الجمعة، 13 مايو 2011

الخبز والحرية مطلبا تحركات ثورة ربيع سوريا ...!!!

الخبز والحرية مطلبا تحركات ثورة ربيع سوريا ...!!!

شهرين على بدء الانتفاضة الشعبية السورية ،منظر سريالية يسيطر على الحياة العامة،دبابات تحصر المدن،قصف إحياء من الأسلحة الثقيلة، الجيش يقتحم الحياء السكنية صورة العسكر تطغى على المشهد ،قتل شاب وأطفال ونساء،اعتقال لشرائح واسعة من الشعب السوري وزجهم في الملاعب،يقابله مظاهرات واحتجاجات تخرج في الشوارع رافعة شعارات ضد النظام،والرئيس نفسه بعدما كانت مغيبة في بداية التظاهرات الأولية .
لم يستطيع النظام السوري طول  فترة الشهرين من كبح وردع المحتجين بالرغم من التنكيل والبطش والقتل والاعتقال الذي مارسه النظام من خلال استخدامه للأجهزة الأمنية وجزه للجيش بوحه الحركة الاحتجاجية المطلبية التي كانت تطالب بالخبز والحرية التي عجز النظام الأمني إن يمنحها للشعب طوال مدة الحكم الذي بسط ظله على الأرض والشعب...
هذا "رامي مخلوف" يصرح بأنهم يقاتلوا"جماعة النظام " حتى النهاية ويضع خيارات للشعب والعالم بأنهم إمام خيارين أو الفوضى التي تعم المنطقة وتمتد شرارتها إلى زعزعة امن إسرائيل الذي نعم بالأمن طيلة حكم نظام عائلة الأسد وحزب البعث العربي الاشتراكي ،لان النظام السوري منذ البداية كان يعتبر معركته الأساسية في سورية هي السيطرة على مفاصل الحياة السورية العامة وليس الحرب مع إسرائيل .
هذه بوثنيه شعبان مستشار الرئيس الأسد السياسي تطل على العالم من خلال تصريح لها في جريدة "النيورك تيمز " بان النظام السوري قد تخطى الأزمة وإنها أصبحت وراء ظهره، هذا الحديث يأتي بعد الشعور بان الغرب لايزال يهادن النظام السوري ،بسبب السكوت الفعلي على جرائم النظام والبطش والتنكيل الذي يمارسه النظام بحق الشعب السوري .
النظام لايزال يناور ويراوغ في التعاطي مع ألازمه السورية المستجدة ،بسبب شعوره الماس بالحاجة الدولية له نظرا لما يملك من أوراق ثمينة يستطيع إن يناور بها أمام العالم.
لا شك بأن الأوضاع العربية تعاني من مشاكل شتى بسبب الغليان التي تشتعل به المنطقة من خلال تفجر الثورة المختلفة في العديد من الدول والتي تحولت معظمها إلى صراع مسلح عسكري"اليمن ليبيا سورية ".
لقد أراد النظام السوري منذ اليوم الأول لبدء الاحتجاجات الشعبية السورية، إلى عسكرتها لكي يتسنى له قمعها بسهولة وبموافقة ومباركة دولية"من خلال صبغها بصفات إرهابية ".
لان الحسم الأمني والعسكري للانتفاضة السورية،هما  الأفضل له في الإطباق على حركة الشارع وتقيدها  والسيطرة عليها، كما هو الحال مع حليف النظام السوري، وفلذة كبده النظام الليبي ورفيقه في الإجرام والبطش ضد حرية الشعبين الليبي والسوري،لذا عمد النظام السوري على وصف المحتجين والمتظاهرين منذ اليوم الأول بأنهم :"مخربين،مأجورين، إخوان مسلمين  سلفيين تكفيريين"، متهربا من وصفهم الحقيقي بأنهم متظاهرين ثائرين على الأوضاع والحياة المعيشية التي يمارسها النظام من خلال الاهتمام بمطلبهم المحقة ،"الخبز والأمن ".
المطلب الحقيقي للشعب السوري هو الحرية والعدالة الاجتماعية،  التي اقر يهما الرئيس بشار الأسد،ولم يمانع بالبدء بإصلاحات مطلبيه فورية ، ترتقي بها الحالة السورية الحالية إلى مستوى الدول الراقية  .
المشكلة لا تكمن  بشخص الرئيس "بشار الأسد"، وليست الحالة مع  شخص الرئيس لكن المشكلة مع نظام بشار الأسد الذي لا يريد تنفيذ إصلاحات جذرية وحقيقية ، تنقض البلاد من التدهور نحو الفوضى الذي يهدد به "رامي مخلوف"رجل المال العام ومالك سورية الحقيقي، لقد سارع  النظام بالبدء بتنفيذ إصلاحات وهمية  في البلاد، عندما بداية الانتفاضة الشعبية كي يمتص نقمة المتظاهرين والمحتجين من اجل الالتفاف على مطالبهم وتحركاتهم المطلبية .
لكن عندما ارتفاع صوت المتظاهرين عاليا، واتسعت رقعة المظاهرات  في إنحاء المدن والقرى السورية، خاف النظام من هذا الحراك الشعبي الجدي الذي بدء يتسع أسبوعا تلو الأسبوع،من خلال تسمية أسماء الأسابيع، لذا استخدم النظام  الرصاص الحي لقتل المتظاهرين منذ اليوم الأول للحراك، لقد عمد إلى أخفى صوت التظاهر،من خلال القتل المتعمد للمتظاهرين،هذه الحالة  التي شكلت له حرجا وخوفا غريب على المسرح الداخلي والعالمي ، جز بالجيش في حصار المدن واقتحامها،فكانت درعا المدينة الأولى في إستراتيجية النظام وأجهزته الأمنية، بالرغم من الحصار والقتل والتنكيل والبطش التي اعتمدها النظام في حربه الجديدة مع السكان،سياسة جديدة في التجويع والإذلال ،"الاعتقال الجماعي ،منع الحليب والأدوية،قطع الماء والكهرباء حتى اللجنة الدولية التابعة لحقوق الإنسان لم يسمح لها بالدخول إلى درعا المحاصرة .
تجربة عسكرية ناجحة للنظام في قمع مدينة درعا ،لقد تم  ادخل الدبابات والأسلحة الثقيلة إلى" سهل حوران" المتاخم للحدود مع  الدولة الصهيونية والتي تمنع نص اتفاق الهدنة المعمول به منذ العام 1973 على عدم ادخل أية أنواع من الأسلحة التي يجب  تحديد نوع السلاح في منطقة "سهل حوران"،توطئ إسرائيل علني مع النظام السوري في قتل شعبه وقمعه . .
إمام هذا السكوت الدولي والعربي لما حصل في درعا من حصار ومهاجمتها بالدبابات،وضربها بالأسلحة الثقيلة ،شجعت القوة العسكرية السورية المفرطة  باستخدامها في مناطق ومدن سورية أخرى ،"كبانياس ،المعضمية ،طافس ،جاسم،حمص وحي باب عمر الخ... لاعتبر بان الحل الأمني بشكل عام هو الحل للمشكلة .
لقد اعتبرت النخبة  السورية المسؤولية في النظام  بان خيار الحل الأمني والعسكري يمكنها أستخدمه في حربها مع المتظاهرين تحت حجة محاربة الإمارات السلفية المعلنة في المدن والانقضاض عليها ، بذلك يمكن إلا طباق على مناطق الحراك السوري النشطة ومعاقبتهم من خلال عمليات الاعتقال الكاملة للشباب المشاركين في عملية الاحتجاج،وكذلك النشطاء الحقوقيين وقيادات الاحتجاج الشبابية ،في محاولة لقمع صوت  باقي الحراك في المدن الكبرى ،لان القيادة الأمنية مرعوبة جدا من تمدد شرارة الثورة إلى كافة المناطق .
لقد نجحت العقلية الأمنية في النظام السوري في فرض حلها الأمني على الدولة والنظام من خلال حربها على المدن السورية والسكان  عن طريق  الهجمات اليومية المحكمة في القبض على العشرات من الشباب الثائر والمحتج
لكن النظام لم يستطيع إخماد نار الانتفاضة وإسكات الشارع السوري، من خلال التنكيل والبطش والقتل والاعتقال الذي يمارس بحق الشعب السوري المناضل .
لم يفح الإعلام السوري والناطقين باسم النظام إن يقنعوا العالم والشعوب العربية والعالمية بممارستهم القمعية من خلال الفبركة والتزييف للحقائق الذي يبثها النظام ،لأحقية حربه المشروعة على الإرهاب،و الذي يشنها ضد  شعبه ،ارتفعت الأصوات  الدولية المعبرة عن مدى الاستياء والتململ الذي أضق بهما صدر العالم الحر من تصرفات النظام السوري،  والذي عبرا عنه الرئيس التركي "الرجب طيب اردغان" ،بأنه غير مسموح بمجازر جديدة في سورية كما كنت حلبجة في العراق وحمص وحماة في سورية الأسد الأب ،والممثلة الأوربية للشؤون السياسية " كاثرين اشتون" الذي حاولت تشديد العقوبات على سورية وإضافة أسماء جديدة على اللائحة الأوروبية للعقوبات ،والموقف البريطاني الذي حاول استصدار موقف جديد من مجلس الأمن،وحرمان سورية من المتمثل بمجلس حقوق الإنسان التي حاولت جهدا للدخول إلى المجلس،إضافة إلى مواقف دولية أخرى وجمعيات حقوقية بدء  يرتفع صوتها رويدا رويدا.
أمام هذه الصورة الإجرامية التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه الأعزل من السلاح،والتي لم يفلح النظام بجر الشعب إلى المواجه العسكرية معه  ،،، وأمام الضغوط الكبيرة التي بات النظام السوري ورجاله الآمنين يتعرضون لها ،والتي كانت أولها العقوبات الأوروبية بحق 13 شخصية سورية رفيعة  ،وبظل تقرير "دانيال بلمار" المعدل بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي لم يخرج النظام السوري من فك المحكمة الدولية،تحاول الحكومة السورية بالالتفاف على كل هذه القيود التي باتت تحاك على رقبة النظام السوري من خلا تشكيل لجنة قانونية من اجل الإعداد لقانون انتخابات يقوم بدرس الحالة الانتخابية في الدولة السورية . و تكيف السيد بوثنية شعبان بفتح قناة الحوار مع المعارضة السورية"المعارضة المعتدلة" .
سؤال يطرح نفسه بقوة أمام حالة النظام السوري، مع من التفاوض،ومن يضع القانون الانتخابي.
إذا كانت الدولة السورية لا تقر بالمعارضة ووجودها ، وتصف المحتجين بأنهم سلفيين وتكفرين، ولا تقر بمطالبهم المحقة وتبرر قمعها لهم بأنها تحاول منع إقامة إمارة سلفية ،وتحارب تمددهم من خلال استخدام  الدبابات التي تحتل المدن السورية العريقة بأصلتها ونضالها وتاريخا الوطني،مع من تتحاور السيدة شعبان، وهناك الآلف من الشعب السوري أضحوا من نزلاء السجون ومراكز الاعتقالات،من الذي يسن قانون الانتخابات الجديد في سورية،ومن سوف يناقشه، كما يقال المثل العربي "الخيط يفصل القميص الذي يناسب جسمه"
هذا النظام لا يستطيع أن ينفذ إصلاحات جذرية في المجتمع السوري،لان الإصلاحات تتطلب في بداء الأمر "حرية وخبز " وهذان الأمران بالأصل مفقودان.  
الرئيس بشار لا يستطيع أن يدخل بإصلاحات جدية وجذرية ،من خلال رفع حالة الطوارئ وقانون حرية الأحزاب والإعلام وحل حزب البعث وإقصاءه عن السلطة،وإضعاف أجهزة الأمن الذي يبلغ تهددها 15 جهاز تقبض على رقبة سورية وشعبها ،لان الرئيس بشار الأسد التي استلم السلطة في سورية لم تكن شرعية من خلال انتخابات شعبية تبدي رأيها الكامل بسلطته... لان الدخول في انتخابات شعبية سوف تسقط الرئيس الأسد وحزبه .
التغير الفعلي في سورية يأتي من خلال انتخابات حرة ونزيهة تسمح للجميع في المشاركة الحقيقية للوصول إلى سدة الرئاسة ،طبعا هذا غير ممكن مع نظام البعث الذي يسيطر على الدولة السورية، لذا لا مفر من تغير جذري يقوم به الرئيس بشار الأسد من خلال إعلانه لرزمة حلول إصلاحية جذرية في سورية تتناسب مع الوضع الحالي والتغير العام في الوطن العربي .
 هذه الإصلاحات التي يطرحها الرئيس الأسد في ظل الظروف التي تعصف بسورية ،والتي يمكنها أن تنقض سورية الدولة ،الشعب والتاريخ، من  شفير الهاوية التي تقف عليها البلاد  ،أو نفير  حرب داخلية تفعل بالبلاد ما تفعله .
لان الانتخابات الحرة التي تنقض سورية من كل الإخطار والمؤامرات التي تتعرض لها،وتحاك ضدها ،قد لا يكون للرئيس الأسد فيها إي موقع رئاسي ،لكنه سوف يكون له موقع تابت بالتاريخ السوري الحديث الذي سوف يتذكره بكل فخر كرئيس سابق للدولة السورية ،و الأب الروحي للإصلاحات المعاصرة ،ومنقذ سورية من كل المخاطر التي قد تحاول أن تعصف بها .
ما اكبر هذه الصفات  التي يمكن للرئيس الأسد إن يتمتع بها في سورية الجديدة والحديثة ،وما أحوجنا نحن العرب إلى صفت الرمز التي  يغيب عنه القائد الفعلي  .
بالطبع هذه الحلول إلا صلاحية لا تعجب المستفيدين والشبيحة في النظام الحالي ،هذه القوى التي تستفيد من وجود السلطة بهيكلتها  المترهلة العاجزة عن تنفيذ أية إصلاحات بظل وضع النظام الحالي .
لقد هرم النظام السوري وعجز عن إعادة تأهيل نفسه ومؤسساته، وأصبحت سورية شركة خاصة للمستفيدين وللمفسدين،ووقوع  الشعب السوري مابين سندان الأجهزة الأمنية ،ومطرقة الفقر والقهر اللذان يتحكمان بحياة الشعب .
لن يستطيع النظام الأمن من كبح طموح الشعب السوري المنتفض والمحتج، والمطعتش للخبز والحرية، لان للحرية في بلاد الاستبداد ثمن غالي ،الدم النقي والطاهر الذي ينزف  يوميا من أبناء الشعب السوري "أطفال  ونساء ،وشباب بربيع العمر "، هذه الورود الحمراء ورود الجنائن إلتي يقطف ثمارها الجلاد السوري من اجل البقاء على العرش متربعا متربصا بشعب سورية وأموالها وحريتها .
لكن هذه الدماء الذكية التي سالت على تراب الوطن السوري لن تذهب رخيصة وتبقي الوضع  كما كان عليه قبل 15 آذار "مارس " الماضي ، هذه الدماء التي سالت أصبحت محرك الثورة المستمر،التي أضحت بدورها الفزاعه بوجه الجلاد ،لن يستطيع النظام بحربه الضروس هذه إن يعيد عقارب الساعة إلى العام 1982 عندما ارتكب مجاز "حماة وحمص" وعزلهما عن المحيط .
لقد استطاع عزل المدن بعضها عن البعض في السابق ليتفرد بحماة  ،لكن اليوم تغير في درعا وحمص وبانيا س وكل المناطق المحاصرة ،لان المركز ليس بعيدا عنهم،والمدن تهب لنصرتهم  وهذا ما سوف نرها في تظاهرات الجمعة القادمة التي تمت الدعوة لها .
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي ومحلل سياسي
Dr_izzi2007@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق