السبت، 20 أغسطس 2011

دفاعًا عن الحقيقة

دفاعًا عن الحقيقة
د. اسعد أبو خليل الكاتب والناقد،الذي يغيب نجمه عن تحليل الثورات العربية ومساندتها،ونقد الأنظمة الاستبدادية التي تبيد شعبها وتحرق بلادها لتبقى هي في سدة الحكم، "الشعب السوري يذبح يوميا على أيادي الدكتاتور والجلاد الممانع والمقاوم،لقد ضرب الشعب الفلسطيني في اللاذقية في بيوت الصفيح ،ماتت الشباب في عمر الورد في الجولان في ذكرى النكسة والنكبة ، ونظام الأسد لم يرفع شكوى ضد العدو الصهيوني في الأمم المتحدة على ارض نظام المقاومة والممانعة ،العدو يغتال المقاومين في دمشق والنظام ينتظر اليوم والوقت المناسب للرد، وأنت ساكت ومقالاتك غائبة يا دكتور اسعد لان جرائم الجلاد تغتفر وشعب سورية ملك للأسد وشعب فلسطين متروك للمزايدة...!!!
لكن ليس هذا موضوعنا، وإنما تكمن مقالتي في رد على مقالة للدكتور اسعد أبو خليل، ولست فيها مدافعا عن د.سمير جعجع، لكوني لست محامي دفاع عن احد، ولم أمارس مهنة المحاماة يوما، لأكون وكيلا عن احد،لا من ناحية المهنة أو المعرفة الشخصية بأحد، أو لأي غاية تذكر، لان الدكتور اسعد أبو خليل يتحفنا دومًا بكتاباته الذي يصور فيها كل الأشخاص أشياء مسطحات هندسية، ويقيم الأشخاص حسب راية الشخصي،و بناء لتوجه الخاص والمزاجي، والغير موضوعي،والذي يلبسه توجه طرف سياسي معين ،لكننا نعرف جيدا، هذا الطرف وطرحه السياسي والفكري ،كنا وإياه سويًا في نفس الخندق الواحد ومازلنا،!!! لقد قراءة مقالاته العديدة في لبنان وخاصة في جريدة الأخبار اللبنانية، وضننت انه فلسطيني،لكني اعرفه انه من قرية جنوبية نقية لا تشبه اسم العائلة، لان اعتبر بأن الحقد الطائفي والمذهبي والمناطقية، أعمته، كأي لبناني يرتمي في أحضان طائفته ويرفعها فوق الوطن،تهجم الدولة اللبنانية، و رموزها، تهجم قيادات تاريخية في لبنان مثل محسن إبراهيم وقيادة منظمة العمل الشيوعي ومسقط حقهم التاريخي بإعلان البيان التأسيسي لانطلاقة المقاومة الوطنية اللبنانية مع الشهيد جورج حاوي، ورد عليك بالشكل المناسب لهذه العدمية في قراءة التاريخ ، تهجم "شاكر البرجاوي" أمين عام حزب التيار العربي"حركة 6 شباط سابقا، و الراحل عرفات و السنيورة ، لا باس هذه هي الحرية والديمقراطية،لكن بعد قراءتي لمقالة يكتبها كموضع إنشاء عربي، يدخل فيها الوجدانيات والعاطفة من اجل الحصول على علامة جيدة من الأستاذ الممتحن له، أحببت الرد، على الدكتور أبو خليل وليس الدفاع كما قلت عن احد ،لا عن الدكتور سمير جعجع لكونه يوجد العديد من الذين يدافعون عنه، ولكن رأي لبد إن ارفعه دفاعا عن الحقيقة، من خلال كلماتي.
لا نستطيع أن نفهم سبب وجود الدكتور الذي يعلم مادة علم السياسة في دولة تعتبر "شر مطلق له ولا أفكاره " و يترزق منها، وبعملتها الصعبة يتبرهج ، ويحمل جوز سفرها كما الكثيرين من نوع أبو خليل ، ويفتح فيها مركز أبحاث علمية، ويصر على البقاء فيها بالوقت الذي بلاد ه وجامعتها هي بحاجة إليه " في رام لله ،وغزة ، والقدس وبيروت ،وعمان ،ودمشق "ويمكن أن يؤثر فيها، لأنني لم استطيع إن أجد له أي تأثير أكاديمي في المجتمع الأميركي المثقف كما كان تأثير المستعرب الراحل ادوارد سعيد، أو البروفسور الحالي خالد رشيد ، والعديد من أبناء الشعب الفلسطيني المشهورين في العالم ، سوى بعض المقالات،والمقابلات التلفزيونية ، التي يحاول فيها بأن يبرز بطولاته من خلف البحار، يحاول جعلها ، تزغرد كما البارود المرطب،في مستوعبات الزمان المنسي الغير قابل للاشتعال من رطوبة مضت عليها سنوات 60- 70 من القرن الماضي ، عندما كان عضوا في حزب العمل الاشتراكي،في محاول لإعادة إليها الحياة الماضية ،ومن خلال استعماله لمفردات، ثبت الحماس والنخوة من جديد فينا ، هو القابع في عالم أخر،يمانع ويقاوم، ويحمل جنسية ويتجول حيث يشاء، دون التعرض له من قبل احد، يدرس مادة علم السياسة في جامعاتها، وأية سياسة مقرونة بالخيال والمثولوجية، وأساطير الحلم والعودة إلى حنين الماضي. انظر إلى الواقع الذي تغير من حولك يا دكتور، لقد تغير كل شيء عجبًا من مدرس مادة علم السياسة، وهو بعيد كل البعد عن الواقع ويتكلم بالماضي، عله يحاول الغسيل في ماء النهر مرتين.
لقد دفنت اهلك الفلسطينيين يا دكتور في لبنان رحمهم الله، و آهلا وسهلا بك وبكل الفلسطينيين في كل لحظة، في لبنان ليس لأنك فلسطيني أو عربي أو أمريكي، بل لأنك لبناني بالدرجة الأولى، وبل لأنك إنسان أصلا.
أما موضوع السلاح الفلسطيني في داخل المخيمات وفي خارجها والذي تدافع عن استمرار يته و تتغنى بالتمسك به وتريده أن يبقى أزمة عالقة بيد بعض المستفيدين من هنا وهناك ،على ما يبدو انك لأتعلم انه أصبح عليه إجماع لبناني من كل القوى لتنظيمه وضبطه، بطريقه شرعية حسب طاولة الحوار الوطني الذي أقرته عام 2006. والذي شارك فيها شخصيا الأمين العام لحزب الله،"السيد حسن نصرالله" ،هذا السلاح الذي تتكلم عنه يا دكتور انتهى دوره منذ العام 1982، والشرعية الفلسطينية الرسمية"إن كانت حركة حماس أو منظمة التحرير" هي موافقة على ذلك، فأنت لا تريد أن يكون السلاح تحت رحمة" اللينو"في مخيم عين الحلوة هذه مشكلتك الشخصية . لكن الشعب اللبناني لا يريد أن يكون تحت رحمة سلاح "القيادة العامة وجند الله وفتح الانتفاضة وعصابات شاكر العبي"، من اجل حل مشاكل شخصية للبعض منهم ، هذا رأي الدولة والقوى اللبنانية ، وعلى الشعب الفلسطيني أن يلتزم بقرارات الدولة الذي يعيش على أرضها إلى حين العودة ، أليس كذلك يا دكتور؟؟؟ أما أنت في أميركا تتصرف عكس ذلك.؟؟؟ وتدرس عكس ما تقول ؟؟؟ اكتب كلماتي هذه حفاظا على المصلحة المشتركة والعلاقة الجيدة بين الشعبين اللبناني –الفلسطيني، ونحن لا نريد أبدا تكرار الأيام الماضية، والسلبي منها ، لجهة التسليح والتهديد بالسلاح ضد الدولة،والمواطن والأمن اللبناني ،،،أنت تعتبر نفسك من أبناء وديع حداد، ألا تعلم بأن تلك الحقبة التي تتغنى بها يا دكتور، انتهت وقد ولآت إلى غير رجعة، ولا نريد النقاش بها لان الجبهة الشعبية نفسها ومنظمة التحرير والشعب الفلسطيني والعربي، لم يستطيع تحمل تلك المرحلة، فتم نبذ مجموعة وديع حداد الإرهابية واشك بأنك واحدا منها، و لك كل الحق أن تأيدها، ولكننا لا نريد أن تكون مثلنا الأعلى يا دكتور لا في الماضي، أو الحاضر،وإذا أردة إعادة التجربة من جديد، والعودة إلى حنين الماضي، ماذا تنتظر إلى اليوم، طريق فلسطين والعالم مفتوحة أمامك ،"دعنا نرى عملك حتى نسافر معك ونحن على طائرات العال الإسرائيلية إذا كنت شخصيا اسعد أبو خليل ترحب بالمسافرين، كما كانت ليلى خالد تفعل ، أما بالنسبة إلى جعجع وهذا هو الموضع الأساسي الذي أتناوله وليس من باب الدفع كمحامي لان الدكتور ليس بحاجة لأحد من اجل الدفاع عنه،هو نفسه جدير بالدفاع عن شخصه، وسبق له أثناء اعتقاله لمدة 11,5 سنة ونصف استطاع الدفاع القوي والجدي عن نفسه والوقوف بوجه سلطة الوصاية الأمنية واللبنانية –السورية ،وقوى أمر الواقع آنذاك، وبوجه كل القضاء اللبناني الذي عجزا بالرغم من جميع قضاته ، و معاقبته على أشياء هم يعلمون جيدا، بأنه لم يرتكبها،ولكن لا أريد الغوص بالتفاصيل، بل أريد تصويب نظرك نحو خطاب جعجع نحو القضية الفلسطينية، كونك لبناني الجنسية وفلسطيني الهواء،ودكتور بعلم السياسة،وليس لبناني الهواء لتقيم الأشخاص في لبنان حسب حبك وكرهك لهم يا أستاذ اسعد، بثلاثة نقاط :
1-عندما تم حصار كل أطياف الشعب الفلسطيني، في المخيمات اللبنانية من قبل قوى الممانعة والمقاومة، وتم إطعامهم كلاب وقطط، كانت طريق "جونيه" الوحيدة، هي طريق الإمداد التي سمحت للفلسطينيين بالخروج والدخول والتزود بالمال والعتاد، وكان الفضل بذلك لجعجع عندما اعتلى منصب قائد القوات اللبنانية .
2- بعد خروج جعجع من المعتقل، كان السياسي اللبناني الوحيد من بين كل السياسيين الذي اتزن خطابه بشكل مميزي في الوسط العام اللبناني والإقليمي، وتحديدا نحو القضية الفلسطينية ، مما أدى بذلك في العام 2009 إلى تقدم نقد ذاتي لتجربة مرحلة الحرب اللبنانية ، وتجربة السلاح الفلسطيني،والتي تلقفتها قيادة السلطة الفلسطينية و تقادمت بدورها بتقديم قراءة نقدية لتجربتها في لبنان،بعد النقد المقدم لتجربتها في الأردن عام 1994. أنت تعلم جيد ماذا يعني النقد، والنقد الذاتي "يا رفيق اسعد" وتحديدا بعد قراءة جدية وجريئة لتجربة سوداء في لبنان والتخلي عنها، لكن لم تتلقى هذه القراءة صدى مع إطراف أخرى لبنانية لتتفاعل فيما بينها.
3- لم تقرأ الصحافة اللبنانية ولم تشاهد التلفاز في الذكرى16 لحل حزب القوات اللبنانية بتاريخ......آذار2010 في بيروت وبرعاية الرؤساء الثلاثة للدولة.
أعذرك لأنك بعيد جدا في أمريكا، ولكن أنصحك يا دكتور اسعد بقراءة الخطاب،الذي ارتجله جعجع في الذكرى، والذي ميز القضية الفلسطينية ، لتجد نفسك أمام قائد فلسطيني حقيقي،وليس لبناني ، لأنه الوحيد من القادة اللبنانيين الذي لم يزودن على القضية الفلسطينية ولم يفزع الفلسطيني بشماعة التوطين والمقاومة هي التي تمانع توطين الفلسطينيين لان الحصول على جواز معين لا يسقط الحق الفلسطيني، وأنت اكبر دليل يا دكتور، لم يكذب لكي يضع السلاح الفلسطيني في إستراتيجية الدفاعية اللبنانية كما يقول المثل اللبناني "بق البحصة أنور رجا" مسؤول القيادة العامة الجبهة الشعبية في تصريح له على تلفزيون "إل بي سي" بتاريخ 10نيسان 2010. وجعجع الذي قال حرفيا، لسنا مع القضية الفلسطينية لأنها قضية دينية وجغرافية وقومية أو عرقية ، وإنما إنسانية وعادلة، ومحقة فلم يعد في القرن 21 شعب يعيش تحت الاحتلال ، لقد كان في السابق موقف من السلاح الفلسطيني في الداخل في 70 و80 لكننا كنا مع القضية الفلسطينية، ولكن اليوم انتهى الموضع إلى غير رجعة.
أنت تصفه بأنه جزار كلنا قتلى وعظمنا ينزف دم ،وكما قال السيد المسيح "من ليس له ذنب فليرجمن بحجره" ، فالذي قتل بيوم واحد 700فلسطيني ماذا تصفه لماذا يحل لك ، ما لا يحل لغيرك، فكيف تقوم بتقيم شخص والآخرين لا، لماذا تتعرض لهم ، إذا كان الله يخفر الخطايا من أنت يا دكتور ؟؟؟.
كما بقي إن أذكرك بأن طريق تحرير فلسطين لا يمر ب "جونية" كما طرح الشهيد أبو إياد، لان الخطاء لا يتكرر و الزعيم الراحل" أبو عمار" قد رمم ما خرب في لبنان ، عندما أصبحت طريق "جونية" هي طريق الحياة " عندما تم حصار الفلسطينيين في لبنان وأنت تعرف التاريخ جيدا " عادت "جونية" لتأخذ مكانها الطبيعي في العطاء من اجل القضية الفلسطينية،و لن تكون "جونيه" ولا طرابلس ولا بيروت أو صيد وصور وزحلة ، طريق لتحرير فلسطين عنوة عن أهلها، لان غيرك قال طريق القدس تمر في بغداد، فدمرت وتمزقت بغداد، ولم تتحرر القدس، لا نريد تدمير أية مدينة عربية إذا لم نربح تحرير شبرا واحدا من الأراضي الفلسطينية المحتلة كما قال " د. سمير جعجع":"ما هي الضمانات التي تعطى إذا دمر لبنان سوف يتم تحرير أراضي محتلة إذا وجدت ليتمر كل لبنان وكل الدول العربية من اجل فلسطين".
لكن السؤال الذي نطرحه عليك يا دكتور لم نرى جهدك العظيم في التحليل والكتابة عن حالة التغيرات العربية والزلزال الذي يعصف بهذه الأنظمة العفنة التي فحت روائحها العطنة ،لم نرك تحرك صوتك المعهود في مقارعة الانظمة التي تحرق شعبها من اجل بقاءها في السلطة ويشنون حرب ضروص ضد شعوبهم التي انتفضت واحتجت على سلوك هذه الأنظمة البائدة، لم تندد بالأنظمة التي عاشت نصف قرن على رقبة شعبها تحت شعار مقاتلة إسرائيل،كان نريد مقارعتك ووصفك لحكام هذه الأنظمة الاستبدادية التي منعت الزحف باتجاه إسرائيل ،لكن على ما يبدو أنت مختص بالأشخاص وليس بأزمة كاملة تعيشها شعوبها من خلال جماعة عفنة سيطرت على الأنظمة بالانقلابات العسكرية وأخذت القضية الفلسطينية غطاء لها.
أدمك الله لنا يا دكتور اسعد أبو خليل منظرا ممتاز على شخصيات أنت بعيد كل البعد عن الوصول إلى مراتبها السياسية والأخلاقية.
د.خالد ممدوح ألعزي
باحث في الإعلام
Dr_izzi2007@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق