الأربعاء، 1 يونيو 2011

متحف المشاهير في جبل لبنان

متحف المشاهير في جبل لبنان   
بعد رحلة تستغرق 15 دقيق بالسيارة عن العاصمة  بيروت باتجاه مغارة جعيتا السياحية التي تستقطب عددا  كبير من السواح العرب والأجانب قصدا متحف المشاهيرفي منطقة ذوق مصبح ،تصل البيت الريفي المتربع على تلة  على كتف وادي نهر الكلب الأثري المكسو بأشجار الصنوبر والسنديان وتكاد لا ترى أخر الوادي بالعين المجردة،اثناء الدخول الى المتحف ،   تستقبلك المرشدة في "متحف المشاهير"بابتسامة مرحبة بالحضور الذي قطع مسافة 17 كيلومترا من بيروت ،رحلة جملية وشيقة، بسبب وعرة المنطقة وجمالها الطبيعي تدخل صالة المتحف تنظر إلى أشخاص التماثيل المعروضة، وكأنها في حالة طبيعة يبدر فجاء إلى ذهنك المشدوه بهذه الصور المركبة لأشخاص كانت لهم تأثيرا هام على الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية ،وكأنك تريد أن تأخذ إذننا منهم من اجل التقاط الصور التذكارية معهم، وهم يغنون أو يلقون على مسامعنا الخطب الذي كانوا يتميزون بإلقائها . هذا المتحف يقدم للزوار الصورة  بالصوت والحركة وهي  محطات مهمة من تاريخنا العربي وتاريخ العالم،وعلى الرغم من أنها قلية من خلال وجود هذه الشخصيات العالمية ، لكن متحف المشاهير بشكل عام يشكل بحد ذاته مهمة صعبة من مهام الفنون لرصد الشخصيات العالمية والمحلية فان رصدها وتجسيدها للمشاهير يشكل بحداته جهدا كبيرا يشكر عليه القيمون على المتحف ،فهذا الجهد الشخص الذي يفقد كل الدعم الرسمي والحكومي لأنه ببساطة كل مجهود شخصي ياتي من العباقرة والفنانين والأدباء والمخترعين   هنا يمكن التعرف على المخترع العالمي توماس اديسون والمخترع اللبناني حسن كامل الصباح ،والأديب اللبناني جبران خليل جبران ،والرسام الايطالي ليونردو دفينشي ولوحته الشهيرة الموناليزة . في البيت الريفي الجميل المؤلف من ثلاثة طبقات حيث يجول المرء في البيت الريفي المكون من ثلاثة طوابق ،  يتوزع فيها قرابة 55 تمثالا لأشهر الشخصيات المحلية والعربية والعالمية ،يعتبر هذا المتحف الأول من نوعه في العالم،لان الشخصيات مصنوعة من السيلكون ومبرمجة على الكمبيوتر ،لقد تفوق هذا المتحف على اشهر متاحف الشمع المصنعة في أوروبا،كمتحف عائلة رامانوف القيصرية في سانت بطرسبرغ الروسية ،ومتحف  غرافان في باريس ومتحف مدام تسو في لندن ،مايمز متحف المشاهير في لبنان عن متاحف العالم ومتاحف لبنان انه يحتوي على 55 تمثالا ناطقا ومتحركا ،هذا ما تفتقده متاحف العالم الاخرى .
هذا المتحف هو ثمرة تعاون لشركة معلوف الستة انترناشيونال . ستة إخوة من إل المعلوف،حيث يشرف ثلاثة منهم على إدارة المتحف وأشغال أخرى تخص الشركة في لبنان من في تجهيز المتحف بما يليق بالمشاهير الذي يقطنون المتحف وبما يلزم لبرمجة الشخصيات وجعلها تتكلم وتتحرك وتغني  ،أما المقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية يعملون على تجهيز الشخصيات التاريخية  وتجسيدها وإعدادها ومن ثم إرسالها إلى لبنان وهذه الشخصيات المرسلة تمثل حقبة معينة من هذا التاريخ ولها حكاياتها الخاصة التي تجذب الزائر ،يقول جورج معلوف احد الشركاء الست ومدير متحف المشاهير: يقول بأنه يتم العمل من قبلنا على استحداث شخصيات معينة لها تأثيره في الوسط العام مما تساعد على تحديث وتجديد الحياة في المتحف ،فكل سنة نقدم مجموعة صغيرة من الشخصيات السياسية والاجتماعية والفنية ،ويشرح المعلوف بان متحف المشاهير في لبنان يتميز عن المتاحف العالمية بأنه يجمع في داخله شخصيات عالمية وإقليمية سياسية واجتماعية وأدبية،وهذا العام سوف تقدم الشركة شخصيات جديدة أهمها الرئيس حافظ الأسد ،والأمير القطري الحالي ،والأمير الكويتي الحالي وشخصيات أخرى تبقى مفاجأة للزوار .يقول طوني باسيلا  المحاسب في المتحف بأن المتحف يفتح أبوابه طوال الأسبوع دون توقف من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة السابعة مساء وتبلغ ثمن تذكرت الدخول 8دولار الكبار و5 دولار للصغار ،زورنا من كل الدول العربية ومن الخليج العربي وخاصة في أوائل الصيف  ومن أوروبا فرنسا قبرص تركيا إيران في أواخر الصيف وبداية الخريف ،ام السائح اللبناني هو موجود طوال العام ،وهناك الرحلات الطلابية في بداية العام الدراسي و اوخر العام الدراسي .
بدأت فكرت المشروع حسب تعبير جورج المعلوف في العام 1999م عندما قام الإخوة معلوف بصناعة أول تمثال من السيليكون ل حنا السكران ،هي شخصية مأخوذة من أغنية للرحابنة غنتها السيدة فيروز ،ثم وضعها على مدخل إحدى المشاريع السياحية التابعة لشركة المعلوف ،وقد لاقى التمثال إعجابا لا مثيل  له  خاصة انه يغني ويتحرك،مما دفع الإخوة إلى التفكير الجدي بتطوير عملهم ليصبح متحفا يضم المشاهير،لقد تم افتتاح المتحف في العام2002م ب22 تمثال من أبرازهم شخصية الأمير الراحل الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان .أما اليوم يتوزع حوالي 55 تمثالا في البيت الريفي الجميل المكون من ثلاثة طوابق ،حيث يتجول المرء في حقبات التاريخ القريب منه والبعيد هذه ثمرة عمل جماعي وجهد  شخصي للأخوة معلوف.
إذا رغبت بلقاء رؤساء الدول والمشاهير من الفنانين والأدباء والمخترعين ،ما عليك إلا أن تزو متحف المشاهير هناك يمكن التعرف على الأديب اللبناني جبران خليل جبران وعلى المخترع اللبناني حسن كامل الصباح والمخترع تومس أديسون،وعلى الرسام ليوناردو ديفنشي ولوحته الشهيرة المناليزا ،وفي المتحف تلتقي بشخصيات معاصرة لها وقفت تاريخية مهمة كالرئيس الكوبي فيدل كاسترو والرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ،كما يكتمل لقاء الرؤساء الراحلين كملك السعودية خادم الحرمين الشرفيين فهد بن عبد العزيز ،الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات،البابا يوحنا بولس الثاني،رئيس  الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري .
وان كان هناك متحف للشخصيات المصنوعة في الولايات المتحدة الأميركية ،هو متحف الرؤساء الأمريكيين المصنعين من السيليكون ،لكن متحف المشاهير يفوقه بالتقنيات المعتمدة في صناعة التماثيل لجهة إضافة الكلام والحركة ،كما ان متحف الشخصيات والمشاهير تضم تماثيل من الشمع أو الفيبر غلاس الممزوج بالشمع لكن ما يستخدمه أل معلوف في صناعة تماثيلهم هو مادة جديدة لم يفصحوا عنها ،ومادة السيليكون القريبة جدا من طبيعة جلد الإنسان  التي تتيح إظهار تفصيل الوجه والتجاعيد وتفاصيل اليدين بالشرايين فيهما بدقة ،مع أن العمل بمادة السيليكون أكثر تعقيدا من العمل بمواد أخرى .
ان غالبية الشخصيات أضيفة لها الحركة أما للعينين أو ألليدين كحركة يد الصحاف أو للشفتين مثل شفتي ياسر عرفات ،وبعضها أضيف لها صوت كخطبة لبشير الجميل ،وخطاب القسم لجبران التويني ،وحديث مشترك بين الشهيد رفيق الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ،وأغنية للمطربة صباح ،وحركة معينة مثل حركة فرشاة ليوناردو دافنشي .الشخصيات جميعها مبرمجة على الكمبيوتر من قبل الأشقاء الستة وهو بيار معلوف ،إذ في إمكانية الشخصية أن تتحرك وان تتكلم عند وقوف الزائر أمامها بواسطة إشارة ضوئية تتلقاها، ويمكن تغير الكلام أو الحركة بسهولة،فالشخصية تتحرك بأكملها ميكانيكيا وفقا لنظام مستوحى من إنسان "الروبوت"،ويستغرق عمل الشخصية الواحدة أكثر من 3 أشهر وتصنع بدقة لتكون متحركة وقادرة على التفاعل لكي تصافح الجمهور او تغني او تقدم مؤتمرا صحافيا كشخصية الصحاف ومؤتمره المشهور او بوش .لقد دخلت بعض شخصيات المتحف في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية
 إن متحف المشاهير في ذوق مصبح يبرز الوجه الحضاري للجمهورية اللبنانية من خلال معروضاته التي تعكس ما يتمتع به لبنان  من ازدهار حضاري عريق وأصالة راسخة ومساهمات جديدة
من خلال هذه الوجه الحضارية التي تركبها الإنسانية المعاصرة، يتضح بان لبنان يواكب الازدهار الحضاري والثقافي على مختلف العصور والحقب التاريخية التي يمر بها التطور العالمي الحديث من حيث الانفتاح العربي والعالمي. 
خالد ممدوح العزي
متحف الشاهير جبل لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق