لبث دعايتها التجارية الخاصة في بداية إنشاء القنوات الخاصة،مما شجع الدولة مجددا للاستفادة من البث في تشكيل هيئة تحرير إخبارية، تبث نشرة أخبار الدولة،ليس على القناة الأولى ،وإنما على القنوات الروسية الرئيسة التي تبث في الجمهورية ،وخاصة إن الدولة البيلاروسة تمارس سياسة خاصة بها، وتعاني بالوقت ذاته من حصار أوروبي اقتصادي وسياسي مشدد ،إضافة إلى هجوم سياسي وإعلامي كبير يمارس من الغرب وأمريكا.

روسيا لم تقطع البث عن الدولة البيلاروسية التي تربطها علاقة اتحاد اقتصادي وسياسي ،وبيلاروسيا تستخدم اللغة الروسية لغة رسمية ،والعملة الروسية عكس كل الجمهوريات الذين حاربوا روسيا وقطعوا البث عن الجماهير السوفيتية التي عاشت على ثقافة سوفيتية واللغة الروسية كانت الأساس ،لقد ترجموا البث إلى لغاتهم الخاصة وبثها على تلفزيوناتهم الرسمية ، لذلك لم يكن اعتراض روسي على استمرار البث الموجه بالرغم من استغلال الهواء لبث الدعاية والإخبار من قبل الإعلام البيلاروسي الجديد،بل ذهبت روسيا إلى أكثر من ذلك من خلال توقيع اتفاقية خاصة بين وزارتي الإعلام في الدولتين،ومد دولة بيلاروسيا بكل الإمكانيات الإعلامية التي تحتاجها محطاتها الرسمية التي سيتم إنشاءها لاحقا.

التلفزيونات الجديدة في بيلاروسيا:

في العام 1999 -2000 بدأت روسيا البيضاء بفتح قنوات تلفزيونية جديدة وبثها على كافة أراضي الجمهورية والفضاء الخارجي،وهذه المحطات تحولت فيما بعد إلى محطات تبث 24 ساعة في اليوم لتغطي كل اخبار الجمهورية والعالم الخارجي وخاصة الدول المجاورة للدولة والتي تخص سكان الدولة. لقد تم فتح هذه القنوات من خلال شركات خاصة مخلقة غير قابلة للتجارة بناءا لاتفاق خاص بين الدولة التي هي شريكة أساسية في إنشاء هذه القنوات وتملك 51% من رأسمال القنوات المتعددة، والرأسمال الخاص الذي يملك 49% من هذه الشركات التلفزيونية .

ومع دخول الدولة قطاع الإعلام المرئي في الجمهورية أصبح الإعلام،إعلام موجه من خلال سيطرة الدولة على الإعلام ومراقبة سيره،فالدولة أصبحت لها القدرة القوية على الإخبار وطريقة ترتيبها ونشرها على الهواء إضافة إلى البرامج السياسية التي تعكس طرح الدولة السياسي،فالدولة البيلاروسية أصبحت اللاعب القوي في الإعلام المرئي من خلال وجودها ثلاثة اتجاهات اتجاهات أساسية تسيطر على الإعلام المرئي :

1- التلفزيون القومي الموروث عن الاتحاد السوفيتي الذي تم تطوير بثه واستعمال اللغة الروسية فيه كاللغة أساسية بعد إن كانت لغة البلاد القومية، والذي يعبر عن سياسة الدولة الرسمية .

2- المحطات الروسية التي تبث في بيلاروسيا والتي تركت بنفس الأسماء الروسية دون التعرض لبثها الهوائي نهائيا ، بل الاستفادة من بثها في بث دعاية ونشرات إخبارية خاصة بالدولة البيلاروسية، وهي عديدة جدا، وأسمتها بنفس الأسماء الروسية من بيلاروسيا.

3- القنوات البيلاروسية الجديدة التي تم افتتاحها وهي صورة طبق الأصل عن قنوات روسية تم استنساخها،وطرحها في السوق البيلاروسية بمواضيع بيلاروسية .

القنوات البيلاروسية التي تستخدم في الهواء العادي:

ففي موضعنا هذا قسمنا محطات الإعلام المرئي التي تبث في جمهورية بيلاروسيا إلى ثلاثة اقسم رئيسة والتي تنتشر في كافة إرجاء الدولة وهي:

القسم الثاني من المحطات المرئية:

القناة القومية البيلاروسية الأولى :

تأسست هذه القناة عام 1959 على كونها قناة قومية بيلاروسيا "سوفيتية" ففي العا1991 أعاد هيكلتها على كونها قناة قومية للجمهورية المستقلة ،ففي العام 1999 م إعادة الدولة تركيبتها مجددا بطريقة جديدة مستخدمة فيها اللغة الروسية لتكون المحطة الرسمية الأولى في الجمهورية.

القناة الثانية :

قناة "أو أن تي" التلفزيون الاجتماعي العام تأسس عام 1999-2000 ،كأول قناة خاص في الدولة تملك الدولة الجزاء الأكبر في ولها التأثير الكبير في برامجه السياسية والنشرات الإخبارية. تم استنساخ هذا القناة عن القناة الروسية الرسمية الثانية " التلفزيون الاجتماعي العام" وهذا تلفزيون له استقلالية خاصة في روسيا.

القناة الثالثة:

"لاد" هو قناة العائلة من ترجمة من البيلاروسة والتي تعني جيد طبيعي ،وهذا القناة يهتم بمواضيع اجتماعية عائلية وإخبارية وثقافية،والذي استنسخ عن التلفزيون الروسي قناة الثقافة .

القناة الرابعة:

"اس تي في" قناة المدينة أو العاصمة "مينسك"، تأسس هذا القناة في العام 1999 ،ويهتم بأخبار العاصمة السياسية والثقافية والاقتصادية ، وللدولة القسم الأكبر في الشراكة .

وهذه القنوات الجديدة تملك الدولة فيهم القسم الأكبر من الشراكة التي تخولها فرض سياستها العامة، وتعين رؤساء تحرير للقنوات من قبل رئيس الدولة شخصيا كأي منصب رسمي في الدولة،إضافة إلى الحصول على عوائد مالية ليست بسيطة.

القسم الثاني من المحطات المرئية:

القناة الخامس :

قناة "مير" سلام، هذا التلفزيون مقره روسيا في العاصمة موسكو وهو تلفزيون لدول الاتحاد المستقل "دول الكومنولث، مؤلف من حصص خاصة تملكها الدول التي تدخل في هذا الاتحاد،وبيلاروسيا هي احدي هذه الدول ،مهمة هذا التلفزيون بث كل الأخبار المتعلقة بحياة هذه الدول "الاقتصادية الثقافية الاجتماعية والسياسية"اللغة الرسمية الروسية التي يتم بها البث على كل الجمهوريات المشاركة بهذا التلفزيون.

القناة السادسة :

محطة يورنيوز بالغة الروسية التي تملك روسيا جزاء كبيرا من هذه المحطة جانب دول كبيرة في أوروبا.

القناة السابعة:

محطة "أم تي في " المحطة الأوروبية التي تهتم بالموسيقى من خلال فرعها الروسي الذي يبث على الأراضي البيلاروسية.

القناة الثامنة:

محطة فيستي "سبورت" القناة الروسية الرياضية التي تهتم بالرياضة الروسية .

وهذه القنوات التي تبث في بيلاروسيا دون انقطاع أو تحويل نتيجة عدم وجود البديل لهم ،وبالتالي هم قنوات دعائية رياضية وإعلامية وفنية لروسيا في دولة تتكلم الروسي وتستقبل فنانين لروس في مهرجانات مختلفة، وتعلم اللغة الروسية وتمارس الرياضة والفن في المعاهد والجامعات الروسية،وبالتالي هناك فائدة متبادلة للدولتين من عرض هذه المواهب على قنوات روسية.

القسم الثالث من المحطات المرئية:

9-القناة الروسية الأولى تلفزيون او ان تي "تلفزيون الاجتماعي العام" وهو القناة الرسمية للدولة البيلاروسية ذو الاستقلالية الخاصة يبث في بيلاروسيا اوان تي" في يلاروسيا .

10 - القناة الروسية المستقلة "ا وان تي " وهذه القناة مستقلة أسست في العام 1990 من قبل صحافيين روس ذو نظرة ليبرالية بدعم رأسمال الأغنياء الروس الجدد ،لكن النظام الجديد في عهد بوتين استعاد السيطرة علة مجموعة قنوات هذه المحطة التي انتهت بهرب مؤسسها المليار دار"كوزينسكي اليهودي الروسي" إلى إسرائيل،تبث في بيلاروسيا "أو أن تي" في بيلاروسيا .

11- القناة الروسية الرسمية"أر تي ار " هذه القناة الرسمية الروسية التي تعبر عن سياسة الدولة الروسية التي يدخل الرأسمال الخاص في تركيبتها جانب الدولة التي تملك الحصة الكبيرة فيها تبث في بيلاروسيا "أر تي أر" في بيلاروسيا .

في هذا القسم تملك الدولة البيلاروسية بالاتفاق مع روسيا في استخدام هواء البث و الاستفادة من الدعايات الخاصة ،وبث نشرات الأخبار الخاصة بدولة بيلاروسيا مع المحافظة على الأخبار المستخدمة في النشرات الروسية .

إضافة إلى كل هذه المحطات التي تم عرضها يوجد محطات محلية أخرى يمكن بثها من محطات التلفزيون الخاصة في الإحياء والمناطق وهي محطات روسية وأوروبية متعددة،إضافة إلى محاطتين صغيرتين تبث في ببيلاروسيا ولا تغطي كافة المناطق ،القناة الموسيقية الأول: التي تهتم في الموسيقى البيلاروسية والروسية ،والمحطة الثانية:القناة الثامنة التي تبث الأفلام الروسية والأجنبية ولا تغطي مساحة كافية من أراضي الجمهورية.

لكن اليوم في الجمهورية و في كافة مدنها ونواحيها تنتشر التلفزيون الفضائية "الصحون الهوائية" بكثافة،وأصبحت موجودة في كافة البيوت البيلاروسية، والتي يتمكن المواطن العادي الاستفادة من بثها والتقاط محطاتها المختلفة،التي تمكن المشاهد الوصول إلى كافة القنوات الفضائية المحلية والعالمية دون مراقبة الدولة أو فرض رقابة معينة عليها .

لقد ربحت الدولة البيلاروسية من استخدام الفضاء الروسي وطرح محطاتها التلفزيونية بلغة روسية،فالدولة لم تغضب روسيا في قطع اللغة الروسية وبث لغة قومية شوفانية كما هو حال الجمهوريات الأخرى،بل استفادة الدولة من الدعم الروسي المالي والتقني للقنوات الجديدة ،وكذلك استخدام الفضاء الروسي في الاستفادة من حقل الدعاية والسيطرة على الإخبار الإعلامية من قبل الدولة ، عبر بث نشرات إخبار إضافية على الإخبار الروسية متعلقة بيبلاروسية ،فالدولة أضحت تسيطر على حركة الإعلام في روسيا البيضاء بطريقة "معكوفة" فالإعلام البيلاروسي هو إعلام دولة والدولة هي التي تضع الإستراتيجية الإعلامية الخاصة بها بظل غياب أو تغيب واضح لإعلام المعارضة المرئي المنافس في الجمهورية.

فإذا كان الإعلام الروسي الناطق باللغة الروسي يعرض 2% من الأخبار العربية وخاصة الثورات العربية والأحداث في كل من سورية واليمن وليبيا،نتيجة الموقف الروسي الداعم والمؤيد للدكتاتورية العربية القمعية المستبدة بحقوق الإنسان ،فان التلفزيون البيلاروسي تغيب عنها كل الأخبار التي تعصف بالمنطقة العربية من خلال خط صغير يتم عرضه لإحداث العالم، فالمواطن البيلاروسي مغيب نهائيا عن ماذا يجري في عالمنا العربي وما هي أسباب الحراك الشعبي الذي يعصف بدول العالم العربي .

فالإعلام المرئي في جمهورية بيلاروسيا لا يزال في مرحلة البداية بسبب القيود المفروض عليه من قبل الدولة والتي تتحكم به من خلال سيطرتها على وسائله المختلة،وقدرة موسكو في التحكم التكنولوجي والتقني والثقافي والاقتصادي بنمو إعلام مشابه للأعلام الروسي،بغض النظر عن سيطرة الدولة السياسية والأمنية على بعض فروعه المتشعبة.

د.خالد ممدوح العزي

باحث إعلامي مختص بشؤون روسيا ودول الكومنولث

Dr_izzi2007@hotmail.com

الخميس، 8 ديسمبر 2011

الأعلام المرئي: تطوره في روسيا البيضاء...!!!

الأعلام المرئي: تطوره في روسيا البيضاء...!!!
عين على الجمهورية رقم 6
الإعلام في روسيا البيضاء:
لم يكن سابقا الإعلام مستقل في جمهورية روسيا البيضاء أثناء الحقبة السوفيتية التي كانت تسيطر على الإعلام في كافة الجمهوريات الخاضعة لقرار الكريملين الإعلامي والسياسي والإيديولوجي،لكن روسيا البيضاء تختلف عن باقي الجمهوريات التي انفصلت عن طاعة موسكو لتشكل جمهوريات مستقلة ذات الحكم الذاتي والقرار السياسي والسيادي لسلطة سياسية جديدة ترى في موسكو عدو لها ولتطورها السياسي والاقتصادي والإيديولوجي ،لذا عملت على إنشاء إمبراطوريتها الإعلامية الخاصة من خلال فصل تلفزيوناتها الخاصة عن التلفزيون المركزي في موسكو والعمل على أنشاء محطات خاصة بها ناطقه بلغة الأم لكل جمهورية من الجمهوريات التي كانت قابعة في القبضة السوفيتية.
وضع روسيا البيضاء:
لكن كل هذه الأوضاع الجديدة في حياة الجمهوريات السوفيتية لم ينعكس على دولة مستقلة كدولة روسيا البيضاء التي ارتبطت مباشرة بموسكو منذ تأسيسها ودخولها في الاتحاد السوفيتي طوعا والانحياز الكامل للغة الروسية التي ذابت فيها اللغة الأم البيلاروسية إحدى ففروع اللغة السلافية الأم التي تفرع منها العديد من اللغات التي يتكلمها الشعب السلافي بشكل عام مستخدما الحروف "الكريلية" والتي نجدها في كل من" روسيا، أوكرانيا ،بلغارية بولونية،تشيك،سلوفك ،صربيا ، مقدونيا سلوفينا، البوسنة والهرسك".
فاللغة كانت عامل أساسي أمام النخبة الجديدة في بيلاروسيا في عدم الإسراع في تجهيز قوة إعلامية خاصة بدولة روسيا البيضاء التي هي بأشد الحاجة إليها بظل حالة الاتحاد "الروسي-البيلاروسي "،إضافة إلى ضعف الإنتاج الإعلامي البيلاروسي بسبب الوضع الاقتصادي والتكنولوجي التي عانت منها جمهورية روسيا البيضاء بعد تفكك الاتحاد السوفياتي والتي خرجت جمهورية روسيا البيضاء من الاتحاد دون أية إمكانية مالية تخولها من الوقوف بوجه التحديات الجديدة التي كانت بانتظارها ،فكان الارتباط الاقتصادي للجمهورية بالعملة الروسية وحدة النقد الخاصة بروسية والتي أمنت لها الخطاء الاقتصادي،فكانت عملتها الروبل ،على اسم العملة السوفياتية الماضية التي بقيت حق الوراثة للدولة الروسية.روسيا البيضاء لم تعلن استقلالها عن الإمبراطورية السوفيتية أي يوم الخروج من الحقبة الشيوعية كما فعلت باقي الجمهوريات الأخرى،لقد أعلنت استقلالها في 3 تموز "يوليو"1945 يوم تحرير الدولة من الاحتلال و الهيمنة النازية الألمانية، عرفانا بالجميل للشعب والجيش الأحمر السوفيتي الذي قام بتحرير الدولة المحتلة من الاحتلال النازي.
الإعلام المرئي البيلاروسي :
لم يكن عند الدولة البيلاروسية سوى محطة تلفزيونية واحدة تبث باللغة البيلاروسية تأسست في العام 1959 بناء لقرار من السوفيت الأعلى تبث باللغة المحلية"لغة البلد"، وهي بحد ذاتها ضعيفة ومهملة جدا قليلة المتابعة من قبل الجمهور البيلاروسي المتابع للإعلام الروسي بالأصل،الذي يبث في بيلاروسيا دون منعه من البث الموجه للشعب من خلال القنوات العديدة التي تبث إلى كل دول الاتحاد السابق من المصدر الأساسي أي من عاصمة الكريملين "موسكو". روسية غنية جدا بتعداد القنوات المحلية والفضائية ولها مواد كافية لبثها في هذه القنوات ولها القدرة البشرية لتغطية كل الأحداث،من خلال شبكات الأخبار الواسعة التي تسيطر على كافة الأراضي الروسية والأجنبية ،والكوادر البشرية ذات الاختصاصات الواسعة، هذه القنوات لها القدرة على متابعة الأحداث في كافة دول العالم نتيجة القدرة الفنية والعملية والبشرية ،إضافة إلى المواد الكافية التي تستطيع تغطية العديد من التلفزيونات الأرضية والفضائية،نتيجة الفائض في الأرشيف الموروث عن الإمبراطورية الإعلامية السوفيتي التي سيطرت عليه موسكو، تعدد استوديوهات الإنتاج الموجودة في روسيا وتحديدا في عاصمتها موسكو،تعد كليات الإعلام والهندسة الصوتية والخراج التلفزيون، إضافة إلى قدرات مالية كبيرة في يد الدولة ورأس المال الروسي الخاص الذي ساهم بتطور العمل الإعلامي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهر دولة جديدة على الخارطة السياسية "اسمها روسيا الاتحادية "، فالتطور الإعلامي في روسيا كان بشكل سريع عكس حال الإعلام في جمهوريات الاتحاد المستقل، كما هو حال الأعلام في جمهورية روسيا البيضاء التي تركت استقبل البث الروسي من خلا ل أجهزة البث السوفيتية السابقة ووفقا لاتفاقية عقد بين الحكومتين الروسية والبيلاروسية في العام 1998 م .
تطور الإعلام البيلاروسي الجديد:
بدأت النخبة الإعلامية والاقتصادية الجدية تستفيد من البث الروسي المجاني على الأراضي البيلاروسية، والعمل على تطوير شبكاتها التلفزيونية الخاصة، في البدء قامت بربط البث الروسي من خلال مركز تحكم مركزي للدولة في مقر المحطة القومية التي كانت موجدة سابقا وتم تطويرها في العام 1991 لتكون القناة الأولى في الجمهورية .
كان العمل التلفزيوني الأول في جمهورية روسيا البيضاء من خلال تطوير قطاع الدعاية الخاصة التي استخدمت البث الروسي نفسه والاستفادة من ترويج الدعاية في جمهورية بيلاروسيا ضمن البث الروسي في وقت عرض الدعاية المركزية التي تستفيد منها روسية ، عندها أضحت الدعاية منفصلة في بيلاروسيا عن الدعاية في روسيا ممن شجع الكثير من رجال الإعمال في الدولة الدخول في هذا الميدان"قطاع الإعلام " والاستثمار في حقل الأعلام التلفزيوني والإعلامي. ساهمت الدولة بتطوير هذا القطاع الإنتاجي والإعلامي مستفيدة من البث الروسي واستعمال اللغة الروسية على كونها لغة رسمية في الدولة كاللغة البيلاروسية، وهذه الحالة الجديدة من الاستثمار الإعلامي ساعد الكثير من أصحاب رأس المال البيلاروسي والروسي والأجنبي الدخول في هذا الحقل، مما ساهم جديا في تطوير أعلام الدولة الخاص، و فتح العديد من القنوات التلفزيونية وخروج التلفزيون الرسمي وتلفزيون القناة الأولى للبث الفضائي .
بداية الإعلام المريء في روسيا البيضاء:
فإذا كانت الدولة استفادة من البث الروسي الموجه على أراضي الجمهورية، في استغلال الهواء لبث دعايتها التجارية الخاصة في بداية إنشاء القنوات الخاصة،مما شجع الدولة مجددا للاستفادة من البث في تشكيل هيئة تحرير إخبارية، تبث نشرة أخبار الدولة،ليس على القناة الأولى ،وإنما على القنوات الروسية الرئيسة التي تبث في الجمهورية ،وخاصة إن الدولة البيلاروسة تمارس سياسة خاصة بها، وتعاني بالوقت ذاته من حصار أوروبي اقتصادي وسياسي مشدد ،إضافة إلى هجوم سياسي وإعلامي كبير يمارس من الغرب وأمريكا.
روسيا لم تقطع البث عن الدولة البيلاروسية التي تربطها علاقة اتحاد اقتصادي وسياسي ،وبيلاروسيا تستخدم اللغة الروسية لغة رسمية ،والعملة الروسية عكس كل الجمهوريات الذين حاربوا روسيا وقطعوا البث عن الجماهير السوفيتية التي عاشت على ثقافة سوفيتية واللغة الروسية كانت الأساس ،لقد ترجموا البث إلى لغاتهم الخاصة وبثها على تلفزيوناتهم الرسمية ، لذلك لم يكن اعتراض روسي على استمرار البث الموجه بالرغم من استغلال الهواء لبث الدعاية والإخبار من قبل الإعلام البيلاروسي الجديد،بل ذهبت روسيا إلى أكثر من ذلك من خلال توقيع اتفاقية خاصة بين وزارتي الإعلام في الدولتين،ومد دولة بيلاروسيا بكل الإمكانيات الإعلامية التي تحتاجها محطاتها الرسمية التي سيتم إنشاءها لاحقا.
التلفزيونات الجديدة في بيلاروسيا:
في العام 1999 -2000 بدأت روسيا البيضاء بفتح قنوات تلفزيونية جديدة وبثها على كافة أراضي الجمهورية والفضاء الخارجي،وهذه المحطات تحولت فيما بعد إلى محطات تبث 24 ساعة في اليوم لتغطي كل اخبار الجمهورية والعالم الخارجي وخاصة الدول المجاورة للدولة والتي تخص سكان الدولة. لقد تم فتح هذه القنوات من خلال شركات خاصة مخلقة غير قابلة للتجارة بناءا لاتفاق خاص بين الدولة التي هي شريكة أساسية في إنشاء هذه القنوات وتملك 51% من رأسمال القنوات المتعددة، والرأسمال الخاص الذي يملك 49% من هذه الشركات التلفزيونية .
ومع دخول الدولة قطاع الإعلام المرئي في الجمهورية أصبح الإعلام،إعلام موجه من خلال سيطرة الدولة على الإعلام ومراقبة سيره،فالدولة أصبحت لها القدرة القوية على الإخبار وطريقة ترتيبها ونشرها على الهواء إضافة إلى البرامج السياسية التي تعكس طرح الدولة السياسي،فالدولة البيلاروسية أصبحت اللاعب القوي في الإعلام المرئي من خلال وجودها ثلاثة اتجاهات اتجاهات أساسية تسيطر على الإعلام المرئي :
1- التلفزيون القومي الموروث عن الاتحاد السوفيتي الذي تم تطوير بثه واستعمال اللغة الروسية فيه كاللغة أساسية بعد إن كانت لغة البلاد القومية، والذي يعبر عن سياسة الدولة الرسمية .
2- المحطات الروسية التي تبث في بيلاروسيا والتي تركت بنفس الأسماء الروسية دون التعرض لبثها الهوائي نهائيا ، بل الاستفادة من بثها في بث دعاية ونشرات إخبارية خاصة بالدولة البيلاروسية، وهي عديدة جدا، وأسمتها بنفس الأسماء الروسية من بيلاروسيا.
3- القنوات البيلاروسية الجديدة التي تم افتتاحها وهي صورة طبق الأصل عن قنوات روسية تم استنساخها،وطرحها في السوق البيلاروسية بمواضيع بيلاروسية .
القنوات البيلاروسية التي تستخدم في الهواء العادي:
ففي موضعنا هذا قسمنا محطات الإعلام المرئي التي تبث في جمهورية بيلاروسيا إلى ثلاثة اقسم رئيسة والتي تنتشر في كافة إرجاء الدولة وهي:
القسم الثاني من المحطات المرئية:
القناة القومية البيلاروسية الأولى :
تأسست هذه القناة عام 1959 على كونها قناة قومية بيلاروسيا "سوفيتية" ففي العا1991 أعاد هيكلتها على كونها قناة قومية للجمهورية المستقلة ،ففي العام 1999 م إعادة الدولة تركيبتها مجددا بطريقة جديدة مستخدمة فيها اللغة الروسية لتكون المحطة الرسمية الأولى في الجمهورية.
القناة الثانية :
قناة "أو أن تي" التلفزيون الاجتماعي العام تأسس عام 1999-2000 ،كأول قناة خاص في الدولة تملك الدولة الجزاء الأكبر في ولها التأثير الكبير في برامجه السياسية والنشرات الإخبارية. تم استنساخ هذا القناة عن القناة الروسية الرسمية الثانية " التلفزيون الاجتماعي العام" وهذا تلفزيون له استقلالية خاصة في روسيا.
القناة الثالثة:
"لاد" هو قناة العائلة من ترجمة من البيلاروسة والتي تعني جيد طبيعي ،وهذا القناة يهتم بمواضيع اجتماعية عائلية وإخبارية وثقافية،والذي استنسخ عن التلفزيون الروسي قناة الثقافة .
القناة الرابعة:
"اس تي في" قناة المدينة أو العاصمة "مينسك"، تأسس هذا القناة في العام 1999 ،ويهتم بأخبار العاصمة السياسية والثقافية والاقتصادية ، وللدولة القسم الأكبر في الشراكة .
وهذه القنوات الجديدة تملك الدولة فيهم القسم الأكبر من الشراكة التي تخولها فرض سياستها العامة، وتعين رؤساء تحرير للقنوات من قبل رئيس الدولة شخصيا كأي منصب رسمي في الدولة،إضافة إلى الحصول على عوائد مالية ليست بسيطة.
القسم الثاني من المحطات المرئية:
القناة الخامس :
قناة "مير" سلام، هذا التلفزيون مقره روسيا في العاصمة موسكو وهو تلفزيون لدول الاتحاد المستقل "دول الكومنولث، مؤلف من حصص خاصة تملكها الدول التي تدخل في هذا الاتحاد،وبيلاروسيا هي احدي هذه الدول ،مهمة هذا التلفزيون بث كل الأخبار المتعلقة بحياة هذه الدول "الاقتصادية الثقافية الاجتماعية والسياسية"اللغة الرسمية الروسية التي يتم بها البث على كل الجمهوريات المشاركة بهذا التلفزيون.
القناة السادسة :
محطة يورنيوز بالغة الروسية التي تملك روسيا جزاء كبيرا من هذه المحطة جانب دول كبيرة في أوروبا.
القناة السابعة:
محطة "أم تي في " المحطة الأوروبية التي تهتم بالموسيقى من خلال فرعها الروسي الذي يبث على الأراضي البيلاروسية.
القناة الثامنة:
محطة فيستي "سبورت" القناة الروسية الرياضية التي تهتم بالرياضة الروسية .
وهذه القنوات التي تبث في بيلاروسيا دون انقطاع أو تحويل نتيجة عدم وجود البديل لهم ،وبالتالي هم قنوات دعائية رياضية وإعلامية وفنية لروسيا في دولة تتكلم الروسي وتستقبل فنانين لروس في مهرجانات مختلفة، وتعلم اللغة الروسية وتمارس الرياضة والفن في المعاهد والجامعات الروسية،وبالتالي هناك فائدة متبادلة للدولتين من عرض هذه المواهب على قنوات روسية.
القسم الثالث من المحطات المرئية:
9-القناة الروسية الأولى تلفزيون او ان تي "تلفزيون الاجتماعي العام" وهو القناة الرسمية للدولة البيلاروسية ذو الاستقلالية الخاصة يبث في بيلاروسيا اوان تي" في يلاروسيا .
10 - القناة الروسية المستقلة "ا وان تي " وهذه القناة مستقلة أسست في العام 1990 من قبل صحافيين روس ذو نظرة ليبرالية بدعم رأسمال الأغنياء الروس الجدد ،لكن النظام الجديد في عهد بوتين استعاد السيطرة علة مجموعة قنوات هذه المحطة التي انتهت بهرب مؤسسها المليار دار"كوزينسكي اليهودي الروسي" إلى إسرائيل،تبث في بيلاروسيا "أو أن تي" في بيلاروسيا .
11- القناة الروسية الرسمية"أر تي ار " هذه القناة الرسمية الروسية التي تعبر عن سياسة الدولة الروسية التي يدخل الرأسمال الخاص في تركيبتها جانب الدولة التي تملك الحصة الكبيرة فيها تبث في بيلاروسيا "أر تي أر" في بيلاروسيا .
في هذا القسم تملك الدولة البيلاروسية بالاتفاق مع روسيا في استخدام هواء البث و الاستفادة من الدعايات الخاصة ،وبث نشرات الأخبار الخاصة بدولة بيلاروسيا مع المحافظة على الأخبار المستخدمة في النشرات الروسية .
إضافة إلى كل هذه المحطات التي تم عرضها يوجد محطات محلية أخرى يمكن بثها من محطات التلفزيون الخاصة في الإحياء والمناطق وهي محطات روسية وأوروبية متعددة،إضافة إلى محاطتين صغيرتين تبث في ببيلاروسيا ولا تغطي كافة المناطق ،القناة الموسيقية الأول: التي تهتم في الموسيقى البيلاروسية والروسية ،والمحطة الثانية:القناة الثامنة التي تبث الأفلام الروسية والأجنبية ولا تغطي مساحة كافية من أراضي الجمهورية.
لكن اليوم في الجمهورية و في كافة مدنها ونواحيها تنتشر التلفزيون الفضائية "الصحون الهوائية" بكثافة،وأصبحت موجودة في كافة البيوت البيلاروسية، والتي يتمكن المواطن العادي الاستفادة من بثها والتقاط محطاتها المختلفة،التي تمكن المشاهد الوصول إلى كافة القنوات الفضائية المحلية والعالمية دون مراقبة الدولة أو فرض رقابة معينة عليها .
لقد ربحت الدولة البيلاروسية من استخدام الفضاء الروسي وطرح محطاتها التلفزيونية بلغة روسية،فالدولة لم تغضب روسيا في قطع اللغة الروسية وبث لغة قومية شوفانية كما هو حال الجمهوريات الأخرى،بل استفادة الدولة من الدعم الروسي المالي والتقني للقنوات الجديدة ،وكذلك استخدام الفضاء الروسي في الاستفادة من حقل الدعاية والسيطرة على الإخبار الإعلامية من قبل الدولة ، عبر بث نشرات إخبار إضافية على الإخبار الروسية متعلقة بيبلاروسية ،فالدولة أضحت تسيطر على حركة الإعلام في روسيا البيضاء بطريقة "معكوفة" فالإعلام البيلاروسي هو إعلام دولة والدولة هي التي تضع الإستراتيجية الإعلامية الخاصة بها بظل غياب أو تغيب واضح لإعلام المعارضة المرئي المنافس في الجمهورية.
فإذا كان الإعلام الروسي الناطق باللغة الروسي يعرض 2% من الأخبار العربية وخاصة الثورات العربية والأحداث في كل من سورية واليمن وليبيا،نتيجة الموقف الروسي الداعم والمؤيد للدكتاتورية العربية القمعية المستبدة بحقوق الإنسان ،فان التلفزيون البيلاروسي تغيب عنها كل الأخبار التي تعصف بالمنطقة العربية من خلال خط صغير يتم عرضه لإحداث العالم، فالمواطن البيلاروسي مغيب نهائيا عن ماذا يجري في عالمنا العربي وما هي أسباب الحراك الشعبي الذي يعصف بدول العالم العربي .
فالإعلام المرئي في جمهورية بيلاروسيا لا يزال في مرحلة البداية بسبب القيود المفروض عليه من قبل الدولة والتي تتحكم به من خلال سيطرتها على وسائله المختلة،وقدرة موسكو في التحكم التكنولوجي والتقني والثقافي والاقتصادي بنمو إعلام مشابه للأعلام الروسي،بغض النظر عن سيطرة الدولة السياسية والأمنية على بعض فروعه المتشعبة.
د.خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي مختص بشؤون روسيا ودول الكومنولث Dr_izzi2007@hotmail.com

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

إيران في مرمى النار ...!!!

إيران في مرمى النار ...!!!

من جديد اشتعل فتيل الأزمة الإيرانية البريطانية ،بعد احتلال السفارة البريطانية في طهران في 29 تشرين الثاني نوفمبر 2011 ،اثر الهجوم الطلابي الإيراني المندد بالعقوبات الاقتصادية البريطانية الجديدة التي شملت قطاع المصارف والبنوك التي تربطها صلة بالأموال الإيرانية والتي تشارك بتمويل المشروع النووي الإيراني ،فالأزمة البريطانية الإيرانية ليست بجديدة، لكون إيران تتهم بريطانيا بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية وخاصة منذ نتائج الانتخابات الإيرانية التي فجرت الثورة الخضراء عام 2009 ،واستمرت في حرب إعلامية ضروس من خلال قناة "البي بي سي "الناطقة الفارسية الممولة من الحكومة البريطانية وقناة "برس تي في" الناطقة بالانكليزية والممولة من قبل الحكومة الإيرانية ، والتي تتهم إيران بتسليح حركة طالبنا التي تواجه حركة الناتو في أفغانستان ، والجدير بالذكر بان بريطانيا لم تتخذ مواقف متشددة ضد إيران سابقا، فالعلاقات الديبلوماسية استمرت كما هي عليه، بالرغم من اللهجة الإيرانية القاسية ضد لندن ،لكن طهران أبقت التمثيل الديبلوماسي كما هو ، استطاعت إيران سابقا من تحقيق نصرا ديبلوماسيا وسياسيا ، مزدوجا ،عندما اعتقلت إيران البحارة 15 البريطانيين في المياه الإقليمية الإيرانية، نجحت في عملية الاعتقال وفي عملية الإفراج ،مما اجبر لندن على السكوت وعدم الرد على الخطوات الايرانية نتيجة تواجدها العسكري في جنوب العراق ذات السيطرة الإيرانية،وتخوفا من ردة فعل إيران والأحزاب الموالية لها،مما اجبر البحرية البريطانية بالالتزام التام وعدم تخطي المياه الإقليمية أثناء تواجدهم في العراق. فالأزمة الحالية المتصاعدة ، إذا هي امتداد لفصول طويلة من الأزمات السابقة التي تعصف بالبلدين طوال فترة الحرب الباردة بين طهران والغرب، والتي كانت أخرها عملية اقتحام السفارة البريطانية وتخريب محتويتها الداخلية واعتقال عددا من الرهائن،كما حدث في السابق مع السفارة الأمريكية في العام 1979 عندما اقتحم الطلاب الإيرانيين السفارة وتم احتجاز الرهائن الأمريكيين .

بظل هذا المشهد المتصاعد من الصراع الديبلوماسي بين البلدين ،بدأ يأخذ نوعا جديدا من الصراع في مرحلة أكثر ضراوة وشراسة بعد حرق السفارة البريطانية ،فالمعركة تبدو تتجه نحو التصعيد ،وتسير الدول الغربية نحو هذا الاتجاه من خلال التضييق على ملف النووي للجمهورية الإسلامية، و الذي أصبح أكثر عرضة للنقد، وجره نحو الأمم المتحدة وسحبه من يد الوكالة الدولية للطاقة النووية .

فالقرار البريطاني القاضي بفرض عقوبات اقتصادية ومالية ، تشمل مقاطعة كاملة لكل القطاعات المالية والاقتصادية الممثلة بالبنوك الغربية التي لا تزال تربطها بطهران علاقة مالية تساعدها في التحرك بهدوء لتامين مشترياتها التكنولوجية لمشروعها النووي، لكن القرار الأوروبي والغربي فرض عقوبات جديدة على قطاع النفط والبتر وكيميائية التي لم تشملها سابقا أية عقوبات، وهذا القرار هو الذي أزعج السلطة الإيرانية والذي سيسب لها أزمة خانقة .بالرغم من إن مجلس الدستور الإيراني الذي صادق بالإجماع على تخفيض مستوى العلاقات مع بريطانيا إلى مستوى قائم بالإعمال، مما يلزم الحكومة الإيرانية بتنفيذ القرار خلال 15 يوم من اتخاذه لطرد السفير البريطاني والإبقاء على القائم بالإعمال،كما اثأر النواب الإيرانيين معاقبة بلدان أخرى تسير بنفس الطريق البريطانية، هو الذي شجع الطلاب على تنفيذ عملية الاقتحام .

لكن عملية اقتحام السفارة البريطانية في طهران وإنزال العلم البريطاني لم تكن خطوة عادية ،لأنها ساهمت بتصعيد المواقف بين البلدين ،ولم يكتفي الجانب البريطاني بالاعتذار الذي قدمه رئيس الديبلوماسية الإيرانية على اكبر صالحي ،لان بريطانيا تعتبر بان طهران هي المسؤولة عن حماية المواقع الديبلوماسية حسب الأعراف الدولية والأطر المتبعة دوليا، وهي خطوة مهينة لدولة نفسها وللعالم ،وبالرغم من التنديد الدولي من الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي وأمريكا وبعض الدول الإسلامية، فان هذا الرد هو تحذيرا دوليا لإيران بحماية البعثات الديبلوماسية وتامين سلامة المبعوثين الدوليين، لكن تصريح وزير الخارجية البريطاني و"ليم هيغ" كان قاسا جدا،من خلال توعده بالرد على الأعمال الإيرانية العدوانية، والتي تمثلت مبدئيا بإغلاق السفارة الإيرانية في لندن في 30 تشرين الثاني" نوفمبر ". هذا التهديد الذي تلقته إيران من كبير الديبلوماسيين البريطانيين،سوف يكون له صده في دول أوروبية عديدة لتقوم بإغلاق سفارتها الرسمية في طهران تضامنا مع بريطانيا وتحسبا لأي عملية عدوانية ،اضافة للشجب الديبلوماسي والسياسي ،بالإضافة إلى التقيد بتنفيذ رزمة عقوبات اقتصادية شديدة على قطاعات اقتصادية مختلفة تقوم بها بريطانيا مع شركائها الغربيين، فالعقوبات البريطانية التي فرضت على إيران وتشمل القرارات " وقف كل التعاملات بين القطاع المالي البريطاني والمصارف الإيرانية وأصول البنك المركزي الإيراني ووقف شراء مشتقات النفط الإيراني". لتلحقها فيما بعد إغلاق السفارة الإيرانية في لندن وطرد الديبلوماسيين الإيرانيين ، والحبل على الجرار بانتظار تطور موقف البلدين الملتهبة .

فالموقف الإيراني الذي يعتبر بان العقوبات الاقتصادية على طهران هي حرب يشنها الغرب على الشعب الإيراني وهي عقوبات عدائية غير شرعية وغير قانونية، هذا ما عبر عنه موقف علي لاريجاني الذي شجب مجلس الأمن الذي أدان عملية الاعتداء على السفارة وقد دعا بريطانيا لعدم تكبير الأمور وإخراجها عن حجمها الطبيعي نتيجة إخلال امني من قبل طلاب إيرانيين قاموا باحتلال السفارة.

فالطلاب الإيرانيين الذي قاموا بمهاجمة السفارة وكانوا يرفعون شعار واضحا موجها ضد الإرهاب الثلاثي "أمريكا بريطانيا وإسرائيل"لم تكن هذا الخطوة بعيدة عن رغبة الدولة الإسلامية، ودون التنسيق المسبق مع قوات حرس البسيج، لكن هذا الاعتداء الإيراني يعتبر رسالة سياسية غير مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية التي تخوض الصراع المباشر مع إيران، فإيران التي تخوض محادثات غير مباشرة وسرية مع أمريكا للتفاهم على العديد من الملفات التي تخص منطقة الشرق الأوسط ،بظل السياسة الامريكية التي تمارسها واشنطن بين الترهيب والترغيب مع إيران ، وخاصة بظل خروج عسكري أمريكي من العراق قبل نهاية الشهر القادم ،فأمريكا التي تريد اخرج جيشها وقواتها العسكرية من العرق بطريقة أمنة دون خسائر بشرية ،لان الرئيس اوباما لا يتحمل أية خسائر بشرية، وهو على أبواب انتخابات رئيسية لولاية ثانية ، وكذلك البحث في الملف النووي الذي بات موضع صراع حقيقي بين الغرب وإيران ، إضافة للموضع السوري وأفغاني، أمريكا تمارس سياسة إعلامية تصعيده ضد إيران لكي تتمكن أمريكا من التفاوض بقوة بظل الضغط الغربي على إيران ،لكن الرد الإيراني الذي جاء سريعا على رفض الضغوط الأمريكية والغربية على إيران ،من خلال استخدام العقوبات على قطاع النفط الحيوي الإيراني والتي تقوم أوروبا بشراء النفط بشكل خاص ،والذي يشكل لإيران مخرجا هاما لفك عزلتها الاقتصادي الخانقة المفروضة عليها، من خلال عملية الاقتحام .

لكن المرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس الأمريكي "براك اوباما" والقاضي بطرح رزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على إيران ، ستكون قوة ضغط اضافية اثناء التفاوض ،فالعقوبات المطروحة قاسية جدا على الجمهورية الإسلامية ، لكن اوباما بررا ذلك بان الجمهورية وقياداتها اختاروا العزلة الدولية من خلال الاستمرار بتطوير البرنامج النووي، وعدم الانصياع للإدارة الدولية والتعاون معها، وأنظمت إليه كل من فرسنا وبريطانيا،في تجميد الأموال في المصارف الأوروبية وفرض حظر على شراء النفط .

لكن روسيا التي تعتبر العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، ماهية إلا أوراق ضغط تستخدمها الدول الغربية على إيران لتنفيذ شروطها وبالتالي هي عقوبات غير شرعية وغير قانونية ، وموسكو ترفضها لأنها تزيد الأزمة وتربكها وتعقد حلولها .

وتبقى الأزمة مفتحة على مصراعيها بين إيران وبريطانيا لتنضم إليها دول جديدة متضامنة مع بريطانيا، لتستمر الأزمة بالتصاعد وتأخذ شكلا جديدا من المواجه السياسية والديبلوماسي والاقتصادي بمشاركة دول كثيرة سوف تنضم إلى قوائم المعترضين على سياسة إيران الداخلية والخارجية ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ماذا تستفيد ايران في اشعال هذه المعركة الديبلوماسية مع الغرب، و التي تنذرها بسحب السفراء الأجانب وإقفال السفارات الإيرانية في الغربي لتدخل إيران من جيد في عزلة دولية خانقة نتيجة أغطاء متزايدة تتراكم فوق بعضها البعض للسياسة الخارجية التي تنتهجها إيران النجادية، والتي عبر عنها إحدى نواب الأمة محمود احمدي بفاش بقوله : "بأنه لابد لإيران من أن تقطع كل الصلات مع بريطانيا وعلينا اقفل السفارة البريطانية بالقفل والمفتاح، ونتجاهلهم حتى يأتوا ألينا صاغرين كما حدث مع أمريكيا ".

بالرغم من المعارضة الاوروبية الشديدة لقرار العقوبات الاقتصادية ضد إيران بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالقارة البيضاء، لكن عملية احتلال السفارة ساعد الأمريكان والغرب على فرض مواقفهم المتشددة على طهران ،ونحن أضحينا أمام أزمة حقيقية تفرض على إيران وتنفذ فيها رغبات غربية من خلال استدعى السفراء الغربيين من طهران، واقفال المدارس الاجنبية "الارساليات " وطائرة الاستطلاع الامريكية التي أسقاطها طهران ،اضافة الى الزوبعة الاعلامية ضد مشرع ايران النووي لتبدأ ورقة الضغط الحقيقية ضد نظام الملالي، ومشروعهم النووي .

د.خالد ممدوح العزي

كاتب صحافي ومختص بالإعلام السياسي والدعاية.

dr_izzi2007@hotmail.com

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

روسيا تصر على الحوار، وأقزامها في سورية واليمن يصرون على الفوضى الخلاقة...!!!

روسيا تصر على الحوار، وأقزامها في سورية واليمن يصرون على الفوضى الخلاقة...!!!
من خلال المراقبة الفعلية لمسير الثورتين السورية واليمنية فان أقزام الرجال فيهم يتجهون نحو الحرب الأهلية والتصعيد العسكري للالتفاف على كل المبادرات العربية المطروحة التي تنهي سلطتهم وتأمين انتقال سلمي للسلطة والحد من استخدام العنف المفرط من قبل كتائب صالح والأسد الذين يستخدمون سلاح روسيا الثقيل في الميدان العسكري ونقد الفيتو في الميدان الدبلوماسي.
جنرالات المعارضة تواجه جنرالات الأسد:
يوجه النظام الاسدي في حربه الداخلية عدة جنرالات والتي تطبق قبضتها الحديدة على عنق الأسد يوما بعد يوم ومن أهمها:
1- جنرال الشعب الذي اسقط شرعية الأسد داخليا وخارجيا من خلال الاستمرار المتصاعد بثورته الشعبية والسلمية التي زلزلة كرسي الأسد بعد سيطرة استبدادية طوال نصف قرن من خلال كسر حاجز الخوف الذي فرضه الأسد على الشعب السوري من خلال قوة المخابرات والأجهزة الأمنية التي بلغ عددها 15 جهزا، الفرق الخاصة التي تقود عملية الحرب السورية في مختلف مدنها التي يحاول الأسد احتلالها طوال فترة الانتفاضة الشعبية مبررا لنفسه بوجود عصابات إرهابية، إضافة إلى الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يقودها جنرال الموت ماهر الأسد شقيق الأسد الرئيس.
2- جنرال البرد الذي وقف ضد الأسد و نظامه ،فالأسد الذي يحرم مدن كاملة من الإمداد النفطي بسبب فقدانه لهذه الكميات التي تستخدم في دبابات الأسد ومصافحاته ونقلات جنده التي تسير ليلا ونهارا في المدن السورية على حساب المواطن السوري الذي سيكون هذا الجنرال محرك فعلي لتصعيد الانتفاضات السورية ،ويساعد مواطنين عدة في حسم خيارهم والمشاركة في الانتفاضة السورية الحرة .
3- جنرال النساء والأطفال عماد الثورة السورية ،فالمرآة السورية لا تختلف نهائيا عن الرجل من خلال المشاركة في سير الانتفاضة ولعب دورا رديا في سيرها ،إضافة الى المشاركة الواسعة من قبل الأطفال الذين يعتبرون جزاءا أساسيا من هذه الانتفاضة ،فالانتفاضة السورية فجرها الأطفال الذين كانوا رأس الحربة في اندلاع الثورة السورية في مدينة درعا،والأطفال الذين مدوا الثورة بكمية كبيرة من الشهداء والمعتقلين والجرحى .
4- جنرال الاقتصاد الذي سوف يكون الجنرال الأقوى في مواجهة الأسد ونظامه والعمل الفعلي على إسقاطه اقتصاديا لان النظام السوري بات يعاني بشكل علني من خلال العقوبات الاقتصادية على النظام وقطع اغلب الطرق عن مصادر الأسد الخارجية "بالرغم من الدعم القوي من حلفاء النظام السوري في إيران والعراق ودول أخرى،لكن التأثير أضحى واضحا ومزعجا لنظام الأسد . 5– جنرال الحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية التي تفرض على نظام الأسد، فسورية وقعت تحت حصار اقتصادي وضغط أمريكي وأوروبي، وعربي وتركي، وبالتالي أصدقاء الأسد لا يمكنهم تامين استمرارية نظام الأسد من خلال الإعانات والمساعدات.
6- جنرال التصوير والبث التلفزيون الذي يفضح الأسد ونظامه وتصرفات جيش ،وهذا ما صرح به الأسد نفسه أثناء لقاءه بالوفد الشبابي الذي زاره من خلال قوله:" أنا لا يهمني التظاهرات وإنما يهمني من الذي يصور ويرسل الصور للعالم الخارجي" ،فالحديث الذي بث على "الفيس بوك" من قبل إحدى الشباب الذي نشره ،و فر هاربا ،فتم إلقاء القبض على أخوه الذي هو عضو عامل في حزب البعث الاشتراكي الاسدي، فالصورة هي التي تعتبر السلاح النووي بيد الثوار بوجه السد بالرغم من كل التضييق والقتل والاحتلال المتكرر للمدن السورية لكن الصورة كانت السلاح الأقوى بوجه الأسد في فضح عصاباته الإرهابية، فالأسد لم يدعن لوسائل الاتصال الجماهير ومدى تأثيرها في الثورة التكنولوجية الحديثة .
7- جنرال العسكر المنشق الذي يتزايد يوميا والذي يشكل عدوا فعليا لزعزعة النظام الاسدي، لان الشعب السوري طلب الحماية من الجيش السوري الحر في حمايته وأيده في حركة انشقاقه والتي تشكل صدمة فعلية للأسد لأنه قرر إبادة هذه الحركة فور تشكلها وتسميتها بأنها عصابات إرهابية مسلحة فالأسد يعلم جيدا بان السماح لهذه الكتل بالتشكيل سوف تكون الرادع الفعلي لإرهابه وبطشه وتنكيله لذلك يخوض معارك ضروس في المدن التي احتضنت هذه التكتلات العسكرية وخاصة في محافظة حمص ومدنها ،ومحافظة ادلب ،ودرعا.
جمعة المنطقة العزلة مطلبنا:
بالرغم من كل قمع الأسد وبطشه استطاعت لجان التنسيق الثورية في سورية أخراج مظاهرات كبيرة في سورية في 230 نقطة تظاهر امتدت في مناطق جديدة للثورة " من باب مصلي في دمشق إلى حي البستان في حلب " في جمعة جدية تحت اسم "جمعة المنطقة العازلة مطلبنا" بتاريخ 2 كانون الأول "ديسمبر" من العام 2011 ،فالشعب السوري يطالب في منطقة عازلة لحماية الشعب الأعزل الذي ينكل به، الأسد وعصاباته، وهذا مطلب شعبي يطالب بالحماية من اجل وقف النزف والقتل لان النظام يمارس جنون العظمة في تعطيه مع شعبه، لان النظام يطرح معادلة أو القتل أو الحكم، فالقتل الذي يمارسه الأسد يدفع بالأزمة للتوجه نحو الحرب الأهلية والفتنة الطائفية، التي يعتمدها الأسد في قمعه الأمني والعسكري للانتفاضة.
ارتكازات الأسد في معركته مع الشعب :
1- الأسد يعتمد على التدخل الإيراني وقواتها في لبنان والعراق ،وخاصة بان إيران تطلب من الأسد الصمود حتى انتهاء الوجود الأمريكي في العراق وبالتالي تصبح الجبهة عريضة ضد العالم الخارجي من اجل تعويم النظام نفسه وفرضه على جماجم الشهداء .
2- النظام يراهن على الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا والتي تمنعها من ممارسة أي تهديد ضد الأسد وهذا ما ورد حرفيا في تصريح المعلم الذي أدان به قرار الجامعة العربية عند تعليق عضوية سورية.
3- الأسد يراهن على الإمداد الروسي التقني والتكنولوجي والعسكري،إضافة لاستخدام نقض الفيتو في مجلس الأمن.
4-يستند الأسد على المناطق التي لا تزال بعيدة عن حركة الاحتجاجات الثورية نتيجة تواجد الأقليات وفزعها على مستقبلها كما هي حالة الطوائف المسيحية ،والطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد وسائر موظفيه في الأجهزة والجيش ،الطائفة الدرزية ، يحاول استخدامهم كبش فداء بوجه الأكثرية السنية الثائرة،إضافة للسنة في مدينة حلب الذي اشتراهم الأسد بأموال كبيرة لإسكاتهم وإبعادهم عن الاحتجاجات الثورية، الرقة او بما يعرف بالشاوية ،فالشاوية معروف عنهم بان الذي يأخذ أمي يصبح عمي،فهذه المحافظة التي انتشر فيها التبشير الشيعي الإيراني من خلال دفع أموال هائلة في الرقة وفتح حسينيات ومزارات،يتم قصده من إيران فالأموال الكبيرة التي دفعتها إيران يتم تسديدها اليوم بعدم الحراك في الرقة بالرغم من انتشار عشائر البكارة الرافضة للنظام كما هي الحالة في محافظة دير الزور،إضافة للأكراد الذي يحاول التلاعب بهم الأسد من خلال استخدام حزب العمال الكردستاني ضد تركيا إضافة إلى الوعد الرسمي من قبل مسعود البر زاني زعيم إقليم كردستان العرقي .
بالإضافة إلى الموظفين والجيش والشبيحة والطلاب في المدن التي يسيطر عليها ويجبرها على الخروج بالقوة لتشارك في مظاهرات تأيدا للنظام لي يستغلها إعلاميا بان الشعب وراءه وهو ريس محبوب.
لكن الأسد نسى كل التغيرات التي تحدث في داخل المجتمع السوري لكونه لا يزال يصر بان حركة الشعب هي حركة عصابات وإرهاب إسلامي تحاسب الأسد على مواقفه القومية والممانعة ضد إسرائيل وأمريكا،فالأسد تنسى بان ممانعته قائمة على نمر من كرتون طوال الفترة الماضية وبان بلده لا يزال محتل ولم يطلق طلقة واحدة ،تنسى دور الشعب وعدم الاهتمام به ،لقد أصر على استخدام العنف والقتل،من خلال الإصرار على الأمن والعسكر في إخماد وإخراس صوت الشعب .
لقد تنسى الأسد انشقاقات الجيش والوقوف ضده تنسى تمرد الكثير من الأقليات التي يحتمي بها، تنسى بان التعويل على الهلال الشيعي سوف يسمح لقوى التطرف السني بالدخول إلى سورية وتحميل الطوائف الأخرى ثمن باهظا، الأسد يهرب إلى الإمام ويحاول شراء الوقت من خلال اللف والدوران الذي تمارسه سياسته الداخلية والخارجية ،فلأسد يقف بوجه العالم العربي والغربي ويحول الصراع إلى صراع خارجي ضد سورية .
الأسد يشتري الوقت:
الأسد يحاول شراء الوقت من خلال تحويل الأزمة إلى أزمة بين وسورية والخارج مرة ضد أوروبا وأخرى ضد الجامعة العربية من خلال الدخول في التفصيل المملة التي تعوم بين الرد والأخذ، من خلال مهاجمة عنيفة لهذه القوى التي ترفض وجهة نظره الذي يحاول تسويقها على العالم ،مرة يرض ومرة يقبل فالأسد يشتري الوقت من الجميع لاقتناعه الكامل بأنه يستطيع إخماد الانتفاضة كما فعل والده وعمه في 1982 وسكوت العالم كله على إجرامه ومجازره،لكن الوضع اختلف عالميا وداخليا بظل كل التغيرات التي فرضت على العالم عامة والعالم العربي خاصة .
فالأسد يحاول الالتفاف على اية مبادرة عربية لا فراغها من مضمونها الطبيعي ويحولها إلى محطة سجال بين النظام السوري والجامعة العربية لكونها بروتوكولات قانونية،والابتعاد الفعلي عن السبب الحقيقي للثورة السورية المندلعة منذ 9 شهور بين شعب يريد التغير ونظام يريد الاستبداد والسيطرة ،
لقد اطل المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي بتاريخ 5 كانون الأول ديسمبر 2011 ليقول": بان سورية قبلت تنفيذ المبادرة العربية ولكن بعد الشروط التي تحاول سورية فرضها لشراء الوقت وبالطبع الحالة السياسية والاقتصادية هي التي فرضت على سورية القبول المرحلي من اجل إعادة التموضوع في سياستها الخارجية والداخلية ،بحال استطاعت فرض شروطها والتي تحاول تحويل المشكلة مجددا إلى مشكلة خارجية بين الجامعة والنظام السوري ،والجدير بالذكر بان المعلم قد غاب عن المشهد السياسي بعد فضيحة فلمه المصور الذي حاول تسويقه على أن هذه الصور في سورية تمارس والتي تم اكتشافها بأنها فبركة لمشاهد أحداث لبنانية ،فالناطق الإعلام باسم الوزارة حالة جديدة في التعامل لان النظام السوري طوال 9 شهور مارس الإعلام من خلال شبيحته الإعلاميين والأبواق الخاصة، فالأسد الذي يحاول رمي الكرة في حضن الجامعة العربية من اجل اتهامها بأنها تعرق كل الحلول وترفض كل الموافقات السورية للنيل من الشعب السوري ونظامه.
النظام السوري لا يريد تنفيذ أي مبادرة إنما هو مصر على تسويق أفكاره الذي يمارسها ويحاول إقناع العالم بها لكي يغض النظر عن كل ممارسته ،فإذا الأسد كان جديا بتنفيذ الإصلاحات كما يدعي هو ونظامه العائلي ،لم يخاف من الانتخابات والتظاهرات التي يعتبرها قليلة لقلة صغيرة،وبالتالي يمكنه أن يخوض انتخابات حرة تؤله بالوصول إلى الحكم كما يدعي بسهولة ويخرس كل الأصوات وبالتالي الأقلية ملتزمة بتنفيذ رغبة الأكثرية ،لكن الأسد كذاب ومنافق وهو يعلم جيدا بان الانتفاضات تزلزل عرشه الاصطناعي الذي بناه طوال 50 عاما من القمع والإرهاب المنظم، وهذا ما اخبر به نائب وزير الخارجية الروسية أثناء زيارته لسورية والذي طلب منه بعدم قمع التظاهرات ،فأجابه الأسد إذا لم اقمع واقتل فالمظاهرات تصل إلى قصر المجهرين "المهاجرين".
الإستراتيجية الجديدة للمعارضة السورية :
على الجيش الحر أن يقوم بواجبه في حماية سلمية الانتفاضة السورية ،إضافة إلى توسيع نطاق عملهم واستدراج عناصر جديدة من قوات الجيش للانخراط في صفوفهم ، إضافة إلى ممارسة العمل المسلح ضد أهداف موجعة لكتائب الأسد وشبيحته، لكي تحدث توازن رعب فعلي في موازين هذه القوات المتغطرسة ،والغير مبالية لأحد ،فالأهداف العسكرية يجب أن تكون إلى كل إفراد الفرقة الرابعة والقوات الخاصة والحرس الجمهورية إلى جهاز المخابرات الجوية الذي يعتبر المسؤول الأساسي عن تصفية الناشطين في الثورة السورية،فالمعالجة بالصدمة هي التي سوف تردع الضباط الكبار الملطخة أياديهم بالدم وكذلك المسؤولين الإداريين، وهذه الصدمات سوف تشكل حزاما رادعا لاستمرار العنف المنظم من خلال الأهالي الذين يرفضون أن يكون أبناءهم مسلخ بد ذاته لقتل الشعب السوري تحت أوهام مصطنعة تغطية بالإرهاب والسلفية ،فعندما تأتي التوابيت إلى المناطق الساكتة على قتل السوريين سوف تقف الأمهات أمام أبناءها وتطلب منها التمرد .
فالقوة لا تقف بوجهها إلا القوة، ونظام البعث في سورية ونظام صالح في اليمن لا يفهمان سوق القوة.
لا احد ينظر إلى العالم الذي أصلا انقسم من خلال جبهة تساعد النظام على القتل وتساعده ماديا وتقنيا وعسكريا، وجبهة أخرى لم يستطع الأسد إقناعها بالعصابات الذي يهاجمها يوميا دون الوصل إلى دليل يساعد النظام في تسويق نظريته .
على الجامعة العربية أن لا تهتم لطرح سوريا الذي يحاول إرباك الدول العربية بتفصيل مملة وهو يمارس بطشه وقتله المنظم والمومنهج ،لان القضية ليست تفاصيل كما يدعيها الأسد وإنما مشكلة داخلية بين نظام فاسد وبائد وفاشل ،وشعب كسر الخوف ليطالب بإعدام الرئيس .
فالرئيس يحاول التصفيات للناشطين يوميا للقضاء على الثورة، ويحاول إشعال الفتنة الطائفية .
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي ومختص بالإعلام السياسي والدعاية.
dr_izzi2007@hotmail.com

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

رحيل الجسد لا يعني رحيل الروح ، و العطاء باقي ومستمر...!!!

رحيل الجسد لا يعني رحيل الروح ، و العطاء باقي ومستمر...!!!
المملكة دوما في موقع العطاء والخير لأهل الخير، رحل سلطان الخير والبركة، واسلم نفسه لذمة الله ، ليبقي الخير يتحدث عنه أهل الخير، مات سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، وبقيت المملكة العربية السعودية ،بقيت بملكها الحكيم ،وشعبها الطيب وأرضها الطاهرة ، لقد لملمت المملكة جراحها وكابرت على حزنها بالرغم من غرقها بالسواد على فراق ولي عهدها، لكن بالرغم من لباسها ثوابها الأسود على الفقيد، فالسعودية بمساعدة سياسيها الأقوياء وحكمائها العاقلين ، سارعت ألمملكة لاختيار وليا جديدا للعهد، من خلال "هيئة البيعة" التي شكلت في أكتوبر" تشرين الأول" 2006،للنظر بتولي العرش وولاية العهد ، فالهيئة بدورها وافقت وبالإجماع على الاسم الوحيد المقدم لها من قبل ملك البلاد ، لتولي هذا المنصب الشاغر ، فانتخب الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ، لكن اسم الأمير ليس جديدا على المملكة وشعبها وسياستها وعل الشعب العربي والإسلامي والعالمي. فالأمير نايف علم من إعلام المملكة وتاريخه السياسي الطويل في خدمة المملكة والأمة يعرف عنه ،من خلال تجربته الطويلة في تحمل المسؤوليات الميدانية ،ونجاحه الباهر بإدارات الملفات الرسمية، وكيفية إداراتها بالرغم من كل الأزمات التي تفرض نفسها على المملكة والمنطقة،تقول بان اختير المسؤولين لم يكن موضع الشك بان الرجل المناسب في المكن المناسب...
للأمير نايف تاريخ ناصع من صفحات تاريخ المملكة الجديد ، لأنه المواطن المسلم والوطني والقومي ، هو رجل القانوني و الأمن هو وزير للداخلية لأكثر من 35 عاما، فاضحي عميدا لوزراء الداخلية العرب ،تميزت فترته بالأمن والاستقرار وسيطرته الكاملة على كل الحياة الأمنية السعودية، يعتبر الأمير نايف مهندسَ ومصمم وباني منظومة الأمن الحديثة في المملكة، فهو رجل الأمن الأول انضباطاً وممارسة وتوجيهات ومتابعة وإدارة وقيادة، فالأمن هاجسه الأول على مدى عدة عقود ولذلك فإنه يعمل ليل نهار من أجل الرقي بأجهزة الأمن على اختلاف مسؤولياتها إلى مصاف مثيلاتها في الدول المتقدمة.
فالاتهام الذي يحاول البعض تسويقه وترويجه ضد شخص الأمير باعتباره داعم أساسي للتطرف الإسلامي، ورجل التشدد مع الملف الإيراني ،بالوقت الذي نجح الأمير شخصيا بتفتيت شبكات القاعدة الأمنية التخريبية وشرذمتها في البلاد، ولم يسمح لها بالعبث بأمن المملكة،كما انه الرجل القوي والقانوني الأول في المملكة،لكونه وزير الداخلية ،هو الرجل الطيب ورجل الخير والمكرمة والمسؤول القوي والمتسامح مع الجميع، هو الذي يملك قلب طفل وعقل حكيم وصدر رحب ، واسع يتسع لكل شعبه ،هو الذي أسس مؤسسة وطنية تعيد تأهيل الشباب الذين وقعوا ضحية حركات التطرف، لإعادة تأهيل الشباب وإعادتهم أعضاء جيدين وصالحين في المجتمع السعودي، وهذه المدرسة الجديدة في التعامل مع نشطا التطرف نالت اعترافا خاصا في الأمم المتحدة من خلال الإشادة بهذا المشروع والتجربة الفريدة في العالم، بظل نمو التطرف في كافة الديانات السماوية الثلاثة . فان دعم هيئة المعروف والمنكر لم يقتصر دعمها على الأمير نايف هي التي تدعم من قبل كافة الملوك وولي العهود و الأمراء السعوديين ،آما الموضوع الإيراني فانه متشدد به لكونه رجل الداخلية الأول ورجل الأمن وامن المملكة والخليج فوق كل اعتبار وبالتالي هذا موقف كل السعوديين.
يعتبر ولي العهد الجديد صاحب نظرية الأمن السعودي والعربي والخليجي فوق كل اعتبار،لان الأمن ضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني والصمام الفعلي للاستقرار الاقتصادي ،فالاستقرار الاقتصادي يضمن التطور السريع للتركيبة الاجتماعية لأبناء السعودية ،فكان أول من واضع شعار الإنماء الاجتماعية الذي يؤمن فرص كبيرة لأبناء الوطن،لان كل وسائل الرفاه والرخاء في أي مجتمع يمنع استغلال النفوس الضعيفة والجعل منها فرائس دسمة لتنفيذ مآرب معينة ، بالتالي إرباك المملكة وسياستها من خلال العبث بأمنها واستقرارها السياسي ،فصاحب نظرية الإنماء الاجتماعي لا يختلف مع صاحب نظرية الإصلاحات،فالإصلاحات والإنماء هما خطان يسيران معا بنفس الطريق الذي يخدم تطوير المملكة وشعبها وخطها السياسي والقومي والإسلامي .
فالإصلاحات التي يتبعها صاحب السمو الملك عبدا لله بن عبد العزيز لا تختلف عن مصير التنمية والأمن الذي يطرحهما ولي العهد الجديد،فالمملكة تسير على خط التفاهم المزدوج لتطوير الحياة الإصلاحية والإنمائية وليس نحو الخلاف كما تحاول ترويجه وسائل إعلام صفراء في محاولة للنيل من هيبة الدولة السعودية ،فالثنائي السعودي هما خط متساوي ،وسيف بوجه كل الذين يحاولون التأثير على هيبة المملكة وأمنها وامن المنطقة لان المملكة قوة إسلامية وعربية كبيرة لا يمكن القفز فوقها.
إن من أهم مميزات مؤسسة الحكم في المملكة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذا يتوافق تماماً مع نهج وثوابت المملكة في تحكيم شرع الله والتحري والدقة في اختيار الأصلح..
الأمير نايف بن عبدالعزيز “الرجل المناسب في المكان المناسب”
د.خالد ممدوح العزي.
كاتب صحافي وباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية
dr_izzi2007@hotmail.com