الثلاثاء، 10 يناير 2012

روسيا و المبادرة العربية في ظل ترأسها لجلسة الأمن...!!!

روسيا و المبادرة العربية في ظل ترأسها لجلسة الأمن...!!!
روسيا التي تدعو حليفتها سورية إلى منح المراقبين العرب "مبعوثي الجامعة العربية"أقصى درجة من الحرية والتحرك لانجاز مهمتهم من خلال تصريح وزير الخارجية الروسي "سرغي لافروف" بتاريخ 28دسنمبر"كانون الاول"2011م،والذي طلب من المسؤولين السورين التعاون بشكل تام مع ألمراقبي ،وتامين شروط عمل سهلة تمنحهم أكثر من الحرية وشافية.طبعا لا تزال روسيا حتى اليوم تراهن على المواقف المتشددة لأول مرة في تاريخ العلاقات العربية الروسية في دعم نظام عربي دكتاتوري لدرجة التبني الكاملة للروية الرسمية للنظام السوري في قمع شعبه الوحشي ضد شعبه.
المشروع الروسي :
فالمشروع الروسي الذي قدم في 15 كانون الأول ليناقش في مجلس الأمني،و حاول أن يناقشوا مبادرة روسية جديدة مقدمة لمجلس الأمن الدولي تحاول حل الملف السوري من خلال موقف روسيا سابق العمل على الإصلاحات وإعطاء بشار الأسد الوقت الكافي لذلك تشكيل حكومة من المعارضة معا النظام الحالي ،الإبقاء على بشار الأسد ،فالجديد هو إدانة أعمال النظام المسلحة مشروطة بالأعمال الآخرة ولكن النظام لا يزال يساوي بين الجلاد والضحية ولا يريد اتهام النظام الذي فقد شرعيته الأخلاقية والإنسانية والقانونية والشعبية والدبلوماسية.
روسيا تحاول الإبقاء على مصالحها الخاصة فوق دماء الشعب السوري معللة ذلك بأنها أخرجت من كل الدول العربية ولم ترعى مصالحها الخاصة لذلك تصر على بقاء مصالحها من خلال وجود هذا النظام ،بالرغم من إرسال أشارتها العديدة بأنها تحاول دعم المبادرة العربية، ومحاولتها حل الأزمة السورية كما حلت الأزمة اليمنية ،آو العمل بطريقة سرية لا خراج بشار الأسد من سورية وتامين اللجوء السياسي له.
اليوم يجب يناقش مجلس الأمن مسودة مشروع روسيا للمرة الثانية لكن الروس دخلوا دون مسودة، من اجل التباحث وتقريب وجهات النظر وبالتالي شراء الوقت من جديد فالموضع سوف يمتد لا كثر من أسبوع وهذا القصد مم روسيا لا خذ مفاعيل المبادرة العربية .
لكن المبادرة الروسية التي لن تلاقي أذانا صاغية في مجلس الأمن لان روسيا أضحت طرفا غير وسيط ،فالمشروع الروسي يهدف أولا وأخيرا لا عطاء نظام بشار الأسد مزيدا من الوقت للتفاهم مع الجامعة العربية وتحسين شروط تفاوضه ،والغرب يدين النظام ويحمله مسؤولية في الإبادة ضد الإنسانية .
روسيا تشتري الوقت للنظام السوري:
لم تناقش المسودة الروسية في الأمم المتحدة لان الروس لم يحاولوا إجراء أي تعديل فعلي على هذه المسودة التي تحاول روسيا تسويقها وإقناع الدول الغربية بها، بالرغم من أن المسودة لم تقنع عددا كبيرا من أعضاء دول مجلس الأمن،لان الروسي يحاولون أجاد مخرج فعلي ينقض النظام السوري من خلال تسويق الحل اليمني القاضي بتنحي الرئيس الأسد والمحافظة على نظامه الذي يضمن لموسكو استقرار لمصالحها الخاصة ، وبالتالي موسكو تحول شراء الوقت للنظام السوري حتى يتمكن النظام من حل مشاكله مع الجامعة العربية وتقديم بعض الإصلاحات التي ترى فيها موسكو انجاز هام لبقاء النظام السوري ،وبالتالي المسودة التي لم تتضمن أي مطالبة للنظام السوري بإطلاق المعتقلين السياسيين ،وعدم الموافقة على تسليح النظام ،وتسوية الجلاد بالضحية بالوقت الذي أدانت لجنة حقوق الإنسان بالأكثرية النظام السوري الذي ارتكب مجاز ضد الإنسانية. ومن هنا فان روسيا حاليا بظل رأستها لدورة مجلس الأمن لن تناقش أي تعديل على مسودتها وسف تعرقل أي قرار ذات مخالب مستقبلية يتم وضع أساسه لمعاقبة سورية لاحقا،
الموقف الروسي حليف النظام السوري :
تحرص موسكو على التعاطي مع الملفّ السوري بتأنٍّ مُلفت، وتتحاشى الانزلاق إلى تصريحات قد تضرّب مسعاها، وبرؤيتها للمعالجة. فالمشروع الروسي المقدم إلى مجلس الأمن الدولي ،حاول أن يوازي بين السلطة والمجموعات المسلّحة، فوزّع على الطرفين مسؤوليّة أعمال العنف، وآنكان قد حمل دعوة صريحة إلى نظام الرئيس بشّار الأسد بضرورة حماية المدنيّين.
وما تسلّح به مشروع القرار، الذي هو مشترك مع بكين، أنّه يدعو إلى تبنّي المبادرة العربية أساساً للحلّ في سوريا، وهو بذل كلا يتناقض مع الدعوة إلى عدم التدخّل الخارجي في سوريا، بل يتمسّك بعدم التدخّل، مستشهداً بذلك في المثال الليبي والنتائج التي آل إليها الحال .
ووراء المواقف المعلنة ثمّة حسرة روسيّة من أنّ التحالف الغربي قد "غدر" بمصالح روسيا في ليبيا، بحيث أنّ موسكو وجدت نفسها خارج دائرة اقتسام المغانم، ولا تريد، بالتالي، أن يتكرّر الأمر عينه في سوريا التي تربطها بها علاقات قديمة وتقليدية ومتشعّبة تكاد تطال مختلف أوجه النشاط، الاجتماعي منه والرسمي، من عشرات آلاف الخرّيجين من المعاهد العليا السوفياتيّة – فالروسيّة لاحقاً، وهؤلاء منخرطون في دورة الحياة من المهن إلى الكادر التعليمي والأكاديمي ،وكذلك في مؤسّسات الدولة، ناهيك عن الكادر العسكري الذي جلّه الأعظم تلقّى التدريب ودورات الأركان وغيرها في المعاهد العسكريّة الروسية. إذا ًيكاد الارتباط يكون عضويّاً، على هذا المستوى على الأقلّ، من دون أن ينسحب الأمر ميكانيكيّاً على السياسة.
فالشرع الذي كان مستعجلاً آنذاك لزيارة موسكو من أجل ثنيها عن تقديم مشروع القرار الروسي إلى مجلس الأمن الدولي كونه يتضمّن تبنّياً للمبادرة العربية إزاء سوريا، في حين أنّ الروس كانوا في وارد إبلاغ دمشق بأنّ عليها القبول بالمبادرة أو المخاطرة بخسارة استمرار موسكو بالوقوف إلى جانبها ،فروسيا "ليست محامي السوريّين" على ما قال لافروف حينه.
عرض كانت موسكو الذي أعدّته ويتمثل في تأمين انتقال للسلطة في سوريا ،يشمل مغادرة الرئيس بشّار الأسد الحكم محصّناً بضمانات له ولأفراد حكمه، تكفلها موسكو أمام المجتمع الدولي ،على أن يتولّى نائبه الشرع مهام الرئاسة لفترة انتقاليّة تتحدّد مدّتها من خلال حوار بين السلطة والمعارضة ،يتمّ في نهايتها انتقال سلِس للسلطة ،متجنبي البلاد مخاطر التدخّل الخارجي وتدويل الأزمة.
بالطبع فان قدوم السفن والبوارج الروسية إلى المرافئ السوري بتاريخ 8 يناير كانون الثاني 2012،جئت للتذكير بمصالح روسيا في المنطقة التي لا يمكن التعريف فيها باسم الديمقراطية والحرية للشعب السوري الثائر الذي رفع هذه الشعارات منذ اليوم الأول للانتفاضة السورية.
لكن روسيا التي لا تزال حتى اليوم ترى بان النظام السوري متماسك ونهاية التحالف سوف يحل عندما يتأكد نظام الكريملين بان نظام الأسد بداء بالتهاوي فعلا ،لكن النظام السوري متماسك كباقي الأنظمة الشمولية والدكتاتورية التي تنهار بسرعة كما كانت حال النظام السوفياتي والأنظمة الاشتراكية التي صمدت طويلا وفجأة انهارت بسرعة.
د.خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي مختص بشؤون روسيا ودول الكومنولث
Dr_izzi2007@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق