الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

روسيا البيضاء: رأس المال العربي مدعو للاستثمار في الجمهورية.


روسيا البيضاء: رأس المال العربي مدعو للاستثمار في الجمهورية.
عين على الجمهورية رقم 2 .
(زار الرئيس البيلاروسي"الكسندر لوكوشنكو" مشيخة قطر وحل فيها ضيفا عزيزا على المشيخة وأميرها ،في 15 أب "أغسطس" 2011 في زيارة عمل لتطوير العلاقات العربية – البيلاروسية،ضمن وفد حكومي كبير لتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية مع الإمارة، وهذه هي المرة الثانية الذي يحل فيها على قطر "فالزيارة الأولى كانت في العام 2004م " .)
تعمد جمهورية روسيا البيضاء حاليا الى تطور دور الاستثمار في الدولة ، لذا تعطي اهتماما كبيرا للذين يحاولون الاستثمار المالي والاقتصادي في مختلفات القطاعات الإنتاجية والحياتية في الجمهورية، لذا تعمل الدولة البيلاروسية جاهدتا لإيجاد أماكن مؤثرة لإتاحة الاستثمار فيها وجلب الرأسمال إليها وخاصة العربي ، وتوفير مناخ استثماري جيد من قبل الدولة للمستثمرين ورجال الإعمال الأجانب الذين يودون زيارة بيلاروسية، لذلك تقوم الدولة بتهيئة الوضع العام القابل للاستثمار من خلال تحسين الشروط المناسبة لهم ضمن مناخ مالي واقتصادي يتناسب مع القوانين الدولية العامة المتعارف عليها ،لجعل الاستثمار في الدولة سهل ومريح، فالاستثمارات الأجنبية هي الهدف الأساسي إمام دولة لا تزال عذراء في مجال الاستمارات ، وتعاني من ضغوطات دولية عديدة لإخضاعها لدفتر شروط دولية .
بيلاروسيا دولة لاتزال بعيده جدا عن المضاربات المالية العالمية ،فإمام المستثمر العربي مجال واسع في الاستثمارات في مجالات واسعة من قطعاتها الاقتصادية والمالية والتجارية المختلفة،بناءا لذلك تتجه سياسة الدولة اليوم نحو الدول العربية والإسلامية لكونها مركز اهتمام القادة السياسيين والاقتصاديين البيلاروس ودعوتهم من اجل المشاركة الفعالة في عملية الاستثمار والخصخصة التي تنتظر الدولة .
لهذا السبب تعمل الحكومة البيلاروسية جاهدتا من اجل ترتيب كل المناخان المطلوبة لإشراك اكبر عدد ممكن من أصحاب الرأسمال الأجنبي للاستفادة المتبادلة من هذه العملية. يعتبر الرئيس البيلاروسي "الكسندر لوكاشنكو" صديق لدول الشرق الأوسط وشعوبها،وهذه المنطقة هي محطة اهتماماته الشخصية، من خلال زيارته العديدة لدولها ، والدعوة المستمرة من قبله لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية مع هذا المحيط الذي هو ليس غريب عن هذه الدول وشعوبها.
في 25اب أغسطس من العام 2010 م تم تشكيل هيئة اقتصادية خاصة من قبل الدولة تعنى بشؤون الاستثمار والخصخصة وتنظيم الأمور الاقتصادية والمالية وتشرف عليها الحكومة من خلال رئيس وزرائها السابق "سرغي سيدورسكي" وعضوية وزيرا لمال والاقتصاد وعشرة آخرين من مكتب رئيس الجمهوري،والتي باتت تعرف باسم مؤسسة" المؤسسة الوطنية للاستثمارات والخصخصة".
بناءا لقرار" الرئيس لوكاشنكو" تحت رقم 223 /25 أيار" مايو" من العام 2009 ، أضحى لهذه المؤسسة مهمة خاصة و أساسية لتسير الأمور وتطويرها ، بما يتناسب مع القوانين العالمية والدولية ،التي تساعد على تحقيق الأهداف المطلوبة، وعدم الوقوع في أغطاء جسيمة تعكس غمارها على المستثمرين الأجانب.
لان أهم الاتجاهات التي سوف تعمل عليها هذه المؤسسة تكمن في التالي:
1- تشجيع المستثمرين الأجانب للدخول في اقتصاد الدولة البيلاروسية من خلال تأمين أجواء ومناحات هادئة،من اجل العمل والاستثمار الايجابي الذي يعكس نفسه على الحياة البيلاروسية.
2- تامين الحماية الكاملة للمستثمرين بما يحفظ مصالحهم الاقتصادية والمالية والشخصية ،بالتنسيق مع الحكومة البيلاروسية .
3- طرح العروضات الاقتصادية وتسهيل فرص الاستثمار في الدولة مما يشجع على قدوم رأسمال أجنبي إلى أسواق العمل الجديدة ،وبالتالي تشجيع المنافسة بين الشركات الأجنبية وطرح المنقصات في السوق التجارية، للمزايدة العلنية وفقا للقوانين الدولية المعمول بها عالميا .
4- طرح مواقع اقتصادية ومصانع ومحالات وارض ،ومؤسسات تابعة للدولة "كالنفط ،والماء والكهرباء، والبناء، من اجل تخصيصه ،أو أشراك القطاع الخاص مع الدولة،من خلال طرح عروضات مناسبة لهؤلاء المستثمرين .
5-على تحسين شروط الاستثمار في السوق البيلاروسي ،إمام المؤسسات الدولية وفقا للقوانين الدولية العامة .
6- تنظيم شروط الاستثمار المناسبة والمطلوبة لتأسيس شركات جديدة في بيلاروسيا وفقا لشروط واحدة إمام الجميع يتم العمل بها مع كل الشركات والمؤسسات الأجنبية القادمة إلى سوق العمل في روسيا البيضاء ،من اجل تسريع كل الوسائل المطلوبة أمام ها وفقا للقوانين المعمول بها دوليا التي تخص عالم الاستثمار والتجارة.
7- التسريع بانجاز شروط الدولة البيلاروسية من طرح مبدءا الخصخصة وتنظيمه ،ومن ثمة يتم طرحها بالمزاد العلني أو من خلال المنقصات العامة ،لتشجيع رجال المال والإعمال والمستثمرين في الحصول على مواقع تجارية مهمة في أملاك الدولة التي لم تخصص بعد .
تعتبر مهمة " المؤسسة الوطنية للاستثمارات والخصخصة "الأساسية هي فتح باب الاستثمار وتنظيمه،ابتدءا من الخصخصة التي تعتبر النقطة الأساسية في جدول إعمال هذه المؤسسة الحكومية، والتي تعبر عن رأي الدولة البيلاروسية السياسي والاقتصادي في المرحلة القادمة من حياة الدولة ، لان حالة الاستثمار والخصخصة هما من المسائل الأساسية في مستقبل الدولة البيلاروسية وسياستها الانفتاحية على عالم المال والإعمال،لان المرحلة القادمة تعتمد على النهوض الاقتصادي المميز وإنعاشه لراحة المواطنين ، لان الاستقرار السياسي يتطلب انتعاش ونهوض اقتصادي وعمراني واجتماعي حسب أقوال الرئيس لوكاشنكو.
طبعا الاستقرار الأمني والاجتماعي والسياسي يوفر مناخ جيد للنهوض المالي ، والانتعاش الاقتصادي الملائم للدولة والشعب. لذا توجه الدولة دعوتها الخاصة إلى أصحاب الأموال العربية للتوجه إلى هذه الدولة التي تتميز بالنهوض العمراني والاقتصادي في وسط أوروبا،لان مهمة الاستثمار والإنتاج الصناعي هو الذي يساهم باطلة عمر الدولة، لهذه تقوم الدولة بتخصيص قطاعات عامة في الجمهورية وفتحها إمام المستثمر ألاجني"العرب" بعدما كان الخوف يسيطر في السابق على الاقتصاديين البيلاروس من هجمة الرأسمال الأجنبي الذي يمكنه بلع الاقتصاد البيلاروسي البسيط والمتواضع. اليوم أصبح الوضع أفضل بكثير من السابق ،بفضل تطور العقلية العلمية، ونمو الاقتصاد البيلاروسي .لذا يمكن للشركات الخاصة الدخول في شراكة مع الدولة في صناعة أنتجيه مشتركة وفقا لتنظيم هذه العملية المشتركة .
بالطبع هذه مهمة صعبة إمام الدولة وتبقى عالقة حتى تنظيمها وإقرارها من قبل مجلس النواب بأسرع وقت لكي يتمكن العمل وفقا للقوانين المتبعة والتي سوف تعمل عليها هذه المؤسسة الجديدة حتى يتسنى لمجلس الوزراء الإشراف المباشر على تنظيم هذه العملية الاقتصادية المهمة للدولة والشعب والقادة والرأسمال الأجنبي ،ولكي تبقى العملية محصورة وفقا للمعارف والقوانين الدولية. هذا العرض الذي يتم طرحه اليوم في روسيا البيضاء ماهو إلا جملة مواضيع كبيرة وكثيرة يتم العمل عليها حاليا، يتم طرحها في السوق عندما تتوصل الهيئات إلى تحديث وتطوير القوانين الحقوقية العامة في حياة الدولة المستقبلية لجهة التملك والاستثمار ،والإنتاج والبيع، وفقا لقاعدة ليبرالية اقتصادية عامة تساهم في تطوير اقتصاد السوق ،من خلال تخفيف وتصحيح القواعد والقوانين السابقة .
ومن هنا نلاحظ بدء العمل الفعلي في جمهورية بيلاروسي على تحسين مناخ "البز نس والبز نسماني "في جو هادئ وصافي لإنعاش حياة الاستمارات الخارجية .ففي العام 2009م،وصل مستوى الاستثمار الأجنبي في السوق البيلاروسي إلى حوالي 9,4مليارد دولار أمريكي مقارنة بالعام 2008م سجل ارتفاع الاستمارات التجارية نسبة 1,4 بالمائة من مجمل الاستثمار العام إي بحوالي 4,8 مليا رد دولار في العام 2008.ويلاحظ بان ارتفاع الرأسمال الأجنبي الذي وصل إلى السوق البيلاروسي عام 2009 م كان مصدره كل من الدول التالية :روسيا الاتحادية ،سويسرا،قبرص،ألمانيا الاتحادية ،وكذلك بلدان الشرق الأوسط ،سورية لبنان،إيران ،فالاستمارات كانت في حقول التكنولوجية الصناعية والبناء وتنمية قطاع السياحة، وأيضا في مجال استثمارات التسليف المالي عن طريق البنوك الأجنبية.كما هو حال البنك اللبناني العربي الوحيد "فرنسبنك" الذي يعمل في الجمهورية منذ العام 2010 م.
لكن إمام هذه الحالة التي تنتظرها الدولة البيلاروسية من عملية الاستثمار وقدوم الرأسمال الأجنبي وتحديدا العربي والإسلامي ،الذي سيساهم بتقوية العملة الداخلية بسبب نقص في كمية العملات الأجنبية ،وتحديدا كمية الدولارات،الذي تساهم بخدمة الدولة والشعب.
فان مهمة المؤسسة الوطنية للاستثمار والخصخصة إن تعمل جاهدة على توفير كل الظروف التي تحافظ على أملاك الدولة والشعب، والتي أسست أصلا لخدمة هذه الغاية ،فعملية الخصخصة يجب ان تتم بطريقة علمية وجيدة من اجل الحفظ على حقوق الشعب البيلاروسي بخض النظر عن الاستثمارات الصغيرة التي تدور في فلك الجمهورية لان الدور الأساسي في الاعتماد على رأس مال أجنبي ينعش الاقتصاد الوطني و يعمل على إيجاد فرص عمل جديدة للمواطنين ويساعد في تحسن أوضاع الشعب وتطوير دخل الفرد في الجمهورية،بناءا للقوانين المعمل بها .وهذه الحالة تنعش الصناعة والتجارة في هذا البلد التي تؤمن 80% بالمائة من فائض هذا الإنتاج الذي يمكن تصديره إلى الدول المجاورة ،لان تطوير العملية الإنتاجية الصناعية في الجمهورية يعتمد بالدرجة الأولى على دخول رأس مال أجنبي، فعلى الدولة تامين مناخ امني جيد واستقرار اقتصادي. تتميز دولة بيلاروسيا عن غيرها من الدول بأنها تملك علاقات طيبة مع العديد من دول الشرق الأوسط العربية والإسلامية حسب السياسية الإستراتيجية والجيو-سياسية البيلاروسية وفي طليعة هذه الدول سورية لبنان إيران تركيا مصر،والتي تعكسها زيارات الوفود العربية الرسمية الى العاصمة"مينسك "في وفد كبيرة و تكللت بلقاءات موسعة مع القيادة البيلاروسية والتي انتهت بمجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية.
فالرئيس البيلاروس يصرح دوما بأنه مسرور جدا على تطوير العلاقات البيلاروسية مع دول الشرق الأوسط ويعمل جاهدا لتطوير سياسيا ،اقتصاديا ،تجاريا ، ثقافيا وعسكريا من اجل رفع الميزان التجاري بين دولته وهذه الدول في اقرب وقت ممكن ،و لكي تصل إلى أعلى مستويتها.
هنا نرى إن البيلاروس الذين يقدمون هذا العرض السخي إلى دول المنطقة، يتمنوا عما قريب زيارة الرأسمال الأجنبي إلى بلادهم وخاصة العربي والإسلامي . على الرأسمال اللبناني والعربي تلقف هذه الدعوة المعرضة عليهم من اجل فتح نوافذ جديدة في أوروبا من خلال البوابة البيلاروسية ،لكون بيلاروسيا تقع وسط أوروبا.فان خط تطوير العلاقات العربية -البيلاروسية تقع على عاتق رجال الإعمال العرب عامة واللبنانيين خاصة ،من اجل تطوير هذه العلاقات بين البلدين على أفضل ما يرام من المفضل جدا إن تتم هذه اللقاءات عن طريق "المؤسسة الحكومية للاستثمارات والخصخصة"، وليس عن طريق الوسطاء الماكثين في الدولة ،لتقديم كال المعلومات الخاصة بعملية الاستثمار والخاصة التي تضمن بدورها كل الخصائص المفيدة لتطوير العمل التجاري والصناعي في روسيا البيضاء وللحصول على عروض مميزة للمستثمرين الأجانب" العرب".
د.خالد ممدوح العزي
dr_izzi2007@htmail.com

باحث إعلامي مختص بشؤون روسيا ودول الكومنولث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق