الجمعة، 11 نوفمبر 2011

قناة فضائية إخبارية إسرائيلية جديدة بالعربية،

قناة فضائية إخبارية إسرائيلية جديدة بالعربية،
/ بناءا للمعادلة القائلة " كل خبر ينشر لبد من التوقف أمامه"/

تعتزم الحكومة الإسرائيلية البدء على بناء قناة إخبارية عربية في إسرائيل،هذه المعلومة التي في حوزتنا مسربة من خلال الإعلام الإسرائيلي عام 2010 والذي يقوم هو على نشر الإخبار وتسريب المعلومات ،فالسياسة الإسرائيلية تقوم على معادلة أساسها، "بان كل خبر ينشر لبد من التوقف إمامه"،بناءا لذلك تعمل إسرائيل اليوم على تجهيز قناة فضائية عبرية ناطقة باللغة العربية ،موجهة إلى جمهور عربي ،وإسلامي كبير،يهم الدولة العبرية أن تخاطب هذه الشريحة العربية الكبيرة بلغته ،على غرار القنوات الفضائية الكبرى "روسيا اليوم " الفرنس برس 24" الألمانية " التركية "العالم الإيرانية "ا لبي بي سي البريطانية"الحرة الأميركية " " أل سي ان ان الأميركية "محطات فضائية دولية كبرى لها مهمة المنافسة الإعلامية بين الوسط الإعلامي العربي مع محطاته العربية الكبرى كالجزيرة ،العربية ،ابو ظبي ،القدس ،المستقبل،فلسطين اليوم ،المستقبل ، ،والهدف الثاني هو ترويج سياسة دولهم الإيديولوجية في الأوساط العربية .
الدعاية الإعلامية في إسرائيل سلاح قوي :
إسرائيل التي تحاول الترويج في الأوساط العربية من خلال استعمال الدعاية الاعلامية لان إسرائيل تجيد فن الدعاية بطريقة جيدة، وتروج لها في 16 لغة تستعملها في إعلامها، فالإيديولوجية الصهيونية التي قامت من خلالها الدولة العبرية الحالية، فهي قائمة على ركيزتان:
الأولى هي الدعاية والإعلام ؛
الثانية هي، المال لبناء دولة قوية ولسيطرة على السلطة.
إسرائيل التي تملك أمكانية واسعة وخبرة جيدة ومتطورة في مجال الدعاية وفبركة الأخبار وتزوير الحقائق، من خلال باع طويل لها ولكوادرها القائمون على إنتاج مواد إخبارية ودعائية تشوه صورة العرب بشكل عام ،والشعب الفلسطيني بشكل خاص،فإنها تتجه اليوم لمخاطبة الرأي العام العربي والإسلامي بلغة عربية تسهل إليها تخريب الآراء وزعزعة النفوس العربية من خلال صناعتها للمعلومة المزيفة ،في مطبخها الخاص الذي يعمل على إعادة تركيب المعلومة وبناءها لمساعد دولة إسرائيل وشعبها وقيادتها على البقاء ، من خلال الضرار بالمصالحة العربية الوطنية والقومية في ظل الغياب ألقصري للمشروع العربي ،من خلال إستراتيجية إعلامية صحيحة تحافظ على المفهوم القومي العربي.
مهمة القناة الفضائية العربية الجديدة :
تعتبر الحالة الدارجة"المودة" هو التخاطب الإعلامي من تكنولوجيا الفضاء بسبب تطور الاتصالات الحديثة والأقمار الاصطناعية،التي سمحت بالبث التلفزيوني المباشر عن طريق هذه الأقمار والتكنولوجية المتطورة ،في عالم اليوم الذي أصبحت فيه الحركة سريعة جدا من خلال تأثير مفاعيل العولمة التي أتاحت التقارب الثقافي والسياسي واللغوي بين البشر،لذا عمدت الدول الكبرى لمخاطبة الشعوب من خلال لغاتها والوصول إلى عقولها وقلوبها من خلال التحدث بلغتها ،والدخول إلى مشاكلها، فالعمل التلفزيوني بالنسبة إلى إسرائيل ليس جديد لأنها أصلا لها محطاتها الفضائية والإخبارية التي تشرف عليها أجهزت الدولة المختصة بالدعاية والإعلام في وزارة الخارجية والدفاع ، لان إسرائيل من الدول التي استغنت عن خدمات وزارة الإعلام، لقد صنع التلفزيون الإسرائيلي محطة إخبارية مهمة تعنى بشؤون الإخبار وناطقة باللغة العربية ،ولكنها لم تكن تستطيع أن تكون هذه القناة مصدر معلومة لمواطنين العرب الفلسطينيين في أراضي ما يسمى ب 48 ولا سكان أراضي ما بات يعرف ب 67الذين يجدون العبرية فكيف بالمجتمع العربي والإسلامي الذي تحاول إسرائيل تسويق نفسها فيه ، فإسرائيل يوجد فيها قنوات إخبارية مختلفة القناة الثانية التي تسمى بالتلفزيون العربي الإسرائيلي، فهذا التلفزيون يعمل فيه الأغلبية اليهودية الناطقة العربية مع بعض سكان عرب 48 ذات المسؤولية المحدودة ،وكذلك التلفزيون القناة السابعة التي تتميز بتطرفها الصهيوني والذي يشرف عليها سكان المستعمرات،فهذه القناة العربية الجديدة التي يتم تجهيزها والذي بلغت ميزانيتها بملايين الشيكلات العبرية،سوف تكون على نسق القناة العاشرة وتحت إشرافها الإعلامي والفني والسياسي والإيديولوجي،بالنسبة لمراسليها هناك العديد من السيناريوهات التي يمكن استخدامها من خلال التعاقد مع شركات عالمية تأمين البث وشراء الريبورتاجات المصورة،أو من خلال شبكة مراسلين في دول لها علاقات جيدة بدولة إسرائيل إن كانت عربية و إسلامية ، أما بالنسبة للتطبيع الإعلامي،فحدث ولأحرج، "مشيخة قطر" من خلال تلفزيونها الفضائي "تلفزيون الجزيرة "المدعوم من رجال المشيخة مباشرة ،أجاز التطبيع الإعلامي والفكري مع العدو الصهيوني.
الفضائية الإسرائيلية والفضائية الأميركية "الحرة ":
لقد نجحت قناة الحرة في الوطن العربي بالرغم من الهدف الأساسي التي تم إنشاءها منذ البداية، للتعبير عن الأهداف الأمريكية والمشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، وخاصة بعد احتلا أميركيا للعراق والخراب الذي حل بالدولة العراقية وشعبها وأرضها،وتحميلها كل الماسي والمشاكل التي عصفت بهذا البلد العربي الجريح والذي دفع أهله ثمن أخطاء تم ارتكابها ،على ارض هذه البلاد الطاهرة والذكية والتي أدت إلى انقسام عمودي بين أهله ونشوب حرب مذهبية خدمت أمريكا بشكل جيد،لكن الحرة التي تتمتع بنوع من الليبرالية الإعلامية التي تحاول الولايات المتحدة الحفاظ عليها من خلال عدم إملاء الشروط على العاملين في القناة التي تبث من واشنطن ،والتي يوجد لها مراسلين ومكاتب في كل الدول العربية دون استثناء بالرغم من خلاف الأنظمة مع السياسة الأمريكية، لكن الوضع يختلف مع القناة الإسرائيلية وما تحاول بثه إلى العرب،وعن العرب فإسرائيل التي تحاول أن تميز نفسها بديمقراطيتها الزائدة عن الأنظمة العربية،لكن هذه الديمقراطية هي ديمقراطية عبرية وتصبح ديكتاتورية عندما تخص المواطنين العرب في إسرائيل ،وهناك الأمثلة العديدة على ذلك والذي كان الإعلام العالمي شاهد على ديكتاتورية إسرائيل وإجرامها:
حرب غزة وعدم أظهار الصورة الحقيقية للمجازر الإسرائيلية التي تم ارتكابها بحق المواطنين.
2- حصار وحبس الرئيس الفلسطيني في المقاطعة حتى وفاته عام 2004 م .
3- هجوم تسيبيي ليفني على النواب العرب إثناء جلسة الكنيست الإسرائيلي في هجوم إسرائيل الأول على غزة ،وتلويح وزيرة الخارجية الإسرائيلية بشحط هؤلاء النواب الذين يشوشون على مسار الجلسة الخاصة .
4- الهجوم العلني في الكنيست وإمام عدسات التلفزيونات العالمية على النائب العربي حنين الزغبي من قبل نواب إسرائيل بيتنا المتطرفين .
5- الهجوم العسكري على سفينة ماضي مرمر التركية المتجه إلى غزة لفك الحصار عنها ضمن أسطول الحرية، والتي تم قتل العديد من ركابها المدنيين على مشهد من الصحافة والنقل المباشر للتلفزيونات الفضائية. طبعا ليس مهمتنا هنا إبراز الأمثلة والتذكار بالمشاهد الذي يذكرها الجميع والناس أصبحت متخصصة بالإجرام والتطفل الصهيوني على البشر والأبرياء الفلسطينيين ،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة أمام هذه المحاولة التي تعمد إسرائيل إلى بناء قناة فضائية إخبارية عربية، كيف ستتعامل مع الموضوعية الإعلامية ؟؟؟ هل سيتم النقل بشكل مباشر كما هي الوقائع التي تنقلها القناة العاشرة، وماهر الجديد التي تحاول إسرائيل تقديمه إلى الشعوب العربية والإسلامية من خلال إعلامها الماد لج ذات الصفة الصهيونية المتطرفة ضد العرب والشعب الفلسطيني التي تحتل إسرائيل أرضه وتهجر شهبه وتهدم منازله وتجرف زيتونه الذي يبلغ عمرها ألاف السنيين.
مهمة القناة العربية في التلفزيون العبري :
مهما تم التكلم اليوم بان شركة عربية تقوم بين بعض الدول العربية وإسرائيل من اجل بناء هذه المحطة وتجهيز بثها الفضائي ،وتطوير عملها الإعلامي، وتزويدها بمجموعة من المراسلين ومدراء المكاتب في الدول العربية ،ودعمها بالأموال الهائلة التي تساعدها على الإقلاع السريع، لتأخذ مكانة مميزة وسط الفضائيات العربية والعالمية الناطقة باللغة العربية والموجهة للمشاهد العربي، تبقى هذه الأخبار والأحاديث بعيدة جدة عن الواقع المنطقي التي يتقبله العقل،لان مهمة القناة العبرية تبقى واحدة هو الترويج للسياسة الإسرائيلية في المنطقة ،التي لا يستطيع أي نظام عربي الدخول في عملية انتحارية كهذه، فالعرب لم يصبحوا أصدقاء لإسرائيل،وهي لاتزال تحتل أراضينا وتقتل شعبنا ولازالت مسيطرة على الأراضي الفلسطينية وتحتجز ألاف من الرهائن العرب في السجون الإسرائيلية .
في حال تم فتح القناة الإخبارية الجديدة في التلفزيون الإسرائيلي، سوف تكون:
- على نسق القناة العاشرة الإسرائيلية مهمتها إخبارية بحثه للترويج لسياسة الدولة العبرية وللأفكار اليهودية الصهيونية المتطرفة التي يحملها وزير الخارجية الحالي وحزبه المهاجر.
- سوف تكون نسخة طبق الأصل عن تلفزيون القناة الثانية التي تبث باللغة العربية، لكونها لن تستطيع جلب كوادر عربية وفلسطينية إعلامية مميزة تعمل مع محطة يشرف عليها الكيان الصهيوني والدولة العبرية.
- سوف يتم التعامل مع هذه القناة على كونها قناة العدو الصهيوني بغض النظر عما يمكن أن تقدمه هذه الفضائية ،وسيكون جمهورها من العرب المتابعين للشؤون السياسية والدولية ،والمختصين بالشؤون العبرية .
لذا يمكن لدولة إسرائيل أن تفتح مئة قناة فضائية وتبث على الهواء مباشرة وعلى جميع الأقمار الاصطناعية ، ولا احد يستطيع منعها بظل الفراغ الاعلامي العربي الموجه ضد سياسة اسرائيل التوسعية واستماعها الاستعمارية .وبالتالي نحن نتعامل مع حرية الإعلام الذي من حق كل واحد التعبير عن راية حتى العدو الصهيوني نفسه ،لكن ماهو الجديد في إستراتيجية القناة التي تخدم المشاهد العربي سوى الشوشرة الاعلامية والكذب الوقح من خلال الفبركة الاعلامية وتزيف الحقائق واعتماد الاكشن في الاخبار السريعة من مكز الحدث.
د. خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي ،مختص بالإعلام السياسي والدعاية
dr_izzi2007@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق