الجمعة، 28 فبراير 2014

يوناوكوفيتش ابن شعبه ...!!!



يوناوكوفيتش ابن شعبه ...!!!
الدم تخطاه يوناوكوفيتش فهل تتخطاه القوى الاخرى في الداخل والخارج ....
جنب الرئيس  يانوكوفيتش بلاده مزيدا من الدماء. ووافق على الاصلاحات وعلى مطالب المعارضة المشروعة  من خلال حوار رعته الدول الثلاثة
وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا الموجودين في كييف من خلال محادثات مع يانوكوفيتش استمرت نحو 4 ساعات، وطرحوا خارطة طريق لتسوية الأزمة في أوكرانيا تنص على تشكيل حكومة انتقالية في البلاد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وبدء إصلاح دستوري
الكلام الذي اعتبر  يانوكوفيتش تخاذل امام مطالب المعارضة  ولم يمارس القمع والبطش ، لكنه  رئيسٌ ابن شعبه لقد وضع هذا الرجل مصلحة وطنه فوق مصلحته الشخصية، وفوق مصلحة حزبه ـ "حزب ألأقاليم وفوق مصلحة جزء كبير من الشعب الأوكراني بالرغم من كون يانوكوفيتش تعرض لضغوط داخلية وإقليمية هائلة لاستخدام القوة .
لقد كان باستطاعته أن يـُخليَ ميدان الاستقلال ـ فعلا ـ في غضون ساعات؛ لأن رجال "قوة بيركوت" من أفضل العسكريين تدريبا في العالم، ولأن الدستور يخوله "الحفاظ على أمن المواطنين" باستخدام كل الوسائل. لكنه فضل نزع فتيل مواجهة لا تجر على البلد سوى الدمار.
لقد رضي بالدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، ورضي بالعودة إلى دستور عام 2004 الذي يجرده من الكثير من صلاحياته،
ورضي بتشكيل حكومة وفاق وطني تتولى تسيير الأمور إلى أن تنتهي المرحلة الإنتقالية. 
هكذا يتصرف الرئيس عندما يكون ابن شعبه. فلماذا  اذا  .

وافق الرئيس يانوكوفيتش على مطالب المعارضة في اجتماع الوساطة الاوربية والقاضية بانتخابات رئاسية مبكرة وإعادة العمل بدستور 2004 وإطلاق كل السجناء الذين تم اعتقالهم منذ بدأ الاحتجاجات في كييف والاسراع على التصويت بقرار في البرلمان يشرع الاعفاء عن يوليا تيموشنكو بكل بساطة روسيا خضعت لقرارات الغرب ولان الثورة التي حصلت هي ردة فعل الشعب الاوكراني على سياسة بوتين ....فخروج تيموشنكو من الحبس يعني توليها منصب الرئاسة والتي ستكون المرشح الاقوى وبالتالي ينوكوفيتش ضمن لنفس خروج آمن من السلطة دون حساب لان الاعتماد على روسيا فاشل
يوليا تيمشنكو  رئيسا لبقاء اوكرانية موحدة .
يوليا تيماشينكو الرئيسة السابقة اطلق سراحها اليوم من سجن في خاركوف و توجهت حالا الى كييف و أعلنت انها ترغب بالترشح في الانتخابات الرئاسية.  اما الجالية الروسية في القرم و خاركوف و سيفاستوبل تطالب بحكم ذاتي، والقيادة الروسية مستنفرة القوى القومية  لان تحطيم تماثيل لينين و قادة الفترة السوفياتية هو رسالة لروسيا بالوقت التي تخلو روسيا من تلك التماثيل   . لكن تسارع الأحداث بظل قيادة تفقد الخبرة يجعل من يوليا تيماشنكا القائد المؤهل لحكم اوكراينا و إخراجها من مآزقها باعتدالها تستطيع تيماشينكا ترميم علاقة البلد مع الروس واوكراينا لا يمكنها ان تستقر على قاعدة العداء مع روسيا.
اوباما وتهديداته  :
أصداء خط أحمر وضعه أوباما لسوريا تتكرر في تحذيره لأوكرانيا و كان التحذير شديد اللهجة الذي وجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا الاسبوع إلى المسؤولين الأوكرانيين أقرب ما يكون إلى "الخط الأحمر" الذي وضعه للحكومة السورية عام 2012 حين هددها بالتحرك إذا استخدمت الأسلحة الكيماوية .لكن تحذير أوباما يوم الأربعاء بعدم "تجاوز الخط" في قمع الاحتجاجات الحاشدة التي تعصف في ميدان اوكرانيا عاد اوباما من جديد لتحذير موسكو الجريحة من التدخل العسكري في اوكرانيا لان تقسيم اوكرانيا ليس من مصلحة احد.

جيران اوكرانيا  فرصة للتقسيم :
بينما تشهد أوكرانيا جدالاً حاداً بين الحكومة الشرعية والمعارضة في شوارع كييف، يستعد جيرانها لإعادة توزيع أراضيها، حتى أنهم بدؤوا يتشاجرون فيما بينهم حول كيفية القيام بهذه العملية يمكن الآن في هذه اللحظة رؤية ثلاث قوى تحاول بشكل أو بآخر إعداد خطط لإعادة النظر في الحدود مع أوكرانيا، وهي ممثلة بالتحالف الارتجالي الذي سمي بمجموعة فيشيغراد والمؤلفة من بولونيا والمجر وسلوفاكيا فالوضع في أوكرانيا يحرج قادة هذه الدول فمن جهة هم يرغبون في دعم الانقلاب ولكن من جهة أخرى هناك خطر نشوب مشاكل سياسية داخلية ناجمة عن حقيقة أن القوة الضاربة الرئيسية للانقلاب الأوكراني هي العنصرين الجدد الحاقدين على الأجانب.
يمكن أن تصبح الأزمة الأوكرانية أزمة نطاق إقليمي بسهولة، وهناك فرصة كبيرة لتنمو وتتحول إلى صراع متعدد الأطراف. وإن كل يوم من عدم الاستقرار في كييف يزيد من فرص أن تصبح أوكرانيا فريسة بين أنياب جيرانها..
موسكو  وخيبتها:
اعتبر زبيغنيو بريجنسكي (مستشار الأمن القومي السابق للرئيس كارتر) أنه “من دون أوكرانيا، لن تبقى روسيا إمبراطورية، لكن مع أوكرانيا تصبح روسيا إمبراطورية بشكل تلقائي”. عبر تاريخها كانت أوكرانيا الواقعة على البحر الأسود صلة الوصل الأوروبية لروسيا، ومسرح تجاذب كبير بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة
لقد تصورت موسكو أن سياستها في التعطيل على صعيد مجلس الأمن الدولي ودعمها للنظام السوري نجحت في احتواء انعكاسات ما سمي بالربيع العربي، وأن حركة التاريخ توقفت في دمشق، فإذ بنداء الحرية الصادر من الأعماق في كييف، يدلّل على أن نظرية المؤامرة الخارجية ومقولة رفض التدخل في شؤون الدول وسيادتها، لم تعد وصفات مقبولة وأن عودة شعوب الجوار الروسي إلى الوراء، صعبة بل مستحيلة، مما يعقّد مهمة بناء مشروع إمبراطوري روسي. ولكن الاخطاء في الحسابات وعدم سلوك الدبلوماسية الروسية طريقا مميزا في التعاطي مع اوكرانيا وأزمتها سمح للمعارضة المجزأة والمفتتة من تسجيل انتصارا كبيرا على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين .
 لننتظر الايام القادمة وردة فعل موسكو وكييف  كيف ستتصرف في الايام المقبلة  فهل سيكون ردها قوى ومخيف ويحسب له حساب في المانيا تحديدا التي ليس لها مصلحة في توتير العلاقات مع روسيا لأجل اوكرانيا ،او السعي لاستعادة جزيرة القرم ومدينة سيفستوبل مركز الاسطول البحري الروسي التاريخي من سلطة اوكرانيا وإعادتهم الى سيطرة روسيا القيصرية  الجديدة . امريكا وحالة الخلاف السائدة بين البلدين في تسجيل النقاط فيما بينهما.او اوكرانيا نفسها التي ستدفع الثمن غاليا بحال سلوكها نهجا عدائيا ضد روسيا  فهل سييتم الاتفاق لاحقا بعد انتهاء الفوضى والبدء بضبط الشارع والقوى.
أزمة أوكرانيا تنهك بوتين وتبيّن نقاط ضعف موسكو، وفي المقابل يستبعد أن تسجل واشنطن أو بروكسيل سبقا استراتيجيا. وربما يفتح اختبار القوة حول كييف مجالا لتليين مواقف موسكو من ملفات أخرى، وربما يؤدي ذلك إلى إصرار روسيا على مزيد من التعطيل في الملف السوري وسواه.
د.خالد ممدوح العزي .

كاتب وباحث اعلامي مختص بروسيا ودول اوروبا الشرقية .

الاعلامية السورية ايفلين المصطفى في مقابلة مع د.خالد ممدوح العزي (الصحافة الاقتصادية :هي مرآة تعكس وضع اقتصاد البلد ومستوى المعيشة فيه...!!!




الصحافة الاقتصادية :هي مرآة تعكس وضع اقتصاد البلد ومستوى المعيشة فيه...!!!
يعتبر الإعلام الاقتصادي فرع من التخصصية في الإعلام، وتمكن مهمته بنقل وتحليل وتفسير التغيرات الاقتصادية التي تحدث في المجتمع وتشمل الأفراد والأماكن والقضايا المتصلة بالاقتصاد، كما يشمل أيضاً تغطية أداء الشركات ونشاطاتها، ودراسة الاسواق والتغيرات التي تفرضها الازمات المالية والعسكرية والاجتماعية والطبيعية ، تحت هذه المظلة الإعلامية الاقتصادية، يبذل الكتّاب الاقتصاديون جهوداً كبيرة في البحث والتمحيص في ثنايا الأرقام والمناهج الاقتصادية للكثير من شركات ومؤسسات القطاع الخاص وفي حوارنا نحاول الاضاءة على ابرز المفاهيم الاقتصادية المرتبطة بحياة المواطن والمجتمع والتي تفرض نفسها على عمل الاعلام والإعلاميين و تخبرنا عن هذا الموضوع  الاعلامية السورية والخبيرة بالإعلام الاقتصادي ايفلين المصطفى من خلال خبرتها  وتجربتها الميدانية والبحثية التي تزيد عن 10 اعوام في مجال الاعلام المرئي والمكتوب والالكتروني في قسم الاقتصاد وعالم المال. 
حاورها من بيروت د.خالد ممدوح العزي.

1-هلا تخبرينا عن افلين المصطفى ؟
إيفلين المصطفى خريجة قسم اعلام في جامعة دمشق عملت في المجال الصحفي المكتوب منذ عام 2003 البدايات كانت بنشر تحقيقات اجتماعية ثقافية بعد تخرجي من قسم الاعلام عام 2007-2008 عملت في وزارة الثقافة المكتب الصحفي  نشرت عدة مقالات في الصحف والمجلات المحلية منها صحيفة الوطن السورية وصحيفة تشرين وجريدة قاسيون وموقع الاقتصادي وموقع الدومري وصحيفة الديار اللبنانية ومجلة الأزمنة مهتمة بالشأن الاقتصادي المحلي والعربي والعالمي .
   2- ما هي اهمية الصحافة الاقتصادية وما دورها في الصحافة المتخصصة؟
للصحافة الاقتصادية دور مهم في الحياة لايقل أهمية عن السياسية ولا يمكن أن ننكر بأن خفايا التغيرات السياسية مرجعها اقتصادي بحت وبالتالي فإن الصحافة الاقتصادية هي مرآة تعكس وضع اقتصاد البلد ومستوى المعيشة فيه شريطة أن تكون ذات مصداقية لا أن يكون فيها تجميل للوقائع أو مغالاة بالأرقام والمؤشرات دورها كصحافة متخصصة أنها تمكن الصحفي من فهم مايتلقاه من مؤشرات وأرقام يلقيها عليه صاحب شركة أو مصرف أو وزارة مالية أو اقتصاد.
   3- ما هي العلاقة بين الاقتصاد والصحافي ؟
حين يكون الصحفي متخصص في المجال الاقتصادي فهو قادر على ايصال المعلومة بالشكل الصحيح والمبسط وكشفها سواء كانت صحيحة أو مبالغ بها ولو تمحصنا بما يقوم البعض من الصحفيين غير المتخصصيين بالمجال الاقتصادي أثناء نقلهم للمعلومة لاكتشفنا العديد من الأخطاء التي تحول الصحفي لناقل ويتوجب على الصحفي أن يكون متخصص بما يكتب كي لا أن يكون مجرد ناقل بل ناقد أيضا .

    4- هل الصحافة الاقتصادية لها امل بالمستقبل في بلادنا العربية ؟
أعتقد نعم لها أمل بالمستقبل وإلا لما وجدنا أن الدول العربية بات لها مؤشرات في أسواق المال لكن ينقصها أن تكون أكثر عمقاً وتحليلاً وأن تكون لديها حرية كشف مواطئ الخلل ، لا أن تتحول الصحافة الاقتصادية إلى علاقات عامة وبزنس .
   -5 هل حوارك مع المحلل الاقتصادي د.نادر الشيخ الغنيمي هو الذي دفعك نحو البحث والتعمق في الصحافة الاقتصادية؟
بالطبع نعم لأنني حينما التقيت المحلل الاقتصادي أول مرة كنت قد أخذت تصريحا منه لم أقم بنشره ثم التقيت به مرة ثانية أثناء لقاءه مع إحدى الزميلات وسألني حينها إن كنت قد نشرت المقال  فكانت إجابتي له أني لم أنشره لعدم فهمي الكامل بما كتبت وشرحت له مشكلتي بأني أرغب بالتعلم أو أن أجد مرجعاً يعلم الصحافة الاقتصادية حينها قال لي أنه لايوجد كتاب يعلم كل شيء بل يوجد أبحاث ومواضيع يتوجب متابعتها والبحث فيها وبالفعل أخذ بيدي واحترم عدم معرفتي بأنه منحني علماً بالصحافة الاقتصادية أشعر اليوم أنني كالطفل الذي تمكن من فك الحروف وبدأ يعرف القراءة والكتابة
    -6 ما هي الف باء الحصافة الاقتصادية ؟
ألف باء الصحافة الاقتصادية هو أن يعلم الصحفي ما هو علم الاقتصاد وما هي مفاهيمه وأهمية الرقم وكيفية التعامل فيه إضافة لادراك حركة أسواق المال وكيف نشأ المال وما المقصود بالمصطلحات الاقتصادية ليتمكن من طرح السؤال وإغناء النقاش الصحفي الاقتصادي وبالطبع هذا كله يحتاج لدراسة وبحث .
    7-اشرحي لنا عن الازمات المالية العالمية ؟
أعتقد أن الجواب على هذا السؤال بحاجة لصفحات أطول لكن سأعرج على أهمها أزمة الرهن العقاري حيث  شكلت أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2007 الشرارة الأساسية لانفجار الأزمة المالية العالمية، فقد ساهم ارتفاع أسعار العقارات في أمريكا منذ عام 1997 بمعدل سنوي 12.4%  بتعزيز المعتقد لدى الناس أن أسعار العقارات مستمرة في الارتفاع, وساهم في ذلك معدل الفوائد المنخفض.منح الارتفاع المستمر للأسعار حافزاً للمقترضين بتسديد  أقساطهم، ما أدى لانخفاض معدل عدم تسديد القروض .وأدى التنافس بين المصارف إلى تبسيط شروط منح القروض، ساعدها في ذلك فرط السيولة المالية، وانخفاض معدل الفائدة، وقلة الريع على سندات خزينة الدولة، مما دفع البعض إلى الاستثمار في قطاعات ذات ريع أكبر مع مخاطر أكثر. من نتائج هذه الأزمة إنعدام الثقة بين المصارف، والاحجام عن إقراض بعضها البعض وانخفاض السيولة المالية،  بالرغم من الضخ الهائل لمئات المليارات من الدولارات في النظام المصرفي  وتخفيض الفوائد من قبل المصارف المركزية في معظم أرجاء العالم، مبينةً هشاشة النظام المصرفي الذي بات يحتاج لتغييرات جذرية واسعة وحقيقية.
وأحدث أزمة هي أزمة العملات في الأسواق الناشئة التي تصيب الآسواق حاليا التي كان سببها اعتماد الأسواق الناشئة على المال السهل وهو مايعرف بسياسة التسيير الكمي الذي تقوم به الولايات المتحدة عبر البنك الفيدرالي فكان أن تسبب قرار  تقليص التسيير الكمي بأحداث اضطرابات بعملات الأسواق الناشئة إضافة لنزوح أموال المستثمرين من تلك الاسواق بفعل الاضطرابات الداخلية قد يتساءل البعض ما هو القاسم المشترك بين أسواق الدول الناشئة وأسواق الدول المتقدمة، إن سبب حديثنا عن الولايات المتحدة لكون عملتها المحلية (الدولار) العامل الأساسي المؤثر على حركة العملات في أسواق الدول الناشئة.
وفي ظل ما تتعرض له تركيا من اضطرابات سياسية جراء فضائح الفساد التي عصفت بهيكل الحكومة التركية شهدت الليرة التركية انخفاضاً حاداً وُصف بالتاريخي لتسجيلها مستويات دنيا، وخلال عام ارتفع الدولار أمام الليرة التركية 37%، أسباب ذلك الانخفاض لليرة التركية عالمية ومحلية، الأسباب العالمية هروب الأموال من اقتصاديات دول الأسواق الناشئة مثل تركيا والبريكس إلى اقتصاديات الدول الغنية، جميع دول الأسواق الناشئة عانت ما يقارب 20% فما فوق من انخفاض عملتها، في تركيا العامل المحلي والاضطرابات أضافت 15% تقريباً على انخفاض قيمة العملة، وكعادتها اكتفت بعض وسائل الإعلام ذات اللون الواحد بتسليط الضوء على انخفاض الليرة التركية، وتأثير ذلك على الاقتصاد التركي، في حين أن الأمر لم يقتصر على تركيا، بل أن ما حدث من اضطرابات في سوق العملات أصاب عدداً من الدول غير تركيا فمنذ 22 كانون الثاني من العام الحالي، انخفضت قيمة البيزو الأرجنتيني بنسبة 14٪ مقابل الدولار مما جعل السلطات تعلن أنها خففت من الرقابة على تنقل رؤوس الأموال، قد يكون الهبوط الأكثر دراماتيكية بين عملات الأسواق الناشئة في الأيام الأخيرة ، لكنها ليست الوحيدة، امتد الهبوط من تركيا إلى جنوب إفريقيا إلى الهند، وقد انخفضت قيمة عملات هذه الدول مقابل الدولار الأمريكي بنسب تراوحت بين 10 و20٪ من قيمتها منذ شهر أيار العام الفائت عندما تلفظ بن برنانكي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق، بكلمة "تخفيض" كرمز للحد من شراء السندات الأمريكية بموجب تقليص سياسة التسهيل الكمي، ما تسبب بحدوث مخاوف هددت أركان الأسواق الناشئة التي تعتمد على المستثمرين، فمثلاً تعاني جنوب إفريقيا وتركيا من وجود فجوة هائلة في العجز في الحساب الجاري في حين تعصف بأوكرانيا وتايلاند احتجاجات سياسية. أما البرازيل فهي هي عرضة للتأثر بتباطؤ النمو الصيني، في حين إن الأرجنتين بدأت تعاني من شح الاحتياطيات الدولية لدعم عملتها البيزو.
وكما هو متعارف عليه بأنه عندما تبدأ الأسواق بالسقوط، فإن العدوى تكون دائماً مصدر قلق لبقية الأسواق.

   8-افلين المصطفى كيف ترى حالة النمو الاقتصادي في الوطن العربي ؟
للأسف إن حالة النمو الاقتصادي في الوطن العربي سيئة خاصة أنه يعتمد على الاقتصاد الريعي وهي مشكلة الاقتصاد في الوطن العربي الذي تمنعه من الاستفادة من الثروات الطبيعية التي يملكها مايتسبب بحدوث تأخر في النمو إضافة لما يعانية من تفشي للفساد والهدر وعدم استغلال الموارد بشكل جيد هذا إذا ما قارنا بلدانا بذات الأعمار من نشأتها فمثلا يكفي أن نقارن بين مصر ونيودلهي فإنه من الصعب التخيل أن حكومة مثل مصر، كانت في الماضي نداً لحكومة نيودلهي وكان لهم دور قيادي جيو سياسي يلعبانه في حركة عدم الانحياز
كما إنه من المفارقات أن  قائمة البنك الدولي لأفقر 40 دولة في العالم، تحتوي فقط من الدول العربية جزر القمر وموريتانيا والصومال وهم أعضاء في الجامعة العربية، حيث لا توجد منطقة في العالم تعتمد اقتصادياتها على الاقتصاد الريعي ( التوظيف والرواتب ) كمنطقة الشرق الأوسط.
    9-انت الخبيرة والعاملة في الاعلام الاقتصادي صفي لنا حالة الاقتصاد السوري والى اين تسير الاوضاع الاقتصادية بظل الحرب والتدمير الداخلي ؟
الاقتصاد السوري للأسف سارع قبل حدوث الأزمة السياسية للركوب في قطار الأزمة الاقتصادية عبر عدة قرارات اقتصادية كان قد تم اتخاذها ساهمت في منع الاقتصاد السوري من تحقيق تقدم ملحوظ ولعل المؤشر الذي يمكن لأي مراقب متابعته وكشف اتجاه الاقتصاد السوري هو العملة أي الليرة السورية وسعر صرفها مقابل الدولار سنوات قبل الأزمة اتبع القائمون على السياسة النقدية سياسة الحفاظ على سعر صرف الليرة مقابل الدولار بطرق وهمية الأمر الذي فاقم المشكلة أثناء الأزمة الاقتصادية فبات من الصعب تجاهل وجود أكثر من سعر صرف لليرة  وبعكس الاتجاه الذي كان سائدا لدى الدول الأخرى من خلال مايعرف بحرب العملات التي تغير اتجاهها وأصبحت الحرب هي بتخفيض العملة المحلية لانعاش الاقتصاد الداخلي فقد أصر القائمون على الاقتصاد الاستمرار بسياسة رفع سعر صرف الليرة مقابل الدولار وهذا أمر لم تنجح فيه ما ساهم بإضعاف القدرة الشرائية لليرة السورية .
جميع وسائل الاعلام تردد ما يقوله القائمون على السياسة النقدية أن سعر الصرف الليرة مقابل الدولار ثابت ولم يتجاوز 150 ليرة إلا في حالات استثنائية لكن السؤال المهم مالفائدة من تثبيت سعر الصرف إن كان المواطن السوري لايتعامل بالدولار في حياته اليومية ومالفائدة أن يكون هناك سعر صرف ثابت مقابل أسعار سلع تتضاعف أسعارها بين ليلة وضحاها لدرجة أن ما كنا قادرين على شراءه بقيمة 10 آلاف قبل الأزمة أصبحنا اليوم غير قادرين على اقتناءه
ولا ننكر أن الحرب والتدمير الداخلي أضر بالاقتصاد السوري بشكل واضح  وبات الاقتصاد في الهاوية وعدم الاعتراف بالواقع أعتقد أنه يزيد الطين بلة فحتى نخرج من الأزمة علينا الاعتراف بوجودها والبحث عن حلول لإنهاءها والأمر ينطبق على واقع الاقتصاد السوري الذي بات بحاجة لمصارحات وتغيير في السياسة الاقتصادية المتبعة التي تحمل عقلية الاحتكار ومحاباة الفاسدين وهذا كله على حساب جيوب المواطن السوري .

    10-كيف ترين الاوضاع الاقتصادية في اوكرانيا بظل الانقسام الداخلي ؟
لا أتابع كثيرا الشأن الاقتصادي المحلي لأوكرانيا لكن من خلال ما أسمعه من أخبار أتساءل ما مصير المساعدات الروسية بقيمة 14 مليار دولار اذا ابتعدت اوكرانيا عن روسيا.

   11-افلين المصطفى الصحفية الشابة والخبيرة في الصحافة الاقتصادية ،هل بالأماكن وصف تجربتك العملية في ميدان الاعلام الاقتصادي ؟
تجربة صعبة  بحاجة لنفس طويل وحب شديد للتعلم والبحث في أدق تفاصيل علم الاقتصاد فهو بحر واسع مهما تعلمت منه أشعر كمن لم يرتوي بعد ... أجد تجربتي رغم تواضعها وصغر عمرها إلا أنني تمكنت من فك طلاسم علم أجد الكثيرين يتخوفون من الابحار فيه  علم الاقتصاد لايقبل المبالغة بل يحتاج للدقة والبحث في عمق الرقم وتحليله
   12-ما هي اصداراتك الحالية والقادمة ؟
أصدرت مؤخراً الكتاب الأول بعنوان الاقتصاد والصحفي مايهمه من معلومات وبانتظار الكتاب الثاني الذي يتحدث عن أزمات الدول الاقتصادية العالمية كيف حل الآخرون مشاكلهم وهو يسلط الضوء على عدة تجارب لعدة دول عربية وغربية تعرضوا لأزمات اقتصادية ومقاربتها بما تعرضت له سورية خلال الأزمة الحالية عل القائمين على الاقتصاد يتجنبون أخطاء التجارب التي تم ارتكابها في تلك الدول .
د.خالد ممدوح العزي .
كاتب وباحث بالإعلام السياسي والدعاية .




الثلاثاء، 25 فبراير 2014

الاعلام مهنة وأخلاق يمارسها الاعلامي، مقابلة مع الاعلامي جودت هوشيار





 الاعلام مهنة وأخلاق يمارسها الاعلامي .

التشريعات والقواعد بالأساس تعتمد على تعريفات قديمة  لم تغب يوما عن  الوسائل الاعلامية الكلاسيكية لتكون الاخلاق والآداب والضمير والرقابة الذاتية اساس تصرفات الاعلامي والمؤسسات الاعلامية نفسها. ومن هنا تكمن اهمية البحث والوصول الى قواعد تحددها سلوكية وأخلاقية عالمية ترسم طبيعة مسلك الاعلامي في ممارسة المهنة وهذه القوانين ربما تكون سيف ذو حدين تحمي الاعلامي من الوقوع في اخطاء المهنة التي يدفع ثمنها غاليا ، وكذلك حماية الحرية الشخصية للناس من استخدامها كمادة للنشر من قبل الاعلاميين، ولذلك  تكمن اهمية ايجاد قواعد تحدد اخلاقيات العمل الاعلامي ، في اشكاله واشكالياته ومواثيقه . عن هذه الاخلاق التي تفرض خارطة طريق لكل الاعلاميين  والمؤسسات الاعلامية بمختلف لغاتها وقوميتها  ومذاهبها تربطها  جميعا مفهوم المهنية والإعلامية وأخلاق الاعلامي الشخصية في ممارسة المهنة، يحدثنا عن هذا الموضوع  في الحوار الصريح الكاتب والإعلامي الكردي جودت هوشار من العراق .حاوره د.خالد ممدوح العزي .



  
1-  هلا تخبرنا عن جودت هوشيار؟

– جودت هوشيار ، مهندس استشاري وكاتب وباحث عراقي معروف ، له عشرات البحوث والدراسات الفكرية والإعلامية والأدبية والسياسية  المنشورة في المجلات والصحف العراقية والعربية.

اصدر العديد من الكتب منها :
" سيكولوجية الإبداع الروائي " وزارة الثقافة – بغداد – 1973
" ذخائر التراث الكردي في خزائن بطرسبورغ " ، اربيل ، 2011

من كتبه المخطوطة :
صحافة العصر الرقمي
القوة الناعمة
العراق في مفترق طرق

2 - كيف تمارس مهنة الاعلام ؟

-  أنا كاتب حر و مستقل ، متعدد الاهتمامات.  أكتب عن كل ما هو جديد في الفكر المعاصر عموما وفي مجال الأعلام خصوصا وله علاقة مباشرة بحياتنا  وثقافتنا ومستقبلنا .

3- ماذا يعني الاعلام حاليا بل الطفرة التكنولوجية الحديثة؟

– بقدر تعلق الأمر بالأعلام ،  نحن نعيش اليوم ثورة معلوماتية جديدة ، تتداخل فيها معظم وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ، حيث تتنافس هذه الوسائل في ما بينها من جهة وتكمل الواحدة منها الأخرى من جهة ثانية .ولكن الطفرة التكنولوجية – واعتقد انك تقصد بذلك الثورة المعلوماتية تحديداً -  لا تقتصر على وسائل الأعلام ، بل تشمل أيضاً ، تبادل المعلومات بين الإنسان والآلة وبين الآلات نفسها .

4 - كيف تصف لنا حالة الاعلام في العراق ؟

-  بعد عقود من قمع حرية التعبير وتحويل وسائل الأعلام الى أبواق لتمجيد ( القائد الضرورة ) والدعاية للحزب الحاكم ، ظهرت الى الوجود بعد ( التغيير) عشرات الصحف اليومية والأسبوعية وقنوات التلفزة المحلية والفضائية ومحطات الإذاعة الأهلية ( الخاصة )  وشبه الحكومية  ، حتى بات البعض يتحدث عن الفوضى الإعلامية أوالأنفلات الأعلامي. .وأرجو أن لا يتبادر الى الذهن  ، ان ذلك ظاهرة صحية أو دليل على وجود حرية التعبير ، لأن الأغلبية الساحقة من وسائل الأعلام في عراق اليوم  مؤدلجة و متحزبة او ممولة سرا من قبل السلطة ومجندة للترويج لسياساتها  . والعديد منها تتلقى تمويلا خارجيا من منظمات مشبوهة  . ولا وجود لحرية الرأي والتعبير، الا في أضيق الحدود . والى جانب هذه الجوقة الأعلامية الطائفية الجاهلة ، التي لاتفقه شيئا في اساسيات العمل الصحفي ،  ثمة اعلام ليبرالي ناضج ورصين رصين ،  يعمل فيه اعلاميون شجعان يؤدون واجبهم المهني بصدق وأمانة وشرف ، ولكن نظام الجهل المعمم يحاول التضييق عليه وخنقه بكل الوسائل المتاحة.
  ويعرف القاصي والداني ان العراق من اخطر البلدان بالنسبة الى  الإعلاميين .والخطر المحدق بهم ، ليس مصدره الإرهاب الأعمى حسب ، بل ، السلطة المستبدة ، التي تحارب الأعلام الليبرالي المهني ، بسبب دوره الفعال في الكشف عن قضايا الفساد السياسي والمالي والإداري .ورغم كل هذا فأن الأصوات الإعلامية الحرة ، على قلتها ،  اخذت شيئا فشيئا تستحوذ على اهتمام الجمهور العراقي ، ولعل خير دليل على ذلك ، ان أي فضائية عراقية تتبني المطالب الشعبية تقفز خلال ايام  الى القمة في نسبة المشاهدة ، بمعني ان الشعب العراقي لم يعد يصدق الأعلام العراقي المؤدلج – بشقيه الحكومي والخاص - ويتطلع لمعرفة الحقيقة من الأعلام الحر..وهذا دليل على وعي الشعب العراقي.

5 - اين يتموضع الاعلام العراقي بظل الانقسام الافقي والمناطقي للشعب العراقي ؟

-لا توجد في العراق اليوم دولة بالمفهوم الحقيقي لهذا المصطلح ، بل سلطة متخلفة وجاهلة ،  تتاجر بالدين ، ولا تستطيع البقاء في الحكم ،  الا بتأجيج النعرة الطائفية وأفتعال الأزمات للإلهاء الشعب عن معاناته القاسية ، كما أن أحزاب الأسلام السياسي الأخرى ، المشاركة في الحكم شكلياً  ، لا تقل عن حزب الدعوة الحاكم في عمل كل ما من شأنه تعميق الأنقسام الطائفي . ولا أدل على ذلك ان اوصال العاصمة بغداد مقطعة اليوم الى ( غيتوات ) حسب التقسيم المذهبي .
الأعلام الطائفي الهابط والرخيص ، بات أحد أهم أدوات الصراع السياسي على السلطة والنفوذ والمال ، ويسهم من دون أي وازع مهني و أخلاقي في تعميق الانقسام المذهبي والمناطقي في البلاد  .

 6 - اخبرنا عن الاعلام الكردي ؟

 6 - الأوضاع العامة في أقليم كردستان مختلفة تماما عن بقية أجزاء العراق ، فهناك طفرة عمرانية وخدمية وإدارة مدنية وإعلام أكثر مهنية ، قياسا الى بقية اجزاء العراق  . ويمكن ملاحظة اربعة اتجاهات في الاعلام الكردي :

الأعلام الحزبي وشبه الرسمي لحزبي السلطة ، وهو اعلام رصين ينقل ما يحدث في المجتمع أولا بأول ويعكس الأضواء على ما يعانيه من وجهة نظر الحزبين بطبيعة الحال .ولا يرحب كثيرا بالرأي الآخر وخاصة في القضايا السياسية الحساسة .
اعلام حركة التغيير ( حزب المعارضة الرئيس في الاقليم )  ، ومما يؤخذ على اعلام الحركة أنه يركز كثيرا على مظاهر الخلل والضعف في الأداء الحكومي ،من دون التعمق في دراسة تلك المظاهر وتقديم معالجات حقيقية لها . اعلام لا يرى سوى السلبيات ولا يتحدث قط عن أي انجاز حكومي. ان هذه النظرة الأحادية يضعف كثيرا من تأثيره على الرأي العام .

الثالث : الأعلام السلفي المؤدلج - للأحزاب الدينية  المعارضة – وهو اعلام متخلف ومنحاز ، يشوه الحقائق ويحرف الأخبار ويركز على السلبيات التي لا تخلو منه أي مجتمع من المجتمعات والأخطر من ذلك كله أنه اعلام تحريضي ، يمجد الأرهاب باسم الجهاد ، ويكفي القول ان بعض الشباب الكرد المنتمين أو المتعاطفين مع تلك الأحزاب التحق بالجماعات التكفيرية التي تقتل أبناء جلدتهم كرد سوريا . وأرى ان هذه الأحزاب وإعلامهم التحريضي خطر على حاضر ومستقبل الشعب الكردي .  

الأعلام الأهلي او الخاص أو بتعبير أكثر دقة ( الأعلام التجاري ) ، الذي يدعي الاستقلالية ولكن القسم الأكبر منه مرتبط بالأحزاب السياسية بشكل أو بآخر . وهو اعلام يعتمد الأخبار المجهولة والعناوين المضللة والصارخة والتركيز على الفضائح الحقيقية والموهومة و التابوهات الاجتماعية وخاصة الجنس بصوره المختلفة . ويعمل فيه مئات الإعلاميين ، الذين اتخذوا من الاعلام مصدر رزق من دون ان يمتلكوا الحد الأدني من المؤهلات المطلوبة للعمل في هذا المجال الحيوي .

7 - ما اهمية الاعلام الكردي في دول انتشار الكرد ؟

– الأعلام الكردي في دول ( التقسيم ) الأخرى  ما عدا العراق ، محدود التأثير نظرا لتضييق الخناق عليه ، في كل من تركيا وسوريا أو محلي كما في سوريا  على عكس الأعلام الكردي في كردستان العراق ، الذي يمارس دورا كبيرا وتأثيرا هائلا على الكرد في بقية أجزاء كردستان . وثمة أيضاً  اعلام قوي لحزب العمال الكردستاني  في الدول الأوروبية على وجه الخصوص . اضافة الى الأعلام الكردي في جمهوريات ما وراء القفقاس ، وهو اعلام ثقافي في المقام الأول .

8 - كيف تعيش الصحافة الكردية اليوم على المفهوم  القومي  او المهني  ؟

– منذ التقسيم الأول لكردستان بين الدولتين العثمانية والفارسية بموجب اتفاقية ( جالديران ) في عام 1514 ومن ثم التقسيم الثاني  بعد الحرب العالمية الأولي الى اربعة أجزاء بموجب اتفاقية ( سايكس – بيكو ) وحتى يومنا هذا ،  قدم الكرد تضحيات سخية للغاية ، ربما لم يقدمها أي  شعب آخر في العالم ، لذا من الطبيعي والبديهي ان يعمل الكرد اليوم على تعزيز وإبراز هويتهم القومية ، التي حاول أعدائهم طمسها ، والصحافة الكردية تسهم بقسط وافر في التركيز على القضايا القومية الملحة و دعم نضال الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأخرى .، وأرجو ان لا يذهب الظن بالبعض الي المقارنة بين الأتجاه القومي العربي الشوفييني وبين الطابع القومي للحركة التحررية الكردية ، ذلك لأن الكرد كانوا ضحية الشوفينية العربية والتركية والفارسية ولا توجد لهم لحد الآن دولة تجمع شملهم وتضمن حقوقهم ، في حين ان  للعرب اثنان وعشرون دولة ورغم ان الاتجاه القومي هو الغالب على الأعلام الكردي عموما ولكنه من دون أدنى شك أكثر مهنية ومصداقية من الأعلام العراقي العربي.

9 - انت تتوقف بكتابتك عن اخلاقيات المهنة الاعلامية لماذا؟

9 – لأن ثمة ظاهرة واسعة للأنتشار – مع شديد الأسف – في  الأعلام العراقي الحالي ، وهي ظاهرة الأخبار الملفقة والتشهير والتجريح بذريعة النقد ، وهي أبعد ما تكون عن النقد النزيه البناء ، ويكفي القارئ الكريم ان يشاهد فضائية عراقية ، سواء تلك التي تبث من خارج العراق او من داخله ، ليتبين الى أي حضيض انحدر الأعلام العراقي: مهاترات وتسقيط سياسي واتهامات متبادلة بين الساسة ، ما أنزل الله بها من سلطان . وهذه نتيجة طبيعية للأوضاع العامة المتردية في العراق : ارهاب حكومي وميليشياوي وأجنبي أيضا  وجرائم منظمة و تعاطي للمخدرات والتدخل الفظ في أخص الأمور الشخصية وفرض الحجاب بالقوة على النساء حتى على بنات في عمر الورود والفصل بين الجنسين في المدارس وزواج المتعة والمسيار وما الى ذلك من البدع التي هي علامات انحدار خلقي وسياسي والأبواق الإعلامية تروج لكل هذه الأمور بدلا من ان تحاربها .

10 -  في مقالك تتوقف امام دور الصحافي والصحافة الصفراء هل هذا واقع العراق او المنطقة كلها.
-يرتبط ظهور الصحافة الصفراء في الغرب بمرحلة تاريخية معينة مع ظهور وتنامي الطبقتين المتوسطة والعاملة  بعد الثورة الفرنسية . الموظف او العامل العائد الى بيته بعد يوم عمل شاق ، كان يبحث عما يسليه ويرفه عنه ، وعلى هذه النحو أضيفت  وظيفة جديدة الى الصحافة وهي وظيفة التسلية والترفيه ، وهذا لا يعني ان الثقافة الترفيهية لم تكن موجودة من قبل ولكنها كانت مخبأة  في بطون الكتب .
الصحافة الصفراء صناعة غربية ، ولا توجد صحافة صفراء عربية ام كردية ، بل صحافة تجارية تتسم ببعض العناصر( الصفراء )،وهي عناصر ،  تشكل توابل للصحافة المحلية الهابطة الخالية من أي مضمون ذي قيمة ، وتجذب القارئ البسيط بصورها المثيرة ومانشيتاتها الصارخة . وحتى بعض المجلات التي تعنى بالجنس والتي ظهرت في السنوات الأخيرة في بعض البلدان العربية وفي إقليم كردستان أيضاً ، فأنها تجارة تهدف الى الربح عن طريق دغدغة الغرائز قبل ان تكون صحافة صفراء بكل ما يعنيه هذا المصطلح ، لأن تابوهات الحياة الشرقية والإسلامية تحديدا لا يترك مجالا واسعا لهذه الصحافة ان تأخذ مداها الواسع وتتحدث عن المغامرات الجنسية لنجوم المجتمع وتتلصص على حياتهم في خلواتهم الخاصة  وتتحول الى صناعة  ذات شأن كما هو الحال في الغرب .

11- انت تصف المدونات بأنها السلطة الخامسة التي تراقب السلطة الرابعة وتعمل على تصحيح مصارها؟

-الفرق بين الصحافة التقليدية وبين الصحافة الرقمية الجديدة ، هو ان الأولي صناعة يعمل فيها محترفون ، اما الثانية فهي فضاء مفتوح لكل من يتعامل مع الكومبيوتر او الأجهزة اللوحية والذكية ولديه اتصال بالانترنت . الصحافة الجديدة صحافة تفاعلية ، وفضاء مفتوح للآراء الحرة العابرة للحدود . والمساهمون في هذا الفضاء الواسع أكثر عددا -  من الصحفيين المحترفين على مستوى العالم- أضعافا مضاعفة . والناشطون منهم يشخصون مشاكل مجتمعاتهم   ويراقبون أداء السلطات الأربع الأخرى وينتقدونها . صحيح ان معظم هؤلاء النشطاء هواة متطوعون ولكن لهم تأثير عظيم على الرأي العام  ويزداد هذا التأثير  بمضي الزمن ، وهم اسرع من الصحافة الورقية وحتى من الإذاعة والتلفزيون في نقل الأخبار والتقارير والصور ومقاطع الفيديو من مواقع الأحداث مباشرة ، وقد كان لهؤلاء الناشطين فضل كبير في اندلاع ثورات الربيع العربي ، وحققوا نتائج تأريخية عظيمة عجزت عنها الصحافة التقليدية، .

12- لماذا يتحول الصحافي في الدول العربية الى سياسي ويبتعد عن ممارسة مهنيته الاعلامية ؟
12 - لا يوجد صحفي محايد سياسيا تماما، حتي في الأنظمة الغربية الديمقراطية العريقة ، فالصحفي ، اذا كان يعالج قضايا سياسية  ولا يكتب  عن آخر فضائح نجوم السينما والمجتمع مثلا،  فأن آرائه الشخصية  لا بد ان تنعكس عل كتاباته الى هذا الحد أو ذاك . ولكن ثمة درجات من الابتعاد عن الموضوعية والانحياز السياسي  . فالصحفي الغربي يخفي انحيازه بمهارة  ويبدو مقنعا في معالجاته الصحفية ، ثم ان هذا الأخير يكسب الكثير من المال من مهنته وعالم الصحافة مفتوح أمامه ، وليس مضطرا الى مجاملة رئيسه في العمل ولا يخشى قطع رزقه بسبب آرائه ، كما هو الحال في العراق مثلاً .
السياسة في  بلداننا لها علاقة مباشرة بحياة الصحفي ومستقبله ولا يمكن له ، ان يتجاهل ما يحدث حوله ممن احداث ساخنة وتطورات سياسية متلاحقة . وإضافة الى هذا الصنف من الصحفيين ، ثمة في العراق الخاضع لسلطة حزب الدعوة الحاكم  عدد كبير من الطارئين على مهنة الصحافة ، وأصحاب الأقلام المأجورة ، الذين لا يمتلكون ثقافة أو موهبة ، وتحولوا الى أبواق للدجل والشعوذة  وأدوات للمهاترات السياسية .
د.خالد ممدوح العزي .
كاتب مختص بالإعلام السياسي والدعاية .





اخلاقيات مهنة الاعلام...!!!

اخلاقيات مهنة الاعلام...!!!

 لكل مهنة قوانينها الاخلاقية  الخاصة والتي تحدد سلوك موظفيها وتضع خارطة طريق للعمل فيها وفقا للقواعد والسلوك التي تضبط في ميثاق شرف او قانون المهنة الذي  يكون الاساس في التعامل والمرجع الاساسي  في عمل المهنة بالنسبة للعاملين، ووفقا لهذه المعايير والأعراف تفتقد مهنة الاعلام  في العالم لهذه المواثيق والقوانين المهنية  التي يحاول المشرعون الاعلاميون التواصل اليها وخاصة بظل التطور المطرد للإعلام والتواصل الاجتماعي في زمن الثورة التكنولوجية والمعلوماتية  والذي عكست نفسها ايجابيا على العمل الاعلامي بنمو وظهور الاعلام الالكتروني في كافة المجتمعات والتي فرضتها مفاهيم العولمة  والخدمات السريعة للانترنت. عندها بدأ الاعلاميون والمؤسسات الاعلامية  الكبيرة التفكير الجاد بالوصول الى قواعد مهنية حديثة تحدد عمل وأخلاقيات المهنة بعد ان اصبح من المستحيل التحكم بضوابطه في زمن السرعة وتوافر المعلومات والحصول عليها من جراء توفر الشبكة العنكبوبتية ووسائل الاتصال الحديثة  . فالتشريعات والقواعد بالأساس تعتمد على تعريفات قديمة  لم تغب يوما عن  الوسائل الاعلامية الكلاسيكية لتكون الاخلاق والآداب والضمير والرقابة الذاتية اساس تصرفات الاعلامي والمؤسسات الاعلامية نفسها. ومن هنا تكمن اهمية البحث والوصول الى قواعد تحددها سلوكية وأخلاقية عالمية ترسم طبيعة مسلك الاعلامي في ممارسة المهنة وهذه القوانين ربما تكون سيف ذو حدين تحمي الاعلامي من الوقوع في اخطاء المهنة التي يدفع ثمنها غاليا ، وكذلك حماية الحرية الشخصية للناس من استخدامها كمادة للنشر من قبل الاعلاميين، ولذلك  تكمن اهمية ايجاد قواعد تحدد اخلاقيات العمل الاعلامي ، في اشكاله واشكالياته ومواثيقه :
 وحسب تحديد الكاتب الامريكي جون  م . هاتلنج  في كتابه  اخلاقيات الصحافة 1983، يلخص اخلاقيات العمل الاعلامي في  نقاط اهمها :
1--الصدق:  هو الدافع لأدبيات التعامل مع المادة ألإعلامية، فالحقيقة هي المحور المحرك للإعلامي والوصول اليها ليس عن الطرق الملتوية ولا القصيرة المشوبة بما يخدش دقتها وصدقها وواقعيتها.
2-احترام الكرامة الانسانية: يقتضب عرض الاخبار و الصور بما لا يمس هده الكرامة جماعية كانت او"فئة او ثقافة او دين" او فردية " مثل عرض صورة شخص دون اذن .
3--النزاهة : وتعني تقديم الخبر والصور بنوع من الحياد وتجنب الخلط بين الامور.
4-الاعتبارات الذاتية : كما تفيد النزاهة بالتجرد من الهوى والاستقلالية في العمل وعدم الخضوع لأي تأثير او رقابة.
5 -المسؤولية :اي ان يجب على الاعلامي ان يتحمل مسؤولية الصحة في اخباره بمعنى انه لا يجوز نقل اي خبر دون التحقق منه والتحري بشأنه والتزام الدقة في معالجته والحذر في نشره.
كما يكتب جون م هاتلنج فالصحافة الامريكية حصلت على حريتها لكي لا تقدم المعلومات فقط او كي تصبح مجرد منصة للحوار ،ولكن كي تقدم ايضا فحصا دقيقا ومستقلا تعمل له قوى المجتمع العام المختلفة حسابا. بما في ذلك السلطة الرسمية على جميع مستوياتها .

2-مفاتيح كلمات :
الأخلاق ،أخلاقيات الصحافة، المهنة، النصوص القانونية، قواعد السلوك ،الشفافية، قواعد الرقابة، المراقبة الذاتية، الحوار، التفاعل،الضوابط ،التشريعات، المواثيق، حقوق الاعلامي، مصادر المعلومات، البحث ،التفتيش، الأمانة ،الصدقية، المعرفة، القانونية ،المصطلح ،سلوكيات ،حرية الرأي، الاستقصاء، الشفافية ،ميدان المهنة، حماية أسرار، نزاهة ،مواثيق الشرف، قوانين تنظيم الاعلام، السلوك المهني، حرية الإعلام، الحقيقة ،الموضوعية، المسؤولية، الاستقلالية، التشهير، حق الرد، الحقيقة،التوازن، الرأي و الخبر، القيم الانسانية، الصحافة غير الاخلاقية، أخلاقيات المدونين، التغطية الاعلامية، الدعاية الانتخابية، التغطية المحايدة، الانحراف، الفساد،القوانين والدساتير، الاعلام الالكتروني.
د.خالد ممدوح العزي .
كاتب صحافي وباحث بالإعلام السياسي والدعاية .

الخميس، 20 فبراير 2014

الازمة الاوكرانية وتسجيل النقاط الروسية ...!!!





الازمة الاوكرانية وتسجيل النقاط الروسية ...!!!
اوكرانيا وأزمتها من جديد تحتل صفحات الجرائد اليومية وشاشات التلفزة، وتتصدر الواجهة السياسية ،العنف يزداد يوميا وخاصة بعد قرارات البرلمان الاوكراني "الرادغا"الذي يمنع التظاهر ونصب الخيام ومعاقبة المتظاهرين .
كان رد المعارضة شرس وعنيف دفع بالمتظاهرين للمواجهة الدموية الذي سقط نتيجتها القتلى والجرحى. هذا العنف لم تشهده اوكرانيا من قبل،لقد انتشر العنف في المناطق الجنوبية والشرقية الموالية تاريخيا لروسيا.
حاول الرئيس الاوكراني التوجه نحو المعارضة ومطالبتها بالحوار والتفاوض  كردة فعل سريعة لكي يمتص فتيل الازمة، لكن هذه الدعوة اعتبرتها المعارضة ناتجة عن ضعف النظام، ذهبت للحوار على انها الطرف الاقوى، وبعد التحاور خرجت المعارضة بإعلانها عن رزمة شروط رافعة سقف مطالبها ودعت الرئيس فورا للاستقالة وإجراء انتخابات برلمانية ورئيسية مبكرة ، وإطلاق السجناء والمعتقلين منذ اندلاع الحراك الاوكراني وإصدار العفو العام عن المعتقلة يوليا تميوشنكو والتوقيع على اتفاق الشراكة مع اوروبا  .
فالمعارضة تتجاوز في مطالبها الدستور والقوانين ، فكأنها تحاول الانتصار على الرئيس في اطلاق شروطها دون اعطائه المقابل،  وكأنها تقول الامن مقابل هذه الشروط ، طبعا المعارضة ليست الاكثرية ولا تملك الشارع الذي يحميها بل تملك جزءا صفيرا من الشعب وبالتالي أي حركة انقلابية سوف تدفع ثمنه المعارضة لاحقا مما سيؤدي الى انقسام الشارع الاوكراني والذهاب نحو سيناريوهات مختلفة . فالرئيس يونوكوفيتش رد بدعوته لزعيم المعارضة ارسيني ياتسنيوك رئيس حزب الوطن(حزب يويوليا تيموشنكو) بتولي رئاسة الوزراء و تولي الشخصية الثانية في المعارضة المصارع العالمي ورئيس حزب الضربة فيتالي كلوشكو نائب رئيس الوزراء للشؤون الانسانية . وبالرغم من تحذير المعارضة تيموشنكو من سجنها بعدم قبول هذا العرض الذي قدمه الرئيس الاوكراني لكونه فخ نصب للمعارضة بظل الوضع الاقتصادي التعيس الذي تعيشه اوكرانيا .
وبالفعل قدم رئيس الوزراء ميكولاي ازارف استقالاته ب26 يناير كبادرة حسن نية من الدولة نحو المعارضة.
ازارف هو رجل روسيا القوي في اوكرانيا والمرشح القادم للرئاسة.هو صاحب فكرة الاندماج في فضاء الاوراسيا الاقتصادي وترتيب العلاقة مع روسيا.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا استقال ازارف بسرعة ،وهل يمكن للمعارضة تشكيل حكومة بالوقت الذي لا تمتلك اكثرية برلمانية تخولها تشكيل حكومة وتطبيق القرارات وسن القوانين الذي يجب ان يصادق عليها مجلس النواب بغالبية الثلثين  بمجلس النواب"الرادغا".والجدير بالذكر بان اوكرانيا بعد الثورة البرتقالية تحولت الى دولة نصف برلمانية ونصف رئاسية وبالتالي الكتلة الفائزة في الانتخابات هي التي تشكل الحكومة منفردة او بالتحالف مع بعض الكتل الصغيرة.
فالرئيس يحاول تحميل المعارضة المسؤولية في اي تصرف قادم امام الجمهور والراي العام العالمي حقا هو فخ قانوني وسياسي .
فالمعارضة تعلم جيدا هذا الفخ وهي تحاول قلب الموازين من خلال الضغط العالمي والتهويل بالحرب للتوصل الى اتفاق يتم من خلاله اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية والعودة مجددا الى سدة الرئاسة ، ولكن من الذي سيغطي هذا الحدث الانتخاب وبأية اموال فالمعارضة لم تحسب الظروف الحالية وأوروبا هي من تخلت طوعيا عن اوكرانيا لصالح روسيا وأمريكا بعيدة عن الدخول بصراع مع روسيا،فالظروف تختلف عن العام 2005 حين اجبر الاوكران على اجراء انتخابات رئاسية ثلاث  مرات وتم اسكات روسيا.
الوضع يختلف كليا روسيا لن تسكت عن اي خرق لحديقتها الخلفية ،الغرب لن يؤمن الدعم المالي لأوكرانيا،الغربيين كانوا في السلطة والشعب من اسقطهم .
اوكرانيا عرضت نفسها للبيع وروسيا اشترت برضى الغرب،لقد دفع الروس 15 مليار دولار ثمن اوكرانيا وعقود تخفيضية لسعر الغاز. و كان الاوكران  قد طلبوه سابقا من الغرب ب20  مليار يورو.
على الصعيد العالمي فان الصعود الصاروخي للسياسة الروسية ومحاولتها الدائمة تسجيل النقاط على الادارة الامريكية ،وبظل الاستياء الشعبي الكلي   من سياسة القيادة الاوكرانية التي تسودها الرشوة والفساد.وطبعا الحالة الاوكرانية المعترضة على السياسة الاوكرانية الحالية ، وفقدان مصداقية البرتقاليين والزرق في الشارع الشعبي بسبب الرشوة والفساد والسياسة الاقتصادية الفاشلة التي وضعت الدولة امام الافلاس.
وبظل هذا العرض المفصل للوضع في اوكرانيا تبقى الاشارة الى عدة سيناريوهات محتملة قد تفرض على اوكرانيا:
1-الحرب الداخلية والذي سيدفع ثمنها الغربيون الاوكران  وبالتالي سوف يكون مصيرهم كحال البوسنة، هذا حقد تاريخي بينهما منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية لا يزال الجرح دفين بالرغم من محاول الدولة السوفياتية عدم السماح بإخراجه للعلن فالغربيين الذين تعاملوا مع الفاشية هم من مارس  ابشع انوع التعذيب ضد الشرقيين .
2- الدولة  سوف تستخدم سيناريو مصر وسوف تنقض على المتظاهرين بعد رفع الغطاء عنهم كما كان حال الاعتصام في رابعة العدوية .
3-التوصل الى اتفاق مع الغربيين بواسطة امريكية يدفع ثمنها من روسيا.
فالتصعيد  الحالي في اوكرانيا يستخدم ضد روسيا وقيصرها من قبل الغرب وفي محاولة جدية لتهديد وضع روسيا التي تأسر الملف السوري وتحاول من خلاله تسجيل النقاط على امريكا.
يعتبر السيناريو الاخير هو الاهم والأقرب الى الواقع في محاولة الضغط على روسيا ،لان الغرب يعرف قدرة المعارضة الاوكرانية وأحوالها المالية وكان له  في السابق تجربة فاشلة  معها.
اوكرانيا اذا هي  ورقة ضغط على روسيا وسياستها التعنتية في سورية،فالمشكلة مفتعلة ومطروحة بوجه روسيا مما وضع الروس في موقف حرج لابد من  التفكير الجيد بهذا المأزق التي باتت به روسيا امام خيارين لا ثالث لهما اما التمسك بسورية وخسارة اوكرانيا ـ فسورية ليست ورقة رابحة للروس سوف يفتح عليها ملفات عديدة مثل العلاقة مع العرب والمسلمين والإرهاب والانسحاب من افغانستان وتأثيره على الجمهوريات الاسلامية في اسيا الوسطى ووضع روسيا في داخل الجمهوريات الحليفة لها.
ان خطورة الورقة الاوكرانية التي تلعبها امريكا وتضعها بوجه روسيا اجبر القادة الروس المعنيين بالدبلوماسية الروسية التفكير الجدي بمستقبل سياسة روسيا وأخذها نحو الواقعية والخروج من سياسة تسجيل النقاط . حيث الان بات دور امريكا في تسجيل النقاط على روسيا .
فالتفكير العقلاني الروسي بسياستها  نحو مناطق نفوذها قد يدفعها الى تحرير الملف السوري ويخرجها من وهم القوة المضخمة ، ويمنعها من طرح حسابات خاطئة  ايهما افضل لروسيا سوريا او اوكرانيا؟       
د.خالد ممدوح العزي .
كاتب اعلامي مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث.
 Dr_izzi2007@hotmail.com