الأحد، 29 مايو 2011

صحافة الاغتراب بين الوسائل الحديثة وعالم الماضي

صحافة الاغتراب بين الوسائل الحديثة وعالم الماضي
خالد ممدوح العزي

لقد أضحت الصحافة هي الربط مابين ألحنيين إلى الماضي والتأقلم مع الحاضر في مكان عالم الاغتراب والمهجر لأبناء الأمة العربية التي شاءت الأقدار أن ترسلهم إلى شتى بقاع الأرض العالمية،فكان تواجدهم على كافة بقاع هذه المعمورة ، حيث تفاعلوا هؤلاء  العرب في بلادهم التي بنوها في أماكن غربتهم الجديدة في كافة أنحاء مع أماكنهم الخاصة لتربطهم بالوطن الأم من حيث أرسلتهم الأقدر . لقد تمكنت الصحافة العمل على تبيت قواعد وأسس الانتماء إلى الوطن،والتمسك بالقومية والمواطنة، بعيدة عن المذهبية والعرقية والمناطقية، لقد جسدت في نموها السريع، روح اللغة العربية الأدبية، ركنا أساسا من أركان تطورها الطبيعي لتصبح الصحافة وصحافيها جزاء لا يتجزءا من تطور اللغة العربية،فالصحافة هدفها الأساسي ربط المغترب بأهله ولغته وثقافته، ضمن معادلة بسيطة وصغيرة تكمن في قدوم الإعلام إلى عند القارئ .أما اليوم ونحن على أبواب القرن الواحد والعشرين، أصبحت الصحافة تختلف كليا في تقديم نفسها للمواطن العادي بشكل عام،وللمغترب في بلاد الاغتراب بشكل خاص،لقد تطورت الصحافة والعمل الصحافي بفضل تطور الحياة التكنولوجية والاقتصادية والعلمية ، إذا أصبحت الوسائل المرئية والمسموعة هي المسيطرة على بقية الوسائل الإعلامية، وخاصة التلفاز الذي يعتبر الوسيلة الأسرع والأقوى في السيطرة على المشاهدين. أصبحنا نعيش في عصر الشاشات التي تسيطر على حياتنا، " شاشة التلفاز ، الكومبيوتر، الهواتف ، شاشات البث،،الرقمية في الشوارع ، وشاشات السينما."

فإذا كانت مهمة الإعلام الحديث ، نقل الخبر، إذا النقل الموضوعي لهذه الأخبار بعيدا عن" الفلترة والتقزيم" ، من خلال استخدام كل وسائل الاتصالات ، المجهزة والمربوطة بالأقمار الاصطناعية الحديثة للنقل بموضوعية من اجل خدمة المشاهد المحلي والخارجي، لتقديم خدمة أفضل وأجود،من البث المباشر والمسجل .
بظل هذا التطور النوعي لوسائل الإعلام والاتصال الذي يجب أن يسخر قدراته الهائلة بطريقة مميزة ونوعية، لخدمة المشاهد الذي يحق له الاستفادة الطبيعية من هذا التطور الإعلامي ، نرى العكس تماما فإن السيطرة لاتزال على الإعلام الكمي، والكمية هي التي تحدد طبيعة ألتوجهه لهذا الإعلام.
فالمغترب اللبناني بحاجة خاصة إلى إعلام مميز بعيدا عن الانقسام في المجتمع اللبناني، فالإعلام اللبناني بشكل عام، ادخل نفسه، الانقسام الداخلي، لكن اليوم المطلوب من الإعلام التوجه إلى هذه الشرائح بطريقة مختلفة جدا، من خلال الاهتمام بمشاكلها الخارجية ومعاناتها في مكان الاغتراب، من خلال برامج خاصة تربطهم بوطنهم ولفتهم وثقافتهم وحكومتهم ، وأهلهم، من خلال النقل المباشر لهم، ولقضاياهم الطبيعة في عالم الاغتراب وفي الداخل اللبناني لكي يبقى الاتجاه نحوهم وبأنهم بعيدون عن الوطن وليس عن القلب والعلاقة معهم فقط كونهم مصدر مادي خصب يساعد الوطن في ظروفه الصعبة،بل هم جزاء من كتلة كاملة في الداخل والخارج .
لذا نتوجه وننصح كل الوسائل الإعلامية اللبنانية والعربية التوجه نحو هذه الشرائح الاجتماعية المنشورة في كل بقاع العالم على إنها جزاء أساسي من مكونات المجتمعات العربية، والابتعاد عن إقحامها، في المشاكل الداخلية ، نحن بحاجة لهم ولأموالهم ، ولكن هم بحاجة ماسة لنا في .
احتضان مشاكلهم وقضياهم، لنعد إلى بناء صحافة حديثة متطورة.

د.خالد ممدوح ألعزي
باحث إعلامي ،ومختص بالإعلام السياسي والدعاية
Dr_izzi2007@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق