الأربعاء، 1 يونيو 2011

الفضائيات العربية والمغتربين،

الفضائيات العربية والمغتربين، غياب قصري لفضائيات عربية تختص بشؤون المغتربين:
عندما بثت الفضائيات العالمية في أيار من هذا العام2010خبر عاجل على شاشاتها "بفوز ملكة جمال أمريكا "ريم الفقية" العربية الأصل بهذا اللقب "، عندها احتلت صور تها كل شاشات التلفزيونات العالمية ،ليس لجمالها العربي الأصيل،بل لكونها عربية ولبنانية جنوبية ومسلمة، احتلت هذه الفتاة أعلى مرتبة من الجمال في أمريكا، لكن هذا الحدث كان حدث عاديا على شاشات التلفزيونات العربية الفضائية والمحلية المختلفة ، السبب الأساسي يعود إلى عدم الاهتمام الإعلامي العربي بقضايا المغتربين ومشاكلهم الكثيرة ،لعدم تأمين التواصل الإعلامي معهم، والكشف عن مشكلهم التي يعانوا منها في بلاد الاغتراب،بالرغم من التطور التكنولوجي وعصر السرعة والفضائيات وألنت ،الذي نعيشه اليوم ، لكن مع كل هذا التطور في مجال الإعلام والاتصالات تبقى قضايا المغتربين غائبة ومغيبة عن برامج الفضائيات التي تكاد تختفي وجودها من مساحة الأثير المخصص لبرامجها ،أو مساحة قليلة جدا و ضيقة، ويعتبر هذا الإهمال من قبل مؤسسات الإعلام تقصيرا جديا للعديد من الأسباب، وأهمها :
1-
غياب الاهتمام الرسمي العربي بقضايا المغتربين ومشاكلهم في بلاد المهجر؛
2-
غياب التواصل بين المغتربين وبلادهم من خلال ضعف استراتيجي عن الحكومات العربية الرسمية من الاهتمام الفعلي بهذه الشريحة المنشورة على كافة الكرة الرضية؛
3-
غياب الاهتمام العربي الخاص عن موضوع الاغتراب ومشاكل جاليته ذات النفوذ القوي في بلاد المهجر ؛
4-
السياسة الإعلامية التي هي مدانة بالدرجة الأولى عن الاهتمام بمشاكل هذه القوى البشرية والاقتصادية، بسبب تركيز الوسائل الإعلامية نحو هذا المخزون، وفرز مساحة إعلامية كبيرة تعنى بمشاكله وقضاياه؛
5-
غياب إستراتيجية عربية هادفة من اجل بناء مؤسسات إعلامية ذات الاهتمام بالمهجرين العرب في بلاد الاغتراب، بالوقت الذي يوجد مجلات صغيرة تعنى بهذا الموضوع وتعتبر ناجحة من حيث المبادرة الفردية؛ خاصة العالم الذي نعيش فيه ،أصبح قرية صغيرة في ظل سياسة العولمة ،والانفتاح الاقتصادي والمالي والإعلامي والثقافي،لان العالم كله يعج بملاين العرب الذين يقطنون كل الكرة الأرضية،فالسياسة العربية الرسمية أمام المغتربين وقضاياهم، لاتزال ضعيفة جدا، بسبب ما يعنيه هؤلاء المغتربون من مشاكل يكاد لا احد يعرف بها أبدا،وكذلك الإعلام العربي لايزال بعيدا جدا عن المغتربين العرب الذي شردتهم ظروف الأوضاع الاجتماعية والسياسية والأمنية والاقتصادية إلى ترك موطنهم الأصلي والذهب إلى العيش في وطن بعيد،وبدل لوطن الإباء والأجداد ،فإذا كان الإعلام وتحديدا الإعلام المكتوب كان هو الرابط والصانع لثقافة الربط بين المغترب ووطنه الأم، فاليوم أضحى الوضع أسهل وأفضل من خلال ثورة المعلومات التي تصدرتها الأجهزة التلفزيونية من خلال الربط الفضائي عن طريق القمار الاصطناعية، فالتلفزيون هو الأسرع في إيصال المعلومة ونقلها إلى المتلقي ،من قبل المرسل .أصبحنا نعيش في عصر الشاشات" شاشة التلفزيون ،الكمبيوتر ،الجهاز الخلوي،السينما ،وشاشات الدعايات التي تركز في الساحات العامة "، فالإعلام الزكي هو الذي يستثمر هذه الطفرة الإعلامية الجيدة، ويجيرها لصالح خدمة الخبر وموضوعيته ،بعيدا عن الدخول في متاهات الإعلام، والدخول في زوا ريبه الضيقة ،في وقتنا الحالي لم يعيد المتلقي للرسالة الإعلامية،هو بحاجة لملاحقة الإعلام ،وإنما أضحى الإعلام يلاحق المتلاقي للرسالة الإعلامية . بظل وجود أكثر من 400 فضائية إعلامية مختلفة الشأن" تربوية ،غنائية ،إخبارية ،وثائقية ،استعراضية، اقتصادية،رياضية ،ذات الاختصاص المتنوع التي تعالج قضايا الأطفال والمرآة ،الأزياء،الرياضة،الأطفال ،الغناء والموسيقى،الأفلام،العقارات، الحيوانات ،الترفية والتسلية ،وأيضا المحطات الصفراء لم تغب عن بل المستثمرين في قطاع الفضائيات التي تفرخ هذه القنوات كالفطر في أيام الشتاء، الخ ... إلا أن هذه القنوات الكثيرة والمتنوعة غابت عنها فضائيات تخص المغتربين وعالم الاغتراب، بالوقت التي سوف تعتبر هذه القنوات من أهم المشاريع التي يجب أن تنتج للعديد من الأسباب: ا-الحاجة الفعلية التي تساعد المغترب عل التواصل مع بلده إلام،من خلال هذا الإعلام الحديث المتمثل بالفضائيات الإعلامية .
2-
هذه الفضائيات بحد ذاتها تستطيع أن تربط رأس المال المغترب باستثمارات في بلده أو البلاد العربية الأخرى، والذي يمكنه هو تأمين استمرارية القناة بشكلها المستقل؛
3-
الربط الثقافي التي تعمل هذه القنوات على تفعيله داخل أبناء هذه الجاليات التي تفقد صلة الربط والوصل مع الثقافة والغة العربية ،بسبب وقوعها في مجتمعات أخرى؛ ليكون الإعلام الفضائي هو الصلة الحقيقية مع أبناء هذه الأمة في المهجر،من اجل أن يبقى هذا المواطن العربي وأبناءه على صلة وثيقة بأهلهم وشعبهم وأمتهم وأوطانهم ولغتهم ودياناتهم وثقافاتهم الشرقية ،معا جميعا على بناء إعلام يهتم بقضايا ومشاكل المغتربين ،معا من اجل وضع سياسة تحث رجال الدولة ورجال المال ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي للعمل من اجل إطلاق أوسع حملة شعبية ودعائية في الوطن العربي لبناء محطات فضائية خاصة للمغتربين والمهاجرين ... معا لدعم الإعلاميين لوضع خطة إعلامية خاصة لمصلحة هذه الشرائح العربية المنتشرة في العالم، تهدف إلى إقامة إعلام بناء،وموضوعي بعيدا عن المشاكل العربية وإبعاده عن كل المناكفات السياسية والإيديولوجية، الخاصة بكل نظام من هذه الأنظمة العربية،لان المغتربين جميعهم بحاجة لرعاية وطنية وقومية خاصة ،لانهم منفذنا الى هذه الدول الذين يشكلون فيها جزاء هام من هذه المجتمعات ،وبالتالي هذه الحاجة لا تصبح حاجة مادية من قبل مجتمعاتنا إلى أموالهم،وهنا تكون الحاجة المتبادلة بين المغترب ومجتمعه من خلال الإعلام، الإعلام الخاص بشؤون وأوضاع المغترب ،نعمل جميعا من اجل إنتاج فضائيات خاصة بالمغتربين ،ليكون هذا الإعلام المرئي والمسموع ، ليسمى باسم إعلام المغتربين،والمهاجرين ،لنبدأ بإنشاء إعلام فضائي عربي مميز يصل الى كل مواطنينا المغتربين.

 د.خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي ومختص بشؤون الاعلام السياسي  .
Dr_izzi2007@htmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق